(الجزء الثاني )


و كما قاوم الأحرار في ذلك الزمن كذلك قاوم المناضلون الحكم الصدامي في الوقت الحاضر حيث كانت هناك منضدة تحكي صور خطباء المنبر الحسيني الذي قتلوا أو اعتقلوا و غيبوا و فرضت عليهم الإقامة الجبرية أو فقدت أجسامهم في زنزانات الحكم الصدامي الغاشم لأنهم دعوا الرأي العام العراقي إلى إنتهاج سبيل الحرية واتباع الحق حيث يكون0

إن مشاركة المرأة في رفض الإضطهاد كان له موقع في المعرض حيث عرضت صورة تخيلية لرأس الشهيدة قمرى زوجة الشهيد عبد الله الكلبي وام الشهيد وهب، لقد وهبت تلك العائلة جماجمها من أجل الحرية و الإنعتاق0 و كان هناك تمثال مجسم للبطلة ماري التي كان بيتها مركزا للمعارضة الشيعية في البصرة و التي كان يجتمع فيه سليمان بن رزين و الأحنف بن قيس و سيف بن مالك العبدي و مالك بن مسمع البكري و المنذربن جارود الذين عرضت صور تخيلية لهم 0
و شاركت 9 نساء أخرى في تلك الملحمة منها النوار بنت عمر و هند زوجة يزيد بن معاوية اللواتي أيدن الحق العراقي المضيع00 0 و قد تم ترجمة كثير من تلك النصوص باللغة الإنكليزية لتسهيل فهمها للناطقين بها00
لقد تمتع المشاهدون و المشاهدات بصور كربلاء الملقتطة بالأقمار الصناعية والمناظر الملونة الجوية عن المرقدين المطهرين و تمثال لأول من سكن كربلاء هو السيد ابراهيم المجاب ، كما تبرع أحد المسلمين بجلب نموذجين لمرقد الحسين و أخيه العباس المطلية بالذهب الخالص هدية للمعرض 00 و عبرت إحدى المشاركات الفتيات الصغار من إحدى الدول الخليجية بعمل مجسم لكربلاء أضيفت للموجودات000
و ربط المعرض الماضي بالحاضر حيث أعجب الحاضرون بلوحة تحت عنوان ( أعداء الأطفال ENEMIES OF CHILDREN ) تمثل الطفل الرضيع عبد الله بن الحسين حيث قتل بسهم حرملة سنة 680 ميلادية في كربلاء و الطفل الكردي الذي قتل بالأسلحة الكيمياوية التي ألقاها صدام التكريتي على حلبجة عام 1988 و الطفلة الرضيعة أيمان التي قتلها شارون في فلسطين عام 2002 ، مما يؤكد أن التاريخ يعيد نفسه0 و أن الطغاة المجرمين يزيد و صدام و شارون من طينة واحدة0

قدر عدد الزائرين و الزائرات خلال تسعة أيام بأكثر من 8000 زائر و يثبت ذلك الإحصاء اليدوي الميكانيكي الذي كان تديره إحدى المشرفات0 و كثير منهم كان يزور المعرض اكثر من مرة بل أن بعضهم كان يتواجد يوميا للأستـزادة من حشد المعلومات و البيانات التي إكتظ بها المعرض ، لقد جاءوا من أفريقيا و بريطانيا و الخليج و لبنان و باكستان و الهند و فلسطين و أفغانستان و الجزائر بالإضافة للعراقيين الذين قدموا من فرنسا و هولندا و الدانمارك و السويد و أمريكا و دول المهاجر الأخرى، و غيرها من مدن بريطانيا0
تعكس الصفحات الثمانون من سجل المعرض نجاحه الرائع و تحقيقه لبعض أهدافه منها على سبيل المثال لا الحصر ما
كتبه الشاعر المعروف محمد الحاج حسن في سجل الملاحظات البيتين التاليين :
يا معرض الأحرارطاف بك الملا يستشرفون من الشواهد مقتلا
فكأن أبطال الطفوف حضـــــوره و كأن زائره بعرصة كــــربلا

و كتب الدكتور موفق الربيعي أنه ( عمل رائع و جديد في بابه و قد أعجبت كثيرا بطريقة العرض و تعدد المواد و كثرة الموضوعات0000 و يبدو للناظر و كأنه جهد فريق كامل000)0

وكتب الصحفي فائق الشيخ علي قائلا : ( انه لأمر عجيب أن تكون كربلاء وواقعتها السوداء معنا في لندن تلاحقنا بأبطالها و دمائهم السائلات على تربتها لتذكرنا بقوافل الشهداء و الأبطال الذين جادوا بدمائهم و أرواحهم على مدى العصور، و هم ينشدون الحرية و الكرامة سيما في عصر الطاغوت صدام 0000)
وكتب السيد علي القبانجي : ( عودتمونا دوما أنكما و منذ زمن أخذتما العهد و دوام الإستمرار على وضع كل إمكانياتكما و و قتكما في خدمة الحق و الإنسانية لنصرة المستضغفين ممن لا صوت لهم أو مدافع عن حقوقهم0
أما الشيخ عبد الأمير هويدي رئيس مؤسسة التوعية الإجتماعية في لندن فقد كتب : ( المبادرون غيروا التاريخ سواء بالعمل أو بالمواقف الإجتماعية و السياسية و العسكرية و دخول خضم المجتمع في طرح جديد للقضية الحسينية 000 وهو إنجاز عظيم و مهم جدا خاصة بعد التطور التكنولوجي الجديد بالعرض و الإتصال000 و سيكون هذا المعرض إن شاء الله المعرض الأول في تفهيمه للقضية الحسينية على مستوى العالم و في جميع اللغات000) و كتب السيد عبد المجيد الخوئي أنه ( نمط جديد و عمل فني جميل جمع فيه القلم و الألوان و الصور و المجسمات إلى جانب الرسم و الصور الحديثة لكل ما يتعلق بنهضة الحسين حتى من كتب في الحسين و استلهم منه شعار نهضته في العصور المتأخرة000)
و كتب الأستاذ رضا جواد تقي ( 00 إن هذا المعرض يجسد واقعة كربلاء ثم أنه يربط بين التاريخ و الحاضر000) أما الدكتور علي العضاض الخبير في الأمم المتحدة الذي قدم من سويسرا فقد كتب ( 000 يعتبر هذا المعرض من الشعائر الجديدة و العظيمة المبتكرة لتوضيح القضية الحسينية للأجيال و على جميع المستويات000) و كتب الأستاذ علاء كبة ( 00 إن هذا المعرض يمثل صرخة في وجه كل الطغاة و حملة رايات الظلم و الاستبداد 000)
أما الآنسة هالة الشبيبي فقالت ( لا مبالغة في القول أنه و على الرغم من بساطة المستلزمات و الإمكانيات الفنية و المواد الخام ألا ان المعرض مؤثر للغاية فنيا و تجريبيا و توثيقيا0000)0
كما كتبت نساء و فتيات صفحات كاملة باللغة الإنكليزية من مواطني دول مختلفة فقد كتب سيدة إنكليزية ( 000 أنها لفكرة رائعة و خاصة للأطفال الذين لا يعرفون شيئا عن المأساة ، كما أنه مهم للكبار في الوقت نفسه)0
و كتب المضطهدون الأفغان الشيعة من قبل طالبان كتابات باللغة الأفغانية تعبر عن شعورهم الفياض تجاه المعروضات و المظلومية التي تعرضوا لها حيث أفاد أحد المشاركين أن طالبان قد قتلوا كل رجال القرية التي اقتحموها بدءا من الطفل الذي كان عمره عاما كاملا لا لذنب إلا لأنهم شيعة كما أفاد0000
طالبت جميع المشاركات و أكد أكثر المشاهدين على ضرورة أن يكون هناك معرض دائم عن الإمام الحسين و توضيح أهداف نهضته00 و أشارسماحة السيد رياض الحكيم نجل المرجع الإسلامي الكبير السيد محمد سعيد الحكيم إلى أنه يشيد ( بالعرض التوثيقي المصور لحركة الإمام الحسين و ما تخللها من أحداث و وقائع والجهود المبذولة فيه المعبرة عن روح الولاء الصادق و الحرص على عرض حركة الإمام الحسين و نهضته باسلوب معاصر جذاب و خاصة للناشئين الذين عاشوا جو الإغتراب000)0
أما الشيخ صلاح بلال العالم الديني في مركز الإمام الخوئي الإسلامي فقد أشار إلى ( أن التقليد و التكرار يجيده الكل ، و لكن الإبداع و التجديد ملكة تخلقها تراكمات من الجهاد للتغيير لا تتحقق إلا عند القليل ، و هبة من العظمة يدين لها الأجيال ، كما نحن مدينون لكل إبداع في طريق الدعوة و الترويج للنهج الحسيني ، و ما هذا المعرض ألا عملية إ قتحام للأساليب المتعارف عليها و التي صارت تـقـاليد بحاجة إلى مبدعين شجعان لتطويرها بشكل يتناسب طرديا مع المتغيرات الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية للمجتمع و الفرد من أجل أكثر فهم و استيعاب أكثر لما قدمه الإمام الحسين و آل بيته000)0
شارك أكثر الحاضرين المستمرين في الإعتصام المستمر بالتواجد يوميا و تسديد بعض الآراء و المقترحات0 فشكرا لجميع الحاضرين و الحاضرات و جميع من أيد و ساند من الشخصيات العلمية و الدينية و الإجتماعية و الفكرية و خاصة سماحة السيد عبد المجيد الخوئي الذي زار المعرض أكثر من مرة للتأكد بنفسه من تلبية جميع الإحتياجات الضرورية ، بل و لتوفير سبل الراحة ، كما تشكر الدكتورة بيان جميع المشاركات على مشاعرهن و عواطفهن و كتاباتهن و خاصة عائلة السيد الخوئي و زياراتها المستمرة للمعرض ،
و نشكر السيد أبا أركان و السادة آل الخلخالي الكرام 0 و آباء و أمهات الأطفال ومدرسي و مدرسات و طلاب المدارس و المشرفين عليها الذين كانوا فرحين بهذا الجهد ، و الذين كانوا يحرصون على تقديم الشرح لهم عن ثورة الحسين و أهدافها
أن هذا العمل ليس له علاقة باية جهة دينية أو سياسية أو غيرها و أنما هو جهد و تمويل شخصي0 يحتاج للإسناد0
صرخة : ونحن نخاطب المرجعية الدينية المتصدية و المؤسسات الإسلامية كافة و الشخصيات الفاعلة ، و الأفراد الذين يحملون هم الدفاع عن المضطهدين ، دعمه ماديا و معنويا و لوجستيا ، و بكل ما يستطيعون ، خدمة للحق و الإنسانية و خاصة و أنه أسلوب مبتكر يحتاج للتطوير و النصيحة و استمرار الإبداع ،
و الله شاهد على هذه الإستغاثة0
الدكتور صاحب الحكيم الدكتورة بيان الأعرجي 11 محرم الحرام 1423 هـ الموافق26/3/2002 لندن