تويت
مخاوف تحت ظلال المصالحة
تسارعت المصالحات السياسية الطائفية مؤخرا في لبنان وشملت اطرافا عديدين ومناطق متنوعة وقد اندرجت كلها تحت عنوان عريض هو الاستمرار في التهدئة تطبيقا لاتفاق الدوحة ولكن مراقبة هذه المصالحات بصورة موضوعية تظهر لنا ان الفرقاء اللبنانيين حققوا قفزة على مستوى الخطاب السياسي الاعلامي حيث تراجعت الحدة في المواقف وتلاشت نسبيا لغة الاتهامات المتبادلة وقفزة مماثلة على مستوى اللقاءات والاتصالات التي كانت مقطوعة في المرحلة السابقة لكنهم لم يحققوا حتى هذه اللحظة قفزة نوعية مميزة في مضمون المصالحات، اي انهم لم يصلوا الى صياغة تصورات مستقبلية مشتركة حول لبنان ودوره في المنطقة وكيفية اعادة بناء الدولة فيه وكيفية تحقيق المشاركة العادلة في السلطة وكيفية تطبيق اتفاق الطائف لا سيما بخصوص بندين كبيرين فيه، بند السيادة والاستقلال وبند إلغاء الطائفية من الحياة السياسية.
هذه النقاط تشبه ألغاما موقوتة وتدل على معنى خطير وهو ان حركة المصالحات في لبنان تعكس وضعا اقليميا في الوقت الحاضر، اي انه وضع يعيش في حالة انتظار ريثما تتضح صورة المنطقة في ضوء ما تكون عليه الادارة الاميركية الجديدة الآتية بعد اربعة اشهر مما يعني ايضا ان المصالحات في لبنان تواكب هذا الوضع الاقليمي الدولي اكثر مما تدل على مراجعات وتحولات محلية في الرؤى والمواقف والتطلعات، وهنا بالضبط تكمن نقطة ضعف هذه المصالحات لانها لا ترتكز على توافقات وطنية محلية يحتاجها لبنان، بل تخلط بين الضرورات المحلية والاوضاع الخارجية المشار اليها، ولطالما شهد لبنان منذ اربعينات القرن الماضي مصالحات من هذا النوع كانت تجرى تحت وطأة الضرورة ولم ترتق الى مستوى القناعات المصيرية التي تنتج فعلا سياسيا جديدا. واذا كنا نلاحظ اليوم ان مختلف المواقف عربيا واقليميا ودوليا اضافة الى الامم المتحدة ترحب بالمصالحات فاننا نلاحظ في الوقت نفسه ان اللبنانيين يرحبون ايضا وقبل غيرهم، لكنهم ما زالوا يتخوفون من سقوط جو المصالحات اذا هبت عليهم عواصف خارجية جديدة، ولهذا فإن المصالحات هي الان على محك الاختبار ولا تصبح ثابتة الا بعد ان تتحصن بمشروع وطني مستقبلي متفق عليه وبأقصى سرعة ممكنة.
المصدر:منقول_جريدة الوفاق_بسام ضو
تسارعت المصالحات السياسية الطائفية مؤخرا في لبنان وشملت اطرافا عديدين ومناطق متنوعة وقد اندرجت كلها تحت عنوان عريض هو الاستمرار في التهدئة تطبيقا لاتفاق الدوحة ولكن مراقبة هذه المصالحات بصورة موضوعية تظهر لنا ان الفرقاء اللبنانيين حققوا قفزة على مستوى الخطاب السياسي الاعلامي حيث تراجعت الحدة في المواقف وتلاشت نسبيا لغة الاتهامات المتبادلة وقفزة مماثلة على مستوى اللقاءات والاتصالات التي كانت مقطوعة في المرحلة السابقة لكنهم لم يحققوا حتى هذه اللحظة قفزة نوعية مميزة في مضمون المصالحات، اي انهم لم يصلوا الى صياغة تصورات مستقبلية مشتركة حول لبنان ودوره في المنطقة وكيفية اعادة بناء الدولة فيه وكيفية تحقيق المشاركة العادلة في السلطة وكيفية تطبيق اتفاق الطائف لا سيما بخصوص بندين كبيرين فيه، بند السيادة والاستقلال وبند إلغاء الطائفية من الحياة السياسية.
هذه النقاط تشبه ألغاما موقوتة وتدل على معنى خطير وهو ان حركة المصالحات في لبنان تعكس وضعا اقليميا في الوقت الحاضر، اي انه وضع يعيش في حالة انتظار ريثما تتضح صورة المنطقة في ضوء ما تكون عليه الادارة الاميركية الجديدة الآتية بعد اربعة اشهر مما يعني ايضا ان المصالحات في لبنان تواكب هذا الوضع الاقليمي الدولي اكثر مما تدل على مراجعات وتحولات محلية في الرؤى والمواقف والتطلعات، وهنا بالضبط تكمن نقطة ضعف هذه المصالحات لانها لا ترتكز على توافقات وطنية محلية يحتاجها لبنان، بل تخلط بين الضرورات المحلية والاوضاع الخارجية المشار اليها، ولطالما شهد لبنان منذ اربعينات القرن الماضي مصالحات من هذا النوع كانت تجرى تحت وطأة الضرورة ولم ترتق الى مستوى القناعات المصيرية التي تنتج فعلا سياسيا جديدا. واذا كنا نلاحظ اليوم ان مختلف المواقف عربيا واقليميا ودوليا اضافة الى الامم المتحدة ترحب بالمصالحات فاننا نلاحظ في الوقت نفسه ان اللبنانيين يرحبون ايضا وقبل غيرهم، لكنهم ما زالوا يتخوفون من سقوط جو المصالحات اذا هبت عليهم عواصف خارجية جديدة، ولهذا فإن المصالحات هي الان على محك الاختبار ولا تصبح ثابتة الا بعد ان تتحصن بمشروع وطني مستقبلي متفق عليه وبأقصى سرعة ممكنة.
المصدر:منقول_جريدة الوفاق_بسام ضو