السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يغرّنكم مايلقيه خصوم الشيعة والإسلام من شبهات ملؤها الأكاذيب والإفتراءات أو عدم فهم العقيدة فهما صحيحا.
النقطة الأولى: هناك من يدعي على الشيعة زوراً وبهتاناً (( أن الشيعة يطعنون بشرف عائشة ))، وعادة يثير هؤلاء المدعون هذه القضية عند الحديث عن حادثة الإفك التي ذكرها القرآن، حتى ارتبط في أذهان أكثر أهل السنة أن من تسبب في حادثة الإفك هم الشيعة.
وهذا إفتراء عظيم، والشيعة أبرياء منه، للأسباب التالية:
أولا: الشيعة لا يطعنون بشرف عائشة ـ على أقل تقدير احتراماً لشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ويعتقدون بأن الرسول منزه عن العيوب، ومن العيوب التي ينزه عنها، الإخلال بشرف أزواجه، لان ذلك الشيء إن حدث سيضعف من مكانته في المجتمع ويؤثر على تبليغه لرسالة ربه.
وثانيا: حادثة الإفك حدثت في زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذين تسببوا فيها هم جماعة من الصحابة ـ الذين يعتقد أهل السنة بعدالتهم، ولا يسمحون لأحد بأن يناقش أفعالهم وتصرفاهم ـ ، وقد نص القرآن على ذلك بقوله: (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم )) (النور:11).
ثالثا: ثم أن هناك أخباراً ترويها كتب التاريخ تبين أن التي أتهمت بحادثة الإفك ليست عائشة وإنما هي أم المؤمنين مارية القبطية أم إبراهيم بن الرسول (ص)، وإن عائشة كان لها دورا في نشر تلك التهمة ضد مارية، ولكن السياسة الأموية التي قلبت كثيراً من الحقائق، تلاعبت بهذه القصة أيضا لأسباب سياسية ليس هذا محل الحديث عنها.
النقطة التانية: أنه لا يوجد عند الشيعة عداء شخصي مع واحدة من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ولاء لأخرى، وإنما هم مأمورون باحترام زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل عام، إلا من يثبت أنها لم تحفظ تلك الأمانة التي تحدث عنها القرآن أو أنها خالفت أوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد ثبت تاريخياً أن عائشة لم ترع تلك الأمانة وخالفت أوامر الله ورسوله (ص) سواء في حياة الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعد وفاته.
ومن تلك المخالفات:
أولاً: في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): سجل القرآن أكثر من حادثة على عائشة وشريكتها حفصة منها على سبيل المثال:
1- أنهما تظاهرتا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حادثة المغافير التي سجلها القرآن في سورة التحريم، وتسببتا في أذية النبي (ص) حتى حرم على نفسه العسل، فنزلت سورة التحريم.
2- أنها خالفت أمر الله ورسوله الذي أمر نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يقرن في بيوتهن ولا يخرجن منها، قال تعالى: (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) (الأحزاب 33). وقال رسول الله (ص) لنسائه في حجة الوداع: ( هذه الحجة ثم ظهور الحصر ) (السبعة من السلف ص255). فخرجت من بيتها وقادت الجيش لمحاربة المسلمين وقتل بسبب خروجها أكثر من عشرة آلاف مسلم.
3- أنها خرجت على إمام زمانها الخليفة الشرعي الإمام علي (صلى الله عليه وآله) وقاتلته، وكانت تبغضه ولا تطيق ذكر اسمه على لسانها، ولما سمعت بموته فرحت بموته، رغم انها سمعت رسول الله يقول لعلي مرارا وتكراراً : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ).
إلى غير هذه الأمور من المواقف التي تظهر عدم مودتها لأهل البيت الذين أمر الله بمودتهم في القرآن الكريم إذ قال سبحانه وتعالى: (( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) (الشورى:23).
ولم تأت واحدة من نساء النبي الأخريات بما أتت عائشة، بل على العكس من ذلك كن ينتقد عائشة بما تفعل، ويحاولن منعها دون جدوى. وللمزيد يراجع كتاب (السبعة من السلف للسيد مرتضى الفيروزآبادي).
وخلاصة الكلام، ان قيام عائشة ببعض المخالفات لا يؤثر على نزاهة النبي الأكرم (ص)، وقد جعل الله زوجتي نبيين من الأنبياء الكرام - نوح ولوط (عليهما السلام) - مثلا للذين كفروا، مما يدل على أن كون المرأة زوجة نبي لا يعفيها من العقاب عند ارتكاب المخالفة والمعصية بل قال الله عن إمرأة نوح وامرأة لوط أنهما (( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين )) (التحريم:10)، وحذر الله نساء النبي في سورة الاحزاب: (( من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا ))، فإنه كما أن الله يؤتي الحسنة منها أجرها مرتين، كذلك في حال المخالفة والمعصية يضاعف لها العذاب ضعفين.
ودمتم في رعاية الله
لا يغرّنكم مايلقيه خصوم الشيعة والإسلام من شبهات ملؤها الأكاذيب والإفتراءات أو عدم فهم العقيدة فهما صحيحا.
النقطة الأولى: هناك من يدعي على الشيعة زوراً وبهتاناً (( أن الشيعة يطعنون بشرف عائشة ))، وعادة يثير هؤلاء المدعون هذه القضية عند الحديث عن حادثة الإفك التي ذكرها القرآن، حتى ارتبط في أذهان أكثر أهل السنة أن من تسبب في حادثة الإفك هم الشيعة.
وهذا إفتراء عظيم، والشيعة أبرياء منه، للأسباب التالية:
أولا: الشيعة لا يطعنون بشرف عائشة ـ على أقل تقدير احتراماً لشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ويعتقدون بأن الرسول منزه عن العيوب، ومن العيوب التي ينزه عنها، الإخلال بشرف أزواجه، لان ذلك الشيء إن حدث سيضعف من مكانته في المجتمع ويؤثر على تبليغه لرسالة ربه.
وثانيا: حادثة الإفك حدثت في زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذين تسببوا فيها هم جماعة من الصحابة ـ الذين يعتقد أهل السنة بعدالتهم، ولا يسمحون لأحد بأن يناقش أفعالهم وتصرفاهم ـ ، وقد نص القرآن على ذلك بقوله: (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم )) (النور:11).
ثالثا: ثم أن هناك أخباراً ترويها كتب التاريخ تبين أن التي أتهمت بحادثة الإفك ليست عائشة وإنما هي أم المؤمنين مارية القبطية أم إبراهيم بن الرسول (ص)، وإن عائشة كان لها دورا في نشر تلك التهمة ضد مارية، ولكن السياسة الأموية التي قلبت كثيراً من الحقائق، تلاعبت بهذه القصة أيضا لأسباب سياسية ليس هذا محل الحديث عنها.
النقطة التانية: أنه لا يوجد عند الشيعة عداء شخصي مع واحدة من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ولاء لأخرى، وإنما هم مأمورون باحترام زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل عام، إلا من يثبت أنها لم تحفظ تلك الأمانة التي تحدث عنها القرآن أو أنها خالفت أوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد ثبت تاريخياً أن عائشة لم ترع تلك الأمانة وخالفت أوامر الله ورسوله (ص) سواء في حياة الرسول الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعد وفاته.
ومن تلك المخالفات:
أولاً: في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): سجل القرآن أكثر من حادثة على عائشة وشريكتها حفصة منها على سبيل المثال:
1- أنهما تظاهرتا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حادثة المغافير التي سجلها القرآن في سورة التحريم، وتسببتا في أذية النبي (ص) حتى حرم على نفسه العسل، فنزلت سورة التحريم.
2- أنها خالفت أمر الله ورسوله الذي أمر نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يقرن في بيوتهن ولا يخرجن منها، قال تعالى: (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) (الأحزاب 33). وقال رسول الله (ص) لنسائه في حجة الوداع: ( هذه الحجة ثم ظهور الحصر ) (السبعة من السلف ص255). فخرجت من بيتها وقادت الجيش لمحاربة المسلمين وقتل بسبب خروجها أكثر من عشرة آلاف مسلم.
3- أنها خرجت على إمام زمانها الخليفة الشرعي الإمام علي (صلى الله عليه وآله) وقاتلته، وكانت تبغضه ولا تطيق ذكر اسمه على لسانها، ولما سمعت بموته فرحت بموته، رغم انها سمعت رسول الله يقول لعلي مرارا وتكراراً : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ).
إلى غير هذه الأمور من المواقف التي تظهر عدم مودتها لأهل البيت الذين أمر الله بمودتهم في القرآن الكريم إذ قال سبحانه وتعالى: (( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) (الشورى:23).
ولم تأت واحدة من نساء النبي الأخريات بما أتت عائشة، بل على العكس من ذلك كن ينتقد عائشة بما تفعل، ويحاولن منعها دون جدوى. وللمزيد يراجع كتاب (السبعة من السلف للسيد مرتضى الفيروزآبادي).
وخلاصة الكلام، ان قيام عائشة ببعض المخالفات لا يؤثر على نزاهة النبي الأكرم (ص)، وقد جعل الله زوجتي نبيين من الأنبياء الكرام - نوح ولوط (عليهما السلام) - مثلا للذين كفروا، مما يدل على أن كون المرأة زوجة نبي لا يعفيها من العقاب عند ارتكاب المخالفة والمعصية بل قال الله عن إمرأة نوح وامرأة لوط أنهما (( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين )) (التحريم:10)، وحذر الله نساء النبي في سورة الاحزاب: (( من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا ))، فإنه كما أن الله يؤتي الحسنة منها أجرها مرتين، كذلك في حال المخالفة والمعصية يضاعف لها العذاب ضعفين.
ودمتم في رعاية الله
تعليق