إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب الحقوق لمولانا زيد بن علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الحقوق لمولانا زيد بن علي عليه السلام

    عن أبي خالد الواسطي قال: كتب أبو الحسين زيد بن عليّ عليه السلام هذه الرسالة، وقال عليه السلام لنا: تدارسوها وتعلّموها وعلّموها مَنْ سألكم، فإنَّ العالمَ له أَجرُ مَنْ تعلّمَ منه وعملَ، والعالمُ له نورٌ يضيء له يومَ القيامة بما علَّمَ من الخير، فتعلّمُوها وعلّموها فإنّهُ مَنْ عِلمَ وعَمِلَ كانَ ربّانيّاً في ملكوت السماوات. قال أبو خالد الواسطي: فكتبناها من زيد بن عليّ عليه السلام وقرأها عليه أبو هاشم الرُمَّاني وكان يُدارسها ويقول: لو رعاها مؤمنٌ كانت كافيةً له.
    قال زيدُ بنُ عليّ عليهما السلام: جَعَلكُم اللهُ من المُهْتدينَ إِليه، والدالّينَ عليه، وعَصَمَكُم من فِتْنة الدُنْيا، وأَعاذكم من شَرّ المُنْقَلَب. والحمدُ للهِ على ما هَدانا وأَوْلانا، وصَلّى اللهُ على جميع رُسُله وأَوليائِهِ، وخَصَّ محمّداً صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم تسليماً. أما بعد، فإِنّكما سأَلْتماني عن حُقوقِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ، وكيفَ يُسْلَمُ بتأديتها وكمالها؟ واعلموا أَنّ حقوق الله عزّ وجلّ مُحِيْطةٌ بِعبادهِ في كلِّ حرَكَة، وسَبِيْل، وحال، ومَنْزِل، وجارِحَة، وآلة. وحُقُوْقُ اللهِ تعالى بعضُها أَكْبرُ من بَعْض. فأَكبر حُقُوْق اللهِ ما أَوْجَبَ على عباده من حَقّهِ، وجَعَلَهُ أَصْلا لِحُقُوقه، ومنْهُ تَفَرَّعَت الحُقُوْقُ. ثُمَّ ما أَوْجَبَهُ من قَرْنِ العَبْدِ إِلى قَدَمهِ، على اختلافِ الجوارِحِ، فَجَعَلَ لِلسانِ حَقّاً، وللبَصَر حقّاً، ولليَدَيْنِ حَقّاً، وللقَدَمين حَقّاً، وللبطن حَقّاً، وللفَرْجِ حَقّاً، وللزكاة حقّاً، وللنُسُكِ حَقّاً، وللجِهاد حَقّاً، وجَعَلَ لِذِي الرَحِم حَقّاً. فَحُقُوقُ اللهِ تَشَعَبَّتْ منها الحُقُوْقُ، فاحْفَظُوا حُقُوْقَهُ.
    التعديل الأخير تم بواسطة m@dy; الساعة 24-01-2009, 02:27 PM.

  • #2
    فأمّا حَقُّهُ الأَكْبَرُ: فأَنْ يَعْبُدَهُ العارِفُ الُمحْتَجُّ عليه، وأنْ لا يُشْرِكَ بهِ شَيْئاً، فإذا فعلَ ذلِك بِالإخْلاص واليقين، فَقَدْ تَضَمَّنَ لَهُ أنْ يكْفِيَهُ، وأنْ يُجِيْرَهُ. وللهِ عَزَّ وجَلَّ حُقُوْقٌ في النُفُوْسِ: أنْ تُسْتَعمَلَ في طاعَتهِ بِالجوارِحِ: فمن ذلِكَ اللسانُ، والسَمْعُ، والبَصَرُ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابهِ: إِنَّ السَمعَ والبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئك كانَ عَنْهُ مَسْؤولا [الآية 36 من سورة الإسراء 17].

    تعليق


    • #3
      فالِلسانُ: يُنَزَّهُ عن الزُوْرِ، والكذب، والخَنى. وأَنْ تُقيْمَهُ بالحقّ، لا تخاف في الله لومةَ لائم. وأَنْ تُحَمِّلَهُ آدابَ اللهِ لِمَوْضع الحاجة إِليه. وذلك أَنَّ اللسانَ إذا أَلِفَ الزُوْرَ اعْوَجَّ عن الحقّ، فذهبت المنفَعَةُ به، وبقيَ ضَرَرُه. وقد قال أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أَبي طالب صلوات الله وسلامه عليه: يُعرف ذو الُلّبِّ بِلسانه. وقال صلوات الله وسلامه عليه: المرءُ مخبوٌّ تحت لسانه. وقال صلوات الله عليه وسلامه: لسانُ ابن آدَم قَلَمُ المَلَك، ورِيْقُهْ مِدادُهُ، يا ابنَ آدَم، فَقَدِّمْ خَيْراً تَغْنَمْ، أو اصْمُتْ عن السُوْءِ تَسْلَمْ.

      تعليق


      • #4
        وحقُّ الله على المؤْمِنِ في سَمْعِهِ: أنْ يَحْفَظَهُ من اللّغْوِ، والإسْتِماع إِلى جميع ما يكْرَهُهُ اللهُ تعالى. فإنَ السَمْعَ طريقُ القَلْبِ، يجبُ أَنْ تَحْذَرَ ما يَسْلُكُ إِلى قلبِكَ.

        تعليق


        • #5
          وحَقُ اللهِ في البَصَرِ: غَضُّهُ عن الَمحْظُوراتِ، ما صَغُرَ وما كَبُرَ. ولا تَمُدَّهُ إِلى ما مَتَّعَ اللهُ بهِ المُتْرَفيْنَ. وتركُ انتقالِ البَصَرِ في ما لا خَيْرَ فيه. ولكنْ لِيَجْعَلْ المُؤْمِنُ بَصَرَهُ عِبَراً، فإنَّ النَظَرَ بابُ الإعْتِبار.

          تعليق


          • #6
            وحَقُّ اللهِ في اليَدَيْنِ: قَبْضُهما عن الُمحَرَّماتِ في التَناوُلِ، واللَمْس، والبَطْش، والأَثَرَة. ولكنْ تَبْسُطُهُما في الخَيْراتِ، والذَبِّ عن الدِيْن، والجهادِ في سَبِيْلِ اللهِ.

            تعليق


            • #7
              والرجلان: لا يُسْعى بهما إِلى مَكْرُوه. وكُلُّ رِجْل سَعَتْ إِلى ما يكْرهُ اللهُ سبحانه فَهيَ من أرْجُلِ إِبْليس.

              تعليق


              • #8
                وحقُّ اللهِ في البَطْنِ: أَنْ لا تجعله وِعاءً للحرام، فإنَّه مَسْؤُول عنه. وقد كانَ أَمِيْرُ المؤْمنينَ صَلواتُ اللهِ وسلامه عليه يقول: نِعْمَ الغَرِيْمُ الجَوْفُ: أَيُّ شيء تقدّمُهُ ـ وفي نسخة أخرى: تقذفه ـ إليه قبله منك. وقال صَلواتُ الله عليه وسلامه عليه: ثُلُثٌ طَعامٌ، وثُلُثٌ شَرابٌ، وثُلُثٌ نَفَسٌ. وقالَ صلواتُ اللهِ عليه وسلامه عليه: إذا طعمتم ـ فصلوا واصف الطعام ـ، فأخفُّ الطعام وأَطيَبَهُ وأَمْرَأَهُ ـ وأثراه ـ الحلال. ويجب أَنْ يقتصدَ في أَكْله وشُرْبهِ، فإنَّ كثرة الأَكْل والشُرْب مَقساةٌ للقَلْبِ.

                تعليق


                • #9
                  وحقُ اللهِ في الطعام: أنْ يسمِّيَ ـ الرَجُلُ ـ إِذا ابتدأَ. وأَنْ يحمدَ إذا انتهى. والشَبَعُ المليّا هو مَكْسَلةٌ، ولا خَيْرَ في العَبْدِ حِيْنَئِذ.

                  تعليق


                  • #10
                    وحقُ اللهِ على عَبْده في فَرْجهِ: حِفْظُهُ وتَحْصِيْنَهُ. وبابُهُ المفتوح إِليه هُوَ البَصَرُ، فلا تمُدُّوا أَبْصارَكُمْ، ولا تُتْبِعُوْا نَظْرةَ الفُجْأَةِ نَظْرةَ العَمْدِ، فتهلكوا، وكفى بذلكَ مَعْصِيَةً وخطِيْئَةً. فأخيْفُوا نُفُوْسَكم بالوعِيْدِ، فَمَنْ قَرَعَ نَفْسَهُ فَقَدْ أَبْلَغَ ـ في موعظتِها وتَحْصِيْنها وتَأْديتها ـ إِلى اللهِ عَزَّ وَجلَّ.

                    تعليق


                    • #11
                      ثُمَّ حُقُوْقُ اللهِ في الصلاةِ: أَنْ يَعْلَمَ المُصَلّي أَنَّها وافِدتُهُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجلَّ. ثمَّ فَلْيُصَلِّ صَلاةَ مُوَدّع يَعْلَمُ أَنَّهُ إذا أَفْسَدَ صلاتَهُ لم يَجِدْ خَلَفاً منْها، ومَنْ أَفْسَدَ صلاته فهو لسائر الفرائضِ أَفْسَدُ. فإذا قامَ العبدُ إلى الصلاةِ فَلْيَقُمْ مقامَ الخائفِ المِسْكينِ المتواضِعِ، خاشِعاً بالسُكُونِ والوقَارِ، وإحضارِ المشاهدة بيقين بالله تعالى فإذا كَمُلَتْ فَقَدْ فازَ بِها، وهيَ تَنْهى عن الفَحْشاءِ والمُنْكَر.

                      تعليق


                      • #12
                        وحقُّ اللهِ في الصِيامِ: اجتنابُ فُضُوْلِ الكلام، وحِفْظُ البَصَرِ، وتحريمُ الطَعامِ والشراب، والصَوْمُ جُنّةٌ من النّار، ومَنْ تَعَطَّشَ للهِ جَلَّ تَناؤُهُ أَرْواهُ من الرَحِيْقِ المخْتُومِ في دار السَلامِ.

                        تعليق


                        • #13
                          وحقُّ اللهِ في الأَمْوالِ على قَدَرِها: فما كانَ من زكاة: فإِخْراجُها إِلى أَهْلها. فإنْ أَخرجتموها إِلى غير أَهْلها فهي مضمونَةٌ لأَهْلها في جميع المال. وهيَ إذا لم تُخْرَجْ إِلى أهْلها مَخْبَثَةٌ لجميع ـ وفي نسخة أخرى: لسائر ـ المال. فيجبُ إِخراجها بِيقين وإِخْلاص، فتِلْكَ من أَفْضل الذخائر، وهيَ المقبُولة. فإِذا تَوَجَّهَ العَبْدُ إِلى اللهِ سبحانه بِقصْد ونِيَّة أَقبلَ اللهُ عليه بالخير، وإِذا اهْتدى زادَهُ هِدايةً في هِدايتهِ، وبَصَّرَهُ، وعَرَّفَهُ طريقَ نَجاتهِ، فَإِنّما يُريدُ اللهُ بِنا التُيْسِيْرَ، وهو الهادي، وهو المُسْعِفُ بالقُوَّةِ على صُعُوْبة الحَقّ وثِقَلهِ على النَفْس. ومن علاماتِ القاصِدِ إِلى اللهِ: إقْبالُ قَلْبِهِ وجوارحِهِ. وإِرشادُ النَفْسِ بِالتَذَلُّلِ والخُشُوْعِ والخَشْيَةِ لَهُ، السالِمَةِ من الرِياءِ. والتخلُّصُ من التَبِعَة بِالصَلاح.

                          تعليق


                          • #14
                            وحَقُّ اللهِ على عَبْدِهِ في أَئِمّةِ الُهدى: أَن يَنْصَحَ لهم في السِرِّ والعَلانيةِ، وأَنْ يُجاهِدَ مَعَهُمْ، وأَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ دُوْنَهمُ، إِنْ كانَ قادِراً على ذلك، من أَهل السلامة.

                            تعليق


                            • #15
                              وحَقُّ اللهِ على عَبْدِهِ في مَعْرفة حُقُوْق العُلَماء الدالِّيْنَ عليهِ في الأَمْر والنَهْي: أَن يَسأَلَهم إذا جهل، وأَنْ يَعْرِفَ لهم حَقَّهم في تعليم الخَيْر.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X