خطبة صلاة الجمعة في النجف الاشرف/ المفكر الاسلامي السيد صدر الدين القبانجي
(الخطبة الأولى)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
قال الله تعالى في كتابه الكريم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
العقيدة الحسنة مع العمل الصالح
المفسرون يذكرون ان القول السديد يأتي بمعنى العقيدة الحسنة وهكذا في قوله تعالى(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) والكلم الطيب هو العقيدة الحسنة، وسبب الفوز هو طاعة الله ورسوله، والمسلمون لديهم عقيدة صالحة صحيحة، ولكن لابد من عمل صالح، قال الله تعالى(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) فالإنسان يطلب العزة والوجاهة في الدنيا، ولدينا عزة في الدنيا والآخرة والمؤمن يريد ان يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة، والدعاء يقول(اللهم وأعزني في عشيرتي وقومي واحفظني في يقظتي ونومي) ويقول في أدعية الأيام(وأعزني بعزك الذي لا يضام وأحفظني بعينك التي لا تنام) فالإنسان يريد العزّ وان يكون محبوباً كما نقرأ في زيارة أمين الله(محبوبة في أرضك وسمائك) وان الإنسان يدعو الله ان يجعل نفسه محبوبة في الدنيا والآخرة(اللهم أجعلني عندك وجيهاً بالحسين) فالمهم هو الوجاهة عند الله فليس في الدنيا عزّة بفعل الشيطان، بل العزّة إلهية أي ان هناك أناس يطلبون العزّة والثروة ولكن ليس بطاعة الله، وربما يكون ثرياً وعزيزاً، ولكن بالدجل والغصب وما شاكل ذلك، أحيانا الإنسان يحارب ويحاصر دينياً فيبدو أنه ذليل لكنه غير مستعد ان يخرج عن طاعة الله تعالى.
(ع) لما وضعوه في خان الصعاليك فهذا ذلّ ولكن الإمام يقول ان كان هذا الذل لله تعالى فلا توجد مشكلة نحن نطلب العزّ بطاعة الله تبارك وتعالى وليس بمعصيته، الحديث يقول(ان لله ملكين من تواضع رفعاه ومن تكبر وضعاه) فأن العزّ بيد الله والذل بيده تعالى والشعوب التي ترتبط بالله يعزها الله، وهناك شعوب كثيرة بحثت عن التقدم والتمدن لم تعزّ بل ذُلّت، نسأل الله ان يرزقنا التقوى والعمل الصالح والكلم الطيب.
الحلقة الخامسة من نقد الفكر الحداثي
هناك بحث عن الإسلام وحقوق الإنسان يقوله الحداثيون هو ان الإسلام لا يهتم بحقوق الإنسان ونحن أبناء الحداثة الغربية نهتم بحقوق الإنسان وهنا أذكر العناوين فقط ونعتقد ان أول من نادى بحقوق الإنسان هو الإسلام وأعظم مقام لحقوق الإنسان أعطاه الإسلام حتى ان لدينا في الروايات والفقه الديني ان حق الإنسان أعظم من حق الله ممكن تعصي الله ويغفر لك، لكن لا يغفر حق الناس وهذه لدينا من القواعد الفقهية فالقرآن الكريم يقول(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)، والحديث يقول(حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة)، ويقول(من أهان لي ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة) فالإنسان إذا حارب عبداً فقد حارب الله تعالى، أنظروا حقوق الإنسان كم هي عظيمة في الإسلام، والإمام زين العابدين(ع) قبل(1400) سنة لديه رسالة أسمها(رسالة الحقوق) ويقول الإمام زين العابدين(ع) أيها الإنسان لست وحدك لك حقوقاً بل مسؤول عن حق أعضائك اليد والرجل والعين والبطن فلا تفرط بأي حق من هذه الحقوق فأنها يوم القيامة تشكوك، لكن مع الأسف خطابنا الإعلامي ضعيف كي يصل إلى العالم عن حقوق الإنسان في الإسلام، وهناك صورة مشوهة تطرح عن الإسلام لكن لم ينادى بحقوق الإنسان ديناً وفكراً بمقدار ما نادى بحقوق الإسلام بل إن مهمة الأنبياء كانت تحرير الإنسان قبل القضية العقيدية وان يحرروا الناس والشعوب ولهذا القرآن الكريم يقول عن مهمة الأنبياء(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وعمل النبي(ص) هو تحرير الشعوب قبل قضية سقوط الأصنام والقضية العقيدية وهذا هو الدين، وفي كلمة حقوق الإنسان كما ذكرنا في محاضرة سابقة لا نتحدث عن مصطلحات، فلا تجد في القرآن الكريم كلمة مثلها بعنوان حقوق الإنسان، وكذلك في الروايات ولكننا لا نتحدث عن مصطلحات بل نتحدث عن واقع وفكرة ونظرية ومصطلحات جديدة ولكن الواقع والعمق موجود في الإسلام على مدى(1400) سنة بأروع مما هو موجود اليوم.
ذكرى ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران
نعيش ذكرى ثورة العشرين وهي ثورة الشعب العراقي لطرد الإنكليز في عام(1920) ولهذا سمّيت بثورة العشرين انتهت بتنصيب حاكم عربي على العراق وبعبارة أخرى خرج الاستعمار الإنكليزي من الباب ودخل من الشباك، فقد نصب حاكماً تابعاً له، وبالتالي نستطيع ان نقول أخفقت هذه الثورة في تحقيق هدفها الحقيقي وهو طرد الاستعمار، وهناك سببان على ذلك:
الأول: عدم إقامة نظام سياسي جديد، أي أنهم قالوا للاستعمار أخرج ولم يهتموا بالحكم وبالتالي بقيت الحالة على ماهي عليه والشكل فقط هو الذي تغير وأكتفى العراقيون بأن جاءهم حاكم عربي، فليس هناك فرقاً بين حاكم تركي وبين حاكم عربي تابع للإنكليز، ولم يفكروا بإقامة نظام ودولة منتخبة من قبلهم.
الثاني: انسحاب الشعب وفرض العزلة على المرجعية الدينية، فبعد تنصيب الملك فيصل الأول انسحب الشعب بلا انتخابات ورضوا به، والإنكليز كانوا يعرفون ان مصدر القوة ومكمن الطاقة للشعب العراقي هو المرجعية الدينية، فسفروا ثلاثة من مراجع النجف الأشرف وهم النائيني، والأصفهاني، والخالصي إلى إيران، ولم يقبلوا بعودتهم إلا بعد ان فرضوا عليهم اعتزال العمل السياسي، فصار الشعب منسحباً عن العملية السياسية، والمرجعية الدينية فرض عليها الحصار والعزلة فسيطر الانكليز مرة أخرى وهذه أسباب الإخفاق.
ذكرى شهادة شهيد المحراب(رض)
ونتحدث اليوم عن ذكرى شهيد المحراب(رض) في الأول من رجب نهاية الأسبوع القادم وأول وأروع شيء صنعه وكان في غاية التوفيق هو انه بعد إسقاط صدام دعا إلى إقامة نظام سياسي جديد وأول خطاب له في الصحن الشريف نادى بخطاب ناضج جداً(علينا ان نبني نظاماً سياسياً جديداً في العراق يقوم على أساس المرجعية وحضور الشعب) وهو أول من دعا للانتخابات وفي أول ساعة حطت قدمه في العراق والنجف الأشرف، أيها الناس لا تنسحبوا فإذا سقط صدام بعدها يأتي صدام آخر، بل طالبوا ببرلمان ومجلس محافظة ونحن ننتخبه ولا نريده جاهزاً من دولة أخرى، وهذه قضية مهمة جدا، وما تزال هذه التجربة مضمخة بالدماء لكن نحن في بداية الطريق والانتصارات والحرية التي تحققت في العراق وإرادة الشعب التي انطلقت في العراق بعد ان كان مجرد حديث وكانت من خلال وضع الخطوة الأولى في الطريق وهو بناء عراق جديد عبر حضور الجمهور وتوجيه المرجعية الدينية وارتباط الناس بها وليس كما فعل الإنكليز، واليوم عنصر قوتنا في العراق هو حضور المرجعية الدينية.
اليوم هناك محاولات لإتعاب هذا الشعب كي ينسحب من الساحة أيضاً لعزل المرجعية الدينية حتى يكرروا سيناريو ثورة العشرين والآن هناك مخطط لأجل هذا الأمر كي يقال تعبنا بسبب الإرهاب والكهرباء والفساد الإداري وسوف لا ننتخب أحداً والمخطط الثاني عزل المرجعية الدينية بعنوان المرجعية ليس لها علاقة بالدين والسياسة وهذه الكلمات التي سمعتموها وهذا المخطط يجب ان نحذر منه.
سيكون هنا في النجف الأشرف مهرجان كبير لإحياء ذكرى شهيد المحراب وأدعو العراقيين إليه وهذا دين في حقهم، والعراق الجديد مدين لهذا الإنسان الصالح بجهوده الكبيرة الجبارة ونحن مدعوون لإحيائها عملياً من خلال مناهجنا ومواقفنا السياسية ومن خلال الحضور الكبير الذي سنشهده هنا في النجف الأشرف.
شهر رجب المرجب
وأدعوكم أيضاً للاستعداد لشهر رجب ومن الآن، ونذكر أخواننا بعظمة شهر رجب وخاصة الجمعة الأولى والليلة الأولى منه التي هي ليلة الرغائب نستعد لاستقبال هذا الشهر شهر الله تعالى بالصيام والاستغفار وبالاستعداد للوفود على الله تعالى في شهر رمضان المبارك، أستغفر الله ربي وأتوب إليه.
(الخطبة الثانية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
لدينا مجموعة محاور وإشارات:
الطائفية في العقل العربي الرسمي
في هذا الأسبوع والأسبوع الماضي شهدنا مجموعة إشارات في الواقع العربي منها:
إصدار أثنين وعشرين عالماً من المملكة العربية السعودية فتاوى بتكفير شيعة أهل البيت(ع) وعلى ضوء ذلك ندد أحد علماء الشيعة في الإحساء وهو الشيخ توفيق العامر بهذه الفتاوى وعلى ضوء هذا التنديد قامت السلطات السعودية باعتقاله، وهذه حرب طائفية ونحن نرفع الأجهزة الرسمية التي تؤمن بالحرية المذهبية والدينية عن مثل هذا الانجرار الطائفي، ممكن الوهابية يعطون فتوى لكن السلطة الرسمية إذا لم يستطيعوا ان يقفوا أمامهم فعلى الأقل لا يقفوا ضد المظلوم الآن الذي يحدث ان علماء من الوهابيين يكفرون الشيعة ثم المملكة نتيجة اعتراض أئمة مساجد أو ما شاكل ذلك تأتي السلطات الرسمية وتعتقل علماء الشيعة، ونحن في القرن الواحد والعشرين وهناك التعددية المذهبية والدينية والعالم المفتوح علينا ونحن لسنا في القرن الرابع عشر يعتقل لأن مذهبه شيعيٌ ويكفر، وهذا لا يليق بحكوماتنا العربية ان تنجر إلى صراعات طائفية.
في هذا الأسبوع أيضاً وما مضى شهدنا في البحرين حالة مثل ذلك مجموعة من العناصر في مجلس النواب نددوا أيضاً بالشيعة وبمرجع كبير في البحرين الشيخ عيسى قاسم أيضاً بجذور طائفية وتظاهر الشيعة في البحرين، فلماذا توجهون حرابكم علينا ونحن لم نفعل شيئاً لا موقفاً سياسياً مضاداً ولا جريمة.
وفي مصر هذا الأسبوع رئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب يحذر من انتشار التشيع في مصر، وهذا في الحقيقة إرجاف طائفي ينبغي ان يترفع عنه الأزهر والسعودية ونحن دعاة الوحدة ونحن نتمنى عليهم ان يضعوا أيديهم بأيدينا لنكون صفاً واحداً ضد العدو الغاصب، وضد إسرائيل والاستعمار وضد الغزو الثقافي المنتشر في بلادنا بدل ان يقتل ويكفر بعضنا بعضاً، وإسرائيل عندما ترصد هذه الصراعات تعيش في أمان، وتعالوا نقف صفاً ضد التبعية الاقتصادية والثقافية، وتعالوا نقف صفاً واحداً ضد التخلف الحضاري والاعماري، والصناعي، والتقني في هذه الدول بدل ان تفكروا بملاحقة عالم شيعيٍ أو كتاب منتشر كتبه أستاذ جامعي يدافع عن أهل البيت(ع).
شبكة الحماية الاجتماعية ومعالجة الفساد المالي فيها
تعلمون ان شبكة الحماية الاجتماعية من المشاريع المهمة الكبرى لمعونة الفقير وهذا مشروع إنساني عظيم يعطي كمعدل للعائلة الفقيرة(90ألف دينار) والحمد لله هذا من إنجازات هذا النظام السياسي الجديد إذا سارت هذه الشبكة بالشكل الصحيح فهنا في النجف(40ألف عائلة) وفي بابل، وواسط، وفي كل محافظة عشرات آلاف من العوائل الفقيرة ويجب ان تضمن هذا الضمان الاجتماعي، ولكن جئنا إلى سرطان الفساد الإداري الذي دخل في هذه الدوائر منها دائرة شبكة الحماية الاجتماعية، والآن بصدد ان أقف إلى جانب المسؤولين في إصلاح هذا الوضع وأشد على أيديهم في كشف هذا الفساد الإداري كما هم بدأوا بذلك وكشفوا، وحدثوا بعملية إصلاح ولكن أحب أن أضع المجتمع بصورة مايجري أي أن هناك عمل لخدمة الناس ولكن هناك مجموعة من الناس يربكون هذه الخدمة بالفساد الإداري، وقسم منهم من الذين لا يعرفون الحلال والحرام، واضرب لكم بعض الأرقام التي وصلتني من مديرية شبكة الحماية الاجتماعية، منها ان هناك (450مليون دينار) شهرياً تسلم بشكل غير شرعي تذهب إلى غير مستحقها بلا ضوابط، وهذه الأموال التي يجب ان تعطى لفقراء مساكين دون ان تذهب إلى جيوب غيرهم، ونموذج ذلك في ما قدموه من تقرير بعد التحقيقات في هذا الأمر مثلاً قالوا ان لدينا(1126) اسم بهوية مكررة، و(4056) يستلمون ببطاقة تموينية مكررة فيكون المجموع(5182) عملية غير شرعية أو لنفترض اشتباهاً، ولكن أضرب هذه المجموعة في(90ألف دينار) يكون المجموع (466مليون دينار) في الشهر تذهب إلى عناصر غير مستحقة، مأخوذة من عناصر مستحقة وأنا أعرف وأنتم تعرفون أن هناك عشرات العوائل المستحقة العفيفة قدموا أسمائهم ولم يخرج هذه الأسماء، وعناصر غير مستحقة خرجت أسماؤها في اليوم الثاني، وهذه أرقام هائلة وتصل سنوياً إلى عشرات المليارات تؤخذ من الضعيف الذي ذهب إلى صندوق الاقتراع وانتخب أو خرج بمظاهرة، وهذا الفساد المالي بدا ينتشر وبهذا الصدد هناك عمل تصحيحي، والآن شبكة الحماية الاجتماعية تقوم بعمل تصحيحي ونحن نشد على أيديهم والأخوة في الإدارة المدنية ومجلس المحافظة أيضاً يراقبون عملية تصحيح هذه المسارات والوقوف أمام هذا الفساد الإداري، وندعو الأخوة في المحافظة والسادة الكرام والأخوة في مجلس المحافظة للمزيد من الدقة والرقابة ونرجوهم جميعاً الابتعاد عن المحسوبيات والمنسوبيات كي تصل هذه الأموال إلى الفقير، وأيضاً نحذر الناس من أخذ الأموال بطريقة غير شرعية فهذا حرام سوف تحاسبون عليه يوم القيامة، يقول الحديث(درهم غصب رهن على خراب الدار) وشكرنا للإخوة في شبكة الحماية الاجتماعية على صبرهم ومتابعتهم ونرجوهم ان يعطوا هذه الأرقام للناس ويعلنوا عنها.
أزمة الاتفاقية الأمنية وقلق الشعب العراقي
الشعب العراقي قلق والمرجعية الدينية في غاية القلق من هذه الاتفاقية الأمنية الثنائية بين العراق وأمريكا وأسباب ذلك:
أولاً: لحد الآن المراجع وكثير من القادة وعموم الناس لم يطلعوا على مسودة الاتفاقية، وهذا لا يجوز فأيها المسؤولون أكشفوا مسودة هذه الاتفاقية واتركوا الشعب يعطي رأيه أيضاً فلحد الآن نحن لم نطلع على الاتفاقية، تعالوا أجعلوا قيادتكم الدينية على بينة من الأمر فلربما تخدعون ويغلبوكم.
ثانياً: الشعب العراقي وأعلى المقامات أيضاً لم يطلعوا على من هو الوفد المفاوض كي تلتقي به فضائية من الفضائيات أو صحيفة من الصحف ويتحدث عن هذه الاتفاقية، ولا نعرف من هو الذي يمثل العراق، فهذه معركة ضخمة كبيرة تعالوا كي نتحدث معهم ونشد على أزرهم، ورأيت من يدافع عن هذه الاتفاقية، ونحن ليس لدينا موقف مطلق ضده أو معه، ولكن نريد ان نعرف الحقيقة وعدا ذلك لا يمكن للشعب ان يوافق على هذه الاتفاقية ولا يمكن للمرجعية ان تساند اتفاقية غير واضحة المعالم والبنود.
ثالثاً: هنا عبر المسموعات تقول ان هذه الاتفاقية فيها بنود مثل حصانة الجندي الأمريكي فمهما قتل فهو محصن لا تجوز محاكمته ولا إلقاء القبض عليه، وهذا خلاف السيادة إذا اعتدى يجب ان يحاكم بالقانون العراقي وبالمحاكم العراقية، كما ان العراقي إذا أجرم في الولايات المتحدة الأمريكية يحاكم في أمريكا، وهذه أحد البنود المجهولة التي لا يعرف الشعب أين الحقيقة منها، والقضية الثانية هي قضية القواعد العسكرية وهل صحيح ان الاتفاقية فيها إقرار لخمسين قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك سيطرة الولايات المتحدة على الأجواء العراقية وهذه أيضاً من النقاط الموجبة للذعر، ومثلها حق الولايات المتحدة الأمريكية في مهاجمة دول الجوار بعنوان الدفاع عن العراق وهذه أيضاً من البنود التي عليها ألف علامة استفهام إلى ماذا يريدون ان يجروا العراق ولهذا أخاطب المسؤولين ان يكشفوا عن بنود الاتفاقية ومسودتها للشعب العراقي ويكشفوا عن أسماء المفاوضين والقضية لتكن شفافة وحرة حينئذ أطلبوا من الشعب تأييداً أما الآن الشعب لا يعطي تأييداً، وكذلك السيادة أين هي؟ وانتم قلتم بالسيادة ولكن يجب ان تجسد على الأرض والبنود ي بان تذكر في هذه القضية، مثال شركة(بلاك ووتر) في العام ما قبل الماضي أجرمت جريمة بحق مجموعة أبرياء في بغداد ولحد الآن لم يحاكموا ولحد الآن الشركة موجودة وهي شركة أمنية أهلية في بغداد وطالب العراقيون بلا جدوى وهي شركات أهلية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لماذا لا يحاسبون؟! والنموذج الثاني منظمة خلق الإيرانية الإرهابية في ديالى وقولوا أنتم غير الإرهابية، ونحن نقول إرهابية لكن بأي حق تحمى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس الحكم قرر طردها، والآن الحكومة تطالب بطردها ولا أحد يسمع ذلك، أي قوات متجحفلة في بلادنا وتعمل عملاً سياسياً ضد دولة جارة بل تعمل عملها السياسي ضدنا ومع ذلك نحن لا نستطيع إخراج هؤلاء لأن السيادة منثلمة، الاتفاقية يجب ان تترجم السيادة على أرض الواقع، وهذه مجاهيل في الاتفاقية تؤدي إلى مثل هذه الأزمة.
منع محجبات عن التصوير
إشارة إلى ما جرى في الحملة الانتخابية أوباما الديمقراطي أمريكي ونحن لا علاقة لنا بذلك، ولكن هناك شيء يهمنا ان بنتين محجبتين في الحملة الانتخابية الدعائية أرادوا أخذ صورة في الحملة الانتخابية بحضور أوباما منعا من التصوير لأن هذا رمز إسلامي فلو كانت عارية تريد الظهور لا بأس بذلك، وهذه القضية هناك جدل في أمريكا ان هذا الموقف نفسره بأنه موقف يثير الشكوك حول أن لديكم موقف من الإسلام والمسلمين وهذا ما يجب أن يبدل، وطبعاً أوباما اعتذر عن ذلك وقال أنا لست مسؤولاً غيري مسؤول، وأنا أتحدث عن الاتجاهات العامة ان الإسلام اليوم يتعرض إلى تشويه صورة هنا وهناك ونحن مسؤولون عن الدفاع عن الإسلام وعن الجاليات الإسلامية، أستغفر الله ربي وأتوب إليه.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
قال الله تعالى في كتابه الكريم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
العقيدة الحسنة مع العمل الصالح
المفسرون يذكرون ان القول السديد يأتي بمعنى العقيدة الحسنة وهكذا في قوله تعالى(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) والكلم الطيب هو العقيدة الحسنة، وسبب الفوز هو طاعة الله ورسوله، والمسلمون لديهم عقيدة صالحة صحيحة، ولكن لابد من عمل صالح، قال الله تعالى(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) فالإنسان يطلب العزة والوجاهة في الدنيا، ولدينا عزة في الدنيا والآخرة والمؤمن يريد ان يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة، والدعاء يقول(اللهم وأعزني في عشيرتي وقومي واحفظني في يقظتي ونومي) ويقول في أدعية الأيام(وأعزني بعزك الذي لا يضام وأحفظني بعينك التي لا تنام) فالإنسان يريد العزّ وان يكون محبوباً كما نقرأ في زيارة أمين الله(محبوبة في أرضك وسمائك) وان الإنسان يدعو الله ان يجعل نفسه محبوبة في الدنيا والآخرة(اللهم أجعلني عندك وجيهاً بالحسين) فالمهم هو الوجاهة عند الله فليس في الدنيا عزّة بفعل الشيطان، بل العزّة إلهية أي ان هناك أناس يطلبون العزّة والثروة ولكن ليس بطاعة الله، وربما يكون ثرياً وعزيزاً، ولكن بالدجل والغصب وما شاكل ذلك، أحيانا الإنسان يحارب ويحاصر دينياً فيبدو أنه ذليل لكنه غير مستعد ان يخرج عن طاعة الله تعالى.

الحلقة الخامسة من نقد الفكر الحداثي
هناك بحث عن الإسلام وحقوق الإنسان يقوله الحداثيون هو ان الإسلام لا يهتم بحقوق الإنسان ونحن أبناء الحداثة الغربية نهتم بحقوق الإنسان وهنا أذكر العناوين فقط ونعتقد ان أول من نادى بحقوق الإنسان هو الإسلام وأعظم مقام لحقوق الإنسان أعطاه الإسلام حتى ان لدينا في الروايات والفقه الديني ان حق الإنسان أعظم من حق الله ممكن تعصي الله ويغفر لك، لكن لا يغفر حق الناس وهذه لدينا من القواعد الفقهية فالقرآن الكريم يقول(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)، والحديث يقول(حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة)، ويقول(من أهان لي ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة) فالإنسان إذا حارب عبداً فقد حارب الله تعالى، أنظروا حقوق الإنسان كم هي عظيمة في الإسلام، والإمام زين العابدين(ع) قبل(1400) سنة لديه رسالة أسمها(رسالة الحقوق) ويقول الإمام زين العابدين(ع) أيها الإنسان لست وحدك لك حقوقاً بل مسؤول عن حق أعضائك اليد والرجل والعين والبطن فلا تفرط بأي حق من هذه الحقوق فأنها يوم القيامة تشكوك، لكن مع الأسف خطابنا الإعلامي ضعيف كي يصل إلى العالم عن حقوق الإنسان في الإسلام، وهناك صورة مشوهة تطرح عن الإسلام لكن لم ينادى بحقوق الإنسان ديناً وفكراً بمقدار ما نادى بحقوق الإسلام بل إن مهمة الأنبياء كانت تحرير الإنسان قبل القضية العقيدية وان يحرروا الناس والشعوب ولهذا القرآن الكريم يقول عن مهمة الأنبياء(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وعمل النبي(ص) هو تحرير الشعوب قبل قضية سقوط الأصنام والقضية العقيدية وهذا هو الدين، وفي كلمة حقوق الإنسان كما ذكرنا في محاضرة سابقة لا نتحدث عن مصطلحات، فلا تجد في القرآن الكريم كلمة مثلها بعنوان حقوق الإنسان، وكذلك في الروايات ولكننا لا نتحدث عن مصطلحات بل نتحدث عن واقع وفكرة ونظرية ومصطلحات جديدة ولكن الواقع والعمق موجود في الإسلام على مدى(1400) سنة بأروع مما هو موجود اليوم.
ذكرى ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران
نعيش ذكرى ثورة العشرين وهي ثورة الشعب العراقي لطرد الإنكليز في عام(1920) ولهذا سمّيت بثورة العشرين انتهت بتنصيب حاكم عربي على العراق وبعبارة أخرى خرج الاستعمار الإنكليزي من الباب ودخل من الشباك، فقد نصب حاكماً تابعاً له، وبالتالي نستطيع ان نقول أخفقت هذه الثورة في تحقيق هدفها الحقيقي وهو طرد الاستعمار، وهناك سببان على ذلك:
الأول: عدم إقامة نظام سياسي جديد، أي أنهم قالوا للاستعمار أخرج ولم يهتموا بالحكم وبالتالي بقيت الحالة على ماهي عليه والشكل فقط هو الذي تغير وأكتفى العراقيون بأن جاءهم حاكم عربي، فليس هناك فرقاً بين حاكم تركي وبين حاكم عربي تابع للإنكليز، ولم يفكروا بإقامة نظام ودولة منتخبة من قبلهم.
الثاني: انسحاب الشعب وفرض العزلة على المرجعية الدينية، فبعد تنصيب الملك فيصل الأول انسحب الشعب بلا انتخابات ورضوا به، والإنكليز كانوا يعرفون ان مصدر القوة ومكمن الطاقة للشعب العراقي هو المرجعية الدينية، فسفروا ثلاثة من مراجع النجف الأشرف وهم النائيني، والأصفهاني، والخالصي إلى إيران، ولم يقبلوا بعودتهم إلا بعد ان فرضوا عليهم اعتزال العمل السياسي، فصار الشعب منسحباً عن العملية السياسية، والمرجعية الدينية فرض عليها الحصار والعزلة فسيطر الانكليز مرة أخرى وهذه أسباب الإخفاق.
ذكرى شهادة شهيد المحراب(رض)
ونتحدث اليوم عن ذكرى شهيد المحراب(رض) في الأول من رجب نهاية الأسبوع القادم وأول وأروع شيء صنعه وكان في غاية التوفيق هو انه بعد إسقاط صدام دعا إلى إقامة نظام سياسي جديد وأول خطاب له في الصحن الشريف نادى بخطاب ناضج جداً(علينا ان نبني نظاماً سياسياً جديداً في العراق يقوم على أساس المرجعية وحضور الشعب) وهو أول من دعا للانتخابات وفي أول ساعة حطت قدمه في العراق والنجف الأشرف، أيها الناس لا تنسحبوا فإذا سقط صدام بعدها يأتي صدام آخر، بل طالبوا ببرلمان ومجلس محافظة ونحن ننتخبه ولا نريده جاهزاً من دولة أخرى، وهذه قضية مهمة جدا، وما تزال هذه التجربة مضمخة بالدماء لكن نحن في بداية الطريق والانتصارات والحرية التي تحققت في العراق وإرادة الشعب التي انطلقت في العراق بعد ان كان مجرد حديث وكانت من خلال وضع الخطوة الأولى في الطريق وهو بناء عراق جديد عبر حضور الجمهور وتوجيه المرجعية الدينية وارتباط الناس بها وليس كما فعل الإنكليز، واليوم عنصر قوتنا في العراق هو حضور المرجعية الدينية.
اليوم هناك محاولات لإتعاب هذا الشعب كي ينسحب من الساحة أيضاً لعزل المرجعية الدينية حتى يكرروا سيناريو ثورة العشرين والآن هناك مخطط لأجل هذا الأمر كي يقال تعبنا بسبب الإرهاب والكهرباء والفساد الإداري وسوف لا ننتخب أحداً والمخطط الثاني عزل المرجعية الدينية بعنوان المرجعية ليس لها علاقة بالدين والسياسة وهذه الكلمات التي سمعتموها وهذا المخطط يجب ان نحذر منه.
سيكون هنا في النجف الأشرف مهرجان كبير لإحياء ذكرى شهيد المحراب وأدعو العراقيين إليه وهذا دين في حقهم، والعراق الجديد مدين لهذا الإنسان الصالح بجهوده الكبيرة الجبارة ونحن مدعوون لإحيائها عملياً من خلال مناهجنا ومواقفنا السياسية ومن خلال الحضور الكبير الذي سنشهده هنا في النجف الأشرف.
شهر رجب المرجب
وأدعوكم أيضاً للاستعداد لشهر رجب ومن الآن، ونذكر أخواننا بعظمة شهر رجب وخاصة الجمعة الأولى والليلة الأولى منه التي هي ليلة الرغائب نستعد لاستقبال هذا الشهر شهر الله تعالى بالصيام والاستغفار وبالاستعداد للوفود على الله تعالى في شهر رمضان المبارك، أستغفر الله ربي وأتوب إليه.
(الخطبة الثانية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
لدينا مجموعة محاور وإشارات:
الطائفية في العقل العربي الرسمي
في هذا الأسبوع والأسبوع الماضي شهدنا مجموعة إشارات في الواقع العربي منها:
إصدار أثنين وعشرين عالماً من المملكة العربية السعودية فتاوى بتكفير شيعة أهل البيت(ع) وعلى ضوء ذلك ندد أحد علماء الشيعة في الإحساء وهو الشيخ توفيق العامر بهذه الفتاوى وعلى ضوء هذا التنديد قامت السلطات السعودية باعتقاله، وهذه حرب طائفية ونحن نرفع الأجهزة الرسمية التي تؤمن بالحرية المذهبية والدينية عن مثل هذا الانجرار الطائفي، ممكن الوهابية يعطون فتوى لكن السلطة الرسمية إذا لم يستطيعوا ان يقفوا أمامهم فعلى الأقل لا يقفوا ضد المظلوم الآن الذي يحدث ان علماء من الوهابيين يكفرون الشيعة ثم المملكة نتيجة اعتراض أئمة مساجد أو ما شاكل ذلك تأتي السلطات الرسمية وتعتقل علماء الشيعة، ونحن في القرن الواحد والعشرين وهناك التعددية المذهبية والدينية والعالم المفتوح علينا ونحن لسنا في القرن الرابع عشر يعتقل لأن مذهبه شيعيٌ ويكفر، وهذا لا يليق بحكوماتنا العربية ان تنجر إلى صراعات طائفية.
في هذا الأسبوع أيضاً وما مضى شهدنا في البحرين حالة مثل ذلك مجموعة من العناصر في مجلس النواب نددوا أيضاً بالشيعة وبمرجع كبير في البحرين الشيخ عيسى قاسم أيضاً بجذور طائفية وتظاهر الشيعة في البحرين، فلماذا توجهون حرابكم علينا ونحن لم نفعل شيئاً لا موقفاً سياسياً مضاداً ولا جريمة.
وفي مصر هذا الأسبوع رئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب يحذر من انتشار التشيع في مصر، وهذا في الحقيقة إرجاف طائفي ينبغي ان يترفع عنه الأزهر والسعودية ونحن دعاة الوحدة ونحن نتمنى عليهم ان يضعوا أيديهم بأيدينا لنكون صفاً واحداً ضد العدو الغاصب، وضد إسرائيل والاستعمار وضد الغزو الثقافي المنتشر في بلادنا بدل ان يقتل ويكفر بعضنا بعضاً، وإسرائيل عندما ترصد هذه الصراعات تعيش في أمان، وتعالوا نقف صفاً ضد التبعية الاقتصادية والثقافية، وتعالوا نقف صفاً واحداً ضد التخلف الحضاري والاعماري، والصناعي، والتقني في هذه الدول بدل ان تفكروا بملاحقة عالم شيعيٍ أو كتاب منتشر كتبه أستاذ جامعي يدافع عن أهل البيت(ع).
شبكة الحماية الاجتماعية ومعالجة الفساد المالي فيها
تعلمون ان شبكة الحماية الاجتماعية من المشاريع المهمة الكبرى لمعونة الفقير وهذا مشروع إنساني عظيم يعطي كمعدل للعائلة الفقيرة(90ألف دينار) والحمد لله هذا من إنجازات هذا النظام السياسي الجديد إذا سارت هذه الشبكة بالشكل الصحيح فهنا في النجف(40ألف عائلة) وفي بابل، وواسط، وفي كل محافظة عشرات آلاف من العوائل الفقيرة ويجب ان تضمن هذا الضمان الاجتماعي، ولكن جئنا إلى سرطان الفساد الإداري الذي دخل في هذه الدوائر منها دائرة شبكة الحماية الاجتماعية، والآن بصدد ان أقف إلى جانب المسؤولين في إصلاح هذا الوضع وأشد على أيديهم في كشف هذا الفساد الإداري كما هم بدأوا بذلك وكشفوا، وحدثوا بعملية إصلاح ولكن أحب أن أضع المجتمع بصورة مايجري أي أن هناك عمل لخدمة الناس ولكن هناك مجموعة من الناس يربكون هذه الخدمة بالفساد الإداري، وقسم منهم من الذين لا يعرفون الحلال والحرام، واضرب لكم بعض الأرقام التي وصلتني من مديرية شبكة الحماية الاجتماعية، منها ان هناك (450مليون دينار) شهرياً تسلم بشكل غير شرعي تذهب إلى غير مستحقها بلا ضوابط، وهذه الأموال التي يجب ان تعطى لفقراء مساكين دون ان تذهب إلى جيوب غيرهم، ونموذج ذلك في ما قدموه من تقرير بعد التحقيقات في هذا الأمر مثلاً قالوا ان لدينا(1126) اسم بهوية مكررة، و(4056) يستلمون ببطاقة تموينية مكررة فيكون المجموع(5182) عملية غير شرعية أو لنفترض اشتباهاً، ولكن أضرب هذه المجموعة في(90ألف دينار) يكون المجموع (466مليون دينار) في الشهر تذهب إلى عناصر غير مستحقة، مأخوذة من عناصر مستحقة وأنا أعرف وأنتم تعرفون أن هناك عشرات العوائل المستحقة العفيفة قدموا أسمائهم ولم يخرج هذه الأسماء، وعناصر غير مستحقة خرجت أسماؤها في اليوم الثاني، وهذه أرقام هائلة وتصل سنوياً إلى عشرات المليارات تؤخذ من الضعيف الذي ذهب إلى صندوق الاقتراع وانتخب أو خرج بمظاهرة، وهذا الفساد المالي بدا ينتشر وبهذا الصدد هناك عمل تصحيحي، والآن شبكة الحماية الاجتماعية تقوم بعمل تصحيحي ونحن نشد على أيديهم والأخوة في الإدارة المدنية ومجلس المحافظة أيضاً يراقبون عملية تصحيح هذه المسارات والوقوف أمام هذا الفساد الإداري، وندعو الأخوة في المحافظة والسادة الكرام والأخوة في مجلس المحافظة للمزيد من الدقة والرقابة ونرجوهم جميعاً الابتعاد عن المحسوبيات والمنسوبيات كي تصل هذه الأموال إلى الفقير، وأيضاً نحذر الناس من أخذ الأموال بطريقة غير شرعية فهذا حرام سوف تحاسبون عليه يوم القيامة، يقول الحديث(درهم غصب رهن على خراب الدار) وشكرنا للإخوة في شبكة الحماية الاجتماعية على صبرهم ومتابعتهم ونرجوهم ان يعطوا هذه الأرقام للناس ويعلنوا عنها.
أزمة الاتفاقية الأمنية وقلق الشعب العراقي
الشعب العراقي قلق والمرجعية الدينية في غاية القلق من هذه الاتفاقية الأمنية الثنائية بين العراق وأمريكا وأسباب ذلك:
أولاً: لحد الآن المراجع وكثير من القادة وعموم الناس لم يطلعوا على مسودة الاتفاقية، وهذا لا يجوز فأيها المسؤولون أكشفوا مسودة هذه الاتفاقية واتركوا الشعب يعطي رأيه أيضاً فلحد الآن نحن لم نطلع على الاتفاقية، تعالوا أجعلوا قيادتكم الدينية على بينة من الأمر فلربما تخدعون ويغلبوكم.
ثانياً: الشعب العراقي وأعلى المقامات أيضاً لم يطلعوا على من هو الوفد المفاوض كي تلتقي به فضائية من الفضائيات أو صحيفة من الصحف ويتحدث عن هذه الاتفاقية، ولا نعرف من هو الذي يمثل العراق، فهذه معركة ضخمة كبيرة تعالوا كي نتحدث معهم ونشد على أزرهم، ورأيت من يدافع عن هذه الاتفاقية، ونحن ليس لدينا موقف مطلق ضده أو معه، ولكن نريد ان نعرف الحقيقة وعدا ذلك لا يمكن للشعب ان يوافق على هذه الاتفاقية ولا يمكن للمرجعية ان تساند اتفاقية غير واضحة المعالم والبنود.
ثالثاً: هنا عبر المسموعات تقول ان هذه الاتفاقية فيها بنود مثل حصانة الجندي الأمريكي فمهما قتل فهو محصن لا تجوز محاكمته ولا إلقاء القبض عليه، وهذا خلاف السيادة إذا اعتدى يجب ان يحاكم بالقانون العراقي وبالمحاكم العراقية، كما ان العراقي إذا أجرم في الولايات المتحدة الأمريكية يحاكم في أمريكا، وهذه أحد البنود المجهولة التي لا يعرف الشعب أين الحقيقة منها، والقضية الثانية هي قضية القواعد العسكرية وهل صحيح ان الاتفاقية فيها إقرار لخمسين قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك سيطرة الولايات المتحدة على الأجواء العراقية وهذه أيضاً من النقاط الموجبة للذعر، ومثلها حق الولايات المتحدة الأمريكية في مهاجمة دول الجوار بعنوان الدفاع عن العراق وهذه أيضاً من البنود التي عليها ألف علامة استفهام إلى ماذا يريدون ان يجروا العراق ولهذا أخاطب المسؤولين ان يكشفوا عن بنود الاتفاقية ومسودتها للشعب العراقي ويكشفوا عن أسماء المفاوضين والقضية لتكن شفافة وحرة حينئذ أطلبوا من الشعب تأييداً أما الآن الشعب لا يعطي تأييداً، وكذلك السيادة أين هي؟ وانتم قلتم بالسيادة ولكن يجب ان تجسد على الأرض والبنود ي بان تذكر في هذه القضية، مثال شركة(بلاك ووتر) في العام ما قبل الماضي أجرمت جريمة بحق مجموعة أبرياء في بغداد ولحد الآن لم يحاكموا ولحد الآن الشركة موجودة وهي شركة أمنية أهلية في بغداد وطالب العراقيون بلا جدوى وهي شركات أهلية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لماذا لا يحاسبون؟! والنموذج الثاني منظمة خلق الإيرانية الإرهابية في ديالى وقولوا أنتم غير الإرهابية، ونحن نقول إرهابية لكن بأي حق تحمى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس الحكم قرر طردها، والآن الحكومة تطالب بطردها ولا أحد يسمع ذلك، أي قوات متجحفلة في بلادنا وتعمل عملاً سياسياً ضد دولة جارة بل تعمل عملها السياسي ضدنا ومع ذلك نحن لا نستطيع إخراج هؤلاء لأن السيادة منثلمة، الاتفاقية يجب ان تترجم السيادة على أرض الواقع، وهذه مجاهيل في الاتفاقية تؤدي إلى مثل هذه الأزمة.
منع محجبات عن التصوير
إشارة إلى ما جرى في الحملة الانتخابية أوباما الديمقراطي أمريكي ونحن لا علاقة لنا بذلك، ولكن هناك شيء يهمنا ان بنتين محجبتين في الحملة الانتخابية الدعائية أرادوا أخذ صورة في الحملة الانتخابية بحضور أوباما منعا من التصوير لأن هذا رمز إسلامي فلو كانت عارية تريد الظهور لا بأس بذلك، وهذه القضية هناك جدل في أمريكا ان هذا الموقف نفسره بأنه موقف يثير الشكوك حول أن لديكم موقف من الإسلام والمسلمين وهذا ما يجب أن يبدل، وطبعاً أوباما اعتذر عن ذلك وقال أنا لست مسؤولاً غيري مسؤول، وأنا أتحدث عن الاتجاهات العامة ان الإسلام اليوم يتعرض إلى تشويه صورة هنا وهناك ونحن مسؤولون عن الدفاع عن الإسلام وعن الجاليات الإسلامية، أستغفر الله ربي وأتوب إليه.
تعليق