إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من علماء السنة الذين ردوا على مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوه بن عبد الوهاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من علماء السنة الذين ردوا على مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوه بن عبد الوهاب

    ذكر بعض من ألف من علماء السنة في الرد على
    محمد بن عبد الوهـاب النجدي أو ذمه أو عابه







    ا- إتحاف الكرام في جواز التوسل رالاستغاثة بالأنبياء الكرام: تأليف الشيخ محمد بن الشدي، مخطوط في الخزانة الكتانية بالرباط برقم/ 1143 ك مجموعة.


    2- إتحاف أهـل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهـد الأمان: تأليف أحمد بن أبي الضياف، طبع.


    3 -أجوبة في زيارة القبور: للشيخ العيدروس، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط برقم 2577/ 4 د مجموعة.


    4- الأجوبة النجدية عن الأسئلة النجدية: لأبي العون شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم، المعروف بابن السفاريني، النابلسي، الحنبلي، المتوفى سنة 1117 هـ.


    5- الأجوبة النعمانية عن الأسئلة الهـندية في العقائد: لنعمان بن محمود خير الدين الشهـير بابن الالوسي البغدادي، الحنفي المتوفى سنة 1317 هـ.


    6- إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجذ والقباب على القبور تأليف: الحافظ أحمد بن الصديق الغماري المتوفى سنة 1380هـ، طبع.


    7- الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين: تأليف الشيخ حمدي جويجاتي الدمشقي.

    هــ الأصول الأربعة في ترديد الوهّابية: لمحمد حسن صاحب السرهـندي، المجذدي، المتوفى سنة 1346 وو، مطبوع.


    9- إظهـار العقوق ممّن منع التوسّل بالنبي والوليّ الصدوق: للشيخ المشرفي المالكي الجزائري.


    10- الأقوال السنية في الرد على مدعي نصرة السنة المحمدية: جمعهـا إبراهـيم شحاتهـ الصديقي من كلام المحدث عبد اللهـ الغماري، طبع.


    اا- الأقوال المرضية في الردّ على الوهّابية: للفقيه عطا الكسم الدمشقي الحنفي، مطبوع.

    2ا- الانتصار للأولياء الأبرار: للشيخ المحدث طاهـر سنبل الحنفي.


    3ا- الأوراق البغدادية في الجوابات النجدية: للشيخ إبراهـيم الراوي البغدادي، الرفاعي، رئيس الطريقة الرفاعية ببغداد، مطبوع.


    4ا- البراءة من الاختلاف في الرد على أهـل الشقاق والنفاق والرد على الفرقة الوهّابية الضالّة: للشيخ علي زين العابدين السوداني، مطبوع.


    5ا- البراهـين الساطعة في رد بعض البدع الشائعة: للشيخ سلامة العزامي، المتوفى سنة 1379هـ، طبع.


    6ا- البصائر لمنكري التوسّل بأهـل المقابر: لحمد الله الداجوي الحنفي الهـندي، مطبوع.


    7ا- تاريخ الوهّابية: لأيوب صبري باشا الرومي صاحب "مرءاة الحرمين.


    8ا- تبرك الصحابة باثار رسول الله : لمحمد طاهـر بن عبد القادر الكردي، طبع.


    9ا- تجريد سيف الجهـاد لمدّعي الاجتهـاد: للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي، وهـو أستاذ محمد بن عبد الوهـاب وشيخه ، وقد ردّ عليهـ في حياته.


    20- تحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف: للشيخ محمد زاهـد الكوثري.


    21-التحريرات الرائقة: للشيخ محمد النافلاتي الحنفي مفتي القدس الشريف، كان حيا سنة 1315هـ ، مطبوع.


    22-تحريض الأغبياء على الاستغاثة بالأنبياء والأولياء: للشيخ عبد اللهـ بن إبراهـيم الميرغني الحنفي، الساكن بالطائف.


    23-التحفة الوهـبية في الردّ على الوهّابية: للشيخ داود بن سليمان البغدادي، النقشبندي الحنفي، المتوفى سنة 299 ا.


    24-تطهـير الفؤاد من دنس الاعتقاد: للشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي، من علماء الأزهـر، مطبوع.


    25-تقييد حول التعلق والتوسل بالأنبياء والصالحين: قاضي الجماعة في المغرب ابن كيران، مخطوط في خزانة الجلاوي/ الرباط برقم/ 153 ج مجموعة.



    26-تقييد حول زيارة الأولياء والتوسل بهـم: للمؤلف السابق، وضمن المجموعة السابقة.


    27-تهـكم المقلّدين بمن ادعى تجديد الدين: للشيخ محمد بن عبد الرحمـن الحنبلي.
    رد فيه على ابن عبد الوهـاب في كل مسألة من المسائل التي ابتدعهـا بأبلغ رد.


    28-التوسّل: للمفتي محمد عبد القيوم القادري الهـزاروي، مطبوع.


    29-التوسّل بالنبي والصالحين: لأبي حامد بن مرزوق الدمشقي الشامي، مطبوع.


    30- التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهـل العراق على محمد بن عبد الوهـاب: لعبد الله أفندي الراوي. مخطوط في جامعة كمبردج/ لندن باسم "ردّ الوهّابية، ومنهـ نسخة في مكتبة الأوقاف/ بغداد.


    31- جلال الحقّ في كشف أحوال أشرار الخلق: للشيخ إبراهـيم حلمي القادري ا لاسكندري، مطبوع.

    32- الجوابات في الزيارة: لابن عبد الرزاق الحنبلي.
    قال السيد علوي بن الحدّاد: رأيت جوابات للعلماء الأكابر من المذاهـب الأربعة من أهـل الحرمين الشريفين، والأحساء والبصرة وبغداد وحلب واليمن وبلدان الإسلام نثرًا ونظمًا.


    33- حاشية الصاوي على الجلالين: للشيخ أحمد الصاوي المالكي.


    34- الحقائق الإسلامية في الردّ على المزاعم الوهّابية بأدلّة الكتاب والسنة النبوية: لمالك ابن الشيخ محمود، مدير مدرسة العرفان بمدينة كوتبالي بجمهـورية مالي الأفريقية، مطبوع.


    35- الحق المبين في الردّ على الوهـابيّين. للشيخ أحمد سعيد الفاروقي السرهـندي النقشبندي المتوفى سنة 1277 هـ.


    36- الحقيقة الإسلامية في الردّ على الوهّابية: لعبد الغني بن صالح حمادة، مطبوع


    37- الدرر السنيّة في الردّ على الوهّابية: للسيد أحمد بن زيني دحلان.

    مفتي مكة الشافعي، المتوفى سنة 1304هـ، مطبوع.


    38- الدليل الكافي في الرد على الوهـابي: للشيخ مصباح بن أحمد شبقلو البير وتي، مطبوع.


    39- الرائية الصغرى في ذم البدعة ومدح السنة الغرا: نظم الشيخ يوسف النبهـاني البيروتي، مطبوع.


    45- رد المحتار على الدر المختار: لمحمد أمين الشهـير بابن عابدين الحنفي الدمشقي، مطبوع.


    41- الردّ على ابن عبد الوهـاب: لشيخ الإسلام بتونس إسماعيل التميمي المالكي، المتوفى سنة 1248هــ، وهـو في غاية التحقيق والإحكام. مطبوع في تونس.


    42- ردّ على ابن عبدالوهـاب: للشيخ أحمد المصري الأحسائي.


    43- ردّ على ابن عبد الوهـاب: للعلامة بركات الشافعي، الأحمدي، المكّي.


    44- الردود على محمد بن عبد الوهـاب. للشيخ المحدث صالح الفلاني المغربي.
    قال السيد علوي بن الحدّاد: كتاب ضخم فيه رسالات وجوابات كلّهـا من العلماء أهـل المذاهـب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، يردون على محمد بن عبد الوهـاب بالعجب.


    45- الرد على الوهّابية: للشيخ صالح الكوا ش التونسي، وهـي رسالة مسجعة نقض بهـا رسالة لابن عبد الوهـاب، مطبوع.


    46- الرد على الوهّابية: للشيخ محمد صالح الزمزمي الشافعي، إمام مقام إبراهـيم بمكة المكرمة.


    47- الردّ على الوهّابية: لإبراهـيم بن عبد القادر الطرابلسي الرياحي التونسي المالكي من مدينة تستور، المتوفى سنة 1266هــ .


    48- الردّ على الوهّابية: لعبد المحسن الأشيقري الحنبلي، مفتي مدينة الزبير بالبصرة.


    49- الردّ على الوهّابية: للشيخ المخدوم المهـدي مفتي فاس.


    50-الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: لمحمد بن سليمان الكردي الشافعي، أستاذ ابن عبد الوهـاب وشيخه.
    ذكر ذلك ابن مرزوق الشافعي، وقال: "وتفرس فيه شيخه أنه ضال مضل كما تفرس فيه ذلك شيخه محمد حياة السندي ووالده عبد الوهـاب ".


    51- الردّ على الوهّابية: لأبي حفص عمر المحجوب، مخطوط بدار الكتب الوطنية/ تونس، برقم 2513، ومصورتهـا في معهـد المخطوطات العربية/ القاهـرة. وفي المكتبة الكتانية- الرباط برقم 1325 ك.


    52- الردّ على الوهّابية: لقاضي الجماعة في المغرب ابن كيزان، مخطوط بالمكتبة الكتانية/ الرباط، برقم 1325 ك.


    53- الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: للشيخ عبد الله القدومي الحنبلي النابلسي، عالم الحنابلة بالحجاز والشام المتوفى سنة 1331هــ . رد عليهـ في مسئلة الزيارة ومسئلة التوسل بالأنبياء والصالحين، وقال: إنه مع مقلديه من الخوارج، وقد ذكر ذلك في رسالته "الرحلة الحجازية والرياض الأنسية في الحوادث والمسائل ، طبع.


    54- رسالة في تأييد مذهـب الصوفية والرد على المعترضين عليهـم: للشيخ سلامة العزامي المتوفى سنة 1379 هــ ، مطبوع.


    55- رسالة في تصرف الأولياء: للشيخ يوسف الدجوي، طبع.


    56- رسالة في جواز التوسّل في الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: للعلاّمة مفتي فاس الشيخ مهـدي الوازناني.


    57- رسالة في جواز الاستغاثة والتوسل: للسيد يوسف البطاح الأهـدل الزبيدي نزيل مكة المكرمة.
    أورد فيهـا أقوال العلماء من المذاهـب الأربعة ثم قال: "ولا عبرة بمن شذَّ عن السواد الأعظم وخالف الجمهـور وفارق الجماعة فهـو من المبتدعة "
    .

    58- رسالة في حكم التوسّل بالأنبياء والأولياء: للشيخ محمّد حسنين مخلوف العدوي المصري وكيل الجامع الأزهـر، مطبوعة.


    59- رسالة في الردّ على الوهّابية: للشيخ قاسم أبي الفضل المحجوب المالكي.


    60- الرسالة الردّية على الطائفة الوهّابية: لمحمّد عطاء الله المعروف بعطا الرومي، من كوزل حصار.


    61- رسالة في مشاجرة بين أهـل مكة وأهـل نجد في العقيدة: للشيخ محمّد ابن ناصر الحازمي اليمني المتوفى سنة 1283 هــ ، مخطوط في المكتبة الكتانية/ الرباط " برقم 30/ 1 ك مجموعة.


    62- الرسالة المرضية في الردّ على من ينكر الزيارة المحمذية: لمحمّد السعدي المالكي.


    63- روض المجال في الرد على أهـل الضلال: للشيخ عبد الرحمن الهـندي الدلهـي الحنفي، مطبوعة!جدة- 1327 هــ .


    64- سبيل النجاة من بدعة أهـل الزيغ والضلالة: للقاضي عبد الرحمن قوتي.


    65- سعادة الداربن في الردّ على الفرقتين: الوهّابية، ومقلّدة الظاهـرية: لإبراهـيم بن عثمان بن محمّد السمنودي المنصوري المصري، مطبوع في مصر سنة 1320 هــ ، في مجلدين.


    66- سناء الإسلام فـي أعلام الأنام بعقائد أهـل البيت الكرام ردّا على عبد العزيز النجدي فيما ارتكبهـ من الأوهـام: لإسماعيل بن أحمد الزبدي.


    67- السيف الباتر لعنق المنكر على اكابر: للسيد علوي بن أحمد الحداد، المتوفى سنة 1222 هــ.


    68- السيوف الصقال في أعناق من أنكر على الأولياء بعد الانتقال: لعالم من بيت المقدس.


    69- السيوف المشرقية لقطع أعناق القائلين بالجهـة والجسمية: لعلي بن محمّد الميلي الجمالي التونسي المغربي المالكي.

    70- شرح الرسالة الردية على طائفة الوهّابية: للشيخ محمّد عطاء الله بن محمّد بن اسحاق شيخ الإسلام الرومي المتوفى سنة 226 ا هــ .


    71- الصارم الهـندي في عنق النجدي: للشيخ عطاء المكي.


    72- صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر في إثبات أن الوهّابية من الخوارج: للشريف عبد الله بن حسن باشا بن فضل باشا العلوي الحسيني الحجازي، أمير ظفار، طبع باللاذقية.


    73- صلح الإخوان في الردّ على من قال على المسلمين بالشرك والكفران: في الردّ على الوهّابية لتكفيرهـم المسلمين. للشيخ داود بن سليمان النقشبندي البغدادي الحنفي، المتوفى سنة 1299هــ .


    74- الصواعق الإلهـية في الردّ على الوهّابية: للشيخ سليمان بن عبد الوهـاب شقيق المبتدع محمّد بن عبد الوهـاب، مطبوع.


    75- الصواعق والرعود: للشيخ عفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي. قال العلامة علوي بن أحمد الحداد: (كتب عليه تقاريظ أئمة من علماء البصرة وبغداد وحلب والأحساء وغيرهـم تأييدا له وثناء عليه) .


    76- ضياء الصدور لمنكر التوسل بأهـل القبور: ظاهـر شاه ميان بن عبد العظيم ميان، طبع.


    77- العقائد التسع: للشيخ أحمد بن عبد الأحد الفاروقي الحنفي النقشبندي، مطبوع.


    78- العقائد الصحيحة في ترديد الوهّابية النجدية: لحافظ محمّد حسن السرهـندي المجددي، مطبوع.


    79- عقد تفيس في ردّ شبهـات الوهّـابي التعيس: لإسماعيل أبي الفداء التميمي التونسي، الفقيه المؤرخ.


    80- غوث العباد ببيان الرشاد: للشيخ مصطفى الحمامي المصري، مطبوع.


    81ـ فتنة الوهّابية: للشيخ أحمد بن زيني دحلان، المتوفى سنة 1304 هـ، مفتي الشافعية بالحرمين، والمدرّس بالمسجد الحرام في مكة، وهـو مستخرج من كتابه "الفتوحات الإسلامية المطبوع بمصر سنة 1354 هـ، مطبوع.


    82- فرقان القرءان: للشيخ سلامة العزامي القضاعي الشافعي المصري، ردّ فيه على القائلين بالتجسيم ومنهـم ابن تيمية والوهّابية، مطبوع.


    83- فصل الخطاب في الردّ على محمّد بن عبد الوهـاب: للشيخ سليمان بن عبد الوهـاب شقيق محمّد مؤسس الوهّابية، وهـذا أول كتاب ألف ردّا على الوهّـابية.


    84- فصل الخطاب في ردّ ضلالات ابن عبد الوهـاب: لأحمد بن علي البصري، الشهـير بالقبّاني الشافعي.


    85ـ الفيوضات الوهـبية في الرد على الطائفة الوهّابية: لأبي العباس أحمد بن عبد السلام البناني المغربي.


    86- قصيدة في الردّ على الصنعاني في مدح ابن عبد الوهـاب: من نظم الشيخ ابن غلبون الليبي، عدّة أبياتهـا (40) بيتا، مطلعهـا:
    سلامي على أهـل الإصابة والرشدِ وليس على نجد ومن حلّ في نجد


    87 - قصيدة في الردّ على الصنعاني الذي مدح ابن عبد الوهـاب: من نظم السيد مصطفى المصري البولاقي، عذة أبياتهـا (126) بيتا، مطلعهـا:

    بحمد وليّ الحمد لا الذمّ أستبدي وبالحق لا بالخلق للحقّ أستهـدي


    88- قصيدة في الردّ على الوهّابية: للشيخ عبد العزيز القرشي العلجي المالكي الأحسائي، عذة أبياتهـا، (95) بيتا، مطلعهـا:

    ألا أيهـا الشيخ الذي بالهـدى رُمي سترجع بالتوفيق حظّا ومغنما




    89- قمع أهـل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهـاد: لمفتي المدينة المنورة المحدث الشيخ محمّد الخضر الشنقيطي المتوفى سنة 1353 هــ.


    90- محق التقوّل في مسألة التوسّل: للشيخ محمّد زاهـد الكوثري.


    91- المدارج السنيّة في ردّ الوهّابية: للشيخ عامر القادري، معلّم بدار العلوم القا درية-كرا تشي، الباكستان، مطبوع.



    92- مصباح الأنام وجلاء الظلام في ردّ شبه البدعي النجدي التي أضل بهـا العوام: للسيد علوي بن أحمد الحداد، المتوفى سنة 1222 هــ . طبع بالمطبعة العامرة بمصر 1325 هــ.


    93- المقالات: للشيخ يوسف أحمد الدجوي أحد كبار مشايخ الأزهـر المتوفى سنة 1365 هــ.


    94- المقالات الوفيّة في الردّ على الوهّابية: للشيخ حسن قزبك، مطبوع بتقريظ الشيخ يوسف الدجوي.




    95- المنح الإلهـية في طمس الضلالة الوهّابية: للقاضي اسماعيل التميمي التونسي المتوفى سنة 1248 هـ .

    مخطوط بدار الكتب الوطنية في تونس رقم 2785، ومصورتهـا في معهـد المخطوطات العربية/ القاهـرة، وقد طبع.


    96- المنحة الوهـبيّة في الردّ على الوهّابية: للشيخ داود بن سليمان النقشبندي البغدادي، المتوفى سنة 1299 هـ. طبع في بومباي سنة 1305 هــ .


    97- المنهـل السيال في الحرام والحلال: للسيد مصطفى المصري البولاقي.


    98- نصيحة جليلة للوهـابية: للسيد محمّد طاهـر ءال ملا الكيالي الرفاعي نقيب أشراف ادلب، وقد أرسلهـا لهـم. طبع بادلب.


    99- النقول الشرعية في الردّ على الوهّابية: للشيخ مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي، الدمشقي. طبع في إستانبول 1406 هــ.


    100- يهـودا لا حنابلة: للشيخ الأحمدي الظواهـري شيخ الأزهـر.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن الروح; الساعة 10-09-2008, 11:46 PM.

  • #2
    - فتنة الوهابية - أحمد زيني دحلان ص 2 :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ترجمة المؤلف هو أحمد بن زين بن أحمد دحلان المكي ، الشافعي . فقيه ، مؤرخ ، شارك في أنواع من العلوم ، مفتي السادة الشافعية بمكة المعظمة ، وشيخ الإسلام . ولد بمكة سنة 1231 ه‍ وتوفي بالمدينة في المحرم سنة 1304 ه‍ .
    وله مؤلفات كثيرة مطبوعة متداولة منها : الأزهار الزينية في شرح متن الألفية ، وتاريخ الدول الإسلامية بالجداول المرضية ، وفتح الجواد المنان على العقيدة المسماة بفيض الرحمن ، والدرر السنية في الرد على الوهابية ، ونهل العطشان
    على فتح الرحمن ، في تجويد القرآن ، وخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام ، والفتوحات الإسلامية ، إلى غير ذلك . ومنها هذا الكتيب الذي بين يدي القارئ ، آملين أن يستفيد القراء منه والله من وراء القصد .
    - ص 3 -
    فتنة الوهابية إعلم أن السلطان سليم الثالث ( 1204 - 1222 ه‍ ) حدث في مدة سلطنته فتن كثيرة منها ما تقدم ذكره ، ومنها فتنة الوهابية التي كانت في الحجاز حتى استولوا على الحرمين ومنعوا وصول الحج الشامي والمصري ، ومنها فتنة
    الفرنسيين لما استولوا على مصر من سنة ثلاث عشرة ( 1213 ) إلى سنة ست عشرة ( 1216 ) ولنذكر ما يتعلق بهاتين الفتنتين على سبيل الاختصار لأن كلا منهما مذكور تفصيلا في التواريخ وأفرد كل منهما بتأليف رسائل مخصوصة ، أما
    فتنة الوهابية فكان ابتداء القتال فيما بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد وهو نائب من جهة السلطنة العلية على الأقطار الحجازية وابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف وكان ذلك في مدة سلطنة مولانا
    السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث بن أحمد ( وأما ابتداء أول ظهور الوهابية ) فكان قبل ذلك بسنين كثيرة وكانت قوتهم وشوكتهم في بلادهم أولا ، ثم كثر شرهم
    - ص 4 -
    وتزايد ضررهم واتسع ملكهم وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبد الوهاب وأصله من المشرق من بني تميم وكان من المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب
    مائة سنة حتى انتشر عنه ضلالهم ، كانت ولادته سنة ألف ومائة وإحدى عشرة وهلك سنة ألف ومائتين ، وأرخه بعضهم بقوله : ( بدا هلاك الخبيث ) 1206 وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة
    والسلام وكان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من المسائل ، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه
    فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة
    قبورهم شرك ، وأن نداء النبي صلى الله عليه وسلم عند التوسل به شرك ، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك ، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو نفعني هذا الدواء ، وهذا الولي الفلاني عند
    - ص 5 -
    التوسل به في شئ ، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئا من مرامه ، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبس بها على العوام حتى تبعوه ، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد ، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية ومكث عندهم
    حتى نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلك وسيلة إلى تقوية ملكهم واتساعه ، وتسلطوا على الأعراب وأهل البوادي حتى تبعوهم وصاروا جندا لهم بلا عوض وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم
    والمال ، وكان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين ، وابتداء انتشاره من بعد الخمسين ومائة وألف . وألف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتى أخوه الشيخ سليمان وبقية مشايخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء
    المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية وكان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب ، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده
    وأشقاه فكان الأمر كذلك ، وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم وحمل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين
    على أهل التوحيد كقوله تعالى ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ) وكقوله تعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )
    - ص 6 -
    وكقوله تعالى ( والذين يدعون من لا يستجيب لهم إلى يوم القيامة ) وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة : فقال محمد بن عبدالوهاب من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه
    مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات ، وجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك ، وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
    إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) و
    ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) فما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم ، ومما ردوا به عليه في الرسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنين ما اتخذوا الأنبياء
    عليهم الصلاة والسلام ولا الأولياء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم يعتقدون أنهم عبيد الله مخلوقون ولا يعتقدون أنهم مستحقون العبادة . وأما المشركون الذين نزلت فيهم هذه الآيات فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية ويعظمونها تعظيم
    الربوبية وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئا ، وأما المؤمنون فلا يعتقدون في الأنبياء والأولياء استحقاق العبادة والألوهية ولا يعظمونهم تعظيم الربوبية بل
    - ص 7 -
    يعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذين اصطفاهم واجتباهم وببركتهم يرحم عباده فيقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى ، ولذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنة .
    فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا يعتقدون التأثير لأحد سواه ، وأن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئا ولا يملكون ضرا ولا نفعا وإنما يرحم الله العباد ببركتهم فاعتقاد المشركين استحقاق أصنامهم العبادة
    والألوهية هو الذي أوقعهم في الشرك لا مجرد قولهم ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله ) لأنهم لما أقيمت عليه الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم يعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرين ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) فكيف يجوز لابن عبد
    الوهاب ومن تبعه أن يجعلوا المؤمنين الموحدين مثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الأصنام ؟ فجميع الآيات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركين ولا يدخل فيه أحد من المؤمنين .

    روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين ، وفي رواية عن ابن عمر أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال " أخوف ما
    أخاف على أمتي رجل يتأول القرآن بصنعه في غير موضعه " فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة ولو كان شئ مما صنعه المؤمنون من التوسل وغيره شركا ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وخلفها ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله
    - ص 8 -
    عليه وسلم كان من دعائه " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك " وهذا توسل لا شك فيه وكان يعلم هذا الدعاء أصحابه ويأمرهم بالإتيان به وبسط ذلك طويل مذكور في الكتب وفي الرسائل التي في الرد على ابن عبد الوهاب ، وصح عنه أنه
    صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال " اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين "
    وصح أنه صلى الله عليه وسلم سأله أعمى أن يرد الله بصره بدعائه فأمره بالطهارة وصلاة ركعتين ثم يقول " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى اللهم شفعه في " ففعل فرد
    الله عليه بصره ، وصح أن آدم عليه السلام توسل بنبينا صلى الله عليه وسلم حين أكل من الشجرة لأنه لما رأى اسمه صلى الله عليه وسلم مكتوبا على العرش وعلى غرف الجنة وعلى جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له هذا ولد من أولادك لولاه ما
    خلقتك ، فقال اللهم بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودي يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماء والأرض لشفعناك ، وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه . لما استسقى الناس ، وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة
    بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة والسلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ يا محمد وذلك نداء عند التوسل ومن تتبع كلام الصحابة
    - ص 9 -
    والتابعين يجد شيئا كثيرا من ذلك كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم " يا رسول الله إستسق لأمتك " كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور .

    وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بأفضل فقال من جملة كلامه يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعت من
    شخص أنه يعتقد تأثير ذلك المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب وأبن له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله فإن أبى فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين ، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من
    شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ا ه‍ .

    وأما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف والخلف وجاء في فضلها أحاديث أفردت بالتأليف ومما جاء في النداء لغير الله تعالى من غائب وميت وجماد قوله صلى الله عليه وسلم " إذا
    أفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا فإن لله عبادا يجيبونه " وفي حديث آخر " إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس فيها أنس فليقل يا
    - ص 10 -
    عباد الله أعينوني وفي رواية أغيثوني فإن لله عبادا لا ترونهم " وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال يا أرض ربي وربك الله وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار قال السلام عليكم يا أهل القبور وفي التشهد الذي يأتي به كل مسلم
    في كل صلاة صورة النداء في قوله " السلام عليك أيها النبي " والحاصل أن النداء والتوسل ليس في شئ منهما ضرر إلا إذا اعتقد التأثير لمن ناداه أو توسل به ، ومتى كان معتقدا أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك ، وكذلك إسناد فعل من
    الأفعال لغير الله لا يضر إلا إذا اعتقد التأثير ومتى لم يعتقد التأثير فإنه يحمل على المجاز العقلي كقوله نفعني هذا الدواء أو فلان الولي فهو مثل قوله : أشبعني هذا الطعام ، وأرواني هذا الماء ، وشفاني هذا الدواء فمتى صدر ذلك من مسلم فإنه
    يحمل على الإسناد المجازي والإسلام قرينة كافية في ذلك فلا سبيل إلى تكفير أحد بشئ من ذلك ويكفي هذا الذي ذكرناه إجمالا في الرد على ابن عبد الوهاب ومن أراد بسط الكلام فليرجع إلى الرسائل المؤلفة في ذلك وقد لخصت ما فيها في
    رسالة مختصرة فينظرها من أرادها ، ولما قام ابن عبد الوهاب ومن أعانه بدعوتهم الخبيثة التي كفروا بسببها المسلمين ملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة ، ثم اتسع ملكهم فملكوا اليمن والحرمين وقبائل الحجاز وبلغ ملكهم قريبا من الشام فإن ملكهم
    وصل إلى المزيريب وكانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب والمين ، فلما وصلوا إلى
    - ص 11 -
    الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملكوا به رد عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها ، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم ضحكة ومسخرة ، كحمر مستنفرة ، فرت من قسورة
    ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم ، فيعلم بذلك الأول والآخر ، وكان ذلك في مدة
    إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة وألف ، وأمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا وفر بعضهم إلى الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتوا واستكبارا وصار أمراء مكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج
    فصاروا يغيرون على بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أمير مكة ثم انتشب القتال بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد وكان ابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف ووقع بينهم وبينه وقائع
    كثيرة قتل فيها خلائق كثيرون ولم يزل أمرهم يقوى وبدعتهم تنتشر إلى أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل والعربان الذين كانوا تحت طاعة أمير مكة . وفي سنة سبع عشرة بعد المائتين والألف ساروا بجيوش كثيرة حتى نازلوا الطائف وحاصروا
    أهله في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة ، ثم تملكوه وقتلوا أهله رجالا ونساء وأطفالا ولا نجا منهم إلا القليل ونهبوا جميع أموالهم ثم أرادوا
    - ص 12 -
    المسير إلى مكة فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري فيخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج وتوجه الحجاج إلى بلادهم وساروا بجيوشهم يريدون مكة ولم يكن
    للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم فنزل إلى جدة فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة فأعطوهم الأمان ودخلوا مكة ثامن محرم من السنة الثامنة عشرة بعد المائتين
    والألف ومكثوا أربعة عشر يوما يستتيبون الناس ويجددون لهم الإسلام على زعمهم ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك كالتوسل وزيارة القبور ، ثم ساروا بجيوشهم إلى جدة لقتال الشريف غالب فلما أحاطوا بجدة رمى عليهم بالمدافع والقلل فقتل
    كثيرا منهم ولم يقدروا على تملك جدة فارتحلوا بعد ثمانية أيام ورجعوا إلى بلادهم وجعلوا لهم عسكرا بمكة وأقاموا لهم أميرا فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب وإنما قبل أمرهم ليرفق بأهل مكة ويدفع ضرر أولئك الأشرار عنهم ، وفي
    شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سار الشريف غالب من جدة ومعه والي جدة من طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا ومعهما العساكر فوصلوا إلى مكة وأخرجوا من كان بها من عساكر الوهابية ورجعت إمارة مكة للشريف غالب ثم بعد ذلك
    تركوا مكة واشتغلوا بقتال كثير من القبائل وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أميرا ( عثمان المضايفي ) فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي
    - ص 13 -
    في أطراف مكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم حتى استولوا عليهم وعلى جميع الممالك التي كانت تحت طاعة أمير مكة فتوجه قصدهم بعد ذلك للاستيلاء على مكة فساروا بجيوشهم سنة عشرين وحاصروا مكة وأحاطوا بها من جميع الجهات
    وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق ومنعوا الميرة عن مكة فاشتد الحصار على أهل مكة حتى أكلوا الكلاب لشدة الغلاء وعدم وجود القوت فاضطر الشريف غالب إلى الصلح معهم وتأمين أهل مكة فوسط أناسا بينه وبينهم فعقدوا الصلح على
    شروط فيها رفق بأهل مكة فمن تلك الشروط أن إمارة مكة تكون له فتم الصلح ودخلوا مكة في أواخر ذي القعدة سنة عشرين وتملكوا المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وانتهبوا الحجرة وأخذوا ما فيها من الأموال ، وفعلوا
    أفعالا شنيعة ، وجعلوا على المدينة أميرا منهم " مبارك بن مضيان " ، واستمر حكمهم في الحرمين سبع سنين ومنعوا دخول الحج الشامي والمصري مع المحامل مكة ، وصاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوبا من العباء القيلان الأسود ، وأكرهوا
    الناس على الدخول في دينهم ومنعوهم من شرب التنباك ومن فعل ذلك وأطلعوا عليه وعزروه بأقبح التعزير ، وهدموا القبب التي على قبور الأولياء . وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى وفي اختلاف في
    خلع السلاطين وقتلهم كما سنقف عليه إن شاء الله تعالى ، ثم صدر الأمر السلطاني (1) لصاحب مصر محمد علي باشا
    * هامش *(1) من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان محمود خان ثاني بن عبد الحميد خان أول سلطان أحمد . ( * )
    - ص 14 -
    بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 فجهز محمد علي باشا جيشا فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين برا وبحرا حتى وصلوا إلى ينبع
    فملكوه من الوهابية ، ثم لما وصلت العساكر إلى الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيرا منهم
    وانتهبوا جميع ما كان معهم وكن ذلك في شهر ذي الحجة سنة 26 ولم يرجع من ذلك الجيش إلى مصر إلا القليل فجهز جيشا غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه وتوجهت العساكر قبله في شعبان في
    غاية القوة والاستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر على ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتى أنهم
    أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال وأعطوا شيخا من صغار مشايخ حرب أيضا ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر ، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة الشريف غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي ،
    وأما المرة الأولى التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتى يكون الأمر بتدبيره ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة ، ولما جاءت الأخبار إلى
    - ص 15 -
    مصر صنعوا زينة ثلاثة أيام وأكثروا من الشنك وضرب المدافع وأرسلوا بشائر لجميع ملوك الروم واستولت العساكر السائرة من طريق البحر على جدة في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين ثم طلعوا إلى مكة واستولوا عليها أيضا ، وكل ذلك
    بلا قتال بتدبير الشريف سرا ، ولما وصلت العساكر إلى جدة فر من كان بمكة من عساكر الوهابية وأمرائهم ، وكان سعود أمير الوهابية حج في سنة سبع وعشرين ثم ارتحل إلى الطائف ، ثم إلى الدرعية ولم يعلم باستيلاء العساكر السلطانية على
    المدينة إلا بعد ذلك ثم لما وصل إلى الدرعية علم باستيلائهم على مكة ثم الطائف ولما وصلت العساكر إلى جدة ومكة فر من الطائف أميرها عثمان المضايفي وفر من كان بها من عساكر الوهابية وأمرائهم . وفي شهر ربيع الأول من سنة ثمان
    وعشرين أرسل محمد علي باشا مبشرين إلى دار السلطنة ومعهم المفاتيح وكتبوا إليهم أنها مفاتيح مكة والمدينة وجدة والطائف فدخلوا بها دار السلطنة بموكب حافل ووضعوا المفاتيح على صفائح الذهب والفضة وأمامهم البخورات في مجامر
    الذهب والفضة وخلفهم الطبول والزمور وعملوا لذلك زينة وشنكا ومدافع وخلعوا على من جاء بالمفاتيح وزادوا في رتبة محمد علي باشا وبعثوا له أطواخا وعدة أطواخ بولايات لمن يختار تقليده ، وفي شهر شوال سنة ثمان وعشرين توجه محمد
    علي باشا بنفسه إلى الحجاز وقبل توجهه من مصر قبض الشريف غالب على عثمان المضايفي الذي كان أميرا على الطائف للوهابية ، وكان من أهل أكبر أعوانهم وأمرائهم
    - ص 16 -
    فزنجره بالحديد وبعثه إلى مصر فوصل في ذي القعدة بعد توجه الباشا إلى الحجاز ثم أرسل إلى دار السلطنة فقتلوه ووصل محمد علي باشا في ذي القعدة إلى مكة وقبض على الشريف غالب ابن مساعد وبعثه إلى دار السلطنة وأقام لشرافة مكة ابن
    أخيه الشريف يحيى بن سرور بن مساعد ، وفي شهر محرم من سنة 29 بعثوا إلى السلطنة مبارك بن مضيان الذي كان أميرا على المدينة المنورة للوهابية فطافوا به في القسطنطينية في موكب ليراه الناس ثم قتلوه وعلقوا رأسه على باب السرايا
    وفعل مثل ذلك بعثمان المضايفي ، وأما الشريف غالب فأرسلوه إلى سلانيك ويقي بها مكرما إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار ، ومدة إمارته على مكة ست وعشرون سنة . ثم إن محمد علي باشا وجه كثيرا من العساكر
    إلى تربة وبيشة وبلاد غامد وزهران وبلاد عسير لقتال طوائف الوهابية وقطع دابرهم ثم سار بنفسه في أثرهم في شعبان سنة تسع وعشرين ووصل إلى تلك الديار وقتل كثيرا منهم وأسر كثيرا وخرب ديارهم ، وفي شهر جمادى الأولى سنة تسع
    وعشرين هلك سعود أمير الوهابية وقام بالملك بعده ولده عبد الله ورجع محمد علي باشا من تلك الديار التي وصلها من ديار الوهابية عند إقبال الحج وحج ومكث بمكة إلى رجب سنة ثلاثين ثم توجه إلى مصر وترك بمكة حسن باشا ووصل الباشا
    إلى مصر في منتصف رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف فتكون إقامته بالحجاز سنة وسبعة أشهر ، وما رجع إلى مصر إلا بعد أن مهد أمور الحجاز ، وأباد
    - ص 17 -
    طوائف الوهابية التي كانت منتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي منهم بقية بالدرعية أميرهم عبد الله بن سعود فجهز محمد علي باشا لقتاله جيشا وأرسله تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا ، وكان عبد الله بن سعود قبل ذلك يكاتب مع طوسون باشا
    بن محمد علي باشا حين كان بالمدينة وعقد معه صلحا على بقاء إمارته ودخوله تحت طاعة محمد علي باشا فلم يرض محمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل أمر العساكر إليه ، وكان ابتداء ذلك في أواخر سنة إحدى وثلاثين
    فوصل إلى الدرعية سنة اثنتين وثلاثين ونازل بجيوشه عبد الله بن سعود في ذي القعدة سنة 33 ، ولما جاءت الأخبار إلى مصر ضربوا لذلك ألف مدفع وفعلوا شنكا وزينوا مصر وقراها سبعة أيام ، وكان محمد علي باشا له اهتمام كبير في قتال
    الوهابية وأنفق في ذلك خزائن من الأموال حتى أخبر بعض من كان يباشر خدمته أنهم دفعوا في دفعة من الدفعات لأجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربعين ألف ريال هذا في مرة من المرات كان ذلك الحمل من الينبع إلى المدينة عن أجرة كل
    بعير ست ريالات دفع نصفها أمير ينبع والنصف الآخر أمير المدينة وعند وصول الحمل من المدينة إلى الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط مائة وأربعين ألف ريال وقبض إبراهيم باشا على عبد الله بن سعود وبعث به وكثير من أمرائهم إلى مصر
    فوصل في سابع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وصنعوا له موكبا حافلا يراه الناس وأركبوه على هجين وازدحم الناس للتفرج عليه ، ولما دخل على محمد علي باشا قام
    - ص 18 -
    له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه ، وقال له الباشا ما هذه المطاولة فقال الحرب سجال قال وكيف رأيت ابني إبراهيم باشا قال ما قصر وبذل همته ونحن كذلك حتى كان ما قدره الله تعالى فقال له الباشا أنا أترجى فيك عند مولانا
    السلطان فقال المقدر يكون ثم ألبسه خلعة وأنصرف إلى بيت إسماعيل باشا ببولاق ، وكان بصحبة عبد الله ابن سعود صندوق صغير مصفح فقال الباشا له . ما هذا ؟ فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلى السلطان ، فأمر الباشا بفتحه
    فوجدوا فيه ثلاثة مصاحف من خزائن الملوك لم ير الراؤون أحسن منها ومعها ثلاثمائة حبة من اللؤلؤ الكبار وحبة زمرد كبيرة وشريط من الذهب ، فقال له الباشا الذي أخذتموه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا فقال هذا الذي وجدته عند أبي فإنه
    لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف مكة فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك ثم أرسلوا عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا من الحجاز إلى مصر
    في شهر المحرم من سنة 35 بعد أن أخرب الدرعية خرابا كليا حتى تركوا سكناها . ولما وصل عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة في شهر ربيع الأول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضا في نواح متفرقة .
    هذا حاصل ما كان في قصة الوهابي بغاية الاختصار ولو بسط
    - ص 19 -
    الكلام في كل قضية لطال ، وكانت فتنتهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيرا من الدماء ، وانتهبوا كثيرا من الأموال ، وعم ضررهم ، وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
    فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلى الله عليه وسلم " يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق " وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها
    في غيره لا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة مشهورة ففي قوله سيماهم التحليق تصريح بهذه الطائفة لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج
    والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء ، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم سيماهم التحليق فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم .
    واتفق مرة أن امرأة أقامت الحجة على ابن الوهاب لما أكرهوها على أتباعهم ففعلت ، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر
    لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابا . ومما كان منهم أنهم يمنعون الناس من طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أن أحاديث
    - ص 20 -
    شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كثيرة متواترة وأكثر شفاعته لأهل الكبائر من أمته وكانوا يمنعون من قراءة دلائل الخيرات المشتملة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ذكرها كثير من أوصافه الكاملة ويقولون إن ذلك شرك
    ويمنعون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على المنابر بعد الأذان حتى أن رجلا صالحا كان أعمى ، وكان مؤذنا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم ، فأتوا به إلى ابن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل ولو
    تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق وفي هذا القدر كفاية والله سبحانه وتعالى أعلم .

    تعليق


    • #3
      قال مفتي الحنابلة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي المتوفى سنة 1225 هـ في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" ص 276 عن محمد بن عبد الوهاب :"فإنّه كان إذا باينه أحد وردَّ عليه ولم يقدر على قتله مجاهرةً يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله" انتهى.

      وقال مفتي الشافعية ورئيس المدرسين في مكة أيام السلطان عبد الحميد الشيخ أحمد زيني دحلان في كتابه "الدرر السنية في الرد على الوهابية" صحيفة 46 :"وكان محمد بن عبد الوهاب يقول:"إني أدعوكم إلى التوحيد وترك الشرك بالله وجميع ما هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ومن قتل مشركًا فله الجنة" انتهى.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسن الروح

        ذكر بعض من ألف من علماء السنة في الرد على محمد بن عبد الوهـاب النجدي أو ذمه أو عابه...

        ذكرت أنت مئة مصدر كلها في ذم الإمام محمد بن عبد الوهاب، ولكن ما رأيك لو قلنا لك بأن كل هذه المصادر المئة ليس لها أية قيمة ولا يحتج بها أهل العلم...؟

        أولا:
        كل هؤلاء الأشخاص أصحاب هذه الكتب إما مبتدعة، وإما قبوريين، وإما من أتباع الدين الصوفي، وإما ينتمون إلى الفرق الشركية الضالة، وبالتالي فكل هؤلاء ليسو حجة على الإمام محمد بن عبد الوهاب لأنهم لا يدينون بدين الحق.

        ثانيا:
        لعل من أبرز علامات ضعف حجتك هو أنك لم تستطع أن تأتي بإسم عالم واحد معترف به عند أهل السنة والجماعة ذم الإمام بن عبد الوهاب.

        أي أنك استشهدت بزبالة نتنة ولم تستشهد بعلماء أهل السنة والجماعة المعترف بهم والذين يأخذ المسلمون منهم دينهم وعقائدهم.

        فثبت إذن بطلان حجتك.



        تعليق


        • #5
          http://www.aslein.net/attachment.php...8&d=1182087403

          تعليق


          • #6
            أخي موسوي

            قولك
            كل هؤلاء الأشخاص أصحاب هذه الكتب إما مبتدعة، وإما قبوريين، وإما من أتباع الدينالصوفي، وإما ينتمون إلى الفرق الشركية الضالة، وبالتالي فكل هؤلاء ليسو حجة علىالإمام محمد بن عبد الوهاب لأنهم لا يدينون بدين الحق

            ردنا عليك
            هذولا علماء السنة
            هذولا حنابلة وشافعية ومالكية وحنفية



            قولك
            لعل من أبرز علاماتضعف حجتك هو أنك لم تستطع أن تأتي بإسم عالم واحد معترف به عند أهل السنة والجماعةذم الإمام بن عبد الوهاب.أي أنك استشهدت بزبالة نتنة ولم تستشهد بعلماء أهل السنةوالجماعة المعترف بهم والذين يأخذ المسلمون منهم دينهموعقائدهم.

            ردنا عليك
            هذولا العلماء معترف بهم عند السنة وغير معترف بهم عندالوهابية لأنهم فضحوا الوهابية
            وواضح انك وهابي

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسن الروح



              قولك بأن "كل هؤلاء الأشخاص أصحاب هذه الكتب إما مبتدعة، وإما قبوريين، وإما من أتباع الدين الصوفي، وإما ينتمون إلى الفرق الشركية الضالة..." ردنا عليك هذولا علماء السنة
              هذولا حنابلة وشافعية ومالكية وحنفية...




              هم يزعمون بأنهم حنابلة وشافعية ومالكية وحنفية وبأنهم من علماء المسلمين، والزعم ببلاش، ولكن حقيقتهم التي يحاولون سترها هي أنهم عباد رمم القبور وأتباع الدين الصوفي ومبتدعة وأهل ضلال وشرك، وليس من بينهم واحد يعرف معنى التوحيد الخالص.



              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة موسـوي


                هم يزعمون بأنهم حنابلة وشافعية ومالكية وحنفية وبأنهم من علماء المسلمين، والزعم ببلاش، ولكن حقيقتهم التي يحاولون سترها هي أنهم عباد رمم القبور وأتباع الدين الصوفي ومبتدعة وأهل ضلال وشرك، وليس من بينهم واحد يعرف معنى التوحيد الخالص.


                ما شاء الله
                عندك كل المسلمون مشركون وأهل ضلال وعباد رمم قبور ومبتدعة
                وليس بينهم من يعرف التوحيد الخالص إلا الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب

                تعليق


                • #9
                  الصّواعق الإلهيّة

                  في الرّدّ على الوهّابيّة
                  تأليف العالم السلفي الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي
                  وهو أخو مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب النجدي
                  والسلفية نسبت إلى إبن تيمية
                  وإبن تيمية يدعي انه يتبع السلف الصالح
                  لذلك سمو سلفية
                  وقد نزلت موضوع في هذا المنتدى عن السلفية
                  http://www.yahosain.net/vb/showthread.php?t=104933

                  بسم الله الرّحمن الرّحيم و به ثقتي
                  الحمد لله رب العالمين و اشهد ان لا اله اّلا الله وحده لا شريك له و اشهد
                  ان محمدا عبده و رسوله ارسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره
                  المشركون صلى الله عليه و على آله الى يوم الدين.
                  اما بعد من سليمان بن عبد الوهاب الى حسن بن عيدان سلام على من اتبع
                  الهدى و بعد قال الله تعالى (وَ ْلتَكنْ مِنْكمْ ُامَّةٌ يَدْعُون اَِلى الْخَيْرِ وَ يَأمُرُون بِاْلمَعْرُوفِ
                  وَ يَنْهَوْن عَنِ الْمُنْكرِ ) آل عمران : 104 و قال النبي صلى الله عليه و سلم (الدين
                  النصيحة) و انت كتبت ألي كثيرا من مرة تستدعي ما عندي حيث نصحتك على
                  لسان ابن اخيك فها انا اذكر لك بعض ما علمت من كلام اهل العلم فان قبلت فهو
                  المطلوب و الحمد لله و ان ابيت فالحمد لله فانه سبحانه لا يعصى قهرا و له في كل
                  حركة و سكون حكمة.
                  {فنقول} اعلم ان الله سبحانه و تعالى بعث محمدا صلى الله عليه و سلم
                  بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و انزل عليه الكتاب تبيانًا لكل شئ فانجز
                  الله له ما وعده و اظهر دينه على جميع الاديان و جعل ذلك ثابتا الى آخر الدهر حين
                  انخرام انفس جميع المؤمنين و جعل (امته) خير الامم كما اخبر بذلك بقوله (كنْتُمْ خَيْرَ
                  اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاس ) آل عمران: 110 و جعلهم شهداء على الناس قال تعالى (وَ
                  َ كذلِكَ جَعَلْنَاكمْ اُمًَّة وَسَطا لِتَكونُوا شُهَدَآءَ عََلى النَّاسِ ) البقرة: 143 و اجتباهم
                  كما قال تعالى (هُوَ اجْتَبَيكمْ وَ مَا جَعَل عََليْكمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج: 78 و
                  قال النبي صلى الله عليه و سلم (أنتم توفون سبعين امة انتم خير ها و اكرمها عند الله )
                  و دلائل ما ذكرنا لا تحصى و قال صلى الله عليه و سلم (لا يزال امر هذه الامة
                  مستقيما حتى تقوم الساعة) رواه البخاري و جعل اقتفاء اثر هذه الامة واجبا على كل
                  احد بقوله تعالى (وَ يَتَّبِعْ َ غيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ سآءَتْ
                  مَصِيرًا ) النساء: 115 و جعل اجماعهم حجة قاطعة لا يجوز لاحد الخروج عنه و
                  دلائل ما ذكرنا معلومة عند كل من له نوع ممارسة في العلم.
                  اعلم ان ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم ان الجاهل لا يستبد برأيه بل
                  يجب عليه ان يسئل اهل العلم كما قال تعالى (َفسَْئلُوا َاهْل الذِّكْرِ اِن ُكنْتُمْ َلاتَعْلَمُوَن) النحل: 43
                  و قال صلى الله عليه و سلم (هل لا اذا لم يعلموا سئلوا فانما دواء العيّ السؤال )
                  و هذا اجماع قال في غاية السؤال قال الامام ابو بكر الهروي اجمعت العلماء
                  قاطبة على انه لا يجوز لاحد ان يكون اماما في الدين و المذهب المستقيم حتى
                  يكون جامعا هذه الخصال (و هي) ان يكون حافظا للغات العرب و اختلافها و معاني
                  اشعارها و اصنافها و اختلاف العلماء و الفقهاء و يكون عالما فقيها و حافظا للاعراب
                  و انواعه و الإختلاف عالما بكتاب الله حافظا له و لاختلاف قرائته و اختلاف القراء
                  فيها عالما بتفسيره و محكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه و قصصه عالما باحاديث
                  الرسول صلى الله عليه و سلم مميزا بين صحيحها و سقيمها و متصلها و منقطعها و
                  مراسيلها و مسانيدها و مشاهيرها و احاديث الصحابة موقوفها و مسندها ثم يكون
                  ورعا دينا صائنا لنفسه صدوقا ثقة يبني مذهبه و دينه على كتاب الله و سنة رسوله
                  صلى الله عليه و سلم فاذا جمع هذه الخصال فحينئذ يجوز ان يكون اماما و جاز ان
                  يقلد و يجتهد في دينه و فتاويه و اذا لم يكن جامعا لهذه الخصال او اخل بواحدة منها
                  كان ناقصا و لم يجز ان يكون اماما و ان يقلده الناس قال (قلت) و اذا ثبت ان هذه
                  شرائط لصحة الاجتهاد و الامامة فقد كل من لم يكن كذلك ان يقتدى بمن هو بهذه
                  الخصال المذكورة (و قال) الناس في الدين على قسمين مقلد و مجتهد
                  و المجتهدون مختصون بالعلم و علم الدين يتعلق بالكتاب و السنة و اللسان العربي الذي وردا به فمن
                  كان فيما يعلم الكتاب و السنة و حكم الفاظهما و معرفة الثابت من احكامهما و
                  المنتقل من الثبوت بنسخ او غيره و المتقدم و المتأخر صح اجتهاده و ان يقلده من لم
                  يبلغ درجته و فرض من ليس بمجتهد ان يسأل و يقلد و هذا لا اختلاف فيه انتهى انظر
                  قوله و هذا لا خلاف فيه و قال ابن القيم [1] في اعلام الموقعين لا يجوز لاحد ان يأخذ
                  .......................................
                  الهامش
                  (1) ابن القيم الجوزية توفي سنة 751 هـ. [ 1350 م.]
                  .............................................
                  من الكتاب و السنة ما لم يجتمع فيه شروط الاجتهاد و من جميع العلوم قال احمد بن
                  المنادي سأل رجل احمد بن حنبل[1]
                  ..............................
                  هامش
                  1) أحمد ابن حنبل توفي سنة 241 هـ. [ 855 م.] في بغداد )
                  ................................
                  اذا حفظ الرجل مائة الف حديث هل يكون فقيها
                  قال لا قال فمائتي الف حديث قال لا قال فثلاث مائة الف حديث قال لا قال
                  فاربع مائة قال نعم قال ابو الحسين فسألت جدي كم كان يحفظ احمد قال اجاب عن
                  ست مائة الف حديث قال ابو اسحاق لم اجلست في جامع المنصور للفتيا ذكرت هذه
                  المسئلة فقال لي رجل فانت تحفظ هذا المقدار حتى تفتي الناس قلت لا انما افتي بقول من
                  يحفظ هذا المقدار (انتهى) و لو ذهبنا نحكي من حكى الاجماع لطال و في هذا لكفاية
                  للمسترشد و انما ذكرت هذه المقدمة لتكون قاعدة يرجع اليها فيما نذكره فان اليوم
                  ابتلى الناس بمن ينتسب الى الكتاب و السنة و يستنبط من علومهما و لا يبالي من
                  خالفه و اذا طلبت منه ان يعرض كلامه على اهل العلم لم يفعل بل يوجب على الناس
                  الاخذ بقوله و بمفهومه و من خالفه فهو عنده كافر هذا و هو لم يكن فيه خصلة
                  واحدة من خصال اهل الاجتهاد و لا و الله عشر واحدة و مع هذا فراح كلامه على
                  كثير من الجهال فانا لله و انا اليه راجعون
                  (الامة) كلها تصيح بلسان واحد و مع هذا لا يرد لهم في كلمة
                  بل كلهم كفار او جهال (اللهم) اهد الضال ورده الى الحق فنقول
                  قال الله عزّ و جل (اِنَّ الدِّينَ عِنْدَ ا لله اْلاِسْلامُ ) آل عمران: 19
                  و قال تعالى (وَ مَنْ يَبْتَغِ َ غيْرَ اْلاِسْلامِ دِينًا َفَلنْ يُقْبَل مِنْهُ ) آل عمران: 85
                  و قال تعالى (َفاِنْ تَابُوا وَاَقامُوا الصَّلَوَة وَ آتَوُا الزَّكَوَة َفخَلُّوا سَبِيَلهُمْ ) التوبة: 4 و في الآية الاخرى
                  (فاِخْوَانُكمْ في الدِّينِ) قال ابن عباس حرمت هذه الآية دماء اهل القبلة و قال ايضا لا
                  تكونوا كالخوارج تؤوّلوا آيات القرآن في اهل القبلة و انما نزلت في اهل الكتاب و
                  المشركين فجهلوا علمها فسفكوا بها الدماء و انتهكوا الاموال و شهدوا على اهل السنة
                  بالضلالة فعليكم بالعلم بما نزل فيه القرآن انتهى .

                  يتبع

                  تعليق


                  • #10
                    و كان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق قال انهم عمدوا في آيات نزلت في
                    الكفار فجعلوها في المسلمين رواه البخاري عنه فحينئذ ذكر الله عزّ و جل (ان الدين عند الله الاسلام)
                    و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث جبريل في
                    الصحيحين (الاسلام ان تشهد ان لا اله ا ّلا الله و ا ّن محمدا رسول الله) الحديث و
                    في حديث ابن عمر الذي في ال صحيحين (بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا
                    الله و ان محمدا عبده ورسوله ) الحديث و في حديث وفد عبد القيس (آمركم
                    بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده شهادة ان لا اله الا الله و ان محمّدا
                    رسول الله) الحديث و هو في الصحيحين و غير ذلك من الاحاديث وصف الاسلام
                    بالشهادتين و ما معهما من الاركان و هذا اجماع من الامة بل اجمعوا ان من نطق
                    بالشهادتين اجريت عليه احكام الاسلام لحديث (امرت ان اقاتل الناس ) و لحديث
                    الجارية (اين الله ) قالت في السماء قال (من انا) قالت رسول الله قال (اعتقها فانها
                    مؤمنة) و كل ذلك في الصحيحين و لحديث (كفوا عن اهل لا اله الا الله ) و غير
                    ذلك قال ابن القيم اجمع المسلمون على ان الكافر اذا قال لا اله الا الله و ان محمّدا
                    رسول الله فقد دخل في الاسلام انتهى و كذلك اجمع المسلمون ان المرتد اذا كانت
                    ردته بالشرك فان توبته بالشهادتين و اما القتال ان كان ثم امام قاتل الناس حتى يقيموا
                    الصلاة و يؤتوا الزكاة و كل هذا مسطور مبين في كتب اهل العلم من طلبه وجده
                    فالحمد لله على تمام الاسلام.
                    {فصل} اذا فهمتم ما تقدم فانكم الآن تكفرون من شهد ان لا اله الا الله
                    وحده و ان محمدا عبده و رسوله و اقام الصلاة و آتى الزكاة و صام رمضان و حج
                    البيت مؤمنا بالله و ملائكته و كتبه و رسله ملتزما لجميع شعائر الاسلام و تجعلونهم
                    كفارا و بلادهم بلاد حرب فنحن نسئلكم من امامكم في ذلك و ممن اخذتم هذا
                    المذهب عنه فان قلتم كفرناهم لانهم مشركون بالله و الذي منهم ما اشرك بالله لم
                    يكفر من اشرك بالله لانه سبحانه قال (اِنَّ الله َ لا يَغْفِرُ َان يُشْرَكَ بِه ) النساء: 48 و
                    ما في معناها من الآيات و ان اهل العلم قد عدوا في المكفرات من اشرك بالله {قلنا}
                    حق الآيات حق و كلام اهل العلم حق و لكن اهل العلم قالوا في تفسير اشرك بالله اي
                    ادعى ان لله شريكا كقول المشركين هؤلاء شركاؤنا و قوله تعالى (وَ مَا نَرَى مَعَكُمْ
                    شُفَعَآءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ َانهمْ فِيكمْ شُرَكاؤُا ) الانعام: 94 و (إِذا قِيل َلهُمْ َ لا إَِلهَ إِلاَّ
                    الله يَسْتَكبِرُو َن ) الصافات: 35 اجعلوا الآلهة الهاً واحدا الى غير ذلك مما ذكره الله
                    في كتابه و رسوله و اهل العلم و لكن هذه التفاصيل التي تفصلون من عندكم ان من
                    فعل كذا فهو مشرك و تخرجونه من الاسلام من اين لكم هذا التفصيل استنبطتم ذلك
                    بمفاهيمكم فقد تقدم لكم من اجماع الامة انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط لكم في ذلك
                    قدوة من اجماع او تقليد من يجوز تقليده مع انه لا يجوز للمقلد ان يكفر ان لم تجمع
                    الامة على قول متبوعه فبينوا لنا من اين اخذتم مذهبكم هذا و لكم علينا عهد الله و
                    ميثاقه ان بينتم لنا حقا يجب المصير اليه لنتبع الحق ان شاء الله فان كان المراد مفاهيمكم
                    فقد تقدم انه لا يجوز لنا و لا لكم و لا لمن يؤمن بالله و اليوم الآخر الاخذ بها و لا
                    نكفر من معه الاسلام الذي اجمعت الامة على من اتى به فهو مسلم فاما الشرك ففيه
                    اكبر و اصغر و فيه كبير و اكبر و فيه ما يخرج من الاسلام و فيه ما لا يخرج من
                    الاسلام و هذا كله باجماع و تفاصيل ما يخرج مما لا يخرج يحتاج الى تبين ائمة اهل
                    الاسلام الذي اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد فان اجمعوا على امر لم يسع احد الخروج
                    عنه و ان اختلفوا فالامر واسع فان كان عندكم عن اهل العلم بيان واضح فبينوا لنا و
                    سمعا و طاعة و الا فالواجب علينا و عليكم الاخذ بالاصل المجمع عليه و اتباع سبيل
                    المؤمنين وانتم تحتجون ايضا بقوله عزّ وجل (َلئِنْ َاشْرَكْتَ َليَحْبَطنَّ عَمَلُكَ ) الزمر: 66
                    و بقوله عزّ و جل في حق الانبياء (وَ َلوْ َاشْرَكُوا َلحَبِط عَنْهُمْ مَا َكانُوا يَعْلَمُون )
                    الانعام: 88 و بقوله تعالى (وَ َلا يَاْمُرَكُمْ َان تَتَّخِذُوا الْمََلئِكَة وَالنَّبِيِّنَ َارْبَابًا ) آل
                    عمران: 80 فنقول نعم كل هذا حق يجب الايمان به و لكن من اين لكم ان المسلم
                    الذي يشهد ان لا اله ا ّلا الله و ان محمّدا عبده ورسوله اذا دعى غائبا او ميتا او نذر له
                    او ذبح لغير الله او تمسح بقبر او اخذ من ترابه ان هذا هو الشرك الاكبر الذي من فعله
                    حبط عمله و حل ماله و دمه و انه الذي اراد الله سبحانه من هذه الآية و غيرها في
                    القرآن فان قلتم فهمنا ذلك من الكتاب و السنة قلنا لا عبرة بمفهومكم و لا يجوز لكم
                    و لا لمسلم الاخذ بمفهومكم فان الامة مجمعة كما تقدم ان الاستنباط مرتبة اهل
                    الاجتهاد المطلق و مع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجل لم يجب على احد
                    الاخذ بقوله دون نظر قال الشيخ تقي الدين من اوجب تقليد الامام بعينه دون نظر انه
                    يستتاب فان تاب و الا قتل انتهى.
                    {و ان قلتم} اخذنا ذلك من كلام بعض اهل العلم كابن تيمية و ابن القيم
                    لانهم سموا ذلك شركا {قلنا} هذا حق و نوافقكم على تقليد الشيخين ان هذا شرك و
                    لكن هم لم يقولوا كما قلتم ان هذا شرك اكبر يخرج من الاسلام و تجري على كل بلد
                    هذا فيها احكام اهل الردة بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه احكام اهل
                    الردة و لكنهم رحمهم الله ذكروا ان هذا شرك و شددوا فيه و نهوا عنه و لكن ما قالوا
                    كما قلتم و لا عشر معشاره و لكنكم اخذتم من قولهم ما جاز لكم دون غيره بل في
                    كلامهم رحمهم الله ما يدل على ان هذه الافاعيل شرك اصغر و على تقدير ان في بعض
                    افراده ما هو شرك اكبر على حسب حال قائله و نيته فهم ذكروا في بعض مواضع من
                    كلامهم ان هذا لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي في
                    كلامهم ان شاء الله مفصلا و لكن المطلوب منكم هو الرجوع الى كلام اهل العلم و
                    الوقوف عند الحدود التي حدوا فان اهل العلم ذكروا في كل مذهب من مذاهب
                    الاقوال و الافعال التي يكون بها المسلم مرتدا و لم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد و
                    لم يقولوا من طلب من غير الله فهو مرتد و لم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد و لم
                    يقولوا من تمسح بالقبور و اخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم انتم فان كان عندكم
                    شيء فبينوه فانه لا يجوز كتم العلم و لكنكم اخذتم هذا بمفاهيمكم و فارقتم الاجماع و
                    كفرتم امة محمد صلى الله عليه و سلم كلهم حيث قلتم من فعل هذه الافاعيل فهو
                    كافر و من لم يكفره فهو كافر و معلوم عند الخاص و العام ان هذه الامور ملأت بلاد
                    المسلمين و عند اهل العلم منهم انها ملأت بلاد المسلمين من اكثر من سبع مائة عام و
                    ان من لم يفعل هذه الافاعيل من اهل العلم لم يكفروا اهل هذه الافاعيل و لم يجروا
                    عليهم احكام المرتدين بل اجروا عليهم احكام المسلمين بخلاف قولكم حيث اجريتم
                    الكفر و الردة على امصار المسلمين و غيرها من بلاد المسلمين و جعلتم بلادهم بلاد
                    حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين اخبر النبي صلى الله عليه و سلم في الاحاديث
                    الصحيحة الصريحة انهما لا يزالا بلاد اسلام و انهما لا تعبد فيهما الاصنام و حتى ان
                    الدجال في آخر الزمان يطأ البلاد كلها الا الحرمين كما تقف على ذلك ان شاء الله في
                    هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار اهلها لانهم عبدوا الاصنام على
                    قولكم و كلهم عندكم مشركون شركا مخرجا عن الملة فانا لله و انا اليه راجعون فو
                    الله ان هذا عين المحادة لله و لرسوله و لعلماء المسلمين قاطبة فاعظم من رأينا مشددا في
                    هذه الامور التي تكفرون بها الامة النذور و ما معها ابن تيمية و ابن القيم و هما رحمهما
                    الله قد صرحا في كلامهما تصريحا واضحا ان هذا ليس من الشرك الذي ينقل عن الملة
                    بل قد صرحوا في كلامهم ان من الشرك ما هو اكبر من هذا بكثير كثير و ان من هذه
                    الامة من فعله و عاند فيه و مع هذا لم يكفروه كما يأتي كلامهم في ذلك ان شاء الله
                    تعالى.
                    فاما النذر فنذكر كلام الشيخ تقي الدين فيه و ابن القيم و هما من اعظم من
                    شدد فيه و سماه شركا فنقول قال الشيخ تقي الدين النذر للقبور و لاهل القبور كالنذر
                    لابراهيم الخليل عليه السلام او الشيخ فلان نذر معصية لا يجوز الوفاء به و ان تصدق
                    بما نذر من ذلك على من يستحقه من الفقراء او الصالحين كان خيرا له عند الله و انفع
                    (انتهى) فلو كان الناذر كافرا عنده لم يأمره بالصدقة لان الصدقة لا تقبل من الكافر بل
                    يأمره بتجديد اسلامه و يقول له خرجت من الاسلام بالنذر لغير الله قال الشيخ ايضا
                    من نذر اسراج بئر او مقبرة او جبل او شجرة او نذر له او لسكانه لم يجز و لا يجوز
                    الوفاء به و يصرف في المصالح ما لم يعرف ربه (انتهى ) فلو كان الناذر كافرا لم يأمره
                    برد نذره اليه بل امر بقتله و قال الشيخ ايضا من نذر قنديل نقد للنبي صلى الله عليه و
                    سلم صرف لجيران النبي صلى الله عليه و سلم (انتهى) فانظر كلامه هذا و تأمله هل
                    كفر فاعل هذا او كفر من لم يكفره او عد هذا في المكفرات هو او غيره من اهل العلم
                    كما قلتم انتم و خرقتم الاجماع و قد ذكر ابن مفلح في الفروع عن شيخه الشيخ تقي
                    الدين ابن تيمية و النذر لغير الله كنذره لشيخ معين للاستغاثة و قضاء الحاجة منه
                    كحلفه بغيره و قال غيره هو نذر معصية (انتهى) فانظر الى هذا الشرط المذكور اي
                    نذر له لاجل الاستغاثة به بل جعله الشيخ كالحلف بغير الله و غيره من اهل العلم جعله
                    نذر معصية هل قالوا مثل ما قلتم من فعل هذا فهو كافر و من لم يكفره فهو كافر
                    عياذا بك الّلهمّ من قول الزور كذلك ابن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك
                    الاصغر من المدارج و استدل به بالحديث الذي رواه احمد عن النبي صلى الله عليه و
                    سلم (النذر حلفة ) و ذكر غيره من جميع من تسمونه شركا و تكفرون به فعل الشرك
                    الاصغر.
                    و اما الذبح لغير الله فقد ذكره في المحرمات و لم يذكره في المكفرات الا ان
                    ذبح للاصنام او لما عبد من دون الله كالشمس و الكواكب و عدّه الشيخ تقي الدين
                    في المحرمات الملعون صاحبها كمن غير منار الارض او من ضار مسلما كما يأتي في
                    كلامه ان شاء الله تعالى و كذلك اهل العلم ذكروا ذلك مما اهل به لغير الله و نهوا عن
                    اهله و لم يكفروا صاحبه و قال الشيخ تقي الدين كما يفعله الجاهلون بمكة شرفها الله
                    تعالى و غيرها من بلاد المسلمين من الذبح للجن و لذلك نهى النبي صلى الله عليه و
                    سلم عن ذبايح الجن (انتهى) و لم يقل الشيخ من فعل هذا فهو كافر بل من لم يكفره
                    فهو كافر كما قلتم انتم و اما {السؤال} من غير الله فقد فصله الشيخ تقي الدين رحمه
                    الله ان كان السائل يسأل من المسئول مثل غفران الذنوب و ادخال الجنة و النجاة من
                    النار و انزال المطر و انبات الشجر و امثال ذلك مما هو من خصائص الربوبية فهذا
                    شرك و ضلال يستتاب صاحبه فان تاب و الا قتل و لكن الشخص المعين الذي فعل
                    ذلك لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي بيان كلامه في ذلك
                    ان شاء الله تعالى.

                    تعليق


                    • #11
                      {فان قلت} ذكر عنه في الاقناع انه قال من جعل بينه و بين الله وسائط
                      يدعوهم و يسألهم و يتوكل عليهم كفر اجماعا {قلت} هذا حق و لكن البلاء من عدم
                      فهم كلام اهل العلم لو تأملتم العبارة تأملا تاما لعرفتم انكم تأولتم العبارة على غير
                      تأويلها و لكن هذا من العجب تتركون كلامه الواضح و تذهبون الى عبارة مجملة
                      تستنبطون منها ضد كلام اهل العلم و تزعمون ان كلامكم و مفهومكم اجماع هل
                      سبقكم الى مفهومكم من هذه العبارة احد يا سبحان الله ما تخشون الله {و لكن}
                      انظر الى لفظ العبارة و هو قوله يدعوهم و يتوكل عليهم و يسألهم كيف جاء بواو
                      العطف و قرن بين الدعاء و التوكل و السؤال فان الدعاء في لغة العرب هو العبادة
                      المطلقة و التوكل عمل القلب و السؤال هو الطلب الذي تسمونه الآن الدعاء و هو في
                      هذه العبارة لم يقل او سألهم بل جمع بين الدعاء و التوكل و السؤال و الآن انتم
                      تكفرون بالسؤال وحده فاين انتم و مفهومكم من هذه العبارة مع انه رحمه الله بين
                      هذه العبارة و اصلها في مواضع من كلامه و كذلك {ابن القيم } بين اصلها قال الشيخ
                      من الصابئة المشركين ممن يظهر الاسلام و يعظم الكواكب و يزعم انه يخاطبها بحوائجه
                      و يسجد لها و ينحر و يدعو و قد صنف بعض المنتسبين الى الاسلام في مذهب
                      المشركين من الصابئة و المشركين البراهمة كتابا في عبادة الكواكب و هي من السحر
                      الذي عليه الكنعانيون الذي ملوكهم النماردة الذي بعث الله الخليل صلوات الله و
                      سلامه عليه بالحنيفية ملة ابراهيم و اخلاص الدين لله الى هؤلاء و قال ابن القيم في مثل
                      هؤلاء يقرون للعالم صانعا فاضلا حكيما مقدسا عن العيوب و النقائص و لكن لا
                      سبيل لنا الى الوجهة الى جلاله الا بالوسائط فالواجب علينا ان نتقرب اليه بتوسطات
                      الروحانيات القريبة منه فنحن نتقرب اليهم و نتقرب بهم اليه فهم اربابنا و الهتنا و
                      شفعاؤنا عند رب الارباب و اله الآلهة فما نعبدهم ا ّ لا ليقربونا الى الله زلفى فحينئذ
                      نسأل حاجاتنا منهم و نعرض احوالنا عليهم و نصبوا في جميع امورنا اليهم فيشفعون
                      الى الهنا و الههم و ذلك لا يحصل الا من جهة الاستمداد بالروحانيات و ذلك بالتضرع
                      و الابتهال من الصلوات و الزكاة و الذبائح القرابين و البخورات و هؤلاء كفروا
                      بالاصلين الذين جاءت بهما جميع الرسل احدهما عبادة الله وحده لا شريك له و الكفر
                      بما يعبد من دونه من اله {و الثاني } الايمان برسله و بما جاؤا به من عند الله تصديقا و
                      اقرارا و انقيادا (انتهى) كلام ابن القيم فانظر الى الوسائط المذكورة في العبارة كيف
                      تحملونها على غير محملها و لكن ليس هذا باعجب من حملكم كلام الله و كلام رسوله
                      و كلام ائمة الاسلام على غير المحمل الصحيح مع خرقكم الاجماع و اعجب من هذا
                      انكم تستدلون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها و من نقلها ترون بها صريح
                      كلامهم في عين المسئلة و هل عملكم هذا الا اتباع المتشابه و ترك المحكم انقذنا الله و
                      اياكم من متابعة الاهواء .
                      و اما التبرك و التمسح بالقبور و اخذ التراب منها و الطواف بها فقد ذكره
                      اهل العلم فبعضهم عده في المكروهات و بعضهم عده في المحرمات و لم ينطق واحد
                      منهم بان فاعل ذلك مرتد كما قلتم انتم بل تكفرون من لم يكفر فاعل ذلك فالمسئلة
                      مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن و زيارة الميت فان اردت الوقوف على ما
                      ذكرت لك فطالع الفروع و الاقناع و غيرهما من كتب الفقه (فان ) قدحتم فيمن
                      صنف هذه الكتب فليس ذلك منكم بكثير و لكن ليكن معلوما عندكم ان هؤلاء لم
                      يحكوا مذهب نفسهم و انما حكوا مذهب احمد بن حنبل و احزابه من ائمة اهل الهدى
                      الذين اجمعت الامة على هدايتهم و درايتهم فان ابيتم الا العناد و ادعوتم المراتب العلية
                      و الاخذ من الادلة من غير تقليد ائمة الهدى فقد تقدم ان هذا خرق للاجماع .
                      {فصل} و على تقدير هذه الامور التي تزعمون انها كفر اعني النذر و ما معه
                      (فهنا) اصل آخر من اصول اهل السنة مجمعون عليه كما ذكره الشيخ تقي الدين و ابن
                      القيم عنهم و هو ان الجاهل و المخطئ من هذه الامة و لو عمل من الكفر و الشرك ما
                      يكون صاحبه مشركا او كافرا انه يعذر بالجهل و الخطإ حتى تتبين له الحجة الذي
                      يكفر تاركها بيانا واضحا ما يلتبس على مثله او ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين
                      الاسلام مما اجمعوا عليه اجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر و تأمل
                      كما يأتي بيانه ان شاء الله تعالى و لم يخالف في ذلك الا اهل البدع .
                      فان قلت قال الله عزّ و جل (مَنْ َ كَفرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ اِيمَانِهِ اِلاَّ مَنْ اُكْرِهَ و
                      قَبُلهُ مُطْمَئِنّ بِاْلاِيمَانِ ) النحل: 106 نزلت في المسلمين تكلموا بالكفر مكرهين عليه
                      قلت هذا حق و هي حجة عليكم لا لكم فان الذين تكلموا به هو سب رسول الله
                      صلى الله عليه و سلم و التبري من دينه و هذا كفر اجماعا يعرفه كل مسلم و مع هذا
                      ان الله عزّ و جل عذر من تكلم بهذا الكفر مكرها و لم يؤاخذه و لكن الله سبحانه و
                      تعالى كفر من شرح بهذا الكفر صدرا و هو من عرفه ورضيه و اختاره على الايمان
                      غير جاهل به و هذا الكفر في الآية مما اجمع عليه المسلمون و نقلوه في كتبهم و كل من
                      عد المكفرات ذكره و اما هذه الامور التي تكفرون بها المسلمين فلم يسبقكم الى التكفير
                      بها احد من اهل العلم و لا عدوها في المكفرات بل ذكرها من ذكرها منهم في انواع
                      الشرك و بعضهم ذكرها في المحرمات و لم يقل احد منهم ان من فعله فهو كافر مرتد و
                      لا احتج عليه بهذه الآية كما احتججتم و لكن ليس هذا باعجب من استدلالكم بآيات
                      نزلت في الذين (إِذا قِيل َلهُمْ َ لا إَِلهَ إِلاَّ الله يَسْتَكبِرُون * وَ يَقُوُلون َأئِنَّا َلتَارِكوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
                      الصافات: 35 , 36) و الذين يقال لهم (َائِنَّكُمْ َلتَشْهَدُو َن َانَّ مَعَ اللهِ آلِهًَة ُاخْرَى ) الانعام: 19
                      و الذين يقولون (اللَّهُمَّ اِن كَان هَذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ َفَامْطِرْ عََليْنَا حِجَارًَة مِنَ السَّمَآءِ ) الانفال: 32
                      و الذين يقولون (َاجَعَل اْلآلِهََة اَِلهًا وَاحِدًا ) ص: 5 و مع هذا تستدلون بهذه الآيات و تروونها على الذين يشهدون ان لا
                      اله الا الله و ان محمدا رسول الله و يقولون ما لله من شريك و يقولون ما احد يستحق
                      ان يعبد مع الله فالذي يستدل بهذه الآيات على من شهد له رسول الله صلى الله عليه و
                      سلم و اجمع المسلمون على اسلامه ما هو بعجيب لو استدل بالآية على مذهبه فان
                      كنتم صادقين فاذكروا لنا من استدل بهذه الآية على كفر من كفرتموه بخصوص الافعال
                      و الاقوال التي تقولون انها كفر و لكن و الله ما لكم مثل الا عبد الملك بن مروان لما
                      قال لابنه ادع الناس الى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا
                      يعني اقطعه فانا لله و انا اليه راجعون.

                      تعليق


                      • #12
                        {فصل} و ههنا اصل آخر و هو ان المسلم قد تجتمع فيه المادتان الكفر و
                        الاسلام و الكفر و النفاق و الشرك و الايمان و انها تجتمع فيه المادتان و لا يكفر كفرا
                        ينقل عن الملة كما هو مذهب اهل السنة و الجماعة كما يأتي تفصيله و بيانه ان شاء
                        الله و لم يخالف في ذلك الا اهل البدع.
                        {فصل} اعلم ان اول فرقة فارقت الجماعة الخوارج الذين خرجوا في زمن
                        علي بن أبي طالب رضي الله عنه و قد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و امر
                        بقتلهم و قتالهم و قال يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم
                        فاقتلوهم و قال فيهم انهم كلاب اهل النار و قال انهم يقتلون اهل الاسلام و قال شر
                        قتلى تحت اديم السماء و قال يقرؤن القرآن يحسبونه لهم و هو عليهم الى غير ذلك مما
                        صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم و هؤلاء خرجوا في زمن علي ابن ابي
                        طالب رضي الله عنه و كفروا عليا و عثمان و معاوية و من معهم و استحلوا دماء
                        المسلمين و اموالهم و جعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب و بلادهم هي بلاد الايمان و
                        يزعمون انهم اهل القرآن و لا يقبلون من السنة الا ما وافق مذهبهم و من خالفهم و
                        خرج عن ديارهم فهو كافر و يزعمون ان عليا و الصحابة رضي الله عنهم اشركوا بالله
                        و لم يعلموا بما في القرآن بل هم على زعمهم الذين عملوا به و يستدلون لمذهبهم
                        بمتشابه القرآن و يتأولون الآيات التي نزلت في المشركين المكذبين في اهل الاسلام هذا و
                        اكابر الصحابة عندهم و يدعونهم الى الحق و الى المناظرة و ناظرهم ابن عباس رضي الله
                        عنهما و رجع منهم الى الحق اربعة آلاف و مع هذه الامور الهائلة و الكفر الصريح
                        الواضح و خروجهم عن المسلمين قال لهم علي رضي الله عنه لا نبدؤكم بقتال و لا
                        نمنعكم عن مساجد الله ان تذكروا فيها اسمه و لا نمنعكم من الفيئ ما دامت ايديكم
                        معنا {ثم ان الخوارج } اعتزلوا و بدؤا المسلمين الامام و من معه بالقتال فسار عليهم
                        علي رضي الله عنه و جرى على المسلمين منهم امور هائلة يطول وصفها و مع هذا
                        كله لم يكفروهم الصحابة و لا التابعون و لا ائمة الاسلام و لا قال لهم علي و لا غيره
                        من الصحابة قامت عليكم الحجة و بينا لكم الحق قال الشيخ تقي الدين لم يكفرهم
                        علي و لا احد من الصحابة و لا احد من ائمة اهل الاسلام (انتهى) فانظر رحمك الله
                        الى طريقة اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الاحجام عن تكفير من يدعي
                        الاسلام هذا و هم الصحابة رضي الله عنهم الذين يروون الاحاديث عن رسول الله
                        صلى الله عليه و سلم فيهم (قال) الامام احمد صحت الاحاديث عن رسول الله صلى
                        الله عليه و سلم من عشرة اوجه (قال) اهل العلم كلها خرجها مسلم في صحيحه
                        فانظر الى هدى اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و ائمة المسلمين لعل الله
                        يهديك الى اتباع سبيل المؤمنين و ينبهك من هذه البلية التي تزعمون الآن انها السنة و
                        هي و الله طريقة القوم لا طريقة علي و من معه رزقنا الله اتباع آثارهم .
                        {فان قلت} على نفسه قتل الغالية بل حرقهم بالنار و هم مجتهدون و
                        الصحابة قاتلوا اهل الردة {قلت} هذا كله حق فاما الغالية فهم مشركون زنادقة
                        اظهروا الاسلام تلبيسا حتى اظهروا الكفر ظهورا جليا لا لبس فيه على احد (و ذلك )
                        ان عليا رضي الله عنه لما خرج عليهم من باب كندة سجدوا له فقال لهم ما هذا قالوا
                        له انت الله فقال لهم انا عبد من عباد الله قالوا بل انت هو الله فاستتابهم و عرضهم على
                        السيف و ابوا ان يتوبوا فامر بخد الاخاديد في الارض و اضرم فيها النار و عرضهم
                        عليها و قال لهم ان لم تتوبوا قذفتكم فيها فابوا ان يتوبوا بل يقولون له انت الله فقذفهم
                        بالنار فلما احسوا بالنار تحرقهم قالوا الآن تحققنا انك انت الله لان ما يعذب بالنار الا
                        الله فهذه قصة الزنادقة الذين حرقهم علي رض الله عنه ذكرها العلماء في كتبهم فان
                        رأيتم من يقول لمخلوق هذا هو الله فحرقوه و الا فاتقوا الله و لا تلبسوا الحق بالباطل و
                        تقيسوا الكافرين على المسلمين بارائكم الفاسدة و مفاهيمكم الواهية.
                        {فصل} و اما قتال الصديق و الصحابة رضي الله عنهم اهل الردة فاعلم انه
                        لما توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يبق على الاسلام الا اهل المدينة و اهل
                        مكة و الطائف و جواثا قرية من قرى البحرين و اخبار الردة طويلة تحتمل مجلدا و لكن
                        نذكر بعضا من ذلك من كلام اهل العلم ليتبين لكم ما انتم عليه و ان استدلالكم
                        بقصة اهل الردة كاستدلالكم الاول (قال) الامام ابو سليمان الخطابي رحمه الله مما يجب
                        ان يعلم ان اهل الردة كانوا اصنافاً صنف ارتدوا عن الاسلام و نبذوا الملة و عادوا الى
                        الكفر الذي كانوا عليه من عبادة الاوثان و صنف ارتدوا عن الاسلام و تابعوا مسليمة
                        و هم بنوا حنيفة و قبائل غيرهم صدقوا مسيلمة و وافقوه على دعواه النبوة و صنف
                        ارتدوا ووافقوا الاسود العنبسي و ما ادعاه من النبوة باليمن و صنف صدقوا طليحة
                        الاسدي و ما ادعاه من النبوة و هم غطفان و فزارة و من والاهم و صنف صدقوا
                        سجاح فهؤلاء كلهم مرتدون منكرون لنبوة نبينا صلى الله عليه و سلم تاركون للزكاة
                        و الصلاة و سائر شرائع الاسلام و لم يبق من يسجد لله في بسيط الارض الا مسجد
                        المدينة و مكة و جواثا قرية في البحرين و صنف آخر و هم الذين فرقوا بين الصلاة و
                        الزكاة و وجوب ادائها الى الامام و هؤلاء على الحقيقة اهل بغي و انما لم يدعوا بهذا
                        الاسم في ذلك الزمان خصوصا لدخولهم في غمار اهل الردة فاضيف الاسم الى الردة اذ
                        كانت اعظم الامرين و أهمهما و ارخ قتال اهل البغي من زمن علي بن ابي طالب
                        رضي الله عنه اذ كانوا منفردين في زمانه لم يختلطوا باهل الشرك و في امر هؤلاء
                        عرضوا الخلاف و وقعت الشبهة لعمر رضي الله تعالى عنه حين راجع ابابكر و ناظره و
                        احتج بقوله صلى الله عليه و سلم (أمرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله
                        فمن قال لا اله الا الله عصم ماله و نفسه ) الى ان قال رحمه الله و قد بينا ان اهل الردة
                        كانوا اصنافا منهم من ارتد عن الملة و دعى الى نبوة مسيلمة و غيره و منهم من انكر
                        الشرائع كلها و هؤلاء هم الذين سماهم الصحابة رضي الله عنهم كفارا و كذلك رأى
                        ابوبكر سبي ذراريهم و ساعده على ذلك اكثر الصحابة ثم لم ينقض عصر الصحابة
                        حتى اجمعوا ان المرتد لا يسبى فاما مانع الزكاة منهم المقيمون على اصل الدين فانهم اهل
                        بغي و لم يسموا اهل شرك او فهم كفار و ان كانت الردة اضيفت اليهم لمشاركتهم
                        للمرتدين في بعض ما منعوه من حق الدين و ذلك ان الردة اسم لغوي و كل من
                        انصرف عن امر كان مقبلا عليه فقد ارتد عنه و قد وجد من هؤلاء القوم الانصراف
                        عن الطاعة و منع الحق و انقطع عنهم اسم الثناء و المدح و علق عليهم الاسم القبيح
                        لمشاركتهم القوم الذين كانوا ارتدوا حقا الى ان قال.
                        {فان قيل} و هل اذا انكر طائفة في زماننا فرض الزكاة و امتنعوا من ادائها
                        يكون حكمهم حكم اهل البغي {قلنا} لا فان من انكر فرض الزكاة في هذه الأزمان
                        كان كافرا باجماع المسلمين على وجوب الزكاة فقد عرفها الخاص و العام و اشترك
                        فيها العالم و الجاهل فلا يعذر منكره و كذلك الامر في كل من انكر شيئا مما اجتمعت
                        عليه الامة من امور الدين اذا كان علمه منتشرا كالصلاة الخمس و صوم شهر رمضان
                        و الاغتسال من الجنابة و تحريم الربا و الخمر و نكاح المحارم و نحوها من الاحكام الا
                        ان يكون رجلا حديث عهد بالاسلام و لا يعرف حدوده فانه ان انكر شيئا منها
                        جاهلا به لم يكفر و كان سبيله سبيل اولئك القوم في بقاء الاسم عليه (فاما) ما كان
                        الاجماع معلوما فيه من طريق علم الخاصة كتحريم نكاح المرأة على عمتها و خالتها و
                        ان القاتل عمدا لا يرث و ان للجد السدس و ما اشبه ذلك من الاحكام فان من
                        انكرها لا يكفر بل يعذر فيها لعدم استفاضة علمها في العامة (انتهى) كلام الخطابي و
                        قال صاحب المفهم قال ابو اسحاق لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتدت
                        العرب الا اهل ثلاثة مساجد مسجد المدينة و مسجد مكة و مسجد جواثا (انتهى)
                        فهذا شيئ مما ذكره بعض اهل العلم في اخبار الردة و تفاصيلها يطول و لكن قد تقدم
                        ان مثلكم او من هو اجل منكم لا يجوز له الاستنباط و لا القياس و لا يجوز لاحد ان
                        يقلده بل يجب على من لم يبلغ رتبة المجتهدين ان يقلدهم و ذلك بالاجماع و لكن ليكن
                        عندكم معلوما ان من خرج عن طاعة ابي بكر الصديق في زمانه فقد خرج عن الاجماع
                        القطعي لانه و من معه هم اهل العلم و اهل الاسلام و هم المهاجرون و الانصار الذين
                        اثنى الله عليهم في كتابه و امامة ابي بكر امامة حق جميع شروط الامة مجتمعة فيه فان
                        كان اليوم فيكم مثل ابي بكر و المهاجرين و الانصار و الامة مجتمعة على امامة واحد
                        منكم فقيسوا انفسكم بهم و الا فبالله عليكم استحوا من الله و من خلقه و اعرفوا قدر
                        انفسكم فرحم الله من عرف قدر نفسه و انزلها منرلتها و كف شره عن المسلمين و
                        اتبع سبيل المؤمنين قال الله تعالى (وَ مَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُول مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ َلهُ اْلهُدَى
                        و يَتَّبِعْ غيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى و نُصْلِهِ جَهَنَّمَ و سآءَتْ مَصِيرًا ) النساء : 115
                        {فصل} لما تقدم الكلام على الخوارج و ذكر مذهب الصحابة و اهل السنة
                        فيهم و انهم لم يكفروهم كفرا يخرج من الاسلام مع ما فيهم بانهم كلاب اهل النار و
                        انهم يمرقون من الاسلام و مع هذا كله لم يكفرهم الصحابة لانهم منتسبون الى الاسلام
                        الظاهر و ان كانوا مخلين بكثير منه لنوع تأويل و انتم اليوم تكفرون من ليس فيه خصلة
                        واحدة مما في اولئك بل الذين تكفرونهم اليوم و تستحلون دماءهم و اموالهم عقائدهم
                        عقائد اهل السنة و الجماعة الفرقة الناجية جعلنا الله منهم (ثم خرجت) بدعة القدرية و
                        ذلك في آخر زمن الصحابة و ذلك ان القدرية فرقتان فرقة انكرت القدر رأسا و قالوا
                        ان الله لم يقدر المعاصي على اهلها و لا هو يقدر ذلك و لا يهدي الضال و لا هو يقدر
                        على ذلك و المسلم عندهم هو الذي جعل نفسه مسلما و هو الذي جعل نفسه مصليا
                        و كذلك سائر الطاعات و المعاصي بل العبد هو الذي خلقها بنفسه و جعلوا العبد
                        خالقا مع الله و الله سبحانه عندهم لا يقدر يهدي احدا و لا يقدر يضل احدا الى غير
                        ذلك من اقوالهم الكفرية تعالى الله عما يقول اشباه المجوس علوا كبيراً.
                        الفرقة الثانية من القدرية من قابل هؤلاء و زعم ان الله جبر الخلق على ما
                        عملوا و ان الكفر و المعاصي في الخلق كالبياض و السواد في خلق الآدمي ما للمخلوق
                        في ذلك صنع بل جميع المعاصي عندهم تضاف لله و امامهم في ذلك ابليس حيث قال
                        فبما اغويتني و كذلك المشركون الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا و لا آباؤنا الى غير
                        ذلك من قبائحهم و كفرياتهم التي ذكرها عنهم اهل العلم في كتبهم كالشيخ تقي
                        الدين و ابن القيم و مع هذا الكفر العظيم و الضلالة خرج اوائل هؤلاء في زمن
                        الصحابة رضي الله عنهم كابن عمر و ابن عباس و اجلاء التابعين و قاموا في وجوه
                        هؤلاء و بينوا لهم ضلالهم من الكتاب و السنة و تبرأ منهم من عندهم من الصحابة
                        رضي الله عنهم و كذلك التابعون و صاحوا بهم من كل فج و مع هذا الكفر العظيم
                        الهائل لم يكفرهم الصحابة و لا من بعدهم من ائمة اهل الاسلام و لا اوجبوا قتلهم و
                        لا اجروا عليهم احكام اهل الردة و لا قالوا قد كفرتم حيث خالفتمونا لأنا لا نتكلم
                        الا بالحق و قد قامت عليكم الحجة ببياننا لكم كما قلتم انتم هذا (و من الراد عليهم)
                        و المبين ضلالهم الصحابة و التابعون الذين لا يقولون الا حقا بل كبير هؤلاء من ائمة
                        دعاتهم قتلوه الامراء (و ذكر اهل العلم) انه قتل حدا كدفع الصائل خوفا من ضرره و
                        بعد قتله غسل و صلى عليه و دفن في مقابر المسلمين كما يأتي ان شاء الله ذكره في
                        كلام الشيخ تقي الدين.

                        تعليق


                        • #13
                          {فصل} الفرقة الثالثة من اهل البدع المعتزلة الذين خرجوا في زمن التابعين
                          و اتوا من الاقوال و الافعال الكفريات ما هو مشهور (منها) القول بخلق القرآن (و
                          منها) انكار شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم لاهل المعاصي (و منها) القول بخلود اهل
                          المعاصي في النار الى غير ذلك من قبائحهم و فضائحهم التي نقلها اهل العلم عنهم و
                          مع هذا فقد خرجوا في زمن التابعين و دعوا الى مذهبهم و قام في وجوههم العلماء من
                          التابعين و من بعدهم وردوا عليهم و بينوا باطلهم من الكتاب و السنة و اجماع علماء
                          الامة و ناظروهم اتم المناظرة و مع هذا اصروا على باطلهم و دعوا اليه و فارقوا
                          الجماعة فبدعهم العلماء و صاحوا بهم و لكن ما كفروهم و لا اجروا عليهم احكام
                          اهل الردة بل اجروا عليهم هم و اهل البدع قبلهم احكام الاسلام من التوارث و
                          التناكح و الصلاة عليهم و دفنهم في مقابر المسلمين (و لم يقولوا ) لهم اهل العلم من
                          اهل السنة قامت عليكم الحجة حيث بينا لكم لأنا لا نقول الا حقا فحيث خالفتمونا
                          كفرتم و حل مالكم و دمائكم و صارت بلادكم بلاد حرب كما هو الآن مذهبكم
                          افلا يكون لكم في هؤلاء الأئمة عبرة فترتدعون عن الباطل و تفيئون الى الحق .
                          {فصل} ثم خرج بعد هؤلاء المرجئة الذين يقولون الايمان قول بلا عمل فمن
                          اقر عندهم بالشهادتين فهو مؤمن كامل الايمان و ان لم يصل لله ركعة طول عمره و لا
                          صام يوما من رمضان و لا ادى زكاة ماله و لا عمل شيئا من اعمال الخير بل من اقر
                          بالشهادتين فهو عندهم مؤمن كامل الايمان ايمانه كايمان جبريل و ميكائيل و الانبياء الى
                          غير ذلك من اقوالهم القبيحة التي ابتدعوها في الاسلام و مع انه صاح بهم ائمة اهل
                          الاسلام و بدعوهم و ضللوهم و بينوا لهم الحق من الكتاب و السنة و اجماع اهل العلم
                          من اهل السنة من الصحابة فمن بعدهم و ابوا الا التمادي على ضلالهم و معاندتهم
                          لاهل السنة متمسكين هم و من قبلهم من اهل البدع بمتشابه من الكتاب و السنة و مع
                          هذه الامور الهائلة فيهم لم يكفروهم اهل السنة و لا سلكوا مسلككم فيمن خالفكم و
                          لا شهدوا عليهم بالكفر و لا جعلوا بلادهم بلاد حرب بل جعلوا الاخوة الايمانية ثابتة
                          لهم و لمن قبلهم من اهل البدع و لا قالوا لهم كفرتم بالله و رسوله لأنا بينا لكم الحق
                          فيجب عليكم اتباعنا لأنا بمنرلة الرسول من خطأنا فهو عدو الله و رسوله كما هو
                          قولكم اليوم فانا لله و انا اليه راجعون.
                          {فصل} ثم حدث بعد هؤلاء الجهمية الفرعونية الذين يقولون ليس على
                          العرش اله يعبد و لا لله في الارض من كلام و لا عرج بمحمد صلى الله عليه و سلم
                          لربه و ينكرون صفات الله سبحانه التي اثبتها لنفسه في كتابه و اثبتها رسوله صلى الله
                          عليه و سلم و اجمع على القول بها الصحابة فمن بعدهم و ينكرون رؤية الله سبحانه في
                          الآخرة و من وصف الله سبحانه بما وصف به نفسه و وصف به رسوله صلى الله عليه
                          و سلم فهو عندهم كافر الى غير ذلك من اقوالهم و افعالهم التي هي غاية الكفر حتى ان
                          اهل العلم سموهم الفرعونية تشبيها لهم بفرعون حيث انكر الله سبحانه و مع هذا فرد
                          عليهم الائمة و بينوا بدعتهم و ضلالهم و بدعوهم و فسقوهم و جعلوهم اكفر ممن
                          قبلهم من اهل البدع و اقل تشبثا بالشريعات و قالوا عنهم انهم قدموا عقولهم على
                          الشرعيات و امر اهل العلم بقتل بعض دعاتهم كالجعد بن درهم و جهم بن صفوان و
                          بعد ان قتلوا غسلوهم و صلوا عليهم و دفنوهم مع المسلمين كما ذكر ذلك الشيخ تقي
                          الدين و لم يجروا عليهم احكام اهل الردة كما اجريتم احكام اهل الردة على من لم يقل
                          او يفعل عشر معشار ما قالوا هؤلاء او فعلوا بل و الله كفرتم من قال الحق الصرف
                          حيث خالف اهواءكم و انما لم اذكر فرقة الرافضة لانهم معروفون عند الخاص و العام و
                          قبائحهم مشهورة و من هؤلاء الفرق الذين ذكرنا تشعبت الثنتان و السبعون فرقة اهل
                          الضلالة المذكورون في السنة في قوله عليه الصلاة و السلام (تفترق هذه الامة على
                          ثلاث و سبعين فرقة) و ما سوى الثنتين و السبعين و هي الثالثة و السبعون هم الفرقة
                          الناجية اهل السنة و الجماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الى آخر
                          الدهر و هي التي لا تزال قائمة على الحق رزقنا الله اتباعهم بحوله و قوته و كلما
                          ذكرت من اخبار هذه الفرقة فانما اخذته من كتب اهل العلم و اكثر ما انقل عن ابن
                          تيمية و ابن القيم .
                          {فصل} و ها انا اذكر لك شيئا مما ذكر اهل العلم من ان مذهب السلف
                          عدم القول بتكفير هؤلاء الفرق الذين تقدم ذكرهم (قال) الشيخ تقي الدين في كتاب
                          الايمان لم يكفر الامام احمد الخوارج و لا المرجئة و لا القدرية و انما المنقول عنه و عن
                          امثاله تكفير الجهمية مع ان احمد لم يكفر اعيان الجهمية و لا كل من قال انا جهمي
                          كفره بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا الى قولهم و امتحنوا الناس و عاقبوا من لم
                          يوافقهم بالعقوبات الغليظة و لم يكفرهم احمد و امثاله بل كان يعتقد ايمانهم و امامتهم
                          و يدعو لهم و يرى لهم الإئتمام بالصلاة خلفهم و الحج و الغزو معهم و المنع من
                          الخروج عليهم بما يراه لامثالهم من الائمة و ينكر ما احدثوا من القول الباطل الذي هو
                          كفر عظيم و ان لم يعلموهم انه كفر كان ينكره و يجاهدهم على رده بحسب الامكان
                          فيجمع بين طاعة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم في اظهار السنة و الدين و انكار
                          بدع الجهمية الملحدين و بين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة و الامة و ان كانوا جهالا
                          مبتدعين و ظلمة فاسقين انتهى كلام الشيخ فتأمله تأملا خاليا عن الميل و الحيف و قال
                          الشيخ تقي الدين ايضا من كان في قلبه الايمان بالرسول و بما جاء به و قد غلط في
                          بعض ما تأوّله من البدع و لو دعى اليها فهذا ليس بكافر اصلا و الخوارج كانوا من
                          اظهر الناس بدعة و قتالا للامة و تكفيرا لها و لم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي
                          و لا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار
                          عنهم بذلك في غير هذا الموضع و كذلك سائر الثنتين و السبعين فرقة من كان منهم
                          منافقا فهو كافر في الباطن و من كان مؤمنا بالله و رسوله في الباطن لم يكن كافرا في
                          الباطن و ان كان اخطأ في التأويل كائنا من كان خطاؤه و قد يكون في بعضهم شعبة
                          من النفاق و لا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الاسفل من النار و من
                          قال ان الثنتين و السبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عن الملة فقد خالف
                          الكتاب و السنة و اجماع الصحابة بل و اجماع الائمة الاربعة و غير الاربعة فليس فيهم
                          من كفر كل واحد من الثنتين و السبعين فرقة انتهى كلامه فتأمله و تأمل حكاية
                          الاجماع من الصحابة و غيرهم من اهل السنة مع ما تقدم لك مما في مذاهبهم من الكفر
                          العظيم لعلك تنتبه من هذه الهوة التي وقعت فيها انت و اصحابك (و قال ابن القيم ) في
                          طرق اهل البدع الموافقون على اصل الاسلام و لكنهم مختلفون في بعض الاصول
                          كالخوارج و المعتزلة و القدرية و الرافضة و الجهمية و غلات المرجئة (فهؤلاء اقسام)
                          احدها الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر و لا يفسق و لا ترد شهادته اذا لم
                          يكن قادرا على تعلم الهدى و حكمه حكم المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان
                          (القسم الثاني) متمكن من السؤال و طلب الهداية و معرفة الحق و لكن يترك ذلك
                          اشتغالا بدنياه و رياسته و لذاته و معاشه فهذا مفرط مستحق للوعيد آثم بترك ما
                          اوجب عليه من تقوى الله بحسب استطاعته فهذا ان غلب ما فيه من البدعة و الهوى
                          على ما فيه من السنة و الهوى ردت شهادته و ان غلب ما فيه من السنة و الهدى على
                          ما فيه من البدعة و الهوى قبلت شهادته (الثالث) ان يسأل و يطلب و يتبين له الهدى و
                          يترك تعصبا او معاداة لاصحابه فهذا اقل درجاته ان يكون فاسقا و تكفيره محل اجتهاد
                          (انتهى) كلامه فانظره و تأمله فقد ذكر هذا التفصيل في غالب كتبه و ذكر ان الائمة
                          و اهل السنة لا يكفرونهم هذا مع ما وصفهم به من الشرك الاكبر و الكفر الاكبر و
                          بين في غالب كتبه مخازيهم و لنذكر من كلامه طرفا تصديقا لما ذكرنا عنه و قال رحمه
                          الله تعالى في المدارج المثبتون للصانع نوعان (احدهما) اهل الاشراك به في ربوبيته و
                          ألوهيته كالمجوس و من ضاهاهم من القدرية فانهم يثبتون مع الله الها آخر و المجوسية
                          القدرية تثبت مع الله خالقا للافعال ليست افعالهم مخلوقة لله و لا مقدورة له و هي
                          صادرة بغير مشيئته تعالى و قدرته و لا قدرة له عليها بل هم الذين جعلوا انفسهم
                          فاعلين مريدين شيائين و حقيقة قول هؤلاء ان الله ليس ربا خالقا لافعال الحيوان
                          (انتهى) كلامه و قد ذكرهم بهذا الشرك في سائر كتبه و شبههم بالمجوس الذين يقولون
                          ان للعالم خالقين و انظر لما تكلم على التكفير هو و شيخه كيف حكوا عدم تكفيرهم
                          عن جميع اهل السنة حتى مع معرفة الحق و المعاندة قال كفره محل اجتهاد كما تقدم
                          كلامه قريبا (و ايضا ) الجهمية ذكرهم باقبح الاوصاف و ذكر ان شركهم شرك فرعون
                          و انهم معطلة و ان المشركين اقل شركا منهم و ضرب لهم مثلا في النونية و غيرها من
                          كتبهم كالصواعق و غيرها و كذلك المعتزلة كيف وصفهم باكبر القبائح و اقسم ان
                          قولهم و احزابهم من اهل البدع لا تبقى من الايمان حبة خردل فلما تكلم على تكفيرهم
                          في النونية لم يكفرهم بل فصل في موضع منها كما فصل في الطرف كما مر و موضع
                          آخر فيه عن اهل السنة مخاطبة لهؤلاء المبتدعة الذين اقسم ان قولهم لا يبقى من الايمان
                          حبة خردل يقال و اشهد علينا بأنا لا نكفركم بما معكم من الكفران اذ انتم اهل
                          الجهالة عندنا لستم اولى كفر و لا ايمان و يأتي ان شاء الله تعالى لهذا مزيد من كلام
                          الشيخ تقي الدين و حكاية اجماع السلف و ان التكفير هو قول اهل البدع من الخوارج
                          و المعتزلة و الرافضة و قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في كلام له في الفرقان و دخل
                          اهل الكلام المنتسبين الى الاسلام من المعتزلة و نحوهم في بعض مقالة الصابئة و
                          المشركين ممن لم يهتد بهدى الله الذي ارسل به رسله من اهل الكلام و الجدل صاروا
                          يريدون ان يأخذوا مأخذهم كما خبر النبي صلى الله عليه و سلم بقوله (لتأخذن مأخذ
                          من كان قبلكم ) (الحديث الصحيح ) الى ان قال ان هؤلاءالمتكلمين اكثر حقا و اتبع
                          للادلة لما تنورت به قلوبهم من نور القرآن و الإسلام و ان كانوا قد ضلوا في كثير مما
                          جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فوافقوا اولئك على ان الله لا يتكلم و لا تكلم
                          كما وافقوهم على انه لا علم له و لا قدرة و لا صفة من الصفات الى ان قال فلما رأوا
                          ان الرسل متفقة على ان الله متكلم و القرآن من اثبات قوله و كلامه صاروا تارة
                          يقولون ليس بمتكلم حقيقة بل مجازا (و هذا قولهم) الاول لما كانوا في بدعتهم و
                          كفرهم على الفطرة قبل ان يدخلوا في الفساد و الجحود الى ان قال و هذا قول من
                          يقول القرآن مخلوق الى ان قال و انكر هؤلاء ان يكون الله متكلما او قائلا على الوجه
                          الذي دلت عليه الكتب الالهية و افهمت الرسل لقومهم و اتفق عليه اهل الفطر السليمة
                          الى ان قال و نشأ بين هؤلاء الذين هم فروع الصابئة و بين المسلمين المؤمنين اتباع
                          الرسول الخلاف فكفر هؤلاء ببعض ما جاءت به الرسل و اختلفوا في كتاب الله فآمنوا
                          ببعض و اتبع المؤمنون ما انزل اليهم من ربهم و علموا ان قول هؤلاء اخبث من قول
                          اليهود و النصارى حتى كان عبد الله بن المبارك ليقول انا لنحكي قول اليهود و
                          النصارى و لا نحكي قول الجهمية و كان قد كثر هؤلاء الذين هم فروع المشركين و
                          من اتبعهم من الصابئة في آخر المائة الثانية في امارة المأمون و ظهرت علوم الصابئين و
                          المنجمين و نحوهم فظهرت هذه المقالة في اهل العلم و اهل السيف و الامارة و صار في
                          اهلها من الخلفاء و الامراء و الوزراء و الفقهاء و القضاة و غيرهم ما امتحنوا به
                          المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات انتهى كلام الشيخ رحمه الله فانظر في هذا
                          الكلام و تدبره كيف وصف هؤلاء باعظم الكفر و الشرك و بالايمان ببعض الكتاب و
                          الكفر ببعضه و انهم فروع المشركين و الصابئة و انهم اخذوا مأخذ القرون من قبلهم
                          اهل الكفر و انهم خالفوا العقل و النقل و الفطرة و انهم خالفوا جميع الرسل في قولهم و
                          انهم عاندوا الحق و ان اهل العلم يقولون قولهم هذا اخبث من قول اليهود و النصارى
                          و انهم عذبوا المؤمنين و المؤمنات على الحق و هؤلاء الذين عنا بهذا الكلام هم المعتزلة و
                          القدرية و الجهمية و من سلك سبيلهم من اهل البدع و غيرهم و الخلفاء الذين يعنيهم
                          المأمون و المعتصم و الواثق و وزرا ؤهم و قضاتهم و فقهاؤهم و هم الذين جلدوا الامام
                          احمد رحمه الله و حبسوه و قتلوا احمد بن بصير الخزاعي و غيره و عذبوا المؤمنين و
                          المؤمنات يدعونهم الى الاخذ بقولهم و هم الذين يعني بقوله فيما تقدم و ما يأتي ان
                          الامام احمد لا يكفرهم و لا احد من السلف و ان احمد صلى خلفهم و استغفر لهم و
                          رأى الإئتمام بهم و عدم الخروج عليهم و ان الامام احمد يرد قولهم الذي هو كفر
                          عظيم كما تقدم كلامه فراجعه (فبالله) عليك تأمل اي هذا و اي قولكم فيمن خالفكم
                          فهو كافر و من لم يكفره فهو كافر (بالله عليكم) انتهوا عن الخفا و قول الزور و
                          اقتدوا بالسلف الصالح و تجنبوا طريق اهل البدع و لا تكونوا كالذي زين له سوء عمله
                          فرآه حسنا قال الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى و من البدع المنكرة تكفير الطائفة و
                          غيرها من طوائف المسلمين و استحلال دمائهم و اموالهم و هذا عظيم لوجهين
                          (احدهما) ان تلك الطائفة الاخرى قد لا يكون فيها من البدعة اعظم مما في الطائفة
                          المكفرة لها بل قد تكون بدعة الطائفة المكفرة لها اعظم من بدعة الطائفة المكفرة و قد
                          تكون نحوها و قد تكون دونها و هذا حال عامة اهل البدع و الاهوى الذين يكفرون
                          بعضهم بعضا و هؤلاء من الذين قال الله فيهم (اِنَّ الَّذِينَ َفرَُّقوا دِينَهُمْ وَ َ كانُوا شِيَعًا
                          َلسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) الانعام : 159 (الثاني ) انه لو فرض ان احدى الطائفتين مختصة
                          بالبدعة و الاخرى موافقة للسنة لم يكن لهذه السنة ان تكفر كل من قال قولا اخطأ فيه
                          فان الله تعالى قال (رَبنَا َ لا تُؤَاخِذنَآ اِن نَسِينَآ َاوْ َاخْطْانَا ) البقرة: 286 و ثبت في
                          الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم ان الله تعالى قال قد فعلت و قال تعالى (وَ
                          َليْسَ عََليْ ُ كمْ جُنَاحٌ فِيمَآ َاخْطْأتُمْ بِهِ وَ َلكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكم ) الاحزاب : 5 و
                          روى عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال (ان الله تجاوز لامتي عن الخطإ و النسيان
                          و ما استكرهوا عليه) و هو حديث حسن رواه ابن ماجة و غيره و قد اجمع الصحابة
                          و التابعون لهم باحسان و سائر ائمة المسلمين على انه ليس كل من قال قولا اخطأ فيه
                          انه يكفر بذلك و لو كان قوله مخالفا للسنة و لكن للناس نزاع في مسائل التكفير قد
                          بسطت في غير هذا الموضع.

                          تعليق


                          • #14
                            و قال الشيخ رحمه الله ايضا الخوارج لهم خاصيتان مشهورتان فارقوا بها
                            جماعة المسلمين و ائمتهم (احدهما ) خروجهم عن السنة و جعلهم ما ليس بسيئة سيئة و
                            جعلهم ما ليس بحسنة حسنة (الثاني) في الخوراج و اهل البدع انهم يكفرون بالذنوب و
                            السيئات و يترتب على ذلك استحلال دماء المسلمين و اموالهم و ان دار الاسلام دار
                            حرب و دارهم هي دار الايمان و بذلك يقول جمهور الرافضة و جمهور المعتزلة و
                            الجهمية و طائفة من غلات المنتسبة الى اهل الحديث فينبغي للمسلم ان يحذر من هذين
                            الاصلين الخبيثين و ما يتولد عنهما من بعض المسلمين و ذمهم و لعنهم و استحلال
                            دمائهم و اموالهم و عامة البدع انما تنشأ من هذين الاصلين (اما الاول ) فسببه التأويل
                            الفاسد اما حديث بلغه غير صحيح او عن غير الرسول صلى الله عليه و سلم قلد قائله
                            فيه و لم يكن ذلك القائل مصيبا او تأويل تأوله من آية من كتاب الله و لم يكن التأويل
                            صحيحا او قياسا فاسدا او رأيا رآه اعتقده صوابا و هو خطأ الى (ان قال ) قال احمد
                            اكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل و القياس و قال الشيخ اهل البدع صاروا يبنون
                            دين الاسلام على مقدمات يظنون صحتها اما في دلالة الالفاظ و اما في المعاني المعقولة
                            و لا يتأملون بيان الله و رسوله صلى الله عليه و سلم فانها تكون ضلالا و قد تكلم
                            احمد على من يتمسك مما يظهر له من القرآن من غير استدلال بيان الرسول صلى الله
                            عليه و سلم و الصحابة و التابعين و هذه طريقة سائر ائمة المسلمين لا يعدلون عن بيان
                            الرسول صلى الله عليه و سلم ان وجدوا الى ذلك سبيلا و قال الشيخ ايضا انا دائما و
                            من جالسني يعلم مني اني من اعظم الناس نهيا من ان ينسب معين الى تكفير او الى
                            تفسيق او معصية الا اذا علم انه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان
                            كافرا تارة و فاسقا اخرى و عاصيا اخرى و اني اقرر ان الله قد غفر لهذه الامة خطأها
                            و ذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية و المسائل العلمية و ما زال السلف يتنازعون في
                            كثير من هذه المسائل و لم يشهد احد منهم على احد منهم معين لاجل ذلك لا بكفر
                            و لا بفسق و لا بمعصية كما انكر شريح قراءة بل عجبت و يسخرون و قال ان الله لا
                            يعجب الى ان قال و قد آل التراع بين السلف الى الاقتتال مع اتفاق اهل السنة على ان
                            الطائفتين جميعا مؤمنتان و ان القتال لا يمنع العدالة الثابتة لهم لان المقاتل و ان كان
                            باغيا فهو متأوّل و التأويل يمنع الفسق و كنت ابين لهم ان ما نقل عن السلف و الأئمة
                            من اطلاق القول بتكفير من يقول كذا و كذا فهو ايضا حق لكن يجب التفريق بين
                            الاطلاق و التعيين و هذه اول مسألة تنازعت فيها الامة من مسائل الاصول الكبار و
                            هي مسألة الوعيد فان نصوص الوعيد في القرآن المطلقة عامة كقوله تعالى (اِنَّ الَّذِينَ
                            يَأْكُلون َامْوَال الْيَتَامَى ُ ظْلمًا ) النساء: 10 و كذلك سائر ما ورد من فعل كذا فله
                            كذا او فهو كذا فان هذه النصوص مطلقة عامة و هي بمترلة من قال من السلف من
                            قال كذا فهو كافر الى ان قال و التكفير يكون من الوعيد فانه و ان كان القول تكذيبا
                            لما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم لكن قد يكون الرجل حديث عهد بالاسلام او
                            نشأ ببادية بعيدة و قد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص او سمعها و لم تثبت عنده
                            او عارضها عنده معارض آخر او وجب تأويلها و ان كان مخطئا (و كنت ) دائما اذكر
                            الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال لاهله اذا أنا متّ فاحرقوني الحديث
                            فهذا رجل شك في قدرة الله و في اعادته اذا ذرى بل اعتقد انه لا يعاد و هذا كفر
                            باتفاق المسلمين لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك و كان مؤمنا يخاف الله ان يعاقبه فغفر
                            له بذلك و المتأوّل من اهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم
                            اولى بالمغفرة من مثل هذا (انتهى ) و قال الشيخ رحمه الله و قد سئل عن رجلين تكلما
                            في مسألة التكفير فاجاب و اطال و قال في آخر الجواب لو فرض ان رجلا دفع التكفير
                            عمن يعتقد انه ليس بكافر حماية له و نصرا لاخيه المسلم لكان هذا غرضا شرعيا حسنا
                            و هو اذا اجتهد في ذلك فاصاب فله اجران و ان اجتهد فيه فاخطأ فله اجر و قال
                            رحمه الله التكفير انما يكون بانكار ما علم من الدين بالضرورة او بانكار الاحكام
                            المتواترة المجمع عليها (انتهى) فانظر الى هذا الكلام و تأمله و هل هذا كقولكم هذا
                            كافر و من لم يكفره فهو كافر و هو قال ان دفع عنه التكفير و هو مخطئ فله اجر و
                            انظر و تأمل كلامه الاول و هو ان القول قد يكون كفرا و لكن القائل او الفاعل لا
                            يكفر لإحتمال امور منها عدم بلوغ العلم على الوجه الذي يكفر به اما لم يبلغه و اما
                            بلغه و لكن ما فهمه او فهمه و لكن قام عنده معارض اوجب تأويله ا لى غير ذلك مما
                            ذكره فيا عباد الله تنبهوا و ارجعوا الى الحق و امشوا حيث مشى السلف الصالح و قفوا
                            حيث وقفوا و لا يستعزكم الشيطان و يزين لكم تكفير اهل الاسلام و تجعلون ميزان
                            كفر الناس مخالفتكم و ميزان الاسلام موافقتكم فانا لله و انا اليه راجعون آمنا بالله و بما
                            جاء عن الله على مراد الله و على مراد رسوله انقذنا الله و اياكم من متابعة الاهواء .
                            قال ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر انواع الكفر و كفر الجحود نوعان
                            كفر مطلق عام و كفر مقيد خاص فالمطلق ان يجحد جملة ما انزل الله و رسالة رسول
                            الله صلى الله عليه و سلم و الخاص المقيد ان يجحد فرضا من فروض الاسلام او محرما
                            من محرماته او صفة وصف الله بها نفسه او خبرا اخبر الله به عمدا او تقديما لقول من
                            خالفه عالما عمدا لغرض من الاغراض و اما ذلك جهلا او تأويلا يعذ و فيه فلا يكفر
                            صاحبه لما في الصحيحين و السنن و المسانيد عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه
                            و سلم قال رجل لم يعمل خيرا قط لاهله و في رواية اسرف رجل على نفسه فلما
                            حضر اوصى بنيه اذا مات فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر و نصفه في البحر فو الله لان
                            قدر الله عليه ليعذبنه عذابا ما عذب به احدا من العالمين فلما مات فعلوا ما امر هم فامر
                            الله البحر فجمع ما فيه و امر البر و جمع ما فيه ثم قال لم فعلت قال من خشيتك يا رب
                            و انت تعلم فغفر له (فهذا) منكر لقدرة الله عليه و منكر للبعث و المعاد و مع هذا غفر
                            الله له و عذره بجهله لان ذلك مبلغ علمه لم ينكر ذلك عنادا و هذا فصل التراع في
                            بطلان قول من يقول ان الله لا يعذر العباد بالجهل في سقوط العذاب اذا كان ذلك
                            مبلغ علمه (انتهى ) و قد سئل ابن تيمية عن التكفير الواقع في هذه الامة من اول من
                            احدثه و ابتدعه فاجاب اول من احدثه في الاسلام المعتزلة و عنهم تلقاه من تلقاه و
                            كذلك الخوارج هم اول من اظهره و اضطرب الناس في ذلك فمن الناس من يحكي عن
                            مالك فيه قولين و عن الشافعي كذلك و عن احمد روايتان و ابو الحسن الاشعري و
                            اصحابه لهم قولان و حقيقة الامر في ذلك ان القول قد يكون كفرا فيطلق القول تكفير
                            قائله و يقال من قال كذا فهو كافر لكن الشخص المعين الذي قاله لا يكفر حتى تقوم
                            عليه الحجة التي يكفر تاركها من تعريف الحكم الشرعي من سلطان او امير مطاع كما
                            هو المنصوص عليه في كتب الاحكام فاذا عرفه الحكم و زالت عنه الجهالة قامت عليه
                            الحجة و هذا كما هو في نصوص الوعيد من الكتاب و السنة و هي كثيرة جدا و
                            القول بموجبها واجب على وجه العموم و الاطلاق من غير ان يعين شخص من
                            الاشخاص فيقال هذا كافر او فاسق او ملعون او مغضوب عليه او مستحق للنار لا
                            سيما ان كان للشخص فضائل و حسنات فان ما سوى الانبياء يجوز عليهم الصغائر و
                            الكبائر مع إمكان ان يكون ذلك الشخص صديقا او شهيدا او صالحا كما قد بسط في
                            غير هذا الموضع من ان موجب الذنوب تنخلف عنه بتوبة او باستغفار او حسنات
                            ماحية او مصائب مكفرة او شفاعة مقبولة او لمحض مشيئة الله و رحمته.
                            (فاذا قلنا) بموجب قوله تعالى (وَ مَنْ يَقتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) النساء: 93 و
                            قوله (اِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلون َامْوَال الْيَتَامَى ُ ظْلمًا اِنَّمَا يَأْكُلون فِي بُطونِهِمْ نَارًا وَ سَيَصَْلوْن سَعِيرًا ) النساء: 10
                            و قوله (وَ مَنْ يَعْصِ اللهَ وَ رَسُوَلهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ ) النساء: 14
                            و قوله ( َ لا تَاْكُلُوا َامْوَاَلكمْ بَيْنَكمْ بِاْلبَاطِلِ اِلاَّ َان تَكو َن تِجَارًَة عَنْ تَرَاضٍ مِنْكمْ وَ َلا
                            تَقْتُلُوا َانْفُسَكُمْ اِنَّ اللهَ كَان بِكمْ رَحِيمًا * وَ مَنْ يَفعَل َ ذلِكَ عُدْوَانًا وَ ُظْلمًا) النساء: 29, 30
                            الى غير ذلك من آيات الوعيد .
                            (قلنا) بموجب قوله صلى الله عليه و سلم (لعن الله من شرب الخمر او من
                            عق والديه او من غير منار الارض او من ذبح لغير الله او لعن الله السارق او لعن
                            الله آكل الربا و مؤكله و شاهده و كاتبه او لعن الله لآوي الصدقة و المتعدي فيها
                            او من احدث في المدينة حدثا او آوي محدثا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس
                            اجمعين) الى غير ذلك من احاديث الوعيد لم يجز ان تعين شخصا ممن فعل بعض هذه
                            الافعال و تقول هذا المعين قد اصابه هذا الوعيد لامكان التوبة و غيرها من مسقطات
                            العقوبة الى ان قال ففعل هذه الامور ممن يحسب انها مباحة باجتهاد او تقليد و نحو ذلك
                            و غايته انه معذور من لحوق الوعيد به لمانع كما امتنع لحوق الوعيد بهم لتوبة او
                            حسنات ماحية او مصائب مكفرة او غير ذلك و هذه السبيل هي التي يجب اتباعها فان
                            ما سواها طريقان خبيثان احدهما القول بلحوق الوعيد بكل فرد من الافراد بعينه و
                            دعوى انها عمل بموجب النصوص و هذا اقبح من قول الخوارج المكفرين بالذنوب و
                            المعتزلة و غيرهم و فساده معلوم بالاضطرار و ادلته معلومة في غير هذا الموضع فهذا و
                            نحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين الذي فعله لا يشهد عليه بالوعيد فلا
                            يشهد على معين من اهل القبلة بالنار لفوات شرط او لحصول مانع و هكذا الاقوال
                            الذي يكفر قائلها قد يكون القائل لها لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق و قد تكون
                            بلغته و لم تثبت عنده او لم يتمكن من معرفتها و فهمها او قد عرضت له شبهات
                            يعذره الله بها فمن كان مؤمنا بالله و برسوله مظهرا للاسلام محبا لله و رسوله فان الله
                            يغفر له و لو قارف بعض الذنوب القولية او العملية سواء اطلق عليه لفظ الشرك او
                            لفظ المعاصي هذا الذي عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماهير ائمة
                            الاسلام لكن المقصود ان مذاهب الائمة مبنية على هذا التفصيل بالفرق بين النوع و
                            العين بل لا يختلف القول عن الامام احمد و سائر ائمة الاسلام كمالك و ابي حنيفة و
                            الشافعي انهم لا يكفرون المرجئة الذين يقولون الايمان قول بلا عمل و نصوصهم صريحة
                            بالامتناع من تكفير الخوارج و القدرية و غيرهم و انما كان الامام احمد يطلق القول
                            بتكفير الجهمية لانه ابتلى بهم حتى عرف حقيقة امرهم و انه يدور على التعطيل و
                            تكفير الجهمية مشهور عن السلف و الأئمة لكن ما كانوا يكفرون اعيانهم فان الذي
                            يدعو الى القول اعظم من الذي يقوله و لا يدعو اليه و الذي يعاقب مخالفه اعظم من
                            الذي يدعو فقط و الذي يكفر مخالفه اعظم من الذي يعاقب و مع هذا فالذين من ولاة
                            الامور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق و ان الله لا يرى في الآخرة و ان ظاهر
                            القرآن لا يحتج به في معرفة الله و لا الاحاديث الصحيحة و ان الدين لا يتم الا بما
                            زخرفوه من الآراء و الخيالات الباطلة و العقول الفاسدة و ان خيالاتهم و جهالاتهم
                            احكم في دين الله من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و اجماع
                            الصحابة و التابعين لهم باحسان و ان اقوال الجهمية و المعطلة من النفي و الاثبات
                            احكم في دين الله بسبب ذلك امتحنوا المسلمين و سجنوا الامام احمد و جلدوه و قتلوا
                            جماعة و صلبوا آخرين و مع ذلك لا يطلقون اسيرا و لا يعطون من بيت المال الا من
                            وافقهم و يقر بقولهم و جرى على الاسلام منهم امور مبسوطة في غير هذا الموضع و
                            مع هذا التعطيل الذي هو شر من الشرك فالامام احمد ترحم عليهم و استغفر لهم و قال
                            ما علمت انهم مكذبون للرسول صلى الله عليه و سلم و لا جاحدون لما جاء به لكنهم
                            تأولوا فاخطأوا و قلدوا من قال ذلك و الامام الشافعي لما ناظر حفص الفرد من ائمة
                            المعطلة في مسألة القرآن و قال القرآن مخلوق قال له الامام الشافعي كفرت بالله العظيم
                            فكفره و لم يحكم بردته بمجرد ذلك و لو اعتقد ردته و كفره لسعى في قتله و افتى
                            العلماء بقتل دعاتهم مثل غليان القدري و الجعد بن درهم وجهم بن صفوان امام
                            الجهمية و غيرهم و صلى الناس عليهم و دفنوهم مع المسلمين و صار قتلهم من باب
                            قتل الصائل لكف ضررهم لا لردتهم و لو كانوا كفارا لرآهم المسلمون كغيرهم و هذه
                            الامور مبسوطة في غير هذا الموضع (انتهى) كلام الشيخ و انما سقته بطوله لبيان ما
                            تقدم مما اشرت اليه و لما فيه من اجماع الصحابة و السلف و غير ذلك مما فصل فاذا
                            كان هذا كفر هؤلاء و هو اعظم من الشرك كما تقدم بيانه مرارا من كلام الشيخين
                            مع ان اهل العلم من الصحابة و التابعين و تابعيهم الى زمن احمد بن حنبل هم
                            المناظرون و المبينون لهم مع ان قولهم هذا خلاف الكتاب و السنة و اجماع سلف الامة
                            من الصحابة فمن بعدهم و هو خلاف العقل و النقل مع البيان التام من اهل العلم و
                            مع هذا لم يكفروهم حتى دعاتهم الذين قتلوا لم يكفروهم المسلمون اما في هذا عبرة
                            لكم تكفرون عوام المسلمين و تستبيحون دماءهم و اموالهم و تجعلون بلادهم بلاد
                            حرب و لم يوجد منهم عشر معشار ما وجد من هؤلاء و ان وجد منهم شيئ من
                            انواع الشرك سواء شرك اصغر او اكبر فهم جهال لم تقم عليهم الحجة الذي يكفر
                            تاركها اتظنون ان اولئك السادة ائمة اهل الاسلام ما قامت الحجة بكلامهم و انتم
                            قامت الحجة بكم بل و الله تكفرون من لا يكفر من كفرتم و ان لم يوجد منه شيئ من
                            الشرك و الكفر الله اكبر لقد جئتم شيئا ادا (يا عباد الله ) اتقوا الله خافوا ذا البطش
                            الشديد لقد آذيتم المؤمنين و المؤمنات ان الذين يرمون المؤمنين و المؤمنات بغير ما
                            اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما مبينا و الله ما لعباد الله عند الله ذنب الا انهم لم
                            يتبعوكم على تكفير من شهدت النصوص الصحيحة باسلامه و اجمع المسلمون على
                            اسلامه فان اتبعوكم اغضبوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم و ان عصوا
                            اراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال
                            (لست اخاف على امتي غوغا تقتلهم و لا عدوا يجتاحهم و لكن اخاف على امتي
                            ائمة مضلين ان اطاعوهم فتنوه و ان عصوهم قتلوهم ) رواه الطبراني من حديث ابي
                            امامة و كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يقول اطيعوني ما اطعت الله و ان عصيت
                            فلا طاعة لي عليكم و يقول انا اخطئ و اصيب و اذا ضربه امر جمع الصحابة و
                            استشارهم و عمر يقول مثل ما قال ابوبكر و يفعل مثل ما يفعل و كذلك عثمان و
                            علي رضوان الله تعالى عليهم اجمعين و ائمة اهل العلم لا يلزمون احدا ان يأخذ بقولهم
                            بل لما عزم الرشيد بحمل الناس على الاخذ بموطأ الامام مالك رضي الله عنه قال له
                            مالك لا تفعل يا امير المؤمنين فان العلم انتشر عند غيري او كلاما هذا معناه و كذلك
                            جميع علماء اهل السنة لم يلزم احد منهم الناس الاخذ بقوله وانتم تكفرون من لا
                            يقول بقولكم و يرى رأيكم سألتك بالله انتم معصومون فيجب الاخذ بقولكم (فان
                            قلت لا) فلم توجبون على الامة الاخذ بقولكم ام تزعمون انكم ائمة تجب طاعتكم
                            فانا اسألك بالله هل اجتمع في رجل منكم شروط الامامة التي ذكرها اهل العلم او حتى
                            خصلة واحدة من شروط الامامة بالله عليكم انتهوا و اتركوا التعصيب هبنا عذرنا
                            العامي الجاهل الذي لم يمارس شيئا من كلام اهل العلم فانت ما عذرك عند الله اذا
                            لقيته بالله عليك تنبه و احذر عقوبة جبار السموات و الارض فقد نقلنا لك كلام العلم
                            و اجماع اهل السنة و الجماعة الفرقة الناجية و سيأتيك ان شاء الله ما يصير سببا لهداية
                            من اراد الله هدايته.

                            تعليق


                            • #15
                              {فصل} قال ابن القيم في شرح المنازل اهل السنة متفقون على ان الشخص
                              الواحد يكون فيه ولاية لله و عداوة من وجهين مختلفين و يكون محبوبا لله مبغوضا من
                              وجهين بل يكون فيه ايمان و نفاق و ايمان و كفر و يكون الى احدهما اقرب من الآخر
                              فيكون الى اهله كما قال تعالى (هُمْ لِْلكفرِ يَوْمَئِذٍ َاقْرَبُ مِنْهُمْ لِْلاِيمَانِ ) آل عمران:
                              167 و قال (وَ مَا يُؤْمِنُ َاكَْثرُهُمْ بِاللهِ اِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكون ) يوسف: 106 فاثبت
                              لهم تبارك و تعالى الايمان مع مقارنة الشرك فان كان مع هذا الشرك تكذيبا لرسله لم
                              ينفعهم ما معهم من الايمان و ان كان تصديقا برسله وهم يرتكبون الانواع من الشرك
                              لا يخرجهم عن الايمان بالرسل و اليوم الآخر فهم مستحقون للوعيد اعظم من
                              استحقاق اهل الكبائر و بهذا الاصل اثبت اهل السنة دخول اهل الكبائر النار ثم
                              خروجهم منها و دخولهم الجنة لما قام بهم من السببين قال و قال ابن عباس في قوله
                              تعالى (وَ مَنْ َلمْ يَحْكمْ بِمَآ انْزَل اللهُ فَُاوَلئِكَ هُمُ الْكافِرُون ) المائدة: 44 قال ابن
                              عباس رضي الله عنهما ليس بكفر ينقل عن الملة اذا فعله فهو به كفر و ليس كمن كفر
                              بالله و اليوم الآخر و كذلك قال طاووس و عطاء (انتهى كلامه) و قال الشيخ تقي
                              الدين كان الصحابة و السلف يقولون إنه يكون في العبد ايمان و نفاق و هذا يدل عليه
                              قوله عزّ و جل (هُمْ لِْلكفرِ يَوْمَئِذٍ َاقْرَبُ مِنْهُمْ لِْلاِيمَان) و هذا كثير في كلام السلف
                              يبينون ان القلب يكون فيه ايمان و نفاق و الكتاب و السنة يدل على ذلك و لهذا قال
                              النبي صلى الله عليه و سلم (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان) فعلم
                              انه من كان معه من الايمان اقل قليل لم يخلد في النار و ان كان معه كثير من النفاق
                              فهذا يعذب في النار على قدر ما معه ثم يخرج الى ان قال و تمام هذا ان الانسان قد
                              يكون فيه شعبة من شعب الايمان و شعبة من شعب الكفر و شعبة من شعب النفاق و
                              قد يكون مسلما و فيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الاسلام بالكلية كما قال
                              الصحابة ابن عباس و غيره كفر دون كفر و هذا عامة قول السلف (انتهى ) فتأمل هذا
                              الفصل و انظر حكايتهم الاجماع من السلف و لا تظن ان هذا في المخطئ فان ذلك
                              مرفوع عنه اثم خطأه كما تقدم مرارا عديدة فانتم الآن تكفرون باقل القليل من الكفر
                              بل تكفرون بما تظنون انتم انه كفر بل تكفرون بصريح الاسلام فان عندكم ان من
                              توقف عن تكفير من كفرتموه خائفا من الله تعالى في تكفير من رأى عليه علامات
                              الاسلام فهو عندكم كافر نسأل الله العظيم ان يخرجكم من الظلمات الى النور وان
                              يهدينا و اياكم صراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم من النبيين و الصديقين و
                              الشهداء و الصالحين.
                              {فصل} قال الشيخ تقي الدين في كتاب الايمان الايمان الظاهر الذي تجري
                              عليه الاحكام في الدنيا لا يستلزم الايمان في الباطن و ان المنافقين الذين قالوا آمنا بالله و
                              باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين هم في الظاهر مؤمنون يصلون مع المسلمين و يناكحونهم
                              و يوارثونهم كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يحكم
                              النبي صلى الله عليه و سلم فيهم بحكم الكفار المظهرين الكفر لا في مناكحتهم و لا في
                              موارثتهم و لا نحو ذلك بل لما مات عبد الله ابن ابي و هو من اشهر الناس في النفاق
                              ورثه عبد الله ابنه و هو من خيار المؤمنين و كذلك سائر من يموت منهم يرثه ورثته
                              المؤمنون و اذا مات لهم وارث ورثوه مع المسلمين و ان علم انه منافق في الباطن و
                              كذلك كانوا في الحدود و الحقوق كسائر المسلمين و كانوا يغزون مع النبي صلى الله
                              عليه و سلم و منهم من هم بقتل النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و مع هذا
                              ففي الظاهر تجرئ عليهم احكام اهل الايمان الى ان قال و دماؤهم و اموالهم معصومة لا
                              يستحل منهم ما يستحل من الكفار و الذين يظهرون انهم مؤمنون بل يظهرون الكفر
                              دون الايمان فانه صلى الله عليه و سلم قال (امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا
                              اله الا الله و اني رسول الله فاذا قالوها عصموا مني دمائهم و اموالهم الا بحقها و
                              حسابهم على الله) و لما قال لاسامة (أقتلته بعد ان قال لا اله ا ّ لا الله ) قال فقلت انما
                              قالها تعوذا قال (هل شققت عن قلبه ) و قال (اني لم اؤمر ان انقب عن قلوب الناس و
                              لا اشق بطونهم) و كان اذا استؤذن في قتل رجل يقول أليس يصلي أليس يشهد فاذا
                              قيل له انه منافق قال ذلك فكان حكمه في دمائهم و اموالهم كحكمه في دماء غيرهم و
                              لا يستحل منها شيئا مع انه يعلم نفاق كثير منهم انتهى كلام الشيخ (قال) ابن القيم في
                              اعلام الموقعين قال الامام الشافعي فرض الله سبحانه طاعته على خلقه و لم يجعل لهم
                              من الامر شيئا و ان لا يتعاطوا حكما على عيب احد بدلالة و لا ظن لقصور علمهم
                              عن علم انبيائه الذي فرض عليهم الوقوف عما ورد عليهم حتى يأتيهم امره فانه
                              سبحانه ظاهر عليهم الحجج فما جعل عليهم الحكم في الدنيا الا بما ظهر المحكوم عليه
                              ففرض على نبيه صلى الله عليه و سلم ان يقاتل اهل الاوثان حتى يسلموا فيحقن
                              دمائهم اذا اظهروا الاسلام و اعلم انه لا يعلم صدقهم بالاسلام الا الله تبارك و تعالى
                              ثم اطلع الله رسوله صلى الله عليه و سلم على قوم يظهرون الاسلام و يسرون غيره و
                              لم يجعل له ان يحكم عليهم بخلاف حكم الاسلام و لم يجعل له ان يقضي عليهم في
                              الدنيا بخلاف ما اظهروا فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم (قَاَلتِ اْلاَعْرَابُ آمَنَّا
                              ُقل َلمْ تُؤْمِنُوا وَ َلكِنْ ُقوُلوا َاسَْلمْنَا) يعني اسلمنا بالقول مخافة القتل و السبا ثم اخبر انه
                              يجزيهم ان اطاعوا الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم يعني ان احدثوا طاعة رسول
                              الله صلى الله عليه و سلم و قال في المنافقين و هم صنف ثان (اِذا جَآءَكَ الْمُنَافُِقون
                              َقاُلوا نَشْهَدُ اِنَّكَ َلرَسُول اللهِ وَ الله يَعَْلمُ اِنَّكَ َلرَسُوُلهُ وَ الله يَشْهَدُ اِنَّ الْمُنَافِقِينَ
                              َلكاذِبُون * اِتَّخَذو ا َايْمَانَهُمْ جنًَّة ) المنافقون : 1 يعني جنة من القتل و قال (سيحلفون
                              بالله لكم انهم لمنكم و ما هم منكم ) فامر بقول ما اظهروا و لم يجعل سبحانه لنبيه
                              صلى الله عليه و سلم ان يحكم عليهم بخلاف حكم الايمان و قد اعلم الله سبحانه نبيه
                              صلى الله عليه و سلم انهم في الدرك الاسفل من النار فجعل حكمه سبحانه على
                              سرائرهم و حكم نبيه صلى الله عليه و سلم في الدنيا على علانيتهم الى ان قال و قد
                              كذبهم في قولهم في كل ذلك و بذلك اخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن الله سبحانه
                              بما اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن يزيد بن عدي بن
                              الخبار ان رجلا سار النبي صلى الله عليه و سلم فلم يدر ما ساره حتى جهر رسول الله
                              صلى الله عليه و سلم فاذا هو يساره في قتل رجل من المنافقين قال النبي صلى الله عليه
                              و سلم (اليس يشهد ان لا اله الا الله ) قال بلى و لا صلاة له فقال النبي صلى الله عليه
                              و سلم (اولئك الذين نهاني الله عن قتلهم) ثم ذكر حديث (امرت ان اقاتل الناس )
                              حتى قال فحسابهم بصدقهم و كذبهم و سرائرهم على الله العالم بسرائرهم المتولى
                              الحكم عليهم دون انبيائه و حكام خلقه و بذلك مضت احكام رسول الله صلى الله
                              عليه و سلم فيما بين العباد من الحدود و جميع الحقوق اعلمهم ان جميع احكامه علي
                              ما يظهرون و الله يدين بالسرائر فمن حكم على الناس بخلاف ما ظهر عليهم استدلالا
                              على ما اظهروا خلاف ما ابطنوا بدلالة منهم او غير دلالة لم يسلم عندي من خلاف
                              التنزيل و السنة الى ان قال و من اظهر كلمة الاسلام بان شهد ان لا اله الا الله و ان
                              محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل ذلك منه و لم يسأل عن كشف حاله او
                              عن بطانه و عن معنى ما لفظ به و باطنه و سريرته الى الله لا الى غيره من نبي او غيره
                              فهذا حكم الله و دينه الذي اجمعت عليه علماء الامة انتهى كلام الشافعي رحمه الله قال
                              ابن القيم بعد ما حكى كلام الشافعي و هذه الاحكام جارية منه صلى الله عليه و سلم
                              ثم هي الذي مشى عليه الصحابة و التابعون لهم باحسان و الائمة و سائر المتبعين له من
                              علماء امته الى يوم القيامة (انتهى ).
                              {فصل} قد تقدم لك من كلام اهل العلم و اجماعهم انه لا يجوز ان يقلد و
                              يؤتم به في الدين الا من جمع شروط الاجتهاد اجماعا و تقدم ان من لم يجمع شروط
                              الاجتهاد انه يجب عليه التقليد و ان هذا لا خلاف فيه و تقدم ايضا اجماع اهل السنة
                              ان من كان مقرا بما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ملتزما له انه و ان كان فيه
                              خصلة من الكفر الاكبر او الشرك ان لا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها
                              و ان الحجة لا تقوم الا بالاجماع القطعي لا الظني و ان الذي يقوم الحجة الامام او نائبه
                              و ان الكفر لا يكون الا بانكار الضروريات من دين الاسلام كالوجود و الوحدانية و
                              الرسالة او بانكار الامور الظاهرة كوجوب الصلاة و ان المسلم المقر بالرسول اذا استند
                              الى نوع شبهة تخفى على مثله لا يكفر و ان مذهب اهل السنة و الجماعة التحاشى عن
                              تكفير من انتسب الى الاسلام حتى انهم يقفون عن تكفير ائمة اهل البدع مع الامر
                              بقتلهم دفعا لضررهم لا لكفرهم و ان الشخص الواحد يجتمع فيه الكفر و الايمان و
                              النفاق و الشرك و لا يكفر كل الكفر و ان من اقر بالاسلام قبل منه سواء كان صادقا
                              او كاذبا و لو ظهرت منه بعض علامات النفاق و ان المكفرين هم اهل الاهواء و
                              البدع و ان الجهل عذر عن الكفر و كذلك الشبهة و لو كانت ضعيفة و غير ذلك مما
                              تقدم فان وفقت ففي هذا كفاية للزجر عن بدعتكم هذه التي فارقتم بها جماعة المسلمين
                              و ائمتهم و نحن لم نستنبط و لكن حكينا كلام العلماء و نقلهم عن اهل الاجتهاد
                              الكامل (فلنرجع) الى ذكر وجوه تدل على عدم صحة ما ذهبتم اليه من تكفير المسلم و
                              اخراجه من الاسلام اذا دعى غير الله او نذر لغير الله او ذبح لغير الله او تبرك بقبر او
                              تمسح به الى غير ذلك مما تكفرون به المسلم بل تكفرون من لا يكفر من فعل ذلك حتى
                              جعلتم بلاد الاسلام كفرا و حربا فنقول عمدتكم في ذلك ما استنبطتم من القرآن فقد
                              تقدم الاجماع على انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط و لا يحل لكم ان تعتمدوا على ما
                              فهمتم من غير الاقتداء باهل العلم و لا يحل لاحد يؤمن بالله و اليوم الآخر ان يقلدكم
                              فيما فهمتم من غير اقتداء بائمة الاسلام.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X