لك ذلك
((قال : قال علي رضي الله عنه : إنكم ستعرضون على سبي فسبوني ، فإن عرضت عليكم البراءة مني ، فلا تبرءوا مني ، فإني على الإسلام ، فليمدد أحدكم عنقه ، ثكلته أمه ، فإنه لا دنيا له ولا آخرة بعد الإسلام ، ثم تلا { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } « صحيح الإسناد ولم يخرجاه » ))([1])
([1]) المستدرك على الصحيحين ، ص 664 .
أورد مسلم في صحيحه الحديث الآتي :
(( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَمَـرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ
فَقَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَـلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي .)) ([1])
ويكفينا كون الرواية في صحيح مسلم حتى نحكم بصحتها وفق قواعد أهل السنة ، ولا نحتاج للبحث في رجال السند ورواة الحديث ، ولكن لا بأس بذكر الرواية من مصادر أخرى للتدليل على عدم انفراد مسلم بهذه الرواية .
([1])صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- رواية الترمذي في سننه :
(( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَمَّرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ ؟
قَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ وَخَلَفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخْلُفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ(وآله) وَسَلَّمَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ،قَالَ : فَتَطَاوَلْنَا لَهَا ،فَقَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأَتَاهُ وَبِهِ رَمَدٌ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ فَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ { نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ } الْآيَةَ ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .)) ([1])
وقد حكم الألباني بصحة هذه الرواية في تعليقته على سنن الترمذي .([2])
- رواية ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية :
(( قال أحمد ومسلم والترمذي : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال له: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ؟ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم
([1]) سنن الترمذي – كتاب المناقب – باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
([2])سنن الترمذي بتعليقة الألباني ، ص 844 ، حديث رقم 3724 ، ط الأولى مكتبة المعارف في الرياض .
أبوبكر محمد بن محمد الباغندي وصولاً إلى عامر بن سعد عن أبيه قال : (( قال مر معاويةوقال الباغندي : مر رجـل بسعد فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب فقال .. سعد أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فلا أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ... إلى آخر الرواية
ولاحظنا كيف أن الباغندي حـذف اسم معاوية وأبدله بكلمة ( رجل ) ؟! وهكذا فلتكن الأمانة في النقل والرواية ، وستمر بنا عدة أمثلة مشابهة .
ثم ننتقل لرواية ابن عساكر في كتاب الجزء الحادي والعشرين والثاني والعشرين بعد المائتين في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث
روى عن سهل بن سعد فقال :
(( وبالإسناد قال : أمر فـلان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : كيف أسبه وثلاث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهم لئن يكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم ...)) ([1]) إلى آخر الرواية .
وهنا لاحظنا كيف حذف اسم معاوية وأبدل بـ ( فلان ) ؟! ولولا أن القوم يستشعرون فداحة الجريمة المروِية لما حاولوا الستر على سيدهم والتغطية عليه ، ولكنهم من الحمق بدرجة لأن مسلم في صحيحه قد أخرج هذه الرواية وذكر اسم معاوية بصراحة ، فَلَم يستفيدوا من حذف الاسم سوى الفضيحة ،{ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى }
بعد استعراض هذه الرواية الصحيحة نجدها كافية لإدانة معاوية بن
([1])الجزء الحادي والعشرين والثاني والعشرين بعد المائتين في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، تحقيق عبدالحسين محمد علي بقال ، طبعة مدرسة جهل ستون العلمية ، طهران .
فهل من اعتراض
((قال : قال علي رضي الله عنه : إنكم ستعرضون على سبي فسبوني ، فإن عرضت عليكم البراءة مني ، فلا تبرءوا مني ، فإني على الإسلام ، فليمدد أحدكم عنقه ، ثكلته أمه ، فإنه لا دنيا له ولا آخرة بعد الإسلام ، ثم تلا { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } « صحيح الإسناد ولم يخرجاه » ))([1])
([1]) المستدرك على الصحيحين ، ص 664 .
أورد مسلم في صحيحه الحديث الآتي :
(( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَمَـرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ
فَقَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَـلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي .)) ([1])
ويكفينا كون الرواية في صحيح مسلم حتى نحكم بصحتها وفق قواعد أهل السنة ، ولا نحتاج للبحث في رجال السند ورواة الحديث ، ولكن لا بأس بذكر الرواية من مصادر أخرى للتدليل على عدم انفراد مسلم بهذه الرواية .
([1])صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- رواية الترمذي في سننه :
(( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَمَّرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ ؟
قَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ وَخَلَفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخْلُفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ(وآله) وَسَلَّمَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ،قَالَ : فَتَطَاوَلْنَا لَهَا ،فَقَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأَتَاهُ وَبِهِ رَمَدٌ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ فَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ { نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ } الْآيَةَ ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .)) ([1])
وقد حكم الألباني بصحة هذه الرواية في تعليقته على سنن الترمذي .([2])
- رواية ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية :
(( قال أحمد ومسلم والترمذي : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال له: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ؟ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم
([1]) سنن الترمذي – كتاب المناقب – باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
([2])سنن الترمذي بتعليقة الألباني ، ص 844 ، حديث رقم 3724 ، ط الأولى مكتبة المعارف في الرياض .
أبوبكر محمد بن محمد الباغندي وصولاً إلى عامر بن سعد عن أبيه قال : (( قال مر معاويةوقال الباغندي : مر رجـل بسعد فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب فقال .. سعد أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فلا أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ... إلى آخر الرواية
ولاحظنا كيف أن الباغندي حـذف اسم معاوية وأبدله بكلمة ( رجل ) ؟! وهكذا فلتكن الأمانة في النقل والرواية ، وستمر بنا عدة أمثلة مشابهة .
ثم ننتقل لرواية ابن عساكر في كتاب الجزء الحادي والعشرين والثاني والعشرين بعد المائتين في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث
روى عن سهل بن سعد فقال :
(( وبالإسناد قال : أمر فـلان سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : كيف أسبه وثلاث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهم لئن يكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم ...)) ([1]) إلى آخر الرواية .
وهنا لاحظنا كيف حذف اسم معاوية وأبدل بـ ( فلان ) ؟! ولولا أن القوم يستشعرون فداحة الجريمة المروِية لما حاولوا الستر على سيدهم والتغطية عليه ، ولكنهم من الحمق بدرجة لأن مسلم في صحيحه قد أخرج هذه الرواية وذكر اسم معاوية بصراحة ، فَلَم يستفيدوا من حذف الاسم سوى الفضيحة ،{ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى }
بعد استعراض هذه الرواية الصحيحة نجدها كافية لإدانة معاوية بن
([1])الجزء الحادي والعشرين والثاني والعشرين بعد المائتين في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، تحقيق عبدالحسين محمد علي بقال ، طبعة مدرسة جهل ستون العلمية ، طهران .
فهل من اعتراض
تعليق