بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
--------------------------------------------------------------------------------
روي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال
" خرجنا مع الحسين بن علي عليهما السلام، فما نزل منزلا ولا رحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال: ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل"
كما أن شهادة الحسين عليه السلام تشبه شهادة يحيى عليه السلام من عدة جهات أيضا
وكذلك فإن إسم الحسين عليه السلام كاسم يحيى عليه السلام لم يسبقه به أحد، ومدة حملهما كانت أقل من المعتاد
شهادة يحيى عليه السلام
لم تكن ولادة يحيى عجيبة ومذهلة لوحدها، بل إن موته أيضا كان عجيبا من عدة جهات، وقد ذكر أغلب المؤرخين المسلمين، وكذلك المصادر المسيحية، مجرى هذه الشهادة على هذه النحو، بالرغم من وجود اختلاف يسير في خصوصياتها بين هذه المراجع:
لقد أصبح يحيى ضحية للعلاقات غير الشرعية لأحد طواغيت زمانه مع أحد محارمه، حيث تعلق "هروديس" ملك فلسطين اللاهث وراء شهواته ببنت أخته "هروديا" وهام في غرامها، وألهب جمالها قلبه بنار العشق، ولذلك صمم على الزواج منها!
فبلغ هذا الخبر نبي الله العظيم يحيى عليه السلام، فأعلن بصراحة أن هذا الزواج غير شرعي ومخالف لتعليمات التوراة، وسأقف امام مثل هذا العمل
لقد انتشر صخب وضوضاء هذه المسألة في كل أرجاء المدينة، وسمعت تلك الفتاة "هيروديا" بذلك، فكانت ترى يحيى أكبر عائق في طريقها، ولذلك صممت على الإنتقام منه في فرصة مناسبة لترفع هذا المانع من طريق شهواتها وميولها، فعمقت علاقتها بخالها ووطدتها، وجعلت من جمالها مصيدة له، وقد ملكت عليه كل مشاعره وأحاسيسه، إلى أن قال لها هيروديس يوما:
اطلبي مني كل ما تريدين فسأحققه لك قطعا
فقالت هيروديا: لا أريد منك إلا رأس يحيى! لأنه قد شوه سمعتي وسمعتك، وقد أصبح كل الناس يعيروننا، فإن كنت تريد أن يهدأ قلبي ويسر خاطري فيجب أن تقوم بهذا العمل!
فسلم هيروديس- الذي أصبح مجنونا لا يعقل من عشق هذه المرأة- لما ارادت من دون أن يفكر ويتنبه إلى عاقبة هذا العمل، ولم يمض قليل من الزمن حتى أحضر رأس يحيى عند تلك المرأة الفاجرة، إلا أن عواقب هذا العمل الشنيع قد أحاطت به، وأخذت بأطرافه في النهاية
القصص القرآنية
للشيخ ناصر مكارم الشيرازي
منقول
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
--------------------------------------------------------------------------------
روي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال
" خرجنا مع الحسين بن علي عليهما السلام، فما نزل منزلا ولا رحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال: ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل"
كما أن شهادة الحسين عليه السلام تشبه شهادة يحيى عليه السلام من عدة جهات أيضا
وكذلك فإن إسم الحسين عليه السلام كاسم يحيى عليه السلام لم يسبقه به أحد، ومدة حملهما كانت أقل من المعتاد
شهادة يحيى عليه السلام
لم تكن ولادة يحيى عجيبة ومذهلة لوحدها، بل إن موته أيضا كان عجيبا من عدة جهات، وقد ذكر أغلب المؤرخين المسلمين، وكذلك المصادر المسيحية، مجرى هذه الشهادة على هذه النحو، بالرغم من وجود اختلاف يسير في خصوصياتها بين هذه المراجع:
لقد أصبح يحيى ضحية للعلاقات غير الشرعية لأحد طواغيت زمانه مع أحد محارمه، حيث تعلق "هروديس" ملك فلسطين اللاهث وراء شهواته ببنت أخته "هروديا" وهام في غرامها، وألهب جمالها قلبه بنار العشق، ولذلك صمم على الزواج منها!
فبلغ هذا الخبر نبي الله العظيم يحيى عليه السلام، فأعلن بصراحة أن هذا الزواج غير شرعي ومخالف لتعليمات التوراة، وسأقف امام مثل هذا العمل
لقد انتشر صخب وضوضاء هذه المسألة في كل أرجاء المدينة، وسمعت تلك الفتاة "هيروديا" بذلك، فكانت ترى يحيى أكبر عائق في طريقها، ولذلك صممت على الإنتقام منه في فرصة مناسبة لترفع هذا المانع من طريق شهواتها وميولها، فعمقت علاقتها بخالها ووطدتها، وجعلت من جمالها مصيدة له، وقد ملكت عليه كل مشاعره وأحاسيسه، إلى أن قال لها هيروديس يوما:
اطلبي مني كل ما تريدين فسأحققه لك قطعا
فقالت هيروديا: لا أريد منك إلا رأس يحيى! لأنه قد شوه سمعتي وسمعتك، وقد أصبح كل الناس يعيروننا، فإن كنت تريد أن يهدأ قلبي ويسر خاطري فيجب أن تقوم بهذا العمل!
فسلم هيروديس- الذي أصبح مجنونا لا يعقل من عشق هذه المرأة- لما ارادت من دون أن يفكر ويتنبه إلى عاقبة هذا العمل، ولم يمض قليل من الزمن حتى أحضر رأس يحيى عند تلك المرأة الفاجرة، إلا أن عواقب هذا العمل الشنيع قد أحاطت به، وأخذت بأطرافه في النهاية
القصص القرآنية
للشيخ ناصر مكارم الشيرازي
منقول