إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ما هو معنى العبادة؟ فـي سبيل تبرئة المسلمين مـن تكفير المُفلسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو معنى العبادة؟ فـي سبيل تبرئة المسلمين مـن تكفير المُفلسين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد


    مـا هـو مـعـنـى الـعـبــادة؟
    فـي سـبيل تبـرئة المسـلمين مـن تكـفيـر المُفلسـين


    بـقـلـم: صـوت الاسـتـقـامـة

    زملائي الأفاضل ؛

    كلّنا نعرف أن من لا يفهم جوهر الموضوع، فإنه لا يحق له أن يتصدى لإبداء وجهة نظره فيما يرتبط بفروع الموضوع الذي يجهل جوهره وحقيقته..

    مثلاً: تصوّروا أنّ رجلاً لا يعرف معنى الكهرباء، ثم يدعي أن جيرانه عندهم تماسّ كهربائي..!

    سنقول لهذا الرجل: أنت لا تعرف معنى الكهرباء، فكيف تريد منّا أن نصدّق دعواك بوجود تماس كهربائي عند جيرانك؟!

    فيما يرتبط بموضوع التوحيد والشرك، جوهر القضية هي العبادة.. ونحن نعتقد أن السلفية لا يفهمون معنى العبادة، وبناء عليه: لا يحق لهم أن يزعموا أن هناك مشركاً في الدنيا..

    ومن أنجح الحلول، إن لم يكن أنجحها على الإطلاق، أن نناقش هؤلاء المفلسين في معنى العبادة.. فقد لاحظت من خلال حواراتي وقراءاتي في كتبهم، أنهم لا يعرفون المعنى الدقيق للعبادة.. ومن المؤسف أن الكثير من غير السلفية لا يستطيعون تحديد معنى العبادة بصورة علمية خالية من الخلل، مما يجعلهم في حيرة عند الحوار مع المُفلسين..

    فعلينا - إذاً - أن نصوغ تعريفاً صحيحاً، خالياً من الخلل، ثم نناقش على أساسه أهل الفتنة من الوهابية، فنقنعهم - إن كانوا يبحثون عن قناعة أصلاً - بعدم انطباق عنوان العبادة على ممارسات المسلمين التي يرتابون فيها، فلا وجه إلى اتهامهم بالشرك.

    توضيح ذلك: أن الشرك الذي ينعق به السلفية، معناه أن بعض المسلمين يعبدون غير الله تعالى، وعبادة غير الله تعالى، هي شرك.. فنلاحظ أنَّ الحكم بالشرك مُتوقِّف على تحقُّق مفهوم العبادة.. فلهذا لزم أن نُدقِّق في معنى العبادة.. وحين سنفعل، سنكتشف أنَّ ما يقوم به المسلمون مع غير الله تعالى، لا ينطبق عليه مفهوم العبادة بالمعنى الصحيح، فلا يصح الحكم بالشرك حينئذ، فنُبدِّد بذلك أوهام الوهابية أهل الفتنة..

    والآن لنذكر التعريف الصحيح، ثم نبين النتيجة التي نخرج بها.

    ولنحدِّد العناصر التي تكوِّن العبادة، ثم نصوغ تعريفنا على أساس هذه العناصر، والعناصر ثلاثة:

    العنصر الأول: العمل أو القول - اللساني أو القلبي - أو التفكّر أو الاعتقاد .

    العنصر الثاني: وجود غاية في العمل هي: التقرب به إلى ذات أخرى غير نفس المؤدي للعمل . ومعنى التقرب: محاولة كسب الرضا (الثواب) ودفع السخط (العذاب) .

    العنصر الثالث: الاعتقاد بأن الذات التي يُتقرّب إليها بالعمل ، هي المتصرفة باستقلال الربوبية والقيومية في شؤون الشخص المؤدي للعمل (وحده لا شريك له في التأثير) .

    هذه هي العناصر التي تكوِّن مفهومَ العبادة، صحيحها وسقيمها، توحيديِّها وشركيِّها..

    ونصوغ التعريف بضم العناصر بعضها إلى بعض على النحو التالي:

    العبادة هي: العمل أو القول - اللساني أو القلبي - أو التفكّر أو الاعتقاد المتقرب به إلى من يعتقد المؤدي للعمل أنه رب العالمين المتصرف باستقلال في شؤون الخلق.

    طبعاً هذه الصياغة خاضعة للتطوير في ضوء نقد وإرشادات أهل الفضل والمعرفة من الزملاء الأكارم.

    والآن: ما هي الثمرة المرجوة من صياغة التعريف الصحيح؟

    الإجابة: إننا بعد أن عرفنا معنى العبادة بشكل صحيح، وبصورة خالية من الارتباك؛ نقول: إن جميع المسلمين في جميع ممارساتهم وطقوسهم مع غير الله تبارك وتعالى، ليسوا مشركين؛ لأن العنصر الثالث من مفهوم العبادة غير متحقق في ممارستهم، وبناء عليه: ليسوا مشركين في العبادة.

    ويلزم التنبيه على أن نفي الشرك، لا يلزم منه نفي الخلل أو الإثم.. فمثلاً: إذا سجد شخصٌ للإمام المعصوم من أهل البيت عليهم السلام، فإنه لا ينطبق عليه عنوان الشرك؛ لأنه لا يعتقد في إمامه بالعنصر الثالث، ومع ذلك يكون آثماً في ممارسته هذه، لأن الشريعة الإسلامية حرمت السجود لغير الله تعالى.

    ومن هنا نفهم كيف أن سجود الملائكة لآدم عليه السلام، لم يكن شركاً ولا إثماً.. وكذا سجود أبوي يوسف عليه السلام وإخوته له.. فإن هذه الموارد لا يتحقق فيها العنصر الثالث من عناصر العبادة، كما أن الإثم أيضاً منتف؛ لأن تلك الشرائع لم يحرم فيها السجود لغير الله.. ومن هنا نعرف أن إقحام غاية الخضوع في تعريف العبادة، غير سديد، وإلا كانت تلك السجدات شركاً..

    فافهم واغتنم.

    وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    التعديل الأخير تم بواسطة أدب الحوار; الساعة 08-05-2009, 10:01 AM.

  • #2
    أحسنت بارك الله فيك وأثابك الله

    كلام منطقي جميل ..

    ومأجورين باستشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام

    تعليق


    • #3
      الأخ الفاضـل ( pain ) ؛

      أحسـن الله إليـك، ومـرورك يشـرفـنـي، ونسـأل الله القبـول..

      وعظَّـم الله أجـوركم..

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة صوت العدالة
        الأخ الفاضـل ( pain ) ؛

        أحسـن الله إليـك، ومـرورك يشـرفـنـي، ونسـأل الله القبـول..

        وعظَّـم الله أجـوركم..
        جميعا إنشالله ..

        ولاترد على الشي للذي كتب ردا في الموضوع ...فقط أنظر الى توقيعه لتعرف مدى حقده لأهل البيت وكفى بالله شهيدا أن رسول الله أوصى الناس بأهل بيته

        تعليق


        • #5
          عزيزي المنصور الباحث ؛

          إذا كنت من أهل الحوار والتحليل العلمي، فتفضل بنقد موضوعي بأدوات علمية، وبين لنا نقطة الخلل فيه..

          أما اللجوء إلى الروابط، أو النسخ واللصق، فهذا ليس من دأب أهل المعرفة والفضل..

          وشكراً

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة صوت العدالة
            عزيزي المنصور الباحث ؛

            إذا كنت من أهل الحوار والتحليل العلمي، فتفضل بنقد موضوعي بأدوات علمية، وبين لنا نقطة الخلل فيه..

            أما اللجوء إلى الروابط، أو النسخ واللصق، فهذا ليس من دأب أهل المعرفة والفضل..

            وشكراً

            والله كلام جميل وموضوعي ولي منك كل الاحترام والتقدير وانا معك بهذا الكلام

            اولا الموضوع موضوعي ولم انسخ لك شيئا هو يتحدث عن الوسيلة الخاطة وشكرا لك .

            يتبع حول موضوعك والرد عليه . واتمنى ان يستمر هذا الادب .

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صوت العدالة
              بسم الله الرحمن الرحيم

              اللهم صل على محمد وآل محمد


              مـا هـو مـعـنـى الـعـبــادة؟
              فـي سـبيل تبـرئة المسـلمين مـن تكـفيـر المُفلسـين


              بـقـلـم: صـوت الاسـتـقـامـة

              زملائي الأفاضل ؛

              كلّنا نعرف أن من لا يفهم جوهر الموضوع، فإنه لا يحق له أن يتصدى لإبداء وجهة نظره فيما يرتبط بفروع الموضوع الذي يجهل جوهره وحقيقته..

              مثلاً: تصوّروا أنّ رجلاً لا يعرف معنى الكهرباء، ثم يدعي أن جيرانه عندهم تماسّ كهربائي..!

              سنقول لهذا الرجل: أنت لا تعرف معنى الكهرباء، فكيف تريد منّا أن نصدّق دعواك بوجود تماس كهربائي عند جيرانك؟!

              فيما يرتبط بموضوع التوحيد والشرك، جوهر القضية هي العبادة.. ونحن نعتقد أن السلفية لا يفهمون معنى العبادة، وبناء عليه: لا يحق لهم أن يزعموا أن هناك مشركاً في الدنيا..

              ومن أنجح الحلول، إن لم يكن أنجحها على الإطلاق، أن نناقش هؤلاء المفلسين في معنى العبادة.. فقد لاحظت من خلال حواراتي وقراءاتي في كتبهم، أنهم لا يعرفون المعنى الدقيق للعبادة.. ومن المؤسف أن الكثير من غير السلفية لا يستطيعون تحديد معنى العبادة بصورة علمية خالية من الخلل، مما يجعلهم في حيرة عند الحوار مع المُفلسين..

              فعلينا - إذاً - أن نصوغ تعريفاً صحيحاً، خالياً من الخلل، ثم نناقش على أساسه أهل الفتنة من الوهابية، فنقنعهم - إن كانوا يبحثون عن قناعة أصلاً - بعدم انطباق عنوان العبادة على ممارسات المسلمين التي يرتابون فيها، فلا وجه إلى اتهامهم بالشرك.

              توضيح ذلك: أن الشرك الذي ينعق به السلفية، معناه أن بعض المسلمين يعبدون غير الله تعالى، وعبادة غير الله تعالى، هي شرك.. فنلاحظ أنَّ الحكم بالشرك مُتوقِّف على تحقُّق مفهوم العبادة.. فلهذا لزم أن نُدقِّق في معنى العبادة.. وحين سنفعل، سنكتشف أنَّ ما يقوم به المسلمون مع غير الله تعالى، لا ينطبق عليه مفهوم العبادة بالمعنى الصحيح، فلا يصح الحكم بالشرك حينئذ، فنُبدِّد بذلك أوهام الوهابية أهل الفتنة..

              والآن لنذكر التعريف الصحيح، ثم نبين النتيجة التي نخرج بها.

              ولنحدِّد العناصر التي تكوِّن العبادة، ثم نصوغ تعريفنا على أساس هذه العناصر، والعناصر ثلاثة:

              العنصر الأول: العمل أو القول - اللساني أو القلبي - أو التفكّر أو الاعتقاد .

              العنصر الثاني: وجود غاية في العمل هي: التقرب به إلى ذات أخرى غير نفس المؤدي للعمل . ومعنى التقرب: محاولة كسب الرضا (الثواب) ودفع السخط (العذاب) .

              العنصر الثالث: الاعتقاد بأن الذات التي يُتقرّب إليها بالعمل ، هي المتصرفة باستقلال الربوبية والقيومية في شؤون الشخص المؤدي للعمل (وحده لا شريك له في التأثير) .

              هذه هي العناصر التي تكوِّن مفهومَ العبادة، صحيحها وسقيمها، توحيديِّها وشركيِّها..

              ونصوغ التعريف بضم العناصر بعضها إلى بعض على النحو التالي:

              العبادة هي: العمل أو القول - اللساني أو القلبي - أو التفكّر أو الاعتقاد المتقرب به إلى من يعتقد المؤدي للعمل أنه رب العالمين المتصرف باستقلال في شؤون الخلق.

              طبعاً هذه الصياغة خاضعة للتطوير في ضوء نقد وإرشادات أهل الفضل والمعرفة من الزملاء الأكارم.

              والآن: ما هي الثمرة المرجوة من صياغة التعريف الصحيح؟

              الإجابة: إننا بعد أن عرفنا معنى العبادة بشكل صحيح، وبصورة خالية من الارتباك؛ نقول: إن جميع المسلمين في جميع ممارساتهم وطقوسهم مع غير الله تبارك وتعالى، ليسوا مشركين؛ لأن العنصر الثالث من مفهوم العبادة غير متحقق في ممارستهم، وبناء عليه: ليسوا مشركين في العبادة.

              ويلزم التنبيه على أن نفي الشرك، لا يلزم منه نفي الخلل أو الإثم.. فمثلاً: إذا سجد شخصٌ للإمام المعصوم من أهل البيت عليهم السلام، فإنه لا ينطبق عليه عنوان الشرك؛ لأنه لا يعتقد في إمامه بالعنصر الثالث، ومع ذلك يكون آثماً في ممارسته هذه، لأن الشريعة الإسلامية حرمت السجود لغير الله تعالى.

              ومن هنا نفهم كيف أن سجود الملائكة لآدم عليه السلام، لم يكن شركاً ولا إثماً.. وكذا سجود أبوي يوسف عليه السلام وإخوته له.. فإن هذه الموارد لا يتحقق فيها العنصر الثالث من عناصر العبادة، كما أن الإثم أيضاً منتف؛ لأن تلك الشرائع لم يحرم فيها السجود لغير الله.. ومن هنا نعرف أن إقحام غاية الخضوع في تعريف العبادة، غير سديد، وإلا كانت تلك السجدات شركاً..

              فافهم واغتنم.

              وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.





              بسم االله الرحمن الرحيم

              وبه الاعانة وعليه التكلان

              والحمد لله ذو المنة ناصر الدين باهل الكتاب والسنة

              والحمد لله الذي خلص خلقه من عبادة العباد والاحجار والاوثان الى عبادة رب العباد فله الحمد والمنة على ذلك كله ونشكره كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه ومجده وبعد :

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              نتعرض الان الى معنى العبادة :

              العبادة لغةً: من الخضوع والانقياد والتذلل، يُقال بعير مُعبّد أو طريق مُعبّد: أي مُذلّل سلس سهل الانقياد.

              وهي شرعاً: غاية الحب مع غاية الذل وهي كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: العبادة اسم جامع لكلّ ما يُحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

              وعلى هذا فمعنى العبادة واسع وليس كما يظنه كثير من الناس فيقصرونه على السجود والركوع والصلاة فربما عبدوا غير الله بأنواع أخرى من العبادات وهم لا يشعرون فيقعون بالشرك الذي لا يغفر الله لمن مات عليه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِه وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48].

              لذلك وجب على من أراد النجاة من النار ودخول الجنة أن يفهم معناها وأنواعها ليوحِّدها جميعها لله تعالى فذلك حقه سبحانه على العباد إن هم أدّوه كان حقاً عليه سبحانه أن يدخلهم الجنة كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

              فتأتي العبادة بمعنى التنَسُّك والتأله: كالسجود والركوع والصلاة، وأيضاً الدعاء فهو من العبادة ومنه الاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله فذلك من العبادة التي يجب أن لا تُصرف لغير الله، وكذلك الاستعاذة {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنُّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6] . وكذلك الذبح والنذر ونحوه فذلك كله من العبادة التي يجب أن لا تُصرف لغيره قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَـالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163] .

              وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:4]. فالنحر والذبح كالصلاة يجب توحيدها لله تعالى، وقال e في الدعاء: (الدعاء هو العبادة).

              وتأتي العبادة ويُراد بها الطاعة والانقياد المطلق، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـا بَنِي ءَادَمَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ اُلشَيْطَان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس:60] . فعبادة الشيطان هنا طاعته. وكذلك قوله تعالى عن فرعون وملئه: {فَقَالُواْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَــابِدُونَ} [المؤمنون:47] . فالمقصود بالعبادة هنا الطاعة والإنقياد المطلق في كلّ شيءٍ، فهذه لا تجوز إلا لله وإن صُرفت إلى غير ذلك فهي على نوعين:ـ

              1-طاعة في معصية الله عز وجل (بدون استحلال للمعصية): كأن يُزيّن له الشيطان الزنا فيُطيعه، أو أن يأمره سيّده بشرب الخمر فيطيعه، أو يأمره رئيسه بحلق اللحية فيُطيعه، وهو يعتقد أن ذلك حرام.. فهذه الطاعة يشملها لفظ العبادة، ويُسمى فاعلها (عابداً للشيطان)، أي مُتّبعاً له، ولا يصل إلى الكفر إلا إذا استحل المعصية، وإنما هو مُحرم وقد حذّر النبي منه أشَدّ التحذير فقال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف) [رواه مسلم] .

              2-طاعة في الحكم والتشريع أي في (التحليل والتحريم): وهذا لا يجوز صَرفه لغير الله عز وجل، فإن صُرِفَ، فهو شرك أكبر، لأن الحكم والتشريع لا ينبغي إلا لله الواحد القهار قال عز وجل: {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف:26] .

              وقال تعالى أيضاً: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} [يوسف:40]، فالحكم والتشريع من أخصِّ خصائص الألوهية، ولذا كان من معاني كلمة الإله: المُشرِّع، ومن أسماء الله الحسنى: الحَكَم والحكيم، وعلى ذلك، فإنَّ من شرَّع أو فرَضَ تشريعاً وحُكْماً غير حُكمِ الله عز وجل فقد نَسَبَ إلى نفسه صفةً من صفات الألوهية، وكان بذلك مثل فرعون حين قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرِي} [القصص:38] .

              والأدلة على أن مجرد الطاعة والاتباع لغير الله عز وجل في الحكم والتشريع تعتبر شركاً كثيرة، منها قوله تعالى: {وَإِنَّ الْشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون} [الأنعام:121] . فكانت طاعة أولياء الشيطان هنا شركاً وعبادةً لغير الله عز وجل لأنها طاعة في الحكم والتشريع، أي في التحليل والتحريم الذي لا ينبغي إلا لله عز وجل.. فكيف بك تتوجه لغير الله وتساله ان يعطيك حاجتك ؟؟!!

              وذلك كما روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه: أنَّ أُناساً من المشركين كانوا يُجادلون المسلمين في مسألة الذبح وتحريم الميتة فيقولون: (تأكلون مما قتلتم ولا تأكلون مما قتل الله ـ يعني الميتة ـ) فقال الله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون} فكانت مجرد الطاعة في مثل هذه الأمور تُعتبر شركاً، يقول ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: أي حيث عَدلْتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قولِ غيره فقدّمتم عليه غيره فهذا هو الشرك. اهـ.

              لذلك فإنَّ من أطاع العلماء أو الأمراء أو الحكام في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرّم الله في فتاويهم، أو قوانينهم التي يحكمون بها العباد، فقد اتخذهم أرباباً من دون الله وكان بذلك مشركاً، ويدّل على ذلك أيضاً قول الله تعالى عن أهل الكتاب: {اتَّخَذُواْ أَ حْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31] . واتخاذُ الأحبار والرهبان أرباباً، لا يُقصد به هنا السجود والركوع لهم، وإنما ذلك بطاعتهم في الحكم والتشريع والتحليل والتحريم، لأنَّ هذه الطاعة عبادة كالركوع والسجود لا تجوز إلا لله عز وجل، لذلك أنكر الله تعالى عليهم ذلك في تَتِمَّةِ الآية فقال: {وَ مَاأُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّإِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } وقال سبحانه وتعالى أيضاً عن أمثال هؤلاء الذين يُطيعون ويَتبعون غير تشريعه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَـاءُ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن_ به الله وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}... [الشورى:21] .

              فاحذر ذلك جيداً ـ يرحمني الله وإياك ـ فقد هلك بسببه كثير من أهل زماننا..وهذا ما عليه سلفنا الصالح من هذه الناحية فهل هم مخطئين فان الاخذ بالاقوال دون اللجوء للشرع هذا خطء كبير ؟؟!!


              صفات العبادة الصحيحة


              ينبغي للعبادة كي تكون على الوجه الذي طلبه الله منا، أن يصحبها ثلاثة أمور وهي:ـ

              1ـ الحب
              2ـ الخوف
              3ـ الرجاء

              1ـ فنعبد الله تعالى حباً له سبحانه فقد أثنى الله على عباده بذلك فقال: {وَالذين آمنوا أشدُّ حُباً للَّه}.

              2ـ وكذلك نعبده خوفاً منه ومن عذابه سبحانه، قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين } وقال عز وجل: {يَدعُون ربَّهم خَوْفاً وطَمَعاً} أي خوفاً من عذابه وطمعاً في مغفرته وجنته وثوابه.

              3ـ وكذلك الرجاء: قال تعالى: {ويَرجُون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً}.

              فنعبد الله تعالى حباً فيه وخوفاً من عذابه ورجاء رحمته وثوابه في وقت واحد وهذا هو حال الصالحين ودأبهم وهذه هي صفة العبادة الصحيحة التي يُريدها الله من عباده ولذلك قال بعض السلف الذين نعتهم بالمفلسين كما قلت انفا : (مَنْ عَبدَ الله بالحب وحده فهو زنديق (2) ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري(3) ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ (4) أما صاحب السنة فيجمع بين ذلك كله).


              شروط قبول العبادة


              أما شروط قبول العبادة فهي:-

              الإيمان
              الإخلاص
              الإتباع


              ولا تُقبل عبادة عابد إلا بتوافرها كلها مجتمعة.

              فالعبادة بلا إيمان مردودة قال تعالى: {من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن} فجعل الإيمان قيداً لذلك.

              وكذلك الإخلاص: بدونه لا تُقبل العبادة، قال تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمِلَ عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). فلا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصاً له.

              وكذلك الإتباع: فالله لا يقبل من العبادة إلا ما كان مُوافقاً لما شرعه أي صواباً، قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ـ أي مردود ـ [رواه مسلم] .

              أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك إلى العبادة الصحيحة وأن يتقبل أعمالنا ويحسن ختامنا.



              ملاحظة اخيرة : انت تكلمت بهواك وبقلمك ارجوا في المرة القادمة ان تتكلم بقلم الشريعة وحياك الله .

              تعليق


              • #8
                انتظرك الى ان تقرء وان كان هناك تعليق على ما ذكرت فتقدم وقله اخي .

                تعليق


                • #9
                  ما زلت في الانتظار صوت العدالة !

                  تعليق


                  • #10
                    ما زلت بالانتظار !!! اين انت اخي ؟

                    تعليق


                    • #11
                      انا ساكمل معك الان تفضل اجب على ما ورد .

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حبيب الائمة
                        انا ساكمل معك الان تفضل اجب على ما ورد .
                        فضحت نفسك بنفسك يا (المنصور الباحث) المجمد من قبل إدارة المنتدى.

                        غش وتدليس ونصب وكفر وشرك وبهتان وعدوان على الله وعلى أهل الله وتكفير وقتل وذبح وتفجير وتفخيخ ونسف وهتك عرض واستحلال شرف الناس ودماءهم وأموالهم وأعراضهم.

                        ماذا تركتم لخلق يتساوون معكم في الشر؟
                        لا يوجد من في شركم فضلاً عن وجود أشر منكم من ابتداء الدنيا إلى انتهائها.

                        نقعت سياطي في الزيت تجهيزاً لموتي وموتك.

                        ولن أرحمك أبد الآبدين.

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة قاهر الأشرار


                          فضحت نفسك بنفسك يا (المنصور الباحث) المجمد من قبل إدارة المنتدى.

                          غش وتدليس ونصب وكفر وشرك وبهتان وعدوان على الله وعلى أهل الله وتكفير وقتل وذبح وتفجير وتفخيخ ونسف وهتك عرض واستحلال شرف الناس ودماءهم وأموالهم وأعراضهم.

                          ماذا تركتم لخلق يتساوون معكم في الشر؟
                          لا يوجد من في شركم فضلاً عن وجود أشر منكم من ابتداء الدنيا إلى انتهائها.

                          نقعت سياطي في الزيت تجهيزاً لموتي وموتك.

                          ولن أرحمك أبد الآبدين.

                          الله يهديك متى ستسصحوا من سباتك !!

                          متى ستترك هذه الاحلام لا اعرف !!

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حبيب الائمة
                            الله يهديك متى ستسصحوا من سباتك !!

                            متى ستترك هذه الاحلام لا اعرف !!
                            الناس نيام . فإذا ما ماتوا .... انتبهوا.

                            وموعدي وموعدك ....
                            الموت.

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة المنصور الباحث
                              بسم االله الرحمن الرحيم

                              وبه الاعانة وعليه التكلان

                              والحمد لله ذو المنة ناصر الدين باهل الكتاب والسنة

                              والحمد لله الذي خلص خلقه من عبادة العباد والاحجار والاوثان الى عبادة رب العباد فله الحمد والمنة على ذلك كله ونشكره كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه ومجده وبعد :

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              نتعرض الان الى معنى العبادة :

                              العبادة لغةً: من الخضوع والانقياد والتذلل، يُقال بعير مُعبّد أو طريق مُعبّد: أي مُذلّل سلس سهل الانقياد.

                              وهي شرعاً: غاية الحب مع غاية الذل وهي كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: العبادة اسم جامع لكلّ ما يُحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

                              وعلى هذا فمعنى العبادة واسع وليس كما يظنه كثير من الناس فيقصرونه على السجود والركوع والصلاة فربما عبدوا غير الله بأنواع أخرى من العبادات وهم لا يشعرون فيقعون بالشرك الذي لا يغفر الله لمن مات عليه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِه وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48].

                              لذلك وجب على من أراد النجاة من النار ودخول الجنة أن يفهم معناها وأنواعها ليوحِّدها جميعها لله تعالى فذلك حقه سبحانه على العباد إن هم أدّوه كان حقاً عليه سبحانه أن يدخلهم الجنة كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

                              فتأتي العبادة بمعنى التنَسُّك والتأله: كالسجود والركوع والصلاة، وأيضاً الدعاء فهو من العبادة ومنه الاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله فذلك من العبادة التي يجب أن لا تُصرف لغير الله، وكذلك الاستعاذة {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنُّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6] . وكذلك الذبح والنذر ونحوه فذلك كله من العبادة التي يجب أن لا تُصرف لغيره قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَـالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163] .

                              وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:4]. فالنحر والذبح كالصلاة يجب توحيدها لله تعالى، وقال e في الدعاء: (الدعاء هو العبادة).

                              وتأتي العبادة ويُراد بها الطاعة والانقياد المطلق، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـا بَنِي ءَادَمَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ اُلشَيْطَان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس:60] . فعبادة الشيطان هنا طاعته. وكذلك قوله تعالى عن فرعون وملئه: {فَقَالُواْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَــابِدُونَ} [المؤمنون:47] . فالمقصود بالعبادة هنا الطاعة والإنقياد المطلق في كلّ شيءٍ، فهذه لا تجوز إلا لله وإن صُرفت إلى غير ذلك فهي على نوعين:ـ

                              1-طاعة في معصية الله عز وجل (بدون استحلال للمعصية): كأن يُزيّن له الشيطان الزنا فيُطيعه، أو أن يأمره سيّده بشرب الخمر فيطيعه، أو يأمره رئيسه بحلق اللحية فيُطيعه، وهو يعتقد أن ذلك حرام.. فهذه الطاعة يشملها لفظ العبادة، ويُسمى فاعلها (عابداً للشيطان)، أي مُتّبعاً له، ولا يصل إلى الكفر إلا إذا استحل المعصية، وإنما هو مُحرم وقد حذّر النبي منه أشَدّ التحذير فقال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف) [رواه مسلم] .

                              2-طاعة في الحكم والتشريع أي في (التحليل والتحريم): وهذا لا يجوز صَرفه لغير الله عز وجل، فإن صُرِفَ، فهو شرك أكبر، لأن الحكم والتشريع لا ينبغي إلا لله الواحد القهار قال عز وجل: {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف:26] .

                              وقال تعالى أيضاً: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} [يوسف:40]، فالحكم والتشريع من أخصِّ خصائص الألوهية، ولذا كان من معاني كلمة الإله: المُشرِّع، ومن أسماء الله الحسنى: الحَكَم والحكيم، وعلى ذلك، فإنَّ من شرَّع أو فرَضَ تشريعاً وحُكْماً غير حُكمِ الله عز وجل فقد نَسَبَ إلى نفسه صفةً من صفات الألوهية، وكان بذلك مثل فرعون حين قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرِي} [القصص:38] .

                              والأدلة على أن مجرد الطاعة والاتباع لغير الله عز وجل في الحكم والتشريع تعتبر شركاً كثيرة، منها قوله تعالى: {وَإِنَّ الْشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون} [الأنعام:121] . فكانت طاعة أولياء الشيطان هنا شركاً وعبادةً لغير الله عز وجل لأنها طاعة في الحكم والتشريع، أي في التحليل والتحريم الذي لا ينبغي إلا لله عز وجل.. فكيف بك تتوجه لغير الله وتساله ان يعطيك حاجتك ؟؟!!

                              وذلك كما روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه: أنَّ أُناساً من المشركين كانوا يُجادلون المسلمين في مسألة الذبح وتحريم الميتة فيقولون: (تأكلون مما قتلتم ولا تأكلون مما قتل الله ـ يعني الميتة ـ) فقال الله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون} فكانت مجرد الطاعة في مثل هذه الأمور تُعتبر شركاً، يقول ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: أي حيث عَدلْتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قولِ غيره فقدّمتم عليه غيره فهذا هو الشرك. اهـ.

                              لذلك فإنَّ من أطاع العلماء أو الأمراء أو الحكام في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرّم الله في فتاويهم، أو قوانينهم التي يحكمون بها العباد، فقد اتخذهم أرباباً من دون الله وكان بذلك مشركاً، ويدّل على ذلك أيضاً قول الله تعالى عن أهل الكتاب: {اتَّخَذُواْ أَ حْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31] . واتخاذُ الأحبار والرهبان أرباباً، لا يُقصد به هنا السجود والركوع لهم، وإنما ذلك بطاعتهم في الحكم والتشريع والتحليل والتحريم، لأنَّ هذه الطاعة عبادة كالركوع والسجود لا تجوز إلا لله عز وجل، لذلك أنكر الله تعالى عليهم ذلك في تَتِمَّةِ الآية فقال: {وَ مَاأُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّإِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } وقال سبحانه وتعالى أيضاً عن أمثال هؤلاء الذين يُطيعون ويَتبعون غير تشريعه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَـاءُ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن_ به الله وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}... [الشورى:21] .

                              فاحذر ذلك جيداً ـ يرحمني الله وإياك ـ فقد هلك بسببه كثير من أهل زماننا..وهذا ما عليه سلفنا الصالح من هذه الناحية فهل هم مخطئين فان الاخذ بالاقوال دون اللجوء للشرع هذا خطء كبير ؟؟!!


                              صفات العبادة الصحيحة


                              ينبغي للعبادة كي تكون على الوجه الذي طلبه الله منا، أن يصحبها ثلاثة أمور وهي:ـ

                              1ـ الحب
                              2ـ الخوف
                              3ـ الرجاء

                              1ـ فنعبد الله تعالى حباً له سبحانه فقد أثنى الله على عباده بذلك فقال: {وَالذين آمنوا أشدُّ حُباً للَّه}.

                              2ـ وكذلك نعبده خوفاً منه ومن عذابه سبحانه، قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين } وقال عز وجل: {يَدعُون ربَّهم خَوْفاً وطَمَعاً} أي خوفاً من عذابه وطمعاً في مغفرته وجنته وثوابه.

                              3ـ وكذلك الرجاء: قال تعالى: {ويَرجُون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً}.

                              فنعبد الله تعالى حباً فيه وخوفاً من عذابه ورجاء رحمته وثوابه في وقت واحد وهذا هو حال الصالحين ودأبهم وهذه هي صفة العبادة الصحيحة التي يُريدها الله من عباده ولذلك قال بعض السلف الذين نعتهم بالمفلسين كما قلت انفا : (مَنْ عَبدَ الله بالحب وحده فهو زنديق (2) ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري(3) ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ (4) أما صاحب السنة فيجمع بين ذلك كله).


                              شروط قبول العبادة


                              أما شروط قبول العبادة فهي:-

                              الإيمان
                              الإخلاص
                              الإتباع


                              ولا تُقبل عبادة عابد إلا بتوافرها كلها مجتمعة.

                              فالعبادة بلا إيمان مردودة قال تعالى: {من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن} فجعل الإيمان قيداً لذلك.

                              وكذلك الإخلاص: بدونه لا تُقبل العبادة، قال تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمِلَ عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). فلا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصاً له.

                              وكذلك الإتباع: فالله لا يقبل من العبادة إلا ما كان مُوافقاً لما شرعه أي صواباً، قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ـ أي مردود ـ [رواه مسلم] .

                              أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك إلى العبادة الصحيحة وأن يتقبل أعمالنا ويحسن ختامنا.



                              ملاحظة اخيرة : انت تكلمت بهواك وبقلمك ارجوا في المرة القادمة ان تتكلم بقلم الشريعة وحياك الله .
                              تحياتي لك أخي الحبيب فقد كفيت ووفيت .. ولعلمك فان أخينا صاحب الموضوع قد نقل ما لم يستوعبه حقا فلا تأمل أن يرد عليك بحجه
                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X