كان للعراق دورا هاما فى حرب اكتوبر 1973 مسانداكل من سوريا و مصر
و لكن بالطبع و بحكم قرب العراق من سوريا كان للقوات العراقيةدورا حيويا و كبيرا هناك ...و اقتصر دور العراق فى الجانب المصرى على القواتالجوية
و فى السطور التالية اعرض المجهود العراقى الحربى على الجبهةالسورية
1-لم تكن القوات البرية العراقيةمحتشدة قرب الحدود السورية- العراقية قبيل اندلاع الحرب، ولكنها كانت منتشرة علىالعكس في جميع أرجاء العراق. وكان توتر الوضع على الحدود العراقية- الايرانية، وعدمالثقة بنوايا الأكراد واحتمال تحركهم وتجدد القتال في الشمال، قد أجبرا القيادةالعراقية على نشر أكثر من 70% من فرق المشاة وحوالي 20-.3% من القوات المدرعة علىالحدود السورية التي تبعد عن الحدود السورية مسافة تتراوح بين 500 و600 كيلومتر،وعلى الحدود الجنوبية للجيب الكردي في مناطق تبعد عن الحدود السورية مسافة 200- 300كيلومتر. وكانت معسكرات القوات المدرعة التي تقرر تحريكها إلى سوريا تقع في قلبالعراق وتبعد عن الحدود السورية مسافة 300-400 كيلومتر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنالقطاعات المدرعة لم تكن يوم اندلاع الحرب مجتمعة في معسكراتها، بل كانت معظمتشكيلاتها تنفذ برنامج التدريب الإجمالي في أماكن تبعد عن معسكراتها الأساسية مسافة 100- 200 كيلومتر، الأمر الذي زاد من توزع القوات، وأطال المدة اللازمة لتجمعالألوية المدرعة والميكانيكية وتحركها. أما ألوية المشاة الموجودة في الشمال فكانتكتائبها موزعة في مواقع متباعدة، وتقوم بواجب مراقبة الحد الجنوبي للجيب الذي يسيطرعليه الأكراد.
2-فرض انتشار القوات العراقية، وبعد العراق عن جبهة القتال معالعدو، عاملا هاما هو طول مسافة الحركة. فإذا أخذنا الفرقتين المدرعتين الموجودتينعلى مسافة 300-400 كيلومتر من الحدود السورية، وجدنا أنهما، لا تستطيعان التوجه إلىالحدود السورية مباشرة، لأن عليهما أن تتوجها أولا إلى بداية طريق بغداد – الرمادي - الرطبة- أبو الشامات - دمشق، الذي يمثل شريان المواصلات الرئيسي بين القطرينالعراقي والسوري. وأن تتحركا بعد ذلك على طريق بغداد - دمشق وطوله (928 كيلومترا)،وأن تتجها من مدخل دمشق الشرقي إلى مناطق التحشد لتكتيكي المحددة لها. وهذا يعنيأنه كان على الفرقة المدرعة الثالثة (عدا اللواء الثامن الميكانيكي)، أن تقطع حوالي 1350 كيلومترا، كما كان على الفرقة المدرعة السادسة أن تقطع حوالي 1200 كيلو متر،قبل وصولهما إلى ساحة المعركة. أما لواء المشاة الميكانيكي الثامن الذي كان متمركزافي الأساس في طريق بغداد - دمشق، فقد كان عليه أن يقطع حوالي 850 كيلو مترا (كانتالكتيبة الثامنة من هذا اللواء في قاعدة ابن الوليد.. لذا فأنها لم تقطع سوى 400كيلومتر.. وكانت أول وحدة عراقية برية تصل إلى الجبهة السورية). ولقد اضطر لواءالمشاة (20)، المتمركز في العمارة قرب الحدود الجنوبية الشرقية إلى قطع أكثر من 1450 كيلومترا، كما اضطر اللواء الجبلي الخامس المتمركز في الشمال إلى أخذ محورالموصل - حلب- دمشق، وقطع حوالي 1200 كيلومتر. أما لواء القوات الخاصة، فقد نقلبالطائرات من كركوك إلى قاعدة ابن الوليد ولم يقطع بالآليات سوى 400 كيلو متر.
3-حرك العراق منذ يوم 7/10 وحتى يوم 24/10، وهو يوم تكامل القوة العراقيةفي سورية تقريبا، فرقتين مدرعتين وثلاثة ألوية مشاة (أي ما يعادل 3 فرق) بالإضافةإلى وحدات إدارية مركزية مرتبطة مباشرة مع بغداد. ويبلغ مجموع هذه القوة والوحداتالإدارية المركزية حوالي ستون ألف رجل، وأكثر من 700 دبابة متوسطة ((ت-54)) و((ت – 55))، ومئات العربات المدرعة لنقل الجنود من طراز ((توباز)) و((م – 113))، وآلافسيارات النقل المحملة بالرجال والمعدات وأكداس المؤن والذخائر، وحوالي 12 كتيبةمدفعية مقطورة مع ذخائرها، ومئات المطابخ السيارة ومقطورات المياه، وسيارات الصهريجالخاصة بنقل الوقود والمياه، وسيارات الإسعاف، وورشات التصليح الميدانية. ولقد عبراللواء اسماعيل تايه النعيمي، معاون رئيس أركان الجيش العراقي لشؤون العمليات الذيوصل إلى دمشق جوا في 8/10 لاستقبال القوات العراقية وتنظيم التعاون، عن ضخامة القوةالمتحركة من العراق إلى سورية بأن قال لوزير الدفاع السوري اللواء مصطفى طلاس "لقدجاءك جيش بدايته في الشام ونهايته في بغداد".
والحقيقة إن أرتال القواتالعراقية كانت في تلك اللحظة تتنقل على محور الحركة بغداد - دمشق وتمتد ذيولهاالإدارية من بغداد إلى معسكراتها داخل العراق على شكل أصابع الكف.
ولقد زاد منضخامة الأرتال المتحركة أن القطعات العراقية حملت معها كل ما تحتاجه من ذخائر ومؤنمحروقات رغم تماثل نوعية المعدات والأسلحة المستخدمة في العراق وسورية. ويرجع ذلكإلى عدة أسباب أهمها أن القيادة في بغداد تصورت مسبقاً أن القوات العراقية ستدخلالمعركة فوراً ومن الحركة، ولذا فأنها لم تشأ تعقيد عمل قادة التشكيلات، وإضاعة وقتثمين ريثما تؤمن الهيئات الإدارية السورية ما تحتاجه القطعات قبل دخول المعركة،فجهزت القطعات المتحركة بكل ما يلزمها لدخول المعركة فوراً ومتابعة القتال بوتيرةعالية دون أن تلقي مزيداً من الأعباء على عاتق الهيئات والمصالح السورية المشغولةبإمداد وتموين القوات السورية المشتبكة مع العدو.. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان منالضروري إمداد القوات العراقية بالوقود بعد أن ضرب العدو مصفاة حمص ومستودعات النفطعلى الساحل السوري، وبدت القيادة السورية بحاجة ماسة للحصول على الوقود اللازملقواتها.
ومن المؤكد أن عامل ضخامة القوات المتحركة لم يكن ليلعب دورا مؤثرا فيمعضلة الانتقال، لولا تطابقه مع طول المسافة، وقصر المدة الزمنية المتاحة، ونقصوسائط الحركة المتوفرة على الصعيدين الذاتي والموضوعي.
4-تتسم الحربالحديثة بسرعة وتيرة تحركك القوات خلال الانتقال في المجالين العملياتيوالاستراتيجي، أو خلال المعركة نفسها ضمن المجال التكتيكي. ولقد أثبتت الحربالعالمية الثانية والحروب المحلية المحدودة التي تلتها أهمية الحركية بالنسبة إلىالقوات المقاتلة والذيول الإدارية، لذا عـمدت كافة الدول (ضمن حدود إمكاناتها) إلىاتخاذ التدابير اللازمة لزيادة حركية قواتها المسلحة بغية تأمين المرونة اللازمةلتحقيق التحشد (إن من أهم هذه التدابير زيادة كثافة شبكات الطرق البرية والنهريةوالخطوط الحديدية ورفع مستواها، وتعزيز النقل الجوي والبحري، ومكننة القوات البرية،وزيادة عدد القوات المحمولة جوا).
ولقد سارت جيوش دول المواجهة العربية على هذاالسبيل، وقطعت شوطا لا بأس به، بيد أن انخفاض المستوى العام لقـاعدتيها التقنيةوالصناعية، ونقص مواردها المالية، وكبر الأعباء الملقاة على عاتقها في مجال التطويروالتنمية، وضآلة المساعدات الاقتصادية التي كانت تحصل عليها من الدول العربيةالغنية، كانت كلها وراء عرقلة أو تأجيل التدابير المتخذة لزيادة حركية قواتهاالمسلحة.
وإذا كان حل مسألة الحركية هاما وحيويا بالنسبة إلى دول المواجهة،فأنه يتمتع دون شك بأهمية أكبر بالنسبة إلى الدول العربية البعيدة عن بؤرة الصدام. ومع هذا فإن وضع المراق يختلف عن وضع معظم الدول العربية البعيدة، لأن القيادةالسياسية فيه مؤمنة بضرورة التحول من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة، ولأن العراق كانحتى اندلاع الحرب مضطرا إلى حل معضلات تجميد القوات على الجبهتين الشرقيةوالشمالية، مع التفكير باقتطاع جزء من هذه القوات ودفعه نحو حدود فلسطين المحتلة. ولذا فقد كان عليه أن يعطي اهتماما أكبر إلى مسألة رفع مستوى حركية القوات المسلحة. وهذا ما دفع القيادة العراقية بالفعل إلى البدء بمكننة القوات البرية.. وتوسيعالاهتمام بالنقل الجوي، وتعزيز شبكة المواصلات الداخلية. ومع هذا فقد ظهرت خلالالحركة الاستراتيجية إلى سورية في العام 1973 عدة عقبات مادية بعضها قومي الطابع،والبعض الآخر قطري الطابع.
ويدخل في إطار العقبات ذات الطابع القومي (العقباتالموضوعية) عدم وجود سكة حديدية استراتيجية تصل بين دمشق وبغداد، ومحدودية طرقالاتصال البري الجيدة المتوفرة بين العراق وسورية. وتقتصر محاور الحركة التي تربطالقطرين على الطرق التالية:
أ - طريق بغداد- الرمادي- الرطبة- أبو الشامات - دمشق. وهي طريق صحراوية معبدة (مبلطة) بشكل متوسط، ومعدة لتأمين حركة القطعاتالكبرى، وتصل قلب العراق (حيث تتمركز معظم القوات المدرعة) بشكل مباشر مع منطقةالتحشد قرب هضبة الجولان.
ب - طريق بغداد - الرمادي- حديثة، التي تسير بعد ذلكمع خط أنابيب النفط (أي بي سي سابقا) حتى تصل إلى تدمر فحمص. ولا تقود هذه الطريقمباشرة إلى منطقة التحشد. كما أن الجزء الواصل بين حديثة وحمص ترابي غير معبد وغيرمعد إداريا، ولا يصلح لمرور الأرتال الكبيرة.
ج - طريق بغداد – حديثة - ديرالزور - حلب. وهي معبدة في بعض أقسامها فقط، وتسير مع نهر الفرات في معظم أجزائها. ولكنها تبعد القوات عن منطقة التحشد، وتزيد مسافة التنقل بنسبة 35 - .4%.
د - طريق الموصل – حلب - دمشق، وهي معبدة وصالحة لسير الأرتال، ولكنها تجتاز. نهرالفرات داخل الأراضي السورية فوق جسور روافد الفرات التي يستطيع طيران العدوتدميرها (كان العدو الصهيوني مستعد للمغامرة وإرسال عدد من طائراته لتدمير الجسورعلى روافد نهر الفرات، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط كافة الطائرات المغيرة. ومن المعروفأن العدو يلجأ إلى هذا الأسلوب عندما يكون الهدف حيويا. ولقد استخدمه لقصف مصفاةالنفط في حمص وعدد من المنشآت الصناعية والمدنية في العمق السوري. ولم يكن منالمستبعد أبدا أن يدفع عبر الأجواء الأردنية عددا من الطائرات لتنفيذ هذه المهمة لواستخدمت القوات العراقية المدرعة هذا المحور، وأن يضحي بهذه الطائرات في سبيل تحقيقغرض استراتيجي يتمثل في تعطيل وصول الفرق المدرعة عدة أيام. ولقد حاول أن يفعل ذلكبالنسبة إلى أرتال القوات السائرة على طريق (هاتش ثري - أبو الشامات – دمشق). إلاأن وسائطه لم تسمح له بإيقاف رتل كبير آلي، مع أنها كانت ستسمح له بقصف الجسور، لأنقصف مجموعة جسور حساسة شيء وإيقاف رتل ممتد على مئات الكيلومترات شيء آخر). وإيقافتقدم القوات مدة 24 ساعة على الأقل عند كل جسر مدمر، وتخفيف وتيرة التقدم بعد ذلكرغم بناء الجسور الطرفية التي لا تسمح للآليات بالتحرك بسرعة مماثلة لسرعة تحركهاعلى الجسور المدنية الدائمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطريق لا تصلح إلا لحركةالقوات المتمركزة في شمالي المراق، ولا تستطيع القوات المدرعة العراقية المتمركزةفي قلب البلاد استخدامها لأنها تطيل مسافة التنقل بنسبة 25 - 30 %.
هـ - سكةحديد بغداد – الموصل - حلب. وهى جزء من سكة حديد "قطار الشرق السريع" التي أنشأهاالألمان قبل الحرب العالمية الأولى لتصل بين برلين وبغداد. وقد كان من الممكناستخدام هذه السكة بالنسبة إلى القوات المتمركزة في الشمال على الأقل، والوصولبالقطار حتى حمص. ولكن جزءا كبيرا من هذه السكة الحديدية يجتاز الأراضي التركية. ولم تكن الحكومة التركية لتسمح بنقل القوات عبر أراضيها، نظرا لأنها أخذت خلالالحرب موقفا محايدا، ولم تسمح لطائرات الجسر الجوي الأميركي باستخدام قواعدها خلالنقل الأسلحة والذخائر والمعدات إلى الكيان الصهيوني. (أخذت الحكومة التركية موقفالحياد حتى لا تتورط في النزاع العربي-الصهيوني بشكل يهدد مصالحها. ولقد رأت أنالسماح للأمريكيين باستخدام قواعدها لدعم الكيان الصهيوني سيجر عليها عداء العرب،ويضعها في قائمة الدول المعرضة للتدابير النفطية، كما أن السماح للقوات العراقيةباستخدام أراضيها أو السماح للسوفيات باستخدام أجوائهـا لدعم العراق وسورية سيعرضهالنقمة الولايات المتحدة زعيمة حلف شمالي الأطلسي الذي تعتبر تركيا عضوا فيه. لذاقررت الهروب من الجذب والجذب المضاد إلى الحياد).
وأمام هذه الخيارات المحدودة،اضطرت القوات العراقية إلى استخدام محور وأحد هو طريق بغداد - أبو الشامات - دمشق. الأمر الذي أدى إلى تزاحم الأرتال على هذه الطرق، وتعقيد تدابير تنظيم السابلة. وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى وقوع خسائر كبيرة، لو أن الطيران الصهيوني كانمحتفظا بفاعليته الأساسية، ولم يكن مشغولا بمهمات اعتبرتها قيادة العدو أكثر أهميةوأشد تأثيرا من التعرض لرتل طويل منتشر يطبق كافة تدابير الحيطة ضد الأخطار الجوية.
ايضا كانت هناك عقبات اخرى منها
أ - عدم إنجاز المكننة الكاملة لألويةالمشاة، الأمر الذي أدى إلى بطء انطلاق الألوية بجحفل اللواء دفعة واحدة وبآن معا. والاعتماد على الآليات التي قدمتها قيادة الجيش. وكان من الممكن أن يؤدي هذا الوضعإلى تعطيل أكبر لو أن قوات المشاة التي دفعت إلى سورية كانت 6-8 ألوية مشاة بدلا منثلاثة.
ب - صغر أسطول النقل الجوي بالنسبة إلى المهمات المطلوبة منه.
ج - عدم وجود طرقات استراتيجية (اوتوسترادات) تصل مختلف أرجاء القطر، مع أن الوضعالجغرافي للعراق، واحتمال الصدام مع عدة أعداء على جبهات مختلفة، وضرورة تحريكالقطعات بسرعة لمجابهة مختلف الاحتمالات، كان يفترض وجود (اوتوستراد) طويل رئيسييبدأ عند الحدود السورية الشمالية الشرقية ويتجه إلى الموصل – تكريت – بغداد – الحلة – الناصرية - البصرة، و3 (اوتوسترادات) إضاقية هي: بغداد - الرمادي. وبغداد – بعقوبة – كركوك – اربيل - الموصل. وبغداد - الكوت – العمارة - البصرة.
د - عدموجود ناقلات دبابات كافية لرفع ألوية الدبابات والمشاة الميكانيكية. الأمر الذيأجبر القيادة على دفع لواء المشاة الميكانيكي الثامن ليقطع المسافة بين مواقعهالأصلية ومنطقة التحشد على السلاسل (السرف)، واستخدام ناقلات الدبابات المتوفرةلنقل كل لواء على دفعتين، وجعل جزءا كبيرا من الدبابات يندفع على السلاسل حتى يكسبالوقت، ريثما تعود الحاملات إلى رفعه. وهكذا تعقدت آلية نقل القطعات، ووصلت الألويةالمدرعة إلى الجبهة منهكة وعلى دفعات، وطال الزمن اللازم للتحشد، وجاء وقف القتالفي 22/10/1973، وبعض كتائب الفرقة المدرعة السادسة لا يزال على الطريق، وكان بعضهاعلى بعد أكثر من 500 كيلو متر عن منطقة التحثسد. ففي الساعة 1500 من يوم وقف إطلاقالنار تحركت كتيبة ميكانيكية وكتيبه مدفعية ومقر قيادة أحد ألوية الفرقة المدرعةالسادسة من قاعدة ابن الوليد باتجاه الأراضي السورية، وبقيت كتيبة حذيفة (دبابات) تنتظر الناقلات في ابن الوليد، بينما كانت كتيبتا الرافدين والمهلب (دباباب) وكلهامن الفرقة المدرعة السادسة تنتقل محمولة على ناقلات داخل الأراضي العراقية منالمحمديات باتجاه قاعدة ابن ا لوليد.
ولقد حاولت القيادة العراقية منذ يوم 7/10الحصول على ناقلات سورية بغية تسريع عملية النقل ولكن القيادة السورية أعلمتها بأنمن المتعذر إرسال الناقلات بسبب الحاجة الماسة إليها. ثم أكد السوريون في اليومالتالي ضرورة إرسال الدبابات ولو بدون ناقلات، وذكروا للمسؤولين العراقيين إنوصولها سيؤثر على سير المعركة.
واتجه العراقيون نحو الأسواق الكويتية لشراءالناقلات، كما اتجهوا نحو الحكومتين الكويتية والأردنية، لاستعارة الناقلات. ولكنهذين البلدين لم يلبيا الطلب. وبررت الكويت رفضها في منتصف ليلة 8/10 بأنها تنويإرسال بعض الدبابات والمدفعية إلى الجبهة السورية، وأنها ستضع الناقلات تحت تصرفالجيش العراقي فور تنفيذ هذه المهمة. ولكن الناقلات الكويتية بقيت بلا عمل حتىالأيام الأخيرة للقتال.
وفي يوم 17 كانت القوة الكويتة المنوي إرسالها لا تزالفي أماكنها، ولو أن ناقلاتها استخدمت خلال الأيام العشرة التي انصرمت لساعدت علىتسريع نقل الدبابات العراقية إلى الجبهة. أما الأردن فقد برر عدم تلبية الطلبالعراقي في 8/10 بأن ناقلاته مشغولة في نقل القطعات. وكانت هذه الناقلات تقومبالفعل بنقل الألوية الأردنية المدرعة إلى منطقة الغور وإلى الحدود السورية- الأردنية. ولكن المسافة بين معسكرات الدبابات الأردنية وأماكن انتشارها الجديدة لمتكن تزيد عن 50 - 70 كيلو مترا. كما أن انتقال أبعد الدبابات من الأردن إلى الجبهةالسورية لم يكن يتطلب منها سوى التحرك مسافة تقل عن 200 كيلو متر. وهي مسافة قصيرةيمكن قطعها على السلاسل بسهولة، كما أنها مسافة لا تذكر أمام المسافات الطويلة التيكان على الدبابات العراقية قطعها.
وفي 13/10 تحركت ناقلات دبابات أردنية لرفع 16 دبابة أردنية كانت قد وصلت إلى الميناء على ظهر بواخر تحمل معدات عسكرية للأردن. الأمر الذي يدل على أن الأردن كان قادرا على الاستغناء عن بعض ناقلاته وإعارتها إلىالعراق، ولكنه أثر عدم القيام بذلك حتى لا يستفز الكيان الصهيوني ويورط الجيشالأردني في المعركة قبل الوقت المحدد له
تعليق