التوحيد والخضوع المطلق لله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين، السلام عليكم أيُّها الأخوةُ المؤمنون والأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.التوحيد في خط الحياة:
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران/102). تنطلق هذه الآية من قاعدة الالتزام بتوحيد الله، لأنَّ مسألة التوحيد ليست مجرد مسألة فكرية، يعقد الإنسان فيها عقله، كما يعقده على أيَّةِ حقيقة من الحقائق، بل هي مسألة تتصل بالجانب الفكري والروحي والحركي في حياة الإنسان. فنحنُ عندما نؤمن بأنَّ الله هو ربُّنا الذي لا شريك له، فإنَّ الربوبيَّة هي هذا النوع من التواصل بيننا وبين الله، فالله خلقنا والله ربَّانا، وهذا ما أشار إليه القرآنُ في حديثُ النبيّ إبراهيم(ع): {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}(الشعراء/78)، أي خلقنا وهدانا إلى ما يبني لنا حياتنا ووجودنا، عندما خلق العقل الذي فتح له أبواب التَّفكير والوعي للحقائق، وعندما خلق القلب وفتح كلَّ مشاعره وأحاسيسه على الجانب العاطفي من حياتنا، وخلق لنا أعضاءنا وجعل لها وظائف متعددة.
تعليق