وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6جهاد النفس هو احد امواع الجهاد الكثيرة ولكن اعتبر جهاد النفس من اعظم انواع الجهاد واصعبها واكبرهاواخطرها على الانسان وقد جاء في الرواية مضمونا عن سيد الكائنات ( صلى الله عليه واله وسلم) حيث رجع اصحابه من احد المعارك المهمة فقال لهم ( صلى الله عليه واله وسلم) رجعتم من الجهاد الاصغر وبقي عليكم الجهاد الاكبر وقيل وما الجهاد الاكبر يارسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) قال جهاد النفس وقد اندهشوا الصحابة من كلام النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) فاي شي اكبر من اله الحرب والقتال والسيوف والرماح والخوف والخطر كل ذلك يعتبر صغير فاي شي اكبر من هذا لذلك قالوا بدهشة واستغراب 0 وذلك لان جهاد النفس يختلف بعدة امور من الجهاد الاصغر وهذه الامور تثبت ان جهاد النفس اكبر من اي نوع من انواع الجهاد
الامر الاول :العدو قد يموت بضربت او ضربتين اما النفس لاتموت لانها شي غير محسوس
الامر الثاني :العدو ممكن تفترق عنه ويفترق عنك في حين النفس لاتفارقك ولا تفارقها طرفة عين ملازملك في كل الاوقات والظروف
الامر الثالث :مكن الاجتناب عن العدو وضرباته ولكن الى اين تذهب عن ضربات النفس وتسويلاتها
الامر الرابع العدو وجهة نظره واحد وراءيه واحد ومحدود من الاراء والاقتراحات النفس تدخل في كل شي وتعطي رائيها في الصغيرة والكبيرة
الامر الخامس :العدو تكره وتشمائز منه في حين النفس تشفق عليها
الامر السادس :العدو اتخذ قراره بعد تفكر وتعقل في حين النفس تصر وتامر بدون تفكير او تعقل لمجرد هوى وغواية وشهوة ومنها قيل ان الشهوات لاعقل لها 0 وتصدق الحكمة التي تقول عدو عاقل خير من صديق جاهل 00 وذلك نرى كثرة المغلوبين بهذه المعركة الا مارحم ربي (({وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53وعتبر النبي من اجل ذلك ان ضرب السيوف ومواجهة الاعداء اصغر بكثير من جهاد النفس 0 وان الصعوبة والمشكلة لايخلو انسان من ذلك العدو وهذه المواجهة وتزداد ذراوة وقوة في مواطن الخير وكلما زاد ايمان الفرد 00 ولكن الشارع المقدس لم يترك الانسان فريسة سهله لهذا لعدو بل جعل في الانسان قوة قاهرة وغالب على الهوى وداحرة للنفس الا وهو العقل لذلك جعل الله الثواب والعقاب والتكليف وعدم التكليف على مقدار القوة العقلية التي يمتلكها الانسان فيجب استغلال لهذه النعمة الكبيرة التي ميزنا الله بها عن جميع المخلوقات وطاعة العقل بالامور الفردية والاجتماعية والتائني والتاءمل قبل كل قرار وتغذية العقل بالعلوم والمعارف والمحفزات التي تدعو الى الخير واتباع الدليل والاثر والبرهان والاخلاص لله وحده يكون الطريق واضحا لكسب وجني ثمار هذه النعمة وكسب المعرك 0 وليس المهم هو كثرة العلوم المكتسب او كثرة المال والجاه المهم في ذلك لانتصار هو التعلق بالله وحده بنية صادقة والتمسك بعترت نبيه عندها يحصل الارتباط بالغيب فيكون مصداق لقوله تعالى (({الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3وهذا لايحصل الا بعد عناء طويل وجهد كبير وتحمل وصبر وتجرد من كل شائبة دنيوية عندها يكون الانتصار الاكبر لان التكاملات التي يحققها الانسان في الجهاد الاكبر تكون ثمرتها وعظمتها ان يكون الفرد مستحقا للتشرف بنصرة الامام والتنعم بدولة وان صفات اصحاب الامام عليه السلام انهم يحوزون كل التكاملات النفسية والاخلاقية والعبادية 00 بعد ان كسبوا معركة جهاد النفس المعركة الشرسة التي دارة رحها خلال الغيبة الكبرى اللهم انصرنا على انفسنا فاءنا نشكو اليك نفس باسوء اماره فاعنا عليها ونصرنا عليها لنكون نموذج صالح لخدمة دينك وخدمة نبيك وترزقنا الصبر والثبات والمطاولة 00 ياارحم الر احمين