يقول الحق جل وعلا
اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم
( صراط الذين أنعمت عليهم) بدل من ( الصراط المستقيم )
الصراط المستقيم اذن هو الطريق الذي سار عليه الذين أنعم الله عليهم
هو الطريق المؤدي بنا الى الجنة
وهو طريق مشقوق أصلا , درب معلوم سلكه السالكون الذين أنعم الله عليهم
لو أبحرنا في محيط القرآن قليلا سنعرف من هم الذين أنعم الله عليهم
سنعلم من هم الذين سلكوا هذا الطريق .
يقول الحق تبارك وتعالى
( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم آياتنا خروا سجدا وبكيا ).
هؤلاء عليهم السلام هم من أنعم الله عليهم , حبلهم متصل من آدم عليه السلام الى آخر تابع لهم في يومنا هذا
اذن
الحالة الايمانية الحقة
هي حالة من التبعية والمشايعة على صراط مستقيم
سبقنا على هذا الصراط من أنعم الله عليهم
وهم ما بين سالك تابع وبين امام علم
أئمة الصراط المستقيم الأعلام
هم علامات فارقة على طول هذا الصراط
بينهم من السنين ما بينهم
عرفنا الحق تبارك وتعالى بهم رحمة بنا
وحتى لا نضل الطريق
ولتقوم علينا حجة بالغة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
هو خاتم النبيين
وهو امام أئمة الصراط المستقيم
واليه ينتهي ولاء كل المسلمين وتبعيتهم
ثم بعده تتفرق بالمسلمين السبل
وكل يقول أنه على صراط مستقيم
حبل الامامة والتبعية والمشايعة لا ينقطع بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الله جل جلاله أرحم بعباده من أن يقطع بهم حبلا متصلا من لدن آدم وحتى الساعة
من هو الامام
الامام هو كل متبوع بشكل عام
ولكل فن وأمر أئمته
من هو الامام الحق في دين الاسلام
الامام الحق في دين الاسلام
هو كل متبوع , يوصل اتباعه الى الجنة , لأنه على الصراط المستقيم
يقول الحق جل وعلا
( والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
اعلان رباني قرآني ينطق علينا بالحق
بأن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم أئمة على الصراط المستقيم
( والذين اتبعوهم )
يعني هم متبوعون
وهنا روح معنى الامامة
الذي يعرف القليل من لغته
يدرك أن التابع والمتبوع معاني مغايرة تماما ل ( اللاحق والملحوق )
اللاحق والملحوق مناط المعنى فيها هو الزمن يعني أحدهما سبق الآخر
أما التابع والمتبوع فالاول يسير على خطى المتبوع وهداه متتبعا متشيعا
مناط المعنى , السير على الآثار قصصا , واجلال الآخر للأول
( وهديناه النجدين )
طريق الفلاسفة
وطريق العارفين
الذين يعرفون
أن الطريق من هنا
امام الأئمة وسيد ولد آدم محمد صلوات الله عليه وآله
ثم من سبق بالهجرة والنصرة
ثم من تبعهم من بقية الأصحاب رضوان الله عليهم
ثم التابعون للصحابة المقرين بفضلهم
ثم تابعوهم
ثم تابعوا تابعيهم باحسان الى يوم الدين
هؤلاء هم الشيعة
شيعة محمد صلوات الله عليه وآله
وشيعة آل محمد سلام الله عليهم
وشيعة أصحاب محمد رضوان الله عليهم
فاختر لنفسك قبل التوطين
من أول ما سيقوله زملاؤنا الشيعة
هو
هؤلاء الأئمة تحاربوا في الجمل فكانوا فريقين
فأي فريق نتبع .
أقول
لقد سبق عليهم القلم بالرضوان من الله
فكل ما جرى بين علي بن أبي طالب و اخوته الذين حاربوه في الجمل
يجري مجرى ما جرى بين يوسف واخوته
وبغي اخوة يوسف على يوسف أشد وأنكى
على لسان يوسف عليه السلام
( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )
علي عليه السلام يقول لأم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بعد الجمل
يغفر الله لنا ولكم
علي عليه السلام ينفض الغبار عن وجه طلحة رضوان الله عليه
ويقول أرجو أن أكون واياك ممن قال الله فيهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )
علي عليه السلام يصلي على قتلى الفريقين في الجمل
هذا يوسف واخوته سلام الله عليهم أجمعين
وهذا علي واخوته سلام الله عليهم أجمعين
أم جازت عندكم ليوسف واخوته
ولم تجز لعلي واخوته
حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
كان مع علي عليه السلام في صفين أربعمائة من الأئمة ( من المهاجرين والأنصار ) وسبعون بدريا رضوان الله عليهم أجمعين
هؤلاء لم يعترضوا على خلافة أبي بكر رضوان الله عليه وهم أئمة الهدى
وعلي عليه السلام لم يعترض بمفهوم الاعتراض وانما غلب على ظنه أن الأمر لا يعدوه
وكان معه حق فيما ذهب اليه ظنه
وكان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه معه حق في امساك الأمر يوم السقيفة قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه
ولو كان هناك نص على امامة أبي بكر لما كانت فلته ولما حاول أن يقذف بالأمر الى صاحبيه رضوان الله عليهما
ولو كان هناك نص على امامة علي عليه السلام لما سكت الذين كانوا معه في صفين من المهاجرين والأنصار
هؤلاء الذين يقول الحق جل جلاله أن اتباعهم طريق الجنة
يعني يا صديقي عبد المؤمن
قول النبي الاكرم من كنت مولاه فعلي مولاه
ليس نصا على امامة علي عليه السلام
اتباعا لمن اتباعهم مفضي الى الجنة
لقد عرفوا المقصود من قول النبي وعرفوا أنه ليس الامامة
ولو عرفوا أن المقصود الامامة ما كانوا يعدلوا بعلي عليه السلام .
أما أنا فلا أعرف تحديدا ما المقصود الذي فهموه
ما هو الأمر الذي يقتضي التهنئة ولا يصل الى درجة الامامة
لا أدري
كتبت لك تفكيري بالموضوع سابقا
وربما غيري يقول الموالاه هنا المحبة
أو غير ذلك
أنا أعتقد أن المقصود فوق المحبة ودون ولاية الأمر
وأترك لك حل اللغز .
على ضوء الآية السابقة ( والسابقون الأولون ... )
ونور حديث الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله ( من كنت مولاه ... )
دمت بخير
تعليق