قالوا لك بأنهم لا يأخذون دينهم وعقائدهم إلا من آل بيت رسول الله... أليس كذلك...؟
وقالوا لك إلعن عمر إبن الخطاب وكفره، فقد فعل ذلك من هو خير منك، وهو "الوصي والإمام المعصوم الأول وباب مدينة العلم" علي إبن أبي طالب... أليس كذلك...؟
هذا ما قالوه لك، إلا أن البحث والتحقيق في هذه المسألة أثبت بما لا يدع مجالا للشك، بأنه لا توجد في كل كتب علماء القوم القدماء والمعاصرون ولا رواية واحدة صرح فيها "الوصي والإمام الأول المعصوم" علي إبن أبي طالب بأن عمر إبن الخطاب كافر وأن لعنه والتبرؤ منه واجب أمر به الله ورسوله كما يفعل الآن أتباع هذه الطائفة.
أما ما يثبت هذه الحقيقة ويؤكدها على نحو قاطع، فهو أنه لو كانت هذه الرواية موجودة لكان علمائهم من أحرص من على الأرض في الإعلان عنها وإطلاعها على أتباعهم ليثبتوا لهم مشروعية لعن عمر وتكفيره على اعتبار أن "الوصي والإمام الأول المعصوم وباب مدينة العلم" علي إبن أبي طالب قد لعنه وكفره وتبرأ منه.
فمن أين إذن جلبوا عقيدة لعن عمر وتكفيره ومن أمرهم بها إذا كان علمائهم قد اعترفوا بأنفسهم بأن هذه العقيدة لا أصل لها عند علي وابنيه الحسن والحسين وفاطمة وهم عماد آل البيت ومن يمثل دين الإسلام...؟
وفي محاولة منهم ستر هذه الفضيحة، زعموا بأن هناك آيات من القرآن وروايات دونها علماء أهل السنة والجماعة أنفسهم كلها تدين عمر وتثبت جواز لعنه وتكفيره، وبالتالي فلا حاجة لعلي بأن يلعنه. وفي الحقيقة فإن حجتهم هذه تشبه من أراد أن يطفيء النار بالكاز ظانا بأنه ماءا، فازدادت النار اشتعالا أكثر وأكثر وتعاظمت الخسائر...
فاحتجاجهم بالقرآن وبالحديث على جواز لعن عمر وتكفيره يلزمهم أن يثبتوا أن عليا كان أول من احتج بالقرآن وبالحديث على كفر عمر وعلى جواز لعنه والتبرؤ منه، ليثبتوا بذلك صحة زعمهم القائل بأنهم لا يأخذون دينهم وعقائدهم إلا من آل بيت رسول الله، ولكن ما ثبت هو أنه لا وجود في كتبهم لأية رواية فيها أن عليا لعن عمر وكفره وتبرأ منه.
وإذا كان علماء القوم قد اعترفوا بأنفسهم بأنه لا يوجد لديهم رواية فيها أن عليا لعن عمر وكفره وتبرأ منه، فإنه يثبت تبعا لذلك أنهم قد اعترفوا بأنهم جلبوا عقيدة لعن عمر وتكفيره والتبرؤ منه من دين آخر غير دين الإسلام.
أما إن ظهر من القوم من يرفض هذه الحقيقة، فإنه يلزمه أن يطلعنا على رواية واحدة من كتب علمائه فيها أن عليا لعن عمر وكفره وتبرأ منه، ليقيمها حجة علينا.
نسأل الله السلامة والعافية.
تعليق