بسم الله الرحمن الرحيم
كان الطريق ضيقاً حاداً.. خلت أنني أعبر الصراط المستقيم الممدود فوق جهنم.. و كانت أوزاري مغلولة إلى عنقي.. ثقيلة عظيمة في ثقلها كأنها جبل أحمله على كاهلي.. كنت أميل يميناً و شمالاً و احسب نفسي ستهوي إلى وادٍ سحيق.. و لا بد لي أن أكمل مسيرتي نحو خاتمتي و نهاية أيامي و لكن أغلالي تقيدني.. أراها حول نفسي كسلسلة طويلة لعلها سبعون ذراعاً و لعلها سبعون أمنية كاذبة خادعت بها نفسي!
و كنت أشعر بالألم من القيد و الأغلال و الأوزار و من وحدتي.. السكون يلقي ثوباً ساجياً على كل ما حولي فيزيد من وحشتي و خوفي و لم أكن لأستمع إلا إلى دقات قلبي المتسارعة المضطربة كأنها تريد أن تمزق أضلعي و تملكني وجل و سرت في أوصالي رعدة و شعرت بالخوف من الليل و الظلام و الوحدة و لا زالت أوزاري مغلولة إلى عنقي.. قلبت طرفاً بائساً واجماً حولي فلعلي ألتمس لي في تلك الأرض أنيساً يؤنسني و يردُّ عني خوفي و وحشتي، لكني كنت وحيداً بين سلاسل الجبال و سلاسل الأغلال، يقودني شيطاني الأثيم إلى حيث لا أدري. أم أنَّ الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره؟؟..
كان الليل أسوداً حالكاً كعباءة جدتي القديمة.. طفرت صورتها و كلماتها إلى ذاكرتي المتعبة، تذكرت استعاذتها من الشيطان الرجيم و من عاقبة السوء و من شر غاسق إذا وقب و ياله من غاسق رهيب.. لا أجد أحداً أناديه فيجيبني و لا أحد أدعوه فيسمع دعائي، و لم يكن هناك إلا صوت قدميَّ اللتين أحستا بضعفهما و هما تعثران بالحجارة.. نادتني نفسي، أو هو ضميري المعذب.. إنهما ليستا ضعيفتين لأنك مشيت بهما إلى الخطيئة مرات و مرات..
و انتبهت إلى نفسي.. قلبي معذب يئن من ثقل السنين و عذاب الغفلة يريد أن يمزق أضلعي و يتحرر من عبوديتي السوداء.. و شعرت بالخوف من وحدتي و انفرادي في ليل أسود.. تحركت أضلعي.. انطلق.. من قلبي.. بركان ثورة.. و هممت بأن أصرخ و أنادي و لكن من أنادي؟ أمي؟؟ أبي؟؟ إخوتي؟؟ بعضهم رحلوا قبلي و الآخرون في الدنيا يشربون كأس الأماني.. يغرقون في نوم الغافلين.. تحيرت في مكاني و سرت يميناً و شمالاً، من ذا يسمعني و يطفئ لوعتي و يجيب ندائي؟ اشتعل جسمي حرارة و حرقة و تذكرت أيامي و أمنياتي الباطلة و الأصدقاء معي نعمر الدنيا الفانية و نغض الطرف عن الحياة الباقية.. آه.. هل أخطأت في الميزان؟ ألا تطفوا في الميزان..
و كنت في دوامة أفكاري بين نوم و أسى و حنين و لوعة متى غفلت عما حولي كما غفلت فيما مضى عن آخرتي.. عثرت قدمي و سقطت على الأرض و سقطت علي أحمالي و لكنها لم تسقط إلى الأرض بل عليَّ و على جسدي المرهق.. تألمت و من ثم أجهشت بالبكاء.. كان صوت نشيجي عالياً أخذ الصدى يردد الأوتار الحزينة و يلقيها على ظلال الوادي الرهيب.. و حاولت الاعتدال.. شعرت بخفة في أثقالي و نظرت إلى السماء بعين دامعة، و خلتها مسكونة بجيوش من الملائكة تسجِّل عليَّ أنفاسي و أفكاري، و اشتد الصراع مع نفسي فصرخت بحرقة و ألم.. صرخة مدوية عالية هزت كل جنبات الوداي.. ربــّـــــــــــــــــــــــاه.. أنت أرحم الراحمين..
و سقطت دموعي كسيل منهمر، عيني شاخصة إلى سماء عظيمة تجلى فيها رب كريم.. طالما عصيته فسامحني، و طالما هجرته فناداني.. كنت أبكي و شفتاي لا ترددان سوى.. ربّاه.. أنت أرحم الراحمين..
آه.. ربّاه أنت الذي أناديه في شدتي و ابتلائي أتيتك ربّاه..بعد تقصيري و اسرافي على نفسي معتذراً نادماً منيباً منكسراً.. تبت إليك..
و لا زلت أبكي و أمسح دموعي و صوت نشيجي يتعالى و شعرت بأوزاري تخف رويداً رويداً بعد أن قطعت شكي بيقين أنَّ من أناديه هو الذي يقول: (نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم).
منقول مع بعض التصرف...
و إنشاءالله تشوفون مشاركاتي عما قريب
كان الطريق ضيقاً حاداً.. خلت أنني أعبر الصراط المستقيم الممدود فوق جهنم.. و كانت أوزاري مغلولة إلى عنقي.. ثقيلة عظيمة في ثقلها كأنها جبل أحمله على كاهلي.. كنت أميل يميناً و شمالاً و احسب نفسي ستهوي إلى وادٍ سحيق.. و لا بد لي أن أكمل مسيرتي نحو خاتمتي و نهاية أيامي و لكن أغلالي تقيدني.. أراها حول نفسي كسلسلة طويلة لعلها سبعون ذراعاً و لعلها سبعون أمنية كاذبة خادعت بها نفسي!
و كنت أشعر بالألم من القيد و الأغلال و الأوزار و من وحدتي.. السكون يلقي ثوباً ساجياً على كل ما حولي فيزيد من وحشتي و خوفي و لم أكن لأستمع إلا إلى دقات قلبي المتسارعة المضطربة كأنها تريد أن تمزق أضلعي و تملكني وجل و سرت في أوصالي رعدة و شعرت بالخوف من الليل و الظلام و الوحدة و لا زالت أوزاري مغلولة إلى عنقي.. قلبت طرفاً بائساً واجماً حولي فلعلي ألتمس لي في تلك الأرض أنيساً يؤنسني و يردُّ عني خوفي و وحشتي، لكني كنت وحيداً بين سلاسل الجبال و سلاسل الأغلال، يقودني شيطاني الأثيم إلى حيث لا أدري. أم أنَّ الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره؟؟..
كان الليل أسوداً حالكاً كعباءة جدتي القديمة.. طفرت صورتها و كلماتها إلى ذاكرتي المتعبة، تذكرت استعاذتها من الشيطان الرجيم و من عاقبة السوء و من شر غاسق إذا وقب و ياله من غاسق رهيب.. لا أجد أحداً أناديه فيجيبني و لا أحد أدعوه فيسمع دعائي، و لم يكن هناك إلا صوت قدميَّ اللتين أحستا بضعفهما و هما تعثران بالحجارة.. نادتني نفسي، أو هو ضميري المعذب.. إنهما ليستا ضعيفتين لأنك مشيت بهما إلى الخطيئة مرات و مرات..
و انتبهت إلى نفسي.. قلبي معذب يئن من ثقل السنين و عذاب الغفلة يريد أن يمزق أضلعي و يتحرر من عبوديتي السوداء.. و شعرت بالخوف من وحدتي و انفرادي في ليل أسود.. تحركت أضلعي.. انطلق.. من قلبي.. بركان ثورة.. و هممت بأن أصرخ و أنادي و لكن من أنادي؟ أمي؟؟ أبي؟؟ إخوتي؟؟ بعضهم رحلوا قبلي و الآخرون في الدنيا يشربون كأس الأماني.. يغرقون في نوم الغافلين.. تحيرت في مكاني و سرت يميناً و شمالاً، من ذا يسمعني و يطفئ لوعتي و يجيب ندائي؟ اشتعل جسمي حرارة و حرقة و تذكرت أيامي و أمنياتي الباطلة و الأصدقاء معي نعمر الدنيا الفانية و نغض الطرف عن الحياة الباقية.. آه.. هل أخطأت في الميزان؟ ألا تطفوا في الميزان..
و كنت في دوامة أفكاري بين نوم و أسى و حنين و لوعة متى غفلت عما حولي كما غفلت فيما مضى عن آخرتي.. عثرت قدمي و سقطت على الأرض و سقطت علي أحمالي و لكنها لم تسقط إلى الأرض بل عليَّ و على جسدي المرهق.. تألمت و من ثم أجهشت بالبكاء.. كان صوت نشيجي عالياً أخذ الصدى يردد الأوتار الحزينة و يلقيها على ظلال الوادي الرهيب.. و حاولت الاعتدال.. شعرت بخفة في أثقالي و نظرت إلى السماء بعين دامعة، و خلتها مسكونة بجيوش من الملائكة تسجِّل عليَّ أنفاسي و أفكاري، و اشتد الصراع مع نفسي فصرخت بحرقة و ألم.. صرخة مدوية عالية هزت كل جنبات الوداي.. ربــّـــــــــــــــــــــــاه.. أنت أرحم الراحمين..
و سقطت دموعي كسيل منهمر، عيني شاخصة إلى سماء عظيمة تجلى فيها رب كريم.. طالما عصيته فسامحني، و طالما هجرته فناداني.. كنت أبكي و شفتاي لا ترددان سوى.. ربّاه.. أنت أرحم الراحمين..
آه.. ربّاه أنت الذي أناديه في شدتي و ابتلائي أتيتك ربّاه..بعد تقصيري و اسرافي على نفسي معتذراً نادماً منيباً منكسراً.. تبت إليك..
و لا زلت أبكي و أمسح دموعي و صوت نشيجي يتعالى و شعرت بأوزاري تخف رويداً رويداً بعد أن قطعت شكي بيقين أنَّ من أناديه هو الذي يقول: (نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم).
منقول مع بعض التصرف...

تعليق