في الفكر السياسي الإسلامي تعكرات واخفاقات تكاد تكون غير محسوبة وارتجالية وكثير منها يقع ضمن ردت الفعل. وهذه الإخفاقات والتعكرات تقع عندما يغيب (المفكر الحقيقي والقائد الإصلاحي) واعتمادها قيادات ثانوية غير واقعية . وللإنصاف فان هذا التوصيف يشمل التيارات الفكرية دون استثناء. فعندما يغيب عن الساحة المفكر والمبدع الحقيقي تظهر الإخفاقات والأزمات لذلك الحزب أو لهذا التيار. لذا نحن نرى إن الحركات الإسلامية الحالية وكما غيرها من الحركات تفتقر للقائد الإصلاحي الذي يستطيع أن يتعامل بحرية ومسؤولية مع المجتمع والناس وهو يمتلك من الشجاعة ما يكفي لان يتحدى العالم لو وقف ندا له. لأنه يتحرك ضمن آلية إصلاحية واقعية تفرضها المرحلة والظرف. والمكان الذي يتحرك فيه. لذا نرى ذلك الحزب أو تلك الحركة تنطلق بسرعة البرق لتصل إلى القلوب قبل العقول وتتألق في سماء المعرفة والفكر مما يفتح آفاقا رحبة في فظاءات الحرية والاستقلال والاندماج الروحي الذي ينشده الإنسان في عالم الحياة التي نعيشها. وعندما تغيب هذه الشخصية عن الحزب أو التيار عليه أن يدرك أن أمامه خيار أساسي وضروري في لملمة النقص الحاصل في تكوين البنية الأساسية للتنظيم وخلق علاقة سحرية بين غياب المفكر الإصلاحي والقيادات الثانوية للتنظيم وتغطيتها برداء الشورى الذي يفتح آفاق التكامل الفكري وإن ضَعُفَ طرف المفكر الإصلاحي. ولكن هذا الخيار سرعان ما يتهشم على (صخرة الأنا) التي تظهر جلية في الشخصيات القيادية الثانوية التي تعتقد أنها قادرة على لعب دور المفكر والقائد الإصلاحي وهي لا تدرك أنها فريسة سهله للمتملقين والمتصيدين في المياه العكرة. فينشطر الحزب أو التيار إلى عدت انشطارات تكوينية. وتتمزق وحدة قراراته ويخضع لآلية العمل المحسوبية. وتتجمد كوادره التي تصبح في مهب الريح ولا تدري أين تستقر؟ وأين الصواب في حركة الحزب؟ وأين البوصلة التي تشير للمرفيء الحقيقي في كل الصراعات؟
وهذا التوصيف الذي نعتقد أن حزب الدعوة الإسلامية قد ابتليه فيه. وهو الحزب العريق الذي يمتلك تاريخ طويل من النضال والجهاد ضد الظلم والتعسف الفكري. وهو الذي لم يعتمد أسلوب الطائفية الفكرية خلال مساره الحركي, وقد تجاهله الكثير من أبناء العروبة ولم يدرج ضمن قائمة الأحزاب الإسلامية العريقة التي أغنت الساحة الفكرية الإسلامية. بل ولم ينصفوه وهو الذي رفض الهيمنة الايرانية على قناعاته الفكرية حينما كان يفتقر للناصر. وقد كانت إيران يومها ملاذا أخير لأمنه وسلامة كوادره ولكنه تحمل أعباء رفضه وتناثرت كوادره في بقاء العالم. دون أن يكترث لكل الضغوط التي مورست بحقه. وبقى صامداً صمود النخيل العراق. لكنه لم يسلم من الإخفاقات التي ذكرناها في بداية موضوعنا.
فحينما رحل (السيد الأول والمفكر الكبير محمد باقر الصدر) سارع الفصيل الأول لمليء الفراغ بالشورى وسرعان ما تهشمت وتفرق رجالها. ومع إن المرحلة كانت تتفجر فيها طاقات فكرية كبيرة أمثال ( السيد مهدي الحكيم والسيد فظل الله والشيخ محمد باقر الناصري والسيد الحائري والشيخ الاصفي والشيخ السنجري وعز الدين سليم) والكثير من المفكرين الذين دفنوا في محطة الأنا لبعض السياسيين. فتفرق جمع الحزب وبدأت الانقسامات وأصبح الانشطار صفة ملازمة للحزب. ولكنه حافظ على الثوابت التي كان يؤمن بها. ولم يهادن مع ما حصل من انقسامات داخلية. حتى أيام الحوارات التي كانت تجري بين بعض فصائل المعارضة العراقية والحكومة الأمريكية. فقد استطاع الحزب أن يتجنب تهمة العمالة التي تلصق بأي محاور مع الطرف الأمريكي. مع إننا كنا نؤيد فكرة الحوار وبناء علاقة طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأننا كنا نؤمن أن العراق أصبح قضية دولية لا يستطيع الشعب العراقي أن يغير الواقع إذا استطاع أن يطيح بالنظام البعثي. إلا أن القرار كان عدم المشاركة. ولكن بعد سقوط الصنم أصبح العراق تحت واقع جديد يقتضي تواجد الحزب داخل الساحة العراقية والتفاعل مع الشارع العراقي بما ينسجم وخطورة المرحلة والتعامل مع الوضع بحذر وحساسية عالية. وكان أملنا بالقيادة أن تعقد مؤتمرا للحزب تحدد فيه طبيعة العمل في المرحلة القادمة وكيفية التعامل معها. ولكن القيادة لم تكن تدري من أين تبدأ؟ وهذا يدلل على ما قلناه في بداية حديثنا إن أي حزب أو تيار عندما يفقد المفكر الحقيقي والقائد الإصلاحي يقع في إخفاقات كثيرة وبودنا أن نلخص بعضها في النقاط التالية:-
1- لم يتخذ الحزب رئيا صريحا وواضحا في دخول القوات الأمريكية للعراق:-
مما جعل كوادر الحزب لا تستطيع أن تجيب على تساؤلات الناس ومحبي الحزب حول ما هو الموقف؟ هل نحن مؤيدون أم رافضون لدخول القوات الأمريكية للعراق؟. فوقع الناس في تخبط غير مبرر مما جعل النقاش ما بين مؤيد يتمنى الخلاص من الحكم البعثي وكاره للاحتلال في أعماقه وبين رافض لدخول القوات الأمريكية ومتمنيا في أعماقه دخول القوات الأمريكية للعراق للخلاص من الحكم الصدامي.
2- دخول الحزب العملية السياسية وتحت وصاية الحاكم المدني (بريمر).
مما اثأر حفيظة الرأي الشعبي ضده لأنه أي (الشارع العراقي) كان يعتقد أن الحزب سوف يلتجئ للشعب وإعادة تنظيمه في الداخل وعقد مؤتمرا تتبلور فيه الخطوط التنظيمية والعمل على حشد الجماهير ولم الشتات والاهتمام بأبناء الشهداء وعوائل الشهداء الذين علقت أجسامهم الطاهرة على أعواد مشانق البعثيين وتجميع الكوادر من الصف الثاني والثالث والمحبين للحزب لتشكيل التيار الأقوى في الساحة العراقية. والاهتمام بهموم الناس لأنه كان يمثل الخلاص للكثير من أبناء شعبنا.
3- تهمش الكوادر من الصف الثاني ومحبي الحزب وحتى بعض القيادات من الصف الأول.
مما اضطر الكثير من محبي ومؤيدي الحزب الالتجاء إلى بعض الأحزاب والتكتلات الغير شرعية والانضمام إليها .
وتنحى الكثير من الكوادر المهمة في الحزب والسجناء السياسيين المحسوبين على الحزب وتركهم العمل السياسي مما جعل فراغا في الساحة العراقية استغلها البعض بتشكيل مجاميع وتيارات قوية في الساحة العراقية جل أنصارها من مؤيدي وأنصار حزب الدعوة الإسلامية.
4- اختيار نوري المالكي أمينا عاما للحزب.
إختيارالأمين العام للحزب وحصر الامانة العامة بين شخصين (الجعفري والمالكي) كان ظلما كبيرا للحزب وللأسباب التالية:-
أ- تهمش الآخرين الذين تتوفر فيهم الأهلية لقيادة الحزب.
ب- اختيار المالكي كان محاباة لرئيس الوزراء الجديد وتهمش رئيس الوزراء السابق. بمعنى (تملق).
ت- فتح باب الانشقاق بين القياديين في الحزب.
ث- أي إخفاق في تحركات الحكومة يحسب على الحزب.
ج- صعوبة التواصل بين الأمين العام (رئيس الوزراء) والحزب في كل الاجتماعات التي تعقد (لظروفه الخاصة).
ح- قرارات ومقترحات الحزب لا تؤثر في حركة الأمين العام ويكون بعيدا عنها بحكم انه رئيسا للوزراء.
وهناك أسباب أخرى لسنا بصدد ذكرها.
5- دخول السيد المالكي للبصرة بعملية صولة الفرسان.
أيدت الكثير من القيادات السياسية للحزب خطوة المالكي وانتصروا له وكأن المعركة كانت معركة الحزب. وهي ليست كذلك وإنما كانت بين حكومة يرأسها المالكي ولها قياداتها الأمنية والعسكرية وبين طرف سياسي آخر أو أناس خارجين عن القانون سمها ما شئت. وليس للحزب دخلا فيها. بل أن الكثير من كوادر الحزب انتقدوا الطريقة التي جرت في البصرة. وان كنا نؤمن بسيادة القانون وفرض هيبة الدولة ولكننا كنا نرى أن هناك الكثير من الحلول تجنبنا خسارة أبنائنا. لذا نتمنى على القياديين في الصف الأول أن يميزوا بين ما تتخذه الحكومة من خطوات وبين مصلحة الحزب فلا يصح أن يربط الحزب بشخصية فلان من الناس لان فلان سوف يرحل ويبقى الحزب. وعليه فنحن نعتقد أن الأمين العام للحزب ليس بالضرورة أن يكون رئيسا للوزراء أو أي منصب في الدولة بل لو كان بعيدا عن الدولة لكان عمله أكثر نفعا للحزب وأكثر نشاطا. فليس معقولا أن يبني الحزب هذه القاعدة الشعبية العريضة ليأتي قيادي يهدم ما بناه أبناء الحزب بدمائهم.
وان كنا نؤيد السيد المالكي بالخطوات التي تبني الدولة ولكننا نختلف أحياننا معه بطريقة العمل وهذا يؤكد حبنا لشعبنا وأبناء هذا الوطن وحرصنا الدائم على إبعاد شبح القتل عنه فما حل به من القتل. لم يجري لمثله من الشعوب العربية والإسلامية ويكفي الدماء التي سالت وأيضا نريد أن نؤكد إننا لسنا إمعى ننعق مع كل ناعق مثل الكثير من التافهين في مسيرة الحركة الإسلامية بل كوادر تضع الأصح في المكان الصحيح .
وعودة على بدء لابد لكل حزب أو تيار يفقد مفكره والقائد الإصلاحي أن يلتزم مبدأ الشورى إلى حين الاتفاق على المفكر والإصلاحي الجديد الذي يرسم منهاج المرحلة المقبلة. وبعد هذه الإخفاقات علينا أن ندرك إننا اليوم في فراغ فكري وتنظير غير واقعي وخلط للأوراق بعضها ببعض. لأننا نرى اليوم الإسلامي يتحرك وكأنه علمانيا ويتحدث وكأنه بعيد عن الحركة الإسلامية. بل أقولها وبكل ثقة. إنه لا يدري هل تغيرت الأفكار والمفاهيم؟ أم استجد جديد في الفكر الإسلامي الحركي الحديث. أم أن العلمانية هي فكرة يؤمن بها حتى من ينتمي للتيار الإسلامي الحركي؟. وإذا كان كذلك فلماذا اختلف الأقدمون في العلمانية؟ ولسنا اليوم في مجال بحثها وإنما أردنا التنبيه لها. ولنا رؤيا في ذلك. منقووووووووووووووووووول
وهذا التوصيف الذي نعتقد أن حزب الدعوة الإسلامية قد ابتليه فيه. وهو الحزب العريق الذي يمتلك تاريخ طويل من النضال والجهاد ضد الظلم والتعسف الفكري. وهو الذي لم يعتمد أسلوب الطائفية الفكرية خلال مساره الحركي, وقد تجاهله الكثير من أبناء العروبة ولم يدرج ضمن قائمة الأحزاب الإسلامية العريقة التي أغنت الساحة الفكرية الإسلامية. بل ولم ينصفوه وهو الذي رفض الهيمنة الايرانية على قناعاته الفكرية حينما كان يفتقر للناصر. وقد كانت إيران يومها ملاذا أخير لأمنه وسلامة كوادره ولكنه تحمل أعباء رفضه وتناثرت كوادره في بقاء العالم. دون أن يكترث لكل الضغوط التي مورست بحقه. وبقى صامداً صمود النخيل العراق. لكنه لم يسلم من الإخفاقات التي ذكرناها في بداية موضوعنا.
فحينما رحل (السيد الأول والمفكر الكبير محمد باقر الصدر) سارع الفصيل الأول لمليء الفراغ بالشورى وسرعان ما تهشمت وتفرق رجالها. ومع إن المرحلة كانت تتفجر فيها طاقات فكرية كبيرة أمثال ( السيد مهدي الحكيم والسيد فظل الله والشيخ محمد باقر الناصري والسيد الحائري والشيخ الاصفي والشيخ السنجري وعز الدين سليم) والكثير من المفكرين الذين دفنوا في محطة الأنا لبعض السياسيين. فتفرق جمع الحزب وبدأت الانقسامات وأصبح الانشطار صفة ملازمة للحزب. ولكنه حافظ على الثوابت التي كان يؤمن بها. ولم يهادن مع ما حصل من انقسامات داخلية. حتى أيام الحوارات التي كانت تجري بين بعض فصائل المعارضة العراقية والحكومة الأمريكية. فقد استطاع الحزب أن يتجنب تهمة العمالة التي تلصق بأي محاور مع الطرف الأمريكي. مع إننا كنا نؤيد فكرة الحوار وبناء علاقة طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأننا كنا نؤمن أن العراق أصبح قضية دولية لا يستطيع الشعب العراقي أن يغير الواقع إذا استطاع أن يطيح بالنظام البعثي. إلا أن القرار كان عدم المشاركة. ولكن بعد سقوط الصنم أصبح العراق تحت واقع جديد يقتضي تواجد الحزب داخل الساحة العراقية والتفاعل مع الشارع العراقي بما ينسجم وخطورة المرحلة والتعامل مع الوضع بحذر وحساسية عالية. وكان أملنا بالقيادة أن تعقد مؤتمرا للحزب تحدد فيه طبيعة العمل في المرحلة القادمة وكيفية التعامل معها. ولكن القيادة لم تكن تدري من أين تبدأ؟ وهذا يدلل على ما قلناه في بداية حديثنا إن أي حزب أو تيار عندما يفقد المفكر الحقيقي والقائد الإصلاحي يقع في إخفاقات كثيرة وبودنا أن نلخص بعضها في النقاط التالية:-
1- لم يتخذ الحزب رئيا صريحا وواضحا في دخول القوات الأمريكية للعراق:-
مما جعل كوادر الحزب لا تستطيع أن تجيب على تساؤلات الناس ومحبي الحزب حول ما هو الموقف؟ هل نحن مؤيدون أم رافضون لدخول القوات الأمريكية للعراق؟. فوقع الناس في تخبط غير مبرر مما جعل النقاش ما بين مؤيد يتمنى الخلاص من الحكم البعثي وكاره للاحتلال في أعماقه وبين رافض لدخول القوات الأمريكية ومتمنيا في أعماقه دخول القوات الأمريكية للعراق للخلاص من الحكم الصدامي.
2- دخول الحزب العملية السياسية وتحت وصاية الحاكم المدني (بريمر).
مما اثأر حفيظة الرأي الشعبي ضده لأنه أي (الشارع العراقي) كان يعتقد أن الحزب سوف يلتجئ للشعب وإعادة تنظيمه في الداخل وعقد مؤتمرا تتبلور فيه الخطوط التنظيمية والعمل على حشد الجماهير ولم الشتات والاهتمام بأبناء الشهداء وعوائل الشهداء الذين علقت أجسامهم الطاهرة على أعواد مشانق البعثيين وتجميع الكوادر من الصف الثاني والثالث والمحبين للحزب لتشكيل التيار الأقوى في الساحة العراقية. والاهتمام بهموم الناس لأنه كان يمثل الخلاص للكثير من أبناء شعبنا.
3- تهمش الكوادر من الصف الثاني ومحبي الحزب وحتى بعض القيادات من الصف الأول.
مما اضطر الكثير من محبي ومؤيدي الحزب الالتجاء إلى بعض الأحزاب والتكتلات الغير شرعية والانضمام إليها .
وتنحى الكثير من الكوادر المهمة في الحزب والسجناء السياسيين المحسوبين على الحزب وتركهم العمل السياسي مما جعل فراغا في الساحة العراقية استغلها البعض بتشكيل مجاميع وتيارات قوية في الساحة العراقية جل أنصارها من مؤيدي وأنصار حزب الدعوة الإسلامية.
4- اختيار نوري المالكي أمينا عاما للحزب.
إختيارالأمين العام للحزب وحصر الامانة العامة بين شخصين (الجعفري والمالكي) كان ظلما كبيرا للحزب وللأسباب التالية:-
أ- تهمش الآخرين الذين تتوفر فيهم الأهلية لقيادة الحزب.
ب- اختيار المالكي كان محاباة لرئيس الوزراء الجديد وتهمش رئيس الوزراء السابق. بمعنى (تملق).
ت- فتح باب الانشقاق بين القياديين في الحزب.
ث- أي إخفاق في تحركات الحكومة يحسب على الحزب.
ج- صعوبة التواصل بين الأمين العام (رئيس الوزراء) والحزب في كل الاجتماعات التي تعقد (لظروفه الخاصة).
ح- قرارات ومقترحات الحزب لا تؤثر في حركة الأمين العام ويكون بعيدا عنها بحكم انه رئيسا للوزراء.
وهناك أسباب أخرى لسنا بصدد ذكرها.
5- دخول السيد المالكي للبصرة بعملية صولة الفرسان.
أيدت الكثير من القيادات السياسية للحزب خطوة المالكي وانتصروا له وكأن المعركة كانت معركة الحزب. وهي ليست كذلك وإنما كانت بين حكومة يرأسها المالكي ولها قياداتها الأمنية والعسكرية وبين طرف سياسي آخر أو أناس خارجين عن القانون سمها ما شئت. وليس للحزب دخلا فيها. بل أن الكثير من كوادر الحزب انتقدوا الطريقة التي جرت في البصرة. وان كنا نؤمن بسيادة القانون وفرض هيبة الدولة ولكننا كنا نرى أن هناك الكثير من الحلول تجنبنا خسارة أبنائنا. لذا نتمنى على القياديين في الصف الأول أن يميزوا بين ما تتخذه الحكومة من خطوات وبين مصلحة الحزب فلا يصح أن يربط الحزب بشخصية فلان من الناس لان فلان سوف يرحل ويبقى الحزب. وعليه فنحن نعتقد أن الأمين العام للحزب ليس بالضرورة أن يكون رئيسا للوزراء أو أي منصب في الدولة بل لو كان بعيدا عن الدولة لكان عمله أكثر نفعا للحزب وأكثر نشاطا. فليس معقولا أن يبني الحزب هذه القاعدة الشعبية العريضة ليأتي قيادي يهدم ما بناه أبناء الحزب بدمائهم.
وان كنا نؤيد السيد المالكي بالخطوات التي تبني الدولة ولكننا نختلف أحياننا معه بطريقة العمل وهذا يؤكد حبنا لشعبنا وأبناء هذا الوطن وحرصنا الدائم على إبعاد شبح القتل عنه فما حل به من القتل. لم يجري لمثله من الشعوب العربية والإسلامية ويكفي الدماء التي سالت وأيضا نريد أن نؤكد إننا لسنا إمعى ننعق مع كل ناعق مثل الكثير من التافهين في مسيرة الحركة الإسلامية بل كوادر تضع الأصح في المكان الصحيح .
وعودة على بدء لابد لكل حزب أو تيار يفقد مفكره والقائد الإصلاحي أن يلتزم مبدأ الشورى إلى حين الاتفاق على المفكر والإصلاحي الجديد الذي يرسم منهاج المرحلة المقبلة. وبعد هذه الإخفاقات علينا أن ندرك إننا اليوم في فراغ فكري وتنظير غير واقعي وخلط للأوراق بعضها ببعض. لأننا نرى اليوم الإسلامي يتحرك وكأنه علمانيا ويتحدث وكأنه بعيد عن الحركة الإسلامية. بل أقولها وبكل ثقة. إنه لا يدري هل تغيرت الأفكار والمفاهيم؟ أم استجد جديد في الفكر الإسلامي الحركي الحديث. أم أن العلمانية هي فكرة يؤمن بها حتى من ينتمي للتيار الإسلامي الحركي؟. وإذا كان كذلك فلماذا اختلف الأقدمون في العلمانية؟ ولسنا اليوم في مجال بحثها وإنما أردنا التنبيه لها. ولنا رؤيا في ذلك. منقووووووووووووووووووول