إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحوار الهادىء . ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحوار الهادىء . ؟

    الحوار الهادىء .. ؟

    الحوار : ليس دعوة ولا مناظرة ولا مجادلة , ولكنه صيغة جامعة وأسلوب من أساليب التقارب والتجاذب والتفاعل 0 ؟

    الحوار ليس دعوة ولا مناظرة ولا مجادلة , الدعوة إلى الله تعالى معناها أن تجلب الطرف الآخر إلى طريقك , وهذه مهمة الخطبـاء والدعاة , وذلك لأن دعوتهم جذب الناس إلى واقعهم الذي يعيشون فيه إلى وضعية مثلى , يشرق عليهم فيها أنوار الهدي الرباني وهذه
    هي مهمتهم 0 الحوار ليس دعوة , لأن الدعوة تكون من طرف واحد للآخر , ولا مناظرة , لأن المناظرة تسمى تعميق البعد الواحـد
    بمعنى أني أريد أن أناظره لأفحمه أو لأقنعه بأن كلامي هو الصحيح 0 ولا مجادلة , لأنه لا يصل إلى نتائج , وربما قصد من خلالـه
    إثبات الذات من طريق إثبات الفكرة , وقد تتوهم أنك تريد أن تثبت فكرة حق فتدخل نفسك وتبرز شخصيتك من خلالها لتقول : ( أنا على الصواب وأنت على الخطأ ) وهذه التلبيسات التي لا يُنتبه إليها 0
    الحوار ليس دعوة ولا مناظرة ولا مجادلة , ولكنه صيغة جامعة وأسلوب من أساليب التقارب والتجاذب والتفاعل , كل ٌ يجذب الآخـر
    ويلقي ببعض الأضواء إلى الآخر , ثم بعد هذا يتفاعل الفكر مع الفكر , ليس تفاعلا ً كليا ً من كل الجوانب , لأن الإنسان إذا وافق على كل ما يقال وما يقرأ , فمعنى ذلك أنه ألغى شخصيته , وكان بوقا ً لما يقوله الآخرون , قرأ نصوصا ً وكررها وانتهت القضية ؟
    وهذا خطأ جسيم , الفقهاء عندما قارنوا المذاهب ببعضها ناقشوا وحاوروا وأتوا بالأدلة , ورد بعضهم على بعض , وهذه ظاهرة صحية رائعة عندما تكون ضمن دائرة الآداب الإسلامية الرفيعة 0

    للحوار في لغتنا وتراثنا معان رفيعة القدر , سامية الدرجة , تكسوها مسحات راقية وتكسبها دلالة عميقة , وإذا رجعنا إلى معنى الحوار في اللغة وجدناه : ( المراجعة بالكلام ) مما يوحي بما ينبغي أن يكون عليه المحاور من رحابة صدر وسماحة النفس ورجاحة العقل , وما يحتاج إليه من ثقة ويقين وثبات , وما يلزم من القدرة على التكيف والتجاوب والتفاعل والتعامل المتحضر الراقي مع الأفكار والآراء جميعا ً 0
    وارتباط الحوار بمعنى الرجوع عن الشيء وإلى الشيء يُثبت في الضمير الإنساني فضيلة الاعتراف بالخطأ , ويركز على قيمة عظمى
    من قيم الحياة الإنسانية , وهي القبول بمبدأ المراجعة بالمفهوم الحضاري الواسع الذي تجاوز الرجوع عن الخطأ إلى مراجعة الموقف
    برمته إذا اقتضت لوازم الحقيقة وشروطها المراجعة , واستدعى الأمر إعادة النظر في المسألة المطروحة للحوار إي على حال من الأحوال وصولا ً إلى أجلاء الحق 0

    فالحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية المستندة أساسا ً إلى مبادىء الدين الحنيف وتعاليمه السمحة , وهو موقف فكري وحالة وجدانية , وهو تعبير عن أبرز سمات الشخصية الإسلامية السوية وهي سمة التسامح , لا بمعنى التخاذل والضعف بوازع من الهزيمة
    النفسية , وإنما بالترفع عن الصغائر والتسامي عن الضغائن , والتجافي عن الهوى والباطل 0
    وعلى الرغم من الطبيعة المتشعبة للحوار فإن من شروط الحوار الجاد الهادف أن يتصف بالحكمة 0 والحكمة في هذا الباب هي : جماع العلم والعقل والمعرفة والأداة , ومن عناصرها : الفطنة وحسن الفهم , وعمق الوعي , كيف تستطيع أن تحاور شخصا ً وأن تتفاهم معه وأنت تحمل عنه فكرة تكونت منذ عشر سنوات , وتجمدت هذه الفكرة في مخيلتك وذاكرتك , فهو إن ذكر تتصور هذا الشخص كما كان , أنت لا تستطيع أن تتفاهم معه , إذا أخطأ شخص في موقف أو كلمة أو فتوى , وجئت أنت لترسم من خلال هذا الخطأ صورة متكاملة عنه في ذهنك , فأنت لا تستطيع أن تتفاهم معه في المستقبل أبدا ً 0

    الحوار الناجح لا يشعر فيه الداعي إلى الحق بالغرور , ولا يشعر أحد الطرفين إذا تراجع عن خطئه بالذل , يقول له : ( أرأيت لقد أخبرتك , جيد أنك تراجعت ) 00 ) الذي سرت فكرته إلى قلب الآخر , لا يشعر بنوع من أنواع الغرور , والجوانب النفسية تدخل
    في هذه القضية 0 على الإنسان أن يكون مهذب النفس , رقيق الطباع قبل أن يدخل في الحوار , وإلا انقلب الحوار إلى أشبه ما يكون
    بحرب داحس والغبراء , أو حرب البسوس 0

    مبادىء الحوار الناجح 00 ؟
    المبدأ الأول : القصد إلى مواطن الاتفاق (1) 0
    تصور أنك تحاور إنسانا ً ملحدا ً , هل يوجد بينك وبينه نقطة اتفاق , من أين ستبدأ الحوار معه , هل تقول له : يا كافر يا فاســق يا منافق 00 يمكنك أن تقول له : إن دور الأخلاق أصبح دورا ً ثانويا ً في هذه الأيام , ألا تشعر بالعلاقات الاجتماعية التي نحياها بحاجة إلى إعادة نظر , وعندها سيقول لك : نعم 0
    من أخلاقيات الحوار ومبادئه البدء بمواطن الاتفاق من أجل كسب الثقة ونشر التفاهم , وإيجاد أجواء من الهدوء والانفتاح النفســي
    مما يفتح آفاق التلاقي والقبول والإقبال , ويقلل الجفوة وردم الهوة , ويجعل فرص النجاح أفضل وأقرب , كما يجعل احتمالات التنازع
    أقل وأبعد , وقد قال الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) 0 ( آل عمران : 64 ) 0
    إذن البداية ليس من نقاط الاختلاف , وإنما من نقاط الاتفاق , لكسب الثقة ولنشر روح التفاهم والارتياح النفسي , مما يقلل الجفوة ويردم الهوة , ابدأ من نقاط الاتفاق 0

    المبدأ الثاني : الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسلمة 0
    وبعبارة أخرى الاتفاق إلى أصل يرجع إليه , فالثوابت قد تكون دينية أو عقلية , وقد تحاور إنسانا ً لا يؤمن ببعض البديهيات العقلية , فهذاكيف تحاوره , فهو لا يؤمن بالقضايا المعلومة من الدين بالضرورة , ولا يؤمن بقضايا إنسانية عامة , ولا بقوانين ثابتة 00 فهذا
    من العبث أن تتحاور معه 0
    ومن الثوابت في دين الإسلام : الإيمان بأركانه , وما يطلق عليه العلماء ( المعلوم من الدين بالضرورة ) كالحكم بما أنزل الله , وحرمة الربا والخمر والزنى والسرقة 00 وأمثال ذلك مما هو مقطوع به لدى المسلمين , وإثباته شرعا ً أمر مفروغ منه , فهذه الثوابت لا يجوز أن تكون بين المسلمين محل حوار أو ميدان نقاش 0 ويدخل في هذا أيضا َ: عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل , فلا بد من البدء بالأهم من الأصول وضبطها والاتفاق عليها كما مر , ومن ثم الانطلاق منها لمناقشة الفروع والحوار حولها

    المبدأ الثالث : التجرد وقصد الحق والبعد عن التعصب 0
    فقصد الحق وأتباعُه والحرص عليه التزاما ً وطلبا ً هو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم , ويحول دون الانسياق وراء الهوى ودواعيه , سواء كان هوى النفس , أو هوى الجمهور , أو هوى الأتباع (2) 0 لأن التعصب لمجموعة يجعل الشخص يعيش في حاجز نفسي , فيجعل همه واهتمامه إفحام المخالف والإجهاز عليه , بل إذلاله 0 ومما يؤكد الاحترام القصد ُ إلى الإنصاف وتحري العدل , يجسد ذلك قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنئانُ قوم ٍ على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) 0 ( المائدة : 8 )
    وينبغي في مجلس الحوار التأكيد على الاحترام المتبادل , وإعطاء كل ذي حق حقه , والاعتراف بمنزلته ومقامه , وأن يعتمد على التعريض والتلميح بدل التصريح 000 فيكون التخاطب بالعبارات اللائقة والألقاب المستحقة والأساليب المهذبة 0
    -----------------------------------------
    (1) إن مشكلة الأمة الحقيقية الآن ليست في ترجيح رأي على رأي , ولكن مشكلة الأمة حقا ً في تضييع الأمور المتفق عليها , فمشكلة المسلمين ليست فيمن يقول : الرحمن على العرش استوى , أي :
    ( استولى ) أو هو كناية عن عظمة سلطانه تعالى , بل قيمن يجحد العرش ورب العرش جميعا ً , مشكلة الأمة ليست فيمن يجهر بالبسملة أو يسر بها , ولا فيمن يرفع يديه عند الركوع والرفع منه
    ومن لا يرفعها , إنما المشكلة فيمن لا ينحني يوما ً لله راكعا ً وساجدا ً و مشكلة الأمة ليست فيمن يأخذ بأحد المذاهب المعتبرة في إثبات هلال شهر رمضان وشوال , بل فيمن يمر عليه شـــهر
    رمضان كما مر عليه شعبان وشوال , لا يعرف صياما ً ولا قياما ً , بل يفطر جهارا ً نهارا ً بلا خشية أو شعور بالذنب والتقصير 0 !
    (2) الحرص على معرفة الحق والوصول إلى الحقيقة هو الخُلق الأساسي والتوجه الجوهري الذي ينبغي أن ينطوي عليه صدر المحاور , وقد روي عن حاتم الأصم أنه قال : معي ثلاث خصال أظهـر
    بها على خصمي – أي أغلب بها خصمي – قالوا : وما هي ؟؟ قال : أفرح إذا أصاب خصمي , وأحزن إذا أخطأ , وأحفظ نفسي من أن أتجاهل عليه – أي أضبط نفسي من أن أسيء الأدب أثنـاء
    الحوار - فقيل سبحان الله كان ما أعقله من رجل 0

  • #2
    احسنت اخي العزيز
    نقاط جدا مهمة وجديرة بالاهتمام
    وحري بنا ان نتبع خطؤات الحوار الهاديء

    تعليق


    • #3
      من آداب الحوار . ؟

      من آداب الحوار 00 ؟
      1- اللفظ الطيب وحسن التعامل :
      قال الله تعالى : ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا ً مبينا ً)0 ( الإسراء : 53 )
      لا تقل لمحاورك : ( هذا الكلام باطل ) 0 قل : ( أنا أرى الحق في غير هذا ) 0 استبدل قولك لإنسان ( إنك تكذب (1) ) , وقل لـه :
      ( هذا غير الصواب ) 0 لطف من أساليبك , لا تكن غليظا ً في كلماتك , لأن هذه ستكون صدمة , وستضع حاجزا ً نفسيا ً بينك وبينه
      فلن يقبل منك بعد ذلك , إذا أبدى لك رأيا ً باطلا ً فقل له : ( أتسمع مني الرأي الآخر ) بدون أن تجرح وتسفه رأيه 0 فمن العقــل
      ورجحان اللب أن ينأى طالب الحق بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية , وعبارات الاحتقار والإثارة والاســتفزاز
      ومن لطائف التوجيهات القرآنية لنبينا محمد (ص) أمره بتجنب التعنيف في الرد على أهل الباطل :
      ( وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعلمون , الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ) 0 ( الحج : 69 ) هذا هو أســلوب القرآن 0
      ومن المعلوم أن إغلاظ القول , ورفع الصوت , وانتفاخ الأوداج لا ينصر حقا ً , ولا يثبت حجة , , لكنه قد يولد غيظا ً , ويورث حنقا ً 00

      2- تجنب منهج التحدي والإفحام :
      يحسن ُ أن لا يعتمد المحاور أسلوب التحدي في الحديث , ومحاولة إيقاع الخصم في الإحراج , ولو كانت الحجة بينة , والدليل دامغا ً
      قد تفحم الخصم ولكنك لا تقنعه , قد تسكته بحجة , ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه , كسب القلوب مُقدم على كسب المواقف , والقناعة العقلية والحرص على القلوب واستلال السخائم أولى عند الأريب من استكثار الأعداء 00
      كان أحد علماء دمشق يناقش بعض العلماء في بعض الجوانب الاجتماعية التي اجتهد بها , ولكنه يلاطفهم بأطيب الأساليب , فكانوا يقولون له : ( غلبناك بالعلم وغلبتنا بأدبك ) وكانوا يخضرون مجالسه لما يرون فيه من التأدب مع العلماء 0
      وقد أظهر مؤمن آل فرعون رحمة وشفقة في حواره مع قومه , لأن الرحمة جسرٌ ومفتاح لعقل الطرف الآخر وقلبه , يقول الله تعالى
      في ذلك : ( وقال الذي ءامن يا قوم إني أخافُ عليكم مثل يوم الأحزاب , مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله
      يُريد ُ ظلما ً للعباد , ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) 0 ( غافر : 32 )
      على أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر , وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد وطغى وظلم 00 قال الله تعالى : ( لا يُحب ُ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم ) 0 ( النساء : 148 )

      3- الالتزام بوقت محدد في الكلام :
      ينبغي أن يستقر في ذهن المحاور ألا يستأثر بالكلام , ويستطيل في الحديث , ويسترسل بما يخرج عن حدود اللباقة والذوق الرفيع ومن المفيد أن نعلم أن أغلب أسباب الإطالة في الكلام ومقاطعة أحاديث الرجال يرجع إلى ما يلي :
      - إعجاب المرء بنفسه 0
      - حب الشهرة والثناء 0
      - ظن المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس 0
      - قلة المبالاة بالناس في عملهم ووقتهم وتقدير ظروفهم 0
      هذه الأمور تدفع إلى التطويل في المحاورة فلا يدع لخصمه مجالا ً للكلام 0

      4- حسن الاستماع وأدب الإنصات :
      ينبغي على المحاور أن يتعلم حسن الاستماع , واللباقة في الإصغاء , وعدم قطع حديث المحاور , ومن الخطأ الفادح أن تحصر همك في التفكير فيما ستقوله , ولا تلقي بالا ً لمحدثك ولمحاورك (2) 0 وقد قال الحسن بن علي عليه السلام : ( يا بني إذا جالست العلماء
      فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول , وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام , ولا تقطع على أحد حديثا ً وإن طال )0
      وحسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب , واحترام الرجال , وراحة النفوس كما يشعر بجدية الحوار وأهميته 0
      أحيانا ً قد لا يشعر الإنسان بنفسه عند المحاورة واحتدام الجدل بسوء في كلماته وتصرفاته , لذا أنصح الإخوة حضور عدة حلقات من
      ( الاتجاه المعاكس ) حتى يحذروا مثل هذه المواقف , لأن الإنسان قد يرى ما في غيره من العيب ما لا يراه في نفسه , ويحصل بيننا هذا أحيانا ً , ولئن رأيت الصورة في غيرك وتتجنبها , فإن هذا يكون درسا ً طيبا ً لك , وحسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب , واحترام الرجال , وراحة النفوس كما يشعر بجدية الحوار (3) 0

      5- الإخلاص وهو أهم النقاط :
      هذه الخصلة من الأدب متممة لما ذكر من أصل التجرد في كلب الحق , فعلى المحاور أن يوطن نفسه ويروضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذكر في ميدان الحوار وحلبته , فالمتعصب الحزبي يعيش في حاجز نفسي همه واهتمامه هو إفحام المخالــف
      والإجهاز عليه , بل وإذلاله 0 (4) !!

      معوقات الحوار 00 ؟
      1- التعصب والحزبية : جناحا التعصب هما : الضعف النفس وجهل العقل 0
      ثم يؤدي التعصب إلى الحزبية التي يُبتلى بها كثير من المنتسبين إلى طائفة في العلم أو الدين , أو يتعصبون لرئيس معظم عندهم 0 !
      بعض الناس يحب أن يدعو إلى الدين فيدعون إلى شيخهم وفرق كبير بين هذا وهذا 0 !
      الشيخ جسر ليوصلنا إلى الدين لا ليحبسنا عند جسره , الجسور لا تُسكن , الجسور تؤدي إلى الفسحات العامة , أما أن يحجر الإنسان
      وأن يحتكر فكره , وإذا أحد خالف فكرته يطرده , فهذا يدعو إلى نفسه , وبعض الطلاب يدعون إليه , وهذا يخالف الدعوة في الإسلام
      فالمتعصب يعيش في حاجز نفسي يجعل همه واهتمامه هو إفحام المخالف والإجهاز عليه , بل إذلاله , صرحوا أم لم يصرحوا , يعتقدون أن ما عندهم هو الحق المطلق , وما عند الآخرين هو الخطأ المطلق 0
      إن من يدخل الحوار بقوالب فكرية معدة مسبقا ً , كمن يحاور شخصا ً ووضع في ذهنه أنه لن يفيد الطرف الآخر , ولن يستفيد منه
      ولن يتفاهم معه , فأنا هنا أحكم على الحوار منذ البداية بأنه فاشل , لأنه قد يتصور فكرة عن إنسان كان يلبسها منذ سنوات يناقشـه
      وكأنه ما زال بعقليته القديمة 0 الإنسان في كل ثانية تتغير خلايا جسمه , وتتغير معطيات فكره , فلا يجوز أن ندخل الحوار بأفكار
      مُعدة مسبقا ً , وانتماءات حزبية مذهبية مقررة سلفا ً , لأن من يفعل ذلك فإنه يدخل الحوار لتقرير رأيه , والمدافعة عنه , والتعصب له , وليس عنده الاستعداد أن يتنازل عن رأيه , ولو تبين له خطئوه 00 ومن هنا تتصدع جسور التواصل بين المتحاورين , ولا يصل الحوار إلى نتيجة بأي حال 0

      2- التصنيف المتعسف للآخرين :
      هؤلاء جيدون , وهؤلاء مفسدون , هؤلاء ضُلال , وهؤلاء مبتدعة , هؤلاء 00 هؤلاء 00

      3- النظرة الأحادية :
      بمعنى أني على صواب وعيري على الخطأ , ومن لم يكن معنا فهو ضدنا (5) 0 ! جاء بعض الشباب إلى بعض العلماء والشيوخ وقالوا له : ( حدد موقفك أنت مع من 0 ؟ ) فإن قال : ( أنا مع الإسلام ) قال له : ( مع أي إسلام أنت 0 ؟ )
      هذا سؤال خطير جدا ً , حيث تسيطر على صاحبه فكرة واحدة يرفض ما عداها , ففكرته في الحقيقة سجن يمنعه من النظر في أفكار
      الآخرين , وصاحب النظرة الأحادية يرى – وإن لم يقل – أنه يملك كل المعرفة وكل الحقيقة , بينما لا يملك الآخرون شيئا ً ولا جزءاً
      بســيطا ً 0

      4- كراهية الطرف الآخر :
      تُرى لم رفض اليهود الإسلام , هل لعدم قناعتهم 0 ؟ ألا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم , ولكنه الحسد وكراهة الطرف الآخر , بعـض
      المشركين كان هذا سبب ابتعادهم عن الدين , هو يمتلك الصورة الكلية المتكاملة , وعند الآخرين جزء من الحقيقة 00
      صاحب النظرة الأحادية تُعيقه فكرته عن التفاهم مع الآخرين , والمتعصب لفكرة ما تعصبا ً أعمى تتحول فكرته إلى سجن تمنعه من رؤية أفكار الآخرين 00
      ---------------------------------------------
      تحديد موضوع النقاش ؛ إعطاء معلومات للمتحاورين عن القضية ؛ تحديد ما ليس موضعا ً للحوار ؛ البعد عن التجريح ؛ إدارة الحوار
      بشكل عادل ؛ تلخيص أهم النقاط لجمع الخيوط المبعثرة 00
      تتبع 0000 أقسام النفوس 0 ؟

      (1) مذهب الإمام البخاري : قلما كان يستخدم عبارة كذاب , دجال , في الوضاعين , وإنما كان جل قوله فيهم : فيه نظر , تركوه , ليس بشيء , وهذا اصطلاح خاص به 0 قال المزني : سمعني الشافعي يوما ً وأنا أقول : فلان كذاب , فقال لي : يا إبراهيم , أكسُ ألفاظك أحسنها , لا تقل فلان كذاب , ولكن قل حديثه ليس بشيء ( فتح المغيث للسخاوي 1/399 )
      (2) بعض المحاورين يظن أنه ضعيف في فكرته , فيستعيض عنها بالصراخ وربما بالقوة العضلية 0 !!
      (3) يقول الدكتور بكار في كتابه ( التربية بالحوار , ص 23 ) بعض الناس يتشاغل عن السماع الجيد بأمور تافهة , ويتركون محاضرهم ومجالسهم في حالة أشبه من يُكلم نفسه , وبعضهم يقاطع المتحدث قبل أن ينهي فكرته , ولذا يكثر أن يقول كل ٌ لصاحبه : ( أنا ما قلت هذا , وما قصدت ذلك , هذا لأنك لم تنتبه لي , , ولم تفهم عني ) وبعض الناس يُكمل الجملة للمتحدث قبل أن ينطق بها , كأنه يريد أن يقول : ( ما تقوله معروف لنا ) والأدب هنا أن يتفاعل المثقف مع المتحدث , حتى وإن كان الكلام معلوما ً لديهم قال أبو تمام :
      من لي بإنسان إذا خاصمته 0000 وجهلت ُ كان الحلم ُ رد جوابه
      وتراه يصغي للحديث بسمعه 0000 وبقلبه ولعله أدرى بــــه
      (4) جامع بيان العلم للحافظ ابن عبد البر القرطبي الأندلسي . ص 176 0
      (5) الإصغاء للآخرين فن قل من يجيده , فأكثرنا يجيد الحديث أكثر من الاستماع , والله سبحانه وتعالى جعل لك لسانا ً واحدا ً , وجعل لك أذنين حتى تسمع أكثر مما تتكلم , فلا بد أن تستمع جيدا ً , وأن تستوعب جيدا ً ما يقوله الآخرون 0
      (6) هذه بعض آداب الحوار , وأما آداب المحاور فملخصها ما يلي : أولا ً : جودة الإلقاء وحسن العرض وسلامة العبارة – ثانيا ً : حسن التصور – ثالثا ً : ترتيب الأفكار – رابعا ً : العلم – خامسا ً : الفهم مع العلم – سادسا ً : التواضع 0
      النظرة الأحادية : داء خطير يفتك بصاحبه قبل الآخرين , وصاحب هذه النظرة يظن نفسه على الصواب مهما فعل وغيره على الخطأ , ومن أمثلة النظرة الفردية البحتة : إن امرأة أرادت السفر إلى دولة أخرى , وجاءت إلى المطار قبل موعد الطائرة بقليل , فاشترت بعض البسكويت وجلست على إحدى مقاعد الانتظار تتصفح مجلة معها , وأثناء مطالعتها للمجلة وتناولها لما اشترته , مد الرجل الجالس بقربها يده على علبة البسكويت وبدأ يأكل منها , استاءت السيدة لهذا الموقف السخيف , وأكملت مطالعتها على مضض , ولكن الرجل عاد فمد يده مرة أخرى إلى العلبة وأكل منها , مما زاد من غضب السيدة وأشعلها نارا ً , وبعد فترة وجيزة عاد ذلك الرجل وأخذ من العلبة وهو يبدي ابتسامة بسيطة , فهمت تلك السيدة بشتمه وإهانته ووصفه بقلة الذوق وعدم احترام الآخرين إلا أن صوت الإذاعة في المطار طلب من المسافرين التوجه نحو الطائرة , فحملت تلك السيدة حقيبتها ومضت وهي تغلي وتشتعل من ذلك الرجل وما أن جلست مكانها في الطائرة وفتحت حقيبتها إلا وأخذت الدهشة منها كل مأخذ , وذلك لأنها وجدت علبة البسكويت التي اشترتها ما زالت في حقيبتها , وأنها طيلة ذلك الوقت تأكل من علبة بسكويت ذلك الرجل

      تعليق


      • #4
        ألله يبارك فيك
        موضوع مهم مهم مهم جداً جداً
        لا أعرف كيف اشـــــكرك

        تعليق


        • #5
          الحوار وآداب الحوار . ؟

          أخي الكريم .. سليم الزيدي . زادك الله بسطة في المعرفة والعلم . وحياك الله ..
          نعم الموضوع مهم , ولكن الأهم وشكري للموضوع , هو التطبيق للمعلومات الواردة فيه , وخصوصا ً لو أتى من ينتقدك في قولك , أو من كان هو مخالف لما تعتقد , وربما يكون ملحد وذو لسان سليط .. ؟
          أرجو من الباري تعالى شأنه , أن يوفق جميع أعضاء الموقع في الموضوع وتطبيقه .. لك تحياتي ..
          وأسعد الله مساءك , وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح القيم
            اسئل الله التوفيق لكم ولنا ولمنتدانا العزيز

            تعليق


            • #7
              أقسام النفوس . ؟

              أقسام النفوس 00 ؟
              ترجع نسبة كبيرة من الحوارات الفاشلة إلى عدم معرفة المحاور لنفسية صاحبه , ومن هنا كانت المعرفة الدقيقة لنفســــية الآخر وظروفه وبيئته واهتماماته , المعرفة الدقيقة بكل ذلك مفيدة جدا ً في تحديد الأسلوب المناسب للتحاور معه , لأن البيئة قد تكون معتادة على رفع الصوت , فإن لم تعرف بيئة المحاور ورفع صوته فإنك حينئذ ستظن أن هذا نوع من قلة الأدب , والآخر لا يشعر بذلك 0
              وقد تكون بيئته العامة مشهورة بالمزاح , فإذا مزح ظننت أن ذلك سخرية , فينقطع حبل الحوار بينك وبينه , ولو عرفت نفسيته , وأن فيها شيء من الدعابة لم تســتغرب 00 لذلك ينبغي أن يعرف نفسية المحاور , حتما ً لن تعرفها تماما ً , ولكن ضمن أطر معينة 0
              وفي هذا الصدد يقسم العلماءُ النفوس إلى عدة أقسام :

              1- النفسية البائسة :
              وهي نفسية من تعرضوا لإحباطات مستمرة , أسلمتهم هذه الإحباطات إلى يأس شديد , فلا يتصورون إمكانية التغيير إلى الأفضل 0 يقول لك : لا تحاول , لا يوجد أمل , لن تصلح الأمور 0 !

              2- النفسية المصنفة :
              وهي النفسية التي تميل دائما ً إلى تصنيف الآخر وتأطيره , وصاحبها يحكم على الناس جميعا ً ويضعهم في رفوف مكتبته , فهذا أهل
              وهذا ليس بأهل ٍ , , هذا لبق مهذب , وهذا في غاية الجهل , هذا جيد , وهذا يُتفاهم معه 000

              3- النفسية المتصيدة :
              وهي نفسية خطيرة , تهتم بالشكليات , فإذا أخطأ المحاور في كلمة في اللغة العربية يتصيد صاحبها الخطأ , ويقول : أنت في اللغــة
              لا تستطيع قراءة كلمتين , وتريد أن تحاور 0 !
              لذلك يقولون : من صفات المسلم والداعي للحوار بوجه أخص , العفو عن الهفوات , وعدم تلمس العثرات , قد يناقش إنســان آخر فيقول له : منذ سنتين قلت لي كذا , أنا لا أسامحك , هذه نفسية مريضة 0
              النفسية المتصيدة هي التي يتصيد صاحبها الحروف والألفاظ دون الاهتمام بالمقاصد وإحسان الظن بالقائل , فإذا رأى سقطة أو كلمة ضعيفة وجد بغيته , وبدأ يحطم في المحاور , ويجعلها فاكهته 0

              4- النفس الهروبية :
              وهي نفس يسيطر على أصحابها نوع من الضعف , بحيث يرون أنهم لا يملكون شيئا ً في مواجهة المتآمرين عليهم , فيدفعهم ذلك إلى
              الهروب عن مواجهة الآخرين (1) 0

              5- النفسية التبريرية :
              إذا حوصرت في خطأ فاجعل من السهل على نفسك أن تعترف بخطئك , تقول للآخر : ( فكرتك صحيحة وأشكر فضلك , وقد ظهر الحق على يديك , وسأعانقك وأحييك 0 ) أما أن تبرر وتظهر المضض من ظهور الحق على يديه , فهذه نفسية في حاجة لعلاج 0

              النفسية السليمة البديلة لتلك النفسيات هي النفسية الطموحة لمعرفة الحق , النفسية المتجردة عن حظوظ الهوى , ووسوسات الشياطين0

              الإسلاميون والحوار 00 ؟
              الحوار والمشاركة فيه لا يمثل اكتشافا ً جديدا ً , ولا يضيف إلى علوم المسلمين ما ليس لهم به عهد , فإن هذا الأمر ثابت مقرر في
              أدلة الشرع وقضاياه المتنوعة , بل هو المبدأ الذي قامت عليه دعوات الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله تعالى وسلامه , ومن سار على نهجهم , ومن أمثلة ذلك :

              1- الحوار بين الله وملائكته في شأن خلق آدم , وأمر الملائكة بالسجود له 0
              2- الحوار بين الأنبياء وأقوامهم , كحوار نوح وهود وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام , وهو حوار دقيق وهادف يتضح من خلاله الحرص على بيان الحق لهم : ليهدوهم إلى الصراط المستقيم 00
              3- 00 قوله تعالى : ( ادع ُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ُ ) 0 ( النحل : 125 )
              4- محاورة النبي محمد (ص) لليهود ولنصارى نجران وغير ذلك 0
              5- وقد عقد العلماء عبر مسيرة التاريخ محاورات ومناظرات عديدة مع أهل الكتاب والملاحدة والمبتدعة ؛ لإقامة الحجة عليهم وهو أمر مشـــهور 0

              نصيحة غالية : لا تدخل في حوار مالم تملك البراهين الواضحة والخبرة الواسعة , أحيانا ً على قنوات التلفاز يأتون بمحاور قوي جدا ً
              ويضعون أمامه شيخا ً ضعيفا ً , فيفشل الشيخ بالتأكيد , فيقول الناس : ( الإسلام فاشل , والإسلام ضعيف 0 ) هذه قضية خطيرة , فلا تقدم على حوار إلا إذا امتلكت من الخبرة والفهم ما تستطيع أن تؤيد من خلاله أفكارك وقد شبع بعض العلمــاء العقل بالعين , العين لوحدها لا ترى مالم تغمر بالنور , والعقل لوحده لا يكفي مالم يغمر بالمعرفة 0

              أسئلة تثري الحوار 00 ؟
              السؤال الأول : لقد ذكرتم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المحاور : من عدم الغرور , وعدم الشعور بالذل , واختيار الألفاظ , فما
              السبيل إلى زرع هذه المعاني في النفس 0 ؟
              الجواب : كل شيء له فضاء نظري , وله واقع تجريبي 0

              الفضاء النظري : هو هذه المعلومات , أن تخلص في نيتك , أن تتواضع لله , أن تستمطر فكرتك , وتعتبرها هدية جاءت لك , أن
              تتقبلها بلسان الشكر والامتنان ؛ لأن الله أهداها إليك عن طريق هذا المحاور 0
              وأما الشيء العملي : فهو التجربة , فإذا وجدت نفسك قد قصرت في جانب , فاختصر الحوار , وحاول في المرة الثانية أن تكون
              بنفس ٍ أطول ونية أصدق , هناك أناس بعد خمسة دقائق تعلو أصواتهم , وأناس آخرين بعد ساعتين من الحوار
              تتسع البسمات , وبين الطرفين آلاف المستويات , فاختر لك مستويا ً يليق بأدبك 0
              إذا ظهر الحق على لسان محاورك ولم تفرح فاتهم نفسك بأنك لا تريد الحق , وهذا في حاجة إلى تدريب وتجرد كامل 0 لو شعر كل واحد منا تجاه أخيه هذا الشعور , لكان هذا أمرا ً عظيما ً جدا ً , إذن نحتاج إلى معلومات نظرية , ونحتاج إلى تدريب النفس , ورجوع إلى تزكيتها , فهي إما أن تكون مطية حتى يعلو الإسلام , وإما أن تكون نفسا ً أمارة بالسوء , نفسا ً متعجرفة , وربما كانت معول هدم في صرح الإسلام من حيث يظن ُ الإنسان بأنه يحسن صنعا ً 00 فاهضُم النفس ليعلو الحق 0
              إما أن نزكي أنفسنا ليبقى الإسلام عاليا ً خفاقا ً , وإما أن نعظم نفوسنا فينخفض الإسلام , أمر من أمرين , وهذا يدفعنا إلى مزيد من العملية التربوية , والتعاون مع الأخوة 00 التمس عالما ً فاضلا ً تتربى على يديه , قم في جوف الليل , حاسب نفسك على أخطائك 0
              تعلم فن الاعتذار , إذا أخطأت مع طفل صغير أو مع طالب من طلابك , فاذهب إليه واعتذر ولو بالهاتف , قل له : ( أنا أخطأت يا أخي سامحني ) ولو كان من طلابك , أو كان أبنك , وهذه تدريبات عملية 0

              السؤال الثاني : ألا ينبغي ألا نناقش شخصا ً إذا كنا قد علمنا مسبقا ً أنه لا يقبل الحق إن ظهر على يد غيره , حتى لا نقع في المراء
              الذي نهى نبينا محمد رسول الله (ص) عنه (2) 0
              الجواب : أنت تعلم هذا عنه سابقا ً , هل تعلم الآن أنه قد تغير أم لم يتغير 0 ؟ ربما تغير , فالمذنب قد يتوب والكافر قد يســـلم ,
              والنفسيات الصعبة قد تلين , فلا تأتي بفكرة مسبقة 0 لكن إذا رأيته تعنت فهنا ندخل في الحديث : ( من ترك المراء ) اترك
              المراء , ولكن لا ترفض الحوار من الأساس بناءا ً على فكرة مسبقة عنه 0

              السؤال الثالث : ما هو دور القنوات الفضائية في موضوع الحوار , وعن خطورة هذه القنوات في بث الأفكار التي لا تتوافق مــع
              الإسلام , أو تحاول أن تشوه بعض المفاهيم الإسلامية 0 ؟
              الجواب : كلنا يتابع ندوات حوارية , وهذه القنوات فيها سموم ٌ فلا يؤخذ منها فتاوى , ولكن قد نتعلم من بعض المحاورين الأدب 0
              وقد نتعلم من بعض قساة الألفاظ وغلاظ الأكباد الأدب , لسان حالهم يقول لنا : ( لا تكن مثلي ) يمكن أن يستفيد الإنسان منها , ولكن ينبغي أن يكون ذلك عن وعي وحذر فهناك قضايا باطلة تعرض , وهناك أمور مشوهة عن الإسلام , وهنا أفكار هدامة0
              لا تقف أمام حوار في قناة تلفزيونية تريد أن تلتقط ما يقال وأن تقبل ذلك , فينبغي عليك أن تمرر ما تسمع على مصفاة اسمها (الشرع)
              مررها على العقل الواعي المؤمن , اقبل ما كان حقا ً , وارفض ما كان باطلا ً 0

              القنوات الفضائية بمقدار ما وسعت المعلومة , بمقدار ما أربكتها (3) , معلومات كثيرة جدا ً , ولكنها مركومة فوق بعضها , وتصنيف هذه المعلومات الكثيرة يحتاج إلى إنسان عنده أصالة دينية شرعية قد تربى على يد العلماء , ودرس الأصول والحديث والفقه , فهـذا
              الذي يحل المشــكلة 0
              وأما الخطورة فإنها تكون على الشباب الآن , الذين ليس عندهم أية خلفية عن الدين , ويسمعون هذه القنوات , وهي متعاكسة فيضيعون 00 فالخطورة عليهم أكبر من غيرهم 0

              السؤال الرابع : مرت قضية اعتذار الخطيب أو العالم أو الإمام في المسجد عن الإجابة , ربما كان الاعتذار بسبب أنه يريد ويرغب
              في توثيق المعلومة أكثر , وأن يأتي بها بشكل صحيح في الأسبوع القادم , فهل يضير ذلك 0 ؟
              الجواب : طبعا ً إذا كان الخطأ ظهر مع شخص فتعتذر منه , وإذا ظهر مع مجموعة فالواجب أن تبين لهم , لو أفتيت على المنبر فتيا
              خاطئة , وأتضح لك خطؤك فلا يصح لك السكوت 00 ولا يصح أن تعتذر من واحد أو اثنين فقط , بـــل يجب أن تقف وتقول : ( أنا في الجمعة الماضية أخطأت 0 ) أنا ذكرت هذا الحكم وهو خطأ , والصواب كذا , الحديث الذي ذكرته مثلا ً في الجمعة الماضية ضعيف جدا ً أو موضوع , ثم حفظه الناس عنك , قل لهم واستغفر الله وتب إليه , علمهم الرجوع إلى الحق , وإن كان هذا سيقلل من مستواك عند بعض السويات الدنيا , بعضهم سيقول ما هذا الشيخ 0 ؟! لن نحضر عنده بعد الآن (4) 00 !
              ولكن : إذا تعارض هذا مع قضية أن يبقوا على الخطأ فأيهما أفضل 0 ؟!

              السؤال الخامس : حبذا لو أضفتم إضاءات ٍ أخرى لموضوع النظرة الأحادية , والتعصب للمجموعة , وكراهية الطرف الآخر , وتمني
              الفشل من الطرف الثاني المحاور 0 فقد ذكروا مرة ً أن داود الظاهري كان في حوار مع شخص , وأثناء الحوار
              قال له : لقد كفرت والحمد لله 0 ! فقال : سبحان الله , ومتى كان المسلم يفرح بكفر أخيه , فهلا قلت : لا حــول
              ولا قوة إلا بالله 0 فحبذا لو زدتم من الإضاءات حول هذه النقطة 0
              الجواب : إذا ترسخت عند الإنسان المسلم وعند الداعي للحوار بشكل أخص قضية التجرد للحق , فبمقدار ما يتجرد للحق يتبرأ من
              الذات , ويتبرأ من الانتصار لنفسه 0 الله سبحانه وتعالى يقول : ( وداعيا ً إلى الحق بإذنه وسراجا ً مُنيرا ً ) ( الأحزاب :46 )
              هذه الكلمة تنفي كل شائبة من شوائب الانتصار للنفس 0
              مثلا ً : تناظر شيخ مع شيخ آخر في قضية ما , وكانت النتيجة أن قال الشيخ : ( لقد تحاورنا واتفقنا في بعض النقاط وهذه نعمة ) المشكلة ليست مع ذات المحاور إنما مع من يحيط , الذين لا ينضبطون بما يريد الشيخ , يذهبون إلى طلاب الشيخ الآخر , ويقولون لهم : لقد أقام الحجة عليه , وطلاب الآخر يردون بنفس المستوى أيضا ً 0 !
              المشكلة ليست بين الشيوخ ؛ لأن أغلبهم قد وصل إلى مرحلة من التهذيب , ومن الخوف من الله , ومن الورع , ومن التقوى , ونرجو من الله أن يلحقنا بهؤلاء , ولكن القضية تتعلق ببعض التلامذة لفلان , أو فلان الذين يحرشون ويوغرون الصدور 0 !
              الإضاءات كثيرة 00 فعندي ما ليس عندك , وعندك ما ليس عندي , يثري بعضنا ً بعضا ً , والله هو الذي يرزق الجميع , فكما يرزق الناس بعضهم في المال , فكذلك يرزق بعضهم بعضا ً في الأفكار 0 ؟
              ----------------------------------------------
              (1) ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب : 1- أنه لا يعرف ما يريد -2- يعرف ما يريد , ولكنه لا يعرف ماذا يفعل -3- يعرف ما يريد , ويعرف ماذا يعمل , ولكنه لا يعتقد بقدرته على فعل ما يريد لذلك فهو يعيش لاجئا ً على أفكار الآخرين 0
              (2) قال رسول الله (ص) : من ترك الكذب وهو باطل , بُني له في ربض الجنة , ومن ترك المراء وهو مُحق , بني له في وسطها , ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها 0 ( الترمذي وحسنه ,
              كتاب : البر والصلة 0 باب : ما جاء في المراء رقم : 1993 ) 0
              (3) العالم اليوم يعيش تخمة من كثرة النظريات والمبادىء والعقائد والفلسفات , صحيح أن الكثير منها باطل , ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية , وهناك
              أناس تدربوا وتعلموا كيف يدافعون عن الباطل حتى يصبح في نظر الناس حقا ً , وأحيانا ً لا يحسن هؤلاء النقاش والحوار إلا من خلال فوهات المدافع والبنادق , أو من خلال كلمات جارحة هي أشد فتكا ً من الرصاص والقذائف 0
              رحم الله من قال : اعمل بقولي وإن قصرت في عملي ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X