
إن اواني وأدوات الطهي التي نستخدمها في اعداد وطهي الطعام بمختف انواعه كالقلي والتحمير والخبز قد تكون سبباً في وقوع تسمم كيميائي من خلال تسرب المواد الكيميائية والمعادن الموجودة في تلك الأواني كالرصاص والنحاس او الكادميوم الى الطعام الذي يتم طهيه.
ولذا يجب التأكد قبل شراء ادوات واواني الطبخ بأنها معدة للطهي الآمن وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن انواع اواني الطهي المتداول استعمالها ومدى سلامتها:
- الأواني الخزفية (الفخارية):
في عام 1830م تم التوصل الى صناعة الخزف الصيني وهو عبارة عن زجاج ناعم قوي مقاوم للاحتكاك والتآكل كما انه لا يحتفظ برائحة الطعام فيه بعد الاستعمال.
وهذا النوع من الأواني سهل التنظيف ويتحمل درجات الحرارة والأواني الخزفية التي تستعمل في الطبخ تكون مصقولة وذلك ليصبح سطحها ناعماً ولكن قد تنتج بعض المخاطر خلال عملية التصنيع او الصقل او الزخرفة حيث قد تحتوي المواد المستعملة لذلك بعض الأصباغ او الرصاص والتي قد تختلط بالطعام وتكمن خطورة الرصاص بأنه ليس له لون او رائحة عند اختلاطه بالطعام او الشراب وقد يحدث تسمم بالرصاص لأي شخص يتناول طعاما معدنيا في هذه الأواني.
والتسمم بالرصاص خطر على الأطفال والحوامل وقد يحدث مشاكل في السمع ومشاكل في السلوك وأعراض اخرى خطيرة.
وقد تبنت منظمة الاغذية بأنه نظراً للحرارة العالية للطهي فقد يتسرب الرصاص الى الطعام من هذه الأواني.
كما ينصح بعدم استخدام الأواني الفخارية المصنوعة في المكسيك او امريكا الجنوبية وذلك لاحتواء تلك الأواني على مستويات عالية من الرصاص وكذلك الأباريق والأكواب.. كما قد وجد انه في بعض الأحيان يستعمل مع الأواني الخزفية مادة الكادميوم وهو عنصر فلزي سام لاعطاء الأواني اللون الاحمر والاصفر والبرتقالي ومادة الكادميوم تستعمل بواسطة المصانع غير المرخصة او المجهولة لاعطاء هذه الأواني الشكل الملون الجذاب وقد تم منع استعمال هذا الفلز في الوقت الحاضر.
- أواني الألمنيوم:
ان اكثر من 5% من ادوات الطبخ المباعة حالياً مصنوعة من الألمنيوم ولكن معظمها مغطى بطبقة من مادة غير لاصقة ومعالجة لاعطاء معدن الألمنيوم القوة والصلابة اللازمة.
وفي عام 1970م بعض الابحاث وجدت ان الاشخاص المصابين بمرض الزهايمر لديهم مستويات عالية من الألمنيوم وهذه الدراسات اثرت الجدل حول ما اذا كان معدن الألمنيوم السبب في هذا المرض وفي نفس الوقت العديد من المستهلكين تخلصوا من اواني الطعام المصنوعة من الألمنيوم.
ولكن هذه نظريات وفرضيات لم تحسم الى الآن ولازالت الابحاث مستمرة لمعرفة العلاقة بين الألمنيوم ومرض الزهايمر.
كما ان منظمة الأغذية والأدوية ومنظمة الصحة العالمية لم تستدل على وجود علاقة بين هذا المعدن والمرض لأن الألمنيوم موجود في كل مكان ويعتبر ثالث عنصر موجود على سطح الارض بعد (الأكسجين والسيلكون) اضافة الى ذلك هناك العديد من الأدوية التي تحتوي على الألمنيوم حيث ان قرصا واحد من مضاد الحموضة يحتوي على 50مليجرام او اكثر من الالمنيوم وليس بمستغرب ان يستهلك شخص يعاني من آلام بمعداته على 300ميلجرام او اكثر من الالمنيوم في اليوم، كما ان الشخص الذي يستعمل يوميا اواني المنيوم غير مطلية للطهي والحفظ فإنه يتناول مع الاكل حوالي , 35ميلجرامات يوميا من الالمنيوم ولكي تحذر شركات صناعة هذا النوع من الاواني بعدم حفظ الاغذية الحمضية والمالحة مثل صلصة الطماطم، عشبة الرواند في قدور من الألمنيوم لأنها قد تؤدي الى تسرب كميات اكبر من المعدن الى الطعام، كما ان الاملاح والحوامض تحدث نقرا او ندوبا في الآنية ولكن استعمال اواني الالمنيوم بطريقة صحيحة لا يوجد مخاطر منها وخاصة ان الكمية الذائبة في الطعام عادة ضئيلة.
وفي عام 1986م اكدت منظمة الغذاء والدواء ان كمية الالمنيوم التي يستهلكها الشخص سواء من اواني الطهي او المواد الحافظة او الادوية لم يثبت ان لها تأثيرا ضارا.
- أواني الألمنيوم المكسوة بطبقة من اكسيد الألمنيوم:
احد الأسباب التي تزيد من إقبال الناس على شراء أواني الألمنيوم هو أنها موصل جيد للحرارة بحيث تصل الحرارة الى جميع اجزاء الوعاء بسرعة كبيرة وحالياً فإن شركات الأواني انتجت المنيوما معالجا بحيث يكون في فعالية الالمنيوم في توصيله للحرارة ولكن يختلف عنه في النوعية بحيث يتم اكسدة الألمنيوم بالتحليل الكهربائي ليصبح اكثر صلابة وغير قابل للخدش مع عدم التصاق الطعام به وسهولة تنظيفه، كما ان هذه النوعية لا تتفاعل مع الأطعمة الحامضية ولهذا تعتبر هذه الأواني آمنة عند طهي صلصة الطماطم او المواد الحمضية.
- الأواني المغلفة غير اللاصقة:
قبل ظهور الألمنيوم المكسو بطبقة من اكسيد الألمنيوم كان المنتشر بشكل كبير في امريكا اواني التيفلون وذلك لقوتها ولأنه يمكن طهي الطعام فيها بدون استعمال زيوت وبدون ان يلتصق بها الطعام مع سهولة تنظيفها.
وفي عام 1960م اجازت منظمة الأغذية والأدوية (FDA) استعمال هذا النوع من الأواني في الطهي واصبحت واسعة الانتشار ولأن هذه الأواني المغطاة بطبقة غير لاصقة تخدش عند استعمال ادوات حادة لذا تنصح شركات صنع هذه الأواني باستعمال ادوات بلاستيكية او خشبية عند طهي الطعام حتى لا يخدش الاناء ويتسرب جزيئات من الطبقة المغلفة الى داخل الطعام ولكن منظمة الاغذية والادوية صرحت بأن هذه الجزيئات ليس منها ضرر لأن الجسم يتخلص منها كما هي دون ان تحدث أي تفاعلات أو تغيرات داخل الجسم.
ويجب عند تنظيفها عدم استعمال اسفنج خشن او ادوات تنظيف قوية.
- أواني الستانلس ستيل:
ومعناه الفولاذ الصامد الذي لا يصدأ.
إن المستهلكين الذين لا يستخدمون اواني الألمنيوم عادة يستعملون اواني الاستانلس ستيل وتشكل حوالي 43% من مبيعات الأواني المستعملة في الطهي والخبز. ولأنها قوية ورخيصة الثمن كما انه مقاوم للصدأ ويحتفظ بجودته وهو عبارة عن خليط من معادن منها الحديد كما يحتوي على 11% من معدن الكروم وقد يحدث هذا المعدن في بعض الناس تفاعلات حساسية ولهذا فإن الاشخاص الذين لديهم حساسية من النيكل قد تحدث لديهم اعراض جانبية حتى لو كانت كمية النيكل الموجود في الاستانلس ستيل قليلة.
كما قد تحتوي على معادن اخرى مثل الموليبدينوم، تيتانيوم وهذه المواد تعطي لخليط المعادن المكونة لمعدن الستانلس ستيل القوة والصلابة اللازمة لتحمل الحرارة ومقاومة الخدوش والتآكل ولكن هذه الأواني غير موصلة للحرارة بشكل متساو في الاناء ولهذا تصنع قاعدتها من الألمنيوم او النحاس.
لكن المصانع المنتجة لهذه الأواني تحذر من حفظ الأطعمة الحمضية والمالحة في اواني الستانلس ستيل لفترة طويلة.
- الأواني النحاسية:
يعتبر النحاس موصلا جيدا للحرارة والطهاة يفضلون هذا النوع من الأواني وخاصة عند الحاجة لطهي اصناف من الطعام تحتاج الى وجود حرارة متساوية لكل أجزاء الطعام.
وعادة تغطي هذه الأواني بطبقة من الاستانلس ستيل او النيكل كما حذرت منظمة الاغذية والادوية من استعمال اواني النحاس غير المطلية لأن هذا المعدن من السهل ان يذوب مع بعض انواع الاطعمة الحمضية او المالحة وتعرض الشخص لجرعة زائدة من النحاس تحدث له اعراض غثيان وقيء واسهال ولهذا يجب عدم استعمال اواني النحاس غير المطلية في طهي او حفظ الطعام كما لا ينصح تنظيف هذه الاواني بمواد حرشة او خشنة لتجنب خدشها.
- الأواني المصنوعة من حديد الزهر:
وتعتبر من اقدم انواع المعادن التي استعملت في الطهي حيث تم استعمالها منذ حوالي 3000آلاف عام عند استخدامها من قبل الصينيين في طهي الأرز وظلت سلعة رئيسية معروفة في محلات بيع اواني المطبخ لأن حديد الزهر صلب وقوي ورخيص الثمن وموصل جيد للحرارة ومناسبة في قلي وخبز وتحميص الطعام.
وهذا النوع من الأواني يختلف طرق التعامل معه عن الأواني الاخرى حيث يجب غسله بمواد تنظيف قوية وصقالة كما انه من المهم مسحه بقطعة قماش جافة ونظيفة فور غسله حتى لا يتعرض للصدأ.
- كيف تختار آنية الطهي الملائمة:
كما هو واضح فإنه يوجد انواع عديدة من اواني الطهي ويجب علينا عند شراء اواني وأدوات الطهي ملاحظة الآتي:
1- الانتباه الى المكتوب على الآنية (آمن لاستعماله في الطعام) اما ما يكتب عليه ( لا يستعمل للطعام) فقد يحتوي على مواد سامة.
2- الآنية التي تحتوي على زخارف لا يجب استخدامها في حفظ الاغذية.
3- لا ينصح باستخدام الأواني الفخارية المصقولة والتي بعد غسلها يلاحظ وجود بودرة رمادية اللون على سطحها فهذا يؤكد رداءة صنعها.
4- يفضل شراء الأنواع المعدنية الصلبة ذات الاسطح الناعمة حتى يسهل تنظيفها بسهولة.
5- أن تكون مقاومة للصدأ وللخدوش.
6- ان تكون الاواني ذات قدرة عالية على مقاومة الحرارة ولها مقابض عازلة للحرارة.
7- الاكواب والاباريق المصنوعة من الفخار قد تحتوي على نسبة كبيرة من الرصاص فيجب الانتباه الى نوعية الفخار ومكان صنعه.
تعليق