بسم الله الحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمدالعقل والعلم والجهل
قيل للصادق (ع) : ما العقل ؟..
قال : ما عُبد به الرحمن ، واكتسب به الجنان ،
قيل : فالذي كان في معاوية ؟..
قال (ع) : تلك النكراء وتلك
الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بعقل .
سئل الحسن بن علي (ع) فقيل له : ما العقل ؟..
قال : التجرّع للغصّة حتى
تنال الفرصة .
قال أمير المؤمنين (ع) للحسن (ع) : يا بني ما العقل ؟!..
قال : حفظ قلبك ما استودعه ،
قال : فما الجهل ؟..
قال : سرعة الوثوب على الفرصة
قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب ، ونِعمَ العون الصمت في مواطن
كثيرة وإن كنت فصيحا .
قال رسول الله (ص) : وأما أعداؤك من الجن :
فإبليس وجنوده ، فإذا أتاك
فقال : مات ابنك ، فقل :إنما خُلق الأحياء ليموتوا ، وتدخل بضعة مني
الجنة إنه ليسري.. فإذا أتاك وقال :قد ذهب مالك ،
فقل : الحمد لله الذي
أعطى وأخذ ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة عليّ ..
وإذا أتاك وقال لك :
الناس يظلمونك وأنت لا تظلم ،
فقل :إنما السبيل يوم القيامة على الذين
يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل ..
وإذا أتاك وقال لك : ما أكثر إحسانك !..
يريد أن يدخلك العجب ،
فقل :
إساءتي أكثر من إحساني ..
وإذا أتاك فقال لك : ما أكثر صلاتك !..
فقل :
غفلتي أكثر من صلاتي ..
وإذا قال لك : كم تعطي الناس ،
فقل :ما آخذ
أكثر مما أعطي ..
وإذا قال لك : ما أكثر مَن يظلمك !..
فقل : مَن ظلمته
أكثر ..
وإذا أتاك فقال لك : كم تعمل ،
فقل : طالما عصيت . إنّ الله
تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت ، وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الأرض فسطّحها على ظهرها فذلّت ، ثم إنّ الأرض فخرت وقالت :
أيّ
شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها ،
فذلّت الأرض واستقرّت ، ثم إنّ الجبال فخرت على الأرض ، فشمخت
أي علت
واستطالت ، وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني؟..
فخلق الحديد فقطعها فذلّت ، ثم إنّ الحديد فخر على الجبال ، وقال : أيّ
شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق النار فأذابت الحديد فذلّ الحديد ، ثم إنّ النار زفرت وشهقت وفخرت
وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الماء فأطفأها فذلّت ، ثم الماء فخر وزخر وقال : أيّ شيءٍ يغلبني
؟.. فخلق الريح فحرّكت أمواجه وأثارت ما في قعره ، وحبسته عن مجاريه
فذلّ الماء ، ثم إنّ الريح فخرت وعصفت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الإنسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلّت الريح ،
ثم إنّ الإنسان طغى ، وقال : من أشدّ مني قوةً ؟..
فخلق الموت فقهره فذلّ الإنسان ، ثم إنّ الموت فخر في نفسه ، فقال الله
عزّ وجلّ : لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين ، أهل الجنة وأهل النار ثم
لا أُحييك أبدا فخاف ، ثم قال : والحلم يغلب الغضب ، والرحمة تغلب
السخط والصدقة تغلب الخطيئة .
قال النبي (ص) : صفة العاقل : أن يحلم عمَّن جهل عليه ، ويتجاوز عمَّن
ظلمه ، ويتواضع لمَن هو دونه ، ويسابق مَن فوقه في طلب البرّ ، وإذا
أراد أن يتكلّم تدبّر فإن كان خيرا تكلّم فغنم ، وإن كان شراً سكت فسلم
، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة
انتهز بها ، لا يفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال
يُعرف بها العاقل.
وصفة الجاهل : أن يظلم مَن خالطه ، ويتعدّى على مَن هو دونه ، ويتطاول
على مَن هو فوقه ، كلامه بغير تدبرٍ ، إن تكلم أثم وإن سكت سها ، وإن
عرضت له فتنةٌ سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلةً أعرض وأبطأ عنها ،
لا يخاف ذنوبه القديمة ، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب ،
يتوانى عن البر ويبطىء عنه ، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه ،
فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حُرم العقل .
قال علي (ع) : العاقل لا يُحدّث مَن يخاف تكذيبه ، ولا يسأل مَن يخاف
منعه ، ولا يقدم على ما يخاف العذر منه ، ولا يرجو مَن لا يوثق برجائه
قال الصادق (ع) : يُستدلّ بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته ، وبرسوله
على فهمه وفطنته .
قال النبي (ص) : رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس ، وقال (ص) :
أعقل الناس محسنٌ خائفٌ ، وأجهلهم مسيئٌ آمنٌ
قال أمير المؤمنين (ع): ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة
لمعاش ، أو حظوة ( أي مكانة ) في معاد ، أو لذ في غير محرّم .
روي أنّ رسول الله مرّ بمجنون ، فقال : ما له ؟.. فقيل : إنه مجنون ،
فقال : بل هو مصابٌ ، إنما المجنون مَن آثر الدنيا على الآخرة .
قال النبي (ص) : ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا ، أن يكون له أربع ساعات
من النهار : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يأتي
أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه ، وساعة يُخلي بين نفسه
ولذتها من أمر الدنيا فيما يحلّ ويحمد .
وقال علي بن الحسين (ع) : إنّ جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض
ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها ، عند ولي من أولياء الله وأهل
المعرفة بحق الله كفيء الظلال ،
ثم قال : أو لا حرٌّ يدع هذه اللماظة (
أي البقية القليلة ) لأهلها ؟.. يعني الدنيا ، فليس لأنفسكم ثمنٌ إلا
الجنة فلا تبيعوها بغيرها ، فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي
بالخسيس.
قال علي (ع) : لا يُرى الجاهل إلا مفرطاً أو مفرِّطاً .
قال علي (ع) : مَن أُعجب برأيه ضلّ ، ومَن استغنى بعقله زلّ ، ومَن
تكبّر على الناس ذلّ .
قال علي (ع) : عجباً للعاقل كيف ينظر إلى شهوةٍ ، يعقبه النظر إليها
حسرة.
قال علي (ع) : همة العقل ترك الذنوب ، وإصلاح العيوب