بسم الله الرحمن الرحيم
وصل يا ربي على اشرف الخلق والمرسلين ، البشير النذير ابا القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين.
مقدمة:
اما كيف نكسب الناس الى جانبنا هو ليس هو موهبة منذ ولادة الناس ولا هو حرمان لبعض الناس بل هو قواعد واساسيات كل من طبقها استطاع ان يكسب الناس صداقتهم .
ما تلك الاساسيات والقواعد؟ سنحاول ان شاء الله أن نتوصل إليها جميعاً في هذا الموضوع على شكل مسلسلات بتفاعل الاعضاء وتعاونهم ولتعم الفائده ... وما توفيقي الا بالله العلي العظيم .
يوجد فرق بين أن نكسب الناس إلى جانبنا كأفراد وبالتالي تكون صداقة فقط، وبين أن نكسبهم إلى جانب حق أو جانب دين.. وبالتالي كلمة نكسب الناس إلى جانبنا فيها نوع من الحزبية، الأفضل: كيف نكسب صداقات جديدة، أو كيف يحبنا الآخرون.. أو كيف يتقبلنا الآخر..
المسلسل الأول
أبدأ بحديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) وقوله (ص) (( ضع يدك على رأس وأحب له ما تحب لنفسك ))
هنا نطرح سؤال مهم : ما هي الطريقة التي ترغب في الناس معاملتك من خلالها.
دائما الانسان يحب الاخلاق الحسنه ويميل اليها ( وانا لا اتكلم عن الشواذ هنا بل اتكلم عن الانسان المستقيم ) فالانسان لا ينتظر من الناس الا المعاملة الحسنة ولن يقبل منهم اهانة ، ولا يرضى أن يتهمه احد بشئ ليس فيه وان لا يستظهر من العيوب شيء حتى لو كان يعلم أنها فيه .
فهذا الذي نطلبه نحن من الاخرين فلا بد ان نطبقه معهم اولا .
هناك عبارة منسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
ونحن اعتدنا ان نتعامل مع الناس بما نحب نحن ليس بما يحبونه هم ، وهذا هو السبب الرئيسي لفرار بعض الناس من بعضها ، فلا تنسى انك تتعامل مع بشر يحمل في طياته المشاعر والعواطف، وعندما لا يتصرف الناس كما نريد نحن نجعلهم في قائمة من يجب مقاطعتهم !
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس منا من لم يخالق من خالقه.
وعجبا لهؤلاء الناس ، مثال حي
صياد السمك اذا كان يحب جلكسي او اي نوع من انواع الكاكو فإنه لا يضعه في الصنارة ويرميه الى السمك كي يصطاده بل يضع الطعم الذي ترغب فيه السمكة لكي يصطادها، فهنا نلاحظ بأنه يجب ان نعامل الطرف الاخر بما يحب لنكسبه .
مثال آخر وهو الخطيب الذي يصعد المنبر الحسيني ويزكي نفسه فإن الناس تمل منه وان كان ما يقوله صدقا لأن الناس تحتاج الى من يجلّهم ويعطيهم الثقة بأنفسهم .
مثال اخر في هذه السلسلة: يقول احد خبراء العلاقات الانسانية كنت استأجر احدى الشقق التي تطل على الحديقة وذلك لألقي فيها محاضرات في كل موسم، وعندما قمت بتوزيع المنشورات في الجرائد والمواقع الالكترونية جائني اخطار من مدير الفندق بأن ايجار هذه الشقة قد زاد ثلاث اضعاف السعر القديم، فأنا لا استطيع ان الغي هذه المحاضرات ولا استطيع ان ادفع ايضا اليه هذا المبلغ الباهظ، يقول فذهبت له في اليوم الاخر بوجه مبتسم وأثنيت عليه وقلت له انا معجب بشخصك الذي يسعى دائما الى رقي هذا الفندق ولو كنت انا مكانك لفعلت ذلك ايضا ولو تقاعسنا عن رقي الفندق لفصلنا من مراكزنا، ثم أخذت ورقة ووضعت فيها خطاً افقي وبذلك فصلت الوقة نصفين فكتبت في النصف الاول كلمة (( الفوائد )) والنصف الاخر((المضار)) وكتبت له في قسم الفوائد ان ارباح الفندق سترتفع الى درجه عالية وهذا ما يسعى له كل مدير، وفي قسم المضار انه اذا اجرتنا بالايجار السابق سيقل الربح وهذا ما لا يرغب فيه احد لكننا لا نجهل موضوع ما وهو زيارة بعض الشخصيات الكبيرة والمثقفه الى الفندق وهذه دعاية كبرى الى الفندق ايضا
فأخذ المدير الورقة وصافحني وقال اشكرك من كل قلبي وفي اليوم التالي جائني اخطار ثاني بأن الايجار سيكون ضعفا بدلا من ثلاث اضعاف .
ولكن لو ذهب الدكتور وتشاجر معه هل سيصل الى ما وصل عليه ؟!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد احمد العلوي
تعليق