اسباب ضعف الاسلاميين في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
فماذا حل بالاسلاميين ومشاريعهم واطاريحهم الكبيرة التي تحدثو عنها كثيرا وملئو ادبياتهم وتراثهم من تلك المشاريع ..
واذا كنا نريد ان ننصف التاريخ كان لزاما علينا ان نذكر مراحل ذالك التاريخ .وما حل بالاسلاميين ومشاريعهم اليوم يدعونا الى التوقف بل الى البحث بجدية عن اسباب هذا الانتكاس الفضيع الذي يتعرض له الاسلاميين والحركة الاسلامية ,,
فاليوم بات واضحاً ان الشعب العراقي اصبح ناقما من كل ماهو اسلامي , ومن كل من يقول بالحركة الاسلامية وادواتها وشخوصها ..
اذا كنا نريد ان نعرف اسباب هذه الانتكاسة فهذه مجمل الاسباب كما اعتقدها من وجهة نضر باحث تاريخي .. فمنها اسباب داخلية تتعلق بنفس الحزب وهواه ونضامه الداخلي وامواله وتراثه وادبياته ومنها اسباب تتعلق بعلاقته بالواقع وبالمجتمع ...............
1. غياب الحركة الاسلامية عن امال والام الشعب العراقي اذبان الحكم الصدامي بل اصبح الشعب العراقي يتهم الحركة الاسلامية بكل الوانها واحزابها بالوقوف الى جانب صدام في كثير من الامور ز
2. عجز الحركة الاسلامية من تقديم اي دعم لوجستي او اقتصادي او حتى اعلامي لمجاهدي الداخل ايام النضام الصدامي . والاكتفاء بالشعارات
3. اختراق الكثير من الحركات الاسلامية من قبل المتصيدين وتجار السياسة وسياسي التفرقة , مما حد من تأثير هذه الحركات على الواقع العراقي .
4. استغلال الحركات الاسلامية للرموز الدينية في حملاتهم الانتخابية بعد سقوط الطاغية واجراء الانتخابات ومحالولة جر المرجعية اعلاميا الى ساحة المنافسة السياسية حتى فيما بين الوان الحركة الاسلامية نفسها و مما ادى الى ربط المرجعية من قبل الشعب العراقي بهذه الحركة او تلك او بهذه القائمة او تلك مما اثر سلبا على المرجعية ومدى سيطرتها على الواقع .
5. مخالفة شخوص الحركة الاسلامية لأوامر المرجعية بعدم الاشتراك في الحكومة بل الاقتصار فقط في البرلمان وصياغة الدستور والتي من اجل ذالك دعمت المرجعية هذه المشاركة اصلا .
6. استغلال المنابر الحسينية للمصالح الحزبية الضيقة من قبل الاسلاميين , وتشكيل هيئات ومؤسسات وتجمعات بأسماء دينية لواقع وفوائد حزبية محضة مما انعكس سلبا على احترام الشعب لتلك الحركات ومستقبل العلاقة بينهم .
7. قفز الكثير من النفعيين والمتصيدي للفرص الى المواقع الحساسة في الحركات الاسلامية ومؤسساتها ومنابرها .وخصوصا في السنة الاخيرة
8. الصراعات الداخلية في الحزب الاسلامي الواحد وبينه وبين الاحزاب الاسلامية الاخرى , وخصوصا في جنوب العراق , واعتماد الحل العسكري في تصفية الكثير من هذه الصراعات وتشكيل المليشيات وان كان البعض قد اعلن عن اهدافه المشروعة في شرعية وادبيات هذه الاحزاب والحركات الا انه في مرور الزمن اصبحت هذه المليشيات ادات لابتزاز الناس وقتلهم واضطهادهم وترويعهم وكل ذالك يحدث باسم الدين والمذهب .
9. دعم الحكومة التي شكلها الاسلاميون اصلاً للكثير من رؤوس الفساد الاداري والمالي في اكثر المحافضات حرمانا ً وهي محافضات الجنوب .
10. الفساد الاداري والمالي لبعض شخوص هذه الاحزاب ممن تقلدو مناصب حكومية رفيعة وعدم متابعتهم من قبل الحكومة .
11. التقوقع داخل الحزب والحركة الاسلامية وعدم الانفتاح على الاخر مما حرم كوادر الحركات الاسلامية من اي خبرة او ثقافة .
12. شخصنة الاحزاب والحركات الاسلامية وربطها بشخص (كالامين العام مثلا او المؤسس او مرجعها الروحي ) وهذه من اكبر عقد الحركات الاسلامية العراقية .
13. ابتعاد دور المثقف الاسلامي عن هذه الحركات والاحزاب والاكتفاء بالنقد والتحليل ,
14. اعتماد اكثر الحركات الاسلامية الى انظمة داخلية بالية قديمة لا تتماشى مع واقع الحال والتطور الحاصل بالفكر الحزبي الاسلامي .
15. اعتماد اغلب الحركات الاسلامية في تمويل عملها على الاموال الخارجية .
16. اضطهاد اغلب هذه الحركات الى( مجاهدي وكوادر الداخل )كما يعبرون عنها فلم نرى او نسمع ان مسؤول الحركة او الحزب الفلاني هو ممن كان في داخل العراق .
17. افتقاد الحركات والاحزاب الاسلامية العراقية الى مشروع عمل حقيقي او برنامج عمل يتماشى والواقع العراقي الصعب بل اعتمادها على تاريخها وجهادها وشخوصها الوطنية الاسلامية .
18. ترك الساحة الداخلية للكثير من الافات الاجتماعية وعدم الخوض بها والابتعاد عن المجتمع , ففي وقت بروز افتك الافات الاجتماعية في المجتمع يترك الحركي الاسلامي الساحة ولا يحرك ساكنا امام هذه الموجة الكارثية من العلمنة والاستهزاء بالقيم الانسانية والاسلامية .
19. ترك الساحة الداخلية لشذاذ الاراء بعد فقدان المفكر الاسلامي لما يقدمه لشعبه ومجتمعه , ومع دور هؤلاء في خلط الاوراق وبعثرتها وحالة اللاوعي التي يعيشها اكثر مجتمعنا اصبح هؤلاء ممن يمثل الحركة الاسلامية واضافهم الشعب ضلما وعدوانا على الحركة الاسلامية
20. التخريب والتخريج من المحتوى الذي اصاب شعائر عاشوراء من قبل البعض ممن يحتسب على الحركة الاسلامية ضلما وعدوانا كما قلنا , وسكوت الحركات الاسلامية ومفكيرها عن هذه الحالات جعل البعض يشكك حتى بانتماء هؤلاء المفكرين الى حركاتهم الاسلامية .
21. غياب المشروع السياسي الاسلامي الشفاف الواضح المعلن والاعتماد على التاريخ والارث الذي ارثته اغلب الحركات الاسلامية والتحدث عن ايام الماضي بدلاً من الحاضر والعمل على تغييره والنزول الى الواقع ومحاولة تحسينه .