

الغاز المسيل للدموع يملأ سماء المنطقة واطلاقه لم يعد يقتصر من القاذفات التي يتسلح بها الجنود على الارض، بل طائرة مروحية كانت تطلق الغاز بكثافة .. في الوقت التي كانت ترصد حركة المتظاهرين.. الا ان العزيمة تشتد ... وفجأة يفرقع صوت الرصاص الحي... الشهيد السعيد هاني عباس خميس كان في مقدمة المتظاهرين.. يقود ..ويوجه .. ويواجه.. حركة دائبة وشجاعة نادرة وثبات منقع النظير... الرصاصات الغادرة تمزق جسمه... ويندفع دمه الزاكي ملونا المشهد البطولي بحمرته القانية ومعلنا عن منعطف جديد في مسار الانتفاضة... مسار الشهادة الدامية.. في مواجهة الاستبداد والبغي والارهاب... وتردد الجماهير القسم على جثمانه الطاهر بمواصلة الدرب حتى النصر.. وهي تردد مقولة أباعبدالله الحسين " ابالموت تهددني... والله اني لا أرى الموت الى سعادة والحياة مع الظالمين الا برما... غير عابئة بقرار اطلاق الرصاص الذي أصدره رأسي الاستبداد في البحرين عيسى وخليفة ابني سلمان آل خليفة... فمسيرة الحرية قد بدأت.. وشجرتها ترويها دماء الشهداء الأبرار... فها يمكن لقرار قتل العمد أن يوقف مسيرة الانتصار .. وهل يمكن لجحافل المرتزقة أن توقف منحنى رأس الحسين... لا والف لا... فما مات الشهيد .. بل مات يزيد .. أما انتم أيها الشهداء .. فغيابكم هو عنوان الحضور ... من قال ان الذاهبين الى الشهادة غائبون ....









تعليق