بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وصحبه المنتجبين
وصلني هذا الموضوع عبر البريد من صديقي أنقله كما هو:
من صحيح البخاري الذي قيل فيه انه أصح الكتب بعد كتاب الله، ولا تخلوا فتوى من حديث، أمثلة حول الموضوع (الترقيم بحسب نسخة إلكترونية):
هذه صرحت باسم الخليفة عمر:
114 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال:لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده).
قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا.
فاختلفوا وكثر اللغط، قال: (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع).
فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
أرقام أحاديث ذات صلة [2888، 2997، 4168، 4169، 5345، 6932].
هذه لم تصرح باسم الخليفة عمر:
4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلمواأكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ).
فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله.
فاختلف أهل البيت واختصموا،
فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك،
فلما أكثروا اللغو والاختلاف،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا).
قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم.
وهذه أخرى
4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال:
(ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع،
فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟
فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني،فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه).
{أقول:إن كان خير مما يدعونه غليه فلماذا امرهم من البداية؟!}
وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم).
وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها.
انتهى الإقتباس الحمد لله الذي لا ينسى وأننا لا ننسى
فنسأل بداية:
هل سكتَ؟!
أم نسيها؟!
أم أنه عمدا أخفاها؟! تماما كالأحاديث التي تتحدث عن خروج الرسول بين رجلين ولا تسمي الثاني من هو فيبينه ابن عباس؟!
ولدي بعض الأسئلة عطفا على ما تقدم، طرحتها تكرارا وتكرارا، ومرارا ومرارا، ولم أعثر لها على أي جواب منطقي
من البعض سوى السباب والشتائم والبهتان، فألخصها بما يلي والله المستعان، راجيا من الله سبحانه الهداية لنا والحوار بمنطقية وجديَّة وخلق إسلاميَّة رفيعة:
المقام الأول: في الإنقلاب الأول:
1
-أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: بإحضار دواة وورقة ليكتب كتاب لن يضلوا بعده أبدا.
أمر بيَّن العلة والسبب والوسيلة والعاقبة.
وهذا لعله من وحي آية الإنقلاب على الأعقاب لتكون لله الحجة البالغة، فكان يريد الحفاظ على الأمة من بعده حتى في آخر لحظات عمره الشريف، وهذا أيضا بيان لأمور عدة لن أخوض للبحث فيها في هذا المقام وإنما أشرت لها والعاقل عقُلَ مقصدي.
فنجد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
أمر بالإحضار ليكتب
وهو رسول معصوم مفترض الطاعة.
والله سبحانه وتعالى مما يقول (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، (وما ينطق عن الهوى)
فلم يُمتثل لأمر الرسول من الصحابة العدول.
لماذا؟!
2
-الرسول العربي الذي أنزل عليه القرآن العربي وحيا كان أفقه الناس واعرفهم باللغة العربية، فعلى ظاهر الحديث أنه هو من كان يريد أن يكتب وإلا لقال لأملي عليكم أو غيرها:
فهل كان بأبي وأمي يود الكتابة بيده الشريفة لذلك الكتاب لتمام الحجة؟!
3
-أمر الرسول ص أمرين:
إئتوني...... فلم يطيعوه وعلى إحدى الروايات استفهموه
قوموا ..... أطاعوه ولم يستفهموه وهو بعد الأول
أكرر: أولاهما الإحضار والثاني القيام عنه.
فلماذا أمتُثل للطاعة بالقيام عنه ولم يُمتثل لإحضار الدواة؟!
ولماذا شُكِّكَ بالأولى ولم يُشَك بالثانية؟!
4
الله سبحانه وتعالى نهى عن التجاهر بالكلام عند الرسول كبعضنا بعضا كي لا تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر
ولا بد من الحديث أنه حصل ما أشبه بالشجار
هذا يقول إعطوه
وهذا يقول لا
وهذه معصية لله ولرسوله بُررت أنها رأفة للرسول لحاله
فهل هذه شيم الصحابة العدول،
فأولا: عدم الإلتزام بأمر الله من نص القرآن الكريم
وثانيا: عدم الطاعة بالإتيان،
وثالثا: المشاجرة عند الرسول،
ورابعا: الإستفهام؟!
5
قال عمر بن الخطاب: إن رسول الله يهجر-ليهجر-غلبه الوجع
فما بال عمر أعلم بحال رسول الله من الرسول نفسه؟!
وهل الرسول لايعلم متى يجوز له البلاغ والإبلاغ ليصحح له عمر؟!
6
عطفا على الخامس: من هو عمر أمام مقام الرسول
لينهى عما أمر به الرسول ولا يمتثل لأمره؟!
7
إن مجرد الرمي بالهجر، أوالتشكيك بحالة الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم الصحيَّة والعقليَّة يستوجب التشكيك بما كان سيكتبه، وبما كان سيفعله
لذلك قال الرسول قوموا عني، لأن الحجة بطلت
فهل كان عمر أدرى من الرسول بحاله؟
هل كان عمر أدرى بما في نفس الرسول وحالته الصحية؟!
أم أنه لا يريد للرسول أن يكتب (أو يملي) لأحد بوصيته (أو وصية أو كتاب) لعدم ضلالة البشر،
فأراد الله ورسوله الهداية للناس
وأراد عمر عدم الهداية بالتشكيك الآن،
فحتى لو كتب لتم الطعن به عندها أنه كان في آخر سويعات عمر الشريف بحالة لا تطمئن القلوب لها،
والله يأمر بالوصية لمن يحضره الموت، والطاعة المطلقة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فلماذا هذا الموقف الذي يعدونه بطولة وهو ينافي عدة من آيات محكمات في أم الكتاب؟
8
لماذا برر العلماء لعمر؟
لماذا أخفوا إسمه في بعض الروايات؟!
ولماذا لم يبحثوا في طيات التاريخ عما كان الرسول يريد توثيقه بنص لا يقبل التأويل ولا التحوير ولا الإجتهاد! على القل بدراسة الوصية والوصايا الشفهية والفعلية وممارستها بعدة مواقف ومواضع؟!
المقام الثاني: في الإنقلاب الثاني
فهو المقولة الشهيرة
"حسبنا كتاب الله".
فهل القرآن يحتاج إلى سنة أم السنة تحتاج للقرآن وما المقصود بالسنة؟!
ومن يفسر القرآن ويعلَم بالقرآن؟! ألذي أفقه منه حتى ربات الحجال؟!
فالرسول تواتر عنه حديث الثقلين
فمجددا نسأل
ما كان دافع عمر من هذه المقولة؟!
والله ورسوله أمروا بالتمسك والمودة والتولية والطاعة :
فأولا القرآن الكريم
وثانيا اهل البيت حتى شبهوا بسفينة نوح والقرآن نطق بمن كان خارج سفينة نوح ماذا جرى عليه.
فلماذا لم يتم من وقتها جمع القرآن إن كان حقا ما برروا به بل انتظروا لأيام عثمان إن صحت أن القرآن جمع على عهده؟!
المقام الثالث: في بيان إختلاف الأحاديث في وفاة الرسول ص
أم المؤمنين عائشة المتحدثة:
تارة لا تعرف وقت موت النبي
وطورا تقول قبض على حجرها ما بين "حاقنتي وذاقنتي" أو بين " نحري وسحري"
وطورا انحنى على الطست
وطورا بعد أن ساكته
وأخرى بعد تمشيطه
ثم
طورا تقول أنه أمر بإحضار أبناء ابي بكر ليوصي
وأخرى أوصى لأبي بكر
وأخرى تستنكر أنه أوصى
وأخرى تستنكر وصايته لعلي
وأخرى تقول أنها كرهت أن يوصي لأبو بكر
وأخرى وأخرى وأخرى!
والشيعة تقول قبض في حجر الإمام علي عليه السلام.
فلماذا هذا الخلاف والإختلاف في روايات السيدة عائشة وتكرار الحديث المختلف والمتضارب عنها وبلسانها بموت الرسول ص وعن:
-استخلاف ابي بكر
-التوصية لأبناء أبي بكر
فهل هناك مخطط ما كان يحاك ؟!
استطرادا: إن كان حقا من استخلاف فلماذا كان الإجتماع في السقيفة؟!
هذا من خارج الموضوع نفتح له مجال وحوار آخر، لأن الآخر بإمكانه القول أيضا إن تم تنصيب الإمام يوم الغدير فلماذا اجتمعوا وأنى هذه من تلك.
أرجوا من الجميع أن لا يبخلوا ولو بمعلومة صغيرة ننتفع بها، بكلام راق واسلوب حواري منطقي هادف بنَّاء بعيدا عن الحساسيات والخلفيات والتعصب، وأن يكون مدعوما بالسند والأدلة والمراجع وإن أمكن الروابط.
الحق وإنصاف أهله هو ما نريده ونبحث عنه، والعذر إن كان الموضوع برمته أو بعضه مكرر.
وكل قول قلته كنت أستطيع دعمه بالآيات القرآنية والأحاديث ولكن لاختصار المقام قمت بجمع ما تيسر بأسلوب نثري ولمن شاء أوثق.
والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: أنا عندما أبحث بأمر ما، أفرغ عقلي وقلبي من كل ما فيهما من مسلمات وخلفيات واستنتاجات ودراسات، أجعل الله والقرآن رائديَّ، ولا أنظر للأمور بعيون رمادية، لأن الحق الحق هو ما أريد..
أفيدوناأفادكم الله ولا كن بدون شتم وسب
وإذا أنا على خطأ نبهوني
نسألكمالدعاء
وإذا أنا على خطأ نبهوني
نسألكمالدعاء
تعليق