سألتني مراسلة جريدة نيويورك تايمز عن مغزى وصول التيار الإسلامي بهذا الثقل العددي في البرلمان البحريني» وهل الثقل سيحدث أثرا سلبيا في العلاقات الأمريكية البحرينية؟ كان ذلك ضمن تحقيق تجريه الصحيفة يشمل ثلاث محطات شرق أوسطية (تركيا والمغرب والبحرين) حازت فيها التيارات الإسلامية على الأغلبية البرلمانية.
وقد أثار أكثر من مراسل أجنبي هذا السؤال في المؤتمر الصحفي الذي عقده ولي عهد البحرين، بل إنه كان القاسم المشترك لكل الصحافيين الأجانب بمن فيهم الاقتصاديون وكأنه فعلا شغلم الشاغل لدرجة أن ولي العهد أراد طمأنة ذلك القلق فأجابهم «بالنسبة للإسلاميين الذين فازوا إنهم قد يشبهون طالبان لكنني على ثقة أنهم لا يفكرون مثلهم».
وقد كانت إجابتي للمراسلة أن أكبر مشكلة تواجهكم معنا هو جهلكم بنا، ولو أنكم بذلتم قليلا من الجهد في معرفتنا عن قرب لكان قد وفر عليكم ذلك وقتا ومالا وجهدا كبيرا يبذل في غير موقعه على صعيد العلاقات المشتركة، والغريب أنه على الرغم ممّا لمصالحنا المشتركة من قيمة تاريخية واقتصادية إلا أنكم تصرون على مخاطبتنا وظهوركم في مواجهتنا.. طيب التفتوا قليلا وحاولوا أن ترونا عن قرب.
معلوماتكم عن التيار الإسلامي» كما يحلو لكم تسميته لا تزيد على ما تزودكم به هوليوود، وهذا ينطبق حتى على الكثير من مراسليكم الإعلاميين للمنطقة ـ وتلك هي الكارثة ـ على خلاف المراسلين الأوروبيين الذين يبذلون جهدا أكبر في التعرف على حيثيات المنطقة وقاطنيها، فهل هو الأسلوب الأمريكي في التعاطي مع الأمور؟
خذي على سبيل المثال سؤالك عن «التيار الإسلامي» الذي وصل إلى البرلمان البحريني (تابعت حديثي معها) لو أنكم بذلتم قليلا من الجهد لعلمت أنك لا تتحدثين عن كتلة واحدة كما يبدو الأمر، فهناك الإسلامي السني والإسلامي الشيعي، وهناك السلفي السني والإخواني السني وبينهما من الخلافات حدث ولا حرج أظهرها بشكل واضح التنافس على المقاعد مؤخرا الذي استباج العديد من المحظورات ولن أقول (المحرمات) من أجل الفوز، وقد زاد من حدة هذا التناحر مقاطعة التيار الديني الشيعي للانتخابات، صحيح أنه ترك الساحة للتيار السني السياسي المشكل حديثا للفوز بأغلبية المقاعد إلا أنه ترك السلف مقابل الإخوان وجها لوجه في بعض الدوائر وترك سلفا في مواجة سلف وإخوانا في مواجهة إخوان في دوائر أخرى، واعلمي لو أن الإخوة الشيعية دخلوا الانتخابات وحدهم وقاطعها التيار السني الديني لوجدت من هذا التنافس والتناحر بين الفرق الشيعية مثله وزيادة! فالأمر ليس كتلة واحدة تسمى «التيار الديني» كما تتصورون.. خليها مستورة ! إن الحدود المعرفية للأمريكيين بنا حتى عند الإعلاميين منهم لا تزيد على كثير الحدود المعرفية لذلك الأمريكي الذي قتل هنديا من طائفة السيخ انتقاما من المسلمين!!
ثم تسألينني ماذا يعني حصول الإسلاميين على الأغلبية البرلمانية؟ أقول لك حتى الآن.. لا شيء؟ فمفهوم الأغلبية البرلمانية لم يتبلور حتى في أذهان من نجحوا.. نحن فوجئنا جميعا بموعد الانتخاب وكثير ممن نزل الانتخابات قرر هكذا فجأة (لم لا؟) والأغلبية التي فازت جاءت عن طريق حشد أصوات في اللحظات الأخيرة بأساليب لاعلاقة لها ببرامجهم الانتخابية فهل سيشكلون تكتلا برلمانيا فيما بعد؟.. أيضا خليها مستورة! وهذا قد يجيبك عن سؤالك الأهم بالنسبة لك، وما يقلق الأمريكيين بشكل أساسي ، هل وصولهم سيؤثر في العلاقات الأمريكية البحرينية؟ فاطمئني.. بالنسبة للتيار الديني البحريني تحديدا بشقيه لم يكن يوما ما (مشاكسا) ولم تكن له مطالب خاصة بالعلاقات الأمريكية البحرينية سابقا، ولم يشترك بالمظاهرات التي أشرت إليها التي استهدفت السفارة الأمريكية في المنامة، فتلك المظاهرات نظمها التيار الشيعي الديني (حزب الله تحديدا) بالتنسيق مع بقايا من تنظيمات قومية خمسينية والتيار الديني السني كان ممثلا ضعيفا بها، وأغلبية الحشود كانت من غير الحزبيين من البسطاء الذين ساءهم ما تقوم به السياسة الأمريكية من تحيز مذموم تجاه القضايا العربية (وهذا هو حال العموم من البحرينيين والعرب) الزبدة بالنسبة للتيار السني الديني السياسي البحريني هو مازال في المرحلة الابتدائية.. اسأليني بعد سنة من الآن لنر مدى تقدمه!
سوسن الشاعر
وقد أثار أكثر من مراسل أجنبي هذا السؤال في المؤتمر الصحفي الذي عقده ولي عهد البحرين، بل إنه كان القاسم المشترك لكل الصحافيين الأجانب بمن فيهم الاقتصاديون وكأنه فعلا شغلم الشاغل لدرجة أن ولي العهد أراد طمأنة ذلك القلق فأجابهم «بالنسبة للإسلاميين الذين فازوا إنهم قد يشبهون طالبان لكنني على ثقة أنهم لا يفكرون مثلهم».
وقد كانت إجابتي للمراسلة أن أكبر مشكلة تواجهكم معنا هو جهلكم بنا، ولو أنكم بذلتم قليلا من الجهد في معرفتنا عن قرب لكان قد وفر عليكم ذلك وقتا ومالا وجهدا كبيرا يبذل في غير موقعه على صعيد العلاقات المشتركة، والغريب أنه على الرغم ممّا لمصالحنا المشتركة من قيمة تاريخية واقتصادية إلا أنكم تصرون على مخاطبتنا وظهوركم في مواجهتنا.. طيب التفتوا قليلا وحاولوا أن ترونا عن قرب.
معلوماتكم عن التيار الإسلامي» كما يحلو لكم تسميته لا تزيد على ما تزودكم به هوليوود، وهذا ينطبق حتى على الكثير من مراسليكم الإعلاميين للمنطقة ـ وتلك هي الكارثة ـ على خلاف المراسلين الأوروبيين الذين يبذلون جهدا أكبر في التعرف على حيثيات المنطقة وقاطنيها، فهل هو الأسلوب الأمريكي في التعاطي مع الأمور؟
خذي على سبيل المثال سؤالك عن «التيار الإسلامي» الذي وصل إلى البرلمان البحريني (تابعت حديثي معها) لو أنكم بذلتم قليلا من الجهد لعلمت أنك لا تتحدثين عن كتلة واحدة كما يبدو الأمر، فهناك الإسلامي السني والإسلامي الشيعي، وهناك السلفي السني والإخواني السني وبينهما من الخلافات حدث ولا حرج أظهرها بشكل واضح التنافس على المقاعد مؤخرا الذي استباج العديد من المحظورات ولن أقول (المحرمات) من أجل الفوز، وقد زاد من حدة هذا التناحر مقاطعة التيار الديني الشيعي للانتخابات، صحيح أنه ترك الساحة للتيار السني السياسي المشكل حديثا للفوز بأغلبية المقاعد إلا أنه ترك السلف مقابل الإخوان وجها لوجه في بعض الدوائر وترك سلفا في مواجة سلف وإخوانا في مواجهة إخوان في دوائر أخرى، واعلمي لو أن الإخوة الشيعية دخلوا الانتخابات وحدهم وقاطعها التيار السني الديني لوجدت من هذا التنافس والتناحر بين الفرق الشيعية مثله وزيادة! فالأمر ليس كتلة واحدة تسمى «التيار الديني» كما تتصورون.. خليها مستورة ! إن الحدود المعرفية للأمريكيين بنا حتى عند الإعلاميين منهم لا تزيد على كثير الحدود المعرفية لذلك الأمريكي الذي قتل هنديا من طائفة السيخ انتقاما من المسلمين!!
ثم تسألينني ماذا يعني حصول الإسلاميين على الأغلبية البرلمانية؟ أقول لك حتى الآن.. لا شيء؟ فمفهوم الأغلبية البرلمانية لم يتبلور حتى في أذهان من نجحوا.. نحن فوجئنا جميعا بموعد الانتخاب وكثير ممن نزل الانتخابات قرر هكذا فجأة (لم لا؟) والأغلبية التي فازت جاءت عن طريق حشد أصوات في اللحظات الأخيرة بأساليب لاعلاقة لها ببرامجهم الانتخابية فهل سيشكلون تكتلا برلمانيا فيما بعد؟.. أيضا خليها مستورة! وهذا قد يجيبك عن سؤالك الأهم بالنسبة لك، وما يقلق الأمريكيين بشكل أساسي ، هل وصولهم سيؤثر في العلاقات الأمريكية البحرينية؟ فاطمئني.. بالنسبة للتيار الديني البحريني تحديدا بشقيه لم يكن يوما ما (مشاكسا) ولم تكن له مطالب خاصة بالعلاقات الأمريكية البحرينية سابقا، ولم يشترك بالمظاهرات التي أشرت إليها التي استهدفت السفارة الأمريكية في المنامة، فتلك المظاهرات نظمها التيار الشيعي الديني (حزب الله تحديدا) بالتنسيق مع بقايا من تنظيمات قومية خمسينية والتيار الديني السني كان ممثلا ضعيفا بها، وأغلبية الحشود كانت من غير الحزبيين من البسطاء الذين ساءهم ما تقوم به السياسة الأمريكية من تحيز مذموم تجاه القضايا العربية (وهذا هو حال العموم من البحرينيين والعرب) الزبدة بالنسبة للتيار السني الديني السياسي البحريني هو مازال في المرحلة الابتدائية.. اسأليني بعد سنة من الآن لنر مدى تقدمه!
سوسن الشاعر