تويت
يقول صاحب المشكلة :
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
أنا -والحمد لله- متزوج، وأنا من محافظة في ريف مصر، وكذلك زوجتي، وقبل زواجي اشترطت على أهل زوجتي وزوجتي أننا سنعيش في شقة بالقاهرة، وستلحق بنا والدتي وأختي بعد عامين من الزواج؛ نظرًا لانتقال أختي إلى الجامعة في القاهرة، وليس لنا سوى والدتنا، وهما أمانة في رقبتي، ولا يمكن التفريط فيهما. وبعد مرور عام من الزواج بدأت المشاكل الأسرية، وأخطأنا في حق بعضنا، واستغل أهلها الفرصة حتى يتحرروا من الشرط ويطالبوا بشقة لها في البلد الريفي، ووصل الموضوع إلى الشقة في الريف لها أو الطلاق، فاخترت الطلاق، فرجعوا في كلامهم ووافقوا على أن تعيش معنا في القاهرة، وهي الآن تتعمد أن تفعل ما يغضب أمي منها، وأمي ليست صابرة عليها، فهي تريدها زوجة مثالية، وأصبحت الآن النفوس ممتلئة من الجانبين، وزوجتي تنتظر أن تخطئ والدتي في حقها بكلمة حتى تأتي بأبيها وجيراننا وتفهمهم أن أمي قاسية عليها وتكرهها، وأمي ليس من السهل عليها أن تراها تفعل شيئا خطأ في المنزل وترتيبه وطهي الطعام مثلا.
حاولت معهما أن يتغاضى كل طرف عن الطرف الآخر حتى تسير الأمور، من أجل البنت الصغيرة التي رزقنا الله إياها، ومن أجل أختي التي تذاكر بالجامعة، ومن أجل مستقبلي العلمي حتى أتمكن من تحضير الدكتوراه، ولكن النفوس ممتلئة حتى وصلت إلى أن زوجتي لا تطيق كلمة من أمي أو أن تقول لها افعلي كذا، وأمي أصبحت تدعو الله عليها بألا أنجب منها ثانية، وأن يرزقني خيرا منها، وأنا الآن أمامي اختيارات، إما إصلاح الطرفين، وهذا صعب لأن كل طرف يتصيد الخطأ للطرف الآخر، وإما تركها في المنزل بالريف ولا أسافر لها إلا كل شهر.. أو الطلاق.
فما الحل لهذه المشكلة من وجهة نظركم، وأسأل الله أن يوفقنا للحق ولما يحب ويرضى، وجزاكم الله خيرا.
فأجابه المستشار الدكتور نعمت عوض الله:
ولدي..
أصعب قرار ذلك الذي يضطر شخص لأن يتخذه وهو بين السندان والمطرقة.. فهو مصاب لا محالة، ومضروب ومطحون بلا أي تصور للنجاة. تقول إنك اتفقت مع زوجتك وأهلها على السكن في القاهرة، وأعلمتهم أن والدتك وأختك ستقيمان معكما وقد وافقوا.
والله يا ولدي "عداك العيب"، ولست أدري ماذا يمكن لأي شخص محترم أن يفعل أكثر من كل هذا الوضوح حين يتقدم للزواج من إنسانة.. ثم كيف نستطيع التخلص من فكرة غدا قد تحدث في الأمور أمور، ولا نناقش المشكلة الأساسية.
أتصور أن أهلها وافقوا حتى لا يفقدوا عريسا ممتازا بمقاييس كثيرة، مع التصور الدائم أن بعد الزواج كل شيء سيتغير.. أخطأت حين بدأت بالتطاول عليها في سنتكم الأولى للزواج.. وهذا ما منحها الحق في أن ترد لك التطاول.. فهي وأهلها متمسكون بك وبالزوجية، وغالبا يتصورون أنك في النهاية ستستسلم للأمر الواقع وتفصل بينها وبين أمك وأختك.
وبالطبع هذا حل لا بأس به إن كنت تستطيعه.. أن تكون والدتك وأختك في شقة أخرى مع تمام متابعتك لهما والقيام على احتياجاتهما، ولكن بالطبع قد يبدو هذا مطلبا صعبا حاليا؛ لأنك في بداية حياتك وتنفق على دراستك وربما دراسة أختك أيضا.
إذن نعود لصلب المشكلة.. أمك مخطئة وكذلك زوجتك..
أخطأت زوجتك حين لم تقدر حقيقة طاقتها على العيش مع والدتك وتدريب نفسها على تقبل شريك مستأسد في مملكتها، ولما وقعت الفأس في الرأس بدأت المشاكل وهي شيء متوقع بالطبع.. فأي مملكة لا يمكن أن تحتمل إلا ملكة واحدة.
وأخطأت أمك حين تصورت أن من حقها أن تنتقد وتنقد بصفة الآمر الناهي صاحب الحل والعقد، بل وصل بها الحال إلى الكراهية والدعاء على زوجتك مع أنها ضيفة في بيتها.. صحيح ضيفة معززة مكرمة، ولكن في النهاية أنت لم تأت بالمرأة (زوجتك) من بيت أهلها لتكون خادمة في بيت أهلك إجبارا أو قسرا، بل لتكون ابنة متفانية خدوما اختيارا بمحبة ورغبة حقيقية.
ولا يمكن أن يكون هناك اختيار حر ووراءه ناقد قاسٍ لا يقبل أي تهاون، سواء في التنظيف أو الهندمة.
ما دام الخطأ مشتركا فيجب أن يكون الحل مشتركا..
أولا: تركها وحدها في المنزل في الريف ولا تذهب إليها إلا كل شهر مرة فيه ظلم لها.. فما تزوجت لتعود وتجلس في بيت وحدها، بل تزوجت لتنعم بالدفء وبالعفاف في أحضان رجل أحله الله لها.
ثانيا: الطلاق لا داعي له يا ولدي.. فواضح أنها متمسكة بك، وأنت متمسك بها برغم كل هذه المشاكل، وكذلك أهلها.. ولا داعي لحل مشكلة بخلق مشكلة أكبر، هي هدم البيت والأسرة وتشريد طفلة لا ذنب لها.
يتبقى الحل الصعب.. التوفيق بين الأطراف.. وأنا لا أسميه توفيقا يا ولدي بل أسميه وضع بروتوكول أو نظام معيشي أنت قائده وسيده والمسئول عنه، ولا يجوز لأي شخص مهما كان أن يكسر هذه القواعد.
فإن وجود أمير بين ثلاث نسوة ليست الحكمة منه المنظرة، بل الهدف منه ضبط وتنظيم إيقاع التعامل لنحصد الفوائد لا المشاكل.
ضع بنفسك قانونا لبيتك، ومن له حق في ماذا.. وحدود التدخل.. وحدود الانتقاد.. ضع قانونا واضحا، وكن حازما وأنت تشرحه لزوجتك وأمك.
وأوضح لهما أن هذا القانون قد تم وضعه للصالح العام لكل أفراد الأسرة ما دمتم مضطرين للعيش معا تحت رعايتك أنت.
بالنسبة لأمك لا تقل لها إنك تحب زوجتك ولا تريد التخلي عنها، بل اكتف بتذكيرها بالهدف من تواجدها معك في البيت هي وأختك، وأنك تريد أن تخلق لأختك الحبيبة الجو والمناخ الأمثل للمذاكرة والتفوق.. ثم أردف أن زوجتك أفضل من غيرها ويكفي أنها أم ابنتك.
وبالنسبة لزوجتك فقل لها إنك بذلك تحميها من تدخل والدتك غير المبرر، وإنك تريدها أن تساعدك على برها لتدخلا الجنة معا، وهذا القانون سيكفل الحد الأدنى من الاحتكاك، وحلفها بحبها لك وحبك لها أن تصبر قليلا وتطيع أمرك حتى تمر الحياة بسلام، ولا أريد أن أقول لك عدها أن تجد لأمك وأختك شقة قريبة منكما، ولكن ضع هذه الفكرة بين أفكارك، وحاول أن تجد لها خطة تنفيذية.
فالحياة بين المتشاكسين لا يمكن أن تدوم طويلا، ولابد من يوم قد تضطر فيه برغم كل القوانين والقواعد والنظم التي تسهر على تنفيذها أن تتخذ قرارًا أمر من العلقم بفراق أهلك وأبنائك؛ لأنه من غير الطبيعي ولا الإيماني أن تتخلص من أمك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
أنا -والحمد لله- متزوج، وأنا من محافظة في ريف مصر، وكذلك زوجتي، وقبل زواجي اشترطت على أهل زوجتي وزوجتي أننا سنعيش في شقة بالقاهرة، وستلحق بنا والدتي وأختي بعد عامين من الزواج؛ نظرًا لانتقال أختي إلى الجامعة في القاهرة، وليس لنا سوى والدتنا، وهما أمانة في رقبتي، ولا يمكن التفريط فيهما. وبعد مرور عام من الزواج بدأت المشاكل الأسرية، وأخطأنا في حق بعضنا، واستغل أهلها الفرصة حتى يتحرروا من الشرط ويطالبوا بشقة لها في البلد الريفي، ووصل الموضوع إلى الشقة في الريف لها أو الطلاق، فاخترت الطلاق، فرجعوا في كلامهم ووافقوا على أن تعيش معنا في القاهرة، وهي الآن تتعمد أن تفعل ما يغضب أمي منها، وأمي ليست صابرة عليها، فهي تريدها زوجة مثالية، وأصبحت الآن النفوس ممتلئة من الجانبين، وزوجتي تنتظر أن تخطئ والدتي في حقها بكلمة حتى تأتي بأبيها وجيراننا وتفهمهم أن أمي قاسية عليها وتكرهها، وأمي ليس من السهل عليها أن تراها تفعل شيئا خطأ في المنزل وترتيبه وطهي الطعام مثلا.
حاولت معهما أن يتغاضى كل طرف عن الطرف الآخر حتى تسير الأمور، من أجل البنت الصغيرة التي رزقنا الله إياها، ومن أجل أختي التي تذاكر بالجامعة، ومن أجل مستقبلي العلمي حتى أتمكن من تحضير الدكتوراه، ولكن النفوس ممتلئة حتى وصلت إلى أن زوجتي لا تطيق كلمة من أمي أو أن تقول لها افعلي كذا، وأمي أصبحت تدعو الله عليها بألا أنجب منها ثانية، وأن يرزقني خيرا منها، وأنا الآن أمامي اختيارات، إما إصلاح الطرفين، وهذا صعب لأن كل طرف يتصيد الخطأ للطرف الآخر، وإما تركها في المنزل بالريف ولا أسافر لها إلا كل شهر.. أو الطلاق.
فما الحل لهذه المشكلة من وجهة نظركم، وأسأل الله أن يوفقنا للحق ولما يحب ويرضى، وجزاكم الله خيرا.
فأجابه المستشار الدكتور نعمت عوض الله:
ولدي..
أصعب قرار ذلك الذي يضطر شخص لأن يتخذه وهو بين السندان والمطرقة.. فهو مصاب لا محالة، ومضروب ومطحون بلا أي تصور للنجاة. تقول إنك اتفقت مع زوجتك وأهلها على السكن في القاهرة، وأعلمتهم أن والدتك وأختك ستقيمان معكما وقد وافقوا.
والله يا ولدي "عداك العيب"، ولست أدري ماذا يمكن لأي شخص محترم أن يفعل أكثر من كل هذا الوضوح حين يتقدم للزواج من إنسانة.. ثم كيف نستطيع التخلص من فكرة غدا قد تحدث في الأمور أمور، ولا نناقش المشكلة الأساسية.
أتصور أن أهلها وافقوا حتى لا يفقدوا عريسا ممتازا بمقاييس كثيرة، مع التصور الدائم أن بعد الزواج كل شيء سيتغير.. أخطأت حين بدأت بالتطاول عليها في سنتكم الأولى للزواج.. وهذا ما منحها الحق في أن ترد لك التطاول.. فهي وأهلها متمسكون بك وبالزوجية، وغالبا يتصورون أنك في النهاية ستستسلم للأمر الواقع وتفصل بينها وبين أمك وأختك.
وبالطبع هذا حل لا بأس به إن كنت تستطيعه.. أن تكون والدتك وأختك في شقة أخرى مع تمام متابعتك لهما والقيام على احتياجاتهما، ولكن بالطبع قد يبدو هذا مطلبا صعبا حاليا؛ لأنك في بداية حياتك وتنفق على دراستك وربما دراسة أختك أيضا.
إذن نعود لصلب المشكلة.. أمك مخطئة وكذلك زوجتك..
أخطأت زوجتك حين لم تقدر حقيقة طاقتها على العيش مع والدتك وتدريب نفسها على تقبل شريك مستأسد في مملكتها، ولما وقعت الفأس في الرأس بدأت المشاكل وهي شيء متوقع بالطبع.. فأي مملكة لا يمكن أن تحتمل إلا ملكة واحدة.
وأخطأت أمك حين تصورت أن من حقها أن تنتقد وتنقد بصفة الآمر الناهي صاحب الحل والعقد، بل وصل بها الحال إلى الكراهية والدعاء على زوجتك مع أنها ضيفة في بيتها.. صحيح ضيفة معززة مكرمة، ولكن في النهاية أنت لم تأت بالمرأة (زوجتك) من بيت أهلها لتكون خادمة في بيت أهلك إجبارا أو قسرا، بل لتكون ابنة متفانية خدوما اختيارا بمحبة ورغبة حقيقية.
ولا يمكن أن يكون هناك اختيار حر ووراءه ناقد قاسٍ لا يقبل أي تهاون، سواء في التنظيف أو الهندمة.
ما دام الخطأ مشتركا فيجب أن يكون الحل مشتركا..
أولا: تركها وحدها في المنزل في الريف ولا تذهب إليها إلا كل شهر مرة فيه ظلم لها.. فما تزوجت لتعود وتجلس في بيت وحدها، بل تزوجت لتنعم بالدفء وبالعفاف في أحضان رجل أحله الله لها.
ثانيا: الطلاق لا داعي له يا ولدي.. فواضح أنها متمسكة بك، وأنت متمسك بها برغم كل هذه المشاكل، وكذلك أهلها.. ولا داعي لحل مشكلة بخلق مشكلة أكبر، هي هدم البيت والأسرة وتشريد طفلة لا ذنب لها.
يتبقى الحل الصعب.. التوفيق بين الأطراف.. وأنا لا أسميه توفيقا يا ولدي بل أسميه وضع بروتوكول أو نظام معيشي أنت قائده وسيده والمسئول عنه، ولا يجوز لأي شخص مهما كان أن يكسر هذه القواعد.
فإن وجود أمير بين ثلاث نسوة ليست الحكمة منه المنظرة، بل الهدف منه ضبط وتنظيم إيقاع التعامل لنحصد الفوائد لا المشاكل.
ضع بنفسك قانونا لبيتك، ومن له حق في ماذا.. وحدود التدخل.. وحدود الانتقاد.. ضع قانونا واضحا، وكن حازما وأنت تشرحه لزوجتك وأمك.
وأوضح لهما أن هذا القانون قد تم وضعه للصالح العام لكل أفراد الأسرة ما دمتم مضطرين للعيش معا تحت رعايتك أنت.
بالنسبة لأمك لا تقل لها إنك تحب زوجتك ولا تريد التخلي عنها، بل اكتف بتذكيرها بالهدف من تواجدها معك في البيت هي وأختك، وأنك تريد أن تخلق لأختك الحبيبة الجو والمناخ الأمثل للمذاكرة والتفوق.. ثم أردف أن زوجتك أفضل من غيرها ويكفي أنها أم ابنتك.
وبالنسبة لزوجتك فقل لها إنك بذلك تحميها من تدخل والدتك غير المبرر، وإنك تريدها أن تساعدك على برها لتدخلا الجنة معا، وهذا القانون سيكفل الحد الأدنى من الاحتكاك، وحلفها بحبها لك وحبك لها أن تصبر قليلا وتطيع أمرك حتى تمر الحياة بسلام، ولا أريد أن أقول لك عدها أن تجد لأمك وأختك شقة قريبة منكما، ولكن ضع هذه الفكرة بين أفكارك، وحاول أن تجد لها خطة تنفيذية.
فالحياة بين المتشاكسين لا يمكن أن تدوم طويلا، ولابد من يوم قد تضطر فيه برغم كل القوانين والقواعد والنظم التي تسهر على تنفيذها أن تتخذ قرارًا أمر من العلقم بفراق أهلك وأبنائك؛ لأنه من غير الطبيعي ولا الإيماني أن تتخلص من أمك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق