إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نشرة الصادقين لقاءات وأخبار المرجع اليعقوبي(دم ظله)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نشرة الصادقين لقاءات وأخبار المرجع اليعقوبي(دم ظله)

    الصفحة الأولى
    مرحباً بشهر الله الأكبر***رابطة معتنقي الاسلام***القرآن يُنعشُ الروح*** حرمة التعامل مع شركات التسويق الشبكي
    </B>
    العدد (74)
    الخميس 26 شعبان 1429هـ المصادف 28/آب/2008مـ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مرحباً بشهر الله الاكبر
    يترقب المؤمنون التواقّون للكمال ونيل رضا الله تبارك وتعالى هلال شهر رمضان المبارك ليلبّوا دعوة الكريم الى ضيافة لا تشبهها ضيافة بين تفاصيلها النبي العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته التي القاها في آخر جمعة من شعبان وأوردها صاحب كتاب (مفاتيح الجنان).
    ونهيب بالمؤمنين أن يتعرفوا على عظمة هذا الشهر الشريف ويستزيدوا من الطاف الله تبارك وتعالى فيه من خلال الاحاديث الشريفة والادعية المباركة المأثورة عن أهل البيت (سلام الله عليهم)، وليقرأوا قبل حلول الشهر دعاء الامام السجاد في وداع شهر رمضان الموجود في الصحيفة السجادية ليعظموا حق هذا الشهر من اول حلوله وليس عندما يفارقونه.
    وقد ضمّ كتاب (شهر رمضان والعيد) كلمات وخطب مفيدة في هذا المجال وفيها بيان لدور طلبة الحوزة العلمية والشباب الرساليين وفعالياتهم خلال الشهر و تنبّه الى بعض الظواهر المنحرفة التي تصدر من البعض مما ينافي حرمة هذا الشهر العظيم.
    وليكثر المؤمنون من الاستغفار في الأيام المتبقية من شهر شعبان ولا يفوت القادرين منهم وغير المعذورين صيام الايام الثلاثة الأخيرة منه فقد وردت في فضل كل ذلك احاديث شريفة.
    علماً أن المتوقع بمقتضى الحسابات الفلكية عدم التمكن من رؤية الهلال مساء يوم الأحد 29/ شعبان فيكون الاول من شهر رمضان يوم الثلاثاء 2/9/2008 ولكن المعتمد هي الرؤية الشرعية.



    رابطة معتنقي الاسلام من المسحيين
    استقبل سماحة الشيخ اليعقوبي عدداً من الاخوة المسيحيين الذين اعتنقوا الاسلام ومن مدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم) وأنشأوا رابطة بهذا العنوان لاقامة الفعاليات والشعائر الدينية في مناسبات المعصومين (سلام الله عليهم).
    وقد هنأهم سماحته على هذه النعمة العظيمة التي شرّفهم الله تبارك وتعالى بها وحث المؤمنين على رعايتهم وفتح مساجدهم ومؤسساتهم لاستضافة فعالياتهم واحتفالاتهم الدينية ليُشعروهم بالأخوّة الاسلامية الحقيقية والمبادئ السامية لهذا الدين الحنيف.




    القرآن يُنعش الروح
    أقام مجمع القرآن الكريم في البصرة محفلاً قرآنياً في مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي ليلة الرابع عشر من شعبان تيمناً بذكرى الولادة المباركة لمنقذ البشرية شارك في الحفل عدد من مقرئي القرآن وتُليت فيه المدائح بحق أهل البيت (سلام الله عليهم) واختتمت بالدعاء لبقية الله الاعظم (ارواحنا له الفداء).
    وقد حضر سماحته وجمع من المؤمنين الحفل واشاد بابداعات المشاركين ودعا الى تكرار مثل هذه الفعاليات في المدن كافة وقال سماحته (إن هذه المحافل القرآنية تغذي الروح وتديم جذوة الايمان وهي كالجنة اليانعة وسط هذا العالم الذي يبدو كالصحراء القاحلة المجدبة الخالية من المعاني الروحية حيث غلب على أهله حب الدنيا والانسياق وراء الشهوات.
    إن من يحيا في ظل القرآن يعود بالخير والبركة على نفسه وعلى أمته، اما على نفسه فلأنه سيخالط لحمه ودمه كما ورد في الحديث الشريف، ولأن القرآن سيكون شفيعاً له وقد ورد في الحديث ان القرآن (شافع مشفع) أي شفيع تقبل شفاعته ولا ترد، وبنفس الوقت فان القرآن (ماحل مصدّق) أي خصم يصدّق في دعواه على من هجره ولم يعمل به، والعاقل لا يتردد في أن تكون علاقته مع القرآن من الشكل الاول الى الثاني.
    واما بركات حامل القرآن على امته فهي كثيرة ومنها أنه سيفيض على الامة بهذه النفحات العرفانية ويحيي القلوب الميتة ويبعث فيها المعاني الروحية، ففي الحديث النبوي الشريف (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد) قيل وما جلاؤها يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله) (ذكر الموت وتلاوة القرآن).
    والقرآن الكريم وصف نفسه – وهو كلام الله تبارك وتعالى- بأوصاف عديدة منها اثره المبارك في تحصيل هذه الكمالات واستشارة المعاني الروحية (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر/23) وفي آية اخرى يعاتب المؤمنين برفق على عدم استفادتهم من هذه المعاني (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد/16) ويعقب ذلك بقوله تعالى (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الحديد/17 تشبيها للقلوب القاسية بالأرض الميتة فيحييها الله تبارك وتعالى بماء المعرفة.


    حكم التعامل مع شركات التسويق الشبكي

    المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ظهرت في الشارع بعد سقوط النظام عدة شركات تعمل وفق مفهوم (التنظيم الهرمي pyramid scheme) ويسمى أحياناً التسويق الشبكي (network marketing) أو التسويق متعدد الطبقات "multi-layermarketing)
    ومن هذه الشركات
    1- كولد كويست goldquest _ أو كويست نت quest.net
    2- شركة بـيزناس
    3- شركة في ماكس v-max
    4- شركة موناكو monacofunds
    5- شركة أكوام.كوم
    فما حكم التعامل مع هذه الشركات؟ وإذا كان الحكم هو الحرمة فكيف يتصرف من تعامل مع هذه الشركات قبل علمه بالحكم؟

    بسمه تعالى:
    نحن نحرّم التعامل مع كل الشركات التي تتعامل بطريقة التسويق الشبكي أو التنظيم الهرمي مهما تنوّعت ادعاءاتها وعروضها فإنها جميعاً تشترك بفكرة واحدة وهي جمع الأموال تحت عنوان الاستثمار وإعطاء الربح لمن يجلب الزبائن وفي الحقيقة فإنه لا يوجد استثمار للأموال وإنما جمعٌ لها بدون مقابل ولا يوجد ربح وإنما يُعطى المشترك السابق جزءاً من المال الذي جلبه من المشترك اللاحق، فعمل هذه الشركات لا يعدو أن يكون قرصنة ينكشف زيفها بعد فترة وحينئذٍ سيجد المشتركون أنهم كانوا في أوهام وان الشركة لم تقدّم لهم شيئاً وغاية ما تفعل هو جمع الأموال منهم وإعطاء بعضهم جزءاً من أموال البعض الآخر وتسحب العملة إلى خارج العراق ويتحقق بذلك الضرر على الأفراد وعلى الدولة كلها، وهذا الحكم بالحرمة شامل لأمثال شركات (كولد كويست وموناكو وبيزنس و في_ماكس وأكوام_كوم) وأمثالها.
    إن كل الشركات التي عملت في هذا النوع من التسويق انهارت بعد أن أكلت أموال الناس بالباطل وجعلت بعضهم يأكل مال أخيه ثم انهارت وخلّفت وراءها آلاف الناس المتحسرين على أموالهم التي ذهبت أدراج الرياح.
    إن خبراء الاقتصاد من المسلمين ومن غير المسلمين أفتوا بخطورة هذه المعاملات على الاقتصاد القومي، لأنها تبيع الوهم مهما كانت هناك سلعة أو جهازا أو برامج أو غيرها فكل ذلك للتحايل فقط، وقد صدرت القوانين في أمريكا وأوربا بتجريم هذه المعاملات بعد أن عرفوا مخاطرها وأضرارها فنقلها القراصنة إلى بلادنا مستغلين حداثة التجربة عندنا وتوقف فرص الاستثمار الطبيعي الايجابي ووجود فائض نقدي لدى الناس لا يتسنى لأصحابه الاستفادة منه.
    إن الوضع المريب لمن يدّعون انهم ممثلو هذه الشركات وتصرفاتهم السرية والمشبوهة تغني عن شرح المخاطر في طبيعة عملهم.
    وإن عجبي لا ينقضي من تقاعس الحكومات المحلية والمركزية عن اتخاذ الإجراءات الصارمة لقطع دابر هؤلاء القراصنة مصاصي ثروات البلاد، وأما الحلول فتبدأ من قيام الحكومة بتوفير فرص الاستثمار لأصحاب رؤوس الأموال البسيطة بنسب ربحية معقولة لحمايتهم من الوقوع بأيدي الشركات الوهمية. كما ان الواجب الأخلاقي والإنساني يحتّم على القطاع الخاص ممن يستطيع توفير مثل هذه الفرصة لتشغيل رؤوس الأموال أن يؤسس شركات استثمارية مساهمة للمواطنين. وليس عسيراً على خبراء المال والاقتصاد أن يضعوا الحلول الصحيحة لاستيعاب الأموال الفائضة لدى الناس وقطع الطريق أمام المتحايلين وحفظ الثروة الوطنية وحماية الاقتصاد.
    وأما من تورّط بالتعامل مع هذه الشركات فعليه أن يتوقف عن كسب أي أحد وليحاول استنقاذ ماله بشتى الوسائل، وليتذكّر قول الإمام الحسين (عليه السلام) (من حاول أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأقرب لما يحذر).


    محمد اليعقوبي_النجف الأشرف
    يوم المبعث النبوي الشريف/1429

    ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي العراقي قد عمم عبر وسائل الاعلام والفضائيات فور صدور هذه الفتوى تحذيراً الى المواطنين بالامتناع عن التعامل مع هذه الشركات الوهمية غير المجازة قانونياً.


    الصفحة الثانية
    حوارات سياسية (لقاء صحيفة الحياة)***العمل الاسلامي والأمة الوسط***
    العدد (74)
    بسمه تعالى
    استقبل المرجع الديني سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله ) في مكتبه في النجف الاشرف المحلل السياسي والاعلامي السيد صادق الموسوي مدير المركز الوطني للاعلام العراقي في لندن ورافقه رئيس تحريروكالة الانباء العراقية(أصوات) ومراسل صحيفة الحياة اللندنية الاستاذ فاضل رشاد ، وطلب السيد الموسوي الاستئناس برأي المرجعية الدينية في النجف الاشرف في جملة من القضايا السياسية وجرى الحوار التالي :
    سؤال / هل تتوقعون تغييراً في الخارطة السياسية في ضوء نتائج انتخابات مجالس المحافظات المقبلة والانتخابات العامة في نهاية السنة القادمة ؟
    سماحة الشيخ / الشعب يريد التغيير بعد ان نفض يده من الحاكمين ، لكن فرصة التغيير ضعيفة لان الاحزاب الحاكمة تمتلك كل عناصر التأثير على الناخبين او المرشحين بالترهيب والترغيب ، فبأيديهم السلطة ، ويحتكرون وظائف الدولة ، ولديهم المال الذي هو ثروة الشعب ، ويسيطرون على القوى الأمنية التي تُوَظََّف في كثير من الأحيان لتنفيذ أجندات الأحزاب لتصبح مليشيات بلباس رسمي, ويستطيعون أيضا استغلال الدين واسم المرجعية الدينية أو القومية أو الطائفية ، فالتعويل على تداول حقيقي للسلطة احتمال ضعيف ، والديمقراطية التي يتحدثون عنها وصفتُها بالعوراء ، لأنهم يتمسكون بها بمقدار ما يقوي سلطتهم ويحقق مصالحهم ويتركون الجانب الاخر منها .
    نعم قد يحصل تغيير بطيء على المدى الطويل اذا لم تستغل الكتل المهيمنة على السلطة هذا الوقت لاحكام قبضتها وسد الفرصة على الآخرين ، وقد يحصل قبل ذلك (حتى اقرب من الانتخابات) حينما تعي الكتل السياسية مسؤولياتها امام الله تعالى والشعب والتاريخ وتسعى بجد لاصلاح الحال ، ويقترن ذلك بأن تترك الولايات المتحدة القوى السياسية تمارس العملية الديمقراطية بشكل صحيح من دون أن تمارس ضغطاً لإبقاء الوضع الذي يلائم مصالحها ولايربك أوضاعها الداخلية ويساهم انسحاب القوات الأمريكية في إجبار السياسيين المتصارعين على الجلوس إلى مائدة الحل خوفاً من انفراط عقد مصالحهم كلياً, أما وجود قوة كبيرة تؤمّن لهم بقاء الوضع فإنه يشجعهم على الاستمرار في الصراع.
    سؤال / من المعلوم أن بعض الكتل الحاكمة - وأعني الاسلامية منها – لاترغب الولايات المتحدة في بقاء نفوذها ، ولها أجندات سياسية تعارض التوجهات الامريكية فلماذا لاتسعى أمريكا للتغيير والحد من نفوذها ؟ وهل هي عاجزة عن ذلك ؟
    سماحة الشيخ / هذا مرتبط بحسابات داخلية وخارجية تخصُّها ، ولا اعتقد أن هذه القوى تعارض الارادة الامريكية الابمقدار الاستهلاك الاعلامي وذ ّر الرماد في العيون فهي تتميز ببراغماتية مدهشة – على حد تعبير احد مراكزالدراسات في امريكا – ومستعدة للتخلي عن كل ماتؤمن به اذا شعرت بأن ذلك يستفز امريكا ويدفعها الى إبعاد هذه القوى عن السلطة فماذا تريد امريكا اكثر من تحقيق مصالحها على أيدي الإسلاميين !! وبالتالي سقوطهم في اعين الناس وفشل مشروعهم .
    بل اننا نرى كيف تتسابق الجهات الاسلامية الحاكمة لاعلان البراءة من المشروع الاسلامي وتبنيها لما يخالف الدين ، حيث جعلوا علامة التحسن الامني وقضائهم على الجماعات المسلحة ، إشاعة الفسق والفجور وتجارة الخمور التي تباع علناًعلى قارعة الطريق التي يسلكها زعماء الائتلاف في الكرادة والجادرية وبمقربة من مقراتهم وتحت حماية القوى الامنية مما لا يوجد نظيره حتى في أكثر الدول تحرراً من الدين ، ولا ادري ماهي الملازمة بين الامرين! وهل هو نصرٌ على الاسلام ام على الجماعات المسلحة والقوى الارهابية التي تحمل اسم الاسلام زوراً .
    سؤال / هل تشككون بامكان اجراء انتخابات نزيهة وشفافة ؟
    سماحة الشيخ / يوجد لدينا ولدى كل المراقبين أكثر من الشك , وخيار التزوير في الانتخابات قائم، والمراقب لتصرفات الاحزاب المتسلطة واستخدامها مختلف الوسائل حتى غير المشروعة لإحكام قبضتها على السلطة وتصفية الخصوم لايبقى لديه شك في انهم لايتخلون عن السلطة بهذه الطريقة السلمية الشفافة عبر صناديق الاقتراع وكمثال على ذلك لاحظ العراقيل التي وضعوها لكي لا تجري الانتخابات في وقتها, فاستعملوا النقض الرئاسي ضد قانون مجالس المحافظات الذي لم يُمرَّر إلا ضمن صفقة القوانين الثلاثة, ولم يتراجعوا عن نقضهم إلا بضغط أمريكي عندما زار( ديك تشيني) نائب الرئيس الأمريكي بغداد, ثم شككوا في آلية تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومكاتبها الفرعية لإعادة العملية إلى نقطة الصفر رغم أن الآلية اقرّها البرلمان وساروا عليها, ثم الملابسات التي رافقت إقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات .


    العمل الاسلامي والامة الوسط ([1])
    لو اردنا –كمراقبين- ان نقيم العمل الاجتماعي للإسلاميين سواء كانوا من الحوزة العلمية أو الأحزاب الإسلامية أو المفكرين والمثقفين الإسلاميين لوجدنا فيهم خطين بارزين.
    (الأول) من انهمك في العمل الاجتماعي واندفع فيه غافلاً عن بناء نفسه وتهذيبها وتكاملها فنسي الهدف الذي بدأ العمل من اجله وانقلبت عنده المعايير فأصبح يرى الحق باطلاً والباطل حقاً (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً) وتحول عمله إلى صراع على الدنيا وتحولت مشكلته مع الطاغوت إلى الفوز بكرسي السلطة وليس تغيير الظلم وإقامة العدل والإصلاح والحياة الكريمة وابتعد شيئاً فشيئاً عن مبادئه دون ان يشعر، لأن تأثير السلطة على نفسية الشخص المتسلط سيكولوجي (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) الحشر/19 ومن النادر أن يشعر به الإنسان ويثوب إلى رشده إلا إذا حظي بلطف من الله تبارك وتعالى أو كان له ناصحٌ أمين أو توجد في قلبه وضميره بقية حياة ينبض بها اما اذا لم تتوفر له هذه العوامل الثلاثة فانه سينحدر إلى الهاوية (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) ص/3 حيث لا ينفعهم ندم والعياذ بالله تبارك وتعالى، وأوضح مثال على هذا الصنف الأحزاب المتسلطة التي ترفع شعار الإسلام.
    (الثاني) من آثر الانعزال والانكفاء على الذات وأصيب بالخمول وفقَدَ همته وحماسه للعمل، وجعل أقصى همه شؤونه الخاصة، أما بسبب فشل تجربة الفريق الأول فانعكس سلباً عليه حيث لحق به عاره او لعجزه عن أداء رسالته أو ليأسه من الإصلاح والتغيير فحصل عنده شعور بالإحباط فكان رد فعله التخلي عن العمل الاجتماعي، وهذا الخط واضح في عدد كبير من طلبة وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف وغيرها، فهاهي النجف رغم احتضانها لآلاف طلبة العلم لكنها لا تجد من يمدُّ إليها يد الارشاد والتوجيه والهداية ويعالج الانحراف والجهل باحكام الدين وآدابه.
    ولا شك ان كلا الخطين قد ابتعد عن الصراط المستقيم الذي تسير عليه الأمة الوسط (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة/143 ولا يستحق أي منهما أن يكون شاهداً على الناس بمقتضى هذه الآية الشريفة لنقصانه.
    اما الاول فابتعاده عن الشريعة واضح بل انه في الحقيقة يتورط في كثير من الكبائر والموبقات المهلكة وأولها التقصير في شؤون من ولي أمورهم فان من تولى رئاسة قوم والمسؤولية عنهم – ولو كانوا عدد الأصابع- فانه مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة من شؤونهم لذا فان موقفه سيطول بين يدي الله تبارك وتعالى.
    كنت اقرأ في سورة القصص حتى وصلت في نهايتها الى ذكر قارون الذي آتاه الله تبارك وتعالى (مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) وكان وضعه مغرياً لكثيرين أن يكونوا في موقعه (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79 الى نهاية 82 فليست الدنيا حتى مثل دنيا قارون وهارون تستحق ان يتخلى الانسان عن هدفه من اجلها وسيكتشف من يتمنى أن يكون بدل فلان وفلان في مواقع السلطة أن الله تبارك وتعالى أراد به خيراً حين حماه من الوقوع في شراكها.
    واما الخط الثاني فانه قد تخلى عن هموم امته وقد ورد في الحديث (من اصبح لا يهتم بامور المسلمين فليس منهم)[2] وتخلى عن مسؤوليته في اعلاء كلمة الله تعالى ونشر تعاليم دينه لأن لديه العلم والمعرفة ومن تحمل العلم كانت عليه مسؤولية تبليغه وايصاله الى الآخرين، خصوصاً مع توفر الفرصة اليوم بأوسع ابوابها للعمل الاسلامي المبارك، واذا فشل شخص أو جهة ممن يحمل لافتة اسلامية في عمله فهذا لا يعني التراجع والنكوص مهما كانت العوائق والاشواك كما نقرأ في زيارة ابي الفضل العباس (ع) (أشهد انك لم تهن ولم تنكل) وهذه هي الامة الوسط التي ارادنا الله تبارك وتعالى أن نكون منها ولا يخلو أي زمان من هذه الامة مهما غلت التضحيات وعظمت العقبات والضغوط والتشكيكات والاحباطات (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الاحزاب /23
    ورد في كتاب الامالي للشيخ الصدوق (قدس الله نفسه) عن الامام الصادق ( عليه السلام) لما سُئل عن تفسير قوله تعالى (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين) (الانعام/149) أنه (عليه السلام) قال: (إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدي أكنت عالماً، فان قال: نعم، قال له: افلا عملتَ بما علمت؟ وان قال: كنت جاهلاً، قال له: افلا تعلمت حتى تعمل؟ فيخصمه، فتلك الحجة البالغة)
    ان العالم كله ينتظر منكم ايها العراقيون دون غيركم ومن الحوزة العلمية في النجف الاشرف خاصة ان يعرفوهم الاسلام المحمدي الاصيل الذي عرفه أهل البيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته بعيداً عن التشويهات و الضلالات التي لحقته، فكونوا من حملة هذه الأمانة (وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) لان العالم كله يجد هذا الاسلام النقي عندكم وفيكم وانتم معدنه واصله ، و وسائل العمل متاحة اليوم وتستطيعون من خلال شبكة الانترنت ان تتواصلوا مع العالم كله.


    [1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع وفد امانة الرصافة الثانية في بغداد لحزب الفضيلة الاسلامي يوم 21/شعبان/1429 المصادف 23/8/2008 بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد عضو الامانة المهندس ابي عبد الله عباس ومع وفد مكتب حزب الفضيلة الاسلامي في مدينة علي الغربي

    [2] اخراج النص من وسائل الشيعة.



    الصفحة الثالثة
    تعريف بكتاب الدولة***خبر مؤتمر حزب الفضيلة***
    العدد (74)
    نحن والغرب-الجزء العاشر
    كتاب الدولة في فكر السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) / د.جاسم الزيني
    يأخذ الكلام عن الدولة في الرؤية الإسلامية أهميته من ناحية أنها تزود الثقافة الإسلامية بما يملأ الفراغ الذي فرضته التطورات الاجتماعية المعاصرة في شكل الدولة وأنظمة الحكم فأصبح المفكر الإسلامي ملزماً بسد هذا الفراغ ومواجهة التحدي الفكري الموجه للفكر الديني عموماً، وهذا في الحوار مع الآخر وهناك أهمية أخرى لمثل هذه البحوث ضمن الإطار الخاص الذي يذهب إلى موقف منطوي فكرياً وعملياً عن الخوض في هذه المجالات.
    وكان في صدارة المفكرين الإسلامين الذين تولوا مهمة استنطاق الشريعة الغراء واستخراج أجوبة لكل الحاجات الاجتماعية والأنظمة المستحدثة: السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره الشريف) الذي تناول في كتبه الكثير من الأفكار المتعلقة بشكل الدولة وأنظمة الحكم والاقتصاد وجوانب أخرى مهمة بشكل أصيل يتجذر للرؤية الإسلامية في كل خطوة وبما يضع به الخطوط العريضة لكل تفصيل فكري وتنظير سياسي فيما بعد، وقد كان السيد الشهيد (قدس سره) يدفع ويعمل باتجاه تحقيق حلمه في رؤية الإسلام يقود الحياة بتجربة حقيقية خالية من المساومات والمداهنات التي قد تنعكس في أذهان الكثيرين سلباً على النظرية الإسلامية في الحكم لان التغيير يستهدف الظالم أي السلطة وليس تغيير الظلم وإقامة الدولة الكريمة وقد قدم في سبيل ذلك الهدف دمه الشريف بخطىً ثابتة على المبادئ وبصيرة في جميع أمره.
    وقد تولى العديد من الكتاب دراسة أفكار السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره) وتقديم نظرياته إيماناً منهم بأهمية أطروحات ذلك المفكر العظيم الذي وتتميماً للبناء الفكري الذي اختطه (قدس سره)، والكتاب الذي نقدمه اليوم للقراء هو دراسة دكتوراه تقدم بها الباحث الدكتور جاسم الزيني للدولة في فكر السيد باقر الصدر (قدس سره) تناول في بدايتها دراسة حياة السيد الصدر (قدس سره) وحوادث مهمة مر بها بدءاً من نشأته ودراسته وحياته السياسية ونشاطاته الفكرية بحيث يعرف القارئ بعدها أن ذلك المفكر العظيم قد عاش بين أفكاره بصدق وتفانى في الإسلام بشكل استحق به أن يحمل راية الدفاع عن الإسلام بجدارة وأن يعبر نيابة عن المجتمع المسلم.
    ثم يتناول الكاتب التجديد العلمي والحركي عند الصدر الأول (قدس سره) وعلى الصعيدين السياسي والمرجعي.
    ويتناول الكاتب أيضاً الأفكار الأساسية في الفكر السياسي حول أصل نشأة الدولة وشرعيتها وضرورتها الاجتماعية ووظيفتها التشريعية والتنفيذية والوظيفة القضائية وغيرها ونظرية السيد الشهيد بشأن كل ذلك وغيره.
    ويحاول كاتبنا عند دراسته لفكر السيد الصدر الأول (قدس سره) أن يبحث في المفكر قبل الفكر وفي المعطي قبل المعطيات تطبيقاً لمنهج الدراسات الأكاديمية الحديثة، كما أنه يحاكم النظريات المماثلة التي صدرت من قبل مفكرين إسلاميين ويقارنها مع نظريات الصدر الأول (قدس سره) ويناقش الكثير ممن قدموا أفهامهم للمفكر الشهيد وفسروا أفعاله وفق تصوراتهم، كما أنه يذكر مجموعة أفكار وحوادث مهمة في حياة الصدر الأول (قدس سره) من المهم لشبابنا المثقف الإطلاع عليها، والكتاب ترشح ليكون الجزء العاشر من سلسلة نحن الغرب بسبب منهجه المقارن بين نظريات الصدر الأول والنظريات الغربية في الدولة والسياسة وقد تكفلت دار جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف بطبعه ونشره وهو متوفر في معرضها.



    حزب الفضيلة الإسلامي يرعى المؤتمر الاقتصادي الثالث
    لمناقشة واقع عمل شركات التسوق الشبكي والهرمي في العراق

    تحت شعار (معا لنبني اقتصاد واضح المعالم في عراقنا الجديد ) رعى حزب الفضيلة الإسلامي في البصرة المؤتمر الاقتصادي الثالث لمناقشة واقع عمل شركات التسوق الشبكي والهرمي في العراق وذلك مع فتوى سماحة المرجع الديني أية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي" دام ظله " التي بينت حكم التعامل مع شركات التسويق الشبكي من خلال تحريم التعامل معها .

    وشارك في المؤتمر أربع خبراء المختصين في المجال المالي والقانوني وهم الأستاذ الدكتور طالب حسن عبود رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة البصرة والدكتور عبد الجبار الحلفي الخبير الاقتصادي في مركز الدراسات التاريخية في مركز الخليج العرابي بجامعة البصرة والقاضي نوري هامل ممثل مجلس القضاء الأعلى في المحكمة الاتحادية في البصرة والأستاذ الدكتور القاضي فلاح التميمي خبير في مركز RTI وتدريسي في كلية القانون بجامعة البصرة ، وبحضور جمع غفير من المختصين والاكاديمين وأطياف متعددة من الشارع البصري .

    حيث ادار الجلسة امين حزب الفضيلة في البصرة الدكتور جمال عبد الزهرة حيث تركزت دراسات الباحثين في الضرر الاقتصادي الذي تسببه هذه الشركات وتبيان الخلل الخاطئ لدى الكثير من العملاء التسويقيين في تبديد المال العام والشرخ الاقتصادي الذي تسببه حيث دعا الدكتور جبار الحلفي الحكومات المحلية وخصوصا البصرة الى ردع هذه الشركات وملاحقتها قانونيا من خلال تشريع قوانين خاصة لحماية المواطن من هذه الشركات حيث اشاد بالفتوى الصريحة لسماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي في تحريم التعامل مع هذه الشركات ، فيما بين القاضي نوري هامل في دراسة مستفيضة الى وجود بعض القوانين العراقية والشرعية المستمدة من بعض مراجع النجف الاشرف في ملاحقة مثل هذه الشركات مبينا ان بعض هذه الشركات تقوم بنشر فتاوى تتناسب مع أغراضها غير الشرعية والقانونية في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية الويب وتنسبها لبعض مراجع الدين في النجف .


    هذا وشارك الحاضرون المؤتمرين في الكثير من الاستفسارات والمقترحات حيث شكلت لجنة من أمانة حزب الفضيلة الاسلامي في البصرة لمتابعة تلك الاستفسارات . وخرج الباحثون بالعديد من التوصيات منها حماية المال العام من قبل الحكومة المركزية الحكومة المحلية من خلال تشريع قوانين لذلك واستثمار تلك الأموال في المصارف العراقية وتوعية المواطنين بخطر تلك الشركات حيث اثبت الباحثون أن عمل هذه الشركات هو عمل احتيال ومشبوه ودعى الباحثون مجلس النواب العراقي لسن القوانيين اللازمة لتحريم هذه الشركات لأنها تضر بالاقتصاد الوطني من قبيل تهريب العملات الصعبة من البلاد وامتصاص اموال المواطنين وثرواته .


    [1] تاريخ اللقاء 8/جمادى الثانية/14289 المصادف 12/6/2008



    الصفحة الرابعة
    سبل السلام (رسالة عملية تبين المهم من أحكام الشريعة)
    العدد (74)
    المقصد الثامن: صلاة الجماعة
    وفيه فصول
    الفصل الأول: حقيقتها واستحبابها
    تستحب صلاة الجماعة استحبابا مؤكداً في الصلوات اليومية كلها أداءاً وقضاءاً، بل جميع الفرائض غير صلاة الطواف، فان الأحوط لزوماً عدم الاكتفاء فيها بالإتيان بها جماعة مؤتماً ويتأكد الاستحباب في اليومية الأدائية وخصوصا في الصبح والعشائين ولها ثواب عظيم وقد ورد في الحث عليها والذم على تركها أخبار كثيرة ومضامين عالية، لم يرد في أكثر المستحبات.
    (مسألة 1117) تجب الجماعة في موارد:
    المورد الأول: في صلاة الجمعة والعيدين مع اجتماع شرائط الوجوب التي أشرنا إليها في محله. وهي عندئذ شرط في صحتها ولا تجب بالأصل في غير ذلك.
    المورد الثاني: إن يكون عاجزاً عن تعلم القراءة مع إمكان الجماعة فان الأحوط له الصلاة جماعة.
    المورد الثالث: إن يكون جاهلا بوظيفة الشك خلال الصلاة، فان الأحوط له ذلك أيضا فيما يرجع فيه المأموم إلى الامام من الشك.
    المورد الرابع : إذا تعلق بها نذر ونحوه من الملزمات الشرعية بما فيها الإجارة.
    المورد الخامس : ما إذا تعلق بها أمر من تجب طاعته شرعا. ولو خالف بطلت صلاته على الأحوط.
    (مسألة 1118) لا تشرع الجماعة لشيء من النوافل الأصلية وإن وجبت بالعارض لنذر أو نحوه مطلقاً على الأحوط، وتستثنى من ذلك صلاة الاستسقاء فان الجماعة مشروعة فيها، وكذا لا بأس بها فيما صار نفلاً بالعارض فتجوز الجماعة في صلاة العيدين مع عدم توفر شرائط الوجوب.
    (مسألة 1119) يجوز اقتداء من يصلي إحدى الصلوات اليومية بمن يصلي الأخرى وان اختلفتا بالجهر والإخفات والأداء والقضاء والقصر والتمام. ولكن يشكل فيما لو كان الامام قاضيا احتياطيا. نعم لو قصد الواقع وكان كلا الاحتمالين مما يمكن الاقتداء به جازت الجماعة.
    (مسألة 1120) يجوز اقتداء مصلي الآيات بمثله وان اختلفت الآيتان. أو نية الأداء والقضاء ولا يجوز اقتداء مصلي اليومية بمصلي العيدين أو الآيات وصلاة الأموات وان اتفقت في العدد على الأحوط. ولا العكس بمعنى أن يكون الامام في اليومية والمأموم في إحدى هذه الصلوات. كما لا يجوز الاقتداء ببعضها البعض مع تغاير النية.
    (مسألة 1121) كما لا يجوز الاقتداء بصلاة الاحتياط، لا يجوز أيضاً في الصلوات الاحتياطية. كما في موارد العلم الاجمالي بوجوب القصر والتمام. إلا إذا اتّحدت الجهة الموجبة للاحتياط. كما لو علم شخصان إجمالا بوجوب القصر أو التمام فيصليان جماعة قصراً وتماما.
    (مسألة 1122) اقل عدد تنعقد به الجماعة في غير الجمعة والعيدين اثنان احدهما الامام، ولو كان المأموم امرأة أو صبيا مميزاً على الأقوى. واما في الجمعة والعيدين، فلا تنعقد إلا بخمسة من الرجال احدهم الامام سواء وقعت واجبة أم مستحبة على الأحوط.
    (مسألة 1123) لا يجوز الاقتداء بالمأموم لإمام آخر. ولا بشخصين ولو اقترنا في الأقوال والأفعال. ولا بأحد شخصين على الترديد. ولا تنعقد الجماعة أن فعل ذلك. ويكفي التعيين الإجمالي، مثل أن ينوي الاتمام بإمام هذه الجماعة أو بمن يسمع صوته، وان تردد ذلك المعين بين شخصين، بل وان رجح خلاف الواقع.
    (مسألة 1124) تنعقد الجماعة بنية المأموم للائتمام، ولو كان الامام جاهلاً بذلك غير ناو للامامة. فإذا لم ينو المأموم لم تنعقد الجماعة، نعم في صلاة الجمعة والعيدين لابد من نية الامام للامامة بان ينوي الصلاة التي يجعله فيها المأموم إماما، أو صلاة الجماعة ونحو ذلك. وكذا إذا كانت صلاة الامام معادة بجماعة. سواء كانت صلاة المأموم معادة أم لا.
    (مسألة 1125) إذا شك في انه نوى الائتمام أم لا بنى على العدم وأتم منفرداً. إلا إذا علم انه قام بنية الدخول في الجماعة وظهرت عليه أحوال الائتمام من الانصات ونحوه، بحيث ذهب شكه وتحول إلى الوثوق بالائتمام.
    (مسألة 1126) إذا نوى الاقتداء بشخص على أنه زيد فبان في الأثناء أنه عمرو انفرد في صلاته إذا لم يكن يعتقد عدالة عمرو، وتبطل صلاته إذا وقع فيها ما يبطل صلاة المنفرد عمدا وسهوا كزيادة الركوع، وإن بان له ذلك بعد الفراغ صحت صلاته و جماعته سواء اعتقد عدالته أم لا، إلا إذا وقع فيها ما يبطل الصلاة عمداً وسهواً. وإن كان عمرو عادلاً، وكان قد نوى الائتمام بالحاضر لاعتقاده أنه زيد صحت جماعته وصلاته.
    (مسألة 1127) إذا صلى اثنان وعلما بعد الفراغ أن نية كل منهما كانت الإمامة للآخر صحت صلاتهما، نعم اذا كان أحدهما قد شك في عدد الركعات والأفعال فرجع إلى حفظ الآخر وأخلّ بما هو وظيفة المنفرد مما يضرّ الإخلال به – ولو عن عذر- بصحة الصلاة فالأظهر بطلان صلاته. لا بمجرد ترك القراءة او زيادة سجدة واحدة متابعة بتخيّل صحة الائتمام.
    (مسألة 1128) لا يجوز نقل نية الائتمام من إمام إلى آخر اختياراً إلا أن يعرض للإمام ما يمنعه عن إتمام صلاته من موت أو جنون أو إغماء أو حدث، أو تذكر حدث سابق على الصلاة. فيجوز للمأمومين تقديم إمام آخر وإتمام صلاتهم معه. والاحوط بل الأقوى اعتبار أن يكون الإمام الآخر منهم بأن يتقدم أحد المأمومين وإتمام صلاتهم معه.
    (مسألة 1129) لا يجوز للمنفرد العدول إلى الائتمام في أثناء الصلاة.
    (مسألة 1130) يجوز العدول عن الائتمام إلى الانفراد اختيارا في جميع أحوال الصلاة على الأقوى. إذا لم يكن ذلك من نيته من أول الصلاة، وصحة جماعته لا تخلو من إشكال، وتكون صلاته في إشكال إذا ارتكب ما يضرّ صلاة المنفرد فيعيد الصلاة، نعم إذا أخلّ بما يغتفر الإخلال به عن عذر، فلا حاجة إلى الإعادة كترك القراءة وزيادة السجدة الواحدة ولو نوى العدول عن الجماعة ولو لحظة لم يجز له الرجوع إلى نية الائتمام.
    (مسألة 1131) إذا نوى الانفراد في أثناء قراءة الامام أو قبلها، وجبت عليه القراءة كلها. وأما إذا نواه بعد قراءة الامام قبل الركوع، فالاحوط أن يأتي بالقراءة رجاء المطلوبية.
    (مسألة 1132) إذا شك في حصول الانفراد بنى على العدم وإذا تردد في الانفراد وعدمه ثم عزم على العدم بقي على الائتمام. وان كان الانفراد له أحوط استحبابا.
    (مسألة 1133) لا يعتبر في الجماعة قصد القربة. لا بالنسبة إلى الإمام ولا بالنسبة إلى المأموم. فان كان قصد الإمام أو المأموم عرضا دنيويا مباحا مثل الفرار من الشك أو تعب القراءة ونحو ذلك صحت وترتبت عليها أحكام الجماعة دون ثوابها. غير ان الجماعة إذا قصدت بنية باطلة كالرياء أو الإيذاء أو غيرهما ففي صحة الجماعة بل اصل الصلاة إشكال.
    (مسألة 1134) إذا نوى الائتمام بمن يصلي صلاة لا اقتداء فيها سهوا أو جهلا، كما إذا كانت نافلة أو احتياطية فان تذكر قبل الإتيان بما ينافي صلاة المنفرد عدل إلى الانفراد وصحت صلاته وكذا تصح لو تذكر بعد الفراغ ولم تخالف صلاته صلاة المنفرد. وان حصل منه ما يبطل صلاة المنفرد عمدا وسهوا بطلت.
    فروع في إدراك المأموم الجماعة:
    (مسألة 1135) تدرك الجماعة بالدخول في الصلاة من أول قيام الإمام للركعة، من أول حرف من تكبيرة الإحرام –بالنسبة للأولى- له، إلى منتهى ركوعه. فإذا دخل مع الإمام خلال التكبيرة أو بعدها في حال قيامه قبل القراءة أو في إثنائها أو بعدها قبل الركوع أو خلال الهوي إلى الركوع أو في حال الركوع حتى بعد انتهاء ذكره. فقد أدرك الركعة ولا يتوقف إدراكها على الاجتماع معه في الركوع ان كبر قبل ركوع الإمام ووجبت عليه المتابعة في غيره. ويعتبر في إدراكه الركوع ان يجتمعا في حد الركوع مطمئنين ولو لحظة ان كبر بعد الركوع الإمام. وبدونه تشكل صحة الجماعة كما لو اجتمعا في حد الركوع حال هوى المأموم إليه ورفع الإمام رأسه منه فيكون الأحوط الانفراد.
    (مسألة 1136) إذا ركع بتخيل إدراك الإمام راكعا أو رجاء ذلك فتبين عدم إدراكه، بطلت جماعته. ويتم صلاته منفرد إن شاء، أو ينتظر الركعة الأخرى ليلتحق بالإمام وكذا إذا شك في ذلك على الأحوط.
    (مسألة 1137 ) الظاهر جواز الدخول في الركوع مع احتمال كون الإمام راكعا. فان أدركه صحت الجماعة و إلا بطلت.
    (مسألة 1138) إذا نوى وكبر فرفع الإمام رأسه قبل أن يصل المأموم على حد الركوع تخير المأموم بين المضي في صلاته منفردا، بما فيها ان يبادر إلى القراءة والعدول إلى النافلة. ثم الرجوع إلى الائتمام بعد إتمامها أو قطعها.
    (مسألة 1139) إذا أدرك الإمام وهو في التشهد الأخير أو التسليم، يجوز له ان يكبر للإحرام ويجلس معه ويتشهد بنية القربة المطلقة أو الذكر المطلق على الأحوط وجوبا، فإذا سلم الإمام قام لصلاته من غير حاجة إلى استئناف التكبير ويحصل له بذلك فضل الجماعة وان لم يحصل له ركعة. وكذا إذا أدركه في السجدة الثانية من الركعة الأخيرة على ان يأتي بها بنية القربة المطلقة وتصح صلاته بنفس التكبير الأول. وإذا أدرك معه سجدتين فليسجد سجدة واحدة لتصح صلاته واما إذا سجد معه سجدتين، فالاحوط وجوبا له مراعاة الاحتياط ولو بالإتيان بالمنافي بعد التسليم والدخول في الصلاة بتكبير مستأنف.
    (مسألة 1140) إذا حضر المكان الذي فيه جماعة، فرأى الامام راكعا وخاف ان الامام يرفع رأسه ان التحق بالصف، كبر للاحرام من مكانه ثم مشى في ركوعه أو بعده أو بين السجدتين أو بعدهما أو حال القيام للثانية والتحق بالصف سواء كان المشي إلى الإمام أم إلى الجانبين بشرط ان لا ينحرف عن القبلة وان لا يكون تكبير الإحرام في بعد لا يصدق معه الاقتداء عرفا على الأحوط. وان لا يكون مانع آخر غير البعد من حائل ونحوه. ويجب ترك الاشتغال بالقراءة وغيرها، مما يعتبر فيه الطمأنينة حال المشي. وأما المشي حال السجود فمشكل بل إن كبر وركع مشى وبقى بعيدا سجد في محله ثم قام ومشى ثانية إلى أن يصل. ولا يجب جر الرجل جراً خلال المشي بل يمشي مشيا طبيعيا. نعم يجب الاجتناب عما قد يقترن به المشي من الاضطراب والسرعة. كما يجب التجنب عن التقدم على الإمام بكل صورة.
    الفصل الثاني: في شرائط انعقاد الجماعة.
    يعتبر في انعقاد الجماعة أمور.
    الأمر الأول : أن لا يكون بين الإمام والمأموم حائل. وكذا بين بعض المأمومين مع الآخر بحيث يكون واسطة في الاتصال بالإمام. ولا فرق بين كون الحائل ستارا أو جداراً أو شجرة أو غير ذلك ولو كان شخص إنسان واقفاً مادام صدق الحيلولة موجودا. هذا إذا كان الإمام رجلا اما إذا كان امرأة فلا باس بالحائل بينها وبين الإمام او المأمومين إذا كان الإمام رجلا. أما إذا كان الإمام امرأة فالحكم كما في الرجل. والمهم هو جواز وجود الحائل والستر بين الرجال والنساء ولا بين الجنس الواحد إماما كانوا أو مأمومين.
    (مسألة 1141) لا فرق في الحائل -بعد صدق الحيلولة عليه –المانع عن انعقاد الجماعة بين ما يمنع عن الرؤية والمشاهدة وغيره على الأظهر فلا تنعقد الجماعة مع الحيلولة بمثل الزجاج والشبابيك والجدران المخرمة، ونحوها مما لا يمنع الرؤية، ولا بأس بالساقية الجارية والطريق البسيط إذا لم يكن معتد به عرفاً ، فيكون كما سيأتي. ولا بأس بالظلمة والغبار و أضرابه.
    الأمر الثاني: أن لا يكون موقف الإمام أعلى من موقف المأموم علواً دفعيا كالأبنية ونحوها. بل حتى لو كان تسريحياً قريباً من التسنيم كسفح الجبل ونحوه. نعم، لا بأس بالتسريحي الذي يصدق معه كون الأرض منبسطة. كما لا باس بالدفعي اليسير إذا كان دون الشبر.
    (مسألة 1142) لا بأس في علو موقف المأموم عن موقف الإمام إذا كان بمقدار يصدق معه الاجتماع عرفا. وكذلك علو المأمومين بعضهم عن بعض لكن مقتضى الاحتياط وجوبا هو أن توجد محاذاة بينهما ولو بمقدار يسير كمستوى قدم الأول مع مستوى رأس الثاني.
    الأمر الثالث :أن لا يتباعد المأموم عن الإمام أو عن بعض المأمومين مقدارا معتدا به قيل عنه انه مسقط سجود انسان أو مربض شاة أو مالا يتخطى. ويقدر بحوالي ثلاثة أرباع المتر، فينبغي ان لا يزيد على ذلك سواء في الاتصال الأمامي أو الجانبي بل الأحوط أكيدا ان يقل عنه، بل الأحوط استحبابا عدم الفصل بين موقف السابق ومسجد اللاحق.
    (مسألة 1143) إذا انفرد المأمومون في صف كامل للجماعة. انقطع من خلفهم عن الاتصال بالإمام على الأحوط. وجوبا وكذا لو كان مأموم متصل بفرد واحد من أمامه وقد انفرد. وعندئذ تتعين نية الانفراد لكل من انفصل. أما الاتصال الجانبي بالجماعة فلا يضر فيه فاصل شخص واحد، سواء انفرد أو كان منفردا أو كان صبيا غير مميز أو غير ذلك. نعم مع كون الفاصل الجانبي بمقدار اثنين فصاعدا، يكون الاتصال مخالفا للاحتياط الوجوبي. فتتعين نية الانفراد.
    (مسألة 1144) البعد المذكور إنما يقدح في اقتداء المأموم البعيد دون غيره من المأمومين كما أن بُعد المأموم من جهة لا يقدح في جماعته إذا كان متصلا بالمأمومين من جهة أخرى. فإذا كان الصف الثاني أطول من الأول فطرفه وان كان بعيدا عن الصف الأول إلا انه لا يقدح في صحة ائتمامه لاتصاله بمن عن يمينه أو عن شماله من اهل صفه مع كون الأقوى هو كفاية الاتصال الجانبي في صحة الجماعة ولا يتعين الاتصال الأمامي. وكذا لو تباعد اهل الصف الثاني بعضهم عن بعض، فانه لا يقدح ذلك في صحة ائتمامهم لاتصال كل واحد منهم بأهل الصف المتقدم، نعم لا يأتي ذلك في أهل الصف الأول إذا كانوا متباعدين بفراغ أو بمصلين عديدين منفردين أو غير ذلك. فان البعيد منهم عن المأموم الذي هو من جهة الإمام لما لم يتصل من الجهة الأخرى بواحد من المأمومين تبطل جماعته.
    الأمر الرابع : ان لا يتقدم المأموم عن الإمام في الموقف، بل الأحوط وجوبا أن لا يساويه إذا كانوا رجالا متعددين، بخلاف ما لو كان المأموم واحدا أو كانت جماعة النساء فلا باس بالمساواة في الموقف حينئذ. والأحوط استحباباً وقوف المأموم خلف الأمام إذا كانوا متعددين كما أن الأحوط استحبابا أن تقف من تؤمهن في وسطهن ولا تتقدمهن، بل لا يترك وخاصة إذا كان المكان معرضاً لوجود الرجال.
    (مسألة 1145) الشروط المذكورة شروط في الابتداء والاستدامة. فإذا حدث الحائل أو البعد أو علو الإمام أو تقدم المأموم في الأثناء بطلت الجماعة وإذا شك في واحد منها بعد العلم بعدمه بنى على عدمه. وإذا شك مع عدم سبق العلم بالعدم، لم يجز الدخول إلا مع إحراز العدم وكذا إذا حدث شك بعد الدخول غفلة. وان شك في ذلك بعد الفراغ من الصلاة، بحيث لم يكن الحائل مسبوقا بالعدم، فان علم بوقوع ما يبطل صلاة المنفرد عن عمد وسهو أعادها. إن كان دخل في الصلاة ملتفتا إلى ذلك مترددا فيه، وإلا بني على الصحة وان كان الأحوط استحبابا الإعادة.
    (مسألة 1146) لا يقدح حيلولة بعض المأمومين عن بعض وان لم يدخلوا في الصلاة، إن كانوا متهيئين لها.
    (مسألة 1147) إذا انفرد بعض المأمومين أو انتهت صلاته كما لو كانت قصراً وبقي في مكانه فقد انفرد من يتصل به مع صدق الحيلولة إلا إذا عاد إلى الجماعة بلا فصل، هذا إذا لم يتخلل البعد المانع عن انعقاد الجماعة بسبب انفراده –كما لو كان متقدماً في الصف- فلا يجدي عودة إلى الائتمام في بقاء اتصال جماعة الصف المتأخر على الأحوط فان كان واحداً لم يضر باتصال من بعده وإن كان أكثر بطلت جماعة من يليهم، والأحوط لهم نية الانفراد حتى لو اقتربوا إلى الصف أو بدأ هؤلاء المنفردون جماعة جديدة.
    (مسألة 1148) لا بأس بالحائل غير المستقر كمرور إنسان ونحوه. نعم إذا اتصلت المارة بحيث أصبحت فاصلا عرفيا، بطلت الجماعة.
    (مسألة 1149) إذا كان الحائل مما يتحقق معه المشاهدة حال الركوع لثقب في وسطه مثلا، أو حال القيام لثقب في أعلاه، أو حال الهوي إلى السجود لثقب في أسفله، فالأقوى عدم انعقاد الجماعة فلا يجوز الائتمام.
    (مسألة 1150) إذا دخل في صلاة الجماعة مع وجود الحائل وكان جاهلا به لظلمة أو عمى أو غيرهما، لم تصح الجماعة فان التفت قبل أن يعمل ما ينافي صلاة المنفرد ولو سهوا أتم منفردا وصحت صلاته، وكذلك تصح لو كان قد فعل مالا ينافيها إلا عمداً كترك القراءة.
    (مسألة 1151) الثوب الرقيق الذي يرى الشبح من ورائه، حائلٌ لا يجوز الاقتداء معه على الأحوط.
    (مسألة 1152) لو تجدد البعد في الأثناء بطلت الجماعة وصار منفرداً. فإذا لم يلتفت إلى ذلك وبقى على نية الاقتداء، فإذا أتى بما ينافي صلاة المنفرد من زيادة ركوع أو سجود مما تضر زيادته سهوا وعمدا بطلت صلاته. وان لم يأت بذلك وإن أتى بما لا ينافي إلا في صورة العمد صحت صلاته.
    (مسألة 1153) لا يضر الفصل بالصبي المميز إذا كان مأموما، فيما إذا احتمل أن صلاته صحيحة عنده. بل حتى لو علمنا ببطلان صلاته لتسامحه في وضوئه، مثلا صحت الجماعة للآخر. نعم لوكانا صبيين نعلم ببطلان صلاتهما أو أكثر انفصل الآخرون عن الجماعة.
    (مسألة 1154) إذا كان الإمام في محراب داخل في جدار أو غيره، لا يجوز ائتمام من صلى يمينه و يساره لوجود الحائل. أما الصف الواقف خلفه فتصح صلاتهم جميعا، وكذا الصفوف المتأخرة، وكذا إذا انتهى المأمومون إلى باب خلفية كانت أو جانبية، فانه تصح صلاة الصف الواقف خلف الباب لاتصالهم بمن هو يصلي عند الباب.
    الفصل الثالث: شرائط إمام الجماعة.
    يشترط في إمام الجماعة أمور.
    الأمر الأول : العقل، فلا يجوز إمامة المجنون، وان كان إدوارياً حال جنونه.
    الأمر الثاني : الإسلام فلا تجوز إمامة غير المسلم أو المحكوم بكفره.
    الأمر الثالث : الإيمان فلا تجوز إمامة غير المؤمن والمؤمن هو من كان اعتقاده حقاً.
    الأمر الرابع : العدالة فلا تجوز الصلاة خلف الفاسق. ولابد من إحرازها كسائر هذه الشرائط، قبل الدخول في الصلاة ولو بالوثوق الحاصل من إي سبب كان. فلا تجوز الصلاة خلف مجهول الحال، إلا إذا كانت حاله السابقة هي تحقق الشرط.
    الأمر الخامس : البلوغ. على الأحوط فلا تصح إمامة الصبي غير البالغ للبالغين وتجوز لغيرهم.
    الأمر السادس : الذكورة إذا كان المأموم ذكراً. فلا تصح إمامة المرأة إلا للمرأة. و الخنثى المشكل يأتم بالرجل خاصة ويؤم النساء فقط.
    الأمر السابع : أن يكون الإمام صحيح القراءة، إذا كان الائتمام في الركعتين الأوليين، وكان المأموم صحيح القراءة. بل مطلقا على الأحوط. فلا يجوز الصلاة خلف غير الفصيح إذا كان حاله لغير عذر شرعي أو كان مغيرا للمعنى أو خارجا للقراءة أو الذكر ونحوه عن شكله المتعارف لدى المتشرعة. أما مع تحقق هذه القيود فيكون الترك مبنيا على الاحتياط الاستحبابي.
    الأمر الثامن : أن لا يكون الإمام أعرابيا، على الأحوط استحبابا إذا كان يؤم غيره. ولا بأس بإمامة الإعرابي للإعرابي، مع اجتماع سائر الشرائط.
    الأمر التاسع : أن لا يكون الإمام محدوداً، على الأحوط استحبابا ولا باس بإمامة المحدود للمحدود بنفس الحد والمقدار.
    الأمر العاشر : أن لا يكون الإمام متولداً من الزنا.
    الأمر الحادي عشر : التفقه بمقدار تصح معه صلاته الانفرادية ولا يجب حصول التفقه أكثر من ذلك، فضلا عن الاجتهاد ولو شك في حصول أدنى مراتب التفقه أمكن البناء على صحة صلاته وجواز إمامته، ما لم يعلم العدم.
    الأمر الثاني عشر : لا تجوز إمامة القاعد للقائم ولا المضطجع للقاعد وتجوز إمامة القائم لهما. كما يجوز إمامة القاعد لمثله وفي جواز إمامة القاعد للمضطجع إشكال وكذا إمامة المضطجع لمثله وكذا المستلقي.
    (مسألة 1155) تجوز إمامة المتيمم للمتطهر وذي الجبيرة لغيره. والمسلوس والمبطون والمستحاضة لغيرهم، والمضطر إلى الصلاة في النجاسة لغيره. وكذا من يصلي بدم الجروح ونحوه. كما تجوز إمامة المسافر للحاضر، ولكن لا تجوز الإمامة على الأحوط مع فقد الطهورين أو فقد الطمأنينة أو عدم الاتجاه إلى القبلة أو عدم الجزم بالنية كالصلاة الاحتياطية. إلا إذا كانت مما تجوز فيها الجماعة على كلا التقديرين.

  • #2
    فد سؤال

    اشو الشيخ فاتح ايديه الاثنين

    وكأنه يعطي القبور

    تصميم فاشل ...!!!

    تعليق


    • #3
      هذه ردود المفلسين يا(محمد الحميد) مهما حاولتم

      تعليق


      • #4
        اللهم احفظ المرجعيه الرشيده المتمثله بسماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) من كل حاقد

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
        استجابة 1
        10 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X