دعوى أنها من بلاغات الزهري لا تصح بوجه وهي دعوى بلا دليل ودلائل كلها بخلافها لأنها وردت بطرق صحيحة متصلة وليس فيها فيما بلغنا وهذا يؤكد أن عبارة فيما بلغنا من قول عائشة وإلا لكان أعاد السند بحيث يصل للزهري أو يقول قال الزهري أو يقول قال أو يقول بالتذكير ثم يورد النص بعد ليفهم أن هذه الجزئية من بلاغات الزهري ولكن هذا لم يحدث ولو حدث ما كان نافعهم لوجود الطرق الصحيحة التي ليس فيها فيما بلغنا ثم هي في البخاري والبخاري كل ما فيه صحيح....
وكلام ابن حجر والكرماني أنه من كلام الزهري وبلاغاته يفتقر إلى الدليل ولهذا قال الكرماني فيما نقلت «وهذا هو الظاهر» أنتهى كلام الكرماني . أقول أنا العبد الفقير: أين هذا وأين الدليل من أنه من قول الزهري لمااذا لا يكون من قول عائشة ؟! فالسند عن الزهري عن عروة عن عائشة وأورد الحديث كاملا ولو كان جزئين لو ضح ووضع قرينه بأن يعيد السند إلى الزهري أو يقول قال الزهري أو يقول قال بدون تاء التأنيث ليعلم أن هذا ليس من قول عائشة أو نحو ذلك وهذا ما لم نجده
ثم ماذا نفعل في الروايات الصحيحة االسند لخالية من عبارة ( فيما بلغنا ) ويفسد الدعوى كليا ويبن عن أن الدعوى كذبة صلعاء كبيرة أن هناك أكثر من طريق لا يوجد فيه للزهري ذكر
لذا جزم صاحب كتاب عمدة القاري أنه من قول عائشة [ جزء 24 - صفحة 128 ] ( هذا الحديث قد مر في أول الكتاب ومضى الكلام فيه مستوفى وعائشة لم تدرك هذا الوقت فإما أنها سمعته من النبي أو من صحابي آخر)
الثقات المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : دار الفكر الطبعة الأولى ، 1395 – 1975 تحقيق : السيد شرف الدين أحمد عدد الأجزاء : 9 [ جزء 1 - صفحة 48 ] ذكر صفة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ثنا بن أبى السرى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهرى أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة[/size] قالت أول ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...) بدون عبارة فيما بلغنا
السند :
1ـ محمد بن الحسن بن قتيبة
تذكرة الحفاظ المؤلف : محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله عدد الأجزاء : 4 [ جزء 2 - صفحة 764 ] برقم 765 ( الحافظ الثقة أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث فلسطين ).
2ـ محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان القرشى الهاشمى مولاهم ، أبو عبد الله العسقلانى ، المعروف بابن أبى السرى :
رواة التهذيبين - راو رقم 6263 ( قال عنه يحيى بن معين :ثقة .وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من الحفاظ . وقال مسلمة كثير : لا بأس به . رتبته عند الذهبي حافظ , وثق ولينه أبو حاتم وعند ابن حجر صدوق عارف له أوهام كثيرة ) وقد نقلوا عنه في فرط صلاحه قصة عجيبة.
البقية لا يحتاج إلى توثيق فهم قمم عند القوم
وأورده أيضا في السيرة - (ج 1 / ص 63)
هذا سند قوي جدا
عيون الأثر فى فنون المغازى والشمائل والسير، لابن سيد الناس أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله اليعمري [ جزء 1 - صفحة 165 ] ( و رويناه من طريق الدولابي حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها فذكر نحو ما تقدم و في آخره : [ ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة كي يلقي نفسه منها تبدى له جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى ذروة تبدى له جبريل فقال مثل ذلك ).
السند :
1ـ محمد بن الصباح البزاز الدولابى ، أبو جعفر البغدادى ، مولى مزينة ( و هو صاحب كتاب " السنن ):
رواة التهذيبين - راو رقم 5966 روى له : خ م د ت س ق (رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ , رتبته عند الذهبي : أحد الأئمة ، ثقة فقيه محدث مقرىء ، من العقلاء النبلاء روى البخاري ومسلم ...).
2ـ يونس بن عبد الأعلى :
رواة التهذيبين - راو رقم 7907 ( ثقة , أحد الأئمة ثقة فقيه محدث مقرىء ، من العقلاء النبلاء روى له : م س ق ( مسلم - النسائي - ابن ماجه ).
3ـ عبد الله بن وهب بن مسلم القرشى مولاهم الفهرى:
رواة التهذيبين - راو رقم 3694 ( روى له : خ م د ت س ق روى البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ثقة حافظ عابد , أحد الأعلام )
4ـ يونس بن يزيد بن أبى النجاد:
رواة التهذيبين - راو رقم 7919 ( ثقة , أحد الأثبات , روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
5ـ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب:
رواة التهذيبين - راو رقم 6396 ( روى له : خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه , الفقيه الحافظ متفق على جلالته و إتقانه , رتبته عند الذهبي : أحد الأعلام ).
6ـ عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشى الأسدى:
رواة التهذيبين - راو رقم 4561 ( روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه , رتبته عند ابن حجر : ثقة . رتبته عند الذهبي : قال ابن سعد : كان فقيها عالما كثير الحديث ثبتا مأمونا ).
7ـ عائشة بنت أبى بكر:
رواة التهذيبين - راو رقم 8633 ( روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه , رتبته عند ابن حجر : صحابية ( قال ابن حجر : أم المؤمنين ، أفقه النساء مطلقا ، و أفضل أزواج النبى صلى الله عليه وسلم إلا خديجة , رتبته عند الذهبي : صحابية ( قال : أم المؤمنين ، أفقه نساء الأمة ، و مناقبها جمة ).
شاهد له أيضا :
تاريخ الرسل والملوك - (ج 1 / ص 393) _( حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، قال: فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترةً، فحزن حزناً شديداً، جعل يغدو إلى رءوس شواهق الجبال ليتردى منها، فكلما أوفى بذروة جبل تبدى له جبرئيل، فيقول: إنك نبي الله؛ فيسكن لذلك جأشه، وترجع إليه نفسه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن لك، قال: فبينما أنا أمشي يوماً، إذ رأيت الملك الذي كان يأتيني بحراء، على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعباً، فرجعت إلى خديجة، فقلت: زملوني، فزملناه - أي دثرناه - فأنزل الله عز وجل: " يأيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر " ، قال الزهري: فكان أول شيء أنزل عليه: " اقرأ باسم ربك الذي خلق " حتى بلغ " ما لم يعلم " ).
هذا شاهد آخر :
الأنوار في شمائل النبي المختار - (ج 1 / ص 9) _ (18) - قال وأخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف أنبا محمد بن إسماعيل قال وحدثني عبد الله بن محمد أنبا عبد الرزاق أنبا معمر قال الزهري فذكر الحديث بهذا الإسناد وزاد ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا بمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل مثل ذلك .
أورده اللالكائي على أنه من معتقدات أهل السنة :
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان عدد الأجزاء : 4 [ جزء 4 - صفحة 758 ]ح 1409
وأوجب الاعتقاد به :
الإيمان المؤلف : محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1406 تحقيق : د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
عدد الأجزاء : 2[ جزء 2 - صفحة 691 ] - ذكر وجوب الإيمان بما أتى به المصطفى عليه السلام عن الله عز وجل من الكتاب والحكمة ح 683
وبه سلم ابن القيم الجوزية تلميذ ابن تيمية :
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية ، 1393 – 1973 تحقيق : محمد حامد الفقي عدد الأجزاء : 3- (ج 3 / ص 125) ( فالطالب الجاد لا بدأن تعرض له فترة فيشتاق في تلك الفترة إلى حاله وقت الطلب والاجتهاد , ولما فتر الوحي عن النبي كان يغدو إلى شواهق الجبال يلقى نفسهفيبدو له جبريل عليه السلام فيقول له إنك رسول الله فيسكن لذلك جأشه وتطمئن نفسه فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لا بد منه )يتبع باذن الله
تعليق