من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
بسم الله الرحمن الرحيم :
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ))
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++++++
لقد متّ فرأيت مرضي الجسماني قد تلاشى وأصبحت في أتم صحة ، ورأيت أقربائي حول جنازتي يبكون عليّ ، وقلت لهم :
إنني لم أمت .. بل زال عني مرضي ..
إلا أن أحد لم يسمعني ، وكأنهم لا يرونني ولا يسمعون صوتي .. فعلمت أنني بعيد عنهم ، ولكني كنت هناك بسبب معرفتي وحبي لتلك الجنازة .. وكنت أحدق بعيني في جنبها الأيسر ..
وبعد غسل الجنازة واجراء ما يلزم لها ، أتجهوا بها نحو المقابر ..
وكنت مع المشيعين الذين أرعبني أن أرى بينهم حيوانات وحشية مفترسة .. من كل نوع ، إلا أنّ الآخرين لم يخافوها وهي لم تؤذ أحدا .. وكأنها حيوانات أهلية يأنسون بها ..
أنزلوا الجنازة في القبر وكنت أقف أتفرج .. وعندئذ أحسست بالخوف وارتهبت ، وعلى الأخص عندما لاحظت أن الحيوانات أخذت تظهر في القبر وتهاجم الجثة ، وأن الرجل الذي كان يوسّد الجثة في التراب لم يدفع تلك الحيوانات عنها .. وكأنه لا يبصرها ..
ثم خرج من القبر ، ودخلت أنا لطرد تلك الحيوانات .. بالنظر لما يربطني بتلك الجثة من روابط .. ولكن الحيوانات تكاثر عددها وغلبتني على أمري ..
ثم إني كنت في أشد الخوف ، بحيث كانت جميع أعضائي ترتجف .. وطلبت النجدة من الناس ولكن لم ينجدني أحد ..
واستمر كلّ في ما كان يعمل ، وكأنهم لا يرون ما يحدث في القبر ..
وبغتة .. ظهر أشخاص آخرون في القبر ساعدوني على طرد الحيوانات فهربت .. فأردت أن أسألهم من هم ؟؟ فقالوا :
(( إن الحسنات يذهبن السيئات)) ..
واختفوا ..
بعد الانتهاء من هذه المعركة انتبهت إلى الناس كانوا قد أغلقوا القبر ، وتركوني في ذلك المكان الضيق المظلم ، وانصرفوا إلى بيوتهم .. حتى أقربائي وأصدقائي وزوجتي وأطفالي الذين كنت أسعى ليل نهار لراحتهم .. فآلمني نكرانهم الجميل وعدم وفائهم ..
وقد أوشك قلبي أن ينفطر خوفا وهلعا من وحشة القبر .. ومن الوحدة !!
- يتبع -
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
بسم الله الرحمن الرحيم :
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ))
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++++++
لقد متّ فرأيت مرضي الجسماني قد تلاشى وأصبحت في أتم صحة ، ورأيت أقربائي حول جنازتي يبكون عليّ ، وقلت لهم :
إنني لم أمت .. بل زال عني مرضي ..
إلا أن أحد لم يسمعني ، وكأنهم لا يرونني ولا يسمعون صوتي .. فعلمت أنني بعيد عنهم ، ولكني كنت هناك بسبب معرفتي وحبي لتلك الجنازة .. وكنت أحدق بعيني في جنبها الأيسر ..
وبعد غسل الجنازة واجراء ما يلزم لها ، أتجهوا بها نحو المقابر ..
وكنت مع المشيعين الذين أرعبني أن أرى بينهم حيوانات وحشية مفترسة .. من كل نوع ، إلا أنّ الآخرين لم يخافوها وهي لم تؤذ أحدا .. وكأنها حيوانات أهلية يأنسون بها ..
أنزلوا الجنازة في القبر وكنت أقف أتفرج .. وعندئذ أحسست بالخوف وارتهبت ، وعلى الأخص عندما لاحظت أن الحيوانات أخذت تظهر في القبر وتهاجم الجثة ، وأن الرجل الذي كان يوسّد الجثة في التراب لم يدفع تلك الحيوانات عنها .. وكأنه لا يبصرها ..
ثم خرج من القبر ، ودخلت أنا لطرد تلك الحيوانات .. بالنظر لما يربطني بتلك الجثة من روابط .. ولكن الحيوانات تكاثر عددها وغلبتني على أمري ..
ثم إني كنت في أشد الخوف ، بحيث كانت جميع أعضائي ترتجف .. وطلبت النجدة من الناس ولكن لم ينجدني أحد ..
واستمر كلّ في ما كان يعمل ، وكأنهم لا يرون ما يحدث في القبر ..
وبغتة .. ظهر أشخاص آخرون في القبر ساعدوني على طرد الحيوانات فهربت .. فأردت أن أسألهم من هم ؟؟ فقالوا :
(( إن الحسنات يذهبن السيئات)) ..
واختفوا ..
بعد الانتهاء من هذه المعركة انتبهت إلى الناس كانوا قد أغلقوا القبر ، وتركوني في ذلك المكان الضيق المظلم ، وانصرفوا إلى بيوتهم .. حتى أقربائي وأصدقائي وزوجتي وأطفالي الذين كنت أسعى ليل نهار لراحتهم .. فآلمني نكرانهم الجميل وعدم وفائهم ..
وقد أوشك قلبي أن ينفطر خوفا وهلعا من وحشة القبر .. ومن الوحدة !!
- يتبع -
تعليق