إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أرجوحة الموت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أرجوحة الموت

    أهدي الى سيدتي الأديبة خادمة الحسين اخر قصة قصيرة لا واقع لها سوى رمزيتها :-أرجوحة الموت


    قرأ عليه منطوق الحكم ذاته ، ولكن وهو معصوب العينين هذه المرّة ، وبعد شهور من نزوله عليه لأول مرة كالصاعقة في المحكمة الخاصة ، وتحت سمعه وبصره، وقد حانت اللحظة الحاسمة كما يبدو الآن، وها هو يسمع ضجيج الجماهير المتفرجة.
    لم يكُ يتصور الامر سيؤول الى هذه اللامبالاة فيه، بعد تلك الرحلة المدمرة من آلام القلق والرعب والتوجس التي اتت على آخر بصيص امل بأعصابه المرهقة.
    أدرك إن البطولة هي في ان يحيا الانسان ويموت بواقعية في تحديه لمصاعب الحياة، لا في أن يتوهم نفسه وكأنه كائن اسطوري خارق للمعقول والمنطق! فالابطال هم الوحيدون من يرحلون في هذا الوطن بصمت وسكون.
    فأحس بالأشياء تفقد قسوتها وهو يستحضر صورة طفلته الوحيدة فرح ويتخيل تقاطيع الخوف على وجهها البريء وهي ترمقه من على كتف أمها ، ولشدَّ ما كان يستشعر وجه الندم من بين شتى الهواجس التي تنتابه وتضج في داخله، لتفريطه بخيار كان يمكن ان يكون اقل قسوة مما عاناه، لو أحسن التصرف بالفعل، ما دامت النتيجة ظلّت واحدة على كل حال وهي هذه التي يواجهها الآن، بكنف هذا الإهمال العجيب.
    اذ إن حتى هذين الغليظين المغفلين اللذين يسوقان به بقسوة نحو المجهول ، يبدوان أكثر تشنجاً منه في حركاتهما وهما يتأبطان ذراعيه ويرصان جسده، بيد انه ما عاد يحمل إتجاههما اي اثر سلبي... بل بالعكس، شعر نحوهما بالمحبة والشفقة والغفران لأنهما عكسا له بصدق وجه المحنة في الجهل المتفشي في موطنه الحبيب الذي آمن به حد العبادة فإتهم بالخيانة العظمى! فتراءى له إنه يسمع كركرات طفلته الصغيرة والجميلة فرح، وهو يحملها على صدره... فأغراه لأن يقربها ليطبع على خدها قبلة ابوته الحارة بعد رحلة تلك الشهور القاسية، وقبل ان تلامس شفتاه خذّها الريان، سمع صوت أنّة توتر الحبل وسحبه بقوة، فشعر بألم حاد في رقبته افقده إلاحساس بالوجود.

    جار الحق
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة جار الحق; الساعة 04-03-2009, 12:12 PM.

  • #2
    أحسنت وأبدعت جار الحقّ رائع ما نسجت من الخيال فربّما الخيال يكون أبلغ وواقعية من الواقع نفسـه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X