بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رغم أن الملا صدرا شخصية عظيمة يقل عنها المثيل، ومقامه السامي وعلوّ شانه غني عن التعريف، إذ يكفي مرور اسمه في أي كتاب لكي تخضع لجلالته حروف الكلام وارواح المعاني، كخضوع العبيد أمام السلاطين، فيصير القارئ له عبداً ينقاض لكل همسة يذكرها، ويتأمل في كل كلمة يقرؤها، وكأن كلامه وحي منزل، فينهل القارئ من فيض علمه ما يستطيع على ذلك صبرا، لكن رغم كل ذلك، فإن العظماء يتنافسون فيما بينهم لكتابة ولو حرف واحد عن شخصية هذا العظيم، لا لتوضيح مقام هذا الشخص، فهو غني عن ذلك .. لكن لينالوا بذكره شرف ذكره، ولكي يفوزوا بمجاورة أسمائهم لاسمه، وتنبعث روح الحياة إليهم، من صفاء روحه.
وهذا أحد أولئك العظام، الذي أراد نيل هذا الشرف، فكتب ما جادت به قلمه بيده الشريفة، ولا أطيل عليكم الكلام، وأترك للقارئ المقام، ليتمعنّ في كلمات الشيخ المظفر رضوان الله عليه، ويعيش ما يسميه الشيخ رضوان الله عليه "أحلام اليقظة" ..
وهذه مقدمة لكتاب الأسفار الشريف، كتبها الشيخ محمد رضا المظفر رضوان الله عليه ..
----------------
المقدمة
يلذ لي الحديث كثيرا عن المولى (صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي القوامي) مؤلف كتاب ((الأسفار))، المشهور على لسان الناس بـ (الملا صدرى) وعلى لسان تلامذة مدرسته بـ (صدر المتألهين).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رغم أن الملا صدرا شخصية عظيمة يقل عنها المثيل، ومقامه السامي وعلوّ شانه غني عن التعريف، إذ يكفي مرور اسمه في أي كتاب لكي تخضع لجلالته حروف الكلام وارواح المعاني، كخضوع العبيد أمام السلاطين، فيصير القارئ له عبداً ينقاض لكل همسة يذكرها، ويتأمل في كل كلمة يقرؤها، وكأن كلامه وحي منزل، فينهل القارئ من فيض علمه ما يستطيع على ذلك صبرا، لكن رغم كل ذلك، فإن العظماء يتنافسون فيما بينهم لكتابة ولو حرف واحد عن شخصية هذا العظيم، لا لتوضيح مقام هذا الشخص، فهو غني عن ذلك .. لكن لينالوا بذكره شرف ذكره، ولكي يفوزوا بمجاورة أسمائهم لاسمه، وتنبعث روح الحياة إليهم، من صفاء روحه.
وهذا أحد أولئك العظام، الذي أراد نيل هذا الشرف، فكتب ما جادت به قلمه بيده الشريفة، ولا أطيل عليكم الكلام، وأترك للقارئ المقام، ليتمعنّ في كلمات الشيخ المظفر رضوان الله عليه، ويعيش ما يسميه الشيخ رضوان الله عليه "أحلام اليقظة" ..
وهذه مقدمة لكتاب الأسفار الشريف، كتبها الشيخ محمد رضا المظفر رضوان الله عليه ..
----------------
المقدمة
يلذ لي الحديث كثيرا عن المولى (صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي القوامي) مؤلف كتاب ((الأسفار))، المشهور على لسان الناس بـ (الملا صدرى) وعلى لسان تلامذة مدرسته بـ (صدر المتألهين).
وأنا أحد المعجبين بعقله، وسمؤّ نفسه، وقوّة عارضته وحريّة تفكيره، وحسن بيانه، ونضج أفكاره، وصراحته في الإعلان عن آرائه مع ما لاقى من عنت وتكفير.
وكلّ ذلك استشعرته من كتبه ورسائله، قبل أن أفهمه من حديث الناس المترجمين له.
وقبل 12 عاماً وضعت محاضرات رمزية في عرض فلسفته، تخيلته فيها كأنّه يحدثني في الأحلام، ولكن من طريق مؤلفاته. فتألفت منها رسالة سميتها (أحلام اليقظة) نشر أكثرها في المجلات السيارة.
فاستجابتني الآن لوضع ترجمة له في مقدمة كتابه ((الأسفار)) العظيم أملتها عليّ تلك اللذة وذلك الإعجاب. وها أنا ذا أقتبس جملة من أفكار تلك الأحلام في هذه الترجمة.
والحقّ أنّ صاحبنا من عظماء الفلسفة الإلهيين الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون، وهو –بعد- المدرّس الأول لمدرسة الفلسفة الإلهية في هذه القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الإسلامية الإمامية، والوارث الأخير اللفلسفة اليونانية والإسلامية، والشارع لهما والكاشف عن أسرارهما.
ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه، لا سيّما الأسفار الذي هو القمّة في كتب الفلسفة قيدمها وحديثها والأمّ لجميع مؤلفاته هو.
وكلّ من جاء بعده من الفلاسفة في هذه البلاد فإنّ فخر المجليّ منهم أن يقال عنه إنه يفهم أسرار كلامه أو إنّه تلميذه ولو بالواسطة ومن الطريف حقاً أن نجد أساتذة فنّ المعقول –كما يسمونه- يفتخرون باتصالهم به في سلسلة التلمذة، حتى أن بعضهم يبالغ في حفظ أسماء أشخاص هذه السلسلة، كالعناية بسلسلة رواية الحديث.
وأكثر من ذلك أنّ شيخنا وأستاذنا العظيم المحقق الحجة الشيخ محمد حسين الأصفهاني (1292-1361) سمعت عنه أنه كان يقول: ((لو أعلم أحداً يفهم أسرار كتاب الأسفار لشددت إليه الرحال للتلمذة عليه وإن كان في أقصى الديار)). وكأنّ أستاذنا –قدس الله نفسه الزكية- يريد أن يفتخر أنه وحده بلغ درجة فهم أسراره، أو أنه بلغ درجة من المعرفة أدرك فيها عجزه عن اكتناه مقاصده العالية.
وأزيدك إني من المؤمنين بأنّ صاحبنا صدر المتألهين أحد أقطاب في الدورة الإسلامية: هو والمعلم الثاني أبو نصر الفارابي المتوفى حدود 340هـ، والشيخ الرئيس ابن سينا (373-427)، والمحقق نصير الدين الطوسي (597-672). هؤلاء هم في الرعيل الأول، وهم الأصول للفلسفة، وصاحبنا خاتمتهم والشارح لآرائهم والمروّج لطريقتهم والأستاذ الأكبر لفنّهم. ولولا خوف المغالاة لقلت هو الأوّل في الرتبة العلمية، لاسيّما في المكاشفة والعرفان.
تعليق