سنن الاعراب
لعل الالفاظ كانت ولازالت ابرز وسائل التاثير في العنصر البشري، بل لقد تغير مسار امم وشعوب بواسطتها والى الابد.
حتى ان حاجة الفاتحين والحكام اليها تكاد لاتنتهي لتبرير فعالهم واساليبهم في ادارة الامور وسياسة الرعية اكان مصدر هذه الالفاظ فيلسوف او كاهن او رسول الامر سيان لان الحاجة الى المبررات تكاد لاتنتهي لاقناع الاصدقاء او افحام الخصوم .
وتفاوتت المجتمعات في مستوى تطبعها بوصايا منتجي الخطاب لديها من التزمت الحاد الى التسويف والامبالاة ، فمجتمعنا العربي قبل البعثة الشريفة اشتهر بالشعر والخطابة المسجوعة ولكنها لم تكن في شكلها النهائي اكثر من وسيلة لادامة الصراع القبلي او جزء من صنعة الابتزاز دفعا للهجاء او احد اساليب الاستجداء بواسطة اسباغ المديح على الملوك وقطاع الطرق .
وان كانت هذه الى الظاهرة الكلامية اقرب منها الى الرقي المعرفي او الاخلاقي الامر الذي يفسر افتخار شاعر كبير او خطيب مفوه بسلب قبيلة او انتهاب قافلة او وطئ نساء الخصوم بعد سبيهن يؤكد ماذهبت اليه . بل ان اختلاف بين رجلين في امر ما وصيرورة النعال الوسيلة المثلى للاقناع بينهما امر راسخ في عرف الثقافة الاعرابية التي تعج بالمظاهر المماثلة حيث جهد النبي الخاتم لتخفيف حدتها على الاقل الا ان هذه العادات والمثل ضلت صامدة امام التعاليم السماوية المضادة .
فبعيد وفاة النبي عادت ظاهرة تبادل النعال في مسجده وقرب قبره صلى الله عليه واله وباشتراك وجوه الصحابة حتي اذا جمعت كانت تشكل تلة على حد وصف احد كتب السير ، وبعدها ترى كبار الصحابة يغطون وجوههم لاخفاء اثار اختلاف الاراء بين القوم وعلى راسهم خليفتهم الراشد ( رضيت قريش عنه ) ، هذا وللامانة العلمية فأن التضارب بالنعال ليس الخيار الاول للقوم بل ان الاحماء يبدأ بتبادل الالقاب والتنابز بها حيث يتم استرجاع التواريخ الشخصية التي سترها او كما يقولون جبها الاسلام .
يمكن القول ان هذه عادة ترافق القهوة العربية ولايمكن تغيرها فهي احد مظاهر هذه الثقافة وهي تعبير تلقائي عن الغضب او الاعتراض ، او ربما هي وسيلة لاهانة المقابل وأستصغاره .
ولكن لو كان الامر كذلك لاصبحت الضرب بالاحذية احد فعاليات الالعاب الاولمبية بسبب العراقيين تحديدا وذلك نظرا لنوعية الحكام الذين تعاقبوا على اذلال الامة العراقية وبالخصوص القائد الضرورة ، ومع عدم ظهور ابن العوجة البار في المؤتمرات الصحافية الا نادرا وصعوبة تمييز الحرس الشخصي من الصحفيين لتشابههم في الوظيفة والتكليف فانك ستألف التصفيق الحاد بل وصيحات الحماس ( وفتح ) بعيد كل عبارة يتفوه بها حفظه الله سابقا ، ولم يكن ( منتظر) من احد الاعلاميين العراقيين ان يبتسم على الاقل بينما الرئيس القائد يتحدث ويخطأ في النحو او في منطق العرف السياسي او ان يكون واجما دون ان يضحك عندما يلقي ابو حلا نكتة سمجة حيث سيتم سلق عشيرته الاقربين .
الادهى اننا افتقدنا الاحذية في المؤتمرات الصحفية للمناضل محمد سعيد الصحاف عندما اكتمل تتطويق بغداد وبدأت الدبابات الامريكية تعبر جسور وسط العاصمة واصبحت على بعد مئات الامتار من مكان المؤتمر الصحفي والصحاف يبشر كتاب العرائض بان ام قصر مازالت صامدة وان وجود الامريكان في بغداد مجرد دعاية معادية تبعث على السخرية .
وهكذا دواليك لبقية قادة الامة العربية المجيدة فمع رصيد الهزائم العسكرية والسياسية لانظمتهم والانحدار الاقتصادي والتحلل الاجتماعي المرافق لايجرأ أي مسؤول لجهاز اعلامي ان يقاطع رئيس او امير البلد الذي يعيش فيه .
والسؤال هل سنعرف الزيدي لو كان عراقيا ويعيش في قطر وجاء بوش لتفقد القاعدة الامريكية الستراتيجية التي تعتبر مركز القيادة والادامة للعمليات في العراق هل سيجرؤ حتى ولو على المقاطعة ، الجواب معروف فلم نألف مثل هذه الزيديات اللهم سوى من الاخت سعدية الزيدي التي عرفنا صوتها ودبكاتها امام ضرورة الشرف العراقي الراحل .
والمسافة بين منتظر وسعدية ليست طويلة لانهما على ذات المربع العروبي مع اختلاف المخلوع منهما .
فكر صدام سمح بنزع الشرف العراقي كأحد وسائل امتاعه وبوش سمح بنزع الحذاء العراقي ليضرب به ، فهذه خيارات مساحة الحرية المتاحة من قبل الرئيسين وليس لعفة سعدية او شجاعة منتظر الزيديين دخل في الموضوع .
www.al-hillacultural.net
لعل الالفاظ كانت ولازالت ابرز وسائل التاثير في العنصر البشري، بل لقد تغير مسار امم وشعوب بواسطتها والى الابد.
حتى ان حاجة الفاتحين والحكام اليها تكاد لاتنتهي لتبرير فعالهم واساليبهم في ادارة الامور وسياسة الرعية اكان مصدر هذه الالفاظ فيلسوف او كاهن او رسول الامر سيان لان الحاجة الى المبررات تكاد لاتنتهي لاقناع الاصدقاء او افحام الخصوم .
وتفاوتت المجتمعات في مستوى تطبعها بوصايا منتجي الخطاب لديها من التزمت الحاد الى التسويف والامبالاة ، فمجتمعنا العربي قبل البعثة الشريفة اشتهر بالشعر والخطابة المسجوعة ولكنها لم تكن في شكلها النهائي اكثر من وسيلة لادامة الصراع القبلي او جزء من صنعة الابتزاز دفعا للهجاء او احد اساليب الاستجداء بواسطة اسباغ المديح على الملوك وقطاع الطرق .
وان كانت هذه الى الظاهرة الكلامية اقرب منها الى الرقي المعرفي او الاخلاقي الامر الذي يفسر افتخار شاعر كبير او خطيب مفوه بسلب قبيلة او انتهاب قافلة او وطئ نساء الخصوم بعد سبيهن يؤكد ماذهبت اليه . بل ان اختلاف بين رجلين في امر ما وصيرورة النعال الوسيلة المثلى للاقناع بينهما امر راسخ في عرف الثقافة الاعرابية التي تعج بالمظاهر المماثلة حيث جهد النبي الخاتم لتخفيف حدتها على الاقل الا ان هذه العادات والمثل ضلت صامدة امام التعاليم السماوية المضادة .
فبعيد وفاة النبي عادت ظاهرة تبادل النعال في مسجده وقرب قبره صلى الله عليه واله وباشتراك وجوه الصحابة حتي اذا جمعت كانت تشكل تلة على حد وصف احد كتب السير ، وبعدها ترى كبار الصحابة يغطون وجوههم لاخفاء اثار اختلاف الاراء بين القوم وعلى راسهم خليفتهم الراشد ( رضيت قريش عنه ) ، هذا وللامانة العلمية فأن التضارب بالنعال ليس الخيار الاول للقوم بل ان الاحماء يبدأ بتبادل الالقاب والتنابز بها حيث يتم استرجاع التواريخ الشخصية التي سترها او كما يقولون جبها الاسلام .
يمكن القول ان هذه عادة ترافق القهوة العربية ولايمكن تغيرها فهي احد مظاهر هذه الثقافة وهي تعبير تلقائي عن الغضب او الاعتراض ، او ربما هي وسيلة لاهانة المقابل وأستصغاره .
ولكن لو كان الامر كذلك لاصبحت الضرب بالاحذية احد فعاليات الالعاب الاولمبية بسبب العراقيين تحديدا وذلك نظرا لنوعية الحكام الذين تعاقبوا على اذلال الامة العراقية وبالخصوص القائد الضرورة ، ومع عدم ظهور ابن العوجة البار في المؤتمرات الصحافية الا نادرا وصعوبة تمييز الحرس الشخصي من الصحفيين لتشابههم في الوظيفة والتكليف فانك ستألف التصفيق الحاد بل وصيحات الحماس ( وفتح ) بعيد كل عبارة يتفوه بها حفظه الله سابقا ، ولم يكن ( منتظر) من احد الاعلاميين العراقيين ان يبتسم على الاقل بينما الرئيس القائد يتحدث ويخطأ في النحو او في منطق العرف السياسي او ان يكون واجما دون ان يضحك عندما يلقي ابو حلا نكتة سمجة حيث سيتم سلق عشيرته الاقربين .
الادهى اننا افتقدنا الاحذية في المؤتمرات الصحفية للمناضل محمد سعيد الصحاف عندما اكتمل تتطويق بغداد وبدأت الدبابات الامريكية تعبر جسور وسط العاصمة واصبحت على بعد مئات الامتار من مكان المؤتمر الصحفي والصحاف يبشر كتاب العرائض بان ام قصر مازالت صامدة وان وجود الامريكان في بغداد مجرد دعاية معادية تبعث على السخرية .
وهكذا دواليك لبقية قادة الامة العربية المجيدة فمع رصيد الهزائم العسكرية والسياسية لانظمتهم والانحدار الاقتصادي والتحلل الاجتماعي المرافق لايجرأ أي مسؤول لجهاز اعلامي ان يقاطع رئيس او امير البلد الذي يعيش فيه .
والسؤال هل سنعرف الزيدي لو كان عراقيا ويعيش في قطر وجاء بوش لتفقد القاعدة الامريكية الستراتيجية التي تعتبر مركز القيادة والادامة للعمليات في العراق هل سيجرؤ حتى ولو على المقاطعة ، الجواب معروف فلم نألف مثل هذه الزيديات اللهم سوى من الاخت سعدية الزيدي التي عرفنا صوتها ودبكاتها امام ضرورة الشرف العراقي الراحل .
والمسافة بين منتظر وسعدية ليست طويلة لانهما على ذات المربع العروبي مع اختلاف المخلوع منهما .
فكر صدام سمح بنزع الشرف العراقي كأحد وسائل امتاعه وبوش سمح بنزع الحذاء العراقي ليضرب به ، فهذه خيارات مساحة الحرية المتاحة من قبل الرئيسين وليس لعفة سعدية او شجاعة منتظر الزيديين دخل في الموضوع .
www.al-hillacultural.net
تعليق