من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
ونادى مناد بالرحيل .. فحمل كلّ خرجه وسرنا حتى وصلنا مفترق الطريقين .. حيث الطريق المواصل إلى القرية الخربة .. وإذا بالسود قد ظهروا من بعيد كالدخان الأسود .. التحق بنا السود كلّ بصاحبه .. وسرنا وتفرّق شملنا .. وكنت أسير مع أسودي حتى وصلنا سفح جبل .. حيث ضاق الطريق وأصبح وعرا .. وكان في أسفل الجبل واد عميق ولكني كنت أود السير على الجبل لأن الهواء كان خانقا .. وأيد الأسود رأيي قائلا : إنه فضلا عن انحباس الهواء في الوادي .. هناك الحيوانات المفترسة والزاحفة ..
بينما يمكن في المرتفعات التمتع بالنظر إلى الأطراف .. فأخذنا نسير على السفح .. غير أن الطريق لم يكن مستويا .. ولتحرك الحصى تحت قدمي انزلقت .. ووقعت عدة مرات .. وتدحرجت بضعة أمتار .. وكدت أتدحرج أسفل الوادي .. ولكني كنت أتمسك بالحشائش والصخور لئلاّ أسقط .. إلاّ يدي ورجليّ وجنبي فقد أصيبت بالجروح والخدوش .. وانكسر أنفي عند اصطدامي بصخرة .. كان الأسود يضحك مني ويقول : ((لقد سبق لك أن قرأت في الحديث : من استكبر وضعه الله ومن استعلى أرغم الله أنفه .. ولكنك لم تتعظ .. فيقال لك : ذق إنك أنت العزيز الكريم)) ..
لقد كسر خاطري ذلك المسكين الذي كان يسبقني في الطريق على السفح نفسه .. فقد هوى من ذلك العلوّ إلى الوادي . . وسمعت صوت أنينه يتعالى .. بينما جلس أسوده إلى جانبه يضحك منه .. وبقي هناك .. وصلت بعد العناء المهلك إلى أرض سهلة .. حاول أسودي أن يقنعني عدة مرات لإخراجي من الطريق .. لكني لم أعره أذنا صاغية .. وإذ رأى أنني لم أطعه .. تخلّف ورائي في السير ..
وصلت إلى بستان كان طريقي يمر من خلاله .. وهناك رأيت أشخاصا يجلسون على حافة حوض من الماء .. وأمامهم أنواع من الأثمار الشهية .. دعوني للجلوس معهم ومشاركتهم في تناول الفاكهة .. وقالوا : إن الله توفاهم وهم صيام .. وهذا طعام فطورهم .. وهم يرون أنّ لي حقا فيه .. لأنني لابد أن أكون قد دعوت أحد الصائمين إلى الإفطار عندي .. فجلست وأكلت الفاكهة .. وارتويت وزال عني طشي وما كنت أحس به من ألم ..
- يتبع السبت -
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
ونادى مناد بالرحيل .. فحمل كلّ خرجه وسرنا حتى وصلنا مفترق الطريقين .. حيث الطريق المواصل إلى القرية الخربة .. وإذا بالسود قد ظهروا من بعيد كالدخان الأسود .. التحق بنا السود كلّ بصاحبه .. وسرنا وتفرّق شملنا .. وكنت أسير مع أسودي حتى وصلنا سفح جبل .. حيث ضاق الطريق وأصبح وعرا .. وكان في أسفل الجبل واد عميق ولكني كنت أود السير على الجبل لأن الهواء كان خانقا .. وأيد الأسود رأيي قائلا : إنه فضلا عن انحباس الهواء في الوادي .. هناك الحيوانات المفترسة والزاحفة ..
بينما يمكن في المرتفعات التمتع بالنظر إلى الأطراف .. فأخذنا نسير على السفح .. غير أن الطريق لم يكن مستويا .. ولتحرك الحصى تحت قدمي انزلقت .. ووقعت عدة مرات .. وتدحرجت بضعة أمتار .. وكدت أتدحرج أسفل الوادي .. ولكني كنت أتمسك بالحشائش والصخور لئلاّ أسقط .. إلاّ يدي ورجليّ وجنبي فقد أصيبت بالجروح والخدوش .. وانكسر أنفي عند اصطدامي بصخرة .. كان الأسود يضحك مني ويقول : ((لقد سبق لك أن قرأت في الحديث : من استكبر وضعه الله ومن استعلى أرغم الله أنفه .. ولكنك لم تتعظ .. فيقال لك : ذق إنك أنت العزيز الكريم)) ..
لقد كسر خاطري ذلك المسكين الذي كان يسبقني في الطريق على السفح نفسه .. فقد هوى من ذلك العلوّ إلى الوادي . . وسمعت صوت أنينه يتعالى .. بينما جلس أسوده إلى جانبه يضحك منه .. وبقي هناك .. وصلت بعد العناء المهلك إلى أرض سهلة .. حاول أسودي أن يقنعني عدة مرات لإخراجي من الطريق .. لكني لم أعره أذنا صاغية .. وإذ رأى أنني لم أطعه .. تخلّف ورائي في السير ..
وصلت إلى بستان كان طريقي يمر من خلاله .. وهناك رأيت أشخاصا يجلسون على حافة حوض من الماء .. وأمامهم أنواع من الأثمار الشهية .. دعوني للجلوس معهم ومشاركتهم في تناول الفاكهة .. وقالوا : إن الله توفاهم وهم صيام .. وهذا طعام فطورهم .. وهم يرون أنّ لي حقا فيه .. لأنني لابد أن أكون قد دعوت أحد الصائمين إلى الإفطار عندي .. فجلست وأكلت الفاكهة .. وارتويت وزال عني طشي وما كنت أحس به من ألم ..
- يتبع السبت -