بدون مقدِّمات أو فلسفة زائدة :
لست الآن بصدد الحديث عن قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا .. الذين يُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
ولن أتحدث عن الروايات الشيعية الضعيفة السند التي تُبيِّن سبب نزولها .
ولست بصدد الحديث عن وضوح الآية عمّن تتحدث وذلك من خلال قوله تعالى بصيغة الجمع : ( الذين آمنوا ) .. ولا عن الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها .. ولا عن السياق والنسق المُتَّزن لترتيب الآيات الذي يُدركه كل من أراد الحقّ والإنصاف .. ونظر بعين الحياد .. أن المقصود هو موالاة المؤمنين ( عامة ) .. وعدم موالاة الكافرين .
بل سأتكلم عن قول الشيعة :
أن سيدنا عليّ رضي الله عنه قد تصدّق بخاتمه للرجل الفقير وهو راكعٌ يؤدي الصلاة .
ومعلوم أن سيدنا عليّ في نظر الشيعة .. معصوم من الخطأ والسهو والنسيان من الولادة حتى الممات .
سأورد سؤالين :
سؤال يخصّ سيدنا عليّ في تصدّقه بالخاتم .. وسؤال آخر عن الفقير السائل لسيدنا عليّ .
السؤال الأول :
عندما سأل الفقير السائل سيدنا عليّ أن يتصدّق عليه .. بكل تأكيد سمع سيدنا عليّ ما قاله الفقير .
ثم قرّر في نفسه أن يتصدّق عليه بالخاتم .. ثم مدّ يده للفقير لكي يأخذ الخاتم منها .. ثم أحسّ بأخذ الفقير للخاتم من يده .. ثم عرف سيدنا عليّ أن الفقير أخذ مراده وذهب .
(( كل هذا حاصلٌ لسيدنا عليّ وهو في الصلاة )) .. ومعلوم للجميع أن الصلاة تحتاج منّا للخشوع والخضوع وعدم الإنشغال بأيّ شيء آخر .. والتوجّه لله وحده .. وعدم إنصراف القلب عن المعبود .
والرسول يقول عن الإحسان هو : ( أن تعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
فكيف للمعصوم أن يعبد الله وكأنه يراه .. ثم ينصرف عنه بأمر التصدّق ؟؟؟ .
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال :
(( كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا .. فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا .. فقلنا : يا رسول الله كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا .. فقال : إن في الصلاة لشغلا )) .
فإذا كان ردّ السلام يُشغِل عن الصلاة .. فما بالك بالتصدّق ونية التصدّق وانشغال القلب بالتصدّق ومد اليد للتصدّق .. فهي من باب أولى أنها تُشغِل القلب عن الصلاة وعن خشوع العبد وهو ملاقٍ ربّه .
فكيف يكون للمعصوم الذي لا يُخطيء ( أبداً ) :
أن ينشغل بالفقير وسؤال الفقير واتخاذ قرار التصدّق ثم العزم على التصدّق ثم تهيئة الطريقة لأخذ الفقير للصدقة وذلك بمدّ يده له .. كيف يكون ذلك من المعصوم والصلاة تحتاج لانصراف جميع جوارح العبد لله وعدم الإنشغال بأيّ شيء من شأنه صرف القلب عن المعبود .
لأنه بمجرّد تكبيرنا تكبيرة الإحرام بقولنا : ( الله أكبر ) .. فقد تركنا كل شيء وتوجهنا بقلوبنا ومشاعرنا وجوارحنا للمعبود سبحانه .
فالإنشغال عن الصلاة بأمر آخر يعتبر ( أمراً منافياً للعصمة ) .. خاصة إذا عرفنا أن تلك الصدقة بالإمكان تأجيلها إلى ما بعد الفراغ من الصلاة .. وخاصة إذا عرفنا أن دفع الزكاة أثناء الصلاة ليست من هدي رسول الله ولا من أفعاله .
فهل كان الأمر متحتِّماً على سيدنا عليّ أن يؤديها أثناء الصلاة ؟؟؟ .
وهل هناك ضرر ممكن أن يلحق بالفقير إذا انتظر إلى ما بعد فراغ أمير المؤمنين من صلاته ؟؟؟ .
السؤال الثاني :
سؤال الفقير لسيدنا عليّ هل يعتبر جهلاً منه بالإسلام .. وأن من دخل في الصلاة لا يجوز له الإنشغال بغيرها ؟؟؟ .
وإذا كان مسلماً .. فهل هذا جهلا منه بمعرفة أحكام الصلاة وشروطها ومبطلاتها ؟؟؟ .
وماذا كان الفقير ينتظر من سيدنا عليّ أن يتصدّق عليه ؟؟؟ .. هل كان يريد الخاتم بعينه ؟؟؟ .. أم كان يريد مالاً ؟؟؟ .
وهل أتى لسيدنا عليّ صدفة .. بمعنى أنه لا يعرفه مُسبقاً ؟؟؟ .. أم أنه ذهب إليه عمداً وهو يعرف أن سيدنا عليّ لا مال له ؟؟؟ .
=======
عموماً إخواني الشيعة .. أقول :
في معتقدنا نحن أهل السنة والجماعة أن سيدنا عليّ من خيرة صحابة رسول الله ومن أتقاهم وأزهدهم وأفقههم وأشجعهم .. ولكنه (( ليس معصوماً )) عن الخطأ والسهو والنسيان .
ونجزم أنه لا يمكن له أن يجعل من صلاته وقتاً لأداء الزكاة أو التصدّق .. بل الذي نؤمن به أن سيدنا عليّ يعرف متى يتصدّق وكيف يتصدّق .
ولكن أوردنا ذلك من باب إلزامكم .. لأنكم ( إذا جزمتم ) بقصة التصدّق بالخاتم .. تكونوا ( قد نفيتم ) العصمة منه من دون أن تشعرون .
وفّق الله الجميع لما يُحبّ ويرضى .
لست الآن بصدد الحديث عن قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا .. الذين يُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
ولن أتحدث عن الروايات الشيعية الضعيفة السند التي تُبيِّن سبب نزولها .
ولست بصدد الحديث عن وضوح الآية عمّن تتحدث وذلك من خلال قوله تعالى بصيغة الجمع : ( الذين آمنوا ) .. ولا عن الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها .. ولا عن السياق والنسق المُتَّزن لترتيب الآيات الذي يُدركه كل من أراد الحقّ والإنصاف .. ونظر بعين الحياد .. أن المقصود هو موالاة المؤمنين ( عامة ) .. وعدم موالاة الكافرين .
بل سأتكلم عن قول الشيعة :
أن سيدنا عليّ رضي الله عنه قد تصدّق بخاتمه للرجل الفقير وهو راكعٌ يؤدي الصلاة .
ومعلوم أن سيدنا عليّ في نظر الشيعة .. معصوم من الخطأ والسهو والنسيان من الولادة حتى الممات .
سأورد سؤالين :
سؤال يخصّ سيدنا عليّ في تصدّقه بالخاتم .. وسؤال آخر عن الفقير السائل لسيدنا عليّ .
السؤال الأول :
عندما سأل الفقير السائل سيدنا عليّ أن يتصدّق عليه .. بكل تأكيد سمع سيدنا عليّ ما قاله الفقير .
ثم قرّر في نفسه أن يتصدّق عليه بالخاتم .. ثم مدّ يده للفقير لكي يأخذ الخاتم منها .. ثم أحسّ بأخذ الفقير للخاتم من يده .. ثم عرف سيدنا عليّ أن الفقير أخذ مراده وذهب .
(( كل هذا حاصلٌ لسيدنا عليّ وهو في الصلاة )) .. ومعلوم للجميع أن الصلاة تحتاج منّا للخشوع والخضوع وعدم الإنشغال بأيّ شيء آخر .. والتوجّه لله وحده .. وعدم إنصراف القلب عن المعبود .
والرسول يقول عن الإحسان هو : ( أن تعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
فكيف للمعصوم أن يعبد الله وكأنه يراه .. ثم ينصرف عنه بأمر التصدّق ؟؟؟ .
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال :
(( كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا .. فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا .. فقلنا : يا رسول الله كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا .. فقال : إن في الصلاة لشغلا )) .
فإذا كان ردّ السلام يُشغِل عن الصلاة .. فما بالك بالتصدّق ونية التصدّق وانشغال القلب بالتصدّق ومد اليد للتصدّق .. فهي من باب أولى أنها تُشغِل القلب عن الصلاة وعن خشوع العبد وهو ملاقٍ ربّه .
فكيف يكون للمعصوم الذي لا يُخطيء ( أبداً ) :
أن ينشغل بالفقير وسؤال الفقير واتخاذ قرار التصدّق ثم العزم على التصدّق ثم تهيئة الطريقة لأخذ الفقير للصدقة وذلك بمدّ يده له .. كيف يكون ذلك من المعصوم والصلاة تحتاج لانصراف جميع جوارح العبد لله وعدم الإنشغال بأيّ شيء من شأنه صرف القلب عن المعبود .
لأنه بمجرّد تكبيرنا تكبيرة الإحرام بقولنا : ( الله أكبر ) .. فقد تركنا كل شيء وتوجهنا بقلوبنا ومشاعرنا وجوارحنا للمعبود سبحانه .
فالإنشغال عن الصلاة بأمر آخر يعتبر ( أمراً منافياً للعصمة ) .. خاصة إذا عرفنا أن تلك الصدقة بالإمكان تأجيلها إلى ما بعد الفراغ من الصلاة .. وخاصة إذا عرفنا أن دفع الزكاة أثناء الصلاة ليست من هدي رسول الله ولا من أفعاله .
فهل كان الأمر متحتِّماً على سيدنا عليّ أن يؤديها أثناء الصلاة ؟؟؟ .
وهل هناك ضرر ممكن أن يلحق بالفقير إذا انتظر إلى ما بعد فراغ أمير المؤمنين من صلاته ؟؟؟ .
السؤال الثاني :
سؤال الفقير لسيدنا عليّ هل يعتبر جهلاً منه بالإسلام .. وأن من دخل في الصلاة لا يجوز له الإنشغال بغيرها ؟؟؟ .
وإذا كان مسلماً .. فهل هذا جهلا منه بمعرفة أحكام الصلاة وشروطها ومبطلاتها ؟؟؟ .
وماذا كان الفقير ينتظر من سيدنا عليّ أن يتصدّق عليه ؟؟؟ .. هل كان يريد الخاتم بعينه ؟؟؟ .. أم كان يريد مالاً ؟؟؟ .
وهل أتى لسيدنا عليّ صدفة .. بمعنى أنه لا يعرفه مُسبقاً ؟؟؟ .. أم أنه ذهب إليه عمداً وهو يعرف أن سيدنا عليّ لا مال له ؟؟؟ .
=======
عموماً إخواني الشيعة .. أقول :
في معتقدنا نحن أهل السنة والجماعة أن سيدنا عليّ من خيرة صحابة رسول الله ومن أتقاهم وأزهدهم وأفقههم وأشجعهم .. ولكنه (( ليس معصوماً )) عن الخطأ والسهو والنسيان .
ونجزم أنه لا يمكن له أن يجعل من صلاته وقتاً لأداء الزكاة أو التصدّق .. بل الذي نؤمن به أن سيدنا عليّ يعرف متى يتصدّق وكيف يتصدّق .
ولكن أوردنا ذلك من باب إلزامكم .. لأنكم ( إذا جزمتم ) بقصة التصدّق بالخاتم .. تكونوا ( قد نفيتم ) العصمة منه من دون أن تشعرون .
وفّق الله الجميع لما يُحبّ ويرضى .
تعليق