إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحكمة من نزول آيات متشابهة في عصمة الأنبياء عليهم السلام‏

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكمة من نزول آيات متشابهة في عصمة الأنبياء عليهم السلام‏

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    *************************

    الحكمة من نزول آيات متشابهة في عصمة الأنبياء عليهم السلام

    ************************


    سؤال يرد في الذهن: لماذا جعل الله تعالى بعض الآيات المتعلقة بعصمة أنبيائه عليهم السلام من المتشابهات التي توهم وقوعهم في المعاصي ؟



    والجواب: نعم ، لقد تضمنت الآيات المتعلقة بسلوك الأنبياء عليهم السلام آيات محكمة كقوله تعالى عن نبينا صلى الله عليه وآله : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى ، والذي يعصم الله منطقه فلا يفتح فمه عن كلمة إلا بوحي وعصمة إلهية ، لايمكن أن يصدر منه فعلٌ ولا حركةٌ ولا سكونٌ إلا بعصمة إلهية !



    وفي نفس الوقت توجد آيات تُوهم وقوعه في الذنب والمعصية كقوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا. (الفتح: 2).


    والحكمة المتصورة من ذلك:



    أولاً، لعله سبحانه أراد أن يؤكد بشريتهم حتى لايعبدوا من دونه ، وأن يبين أن عصمتهم الكاملة محاطة بغلاف وحجاب. ويؤيد ذلك ما رواه الطوسي في كتاب الغيبة ص324 ، قال رحمه الله ( وأخبرني جماعة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال: كنت عند الشيخ أبي القإسم الحسين بن روح رضي الله عنه مع جماعة منهم علي بن عيسى القصري ، فقام إليه رجل فقال: إني أريد أن أسألك عن شئ ؟ فقال له: سل عما بدا لك ، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين عليه السلام أهو وليُّ الله؟ قال: نعم ، قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله ؟ قال: نعم ، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه ؟



    فقال له أبو القإسم قدس سره: إفهم عني ما أقول لك ، إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنه جلت عظمته يبعث إليهم رسلاً من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ، ولو بعث إليه رسلاً من غير صفتهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون ويمشون في الأسواق قالوا لهم: أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتوا بشئ نعجز عن أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه ، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها .



    فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإعذار والإنذار ، ففرق جميع من طغى وتمرد.



    ومنهم: من ألقي في النار فكانت عليه برداً وسلاماً.



    ومنهم: من أخرج من الحجر الصلد الناقة وأجرى من ضرعها لبناً.



    ومنهم: من فلق له البحر ، وفجر له من الحجر العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً تلقف ما يأفكون.



    ومنهم: من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله ، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم .



    ومنهم: من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.



    فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أممهم أن يأتوا بمثله ، كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته ، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين وأخرى مغلوبين ، وفي حال قاهرين وأخرى مقهورين ، ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم ، لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل ! ولما عُرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والإختبار ! ولكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين ، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلهاً هو خالقهم ومدبرهم ، فيعبدوه ويطيعوا رسله ، ويكونوا حجة لله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية ، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ! قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه: فعدت إلى الشيخ أبي القإسم الحسين بن روح قدس سره من الغد ، وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه ؟! فابتدأني فقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخرَّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق ، أحبُّ إليَّ من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي ! بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه). (ورواه في الاحتجاج:2/284).



    ثانياً ، ابتلاء المسلمين لكي يتوفق بعضهم فينفذ من حجاب المتشابه ويصل إلى نور المحكم ، ويبقى المتخلف يعيش في خطأ تصوره عن مقام النبي صلى الله عليه وآله .


    **********************


    من كتاب / العقائد الاسلامية - المجلد الخامس / للشيخ : علي الكوراني


    منقول
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
ردود 13
2,141 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
ردود 2
343 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X