اصبح العلماء حالياً، اعتماداً على مجموعة من الضأن ذات الافخاذ الضخمة، يدركون سبب ضخامة عجيزة بعض الاشخاص مهما قلت كمية الاطعمة التي يتناولونها، حيث يكمن ذلك السبب في مورثة.
وظل الباحثون في جامعة ديوك يجرون دراسات لمدة عقد من الزمن على مجموعة كبيرة من الضأن حتى تمكنوا اخيرا من عزل مورثة تسمى الكاليبيغ (callipyge) وتعني هذه الكلمة اي "الكاليبيغ" العجيزة الجميلة في اللغة اليونانية. وينتهي المطاف بالضأن التي تحظي بهذه المورثة بان تتميز بخاصرة عضلية محكمة... اما تلك التي تفتقر الى هذه المورثة،، فانها تتسم بتراكم الدهون على عجيزتها، كما تشير اليه الدكتورة راندي جيرتل الباحثة في جامعة ديوك واضافت الدكتورة راندي ان هذه العملية تبدأ في الرحم. ففي فترة نمو الجنين، فان تلك النعاج والخرفان الصغيرة التي توجد لديها مورثة (الكايبينغ) تتوقف عن انتاج الخلايا الدهنية حيث انها تمتلىء بالعضلات خلال مرحلة نمو منطقة العجيزة. اما النعاج التي تفتقر الي هذه المورثة، فانها تميل الى تجميع الدهون على منطقة العجيزة.
تقول الدكور راندي ان هذا الاكتشاف ينطبق بصورة ملائمة على البشر ويوضح سبب ضخامة منطقة العجيزة لدى بعض الاشخاص مهما كان النشاط الذي يقومون به، ورشاقة اجسام البعض الآخر وذلك على الرغم من تناولهم كميات كبيرة من الاطعمة وقلة ممارستهم للتمارين الرياضية.
ولم يحدث هذه الاكتشاف بين ليلة وضحاها، حيث انطلقت الدراسة عام 1992عندما قام علماء مورثات في وزارة الزراعة الامريكية بمقارنة الحامض النووي الحلوني (د.ن.أ) لنعاج طبيعية مع الحامض النووي الحلوني لاخرى تتسم بضخامة في منطقة العجيزة.
وهكذا انطلقت الدراسة التي استمرت مدة عشر سنوات من قبل خبراء في مجال المورثات لاكتشاف اي من الحامضين النوويين هو الذي يسبب تلك الحالة. ومن الامور التي ساهمت في صعوبة هذه الدراسة، حقيقة ان هذه المورثة يتعذر متابعتها عبر الاساليب التقليدية لتحديد المورثات.
وهناك جانب ايجابي آخر لهذه الدراسة يتمثل في انها يمكن ان تزود العلماء بفهم اكبر حول كيفية تأثير المورثات على الحالات الاخرى مثل التوحد والامراض العقلية والسرطان.