بسم الله الرحمن الرحيم
من بين الفتن المضلة والشبهات المهلكة والأفكار المنحرفة وفي زحمة السبل الوعرة والأمواج المتلاطمة وهي تتقاذف العقول والقلوب فترمي بها في قاع الجهل والخسران ، انتفض جمع من المؤمنين ممن ترسخ في نفوسهم السبيل السوي والمنهاج المنير لطريق الحق وإمام الحق وعزموا على إيصال ونشر مفهوم وحقيقة المنهاج الواضح لخط الإمام المهدي (عليه السلام) بالدعوة الصادقة والكلمة الحسنة والبرهان العلمي والشرعي والأخلاقي فكانت مؤسسة مهدي الأمم الثقافية المنطلق لهذه الدعوة المباركة لتكون مشعلا يُرى في ضوءه الحقيقة التي غيبتها ظلمات الأعداء والحاقدين والمنتفعين ، وهي إذ تقدم أطروحتها الفكرية والعقائدية ونشاطها الإجتماعي والثقافي فأنها تؤكد انتمائها الى الخط المرجعي المبارك الذي يجسد القرار الإلهي في امتداد خط الإمامة المقدس ، وهي بذلك تقف بقوة وحزم - متسلحة بالدليل الشرعي والعقلي - بوجه كل الحركات والتحركات والتيارات التي تنشط خارج خط المرجعية..
ان إعتقاد مؤسسة مهدي الأمم الثقافية بخط المرجعية هو تأكيد وتأصيل واستمرار لخط الإمام المهدي (عليه السلام) والذي يمكن من خلاله أن يُعرف الإمام (عليه السلام (ويُبايع.
والمرجع الجامع للشرائط هو المصداق الفعلي والشرعي والأخلاقي في عصر الغيبة ، ولا ينحرف عنه إلا من تلبس بزي الإدعاء والضلالة و انجرف في سيول النواصب وعلق في شباك المضلين .. وتؤكد مؤسسة مهدي الأمم الثقافية بأن حركتها علمية وفكرية مستمدة من عقائد الإسلام الأصيلة والتي تسالمت عليها الأمة ، وترفض أي نوع من انواع القوة ، لفرض أو إقصاء أي اطروحة مادامت في سياق الطرح الفكري الذي لايستخدم السلاح.
وتؤكد مؤسسة مهدي الأمم الثقافية إن حركة الإمام المهدي (عليه السلام) وظهوره المبارك لا يخضع (بالدرجة الاولى ) الى إرهاصات جانبية او سياسية او اجتماعية بقدر ما يخضع لسلسلة التخطيط الإلهي والسنن الكونية للتاريخ الإنساني فالإسلام ينظر الى قضية الإمام المهدي (عليه السلام) على أنها سنة كونية تلحظ من اجل تحققها مجموعة كبيرة من العلل والأسباب والتي لا تخص حيثيات المجتمع الإنساني العامة فحسب بل تتعدى الى كل الكون ، ومن مجموع هذه العلل والأسباب يقاس مدى وقدرة المرحلة على إستيعاب دولة العدل الإلهي ، ويبقى مدار العلة التي تقع على الإنسانية ( ممثلة بالمجتمع المسلم ) لتحقيق الشروط الموضوعية الملاقاة على عاتق الأمة الإسلامية.
وعليه تعتقد مؤسسة مهدي الأمم الثقافية إن الخط المرجعي الصادق هو المحور والضمان في ايجاد الشروط ، فضلا عن عملها داخل إطار الخط المرجعي نفسه ، فأن المؤسسة تعتقد بأهمية عصر الغيبة من الناحية العبادية والأخلاقية لانها تؤمن ان العمل فيه لا يقل شأنا عن عصر الظهور المقدس فيلاحظ فيه نية الإنسان
وهدفه الذي يتجه الى طاعة الله تعالى وعبادته وتوحيده إضافة الى أهمية النشاط الفكري الحركي في عصر الغيبة باعتباره المرحلة التي تعد فيها الشروط الموضوعية لظهورالإمام (عليه السلام)، وبذلك تعلن مؤسسة مهدي الأمم عن أهمية القيمة الحركية والفعلية لقضية الإمام في الغيبة والتي لايمكن اختزالها في عصر الظهور المقدس فإذا وُجد من يُحسن إستثمار الغيبة فأن هذا الإستثمار يؤدي الى نتائج في غاية الأهمية.
لقد استمدت مؤسسة مهدي الأمم الثقافية انتمائها من العمق التاريخي لخط المرجعية الممتد الى الإمامة ..وهذا الانتماء وان تبلور اليوم بعنوان ( مؤسسة ) لكنه في الواقع ألتصق بخط الأنصار المصلحين الذين واكبوا حركة القيادات الشرعية في طول عصر الغيبة وعصر الائمة وعصر الأنبياء عليهم صلوات الله تعالى..
تعليق