لعل هذه المقولة لولا علي لهلك عمر قيلت او لعلها لم تقال
وان قيلت لعلها قيلت مرة واحدة في حادثة واحدة فتلقفها الكذابين واضافوا عليها سبعين كذبة وكذبة
وهذه الرواية الاتية نموذج على هذه كذبات الافاكين الذين غالوا بسيدنا علي وانزلوه المنزلة التي لايستحق كما يقول هو رض
اقرأوا هذه الرواية التي يرويها علماء الشيعة على انها معجزة من معاجز علي رض في حين ان فيها من الاساءات مايسيء لعلي وغيره
الرواية التي وردت بمصادر عدة لعلماء مشهورين ومعروفين من اعلام الشيعة :
- مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 2 ص 454 :
: ومما روي من فضائله عليه السلام من حديث المقدسي وهو مما حكى لنا انه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حسن الشباب ، مليح الصورة ، فزار حجرة النبي صلى الله عليه وآله وقصد المسجد ، ولم يزل ملازما له مشتغلا بالعبادة صائم النهار ، قائم الليل ، وذلك في زمن عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق والخلق يتمنون أن يكونوا مثله ، وكان عمر يأتي إليه ويسأله حاجة فيقول المقدسي : الحاجة إلى الله تعالى ، ولم يزل على ذلك حتى عزم الناس على الحج ، فجاء المقدسي إلى عمر وقال له : يا أبا حفص ، قال عزمت على الحج ومعي وديعة احب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج . فقال له عمر : هات الوديعة ، فاحضر حقا من عاج عليه قفل من حديد مختوم بختام الشام فتسلم وخرج الشاب مع الوفد ، وخرج عمر إلى الوفد فقال له وصيتك هذا وجعل مودعه للشاب ، وقال للمتقدم على الوفد : استوصي بهذا المقدسي وعليك به خيرا ، فرجع عمر وكان في الوفد امرأة من الانصار ما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل ، فلما كان في بعض الايام دنت منه و قالت : يا شاب إني لارق والله لهذا الجسم الناعم المترف كيف يلبس الصوف . فقال لها : يا هذه جسم يأكله الدود ، يضره التراب هذا له كثير . فقالت : إني أغار على هذا الوجه المضئ كيف تشعثه الشمس . فقال لها : يا هذه اتقي الله وكفي فقد أشغلني كلامك عن عبادة ربي . فقالت له : لي إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام ، وإن لم تقضها فما أنا بتاركك حتى تقضيها لي . فقال لها : وما حاجتك ؟ فقالت : حاجتي أن تواقعني . فزجرها وخوفها من الله تعالى فلم يردها ذلك ؟ وقالت : والله لان لم تفعل ما أمرتك به لارمينك بداهية من دواهي النساء ومكرهن ، ولا تنجو منه ، فلم يلتفت ولم يعبأ بكلامها . فلما كان في بعض الليالي وقد سهر أكثر ليله من عبادة ربه ، ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فأتته وتحت رأسه مزادة فيها زاد فانتزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها كيس فيه خمسمائة دينار ثم عادت بها تحت رأسه ، فلما ثور الوفد قامت الملعونة وقالت بالله وبالوفد يا وفد الله ، امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتها ومالي إلا الله وأنتم ، فحبس المتقدم الوفد وأمر رجلا من الانصار ، ورجلا من المهاجرين أن يفتشوا رحل المهاجرين والانصار ففتش الفريقان فلم يجدوا شيئا ولم يبق من الوفد إلا من فتش رحله ولم يبق إلا المقدسي وأخبروا متقدم الوفد بذلك . فقالت : يا قوم ما ضركم لو فتشتموه ، فله اسوة بالمهاجرين والانصار وما يدريكم أن يكون ظاهره مليح وباطنه قبيح ، ولم تزل بهم الامرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد وهو قائم يصلي ، فلما رآهم أقبل عليهم وقال لهم : ما بالكم وما خبركم ؟ قالوا : هذه الامرأة الانصارية ذكرت انها قد سرق لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسرهم ونحن لا نتقدم إلى رحلك إلا بدليل لما سبق من وصية عمر بن الخطاب كما فيها يعود إليك . فقال : يا قوم ، ما يضرني ذلك فتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه فأول ما نفضوا المزادة التي فيها زاده ، فوقع منها الهميان . فصاحت الملعونة : الله أكبر ، هذا والله كيسي ومالي وهو كذا به دينار ، وفيه عقد لؤلؤ وزنه كذا وكذا مثقال ، فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة ، فمالوا عليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يجيب جوابا فسلسلوه وقادوه راجلا إلى مكة فقال لهم : يا وفد الله ، بحق هذا البيت إلا ما تصدقتم علي فتركتموني اقض الحج وأشهد الله تعالى ورسوله بأني إذا قضيت الحج عدت إليكم وتركت يدي في أيديكم ، فأوقع الله الرحمة في قلوبهم له فأطلقوه ، فلما قضى مناسك الحج وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم : ها أنا قد عدت إليكم فافعلوا بي ما تريدون . فقال بعضهم لبعض : لو أراد المفارقة لما عاد إليكم اتركوه فتركوه فرجع الوفد طالبا مدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - فاعوز تلك الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعيا فسألته الزاد ، فقال لها : عندي ما تريدين غير اني لا أبيعه فإن اثرت أن تمكنيني من نفسك ففعلت وأخذت منه زادا ، فلما انحرفت عنه عرض لها إبليس - لعنه الله تعالى - فقال لها : فلانة أنت حامل . فقالت : ممن ؟ فقال لها : من الراعي . فقالت : وافضيحتاه . فقال لها : لا تخافي مع رجوعك إلى الوفد قولي لهم إني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه ، فلما غلبني النوم دنا مني وواقعني ولم يمكني من الدفاع عن نفسي بعد الفوات وقد حملت منه وأنا امرأة من الانصار وما معي جماعة من أهلي ، ففعلت الملعونة ما أشار عليها اللعين إبليس ولم يشكوا في قولها لما عاينوا أولا من وجود المال في رحله فاعكفوا على الشاب وقالوا : يا هذا ، ما كفاك السرقة حتى فسقت ، فأوجعوه ضربا وأوسعوه شتما وسبا وعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد عليهم جوابا . فلما قربوا من المدينة على ساكنها السلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد ، فلما قربوا لم يكن لهم هم إلا السؤال عن الوفد المقدسي فقالوا له : يا أبا حفص ، ما أغفلك عنه وقد سرق وفسق ، وقصوا عليه القصة فأمر بإحضاره بين يديه وهو مسلسل ، فقال : ويلك يا مقدسي ، أتظهر خلاف ما بطن فيك حتى فضحك الله تعالى ، والله لانكلن بك أشد نكال ، وهو لايرد جوابا ، فجمع له الخلق وازدحهم الناس لينظروا ما يفعل به وإذا بنور قد سطع فتأملوه الحاضرون وإذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام . فقال عليه السلام : ما هذا الرهج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، الشاب المقدسي الزاهد قد سرق وفسق . فقال عليه السلام : ما فسق ، ولا سرق ، ولا حج أحد غيره . قال : فلما أخبروا عمر قام قائما وأجلسه مكانه لينظر إلى الشاب المقدسي مسلسل مطرق إلى الارض والامرأة قائمة . فقال لها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام محل المشكلات ، وكاشف الكربات : قصي علي قصتك ، فأنا باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الشاب سرق مالي وقد شاهد الوفد في مزادته ، وما كفاه ذلك حتى كنت ليلة من الليالي قربت منه فاسترقني بقراءته واستنامني ، ووثب إلي فواقعني ، وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة ، وقد حملت منه . فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه ، يا أبا حفص اعلم أن هذا الشاب مجبوب ليس له إحليل وإحليله في حق عاج ، ثم قال : يا مقدسي ، أين الحق ؟ فعند ذلك رفع طرفه إلى السماء ، وقال : يا مولاي ، من علم بذلك علم أين هو الحق ، فالتفت - عليه السلام - إلى عمر ، وقال له : يا أبا حفص قم هات وديعة المقدسي هذا الرجل . فأرسل عمر واحضر الحق ففتحوه وإذا فيه خرقة من حرير فيها إحليله . فعند ذلك قال الامام عليه السلام : قم يا مقدسي ، فقام . فقال : جردوه من ثيابه لينظروا ويتحقق حاله فمن اتهمه بالفسق ، فجردوه من ثيابه وإذا به مجبوب ، فضج العالم ، فقال لهم : اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخبرني بها ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله . قال : يا ملعونة ، لقد تجريت على الله ، ويلك ألم تأتي إليه وقلت له : كيت وكيت فلم يجبك إلى ذلك ، فقلت له : والله لارمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها ؟ فقالت : بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك . فقال عليه السلام - : ثم انك استومنتيه في حال الكيس فتركته في مزادته قري قري . قالت : نعم يا أمير المؤمنين . فقال عليه السلام : اشهدوا عليها . ثم قال لها : وهذا حملك من الراعي الذي طلبت منه الزاد ، قال لك : أنا لا أبيع الزاد ولكن مكنيني من نفسك وخذي حاجتك ، ففعلت ذلك ، وأخذت الزاد وهو كذا وكذا ؟ قالت : صدقت يا أمير المؤمنين . قال : فضج العالم فسكتهم ، وقال لها : فلما خرجت عن الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا ، فناداك وقال لك : يا فلانة ، لا بأس عليك أنت حامل من الراعي ، فصرخت وقلت : واسوأتاه ، فقال : لا تخافي قولي للوفد إن المقدسي استنامني وواقعني وقد حملت منه فيصد قوك كما ظهر لهم من سرقته ففعلت ذلك ما قال لك الشيخ . فقالت : كان ذلك يا أمير المؤمنين . فقال : هو اللعين إبليس فعجب الناس من ذلكفقال عمر : يا أبا الحسن ، ما تصنع بها ؟ فقال : يحفر لها في مقابر اليهود إلى نصفها وترجم بالحجارة ، ففعل بها ذلك كما أمر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل ملازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قبض - رضي الله عنه فعند ذلك قام عمر وهو يقول : لولا علي لهلك عمر ، ولا يصدق إلا في ذلك ثم انصرف الناس وقد عجبوا من حكومة علي بن أبي طالب عليه السلام
.................................................. ..........
- مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 2 ص 460 :
فضائل شاذان بن جبرئيل : 107 ، والروضة له : 6 - 8 ( مخطوط ) وعنهما البحار : 40 / 270 ح 39 .
استخلاصات من الرواية
----------------------------------
اولا ً
--------
علم الشاب المقدسي الغيب ن هناك امرأة ستراوده فعمد على قطع احليله وجعله في حق
فنقول هل هذا الشاب من المعصومين الذين يعلمون الغيب
ثانيا ً
---------
كيف يستطيع رجل ان يقطع احليله بنفسه فالعلم يخبرنا ان مصيره الموت وان لم يمت فكيف استطاع ان يافر بعد اجراء العملية لما في السفر من مشقة
ثالثاً
------
صدر الرواية يبين ان الشاب المقدسي يعلم الغيب فكيف غاب عنه ان المرأة وضعت المال في كيسه وهو لايعلم كما نصت الرواية(( يا قوم ، ما يضرني ذلك فتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه))
رابعاً
---------
ماحدث بين المرأة والراعي تعتبره الشيعة زواج متعة لانه رووا رواية عن علي اعتبر مثل هذا تزويج
الرواية :
- جامع المدارك - السيد الخوانساري ج 4 ص 286 :
قد ادعي الاجماع على اعتبار الصيغة والإيجاب والقبول وعدم التحقق بالمراضاة ويظهر من بعض الاكتفاء بحصول الرضا من الطرفين لخبر نوح بن شعيب عن علي ، عن عمه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " جاءت امرأة إلى عمر فقالت : إني زنيت فطهرني فأمر بها أن ترجم فأخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : كيف زنيت قال : مررت في البادية فأصابني عطش شديد فاستقيت أعرابيا فأبى أن يسقيني إلا أن امكنه من نفسي فقال أمير المؤمنين عليه السلام : تزويج ورب الكعبة" .
وقد رويت هذه القصة بنحو آخر فروى الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيب عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا قال : أتت امرأة إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين إني فجرت فأقم في حد الله فأمر برجمها وكان علي عليه السلام حاضرا قال : فقال له سلها كيف فجرت قالت : كنت في فلاة من الأرض أصابني عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسئلته الماء فأبى أن يسقيني إلا أن امكنه من نفسي فوليت منه حاربة وأشتد بي العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني ، فلما بلغ مني أتيته فسقاني ووقع علي فقال له علي صلوات الله عليه هذه التي قال الله " فمن اضطر غير باغ ولا عاد وهذه غير باغية ولا عادية إليه فخلى سبيلها فقال عمر " لولا علي لهلك عمر "
اقول
سبحان الله على الكذب قضيتين متشابهتين وبنفس الظروف والملابسات يحكم فيها علي بحكمين متناقضين
والاغرب انه في كلتا القضيتين لولا علي لهلك عمر
قد حيرتم عمر والله مرة ترجم ومرة يخلى سبيلها وفي جميع الكذبات لولا علي لهلك عمر
خامساً
--------
لو سلمنا ان علي رض يعلم الغيب في هذه القضية لكن كيف ان احليل الرجل طوال هذه الفترة لم يتحلل ويتعفن داخل الحق العاجي
الت على الاقل تكون اكثر من شهر ذهابهم الى الحج وعودتهم للمدينة
سادساً
---------
اقول كيف يحكم عليا رض على مسلم ان يدفن في مدافن اليهود فهل الزاني يكون يهوديا مرتدا عن الاسلام
هل يخطأ عليا بهكذا حكم
وتقولون نحن نحب عليا
وان قيلت لعلها قيلت مرة واحدة في حادثة واحدة فتلقفها الكذابين واضافوا عليها سبعين كذبة وكذبة
وهذه الرواية الاتية نموذج على هذه كذبات الافاكين الذين غالوا بسيدنا علي وانزلوه المنزلة التي لايستحق كما يقول هو رض
اقرأوا هذه الرواية التي يرويها علماء الشيعة على انها معجزة من معاجز علي رض في حين ان فيها من الاساءات مايسيء لعلي وغيره
الرواية التي وردت بمصادر عدة لعلماء مشهورين ومعروفين من اعلام الشيعة :
- مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 2 ص 454 :
: ومما روي من فضائله عليه السلام من حديث المقدسي وهو مما حكى لنا انه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حسن الشباب ، مليح الصورة ، فزار حجرة النبي صلى الله عليه وآله وقصد المسجد ، ولم يزل ملازما له مشتغلا بالعبادة صائم النهار ، قائم الليل ، وذلك في زمن عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق والخلق يتمنون أن يكونوا مثله ، وكان عمر يأتي إليه ويسأله حاجة فيقول المقدسي : الحاجة إلى الله تعالى ، ولم يزل على ذلك حتى عزم الناس على الحج ، فجاء المقدسي إلى عمر وقال له : يا أبا حفص ، قال عزمت على الحج ومعي وديعة احب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج . فقال له عمر : هات الوديعة ، فاحضر حقا من عاج عليه قفل من حديد مختوم بختام الشام فتسلم وخرج الشاب مع الوفد ، وخرج عمر إلى الوفد فقال له وصيتك هذا وجعل مودعه للشاب ، وقال للمتقدم على الوفد : استوصي بهذا المقدسي وعليك به خيرا ، فرجع عمر وكان في الوفد امرأة من الانصار ما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل ، فلما كان في بعض الايام دنت منه و قالت : يا شاب إني لارق والله لهذا الجسم الناعم المترف كيف يلبس الصوف . فقال لها : يا هذه جسم يأكله الدود ، يضره التراب هذا له كثير . فقالت : إني أغار على هذا الوجه المضئ كيف تشعثه الشمس . فقال لها : يا هذه اتقي الله وكفي فقد أشغلني كلامك عن عبادة ربي . فقالت له : لي إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام ، وإن لم تقضها فما أنا بتاركك حتى تقضيها لي . فقال لها : وما حاجتك ؟ فقالت : حاجتي أن تواقعني . فزجرها وخوفها من الله تعالى فلم يردها ذلك ؟ وقالت : والله لان لم تفعل ما أمرتك به لارمينك بداهية من دواهي النساء ومكرهن ، ولا تنجو منه ، فلم يلتفت ولم يعبأ بكلامها . فلما كان في بعض الليالي وقد سهر أكثر ليله من عبادة ربه ، ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فأتته وتحت رأسه مزادة فيها زاد فانتزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها كيس فيه خمسمائة دينار ثم عادت بها تحت رأسه ، فلما ثور الوفد قامت الملعونة وقالت بالله وبالوفد يا وفد الله ، امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتها ومالي إلا الله وأنتم ، فحبس المتقدم الوفد وأمر رجلا من الانصار ، ورجلا من المهاجرين أن يفتشوا رحل المهاجرين والانصار ففتش الفريقان فلم يجدوا شيئا ولم يبق من الوفد إلا من فتش رحله ولم يبق إلا المقدسي وأخبروا متقدم الوفد بذلك . فقالت : يا قوم ما ضركم لو فتشتموه ، فله اسوة بالمهاجرين والانصار وما يدريكم أن يكون ظاهره مليح وباطنه قبيح ، ولم تزل بهم الامرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد وهو قائم يصلي ، فلما رآهم أقبل عليهم وقال لهم : ما بالكم وما خبركم ؟ قالوا : هذه الامرأة الانصارية ذكرت انها قد سرق لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسرهم ونحن لا نتقدم إلى رحلك إلا بدليل لما سبق من وصية عمر بن الخطاب كما فيها يعود إليك . فقال : يا قوم ، ما يضرني ذلك فتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه فأول ما نفضوا المزادة التي فيها زاده ، فوقع منها الهميان . فصاحت الملعونة : الله أكبر ، هذا والله كيسي ومالي وهو كذا به دينار ، وفيه عقد لؤلؤ وزنه كذا وكذا مثقال ، فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة ، فمالوا عليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يجيب جوابا فسلسلوه وقادوه راجلا إلى مكة فقال لهم : يا وفد الله ، بحق هذا البيت إلا ما تصدقتم علي فتركتموني اقض الحج وأشهد الله تعالى ورسوله بأني إذا قضيت الحج عدت إليكم وتركت يدي في أيديكم ، فأوقع الله الرحمة في قلوبهم له فأطلقوه ، فلما قضى مناسك الحج وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم : ها أنا قد عدت إليكم فافعلوا بي ما تريدون . فقال بعضهم لبعض : لو أراد المفارقة لما عاد إليكم اتركوه فتركوه فرجع الوفد طالبا مدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - فاعوز تلك الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعيا فسألته الزاد ، فقال لها : عندي ما تريدين غير اني لا أبيعه فإن اثرت أن تمكنيني من نفسك ففعلت وأخذت منه زادا ، فلما انحرفت عنه عرض لها إبليس - لعنه الله تعالى - فقال لها : فلانة أنت حامل . فقالت : ممن ؟ فقال لها : من الراعي . فقالت : وافضيحتاه . فقال لها : لا تخافي مع رجوعك إلى الوفد قولي لهم إني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه ، فلما غلبني النوم دنا مني وواقعني ولم يمكني من الدفاع عن نفسي بعد الفوات وقد حملت منه وأنا امرأة من الانصار وما معي جماعة من أهلي ، ففعلت الملعونة ما أشار عليها اللعين إبليس ولم يشكوا في قولها لما عاينوا أولا من وجود المال في رحله فاعكفوا على الشاب وقالوا : يا هذا ، ما كفاك السرقة حتى فسقت ، فأوجعوه ضربا وأوسعوه شتما وسبا وعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد عليهم جوابا . فلما قربوا من المدينة على ساكنها السلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد ، فلما قربوا لم يكن لهم هم إلا السؤال عن الوفد المقدسي فقالوا له : يا أبا حفص ، ما أغفلك عنه وقد سرق وفسق ، وقصوا عليه القصة فأمر بإحضاره بين يديه وهو مسلسل ، فقال : ويلك يا مقدسي ، أتظهر خلاف ما بطن فيك حتى فضحك الله تعالى ، والله لانكلن بك أشد نكال ، وهو لايرد جوابا ، فجمع له الخلق وازدحهم الناس لينظروا ما يفعل به وإذا بنور قد سطع فتأملوه الحاضرون وإذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام . فقال عليه السلام : ما هذا الرهج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، الشاب المقدسي الزاهد قد سرق وفسق . فقال عليه السلام : ما فسق ، ولا سرق ، ولا حج أحد غيره . قال : فلما أخبروا عمر قام قائما وأجلسه مكانه لينظر إلى الشاب المقدسي مسلسل مطرق إلى الارض والامرأة قائمة . فقال لها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام محل المشكلات ، وكاشف الكربات : قصي علي قصتك ، فأنا باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الشاب سرق مالي وقد شاهد الوفد في مزادته ، وما كفاه ذلك حتى كنت ليلة من الليالي قربت منه فاسترقني بقراءته واستنامني ، ووثب إلي فواقعني ، وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة ، وقد حملت منه . فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه ، يا أبا حفص اعلم أن هذا الشاب مجبوب ليس له إحليل وإحليله في حق عاج ، ثم قال : يا مقدسي ، أين الحق ؟ فعند ذلك رفع طرفه إلى السماء ، وقال : يا مولاي ، من علم بذلك علم أين هو الحق ، فالتفت - عليه السلام - إلى عمر ، وقال له : يا أبا حفص قم هات وديعة المقدسي هذا الرجل . فأرسل عمر واحضر الحق ففتحوه وإذا فيه خرقة من حرير فيها إحليله . فعند ذلك قال الامام عليه السلام : قم يا مقدسي ، فقام . فقال : جردوه من ثيابه لينظروا ويتحقق حاله فمن اتهمه بالفسق ، فجردوه من ثيابه وإذا به مجبوب ، فضج العالم ، فقال لهم : اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخبرني بها ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله . قال : يا ملعونة ، لقد تجريت على الله ، ويلك ألم تأتي إليه وقلت له : كيت وكيت فلم يجبك إلى ذلك ، فقلت له : والله لارمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها ؟ فقالت : بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك . فقال عليه السلام - : ثم انك استومنتيه في حال الكيس فتركته في مزادته قري قري . قالت : نعم يا أمير المؤمنين . فقال عليه السلام : اشهدوا عليها . ثم قال لها : وهذا حملك من الراعي الذي طلبت منه الزاد ، قال لك : أنا لا أبيع الزاد ولكن مكنيني من نفسك وخذي حاجتك ، ففعلت ذلك ، وأخذت الزاد وهو كذا وكذا ؟ قالت : صدقت يا أمير المؤمنين . قال : فضج العالم فسكتهم ، وقال لها : فلما خرجت عن الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا ، فناداك وقال لك : يا فلانة ، لا بأس عليك أنت حامل من الراعي ، فصرخت وقلت : واسوأتاه ، فقال : لا تخافي قولي للوفد إن المقدسي استنامني وواقعني وقد حملت منه فيصد قوك كما ظهر لهم من سرقته ففعلت ذلك ما قال لك الشيخ . فقالت : كان ذلك يا أمير المؤمنين . فقال : هو اللعين إبليس فعجب الناس من ذلكفقال عمر : يا أبا الحسن ، ما تصنع بها ؟ فقال : يحفر لها في مقابر اليهود إلى نصفها وترجم بالحجارة ، ففعل بها ذلك كما أمر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل ملازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قبض - رضي الله عنه فعند ذلك قام عمر وهو يقول : لولا علي لهلك عمر ، ولا يصدق إلا في ذلك ثم انصرف الناس وقد عجبوا من حكومة علي بن أبي طالب عليه السلام
.................................................. ..........
- مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 2 ص 460 :
فضائل شاذان بن جبرئيل : 107 ، والروضة له : 6 - 8 ( مخطوط ) وعنهما البحار : 40 / 270 ح 39 .
استخلاصات من الرواية
----------------------------------
اولا ً
--------
علم الشاب المقدسي الغيب ن هناك امرأة ستراوده فعمد على قطع احليله وجعله في حق
فنقول هل هذا الشاب من المعصومين الذين يعلمون الغيب
ثانيا ً
---------
كيف يستطيع رجل ان يقطع احليله بنفسه فالعلم يخبرنا ان مصيره الموت وان لم يمت فكيف استطاع ان يافر بعد اجراء العملية لما في السفر من مشقة
ثالثاً
------
صدر الرواية يبين ان الشاب المقدسي يعلم الغيب فكيف غاب عنه ان المرأة وضعت المال في كيسه وهو لايعلم كما نصت الرواية(( يا قوم ، ما يضرني ذلك فتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه))
رابعاً
---------
ماحدث بين المرأة والراعي تعتبره الشيعة زواج متعة لانه رووا رواية عن علي اعتبر مثل هذا تزويج
الرواية :
- جامع المدارك - السيد الخوانساري ج 4 ص 286 :
قد ادعي الاجماع على اعتبار الصيغة والإيجاب والقبول وعدم التحقق بالمراضاة ويظهر من بعض الاكتفاء بحصول الرضا من الطرفين لخبر نوح بن شعيب عن علي ، عن عمه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " جاءت امرأة إلى عمر فقالت : إني زنيت فطهرني فأمر بها أن ترجم فأخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : كيف زنيت قال : مررت في البادية فأصابني عطش شديد فاستقيت أعرابيا فأبى أن يسقيني إلا أن امكنه من نفسي فقال أمير المؤمنين عليه السلام : تزويج ورب الكعبة" .
وقد رويت هذه القصة بنحو آخر فروى الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيب عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا قال : أتت امرأة إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين إني فجرت فأقم في حد الله فأمر برجمها وكان علي عليه السلام حاضرا قال : فقال له سلها كيف فجرت قالت : كنت في فلاة من الأرض أصابني عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسئلته الماء فأبى أن يسقيني إلا أن امكنه من نفسي فوليت منه حاربة وأشتد بي العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني ، فلما بلغ مني أتيته فسقاني ووقع علي فقال له علي صلوات الله عليه هذه التي قال الله " فمن اضطر غير باغ ولا عاد وهذه غير باغية ولا عادية إليه فخلى سبيلها فقال عمر " لولا علي لهلك عمر "
اقول
سبحان الله على الكذب قضيتين متشابهتين وبنفس الظروف والملابسات يحكم فيها علي بحكمين متناقضين
والاغرب انه في كلتا القضيتين لولا علي لهلك عمر
قد حيرتم عمر والله مرة ترجم ومرة يخلى سبيلها وفي جميع الكذبات لولا علي لهلك عمر
خامساً
--------
لو سلمنا ان علي رض يعلم الغيب في هذه القضية لكن كيف ان احليل الرجل طوال هذه الفترة لم يتحلل ويتعفن داخل الحق العاجي
الت على الاقل تكون اكثر من شهر ذهابهم الى الحج وعودتهم للمدينة
سادساً
---------
اقول كيف يحكم عليا رض على مسلم ان يدفن في مدافن اليهود فهل الزاني يكون يهوديا مرتدا عن الاسلام
هل يخطأ عليا بهكذا حكم
وتقولون نحن نحب عليا
تعليق