ما من إنسان على وجه هذه الأرض إلا وهو في حركة جريان مستمرة نحو منتهاه وغايته التي اختارها بنفسه بعلم منه او بغير علم فعند تلك الغاية وعند ذلك المنتهى تكتمل معالم روحه ومكنونات نفسه وتتشكل فيها أركانه وملامح ذاته وطالما كان الإنسان موجودا في هذه الحياة فيمكنه تصحيح مساره نحو غايته التي هي في حقيقتها مصيره ومستقره واخوة يوسف التي أبت نفوسهم لسنوات طويلة الإعتراف بما ارتكبته ايديهم من الخطيئة الفادحة في حق أخيهم هاهو نفسه أخوهم يتدارك أمر أخوته ويهيئ لهم الأسباب التي تحملهم على التوبة وتصحيح ما في نفوسهم قبل فوات الأوان وقبل أن يلقوا ربهم وأيديهم ملطخة بذنبهم العظيم
أضواء على أهم الأحداث
- ستستمر زليخا في خلوتها مع ربها لأربعين يوما هذا ما أخبر به يوزرسيف زوجته أسينات حينما أطلعته عن رغبة زليخا في أمر الخلوة
- اخوة يوسف العشرة يصلون الى ديارهم بعد قلق ابيهم يعقوب النبي وعشيرتهم عليهم فقد طال إنتظارهم حيث يُستقبلون بالبهجة والسرور ويشارك باقي الكنعانيين في استقبالهم في حين ان اباهم النبي يعقوب عليه السلام يمتنع عن استقبالهم فقصتهم مع اخاهم يوسف الصديق لا تزال حاضره في وجدانه , وبعد لقاءهم بأبيهم وترحيبه بهم وبعودتهم يستغرب أمر عزيز مصر وما خص به ابناءه العشرة من الحفاوة والتكريم دون سواهم ويظهر عدم رضاه في ذهاب بنيامين معهم في المرة القادمة إن هم أرادوا الحصول على القمح امتثالا لشرط العزيز
- يتفاجئ الجميع حينما يكتشفون ان أموالهم التي اشتروا بثمنها القمح قد ارجعت إليهم ويتساءلون عن السبب والنبي يعقوب عليه السلام لا يستبعد ان يكون عزيز مصر قد اراد بذلك ضمان عودتهم له لأمر ما
- تواصل زليخا خلوتها حيث تمضي معظم وقتها بالعبادة وقلما تتحدث ويوسف الصديق يزورها فلم تتنبه لمجيئه بادئ الأمر بعدها يتناجيان بحديث لم يستطع الآخرين سماعه
- الحنطة التي أتى بها اخوة يوسف قاربت على النفاذ فيجتمع الاخوة بأبيهم النبي يعقوب عليه السلام طالبين منه السماح لبنيامين الذهاب معهم الى مصر للتزود بالحنطة فيُبدي لهم رفضه وعدم موافقته فهم لم يعترفوا بذنبهم او يعلنوا توبتهم من الخطيئة التي ارتكبوها في حق اخيهم يوسف فلا يمكن الوثوق بهم إلا إن هم قبلوا في ان يودعوا عند ابيهم ميثاقا ويقسموا بالله أن يحافظوا على اخيهم بنيامين ويعودوا به إليه سالما فيقسم الاخوة العشرة امام الجميع على ذلك ويعاهدون اباهم بالوفاء بوعدهم وميثاقهم له
- بعد ان استكملوا استعدادهم للسفر وأخذ الواحد منهم يسلم على ابيه تلو الآخر إستئذانا للمغادرة اوصاهم ابوهم بإلتزام الحيطة والحذر ونصحهم بالدخول الى مصر من ابواب متفرقة ثم يشتروا الحنطة ويعودوا بعدها دون جلبة وهكذا سيُسقَط في يد العزيز إن كانت نواياه تنطوي على سوء
- في أرض مصر يتلقى جميع حراس بواباتها المختلفة أوامر العزيز يوسف الصديق بإحضار الاخوة العشرة الكنعانيين إليه حالما يرونهم فهو بحاجتهم لأمر هام
- عند حدود مصر يتقدم باقي الكنعانيين على اخوة يوسف في دخولهم الى مصر بينما يتفرق الاخوة الأحد عشر اثنين اثنين و ثلاثة ثلاثة من أجل الدخول من خلال الأبواب المختلفة لمصر عملا بوصية اباهم يعقوب النبي على أن يخفوا وجوههم كي لا يتعرف عليهم أحد الحراس او رجال البلاط فيُكتشف أمرهم وحددوا موعد اللقاء عند مخازن الحنطة ولكن دون الإجتماع في مكان واحد
- حارس بوابة الشام يعرف من الكنعانيين بعد أن سألهم عن الأخوة العشرة الذين جاءوا بصحبتهم سابقا بأنهم عند تخوم طيبة وسيصلون قريبا وتصل الأخبار منه الى مالك
- الأيام الأربعون قاربت على الإنقضاء وزليخا لا تزال في خلوتها فهي لا تأكل ولا تنام إلا بقدر ولا تتكلم إلا بقدر ويوسف الصديق دائم الإطمئنان عليها
- تأتي الأخبار من مالك الى النبي يوسف عليه السلام عن أمر تواجد اخوته على مقربة من طيبة فيجعله ينتظرهم في المخازن لأنهم إن دخلوا المدينة فلا ريب أنهم سيقصدونها وحالما يجدهم عليه ان يصطحبهم الى بلاط اخناتون ليلتقي بهم هناك
- بدأ الاخوة يصلون الى المخازن تباعا مجموعة اثر اخرى حيث حصل البعض منهم على القمح بينما ينتظر آخرون دورهم وفي تلك الأثناء يصل مالك ويعاين المتواجدين في المكان فيشاهد اثنين من الأخوة يُخفيان وجهيهما فيتقدم نحوهما ويتعرف عليهما فيُكتشف عندها أمر الاخوة
- بينما كان يوزارسيف متواجدا مع زوجته أسينات يتسآل عن سبب تأخر اخوته يستأذن مالك بالدخول ويخبره بأن اخوته الآن في قصر أخناتون وقد جاءوا بأخيهم الأصغر أيضا فيطلب منه الذهاب إليهم وسوف يأتي لهم هو ايضا ويُطلع يوزرسيف زوجته بأنه قد رسم لهم خططاً يعجزون عن تصورها وذلك من أجل إصلاحهم
- في قصر اخناتون يدخل يوزارسيف على اخوته ويلتقي بهم ولأنهم احضروا معهم اخاهم بنيامين يخبرهم بأنهم قد اثبتوا صدق دعواهم ولذلك سوف يكيل لهم ما يكفيهم من الحنطة , ويذكر الاخوة أمر النقود التي رُدت إليهم وعن سبب إرجاعها إليهم فيسألهم رأيهم وماذا يظنون فيقول أحدهم لعلكم أردتم أن تمتحنونا لتنظروا هل نعيد إليكم الدنانير ام لا ويقول آخر لعلكم اردتم من هذا ان نشتاق للعودة الى مصر وآخر يقول لعلكم أشفقتم علينا لما علمتم بقلة مالنا فيجيبهم بأنه قد تكون كل هذه الأسباب قد خطرت بباله لكن أكثر ما أراده هو أن يقدم هدية لوالدهم العجوز فقد فهم من كلامهم انه رجل جليل , من ثم يطلب من نينيسابو إحضار الطعام بعدها يتوجه بالحديث الى اخوته طالبا منهم ان يجلسوا بنحوٍ يتقابل فيه الاخوة من الام الواحدة فيبقى بنيامين واقفا وحده في حين يجلس باقي اخوته كما طُلب منهم فيسأله يوسف الصديق عن سبب بقاءه وحيدا ولماذا لم يجلس فيجيبه بأنه لم يجلس لأنه لا أخ له من امه فيقول له أن بإمكانه الجلوس بقربه ان شاء في الموضع الخاص بعزيز مصر والمقابل لاخوته عن بُعد فيتقدم وهو يشعر بشيء من الإحراج من جلوسه بجانب عزيز مصر بينما ينظر الاخوة العشرة إليه في تعجب وكيف ان اخاهم بنيامين قد حضي بذلك الشرف وبتلك المنزلة
- يوزارسيف يحادث بنيامين الجالس الى جانبه ويسأله إن كان يذكر شيئا من صباه ليخبره عنه فيجيبه بنيامين بأنه قد قضى صباه مع اخيه يوسف وما يزال يذكر كل شيء فيُسَر يوزارسيف لكلامه ويقول له أخبرني عن أبيك فيقول بنيامين لقد أصبح عاجزا , حزنه على فقدان أخي يوسف اورثه العجز وسلبه النور من عينيه فهو يكاد لا يرى , لم نتمكن ابدا من اقناعه بنسيان يوسف مهما رجوناه فيتألم يوسف الصديق لكلامه ويتعجب بنيامين حينما يراه يمسح الدمع عن عينيه الطاهرتين ويقول هل يبكي عزيز مصر على حال أبي فيقول له ألا يجدر بي ذلك , أتعجب من حزني على عجوزٍ قد أضنى قلبه ألم الهجران , ثم يسأله عن اخيه ويقول له هل مات اخوك يا ترى ؟ فيجيبه بنيامين وهو يشير برأسه صوب اخوته قائلا هؤلاء يقولون ان الذئب قد أكله فيقول يوزارسيف سمعتُ بذلك لكن لا أخال أن هذا الأمر صحيح ثم يوجه نظره نحو الاخوة العشرة ويقول لهم بصوتٍ يُسمعهم به هل أكله الذئب واخوته العشرة يتفرجون ! فينظرون لبعظهم في صمت ثم يقول لبنيامين هؤلاء يخفون امرا ما , أنا أظن أن أخاك ما زال حيا عند تلك الأثناء يصل الطعام
- أثناء الطعام يضع يوزارسيف يده الشريفة بحيث يتمكن بنيامين من ملاحظة الخال الذي كان بها وحينما لاحظ بنيامين الخال أخذ يقول كان لأخي يوسف خال في ظاهر يده تماما كالذي لك مازلت أذكر ذلك جيدا رغم أنني كنت طفلا حينها , فيسأله يوزارسيف وماذا عن وجهه أمازلت تذكره فيُجيب بنيامين بالقول أجل اذكره بشكل جيد فنحن الاثنان كنا نلعب بإستمرار فيقول له ألن تتعرف إليه إن رأيته ؟ فيُجيبه في دهشه أنا لا أعلم , تعني أنه قد يكون حياً الآن !؟ , فيقول يوزرسيف فإن أنا أخبرتك عن حاله فهل أنت مصدقي فُيجيب قائلا أجل بالطبع ومن تُراه يكون أصدق منك عندها يقول له أتتعهد لي إن أنا أريتك يوسف ألا تُحدث اخوتك بشأنه لزمان معلوم ولا تدلهم عليه فيقول بنيامين في لهفة نعم لك عهدي أقسم أني سأكتفي بالنظر إليه فلا احدث بشأنه ولا أدل عليه , ويزداد بنيامين في تلك اللحظات شوقا وإنفعالا فيحاول يوزرسيف تهدأته لكي لا يلتفت اخوته إليه
- بعد أن تمالك بنيامين نفسه يرجو من يوزرسيف أن يخبره أين يوسف فيقول له : يوسف هنا , أحد النفر الموجودين هنا يكون يوسف فيجول بنيامين ببصره بكل اهتمام وترقب ينظر ويدقق في وجوه المتواجدين الواحد بعد الآخر نينيسابو , مالك وبقية الموجودين لكنه لم يجد فيهم ملامح أخيه يوسف عندها يلتفت الى الأمر الذي لم يكن في حسبانه ولم يخطر على باله فيُدير وجهه بكل أحاسيسه ومشاعره نحو يوزرسيف قائلا له : يوسف ! فيتلقى الجواب من خلال عيني أخيه يوسف اللتين تدمعان ولسان الحال يقول نعم أنا أخوك يوسف فتأخذ بنيامين العَبرة ويبكي من شدة الفرح بلقاء أخيه فيقول له اخوه يوسف اهدئ الآن بنيامين إهدئ قليلا ارتاب الاخوة بأمرنا , ويغادر يوسف عليه السلام المكان الى غرفة مجاورة فيحضر الاخوة العشرة الى أخيهم بنيامين متعجبين لأمر بكاءه وضحكه في حضور عزيز مصر , وما هي إلا لحظات ويأتي افراهيم الطفل الصغير ليوسف الصديق حيث ارسله ابوه في طلب بنيامين وهذا الأمر قد زاد في حيرتهم وريبتهم
- يدخل بنيامين بصحبة افراهيم ليجد يوسف واقفا ومعه زوجته وابنته منسّا فينظر متبسما الى اخيه يوسف فيتعانقان بكل حرارة وتأخذهما دموع الشوق بعدها يشكران الله ويتبادلان الحديث يستفسر خلاله بنيامين عن السبب الذي جعل يوسف عليه السلام لا يخبر أهله عن حاله طوال تلك السنين فيخبره بأنه اراد ذلك ولكن أمر الله حال دون ذلك وان رسول ربه نزل عليه مرارا يمنعه من اطلاع ابيه عن حاله فيسأله بنيامين عن موعد اللقاء مع أبيه وأخوته فيخبره يوسف بأنه مأمور ولم يُبلّغ رسالته في مصر حتى الآن ولم يؤمن أهل مصر بالله ولم يهوي آمون عن عرش سلطانه الا حديثا ولم يرتب امور مصر وأوضاعها الا مؤخرا ثم انه لم تتهيأ بعد المقدمات لتعبير رؤياه , ثم يتحدثان عن بكاء النبي يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وفي تعلقه ببنيامين من بعده ويذكر يوسف عليه السلام ان قضية ابيهم لا تخلو من وجه شبه من قضية تضحية جدهم ابراهيم بإبنه اسماعيل فيقول يوسف لأخيه أنا أرى أن ابقي عليك هنا في مصر أتقبل فيجيبه بنيامين أجل ان كان لابد من بقائي هنا فأنا خاضع طائع لأمرك لكونك نبيا اولا وعزيز مصر ثانيا فيقول يوسف يتحتم عليك البقاء في مصر لأمرين الأول ان على ابينا ان يُضحي بإسماعيليه فينتهي امر هذا الفراق وهذا الامر لا يُتصور إلا إن فقدَنا كلينا والثاني أنَّ على اخوتنا التوبة , التوبة من فقدانك انت , التوبة من اصطحابك والعودة دونك , توبة خيانة الأمانة , توبة التقصير في حراستك وحفظك , فُيبدي بنيامين خشيته من هلاك اباهم إن علم بفقده فيخبره يوسف بأن الموت والحياة بيد الله وعليه ان يكون على ثقة بأن اباهم سيأتي الى مصر فقد جاء احد عشر كوكبا الذين هم اخوته أما الشمس والقمر فلم يأتيا بعد , ثم يقول لأخيه لا تقلق فسوف اعمل فكري للخروج بتدبير للإبقاء عليك أتقبل المكوث عندي أم لا فيجبيه بالقول إن امرتني بذلك فنعم , ثم يطلب يوسف عليه السلام من اخيه الرجوع لأخوته لأن لا يرتابوا وإن سألوه فليخبرهم بأن عزيز مصر أراد ابلاغهم بجهوز أمتعتهم ولهم أن ينطلقوا غدا صباحا
- ما إن خرج بنيامين لأخوته حتى جاءه اخوته المرتابين في الأمر يسألونه عما كان يريده عزيز مصر منه فيخبرهم بنيامين كما أوصاه اخوه له
- يوسف الصديق يدعو الله أن يريه السبيل للإبقاء على أخيه بنيامين عنده من أجل حث اخوته على التوبة ومن أجل قطع أمل أباه منه ومن أخيه فيُلهمه الله ويريه الطريق الى ذلك فينادي يوسف عليه السلام على الحاجب ليستدعي له مالك ونينيسابو
- وفي صباح اليوم التالي يلتحق الأخوة العشرة ومعهم بنيامين بباقي الكنعانيين الذين كانوا في انتظارهم فيُلقي بعضهم التحية على بعض إذاناً منهم بالمغادرة بعد حصولهم على الحنطة وفيما هم يغادرون أرض طيبة كان بنيامين يتساءل في حيرة كيف أن أخاه يوسف يريد ان يبقيه في مصر وهاهي القافلة قد انطلقت , وبينما كانت تتقدم القافلة العائدة الى أرض كنعان يأتي على إثرها مجموعة من الفرسان يقودهم رودآمون فينادي فيهم أن توقفوا إنكم لسارقون فيقفون مذهولين ويقول لهم أن ثمة سارق بين افراد القافلة فصواع الملك الثمين الذي أهداه ليوزرسيف قد تم فقده وعلى من اخذه منهم ارجاعه وله حمل بعير من الحنطة فيستنكر الكنعانيون إتهامهم بالسرقة فيقول لهم رودامون نحن لا نتهم احدا عبثا ماذا لو عثرنا على الصواع في بعض متاعكم فما جزاؤه من وُجد في رحله فيقولون له ان لا علم لنا بشريعة أهل مصر فيقول لهم أنتم تحضون بالمنزلة عند العزيز لذا سوف نلزمكم بما ألزمتم به أنفسكم فيخبروه بأن الكنعانيين متى ما قبضوا على سارق مالهم جعلوه عبدا لهم لحولين فيقول رودامون حسنا ويأمر جنوده بالمباشرة في البحث فيبدأون بحثهم في رحل لاوي وفقا لطلبه منهم ومنه الى امتعة الباقين وحينما وصلت النوبة على متاع بنيامين يبادر رودامون الى جنوده بالقول كفوا أيديكم لا يُعقل أن يكون الصواع في رحل بنيامين لا تُتَصور السرقة من هذا الوجه البريء فيقول أحد اخوته في سخرية واستنكار لا تترددوا فتشوه أيضا فيأذن روداون لجنوده بأن يفتشوا رحل بنيامين
أضواء على أهم الأحداث
- ستستمر زليخا في خلوتها مع ربها لأربعين يوما هذا ما أخبر به يوزرسيف زوجته أسينات حينما أطلعته عن رغبة زليخا في أمر الخلوة
- اخوة يوسف العشرة يصلون الى ديارهم بعد قلق ابيهم يعقوب النبي وعشيرتهم عليهم فقد طال إنتظارهم حيث يُستقبلون بالبهجة والسرور ويشارك باقي الكنعانيين في استقبالهم في حين ان اباهم النبي يعقوب عليه السلام يمتنع عن استقبالهم فقصتهم مع اخاهم يوسف الصديق لا تزال حاضره في وجدانه , وبعد لقاءهم بأبيهم وترحيبه بهم وبعودتهم يستغرب أمر عزيز مصر وما خص به ابناءه العشرة من الحفاوة والتكريم دون سواهم ويظهر عدم رضاه في ذهاب بنيامين معهم في المرة القادمة إن هم أرادوا الحصول على القمح امتثالا لشرط العزيز
- يتفاجئ الجميع حينما يكتشفون ان أموالهم التي اشتروا بثمنها القمح قد ارجعت إليهم ويتساءلون عن السبب والنبي يعقوب عليه السلام لا يستبعد ان يكون عزيز مصر قد اراد بذلك ضمان عودتهم له لأمر ما
- تواصل زليخا خلوتها حيث تمضي معظم وقتها بالعبادة وقلما تتحدث ويوسف الصديق يزورها فلم تتنبه لمجيئه بادئ الأمر بعدها يتناجيان بحديث لم يستطع الآخرين سماعه
- الحنطة التي أتى بها اخوة يوسف قاربت على النفاذ فيجتمع الاخوة بأبيهم النبي يعقوب عليه السلام طالبين منه السماح لبنيامين الذهاب معهم الى مصر للتزود بالحنطة فيُبدي لهم رفضه وعدم موافقته فهم لم يعترفوا بذنبهم او يعلنوا توبتهم من الخطيئة التي ارتكبوها في حق اخيهم يوسف فلا يمكن الوثوق بهم إلا إن هم قبلوا في ان يودعوا عند ابيهم ميثاقا ويقسموا بالله أن يحافظوا على اخيهم بنيامين ويعودوا به إليه سالما فيقسم الاخوة العشرة امام الجميع على ذلك ويعاهدون اباهم بالوفاء بوعدهم وميثاقهم له
- بعد ان استكملوا استعدادهم للسفر وأخذ الواحد منهم يسلم على ابيه تلو الآخر إستئذانا للمغادرة اوصاهم ابوهم بإلتزام الحيطة والحذر ونصحهم بالدخول الى مصر من ابواب متفرقة ثم يشتروا الحنطة ويعودوا بعدها دون جلبة وهكذا سيُسقَط في يد العزيز إن كانت نواياه تنطوي على سوء
- في أرض مصر يتلقى جميع حراس بواباتها المختلفة أوامر العزيز يوسف الصديق بإحضار الاخوة العشرة الكنعانيين إليه حالما يرونهم فهو بحاجتهم لأمر هام
- عند حدود مصر يتقدم باقي الكنعانيين على اخوة يوسف في دخولهم الى مصر بينما يتفرق الاخوة الأحد عشر اثنين اثنين و ثلاثة ثلاثة من أجل الدخول من خلال الأبواب المختلفة لمصر عملا بوصية اباهم يعقوب النبي على أن يخفوا وجوههم كي لا يتعرف عليهم أحد الحراس او رجال البلاط فيُكتشف أمرهم وحددوا موعد اللقاء عند مخازن الحنطة ولكن دون الإجتماع في مكان واحد
- حارس بوابة الشام يعرف من الكنعانيين بعد أن سألهم عن الأخوة العشرة الذين جاءوا بصحبتهم سابقا بأنهم عند تخوم طيبة وسيصلون قريبا وتصل الأخبار منه الى مالك
- الأيام الأربعون قاربت على الإنقضاء وزليخا لا تزال في خلوتها فهي لا تأكل ولا تنام إلا بقدر ولا تتكلم إلا بقدر ويوسف الصديق دائم الإطمئنان عليها
- تأتي الأخبار من مالك الى النبي يوسف عليه السلام عن أمر تواجد اخوته على مقربة من طيبة فيجعله ينتظرهم في المخازن لأنهم إن دخلوا المدينة فلا ريب أنهم سيقصدونها وحالما يجدهم عليه ان يصطحبهم الى بلاط اخناتون ليلتقي بهم هناك
- بدأ الاخوة يصلون الى المخازن تباعا مجموعة اثر اخرى حيث حصل البعض منهم على القمح بينما ينتظر آخرون دورهم وفي تلك الأثناء يصل مالك ويعاين المتواجدين في المكان فيشاهد اثنين من الأخوة يُخفيان وجهيهما فيتقدم نحوهما ويتعرف عليهما فيُكتشف عندها أمر الاخوة
- بينما كان يوزارسيف متواجدا مع زوجته أسينات يتسآل عن سبب تأخر اخوته يستأذن مالك بالدخول ويخبره بأن اخوته الآن في قصر أخناتون وقد جاءوا بأخيهم الأصغر أيضا فيطلب منه الذهاب إليهم وسوف يأتي لهم هو ايضا ويُطلع يوزرسيف زوجته بأنه قد رسم لهم خططاً يعجزون عن تصورها وذلك من أجل إصلاحهم
- في قصر اخناتون يدخل يوزارسيف على اخوته ويلتقي بهم ولأنهم احضروا معهم اخاهم بنيامين يخبرهم بأنهم قد اثبتوا صدق دعواهم ولذلك سوف يكيل لهم ما يكفيهم من الحنطة , ويذكر الاخوة أمر النقود التي رُدت إليهم وعن سبب إرجاعها إليهم فيسألهم رأيهم وماذا يظنون فيقول أحدهم لعلكم أردتم أن تمتحنونا لتنظروا هل نعيد إليكم الدنانير ام لا ويقول آخر لعلكم اردتم من هذا ان نشتاق للعودة الى مصر وآخر يقول لعلكم أشفقتم علينا لما علمتم بقلة مالنا فيجيبهم بأنه قد تكون كل هذه الأسباب قد خطرت بباله لكن أكثر ما أراده هو أن يقدم هدية لوالدهم العجوز فقد فهم من كلامهم انه رجل جليل , من ثم يطلب من نينيسابو إحضار الطعام بعدها يتوجه بالحديث الى اخوته طالبا منهم ان يجلسوا بنحوٍ يتقابل فيه الاخوة من الام الواحدة فيبقى بنيامين واقفا وحده في حين يجلس باقي اخوته كما طُلب منهم فيسأله يوسف الصديق عن سبب بقاءه وحيدا ولماذا لم يجلس فيجيبه بأنه لم يجلس لأنه لا أخ له من امه فيقول له أن بإمكانه الجلوس بقربه ان شاء في الموضع الخاص بعزيز مصر والمقابل لاخوته عن بُعد فيتقدم وهو يشعر بشيء من الإحراج من جلوسه بجانب عزيز مصر بينما ينظر الاخوة العشرة إليه في تعجب وكيف ان اخاهم بنيامين قد حضي بذلك الشرف وبتلك المنزلة
- يوزارسيف يحادث بنيامين الجالس الى جانبه ويسأله إن كان يذكر شيئا من صباه ليخبره عنه فيجيبه بنيامين بأنه قد قضى صباه مع اخيه يوسف وما يزال يذكر كل شيء فيُسَر يوزارسيف لكلامه ويقول له أخبرني عن أبيك فيقول بنيامين لقد أصبح عاجزا , حزنه على فقدان أخي يوسف اورثه العجز وسلبه النور من عينيه فهو يكاد لا يرى , لم نتمكن ابدا من اقناعه بنسيان يوسف مهما رجوناه فيتألم يوسف الصديق لكلامه ويتعجب بنيامين حينما يراه يمسح الدمع عن عينيه الطاهرتين ويقول هل يبكي عزيز مصر على حال أبي فيقول له ألا يجدر بي ذلك , أتعجب من حزني على عجوزٍ قد أضنى قلبه ألم الهجران , ثم يسأله عن اخيه ويقول له هل مات اخوك يا ترى ؟ فيجيبه بنيامين وهو يشير برأسه صوب اخوته قائلا هؤلاء يقولون ان الذئب قد أكله فيقول يوزارسيف سمعتُ بذلك لكن لا أخال أن هذا الأمر صحيح ثم يوجه نظره نحو الاخوة العشرة ويقول لهم بصوتٍ يُسمعهم به هل أكله الذئب واخوته العشرة يتفرجون ! فينظرون لبعظهم في صمت ثم يقول لبنيامين هؤلاء يخفون امرا ما , أنا أظن أن أخاك ما زال حيا عند تلك الأثناء يصل الطعام
- أثناء الطعام يضع يوزارسيف يده الشريفة بحيث يتمكن بنيامين من ملاحظة الخال الذي كان بها وحينما لاحظ بنيامين الخال أخذ يقول كان لأخي يوسف خال في ظاهر يده تماما كالذي لك مازلت أذكر ذلك جيدا رغم أنني كنت طفلا حينها , فيسأله يوزارسيف وماذا عن وجهه أمازلت تذكره فيُجيب بنيامين بالقول أجل اذكره بشكل جيد فنحن الاثنان كنا نلعب بإستمرار فيقول له ألن تتعرف إليه إن رأيته ؟ فيُجيبه في دهشه أنا لا أعلم , تعني أنه قد يكون حياً الآن !؟ , فيقول يوزرسيف فإن أنا أخبرتك عن حاله فهل أنت مصدقي فُيجيب قائلا أجل بالطبع ومن تُراه يكون أصدق منك عندها يقول له أتتعهد لي إن أنا أريتك يوسف ألا تُحدث اخوتك بشأنه لزمان معلوم ولا تدلهم عليه فيقول بنيامين في لهفة نعم لك عهدي أقسم أني سأكتفي بالنظر إليه فلا احدث بشأنه ولا أدل عليه , ويزداد بنيامين في تلك اللحظات شوقا وإنفعالا فيحاول يوزرسيف تهدأته لكي لا يلتفت اخوته إليه
- بعد أن تمالك بنيامين نفسه يرجو من يوزرسيف أن يخبره أين يوسف فيقول له : يوسف هنا , أحد النفر الموجودين هنا يكون يوسف فيجول بنيامين ببصره بكل اهتمام وترقب ينظر ويدقق في وجوه المتواجدين الواحد بعد الآخر نينيسابو , مالك وبقية الموجودين لكنه لم يجد فيهم ملامح أخيه يوسف عندها يلتفت الى الأمر الذي لم يكن في حسبانه ولم يخطر على باله فيُدير وجهه بكل أحاسيسه ومشاعره نحو يوزرسيف قائلا له : يوسف ! فيتلقى الجواب من خلال عيني أخيه يوسف اللتين تدمعان ولسان الحال يقول نعم أنا أخوك يوسف فتأخذ بنيامين العَبرة ويبكي من شدة الفرح بلقاء أخيه فيقول له اخوه يوسف اهدئ الآن بنيامين إهدئ قليلا ارتاب الاخوة بأمرنا , ويغادر يوسف عليه السلام المكان الى غرفة مجاورة فيحضر الاخوة العشرة الى أخيهم بنيامين متعجبين لأمر بكاءه وضحكه في حضور عزيز مصر , وما هي إلا لحظات ويأتي افراهيم الطفل الصغير ليوسف الصديق حيث ارسله ابوه في طلب بنيامين وهذا الأمر قد زاد في حيرتهم وريبتهم
- يدخل بنيامين بصحبة افراهيم ليجد يوسف واقفا ومعه زوجته وابنته منسّا فينظر متبسما الى اخيه يوسف فيتعانقان بكل حرارة وتأخذهما دموع الشوق بعدها يشكران الله ويتبادلان الحديث يستفسر خلاله بنيامين عن السبب الذي جعل يوسف عليه السلام لا يخبر أهله عن حاله طوال تلك السنين فيخبره بأنه اراد ذلك ولكن أمر الله حال دون ذلك وان رسول ربه نزل عليه مرارا يمنعه من اطلاع ابيه عن حاله فيسأله بنيامين عن موعد اللقاء مع أبيه وأخوته فيخبره يوسف بأنه مأمور ولم يُبلّغ رسالته في مصر حتى الآن ولم يؤمن أهل مصر بالله ولم يهوي آمون عن عرش سلطانه الا حديثا ولم يرتب امور مصر وأوضاعها الا مؤخرا ثم انه لم تتهيأ بعد المقدمات لتعبير رؤياه , ثم يتحدثان عن بكاء النبي يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وفي تعلقه ببنيامين من بعده ويذكر يوسف عليه السلام ان قضية ابيهم لا تخلو من وجه شبه من قضية تضحية جدهم ابراهيم بإبنه اسماعيل فيقول يوسف لأخيه أنا أرى أن ابقي عليك هنا في مصر أتقبل فيجيبه بنيامين أجل ان كان لابد من بقائي هنا فأنا خاضع طائع لأمرك لكونك نبيا اولا وعزيز مصر ثانيا فيقول يوسف يتحتم عليك البقاء في مصر لأمرين الأول ان على ابينا ان يُضحي بإسماعيليه فينتهي امر هذا الفراق وهذا الامر لا يُتصور إلا إن فقدَنا كلينا والثاني أنَّ على اخوتنا التوبة , التوبة من فقدانك انت , التوبة من اصطحابك والعودة دونك , توبة خيانة الأمانة , توبة التقصير في حراستك وحفظك , فُيبدي بنيامين خشيته من هلاك اباهم إن علم بفقده فيخبره يوسف بأن الموت والحياة بيد الله وعليه ان يكون على ثقة بأن اباهم سيأتي الى مصر فقد جاء احد عشر كوكبا الذين هم اخوته أما الشمس والقمر فلم يأتيا بعد , ثم يقول لأخيه لا تقلق فسوف اعمل فكري للخروج بتدبير للإبقاء عليك أتقبل المكوث عندي أم لا فيجبيه بالقول إن امرتني بذلك فنعم , ثم يطلب يوسف عليه السلام من اخيه الرجوع لأخوته لأن لا يرتابوا وإن سألوه فليخبرهم بأن عزيز مصر أراد ابلاغهم بجهوز أمتعتهم ولهم أن ينطلقوا غدا صباحا
- ما إن خرج بنيامين لأخوته حتى جاءه اخوته المرتابين في الأمر يسألونه عما كان يريده عزيز مصر منه فيخبرهم بنيامين كما أوصاه اخوه له
- يوسف الصديق يدعو الله أن يريه السبيل للإبقاء على أخيه بنيامين عنده من أجل حث اخوته على التوبة ومن أجل قطع أمل أباه منه ومن أخيه فيُلهمه الله ويريه الطريق الى ذلك فينادي يوسف عليه السلام على الحاجب ليستدعي له مالك ونينيسابو
- وفي صباح اليوم التالي يلتحق الأخوة العشرة ومعهم بنيامين بباقي الكنعانيين الذين كانوا في انتظارهم فيُلقي بعضهم التحية على بعض إذاناً منهم بالمغادرة بعد حصولهم على الحنطة وفيما هم يغادرون أرض طيبة كان بنيامين يتساءل في حيرة كيف أن أخاه يوسف يريد ان يبقيه في مصر وهاهي القافلة قد انطلقت , وبينما كانت تتقدم القافلة العائدة الى أرض كنعان يأتي على إثرها مجموعة من الفرسان يقودهم رودآمون فينادي فيهم أن توقفوا إنكم لسارقون فيقفون مذهولين ويقول لهم أن ثمة سارق بين افراد القافلة فصواع الملك الثمين الذي أهداه ليوزرسيف قد تم فقده وعلى من اخذه منهم ارجاعه وله حمل بعير من الحنطة فيستنكر الكنعانيون إتهامهم بالسرقة فيقول لهم رودامون نحن لا نتهم احدا عبثا ماذا لو عثرنا على الصواع في بعض متاعكم فما جزاؤه من وُجد في رحله فيقولون له ان لا علم لنا بشريعة أهل مصر فيقول لهم أنتم تحضون بالمنزلة عند العزيز لذا سوف نلزمكم بما ألزمتم به أنفسكم فيخبروه بأن الكنعانيين متى ما قبضوا على سارق مالهم جعلوه عبدا لهم لحولين فيقول رودامون حسنا ويأمر جنوده بالمباشرة في البحث فيبدأون بحثهم في رحل لاوي وفقا لطلبه منهم ومنه الى امتعة الباقين وحينما وصلت النوبة على متاع بنيامين يبادر رودامون الى جنوده بالقول كفوا أيديكم لا يُعقل أن يكون الصواع في رحل بنيامين لا تُتَصور السرقة من هذا الوجه البريء فيقول أحد اخوته في سخرية واستنكار لا تترددوا فتشوه أيضا فيأذن روداون لجنوده بأن يفتشوا رحل بنيامين
اترك تعليق: