حين أعطاه من فضله الكوثرَ ** كان يبدع في بذرة مكثره
وهو يزهو به حينما قدّرَ َ ** نسله المرتجى عندما صوّره
في رؤاه رآه الندى الأكثرَ َ ** بل رآه الغد المبتلى الأخضرَ
أنما الكون يحتاج سورا له َ ** بعقول النوابغ قد سوّره
عندما يشرق النور من مقبره َ ** عندما الفكر يبتكر المقدره
عندما امة يرتقي دينها َ ** بالبهاء الذي صدره المفخره
بسملات الورود الى ربها َ ** تنثر الشكر بالحمد مستبشره
بينما الدمعة استغفرت حرفها َ ** بينما البسمة انكفأت مدبره
وطن فرحة اجّلتْ نطقها َ ** فرحة يُبّستْ شفة مقفره
واحة الأفق من فقره استعذبتْ َ ** صارت الفكرةُ القامة المثمره
صدره الصبر كان الأذى خبزه َ ** فانبرى يدهش العقل والمحبره
كان يلقى من الظلم ما يذهل الظلم َ ** في محنة ما الذي صبّره؟
لعن الله ُ من سلّ من طولنا َ ** نخلة كان فيها الأنا المبصره
انت فينا اشتياق الحروف الى بعضها َ ** دمعة تقطف المغفره
ومرايا من الكبرياء انجلتْ َ ** عن مفاتحها الغيمة المغبره
بك شَعر العراق يسيل على َ ** متن احزاننا ما الذي بعثره؟
تنهض الذكريات تلمّ المنى َ ** وهي حانية الظهر مستغفره
سرّحتْنا كوابيسُنا حيرة َ ** أمسكتْنا تلابيبُنا المُنذره
عندما رأت الأمنيات على َ ** خدّها أمّة بالأسى ممطره
كنتَ فينا الضياعَ الذي لمّنا َ ** كنت فينا أمانيَّنا المقمره
ما الذي قدّنا يا أبا جعفرَ؟ َ ** يا ابا امسنا ما الذي أخّره؟
يطعمون السيوف على كرهه َ ** قتلَنا حائرا موتَهُ حيّره
سأُؤَجّل نبضي لعلّي أرى َ ** بسمة عندما تعقلُ الثرثره!