من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
لقد رأيت على جانب الطريق وعلى بعد ربع فرسخ أرضا خضراء مشجرّة .. وكنت مازلت بين مخالب الجهل .. والتفت .. وإذا به يسرع الخطى نحوي وقال : (( لا شك أنّ في هذه الأرض ماء .. فلنذهب لنطفيء عطشنا !! )) .. أردت أن لا أصغي لكلامه ولكن .. لشدة عطشي وتعبي قلت : إن الأشجار لا تنبت بغير ماء .. واتجهت نحوها .. وإذا بأرض مزروعة بالبطيخ الأحمر .. فتناول الجهل واحدة وكسرها وراح يأكلها .. قال لي : (( كل ! فإنها تروي العطش )) .. قلت : (( لا بدّ أن لها صاحبا .. ولا يجوز أن آكل منه بغير رضاه )) .. قال لي : عجيب أمرك أيها المتدين !! لعله مما ينبت بنفسه .. وحتى على فرضؤ أنّ له صاحبا .. ولكن حقّ المارّة حق يقرّه الشرع المقدس .. ثم إن العطش كاد يقضي عليك .. فأنت في حالة اضطرار الآن ..)) ..
+ فمنّ اضطرّ غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه +
اقتنعت بهذه الحماقة شيئا فشيئا .. فاقتطفت واحدة وكسرتها .. ولكني .. ما إن وضعت قطعة منها في فمي حتى التهب من شدة مرارتها النافذة كالعلقم .. فرميت بها وقلت : (( هذا حنظل وليس بطيخ أحمر !! )) .. قال : (( كلا .. ولعلّ التي أخذتها كانت حنظلا ..)) .. فذقت واحدة أخرى فكانت مرّة كالأولى .. وكذا الأخرى .. فاقتربت منه وتناولت قليلا مما كان يأكل .. وإذا بها أشدّ مرارة من السابقات .. قلت : (( أحرق الله بيتك !! كيف تأكل المرّ وتقول : إنه حلو؟؟ )) ..
فجأة .. هجم علينا كلب .. وخلفه رجل بيده عصا وهو يرعد ويزبد بالشتم والسباب قاصدا ضربنا .. أطلق الأسود رجليه للريح .. أما أنا .. فعلى الرغم من سرعة ركضي فإن الكلب لحق بي فوقعت على الأرض من شدة الخوف .. وجاء صاحب الكلب وأهوى بعصاه على بدني ما شاء .. غير مكترث بصراخي بأني لم آكل كمن البطيخ .. بل كان يقول : (( لا فرق بين أن تأكل مال غيرك أو تبعثره )) .. ولم أفلح في الخلاص من عصاه إلاّ بشقّ الأنفس .. جررت نفسي إلى وسط الطريق .. ورحت أبكي من جرّاء القروح في فمي .. والرضوض في أعضاء جسمي .. ومن عطشي وتعبي وبعدي عن الهادي .. أما الأسو فقد نال مرامه وحقق هدفه .. فقد كان يجلس بعيدا عني وعلى شفتيه ابتسامة الشماتة والتشفي .. كان يقول : (( ومن يعمل مثقال ذرة شرّا يره )) ..
وصلت إلى مفترق طريقين .. فاخترت الطريق الأيمن لأنه كان يوصل إلى مدينة معمورة .. بينما كان الطريق الأيسر يوصل إلى قرية خربة .. قلت للموكّل بالطرق ك (( أرجو أن تبعد هذا الأسود الذي يتبعني .. فقد آذاني اليوم كثيرا )) .. قال لي : (( إنه مثل ظلّك !! لا انفصال له عنك .. ولكنه في هذه الليلة لا يكون معك .. لأن السود سينزلون في القرية الخربة على اليمين )) ..
- يتبع -
(( الآية : فمن اضطر .. )) لها معنى آخر ولا تقصد تحليل ما حرّم الله عن الشدائد كما يدعي أهل السنة .. والدليل أهل البيت .. حين منعوا أنسهم وعيالهم من أكل ما كان يهدي إليهم ليالي عاشوراء بالرغم من حاجتهم للطعام والمؤونة .. بقولهم :: إن الصدقة حرام علينا أهل البيت !! حتى مات من مات من الأطفال والنساء .. منهم رقية ع بنت الحسين عليه وآله ألف سلام ..
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
لقد رأيت على جانب الطريق وعلى بعد ربع فرسخ أرضا خضراء مشجرّة .. وكنت مازلت بين مخالب الجهل .. والتفت .. وإذا به يسرع الخطى نحوي وقال : (( لا شك أنّ في هذه الأرض ماء .. فلنذهب لنطفيء عطشنا !! )) .. أردت أن لا أصغي لكلامه ولكن .. لشدة عطشي وتعبي قلت : إن الأشجار لا تنبت بغير ماء .. واتجهت نحوها .. وإذا بأرض مزروعة بالبطيخ الأحمر .. فتناول الجهل واحدة وكسرها وراح يأكلها .. قال لي : (( كل ! فإنها تروي العطش )) .. قلت : (( لا بدّ أن لها صاحبا .. ولا يجوز أن آكل منه بغير رضاه )) .. قال لي : عجيب أمرك أيها المتدين !! لعله مما ينبت بنفسه .. وحتى على فرضؤ أنّ له صاحبا .. ولكن حقّ المارّة حق يقرّه الشرع المقدس .. ثم إن العطش كاد يقضي عليك .. فأنت في حالة اضطرار الآن ..)) ..
+ فمنّ اضطرّ غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه +
اقتنعت بهذه الحماقة شيئا فشيئا .. فاقتطفت واحدة وكسرتها .. ولكني .. ما إن وضعت قطعة منها في فمي حتى التهب من شدة مرارتها النافذة كالعلقم .. فرميت بها وقلت : (( هذا حنظل وليس بطيخ أحمر !! )) .. قال : (( كلا .. ولعلّ التي أخذتها كانت حنظلا ..)) .. فذقت واحدة أخرى فكانت مرّة كالأولى .. وكذا الأخرى .. فاقتربت منه وتناولت قليلا مما كان يأكل .. وإذا بها أشدّ مرارة من السابقات .. قلت : (( أحرق الله بيتك !! كيف تأكل المرّ وتقول : إنه حلو؟؟ )) ..
فجأة .. هجم علينا كلب .. وخلفه رجل بيده عصا وهو يرعد ويزبد بالشتم والسباب قاصدا ضربنا .. أطلق الأسود رجليه للريح .. أما أنا .. فعلى الرغم من سرعة ركضي فإن الكلب لحق بي فوقعت على الأرض من شدة الخوف .. وجاء صاحب الكلب وأهوى بعصاه على بدني ما شاء .. غير مكترث بصراخي بأني لم آكل كمن البطيخ .. بل كان يقول : (( لا فرق بين أن تأكل مال غيرك أو تبعثره )) .. ولم أفلح في الخلاص من عصاه إلاّ بشقّ الأنفس .. جررت نفسي إلى وسط الطريق .. ورحت أبكي من جرّاء القروح في فمي .. والرضوض في أعضاء جسمي .. ومن عطشي وتعبي وبعدي عن الهادي .. أما الأسو فقد نال مرامه وحقق هدفه .. فقد كان يجلس بعيدا عني وعلى شفتيه ابتسامة الشماتة والتشفي .. كان يقول : (( ومن يعمل مثقال ذرة شرّا يره )) ..
وصلت إلى مفترق طريقين .. فاخترت الطريق الأيمن لأنه كان يوصل إلى مدينة معمورة .. بينما كان الطريق الأيسر يوصل إلى قرية خربة .. قلت للموكّل بالطرق ك (( أرجو أن تبعد هذا الأسود الذي يتبعني .. فقد آذاني اليوم كثيرا )) .. قال لي : (( إنه مثل ظلّك !! لا انفصال له عنك .. ولكنه في هذه الليلة لا يكون معك .. لأن السود سينزلون في القرية الخربة على اليمين )) ..
- يتبع -
(( الآية : فمن اضطر .. )) لها معنى آخر ولا تقصد تحليل ما حرّم الله عن الشدائد كما يدعي أهل السنة .. والدليل أهل البيت .. حين منعوا أنسهم وعيالهم من أكل ما كان يهدي إليهم ليالي عاشوراء بالرغم من حاجتهم للطعام والمؤونة .. بقولهم :: إن الصدقة حرام علينا أهل البيت !! حتى مات من مات من الأطفال والنساء .. منهم رقية ع بنت الحسين عليه وآله ألف سلام ..
تعليق