بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر مفيد..
أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
السيد جعفر مرتضى العاملي
«المجموعة الأولى»
المركز الإسلامي للدراسات
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الأولى
1423 ـ 2002
المركز الإسلامي للدراسات
القسم الأول
عقائديات
هل كان النبي [صلى الله عليه وآله] أمياً ؟
.....................وعلى كل حال، فإن الأدلة قد دلت على أن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب، قبل البعثة وبعدها.
أما بالنسبة لعدم قراءته وكتابته [صلى الله عليه وآله] قبل البعثة بصورة فعلية، فإن ذلك لا يعني عدم قدرته على ذلك،
بل كان قادراً على ذلك، لكنه لم يظهر ذلك للمشركين
ولا لغيرهم بصورة فعلية؛
وذلك كي تقوم الحجة عليهم، وليدركوا
الإعجاز الإلهي في ذلك..
ولعل علماءنا الأبرار قد استندوا في ما ذهبوا إليه في هذا الأمر إلى ما صرحت به بعض النصوص من أنه [صلى الله عليه وآله] قد مارس القراءة أحيانا والكتابة أحياناً،
اقول : وبعد ان انكشف (المخفي ) عند هؤلاء كما هي عند العاملي . فماذا يكون موقفهم بعد ذلك ؟
هل سيتهمون النبي بانه كان يقرأ كتب اهل الكتاب ويدون ما يسمعه منهم ,؟؟
ولكن ماذا يقول الشيخ جعفر السبحاني في كتابه
شخصية النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ و سيرته
في القرآن الكريم
قد أكرم اللّه نبيّه وأعظمه وأنعم عليه ما لم ينعم على غيره، ولكنّه سلب عنه موهبة القراءة والكتابة، وما ذلك إلاّلهدف سام وهو نفي ريب المبطلين وشك المشككين، إذ لو كان الرسول في برهة من عمره تالياً للكتب وممارساً لها لصار للبسطاء من أُمّته والمعاندين أن يرتابوا في رسالته وقرآنه، ويتوهموا انّ ما جاء به من السور والآيات فإنّما تلقاها من الصحف الدينية وصاغها وسبكها في قوالب فصيحة تهتز منها النفوس وترتاح إليها القلوب.
فلإزاحة هذه التهمة وسدّ باب هذا الوهم سلب عنه سبحانه هذه الموهبة، ولذلك كان النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ يحتج على أنّ كتابه، رسالة سماوية وليس من صنيع نفسه وفكره بما أمره اللّه إليه أن يقول:
(قُلْ لَوْ شاءَ اللّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون)(1) .
كما أنّه سبحانه يذكر ما ذكرناه من حكمة السلب بقوله :(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتاب وَلا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ إِذاً لارتابَ المُبْطِلُون)(2) .
ومن المعلوم انّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم، حيث يقول: (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتاب) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
<DIV>1-يونس: 16.
<DIV>2-العنكبوت: 48.
( 167 )و مع أنّ النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ لم يقرأ و لم يكتب قبل بعثته ولو مرّة واحدة، ومع ذلك كان المعاندون يتهمونه بوضع الكتاب ونسبته إلى اللّه، كما يحكيه سبحانه عنهم: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانهُ عَليهِ قَومٌ آخَرونَ فَقَدْ جاءوا ظُلْماً وَزُوراً *وَقالُوا أَساطِيرُ الأوّلينَ اكْتَتَبَها فَهيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصيلاً)(1) .
فهو على رغم انّه لم يقرأ ولم يكتب، اتّهموه ـ ظلماً ـ بوضع الكتاب ودسّه ونسبته إلى اللّه، فكيف إذا كان ممارساً للقراءة والكتابة أمام الناس منذ طفولته إلى شبابه ثمّ كهولته؟!
إنّ سلب نعمة الكتابة والقراءة عن النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ كسلب نضد الشعر عنه، يقول سبحانه: (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعرَ وَما يَنْبَغي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ وَقُرآنٌ مُبِين)(2) .
وينبغي الإشارة إلى أنّ سلب القراءة والكتابة لا يعني عدم علمه بإسرار الكون و رموزه وما يسود عليه من نظام و قوانين، بل انّ اللّه سبحانه قد أوقفه على حقائق الموجودات من طريق آخر غير الكتابة والقراءة، وبذلك انتفت الحاجة إليهما، و قد عرفت ما في كلام أمير المؤمنين.
اقول اليونس : ربما كلام السيد لكونه سيد مقدم على كلام الشيخ .
فسيضرب بقوله بعرض الحائط .
مختصر مفيد..
أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
السيد جعفر مرتضى العاملي
«المجموعة الأولى»
المركز الإسلامي للدراسات
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الأولى
1423 ـ 2002
المركز الإسلامي للدراسات
القسم الأول
عقائديات
هل كان النبي [صلى الله عليه وآله] أمياً ؟
السؤال(2):
هل كان النبي [صلى الله عليه وآله] يقرأ قبل البعثة أم أنه كان جاهلاً بالقراءة والكتابة؟
الجواب:
أولاً: اننا لا نستطيع وصف رسول الله [صلى الله عليه وآله] بالجهل، فإنه تعبير مرفوض ومدان..
وليكن التعبير في السؤال كما يلي:هل كان رسول الله [صلى الله عليه وآله]يقرأ ويكتب قبل البعثة، أم لم يكن يقرأ ويكتب؟.....................وعلى كل حال، فإن الأدلة قد دلت على أن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب، قبل البعثة وبعدها.
أما بالنسبة لعدم قراءته وكتابته [صلى الله عليه وآله] قبل البعثة بصورة فعلية، فإن ذلك لا يعني عدم قدرته على ذلك،
بل كان قادراً على ذلك، لكنه لم يظهر ذلك للمشركين
ولا لغيرهم بصورة فعلية؛


الإعجاز الإلهي في ذلك..
ولعل علماءنا الأبرار قد استندوا في ما ذهبوا إليه في هذا الأمر إلى ما صرحت به بعض النصوص من أنه [صلى الله عليه وآله] قد مارس القراءة أحيانا والكتابة أحياناً،
اقول : وبعد ان انكشف (المخفي ) عند هؤلاء كما هي عند العاملي . فماذا يكون موقفهم بعد ذلك ؟
هل سيتهمون النبي بانه كان يقرأ كتب اهل الكتاب ويدون ما يسمعه منهم ,؟؟
ولكن ماذا يقول الشيخ جعفر السبحاني في كتابه
شخصية النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ و سيرته
في القرآن الكريم
من وراء الكواليس
قد أكرم اللّه نبيّه وأعظمه وأنعم عليه ما لم ينعم على غيره، ولكنّه سلب عنه موهبة القراءة والكتابة، وما ذلك إلاّلهدف سام وهو نفي ريب المبطلين وشك المشككين، إذ لو كان الرسول في برهة من عمره تالياً للكتب وممارساً لها لصار للبسطاء من أُمّته والمعاندين أن يرتابوا في رسالته وقرآنه، ويتوهموا انّ ما جاء به من السور والآيات فإنّما تلقاها من الصحف الدينية وصاغها وسبكها في قوالب فصيحة تهتز منها النفوس وترتاح إليها القلوب.
فلإزاحة هذه التهمة وسدّ باب هذا الوهم سلب عنه سبحانه هذه الموهبة، ولذلك كان النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ يحتج على أنّ كتابه، رسالة سماوية وليس من صنيع نفسه وفكره بما أمره اللّه إليه أن يقول:
(قُلْ لَوْ شاءَ اللّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون)(1) .
كما أنّه سبحانه يذكر ما ذكرناه من حكمة السلب بقوله :(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتاب وَلا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ إِذاً لارتابَ المُبْطِلُون)(2) .
ومن المعلوم انّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم، حيث يقول: (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتاب) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
<DIV>1-يونس: 16.
<DIV>2-العنكبوت: 48.
( 167 )و مع أنّ النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ لم يقرأ و لم يكتب قبل بعثته ولو مرّة واحدة، ومع ذلك كان المعاندون يتهمونه بوضع الكتاب ونسبته إلى اللّه، كما يحكيه سبحانه عنهم: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانهُ عَليهِ قَومٌ آخَرونَ فَقَدْ جاءوا ظُلْماً وَزُوراً *وَقالُوا أَساطِيرُ الأوّلينَ اكْتَتَبَها فَهيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصيلاً)(1) .
فهو على رغم انّه لم يقرأ ولم يكتب، اتّهموه ـ ظلماً ـ بوضع الكتاب ودسّه ونسبته إلى اللّه، فكيف إذا كان ممارساً للقراءة والكتابة أمام الناس منذ طفولته إلى شبابه ثمّ كهولته؟!
إنّ سلب نعمة الكتابة والقراءة عن النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ كسلب نضد الشعر عنه، يقول سبحانه: (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعرَ وَما يَنْبَغي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ وَقُرآنٌ مُبِين)(2) .
وينبغي الإشارة إلى أنّ سلب القراءة والكتابة لا يعني عدم علمه بإسرار الكون و رموزه وما يسود عليه من نظام و قوانين، بل انّ اللّه سبحانه قد أوقفه على حقائق الموجودات من طريق آخر غير الكتابة والقراءة، وبذلك انتفت الحاجة إليهما، و قد عرفت ما في كلام أمير المؤمنين.
اقول اليونس : ربما كلام السيد لكونه سيد مقدم على كلام الشيخ .
فسيضرب بقوله بعرض الحائط .
تعليق