إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

منهج أهل البيت عليهم السلام في النهي عن اللعن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج أهل البيت عليهم السلام في النهي عن اللعن

    منهج أهل البيت عليهم السلام في النهي عن اللعن

    حاول البعض أن يشرع السب والشتم واللعن الذي هو أحد مصاديق السب في الشريعة الإسلامية وأن يلصق ذلك بقادته الميامين (ع) وأنهم استعملوه ضد من خالفهم وهذا ما لا يتناسب مع مقام بعض العلماء حتى يتناسب مع من مدحهم الله في الذكر الحكيم وقال في سيدهم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ «القلم:4».

    وهنا أعرض موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في بعض جوانبه وفي بعض كلامه .

    حادثة وقعت في وقت الإعداد واستنهاض الناس للقتال في حرب صفين – كما يقول به البعض – وبعضٌ يقول أن هذه الحادثة وقعت أثناء الحرب والقتال وقد سمعها علي (ع) مباشرة، الحادثة رويت بعدة روايات وحاصلها أن بعض أصحاب علي (ع) تعرض لمعاوية وأصحابه بالسب واللعن ولكن الإمام علي (ع) استنكر ذلك وقال أن هذا العمل غير ناجح ولم يكن أمراً صحيحاً بل النهج القويم أن تشرح أفعال مخالفيك ليتعرف الآخرون عليها مع الخلق الإسلامي.

    حاولت أن أنقل هذه الحادثة برواياتها المتعددة لأهميتها ثم أعرض ما فهمه العلماء منها:

    - الرواية الأولى:

    فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:

    خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!

    قَالَ: بَلَى.

    قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.

    قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.

    فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏.

    المصدر:
    وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 103 وعنه في بحارا لأنوار ج: 32 ص: 399.
    شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص171
    أعيان الشيعة ج 4 ص 569 وج 8 ص 376
    الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان ص 423
    وعند مستدرك الوسائل ج12 ص 305 ح14159
    جامع أحاديث الشيعة ج15 ص 518 ح1667
    نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ج2 ص104 وج6 ص 318
    مستدركات علم الرجال للنمازي ج2 ص 253


    - الرواية الثانية:

    التي رواها ابن أعثم الكوفي في كتابه «الفتوح» بعد كلام طويل لأصحاب أمير المؤمنين :

    قال: فعندها خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي، فجعلا يظهران البراءة من أهل الشام واللعنة لهم، فأرسل إليهما علي أن «كفا عما يبلغني عنكما».

    فأقبلا إلى علي وقالا: يا أمير المؤمنين ! ألسنا على الحق؟.

    قال: بلى!.

    قالا: فَلِمَ تمنعنا عن شتمهم ولعنهم؟.

    فقال: لأني أكره لكم أن تكونوا لعَّانين شتَّامين، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم كذا لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في الرأي، ولو قلتم: اللهم ! احقن دماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم، لكان ذلك أحب إليَّ لكم.

    فقالا: يا أمير المؤمنين! فإننا نقبل عظتك ونتأدب بأدبك.

    المصدر: كتاب الفتوح - لأحمد بن أعثم الكوفي - ج 2 - ص 543


    - الرواية الثالثة:

    التي رواها الدينوري في كتابه «الأخبار الطوال» فقال: قالوا: وبلغ عليا أن حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران شتم معاوية، ولعن أهل الشام، فأرسل إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما.

    فأتياه، فقالا: «يا أمير المؤمنين، ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟».

    قال: «بلى، ورب الكعبة المسدنة».

    قالوا: «فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم؟».

    قال: «كرهت لكم أن تكونوا شتَّامين لعَّانين، ولكن قولوا: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي من لجج به».

    المصدر: الأخبار الطوال - الدينوري - ص 165

    - نستخلص من هذه الروايات الثلاث:

    1- اتفاق هذه الروايات على أن أمير المؤمنين (ع) كان يكره لأصحابه أن يكونوا شتامين لعانين وهذه الكراهة بمعنى عدم الرضا والمنع من هذا الفعل مفادها حرمة السب واللعن.

    2- مفاد هذه الروايات مع روايات أخرى صحيحة السند وقوله تعالى ﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ «الأنعام: 108» وأن اللعن من سائر الناس أحد مصاديق السب؛ مفاد كل ذلك:

    أن السب واللعن من الأمور المحرمة: وذلك أن الإمام أمير المؤمنين (ع) منع أصحابه بشدة من الشتم واللعن كما جاء في الرواية الأولى والرابعة «قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!» وفي الثانية والثالثة «قالا: فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم؟» ومنع الإمام المعصوم دال على الحرمة.

    فالسب واللعن لم يكونا من الأمور العبادية كما يصوره البعض بل من الأمور المبغوضة التي تجلب مختلف الفتن والمصائب.

    3- أن حرمة السب واللعن لا تنزه الطرف الآخر ولاتبرؤه من كفره إن كان كافراً أو من فسقه إن كان فاسقاً أو من ضلاله إن كان ضالا «وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ» فقد يستحق الطرف الآخر اللعن والعذاب الأليم في واقع الأمر لأفعاله الشنيعة فهذا شيء، وشتمه ولعنه شيء آخر.

    4- أن الإمام (ع)عندما منع من الشتم واللعن واللذان هما من مساوئ الأخلاق طرح عملا آخر أكثر مفعولية منهما ألا وهو شرح أفعال الطرف الآخر لجماهير الأمة بعدلٍ وإنصاف دون الكذب والبهتان.


    5- الدعاء للمخالف بالهداية عن الضلال «.... وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ» إن صاحب القلب الكبير الرحيم حتى لأعدائه لم يقتصر على عدم سبهم والدعاء عليهم بالعذاب واللعن لهم – حتى وإن فسر بالدعاء على الغير - بل ثقف شيعته أن يدعوا لأعدائهم ومخالفيهم بالهداية، فأين هذه الروحية والثقافة التي يريدها علي بن أبي طالب (ع) حتى لمن سل سيفه عليه يقاتله، وبين ثقافة السب والشتم واللعن؟؟؟ !!!

    6- الدعاء لهم بحقن دمائهم «اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا....» وفي الرواية الثانية «ولو قلتم: اللهم ! احقن دماءهم....» ولم يذكر «دماءنا» أي لم يذكر دمه ودم أصحابه بل كان نظره على حفظ دم عدوه ومن يقاتله.

    إنني لا أفهم لغة السب والشتم واللعن في قاموس هذا الرجل الذي خلقه الله مع ابن عمه وأولاده الهداة رحمة وذخراً وشرفاً ليس للمسلمين فحسب بل للبشرية عامة.

    إن المحافظة على حقن الدماء مهم إلى أبعد حد وبأي ثمن كان وبأي وسيلة، والسب والشتم واللعن من أهم أسباب سفك الدماء في الأمة فيحرمان ولو بالعنوان الثانوي إذا لم يحرما بالعنوان الأولي.

    7- النتيجة الحسنة: بالالتزام بعدم السب والشتم واللعن فهو الخير للأمة لمحافظتها على كرامتها بل ووحدتها وقد يحصل الوئام بين المتنازعين كما قال (ع) «لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ».

    8- إن مفردات السب والشتم واللعن لم تكن ثقافة أمير المؤمنين (ع)، بل ثقافة العاجز المهزوم الذي لم يكن لديه أي رصيد علمي أو عملي أو أخلاقي، والإمام أمير المؤمنين (ع) بعيد عن هذا بعد ما بين السماء والأرض سواء كان في حال الحرب أو السلم، وشيعته المخلصون على هداه سائرون، لهذا قال حجر وعمرو بن الحمق «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏» فمن يستعمل السب والشتم واللعن - حتى لمن يستحق - لم يتأدب بأدب أمير المؤمنين (ع) وإنما تأدب بأدب أعدائه الذين اتخذوا السب واللعن ثقافة استمروا عليها لعشرات السنين.


    - الرواية الرابعة:

    التي رواها أبو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي المعتزلي المتوفى 220 هـ في كتابه «المعيار والموازنة»:

    «تحذير أمير المؤمنين (ع) أصحابه من اعتياد السب واللعن وكراهته لهم أن يكونوا سبابين ولعانين».

    قال الأسكافي: وكان (ع) من مبالغته في الدعاء وحسن سيرته في الكف عن الأذى، ودعائه بالتي هي أحسن - اقتداء بأدب الله وطلبا لما هو أصلح - أنه لما بلغه عن أصحابه أنهم يكثرون شتم مخالفيهم باللعن والسب، أرسل إليهم أن كفوا عما بلغني «عنكم» من الشتم والأذى.

    فلقوه، فقالوا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين؟

    قال: بلى.

    قالوا: ومن خالفنا مبطلون؟

    قال: بلى.

    قالوا: فلم منعتنا من شتمهم؟

    فقال: كرهت أن تكونوا سبابين ولكن لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، و [لو] قلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به، فهذا من الكلام أحب إلي لكم.

    فقالوا: قد أصبت.

    المصدر: المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - ص 137


    - الرواية الخامسة:

    التي رواها السيد الرضي في «نهج البلاغة» فقال:

    ومن كلام له (ع) في هذا الجانب وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين:

    «إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ: اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ».

    المصدر: نهج البلاغة: الخطبة 206 رقم 199، وفي النسخة المخطوطة لعام 469 هـ والنسخة الأخرى المخطوطة 494 هـ «دماهم» وفي نسختنا المخطوطة لعام 736 هـ في البداية: «إنني»... «البغي» بدل الغي. وفيها في آخر الخطبة «وتبعه خ ل» بحار الأنوار: 32 / 561 / 466.

  • #2
    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    أخي الفاضل و العزيز علي يحيى، هذه الاحاديث الشريفة قمة في البلاغة، فصلوات الله عليك يا أمير المؤمنين و إمام المتقين.

    و أقول من باب التوضيح، ما نهى عنه أمير المؤمنين علي عليه السلام هو اللعن كوسيلة للتخاطب مع الآخرين حتى لو كانوا أعداءا، لا حظ أخي أن الإمام عليه السلام نهى الصحابيين الجليلين اللذين كانا يلعنان و يشتمان معاوية و أتباعه، ثم وضّح لهما الطريقة الأصح/الأصوب/الأبلغ و هي ( لو وصفتم مساوئ أعمالهم )، فمن البديهي أن اللعن في حال مخاطبة المخالف هو مثل السب و الشتم، بمعنى أن الهدف يكون ازعاج الطرف الآخر و استفزازه فقط، و ليس إيصال معلومة.

    يعني اللعن و الشتم ليسا من مفردات الحوار و مخاطبة الآخرين بعقلانية، و أعتقد ان هذا يعلمه الجميع و لا أحد يشك فيه، حتى من يستخدمه.
    لكن المشكلة في الحوارات العقائدية أنه عندما تتعامل مع العناد و التعصب و الاستفزاز، ليس بإمكانك أن تضمن أن الجميع صبورين أو ( بالهم طويل ).
    أما في الحياة الاجتماعية فالقضايا العقائدية ليست مطروحة للنقاش بين المختلفين.

    و السلام عليكم

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ali yehya
      فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:

      خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!

      قَالَ: بَلَى.

      قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.

      قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.

      فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏.

      المصدر:
      وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 103 وعنه في بحارا لأنوار ج: 32 ص: 399.
      شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص171
      أعيان الشيعة ج 4 ص 569 وج 8 ص 376
      الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان ص 423
      وعند مستدرك الوسائل ج12 ص 305 ح14159
      جامع أحاديث الشيعة ج15 ص 518 ح1667
      نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ج2 ص104 وج6 ص 318
      مستدركات علم الرجال للنمازي ج2 ص 253




      نحن بحسب مبانينا العلمية الرجالية لا نعتبر ذلك الحديث صحيحا من ناحية السند لانه مرسل. و بالرغم من ذلك نقول لمن يقول اننا قد نهينا ان نكون لعانين:

      لعل المقصود منه النهي عن المبالغة في لعن الاخرين لادنى سبب , ويؤيده ما ورد عن عائشة انها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلعنت بعيرا لها فامر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد وقال لا يصحبني شئ ملعون ( مسند احمد - ج 6 ص 72 ).
      حيث نرى ان الرسول الكريم صلى الله عليه واله لم ينه عائشة عن اللعن.

      اما لعن من يستحق اللعن فلم يرد نهي عنه. كيف وقد امتلا القرآن الكريم باللعن وحكاه الله تعالى عن نفسه و انبيائه عليهم السلام وملائكته والناس.

      بالاضافة لما تقدم فان هذا النص معارض بنص اخر ليس فيه لفظ اللعن بل نهاهم عن السب.
      النص الاخر هو :
      ومن كلام له عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم . اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به . (نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 185).

      وهذا النص وان كان مرسلا لكنه اوثق من رواية نصر بن مزاحم لانه من روايات نهج البلاغة الذي جمعه السيد الشريف الرضي مما اشتهر عن امير المؤمنين عليه السلام .
      التعديل الأخير تم بواسطة علي شاهين; الساعة 23-01-2010, 12:55 AM.

      تعليق


      • #4
        القاعدة الفقهية تقول ما من عام إلا وقد خص
        من الخطأ أن تقرأ كم حديث ثم تبنى عليه حكماً بالجواز أو الحرمة أو الكراهة أو الأستحباب
        يجب معرفة باقى القرائن

        أنوار الملكوت في لعن الجبت و الطاغوت :
        http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=131013

        تعليق


        • #5
          يقول الله عز وجل

          إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {البقرة/159}

          وهنا الاية الكريمة تصرح بجواز اللعن بل وبالامر به لمن كتم ما انزله الله من البينات فقال الله سبحانه وتعالى فأولئك يلعنهم الله واضاف اليه جل وعلا ويلعنهم اللاعنون وهذا نص قراني واضح بتجويز اللعن للناس لا لمن كان ممتثلا لله وانما من كان مرتدا فاسقا كافرا بالله

          اما في منهج اهل البيت فيكفي لاي شخص ان يقرأ أي زيارة وسيجد فيها تجويز اهل البيت لعن من ظلمهم واليك هذا المقطع من كتاب مفاتيح الجنان جزء 24 صفحة 26

          اَللّهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، اَللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ ثمّ تقول مائة مرّة : اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً


          وعليه يا اخ ali yehya دعواكم مردودة


          تعليق


          • #6
            اذن عاتب الله جل جلاله وقل له لماذا لعنت الظالمين
            وعاتب النبي ص وقل له لماذا لعنت الظالمين
            وعاتب اهل البيت ع وقل لهم لماذا لعنتم الظالمين
            وعاتب كل نبي ووصي وولي من اولياء الله واوصيائه وانبيائه بل وحتى ملائكته وقل لهم لماذا تلعنون
            ثم تعال علمنا الاخلاق التي تشرع ظلم الظالمين بحجة الاخلاق وتبرر تكذيب وتزويق المؤرخين من المخالفين لكل مافعل السفهاء بآل البيت ع وتخطيء الائمه ع وتخطيء النبي ص وتخطيء الله فيبرر الكفر به سبحان ويبرر اعتناق البوذيه التي لا حرب فيها ولا لعن لأن الكل عنده قوة الفيل!!! وهدوء الشمس وماعرف الخريط الباقي الخ
            وخلينه نقول ان الكل اللي لعنوا ماعدهم اخلاق!!! كيف يلعنون من ظلم المؤمنين!!! لأن المؤمن مايسوى بس الظالم ذو السطوه يسوى!!!
            وكله بحجة الاخلاق
            اعذرني بس حبيت اقول اول شي خل تنوجد الاخلاق بالحياة العادية وبالعمل والسياسة وغيرها ثم تعالوا برروا للسنة تخطئة الله ورسوله اهل البيت ع والشيعه كلهم بحجة الدين بمذهب التشيع يفتقر للأخلاق!!!
            هاي كله ان كنت شيعي
            وان كنت سني
            راجع مواضيعي كلها وستمل من افتقار رموز السنة للأخلاق سواء بالشتم ام الدعارة ام اللعن ام التخطئة ام الطعن ام ام ام
            انتهى

            تعليق


            • #7
              ثبت في الفقه أن الإنسان لا يجوز له أن يقسم بغير الله سبحانه ، أما الله فجائز له أن يقسم بما شاء من خلقه وقد وقع ذلك في القرآن الكريم كثيراً فقد أقسم بالشمس وضحاها والقمر والليل والنهار والتين والزيتون والسماء والأرض والنفس وغيرها .

              إذا لا يمكننا ( استغلال ) استخدام الله سبحانه و تعالى للعن في كتابه في شرعنة ( اللعن بمعنى السب و الشتم )

              فقد لا يكون جائزا مثل القسم ...

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X