إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آراء أهل السنة في أبن تيمية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آراء أهل السنة في أبن تيمية

    آراء أهل السنة في أبن تيمية
    1) أبن جهبل: أبن تيمية يخالف الكتاب والسنة. يقول ابن جهبل في مقدمة رده على ابن تيمية: "مذهب الحشوية في اثبات الجهة واه ساقط، يظهر فساده من مجرد تصوره، حتى قالت الائمة:"لولا اغترار العامة بهم لما صرف اليهم عنان الفكر ولا خط القلم في الرد عليهم، وهم فريقان:

    فريق لا يتحاشى في اظهار الحشو (يحسبون انهم علي شيء الا انهم هم الكاذبون)(المجادلة 17) وفريق يتستر بمذهب السلف لسحت يأكله، او حطام يأخذه او هوى يجمع عليه الظغام والجهلة، الرعاع السفلة، لعلمه ان ابليس ليس له دأب الا خذلان امة محمد (ص). ولذلك لا يجمع قلوب العامة الا على بدعة وضلال يهدم بها الدين، و يفسد بها اليقين..الى ان يقول:"أدعي –أي ابن تيمية- انه يقول بما قاله الله ورسوبه (ص) والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار رضي الله عنهم. ثم انه قال ما لم يقله الله ورسوله ولا السابقون من المهاجرين والانصار فذكره لهم في هذا الموضوع استعارة للتهويل، والا فهو لم يرد من أقوالهم كلمة واحدة. ولا نفيا ولا اثباتا، واذا تصفحت كلامه "انظر العقيدة الحموية" عرفت ذلك. اللهم الا ان يكون مراده بالسابقين الاولين من المهاجرين والانصار مشايخ عقيدته دون الصحابة(1).

    2) الحافظ السبكي: أبن تيمية نقض دعائم تلاسلام. ثم يستطرد رأي أهل السلف وعقيدة أهل السنة بما يخالف ما ذهب اليه ابن تيمية و ما تبعه من الحشوية. أما الحافظ السبكي فيقول في كتابه "الدرر المضيئة في الرد على أبن تيمية" ما هذا لفظه:"اما بعد فانه لما احدث ابن تيمية في اصول العقائد، ونقض من دعائم الاسلام الاركان والمعاقد. بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة، مظهرا انه داع الى الحق، هاد الى الجنة، فخرج عن الاتباع الى الابتداع، وشدة عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة، وان الافتقار الى الجزء ليس بمحال، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وان القرآن محدث تكلم الله به بعد ان لم يكن، وانه يتكلم ويسكت، ويحدث في ذاته الارادات بحسب المخلوقات وتعدى في ذلك الى استلزام قدم العالم، والتزم بالقول بأنه لا أول للمخلوقات. فقال بحوادث لا أول لها، فأثبت الصفة القديمة حادثة، والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل، ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الامة. ولا وقفت به مع امة من الامم همه وكل ذلك ان كان كفرا شنيعا، لكنه تقل جملته بالنسبة الى ما احدث في الفروع(2).

    يلاحظ في المقدمة جرد لجل الاراء التي نادى بها أبن تيمية و خالف بها عقيدة أهل السنة قاطبة، جعلت السبكي لا يجد حرجا في تكفيره، دون ما احدثه في الفروع.

    3) اليافعي: من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه. يقول اليافعي في "مرآة الجنان" : كان ابن تيمية يقول (ان الله على العرش استوى) استوى حقيقة. وانه يتكلم بحرف وصوت، وقد نودي في دمشق وغيرها. من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه، وقال في حوادث سنة 728هـ وله مسائل غريبة انكر عليها وحبس بسببها مباينتها لمذهب اهل السنة ثم عد له قبائح، قال: أقبحها نهية عن زيارة قبر الرسول (ص)(3).

    4) أبوبكر الحصيني: أبن تيمية يتبع المتشابه ويبتغي الفتن. أما ابوبكر الحصيني الدمشقي فيقول:"فأعلم ان قد نظرت في كلام هذا الخبيث الذي في قلبه مرض الزيغ، المتتبع ما تشابه من الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة، وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن اراد ال عز وجل له اهلاكه، فوجدت فيه ما أقدر على النطق به، ولا لي انامل تطاوعني على رسمه و تسطيره، لما فية من تكذيب رب العالمين، في تنزيهه لنفسه في كتابه المبين، وكذا الازدراء بأصفيائه المنتخبين من الخلفاء الراشدين، واتباعهم الموفقين، فعدلت عن ذلك الى ذكر ما ذكره الائمة المتقون، وما اتفقوا عليه من تبعيده واخراجه ببغضه من الدين(4).

    5) ابن حجر العسقلاني: من العلماء من ينسبه الى النفاق. أما شيخ الاسلام أحمد بن حجر العسقلاني فيقول في كتابه "الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة": ومنهم من ينسبه الى الزندقة، لقوله ان النبي لا يستغاث به، وان في ذلك تنقيصا و منعا من تعظيم النبي، ومنهم من ينسبه الى النفاق لقوله في علم ما تقدم، ولقوله انه كان مخذولا حيثما توجه، وانه حاول الخلافة مرار فلم يحصلها، انما قاتلة للرئاسة لا للديانة. و لقوله الحميد (الرحمن على العرش استوى) قال ان العرش مكانه، ولما كان الواجب ازليا عنده واجزاء العالم حوادث عنده اضطر الى القول بأزلية جنس العرش وقدمه وتعاقب اشخاصه الغير متناهية فمطلق التمكن له تعالى أزلي، والتمكنات المخصوصة حوادث عنده كما ذهب التكلمون الى حدوث التعلقات(5). الى غير ذلك من الاقوال، التي تتبع بعضها المحقق السبحاني وعرضها في بحوث الملل والنحل فليراجع من اراد الزيادة.

    6) الحافظ الذهبي: لقد بلغ أبن تيمية سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم. واذا كانت الاقوال التي عرضناها لخصوم الرجل من أهل السنة و الجماعة، فان التاريخ قد حفظ لنا اعتراضا قويا لأحد المحبين له، انه الحافظ شمس الدين الذهبي مؤرخ الشام ومحدثها الكبير المتوفي سنة 748 هـ ، والذي بعث لابن تيمية رسالة ينصحه فيها، ومما جاء فيها:"الحمد لله على ذلتي يارب ارحمني واقلني عثرتي، واحفظ علي ايماني واحزناه على قلة حزني، واسفاه على السنة وذهاب أهلها..الى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك؟ الى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعبارتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول (ص):"لا تذكروا موتاكم الا بخير، فانهم قد افضوا الى ما قدموا" بل اعرف انك تقول لي لتنصر نفسك..يارجل بالله عليك كف عنا، فانك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، اياكم والغلوطات في الدين، كره نبيك (ص) المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال:"ان اخوف ما اخاف على امتي كل منافق عليم اللسان" وكثرة الكلام بغير زلل، تقسى القلب اذا كانت في الحلال والحرام فكيف اذا كانت في العبارات اليونسية والفلاسفة التي تعمى القلوب، والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فالى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية؟ لنرد عليها بعقولنا، يارجل قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليها الجسم، وتكمن والله في البدن، واشوقاه الى مجلس فيه تلاوة وتدبير وخشية بتذكر وصمت بتفكر..ياخيبة من اتبعك فانه معرض للزندقة والانحلال، ولا سيما اذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه، وفي الباطل عدو لك بحاله و قلبه.

    فهل معضم اتباعك الا قعيد مربوط خفيف العقل، او عامي كذاب بليد الذهن او غريب واجم قوي المكر؟ او ناشف صالح عديم الفهم؟ ان لم تصدقني ففتشهم و زنهم بالعدل، يامسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، الى كم تصادقها وتعادي الاخيار؟ الى كم تصادقها وتزدري الابرار؟ الى كم تعظمها و تصغر العباد؟ الى متى تخاللها و تمقت الزهاد؟ الى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح –والله- احاديث الصحيحين؟ ياليت أحاديث الصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار والتأويل والانكار اما آن لك ان ترعوي؟ اما حان لك ان تتوب و تنيب؟ اما انت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟ بلى –والله- ما أذكر انك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر الموت..

    فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغى الى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي اذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى تقول البته سكت، فاذا كان هذا حالك عندي زانا الشفوق المحب الواد، فكبف حالك عند اعدائك؟ واعداؤك –والله- فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما ان اولياؤك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور و بقر، قد رضيت منك بان تسبني علانية، وتنتفع بمقالتي سرا فرحم الله امرأ اهدى الي عيوبي، فاني كثير العيوب غزير الذنب، الويل لي ان انا لا اتوب، وا فضيحتي من علام الغيوب! ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيي وعلىصحبه أجمعين(6).

    ان المتتبع لمجمع آراء علماء أهل السنة والجماعة وغيرهم في ابن تيمية يمكنان يستنتج التالي:

    · لم يكن ابن تيمية الا حشويا متسترا بتبعيته للسلف الذين جعل لهم مذهبا موحدا يجع اليه.

    · سقط في اخطاء عقائدية و اصولية نتيجة دراسته للفلسفة، خالف بها ما اجمعت عليه الامة وخصوصا علماء اهل السنة والجماعة من اشاعرة.

    · كان كثير الكذب على السلف في نقله آرائهم واقوالهم و اجماعهم في بعض المسائل العقائدية، مع تعمده التحريف وعدم الضبط في نقل النصوص.

    · لم يكن اتباعه من علماء الامة او عقلاؤها وانما جلهم من العوام الجهلة. وقد انتصر بهم وبالسطان فحقن دمه واكتفى فقط بسجنه الى ان مات فيه.

    · عدم الاعتراف له بالاعلمية التي تؤهله للاجتهاد، فقد كان سطحيا في فهمه للنصوص، مؤمنا بظواهرها الابتدائية. وهذا خلاف ما عليه المحققون من رجال الشريعة.

    · ان آراءه العقائدية الشاذة ترمي به بعيدا عن الجماعة، واذا اضفنا ما ابتدعه من فتاوي ضالة في الفقه وآراءه في الصحابة فهو ان لم يحكم عليه بالكفر الصراح فلا شك في زندقته ونفاقه(7).

    المصادر:

    1) الحقائق الجلية، ص 31،32،47،48

    2) بحوث في الملل والنحل، ج4 ص42

    3) مرآة الجنان، ج4 ص 277 ، انظر المرجع السابق ج4 ص 42-43

    4) بحوث في الملل والنحل، ج4 ص 45- 46

    5) كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب، م.س ص132

    6) بحوث في الملل والنحل، م.س ص39-40، نقلا عن تكملة السيف الصقيل ، للمحقق المعاصر الكوثري، ص 190-192

    7) رد العلاء البخاري الحنفي على ابن تيمية.

  • #2
    كلام ابن تيمية في الاستواء

    ووثوب الناس عليه فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الاموي عن أبيه قال : كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ، ثم قال : ( واستوى الله على عرشه كاستوائي

    التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 12


    هذا " ، قال : فوثب الناس إليه وثبة واحدة ، وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال وغير ذلك ، حتى أوصلوه إلى بعض الحكام ، واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم .


    ضحك العلماء منه لما طالبوه بالدليل على ما صدر منه وتحققهم جهله فقالوا : ما الدليل على ما صدر منك ؟ ،
    قال قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوي ) ،
    فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره
    فقالوا ما تقول في قوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ،
    فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق ، وأنه لا يدري ما يقول ، وكان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه وكذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الادلة على الوجه المرضي .


    وقد رأيت في فتاويه ما يتعلق بمسألة الاستواء ، وقد أطنب فيها وذكر أمورا كلها تلبيسات خارجة عن قواعد أهل الحق ، والناظر فيها إذا لم يكن ذا علوم وفطنة وحسن روية ظن أنها على منوال مرضي ، ومن جملة ذلك بعد تقريره وتطويله ( إن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة )


    كما جمع الله بينهما في قوله تعالى : ( هو الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ) فأخبر ( أنه فوق العرش يعلم كل شئ وهو معنا أينما كنا ) ، هذه عبارته بحروفها ، فتأمل أرشدك الله تعالى هذا التهافت وهذه الجرأة بالكذب على الله تعالى أنه سبحانه وتعالى أخبر عن نفسه أنه فوق العرش محتجا بلفظ الاستواء ، وهذا وغيره مما هو كثير في كلامه يتحقق به جهله


    التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 13



    وفساد تصوره وبلادته ، وكان بعضهم يسميه حاطب ليل ، وبعضهم يسميه الهدار المهذار .


    تفرقته في جواز التوسل بالرسول " صلى الله عليه وسلم " في حياته ومنع التوسل به بعد موته

    تلقاها عن شيخه وكان الامام العلامة شيخ الاسلام في زمانه أبو الحسن علي بن إسماعيل القونوي يصرح بأنه من الجهلة بحيث لا يعقل ما يقول ، ويخبر أنه أخذ مسألة التفرقة ، ( أي تفرقته بين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، ومنع التوسل به بعد موته ) ،

    عن شيخه الذي تلقاها عن أفراخ السامرة واليهود الذين أظهروا التشرف بالاسلام ، وهم من أعظم الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقتل علي رضي الله تعالى عنه واحدا منهم تكلم في مجلسه كلمة فيها ازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ،

    وقد وقفت على المسألة ، أعني مسالة التفرقة التي أثارها اليهود ليزدروه بها وبحثوا فيها على قواعد مأخوذة من الاشتقاق وكانوا يقطعون بها الضعفاء من العلماء ، فتصدى لهم الجهابذة من العلماء وأفسدوا ما قالوه بالنقل والعقل والاستعمال الشرعي والعرفي وأبادوهم بالضرب بالسياط وضرب الاعناق ، ولم يبق منهم إلا الضعفاء في العلم ، ودامت فيهم مسألة التفرقة حتى تلقاها ابن تيمية عن شيخه . إه‍ .
    ورود مرسوم آخر من السلطان يمنع ابن تيمية من الفتوى في الطلاق

    وفي سابع شهر صفر سنة ثمان عشرة ورد مرسوم السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة الطلاق التي يفتي بها ابن تيمية ، وقد أمر بعقد مجلس له بدار السعادة ، وذلك سنة 720 ه‍ اليوم الحادي عشر من جمادى الاولى وحضر القضاة وجماعة من الفقهاء ، وحضر ابن تيمية وسألوه عن فتاويه في مسألة الطلاق وكونهم نهوه وما انتهى ، ولا قبل مرسوم السلطان ولا حكم الحكام بمنعه ، فأنكر فحضر خمسة نفر فذكروا عنه أنه أفتاهم بعد ذلك فأنكر وصمم على الانكار فحضر ابن طليس وشهد أنه أفتى لحاما اسمه قمر مسلماني في بستان ابن منجا ،


    التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 18


    فقيل لابن تيمية اكتب بخطك أنك لا تفتي بها ولا بغيرها ، فكتب بخطه نه لا يفتي بها وما كتب بغيرها .

    فقال القاضي نجم الدين بن صصري حكمت بحبسك واعتقالك فقال له : حكمك باطل لانك عدوي فلم يقبل منه وأخذوه واعتقلواه في قلعة دمشق .

    وفي سنة إحدي وعشرين وسبعمائة يوم عاشوراء افرج عن ابن تيمية من حبسه بقلعة دمشق وكانت مدة اعتقاله خمسة أشهر ونصفا .

    في سنة / 726 / حبس ابن تيمية في قلعة دمشق وفتوى الفقهاء من المذاهب الاربعة بتضليله

    وفي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة في سادس من شعبان قدم بريدي من الديار المصرية ، ومعه مرسوم شريف باعتقال ابن تيمية ، فاعتقل في قلعة دمشق ، وكان السبب في اعتقاله وحبسه أنه قال : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وإن زيارة قبور الانبياء لاتشد إليها الرواحل كغيرها كقبر إبراهيم الخليل وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ) .


    ثم ان الفقهاء الشافعية والمالكية كتبوا فتيا أيضا في ابن تيمية لكونه أول من أحدث هذه المسألة التي لا تصدر إلا ممن في قلبه ضغينة لسيد الاولين والاخرين ، فكتب عليها الامام العلامة برهان الدين الفزاري نحو أربعين سطرا بأشياء وآخر القول إنه أفتى بتكفيره ، ووافقه على ذلك الشيخ شهاب الدين بن جهبل الشافعي ،

    وكتب تحت خطه كذلك المالكي وكذلك كتب غيرهم ، ووقع الاتفاق على تضليله بذلك وتبديعه وزندقته .

    ثم أراد النائب أن يعقد لهم مجلسا ويجمع العلماء والقضاة ، فرأي أن الامر يتسع فيه الكلام ، ولا بد من إعلام السلطان بما وقع فأخذ الفتوى وجعلها في مطالعه وسيرها ، فجمع السلطان لها القضاة فلما قرئت عليهم أخذها قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وكتب عليها : ( القائل



    التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 19


    بهذه المقالة ضال مبتدع ) ووافقه على ذلك الحنفي والحنبلي فصار كفره مجمعا عليه ، ثم كتب كتاب إلى دمشق بما يعتمده نائب السلطنة في أمره .


    مرسوم للسلطان أيضا باعتماد ما اتفق عليه علماء القطرين وفي يوم الجمعة عاشر شهر شعبان ، حضر كتاب السلطان إلى نائب البلد وأمره أن يقرأه على السدة في يوم الجمعة فقرئ وكان قارئ الكتاب بدر الدين بن الاعزازي الموقع ، والمبلغ ابن النجيبي المؤذن ،

    ومضمون الكتاب بعد البسملة ، أدام الله تعالى نعمه ، ونوضح لعلمه الكريم ورود مكاتبته التي جهزها بسبب ابن تيمية فوقفنا عليها ، وعلمنا مضمونها في أمر المذكور وإقدامه على الفتوى بعد تكرير المراسيم الشريفة بمنعه حسبما حكم به القضاة وأكابر العلماء ، وعقدنا بهذا السبب مجلسا بين أيدينا الشريفة ، ورسمنا بقراءة الفتوى على القضاة والعلماء ،

    فذكروا جميعا من غير خلف أن الذي أفتى به ابن تيمية في ذلك خطأ مردود عليه وحكموا بزجره وطول سجنه ومنعه من الفتوى مطلقا وكتبوا خطوطهم بين أيدينا على ظاهر الفتوى المجهزة بنسخة ما كتبه ابن تيمية .

    وقد جهزنا إلى الجانب العالي طي هذه المكاتبة فيقف على حكم ما كتب به القضاة الاربعة ، ويتقدم باعتقال المذكور في قلعة دمشق ، ويمنع من الفتوى مطلقا ويمنع الناس من الاجتماع به والتردد إليه ، وتضييقا عليه لجرأته على هذه الفتوى ، فيحيط به علمك الكريم ، ولكون اعتماده بحسب ما حكم به الائمة الاربعة .

    وأفتى به العلماء في السجن للمذكور وطول سجنه ، فإنه في كل وقت يحدث للناس شيئا منكرا وزندقة يشغل خواطر الناس بها ، ويفسد



    التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 20


    على العوام عقولهم الضعيفة وعقلياتهم وعقائدهم فيمنع من ذلك وتسد الذريعة منه .

    فليكن عمله على هذا الحكم ويتقدم أمره به ، وإذا اعتمد الجناب الرفيع هذا الاعتماد الذي رسمنا به في أمر ابن تيمية ، فيتقدم منع من سلك مسالكه أو يفتي بهذه الفتوى أو يعمل بها في أمر الطلاق ، وهذه القضايا المستحدثة ، وإذا اطلع على أحد عمل بذلك أو أفتى به فيعتبر حاله ، فإن كان من مشايخ العلماء فيعزر تعزير مثله ،

    وإن كان من الشبان الذين يقصدون الظهور - كما يقصده ابن تيمية - فيؤدبهم ويردعهم ردعا بليغا ، ويعتمد في أمره ما يحسم به مراد أمثاله لتستقيم أحوال الناس وتمشي على السداد ، ولا يعود أحد يتجاسر على الافتاء بما يخالف الاجماع ،

    ويبتدع في دين الله عزوجل من أنواع الاقتراح ما لم يسبقه أحد إليه ، فالجناب العالي يعتمد هذه الامور التي عرفناه إياها الان وسد الذرائع فيها . وقد عجلنا بهذا الكتاب وبقية فصول مكاتبته تصل بعد هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .

    تعليق


    • #3
      مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية
      -------------------------------
      بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي تنزّه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثل ، فقال عزوجل ( ليس كمثله شى وهو السميع البصير (11) [ سورة الشورى]، أحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب ، ورفع في أيامنا أسباب الشك والإرتياب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير، وينزّه خالقه عن التحيّز في جهة لقوله تعالى ( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير (4)) [ سورة الحديد ] وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله الذي نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته، وأمر بالتفكّر في آلاء الله ونهى عن التفكّر في ذاته، صلى الله عليه وآله وأصحابه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع ، وشيد الله بهم من قواعد الدين الحنيف ماشرع ، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال الى البدع ، وبعد ،
      فإن العقائد الشرعية وقواعد الإسلام المرعية وأركان الإيمان العلية ومذاهب الدين المرضية، هي الأساس الذي يبنى عليه [ والموئل ](1) الذي يرجع كل أحد إليه ، والطريق التي من سلكها فقد فاز فوزا عظيما، ومن حاد عنها فقد استوجب عذابا عظيما، فلهذا يجب أن تنفذ أحكامها ، ويؤكد دوامها ، وتصان عقائد الملة عن الإختلاف ، وتزان قواعد الأئمة بالإئتلاف ، وتخمد ثوائر البدع ، ويُفرّق من فِرَقِها مااجتمع.
      وكان ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه، ومدّ [بجهله] عنان كلمه، وتحدّث في مسائل الذات والصفات، ونص في كلامه [الفاسد] على أمور منكرات، وتكلّم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه بما اجتنبه الأئمة الأعلام الصالحون، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام ، وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام، وشهر من فتاويه في البلاد مااستخف به عقو العوام، وخالف في ذلك فقهاء عصره. وعلماء شامه ومصره، وبعث برسائله الى كل مكان ، وسمى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.
      ولما اتصل بنا ذلك ومسلكه المريدون له من هذه المسالك الخبيثة وأظهروه من هذه الأحوال وأشاعوه، وعلمنا أنه استخفّ قومه فأطاعوه، حتى قيل بأنهم صرّحوا في حق الله سبحانه بالحرف والصوت [والتشبيه] والتجسيم، قمنا في الله تعالى مشفقين من هذا النبأ العظيم، وأنكرنا هذه البدعة ، وعزّ علينا أن تُشيع عن ممالكنا هذه السمعة، وكرهنا ما فاه به المبطلون ، وتلونا قوله تعالى ( سبحان الله عما يصفون (91)) [ سورة المؤمنون ]، فإنه [ سبحانه وتعالى ]، تنزّه في ذاته وصفاته عن النظير ، ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(103))[سورة الأنعام]، فتقدمت مراسيمنا باستدعاء [ ابن تيمية ] المذكور إلى أبوابنا العالية، عندما سارت فتاويه [ الباطلة ] في شامنا ومصرنا، وصرّح فيها بألفاظ ما سمعها ذو لبٍّ إلا وتلى قوله تعالى ( لقد جئت شيئا نكرا ( 74)) [ سورة الكهف ] .
      ولما وصل إلينا تقدمنا إلى أولي العقد والحل، وذوي التحقيق والنقل ، وحضر قضاة الإسلام ، وحكام الأنام، وعلماء الدين وفقهاء المسلمين ، وعُقد له مجلس شرعي في ملأ وجمع من الأئمة، [ ومن له دراية في مجال النظر ودفع ] فثبت عندهم جميع مانُسب إليه ، [ بقول من يعتمد ويعول عليه] وبمقتضى خط قلمه الدال على منكَر معتقده ، وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته الخبيثة منكرون، وآخذوه بما شهد به قلمه تالين ( ستُكتب شهادتهم ويُسألون (19))[سورة الزخرف] ، ونُقل إلينا أن كان أُستتيب مرارا فيما تقدم ، وأخرّه الشرع الشريف لما تعرّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه ، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه.
      وصح ذلك في مجلس الحاكم العزيز المالكي حكم الشرع الشريف ، أن يُسجن هذا المذكور وأن يُمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ماسلكه المذكور ويُنهى عن [ التشبيه في] مثل ذلك الإعتقاد، أو يعود له في هذا القول متبعا، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مسراه ، أو أن يفوه بجهة العلو بما فاه، أو أن يتحدث أحد بحرف أو صوت ، أو يفوه بذلك الى الموت، أو يتفوّه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو خرج عن رأي الأئمة ، أو ينفرد به عن علماء الأمة ، أو يحيّز الله سبحانه وتعالى في جهة أة يتعرّض إلى حيث وكيف ، فليس لمعتقد هذا إلا السيف.
      فليقف كل واحد عند هذا الحد، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وليلزم من الحنابلة بالرجوع عن هذه العقيدة، والخروج عن الشبهات الزائغة الشديدة، ولزوم ما أمر الله تعالى به من التمسك بمذاهب أهل الإيمان الحميدة، فإنه من خرج عن أمر الله فقد ضل سواء السبيل، ومثل هذا ليس له إلا التنكيل ، والسجن الطويل ومستقرّه ومقيله وبئس المقيل.
      [قد رسمنا بأن ينادى في دمشق المحروسة والبلاد الشامية، وتلك الجهات الدانية والقاصية بالنهي الشديد والتخويف والتهديد لمن اتبع ابن تيمية في هذا الأمر الذي أوضحناه ، ومن تابعه تركناه في مثل مكانه وأحللناه، ووضعناه من عيون الأمة كما وضعناه] ومن أصر عن الإمتناع وأبى إلا الدفاع أمرنا بإسقاطهم عن [مدارسهم]، ومناصبهم ووضعهم م مراتبهم مع إهانتهم، وأن لا يكون لهم في بلادنا قضاء ولا حكم ولا ولاية ولا تدريس. ولا شهادة ولا إمامة بل ولا مرتبة ولا إقامة، فإنا أزلنا دعوة هذا الرجل من البلاد، وأبطلنا هذه العقيد التي أضل بها كثيرا من العباد أو كاد [ بل كم أضل بها من خلق وعاثوا بها في الأرض الفساد، ولتثبت المحاضر الشرعية على الحنابلة بالرجوع عن ذلك وتسير المحاضر بعد إثباتها على قضاة المالكية]، وقد أعذرنا وحذّرنا وأنصفنا حيث أنذرنا ، وليقرأ مرسومنا هذا على المنابر، ليكون أبلغ واعظ وزاجر وأعدل ناهٍ وآمر إن شاء الله تعالى.
      والحمدلله وحده وصلواته على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
      والإعتماد على الخط الشريف أعلاه. وكتب ثامن عشري شهر رمضان سنة خمس وسبعمائة. أ. هـ.
      وهذه المراسيم الصادرة في حقه بعد محاكمته أمام جماعة من كبار العلماء في عصره مسجلة في كتب التواريخ مثل : عيون التواريخ ، ونجم المهتدي ، ودفه شبه من شبّه وتمرد. ... وغيرها .
      ************************************************

      وذكر الصفدي من مؤلفات ابن تيمية كثيرا منها : مؤاخذاته لإبن حزم في الإجماع ومنها قاعدة في تفضيل الإمام أحمد والقادرية، وكتاب في بقاء الجنة والنار وقد رد عليه قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وجواز طواف الحائض وكراهية التلفظ بالنية وتحريم الجهر بها، وقتل تارك أحد المباني وكفره، وتحريم السماع ، وتحريم الشطرنج ، وتحريم الحشيشة ووجوب الحد فيها ونجاستها، وكتاب الحلف بالطلاق من الإيمان ، وقاعدة في فضل معاوية وفي ابنه يزيد أنه لا يسب، وكشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية، وشرح حديث النزول ، وذكر الصفدي أن له تأليفا في جواز قتل الرافضة. ثم قال الصفدي في آخر ترجمته(1) : وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدين ابن تيميةأحد الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم ولا قبل مائة سنة وهم : الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، والشيخ ابن دقيق العيد، وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي. وقال الصفدي وممن مدحه بمصر أيضا شيخنا العلامة أبو حيان لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب منها أنه قال له يوما: كذا قال سيبويه ، فقال ( ابن تيمية ): يكذب سيبويه، فانحرف عنه، وقد كان أولا جاء إليه والمجلس عنده غاص بالناس فقال يمدحه إرتجالا:
      لمّا أتينا تقي الدين لاح لنا **** داع الى الله فردٌ ماله وزر
      على محيّاه من سيما الأولى صحبوا **** خير البرية نور دونه القمر
      حَبرٌ تسربل منه دهرا حبرا **** بحرٌ تقاذف من أمراجه الدرر
      قام ابن تيمية في نصر شرعتنا **** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
      فأظهر الحق إذ آثاره درست **** وأخمد الشر إذا طارت الشرر
      كنا نحدثُ عن حبر يجئُ فها **** أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
      وأشار بقوله لأسباب ماذكره المحدّث الحافظ شارح القاموس أنه أطلع – أي أبو حيان – على كتاب لأبن تيمية سماه كتاب العرش ، ذكر فيه أن الله يُقعد النبي في الآخرة على كرسي بجنبه، وقال أنه صار يلعنه إلى أن مات، وهذا يؤيد وصف الذهب له في بيان زغل العلم والطلب بالكبر وازدراء الأكابر وفرط الغرام في رئاسة المشيخة، ومعلوم أن الكبر من الكبائر يفسق فاعله. وأبو حيان هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي ثم المصري، وصفه الحسيني(2) بالشيخ الإمام العلامة المحدث البارع ترجمان العرب ولسان أهل الأدب.

      تعليق


      • #4
        وقال الذهبي في كتابه معرفة القراء الكبار في ترجمته مانصه(3) ( ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات، وله مصنفات في القراءات والنحو، وهو مفخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرّج به عدة أئمة، مد الله في عمره وختم له بالحسنى، وكفاه شر نفسه، وودي لو أنه نظرفي هذا الكتاب وأصلح فيه وزادفيه تراجم جماعة من الكبار فإنه إمام في هذا المعنى أيضا). أ.هـ.
        صحة نسبة الرسالة للذهبي
        إن هذه الرسالة ثابتة عن الذهبي الذي كان تلميذا لأبن تيمية، ولا عبرة بقول من أنكر ثبوتها بحجة أنها مناقضة لعبارات أخرى وردت في كتب الذهبي في ترجمة ابن تيمية وفيها الثناء الكبير عليه، وبحجة أن النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شبهة وهو خصما مُلِدٌ لإبن تيمية وشهادة الخصم على خصمه مردودة شرعا، وأن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية.
        نقول: لا مانع أن يثنى على شخص معين في بادئ الأمر اعتمادا على تحسين الظن ثم بعدما يتبين له حاله يقدحه ويذمه، وهذا أمر مشاهد ومعروف ، ومن أراد فليراجع كتب التأريخ والطبقات.
        ومما يؤكد لنا من أن الذهبي أثنى عليه أول الأمر ثم لما انكشف له حاله أرسل له هذه الرسالة على وجه النصيحة، كلام الذهبي نفسه في رسالته ( بيان زغل العلم والطلب)(4) فقد قال مانصه: (( فوالله مارمقت عيني أوسع علما و لا أقوى من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء ، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة فما وجدت ، أخرّه بين أهل مصر والشام ومققته نفوسهم وازدروا به وكذّبوه وكفرّوه إلا الكبر و العجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والإزدراء بالكبار، فاننظركيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه ، بل بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائم، وما سلّطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وماجرى عليهم إلا بعض ما يستحقّون، فلا تكن في ريب من ذلك)) . أهـ.
        يقول الحافظ السخّاوي في ( الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ )(5) ما نصه: (( وقد رأيت له – أي للذهبي – عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لإبن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه هي مفيدة)).أهـ ، ثم ساق ما قدمناه.
        وقال الذهبي في موضع آخر من رسالته (( بيان زغل العلم والطلب )) (6) ما نصه: (( فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنه وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها ، وقد رأيت ما آل أمره إليه من الحط عليه والهجرة والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف ، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء)). أهـ.
        فتبين أن الذهبي ذمه لأنه خاض بالفلسلفة والكلام المذموم أي كلام المبتدعة في العقيدة كالمعتزلة والمشبّهة، وهذا القدح في ابن تيمية من الذهبي يضعف الثناء الذي أثنى عليه في تذكرة الحفّاظ بقوله (( مارأت عيناي مثله وكأن السنة نصب عينيه)) ومن جملة ما يقوله الذهبي في حق ابن تيمية ما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة(7) عنه ونصه : (( وأنا – أي الذهبي – لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية)) أهـ.
        وكان من جملة المثنين عليه التاج الفراوي المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه الى الباعث علىثنائهم، فبدأ يذيع بدعا بين حين وآخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا
        ينطوي هو عليها، ولكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلّوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه.
        أما الإدعاء الثاني وهو ان النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شبهةوهو خصم مُلِدّ لإبن تيمية فهو كلام مردود فإن ابن قاضي شبهة لم يفتر على ابن تيمية ولم يلفّق عليه أقوالا ، إنما طعن فيه لما ثبت له من زيغه وفساد عقيدته، ومن راجع راجع كتب ابن تيمية وجد فيها ذلك.
        ثم إن ابن قاضي شبهة لم ينفرد بالطعن بابن تيمية فقد سبقه العديد من العلماء والفقهاء والمحدثين والحفاظ من المذاهب الأربعة المعاصرين له وتبعهم على ذلك خلق كثير، وأمره كما قال الحافظ الفقيه المجتهد تقي الدين السبكي(8) (( وحُبس بإجماع العلماء وولاة الأمور)).
        أما الإدعاء الثالث وهو أن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية، فلا يستغرب صدور من هذا الكلام الساقط ممن يدعو الى نبذ المذاهب الأربعة، لكن من طمس الله في عينيه التعصب الأعمى وأعمى قلبه بالجهل فلا هادي له.
        ========================
        (1) أعيان العصر وأعوان النصر 1/71
        (2) ذيل تذكرة الحفّاظ 1/23
        (3) معرفة القراء الكبار 2/724
        (4) بيان زغل العلم والطلب ص 17-18
        (5) أنظر الإعلان بالتوبيخ للسخاوي ص 77
        (6) بيان زغل العلم والطلب ص 23 / والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ ص 78
        (7) الدرر الكامنة 1/151
        (8) فتاوي السبكي 2/210

        تعليق


        • #5

          اللهم صلى على محمد وال محمد

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وال محمد

            تعليق


            • #7
              بن تيمية رحمه الله له من الخير كثير لكنه في مسائل الإعتقاد خالف الجميع وكبا كبوة كبيرة ...
              عفا الله عنه .

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابن الريف
                اللهم صل على محمد وال محمد

                ابن تيمية خبيث ونجس وناصبي
                و انت يا زميل لم تدع خبيث ونجس إلا تدافع عنه وتترحم عليه
                يا زميلي لماذا لا تترحم على إبليس
                فهو أشرف وأكرم من ابن تيمية

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عزيز الشمري
                  ابن تيمية خبيث ونجس وناصبي
                  و انت يا زميل لم تدع خبيث ونجس إلا تدافع عنه وتترحم عليه
                  يا زميلي لماذا لا تترحم على إبليس
                  فهو أشرف وأكرم من ابن تيمية
                  أولاً ...
                  مسألة نصب بن تيمية هذا أمر غير ثابت ..ورغم أنه ليس بشيخي إلا أنني أقول بأنه غير ناصبي ...
                  ولست أدري من هم هؤلاء الأنجاس الذين ثبتت نجاستهم ودافعت عنهم ؟
                  أما إبليس فهذا مخلوق لا علاقة لنا به ..
                  لعنه الله .

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                    بن تيمية رحمه الله له من الخير كثير لكنه في مسائل الإعتقاد خالف الجميع وكبا كبوة كبيرة ...
                    عفا الله عنه .
                    ايها الزميل
                    عسى ان اصابك شيء من خير ابن تيمية الكثير وارجوا ان لاتبخل علينا بالقليل ونحن منتظرين

                    تعليق


                    • #11
                      بن تيمية ليس بشيخي أيها الزميل ..
                      فلا أنا حنبلي ..ولا أنا تيمي العقيدة .

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                        بن تيمية ليس بشيخي أيها الزميل ..
                        فلا أنا حنبلي ..ولا أنا تيمي العقيدة .
                        ايها الزميل
                        ومن انت وما وزن رأيك مقارنتا برأي هؤلاء الرجال لو انت فقيه العصر الحاضر
                        عندك مرض الا ان تعقب وبتعقيبات غير نافعة فقط لمجرد خالف تعرف
                        صحصح يا كرار على الاقل اترك شيء للوهابية يقولوه

                        تعليق


                        • #13
                          صحصح يا كرار على الاقل اترك شيء للوهابية يقولوه

                          نحن نحاول توضيح الرأي الصحيح يا سيد طالب ..
                          وبعدين لا تستهن بالعبد الفقير ..فالمثل يقول :" يضع سره في أضعف خلقه "

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                            بن تيمية رحمه الله له من الخير كثير لكنه في مسائل الإعتقاد خالف الجميع وكبا كبوة كبيرة ...
                            عفا الله عنه .
                            هل قرأت أحد كتب الشيخ ابن تيمية ؟؟!!

                            تعليق


                            • #15
                              نعم أغلبها ...
                              منها مثلاً ..
                              مجموعة الفتاوى ..
                              العقيدة الواسطية ..
                              والحموية ..
                              منهاج السنة النبوية ..
                              ونحن الأشاعرة على خلاف معه في الكثير من مسائل الإعتقاد .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X