إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد المبين على القائل بتحريف كلام رب العالمين

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    قف يا هذا لكي نجيبك واتسال اين م8 ليتحفنا بتنبيهاته وتجميداته الا يرى الخروج عن الموضوع الا يرى اغراق الموضوع لكن لا نعتب على تحيزهم هذا !!!

    يتبع للرد .

    تعليق


    • #62
      من طعن في مضمون رواية صحيح مسلم من علماء أهل السنة .

      وحيث أنه لا يمكن تأويل هذه الرواية بلا دليل فقد ذهب بعض علماء أهل السنة إلى رفض الرواية والحكم بكذبـها لأنـها تطعن في صميم القرآن وقداسته ، والبعض منهم رفض مضمونـها فقط دون التعرض لأصل الرواية ! مع أن رفض المضمون مع القول بصحتها هو تكذيب أو تخطئة من صح إليه الإسناد وهي عائشة ! :
      قال الإمام السرخسي : " والشافعي لا يظن به موافقة هؤلاء في هذا القول ولكنه استدل بما هو قريب من هذا في عدد الرضعات ، فإنه صحح ما يروى عن عائشة : وان مما أنزل في القرآن (عشر رضعات معلومات يحرمن) . فنسخن بخمس رضعات معلومات وكان ذلك مما يتلى في القرآن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله .
      والدليل على بطلان هذا القول قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). والمعلوم أنه ليس المراد الحفظ لديه تعالى ، فانه يتعالى من أن يوصف بالغفلة أو النسيان ، فعرفنا أن المراد الحفظ لدينا … وقد ثبت أنه لا ناسخ لهذه الشريعة بوحي ينـزل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ولو جوزنا هذا في بعض ما أوحي إليه لوجب القول بتجويز ذلك في جميعه ، فيؤدي ذلك إلى القول بأن لا يبقى شيء مما يثبت بالوحي بين الناس في حال بقاء التكليف .
      وأي قول أقبح من هذا ؟! ومن فتح هذا الباب لم يأمن أن يكون بعض ما بأيدينا اليوم أو كله مخالفاً لشريعة رسول الله صلى الله عليه وآله بأن نسخ الله ذلك بعده … وبه يتبيّن أنه لا يجوز نسخ شيء منه بعد وفاته . وما ينقل من أخبار الآحاد شاذ لا يكاد يصح شيء منها .
      وحديث عائشة لا يكاد يصح لأنه -الراوي- قال في ذلك الحديث : وكانت الصحيفة تحت السرير فاشتغلنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل داجن البيت فأكله . ومعلوم أنه بـهذا لا ينعدم حفظه من القلوب ، ولا يتعذر عليهم إثباته في صحيفة أخرى فعرفنا أنه لا أصل لهذا الحديث " ( 1 ) .
      ( 1 ) أصول السرخسي ج 2 ص 78-80 .
      - ص 500 -
      وقال في المبسوط : " أما حديث عائشة رضى الله تعالى عنها فضعيف جدا لأنه إذا كان متلوا بعد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ونسخ التلاوة بعد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لا يجوز فلماذا لا يتلى الآن وذكر في الحديث فدخل داجن البيت فأكله " ( 1 ) .
      وقال القرطبي : " واعتبر الشافعي في الإرضاع شرطين أحدهما خمس رضعات لحديث عائشة قالت : كان فيما أنزل الله عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات وتوفى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهن مما يقرأ من القرآن موضع الدليل منه أنـها أثبتت أن العشر نسخن بخمس فلو تعلق التحريم بما دون الخمس لكان ذلك نسخا للخمس ، ولا يقبل على هذا خبر واحد ولا قياس لأنه لا ينسخ بـهما " ( 2 ) .
      وقال ابن حجر العسقلاني : " فقول عائشة عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس معلومات فمات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وهن مما يقرأ لا ينتهض للاحتجاج على الأصح من قولي الأصوليين لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر والراوي روى هذا على أنه قرآن لا خبر فلم يثبت كونه قرآنا ولا ذكر الراوي أنه خبر ليقبل قوله فيه " ( 3 ) .
      وقال ابن عبد البر : " قال أبو عمر أما حديث عائشة في الخمس رضعات فرده أصحابنا وغيرهم ممن ذهب في هذه المسألة مذهبنا ودفعوه بأنه لم يثبت قرآنا وهي قد أضافته إلى القرآن وقد اختلف عنها في العمل به فليس بسنة ولا قرآن " ( 4 ) .
      وقال ابن التركماني : " قد ثبت أن هذا ليس من القرآن الثابت ولا تحل القراءة به ولا إثباته في المصحف ومثل هذا عند الشافعي ليس بقرآن ولا خبر " ( 5 ) .
      ( 1 ) المبسوط للسرخسي ج5ص134 .
      ( 2 ) تفسير القرطبي ج15ص109.
      ( 3 ) فتح الباري ج9ص147.
      ( 4 ) التمهيد لابن عبد البر ج8ص268-269.
      ( 5 ) الجوهر النقي لابن التركماني ج7ص454 ط دار الفكر .
      - ص 501 -
      قال الكاشاني الحـنفي : " أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد قيل أنه لم يثبت عنها وهو الظاهر فإنه روي أنـها قالت توفي النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو مما يتلى في القرآن فما إلى نسخه سبيل ولا نسخ بعد وفاة النبي صلى الله . ولا يحتمل أن يقال ضاع شيء من القرآن ولهذا ذكر الطحاوي في اختلاف العلماء أن هذا حديث منكر ، وإنه من صيارفة الحديث …" ( 1 ) .

      قال أبو المحاسن الحنفي : " فإن قيل فقد روي عن عائشة أن الخمس رضعات توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن فالجواب .... مع أنه محال لأنه يلزم أن يكون بقي من القرآن ما لم يجمعه الراشدون المهديون ولو جاز ذلك لاحتمل أن يكون ما أثبتوه فيه منسوخا وما قصروا عنه ناسخا فيرتفع فرض العمل به ونعوذ بالله من هذا القول وقائليه " ( 2 ) .

      قال في مباني المعاني : " فإنه كيف يتوهم أن يكون الناسخ والمنسوخ قد نزلا معاً حتى كتبا جميعاً في جُليدٍ فأكلتهما الداجن ؟ فإن قول القائل إنـهما كتبا في رقعة واحدة منفردة عن غيرهما يشير إلى نزولهما معاً حتى اتفق كتابتهما معاً في موضع واحد دون سائر المواضع ، ولئن كان الذي أكله الداجن أحدهما دون الآخر ، وبقي الآخر ، فما بال المسلمين ما سمعوا شيئا من ذلك من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى تفردت عائشة رضي الله عنها بسماعه وتغافلت عنه إلى أن أكله الداجن . هذا والله البعيد الذي لا يتوهم . ثم إن كثيراً من الأخبار قد نقلها قوم يحبّون نقل الغريب والشهرة به ، والافتخار بما يؤخذ عنهم دون غيرهم من غير أن يصح أصله أو يعتمد على نقله ، وما كان بـهذه المنـزلة فلا معترض به على كتاب الله عز وجل " ( 3 ) .

      قال أبو جعفر النحاس : "وأما قول من قال : إنّ هذا كان يقرأ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فـعظيم ، لأنه لو كان ممّا يقرأ لكانت عائشة قد نبّهت عليه ، ولكان قد نقل إلينا في المصاحف التي نقلها جماعة التي لا يجوز عليهم الغلط وقد قال الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). وقال {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}(القيامة/17). ولو كان بقي منه شيء لم ينقل إلينا لجاز أن يكون ممّا لم ينقل ناسخاً لما نقل فيبطل العمل بما نقل ونعوذ بالله من هذا فإنه كفر " ( 4 ) .

      ( 1 ) بدائع الصنائع ج4 ص 7 .
      ( 2 ) معتصر المختصر ج1ص321.
      ( 3 ) مقدمتان في علوم القرآن ص89-90 .
      ( 4 ) الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص11 .
      - ص 502 -
      قال الطحاوي : " وهذا مما لا نعلم أحد رواه كما ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر وهو عندنا وهـمٌ منه أعني ما فيه مما حكاه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي وهن مما يقرأ من القرآن لأن ذلك لو كان لذلك لكان كسائر القرآن ولجاز أن يقرأ به في الصلوات وحاشا لله أن يكون كذلك أو يكون قد بقي من القرآن ما ليس في المصاحف التي قامت بـها الحجة علينا وكان من كفر بحرف مما فيها كان كافرا ولكان لو بقي من القرآن غير ما فيها لجاز أن يكون ما فيها منسوخاً لا يجب العمل به وما ليس فيها ناسخ يجب به وفي ذلك ارتفاع وجوب العمل بما في أيدينا مما هو القرآن عندنا ونعوذ بالله من هذا القول ممن يقوله " ( 1 ) .
      وقال في موضع آخر : " ومما يدل على فساد ما قد زاده عبد الله بن أبي بكر على القاسم بن محمد ويحيى بن سعيد في هذا الحديث أنا لا نعلم أحدا من أئمة أهل العلم روى هذا الحديث عن عبد الله بن أبي بكر غير مالك بن أنس ثم تركه مالك فلم يقل به وقال بعده إلى أن قليل الرضاع وكثيره يحرم ولو كان ما في هذا الحديث صحيحاً أن ذلك في كتاب الله لكان مما لا يخالفه ولا يقول بغيره " ( 2 ) .

      وقال النيسابوري : " وأما ما حكي أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتـها الداجن فمن تأليفات المبتدعة " ( 3 ) ، الرواية في صحيح مسلم ، ويقول من تأليفات المبتدعة !!

      وقال العلامة الزرقاني : " وقال ابن عبد البر : وبه تمسك الشافعي لقوله لا يقع التحريم إلا بخمس رضعات تصل إلى الجوف ، وأجيب بأنه لم يثبت قرآنا وهي قد أضافته إلى القرآن واختلف عنها في العمل به فليس بسنة ولا قرآن وقال المازري لا حجة فيه لأنه لم يثبت إلا من طريقها والقرآن لا يثبت بالآحاد فإن قيل إذا لم يثبت أنه قرآن بقي الاحتجاج به في عدد الرضعات لأن

      ( 1 ) مشكل الآثار للطحاوي ج3 ص 6 ط دار صادر .
      ( 2 ) ن.م ج3ص8 ، أقول : لم يأخذ إمام المالكية بـهذه الرواية ولا اعتمد عليها في فقهه ، وهذه رواية الموطأ ج2ص608ح1270: ( عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنـها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو فيما يقرأ من القرآن . قال يحيى : قال مالك : وليس على هذا العمل ) ، وذيل الكلام صريح في أن مالك بن أنس لم يعتمد الرواية وقد جاء في فقه مالك في كتاب المدوّنة الكبرى ج2ص405 ما يؤكد عدم التزامه بما أخرجه في موطئه من رواية عائشة : ( قلت لعبد الله بن القاسم : أتحرّم المصة والمصّتان في قول مالك قال : نـعـم ) ، مع أن مسلم بن الحجاج قد روى رواية عائشة في صحيحه عن مالك بن أنس نفسه !
      ( 3 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان للعلامة نظام الدين النيسابوري بهامش تفيسر الطبري ج21 ص81 ط دار المعرفة .
      - ص 503 -
      المسائل العملية يصح التمسك فيها بالآحاد قيل هذا وإن قاله بعض الأصوليين فقد أنكره حذاقهم لأنـها لم ترفعه فليس بقرآن ولا حديث وأيضا لم تذكره على أنه حديث " ( 1 ) .

      وقال الشيخ الجزيري : " ليس في حديث عائشة ما يدل على نسخ خمس رضعات فلماذا لا تكون قد سقطت كما يقول أعداء الدين ؟ ومع التسليم أن فيه ما يدل فما فائدة نسخ اللفظ مع بقاء الحكم ؟ ومع التسليم أن له فائدة ، فما الدليل الذي يدل على أن اللفظ قد نسخ وبقي حكمه ؟ " ( 2 ) .

      وقال الأستاذ محمد رشيد رضا : " الحق لا يظهر لهذا النسخ حكمة ، ولا يتفق مع ما ذكر من العلة ، وأن رد هذه الرواية عن عائشة لأهون من قبولها مع عدم عمل جمهور من السلف والخلف بـها كما عملت ، فإن لم نعتمد روايتها فلنا أسوة بمثل البخاري ( 3 ) ، وبمن قال باضطرابـها خلافاً للنووي وإن لم نعتمد معناها فلنا أسوة بمن ذكرنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في ذلك كالـحنفية وهي عند مسلم من رواية عمرة عن عائشة ، أو ليس رد رواية عمرة وعدم الثقة بـها أولى من القول بنـزول شيء من القرآن لا تظهر له حكمة ولا فائدة ثم نسخه وسقوطه أو ضياعه فإن عمرة زعمت أن عائشة كانت ترى أن الخمس لم تنسخ وإذا لم نعتد بروايتها وإذا كان الأمر كذلك فالمختار التحريم بقليل الرضاع وكثيره إلا المصة والمصتين إذ لا تسمى رضعة ولا تؤثر في الغذاء " ( 4 ) .

      قال الشيخ العريض : " وقال الأستاذ السايس : ما رواه مالك وغيره عن عائشة أنـها قالت : كان فيما أنزل الله في القرآن عشر رضعات … الخ ، حديث لا يصح الاستدلال به ، لاتفاق الجميع على أنه لا يجوز نسخ تلاوة شيء من القرآن بعد وفاته صلى الله عليه (وآله) وسلم وهذا هو الخطأ الصراح " ( 5 )

      ثم علّق عليه : " وهذا هو الصواب الذي نعتقده ، وندين الله عليه ، حتى نقفل الباب على الطاعنين في كتاب الله تعالى من الملاحدة والكافرين ، الذين وجدوا من هذا الباب نقرة يلجون منها إلى الطعن في القرآن الكريم ، حتى ننـزه كتاب الله تعالى عن شبهة الحذف والزيادة بأخبار
      ( 1 ) شرح الزرقاني ج3ص321.
      ( 2 ) الفقه على المذاهب الأربعة لعبد الرحمن الجزيري ج4 ص257-257 ط مكتبة الإستقامة السادسة في مصر .
      ( 3 ) لاحظ أسلوبه في امتصاص غضب القارئ واستشفاعه برأي البخاري كي يتحرز من مغبة إبطاله لـحديث صحيح مسلم !
      ( 4 ) تفسير المنار ج4ص473 للأستاذ محمد رشيد رضا ط دار المنار 1365ه‍ .
      ( 5 ) فتح المنان ص216-217 .
      - ص 504 -
      الآحاد ، فما لم يتواتر في شأن القرآن اثباتاً وحذفاً لا اعتداد به ، ومن هذا الباب نسخ القرآن بالسنة الآحادية ، بل حتى المتواترة عند بعضهم ، ونرفض كل ما ورد من الروايات في هذا الباب ، وما أكثرها كما ورد في بعض الأقوال عن سورة الأحزاب وبراءة وغيرها " ( 1 ) .

      وقال الأستاذ محمد مصطفى شلبي : " والثاني طريقه مضطرب أيضاً لأنه جاء في بعض رواياته : كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات يحرمن ، وتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن ، فقبول ذلك يؤدي إلى الطعن في القرآن بأنه ضاع منه شيء ، ويرد هذا كفالة الله بحفظه ، وإجماع الأمة على أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عنه لم يضع منه حرف واحد " ( 2 ) .

      وقال الدكتور مصطفى زيد : " وفي الروايات التي تذكر أنه قال قد نسخ لفظ التحريم بخمس رضعات و بقي حكمها معمولاً به – وهي مروية عن عائشة رضي الله عنها – كثير من الاضطراب ، يحملنا على رفضها من حيث متنها . ومن ثم يبقى منسوخ التلاوة باق الحكم مجرد فرض ، لم يتحقق في واقعة واحدة ، ولـهذا نرفضه ، ونرى أنه غير معقول و لا مقبول " ( 3 ) .

      ولا أدري كيف تصدر منهم هذه الكلمات مع أنـهم يرون صحة كل ما كتبه مسلم ؟! أم أن الرواية صحيحة إلى عائشة وهي تقول بتحريف القرآن في نظرهم ؟!

      وبعد أن نقلنا بعضا من كلمات علمائهم الذين رفضوا مضمون الرواية ، نقول :
      حتى لو لم تقل عائشة ( وهن فيما يقرأ من القرآن ) ، فإن الرواية تبقى صريحة في أن عائشة تدّعي أن هناك آيتين من القرآن غير موجودتين في المصحف ، فلو أخذوا بادعاء عائشة أن تلك الجملتين من القرآن ، فقد ثبت تحريفهم للقرآن بالزيادة لأنـهم ألحقوا بالقرآن آيتين لم يتواتر نقلهما كقرآن ، وما لم يتواتر فليس من القرآن قطعا .

      ( 1 ) فتح المنان ص 219 .
      ( 2 ) أصول الفقه الإسلامي ص554-555 . للأستاذ محمد مصطفى شلبي أستاذ ورئيس قسم الشريعة بالجامعة العربية .
      ( 3 ) النسخ في القرآن الكريم للدكتور مصطفى زيد – دراسة تشريعية تاريخية نقدية - ج1ص283–284 مسألة رقم 388و389و 392 ، أقول : عدد من رفض رواية مسلم قليل بالنسبة لبقية علماء أهل السنة ، فأن المناقشة في صحة أي حديث أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما يعتبر من اتباع غير سبيل المؤمنين ! حتى وإن كان الحديث يطعن في كتاب الله عز وجل ! نعوذ بالله من الخذلان .
      - ص 505 -
      ثم لنفرض أنـهم أثبتوا تواتر قرآنيتهما – ولن يثبتوا - فحينئذ يثبت تحريفهم للقرآن بالنقص منه لأن المصحف لا يحتوي تلك الآيتين ! فإن قيل نسخت تلاوة فنقول : سلمنا ، ولكن أين تواتر نسخها ؟! وحيث لا تواتر ، فقد أثبت أهل السنة قرآنا غير موجود في المصحف ولم ينسخ ، وما هو إلا التحريف الصريح
      يتبع

      تعليق


      • #63
        شيء من تسترهم على طامة عائشة !

        قال ابن حجر العسقلاني في الدراية في تخريج أحاديث الهداية : " وفي الباب عن عائشة قالت أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات فنسخ من ذلك خمس وصار إلى خمس رضعات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك أخرجه مسلم " ( 1 ).

        قال الزيلعي الحنفي في نصب الراية : " ومن أحاديث الخصوم أيضا ما أخرجه مسلم أيضا عن عائشة قالت : أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات فنسخ من ذلك خمس وصار الى خمس رضعات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك انتهى " ( 2 ) .

        قال ابن قدامة الحنبلي في المغني : " وجه الأولى ما روي عن عائشة أنـها قالت : أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن فنسخ من ذلك خمس وصار إلى خمس رضعات معلومات يحرمن فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك رواه مسلم " ( 3 ) .

        فهل ما أخرجه مسلم في صحيحه هو ( والأمر على ذلك ) أم ( وهن فيما يقرأ من القرآن ) ؟! ، لولا أنـهم محرجون من قول عائشة لما تستروا عليه .
        ( 1 ) الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2ص68.
        ( 2 ) نصب الراية ج3ص218.
        ( 3 ) المغني ج8ص138.
        - ص 506 -
        الشيعة المساكين !
        أحد علمائهم ضجر من قول عائشة ، فقام مشمرا عن ساعده ليلقي رواية عائشة بعنق الشيعة حيث اتـهمهم مع الملاحدة بوضعها وتأليفها ! ، قال القرطبي المؤدب : " وأما ما يحكى من أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليف الملاحدة والروافض " ( 1 ) .
        أقول : يا ليت القرطبي هذا يترك عادته من رمي الكلام على عواهنه حينما يتكلم عن الشيعة ، فأين داجن عائشة في كتب الشيعة ؟! أم قصد أن ابن ماجة والطبراني وابن حزم الذين أخرجوا أكل الداجن للصحيفة كانوا من الروافض ؟! ، نعم لعلهم من الملاحدة في نظره القرطبي !

        * النتيجة :
        إن وجود رواية كهذه في أصح المتون عندهم يلزمهم بأحد الأمور التالية ، إما الحكم بكون الرواية فاسدة متنا وأن صحيح مسلم يحوي غير الصحيح كهذه الرواية وهو ما ذهب له بعض أهل السنة ، أو أن عائشة زادت للقرآن ما ليس منه وهذا كفر عندهم فيلزمهم تكفيرها ، أو أن القرآن محرّف كما ادعته عائشة .

        ( 1 ) تفسير القرطبي ج14ص113، أقول : قد قصد القرطبي من الزيادة آية الرجم ، وقد نقلنا ما يدل من رواياتـهم أن آية الرضاع وآية الرجم كانتا في صحيفة واحدة ، والأشهر هو أكل الداجن لآية الرضاع لذلك ذكرت قوله هنا لا في آية الرجم .

        تعليق


        • #64
          آية شهداء بئر معونة

          أخرج عدّة من الحفّاظ منهم البخاري ومسلم هذه الرواية ، واللفظ لأولهما : " عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين ، فلما قدموا ، قال لهم خالي : أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وإلا كنتم مني قريبا . فتقدم ، فأمنوه ، فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم إذ أومؤوا إلى رجل منهم فطعنه فأنقذه ، فقال : الله أكبر فزت ورب الكعبة . ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل ، قال همام : فأراه آخر معه ، فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنـهم قد لقوا ربـهم فرضي عنهم وأرضاهم ، فكنا نقرأ ( أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) ثم نسخ بعد ، فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم " ( 1 ) .
          وفي موضع آخر منه : " قال قتادة وحدثنا أنس : أنـهم قرؤوا بـهم قرآنا ( ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) ثم رفع ذلك بعد " ( 2 ) .
          ذكرنا في مبحث نسخ التلاوة وجود تضارب بين هذه الرواية وروايات أخرى أخرجت في نفس الصحيحين تدل على أن هذا المقطع الذي زُعم هنا كقرآن هو قول لشهداء بئر معونة ، وما يدل دلالة واضحة على ترجيح مضمون تلك الروايات أسلوب هذه الجملة ونظمها الهابط عن مستوى القرآن الذي يدل على عدم قرآنيتها ، بالإضافة لعدم تواتره .
          وهنا أمر يستحق التنبيه عليه وهو أني لم أجد رواية واحدة نسبت تلك الجملة إلى القرآن إلا وراويها أنس بن مالك ! ، وهذا أمر يشككنا في مصداقية هذه النسبة للقرآن ، إذ من غير المعقول ألاّ يبلّغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلك الآيات لأحد إلا لأنس بن مالك فيتفرّد أنس بنقلها كقرآن مع أن القرآن من طبيعته أن يتواتر ! ، ثم إن عبد الله بن مسعود نقلها على أنـها قول للشهداء كما أسلفنا في محله ، وعبد الله بن مسعود أخبر بالقرآن من أنس بن مالك ، ناهيك عن أن أنس كان يتفاخر بأن الله عز وجل قد أنزل هذه الجملة الركيكة في خاله الذي استشهد مع شهداء بئر معونة ! وهذا ما يزيد الأمر ريبة !
          ( 1 ) صحيح البخاري ج3ص19-20وج2ص117 ، صحيح مسلم ج2ص136 ، طبقات ابن سعد ج2ص53و54 ط صادر ، السنن الكبرى للبيهقي ج2ص199 ، مشكل الآثار للطحاوي ج2ص420 ، تاريخ الطبري ج2ص550 ، مسند أحمد ج3ص289، وغيرها .
          ( 2 ) صحيح البخاري ج3 باب العون والمدد ح2899 . ونفسه في باب (الذين استجابوا لله والرسول) .
          - ص 508 -
          ولكن للأسف ، مع مناقضتها لصريح روايات البخاري ومسلم الأخرى ومخالفتها لمبانيهم الأصولية في عدم قرآنية ما لم يتواتر ، نجد أن علماء أهل السنة يصرّون على أنـها قرآن منـزل ! ، وقد رفض بعضهم ذلك ، قال أبو بكر الرازي :
          " وروي عن أنس أنـهم كانوا يقرءون : بلغوا قومنا عنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا . ونحو ذلك مما يروى أنه كان في القرآن ، فإنه لا مطعن لملحد فيه ، لأن هذه الأخبار ورودها من طريق الآحاد فغير جائز إثبات القرآن بـها " ( 1 ) .

          فنقول للأغلبية ، كيف أثبتم قرآنية هذه الجمل السمجة بلا تواتر ؟! فهذا تحريف بالزيادة ، ولو سلمنا أنكم أثبتم تواترها ، فكيف ضاعت من المصحف ؟ إن قلتم بالنسخ نقول : سلمنا ( 2 ) ، ولكن النسخ يحتاج إلى تواتر ، وحيث لا تواتر فثبت التحريف بنسبة النقص لكتاب الله عز وجل .
          ومع كل هذا يوجد إشكال آخر وهو : أين الحكم الشرعي في هذه الآية المزعومة حتى يتعلق بـها النسخ لو سلمنا بوقوعه في التلاوة ؟! لأن علماءهم قالوا إن النسخ لا يتعلق إلا بالأحكام .
          وهكذا الحال في بقية الموارد التي لا تتضمن الآيات المزعومة أي حكم شرعي ، فلا داعي للإعادة ، ولا داعي للإطالة في إبطال هذا الهرج والسخف .


          * آية الواديين !
          التأمل في هذه الجملة التي ألصقوها بالقرآن يوقفك على إعجاز القرآن وإتقان صنعه ولطيف سبكه ، فالقرآن ببديع نظمه تنفُر عنها هذه البساطة بذاتـها ، فلا تصمد هذه الجمل الباردة كما سنرى أمام تنـزلات الكتاب المكنون ، والضمير الحر هو الحكم في صحة ادعاء قرآنية مثل هذه الجملة ، فهل هذه آية من القرآن ؟! :
          ( لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب )
          أو ( لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب )

          ( 1 ) الفصول في الأصول ج2 ص257 . ، أقول : الرازي هذا هو صاحب تعريف نسخ التلاوة الذي اعتمدوا عليه ، ومع ذلك فقد أنكر كون هذه آية من المنسوخ تلاوة !!
          ( 2 ) نقول (سلمنا) لأننا أثبتنا في فصل مستقل فساد القول بوقوع نسخ التلاوة .
          - ص 509 -
          أهكذا أسلوب القرآن ؟ ، لا والله ! ، فنحن لا نناقشهم في علة فقدها من مصحف المسلمين وإنما في أصل كونـها قرآنا {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} !

          لفـتة للوهابي !
          وأحب أن أذكّر هنا بما نقلناه سابقا عن الوهابي (ناصر.ق) الذي شنع على كلمات التنـزيل المروي في الكافي الشريف وغيره من كتب الشيعة وحكم بأنـها ليست من القرآن لضعفها البلاغي حيث قال في أصول مذهب الشيعة :
          " وهذه الإضافات التي تزعم الشيعة نقصها من كتاب الله (!!) ألا يلاحظ القارئ العربي أن السياق لا يتقبلها ، وأنـها مقحمة إقحاما بلا أدنى مناسبة ولذلك يكاد النص يلفظها ( 1 ) ، وأنـها من وضع أعجمي لا صلة له بلغة العرب ، ولا معرفة له بأساليب العربية ، ولا ذوق له في اختيار الألفاظ وإدراك المعاني " ( 2 ) .

          أقول : فأين هو مما يعتقده ويدين به أهل السنة من قرآنية هذه الجمل التي لا تكاد تُقرأ حتى تنقبض النفس من نسبتها للقرآن الكريم لما فيها من العوار والضعف ؟!

          * التهافت في النقل :
          الآية المزعومة حصل في نقلها اختلاف وتضارب وهذه نبذة من تلك الروايات :

          جاء في صحيح مسلم عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال : " بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرؤا القرآن . فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم . فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنـّـا كنّـا نقرأ سورةً كنّـا نشبِّهـها في الطّول والشّدة ببراءة ، فأنْسيتُها ، غير أنّي قد حفظت منها : ( لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ) " ( 3 ) .
          ( 1 ) وهذا صحيح لأنـها تفسير للقرآن وليست منه لذلك هي للإقحام أقرب من الإنسجام التام .
          ( 2 ) أصول مذهب الشيعة ج1ص243.
          ( 3 ) صحيح مسلم ج3ص100 كتاب الزكاة باب كراهية الحرص على الدنيا وبشرح النووي ج7ص139،140.
          - ص 510 -
          " عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال : ( لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب ) " ( 1 ) .
          وفي الطبراني : وعن زيد بن أرقم قال : لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : ( لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) " ( 2 ).
          وفي مسند أحمد والبزار وأبي يعلى : " عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : ( لو كان لابن آدم وادي نخل تمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) " ( 3 ) .
          وأخرج الحاكم في المستدرك : " عن أبي بن كعب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إن الله قد أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن بقيّتها : ( لو أن ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأعطيته سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيته سأل ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهوديّة ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره ) " ( 4 ) .
          وليست هذه زيادتـهم الوحيدة لسورة البينة وإنما تطرق لها التعديل والتغيير أكثر من مرة وسيأتي بإذنه تعالى عرض أشكال متنوعة لها !

          وأخرج الترمذي في سننه : " عن زرّ بن حبيش عن أُبي بن كعب : أن رسول الله قال له : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك – إلى قوله - وقرأ عليه ( ولو أنّ لابن آدم وادياً من مالٍ لابتغى إليه ثانياً ولو كان له ثانيًا لابتغى إليه ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب ) " ( 5 ) .

          ( 1 ) صحيح مسلم ج3 ص99 كتاب الزكاة باب الحرص على الدنيا.
          ( 2 ) مجمع الزوائد المجلد العاشر ص 243 ( باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) ، وعلق ابن حجر عليه (رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجالهم ثقات).
          ( 3 ) ن.م ص245 وعلق ابن حجر عليه (رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز ورجال أبى يعلى والبزاز رجال الصحيح ).
          ( 4 ) المستدرك على الصحيحين ج2 ص 224 علق عليه الحاكم ب‍ (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي ، ملاحظة : المقطع الأخير لفظ آية أخرى كما سيتضح بإذنه تعالى .
          ( 5 ) سنن الترمذي ح3793،ح3898 وعلق عليه الترمذي ب‍ (حسن صحيح) ، ومسند أحمد ج5 ص131 الطبعة الميمنية ، وعبد الله ابن أحمد ج5 ص132 .
          - ص 511 -
          وفي مسند أحمد عن زيد بن أرقم قال : " لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) " ( 1 ).
          وفي الدر المنثور : " وأخرج ابن الضريس : ليؤيدن الله هذا الدين برجال مالهم في الآخرة من خلاق ( ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب إلا من تاب فيتوب الله عليه والله غفور رحيم ) " ( 2 ) .

          ولنقتصر على هذا القدر في بيان تضاربـهم في نقل المزعومة ، فمرة تذكر الروايات لفظ مالا وأخرى ذهبا وثالثة ذهبا وفضة ورابعة نخلاً ، ومرّة واديا وأخرى واديين ، ومرّة سأل وأخرى يملك ، ومرّة تذكر بطنا ومرة فاهاً وأخرى جوفا ، ومرة ثانيا وأخرى تزيد إلى ثالثا ، ومرة تصرح الرواية أن الآية كانت في سورة أنسيت ومرّة أخرى أن الآية كانت في ضمن سورة البيّنة ، إلى غيره من التضارب الذي يتضح بقليل من التأمل وزيادة الخير والبركة بمراجعة المصادر الأخرى ( 3 ) .

          * الآية المزعومة كتبت في المصحف في زمن عمر وفقدت اليوم !
          عن مسند أحمد بن حنبل : حدثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال : جاء رجلٌ إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرّة وإلى رجليّه أُخرى ، هل يرى عليه من البؤس شيئا ، ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل ، قال ابن عباس فقلت : صدق الله ورسوله ( لو كان لإبن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ويتوب الله على من تاب ) قال عمر : ما هذا ؟ فقلت : هكذا أقرأنيها أبيّ . قال : فمُر بنا إليه ، قال : فجاء إلى أبيّ ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال أُبيّ : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : فأثـبتـها ؟ فـأثْـبَتـها " ( 4 ) .
          ( 1 ) مسند أحمد ج4ص368 .
          ( 2 ) الدر المنثور ج1 ص105 ط دار المعرفة بالأوفست ، ملاحظة : المقطع الأول آية مزعومة أخرى .
          ( 3 ) نحو مشكل الآثار للطحاوي ج2ص419 ، المصنف للصنعاني ج10ص436 ، مناهل العرفان للزرقاني ج2ص25 ، تفسير الطبري ج1ص381 ، البرهان في علوم القرآن ج2ص36 .
          ( 4 ) المسند لأحمد بن حنبل ج5ص117 ط الميمنية ، وعنه مجمع الزوائد للهيثمي المجلد السابع ص141 (سورة لم يكن) بلفظ ( قال : أفأثبتها في المصحف ؟ قال : نعم ) ، وعلق عليه الهيثمي ب‍ (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ).
          - ص 512 -
          أقول : مر في مبحث جمع القرآن إن إلحاق الآيات بالمصحف كان بشهادة رجلين بزعمهم ، وهنا شهد كل من حبر الأمة ابن عباس وسيد القراء أبي بن كعب عند عمر بن الخطاب بأن هذه الجملة المزعومة آية من القرآن فقبل عمر شهادتـهما وأثبتها في المصحف ، وكله على طبق الموازين ، فلماذا لا نجد هذه الجملة في مصحفنا اليوم ؟ أليس هذا تحريفا وسقوطا لآيات دونت في المصحف زمن عمر ؟ فأين ذهبت إذاً ؟! ومن الذي حرف المصحف
          يتبع

          تعليق


          • #65
            آية أن الدين الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية !

            أخرج الترمذي في سننه : عن زرّ بن حبيش عن أُبي بن كعب : " أن رسول الله قال له : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك ، فقرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}(البينة/1). فقرأ فيها ( إن ذات الدين عند الله الحنفيّة المسلمة لا اليهوديّة ولا النّصرانية من يعمل خيراً فلن يكفره ) " ( 1 ) .
            وفي مسند أحمد : " عن زر عن أبي بن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ان الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك قال فقرأ علي {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا – إلى قوله تعالى- إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}(البينة/1-4). (إن الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفره) قال شعبة : ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ : (لو إن لابن آدم واديين من مال لسأل واديا ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب) ، قال ثم ختمها بما بقي منها " ( 2 ) .
            وهي تحريف صريح إما بالزيادة في القرآن ما ليس منه أو لنقصها من المصحف ، كما بينا فيما سبق فلا نعيد .
            ( 1 ) سنن الترمذي ح3793 ، ح3898 وعلق عليه الترمذي ب‍ ( حسن صحيح ) ، المستدرك على الصحيحين ج2ص224 علق عليه الحاكم ب‍ ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي .
            ( 2 ) مسند أحمد ج 5ص132 ، وكنـز العمال ج2ص567ح4742 عن (ط حم ت حسن صحيح ك ص ) ، مجمع الزوائد عن مسند أحمد المجلد السابع ص140-141 . وعلق عليه ( وفيه عاصم بن بـهدلة وثقه قوم وضعفه آخرون ، وبقية رجاله رجال الصحيح ) ، واعترض في تحرير تقريب التهذيب ج2ص165 على من قال إن عاصما صدوق له أوهام فقالا : ( بل ثقة يهم ، فهو حسن الحديث وقوله صدوق له أوهام ليس بجيد ، فقد وثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي ويعقوب بن سفيان وابن حبان وجعله ابن معين من نظراء الأعمش وإن فضّل هو وأحمد الأعمش عليه . وكل هؤلاء وثقوه مع معرفتهم ببعض أوهامه اليسيرة ) .
            - ص 513 -
            * آية جهاد آخر الزمان !
            ذكر السيوطي في الدر المنثور : " أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب سأله فقال : أ رأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى }(الأحزاب/33). هل كانت الجاهلية غير واحدة ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة . فقال له عمر : فأنبأني من كتاب الله ما يصدق ذلك ؟ قال : إن الله يقول ( جاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرّة ) . فقال عمر : مَنْ أمرنا أن نجاهد ؟ قال : بني مخزوم وعبد شمس " ( 1 ) .
            " أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ : ( وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله ) ؟ قلت : بلى ! فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء " ( 2 ) .

            وأقصى علم هؤلاء الصحابة بـهذه الجملة المزعومة أنـها سقطت كغيرها الذي سقط من القرآن ! ، " قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا ( أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ) فإنّا لا نجدها ؟ قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن " ( 3 ) .

            ( 1 ) الدر المنثور في تفسير قوله تعالى ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) ج4 ص371 ط دار المعرفة بالأوفست . يقصد بعبد شمس بني أمية.
            ( 2 ) الدر المنثور في تفسير قوله تعالى ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) ج4 ص371 .
            ( 3 ) الدر المنثور ج1ص106 عن أبي عبيد وابن الضريس وابن الأنباري ، مشكل الآثار ج2ص418 ، أقول : سواء فسرنا السقوط بالضياع أم بنسخ التلاوة فهو يفيد التحريف كما أشرنا له سابقا ، ولفظ (سقط) بعيد عن النسخ كما هو واضح .
            يتبع

            تعليق


            • #66
              إقتباس:
              المشاركة الأصلية بواسطة طالب الكناني
              نلاحظ بين فترة واخرى يعاد الموضوع نقول لكم اننا نقر بان القرآن الذي بين ايدينا هو القرآن الذي انزله الله تعالى على رسوله الهاشمي
              يرجع الوهابين النواصب يغرقون المنتدى بالمواضيع التافهه والتي يا ما اشبعت نقاش
              ولو تجرأنا وطرحنا مثل هذه المواضيع في المنتديات الوهابية لاطلقوا العنان للسانهم القذر بانواع الكلام
              أولا : زيادة سورتي الحفد والخلع للقرآن !
              هذا نص سورة الخلع المزعومة :
              {اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك}

              وهذا نص سورة الحفد المزعومة :
              {اَللّهُمّ إيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ}

              * روايات أهل السنة القائلة أنـهما قرآن منـزل :
              لنستعرض بعض رواياتـهم التي تدل على أنـهما سورتان كغيرهما من سور القرآن ، وهذا يتم من ناحيتين ، فتارة تنص تلك الروايات على أنـهما سورتان وأن بعض الصحابة كان يقرأ بـهما في صلاته بل ومنهم من يحلف بالله أنـهما نزلتا من السماء ، وتارة أخرى تدعي الروايات أن بعض الصحابة كانوا يكتبون السورتين بين سور مصاحفهم ، وهاك نبذة منها :


              - ص 432 -


              * النص على كونـهما سورتين :
              " وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين ( اللهم إياك نعبد ) ( واللهم إنا نستعينك ) .
              وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين . وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبى ليلى أن عمر قنت بـهاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) " ( 1 ) .

              " وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن عليا قنت في الفجر بـهاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك … ) " ( 2 ) .
              " وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال : كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) . وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال يقرأ في الوتر السورتين : ( اللهم إياك نعبد ) ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك )".
              "وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : نبدأ في القنوت بالسورتين ثم ندعو على الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
              " وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : سألت عطاء بن أبى رباح أي شئ أقول في القنوت قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أُبـي : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) ".
              ( 1 ) الدر المنثور ج6ص420 ( ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد )
              أقول : قد يتبادر إلى الذهن أن القنوت بـهما يدل على كونـهما دعاء ، وليس كذلك ، فإن القرآن يصح أن يقرأ كدعاء مثل قوله تعالى {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}(آل عمران/8).

              ( 2 ) ن.م .
              - ص 433 -


              " وأخرج ابن أبى شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال في قراءة أبى بن كعب : ( اللهم إنا نستعينك ) " ( 1 ) .
              " عن أبي اسحاق قال : أمّـنـا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بـهاتين السورتين (إنا نستعينك ) و (نستغفرك ) " ( 2 ) .

              "وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرئنا ( اللهم إنا نستعينك ) زعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يقرئهم إياها " ( 3 ) .
              " وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ) قال أنس : والله إن أنزلتا إلا من السماء ‍!" ( 4 ) .
              " وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبى حبيب قال بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافيا ما أراك تقرأ القرآن ! قال : بلى والله إني لأقرأ القرآن وأقرأ منه مالا تقرأ به . فقال له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن ! قال : القنوت حدثني على ابن أبى طالب أنه من القرآن " ( 5 ) .
              ( 1 ) ن.م ج6ص422.
              ( 2 ) مجمع الزوائد ، المجلد السابع ص157 ( باب فيما نسخ ) وعلق عليه ب‍ ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) وعن الإتقان في علوم القرآن ج1ص65 ، أقول : واضح أن الصلاة لا تتم بقراءة غير القرآن .
              ( 3 ) الدر المنثور ج6ص422.
              ( 4 ) الدر المنثور ج6ص420 ( ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد ).

              ( 5 ) ن.م .
              - ص 434 -


              ولا أرى نصوصا هي أوضح وأجلى مما سبق لإثبات جزئيتهما من القرآن في نظر سلفهم الصالح ، أما في مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي يدين به الشيعة فإن كل تلك الروايات وغيرها التي تفيد المعنى المزبور مرفوضة وعرض الجدار مضربـها .

              * دمج بعض الصحابة لـهما في المصحف على أنـهما سورتان :

              " قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال قرأنا في مصحف أبى بن كعب (اللهم إنا نستعينك وتستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ) قال حماد: هذه الآن سورة. واحسبه قال : (اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق) "( 1 ).

              " وفي مصحف ابن عباس قراءة أبـيّ وأبى موسى ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ) . وفي مصحف حجر ( اللهم إنا نستعينك ) " ( 2 ) .
              " أخرج البيهقي أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك …) قال ابن جريج : حكمة البسملة أنـهما سورتان في مصحف بعض الصحابة ".
              " وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه" ( 3 ) .
              " وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين ، وفي مصحف أُبيّ ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع " ( 4 ) .
              ( 1 ) ن.م .
              ( 2 ) ن.م .
              ( 3 ) الإتقان في علوم القرآن ج1ص65 ط الحلبي الثالثة .

              ( 4 ) ن.م .
              - ص 435 -


              " وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك … ) وزعم عبيد أنه بلغه انـهما سورتان من القرآن من مصحف ابن مسعود " ( 1 ) .
              * شـبهة !
              قد يقال إن تلك الروايات التي تحكي كتابة السورتين في مصحف كل من أَبي بن كعب وابن مسعود ( 2 ) وابن عباس لا يستفاد منها إلحاقها كسورتين مثل بقية سور القرآن وإنما كتبتا كذكر ودعاء في آخر المصحف حتى يسهُل إيجادهما وقراءتـهما ، فليس كل ما يضاف في آخر المصحف يعتبر من القرآن المنـزل ، وهذا أشبه بما يفعل اليوم من دمج دعاء ختم القرآن في آخره وهذا لا يعني أنه دمج كسورة في المصحف .
              وهذا الكلام غير صحيح لأن الروايات صريحة في كونـهما سورتين ولم يعهد التعبير عن الدعاء بالسورة ، ثم إن رواياتـهم بينت محل السورتين في مصحف بعض الصحابة وكيفية وضعها فيه :
              " فائدة : قال ابن أشته في كتاب المصاحف : أنبأنا محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو داود حدثنا أبو جعفر الكوفي قال : هذا تأليف مصحف أُبيّ : الحمد ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم الأعراف ثم المائدة ثم يونس ثم الأنفال -إلى أن يقول- ثم الضحى ثم ألم نشرح ثم القارعة ثم التكاثر ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم ويل لكل همزة … إلخ " ( 3 ) .

              وقال النديم في الفهرست : " باب ترتيب القرآن في مصحف أبي بن كعب : … الصف ، الضحى ، ألم نشرح لك ، القارعة ، التكاثر ، الخلع ثلاث آيات ، الحفد ست آيات اللهم إياك نعبد وآخرها بالكفار ملحق ، اللمز ، إذا زلزلت ، العاديات ، أصحاب الفيل ، التين ، الكوثر ، القدر ، الكافرون ، النصر ، أبي لهب ، قريش ، الصمد ، الفلق ، الناس ، فذلك مائة
              ( 1 ) الدر المنثور ج6ص421 .

              ( 2 ) هذه النسبة لمصحف ابن مسعود وقعت محل كلام وخلاف .
              ( 3 ) الإتقان في علوم القرآن ج1ص64 ط الحلبي .
              - ص 436 -


              وستة عشر سورة قال إلى هاهنا أصبحت في مصحف أبي بن كعب وجميع آي القرآن في قول أبي بن كعب ستة آلاف آية ومائتان وعشر آيات وجميع عدد سور القرآن " ( 1 ) .
              وعليه فالسورتان المزعومتان وقعتا بين السور ، وترتيبهما بـهذا النحو في مصحف أبي بن كعب شاهد على أنـهما دمجتا كسورتين من سور المصحف لا كدعاء ألحق في آخر صفحاته ! بل إن راوي الرواية قد صرّح بكونـهما سورتين ، فجزئيتهما واضحة لا غبار عليها ، ومما يزيد الأمر وضوحا هذه الرواية :
              وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : " قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أُبيّ بن كعب هاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) ، والأخرى ، بينهما {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من الفصل " ( 2 ) .

              وواضح من موضع السورتين في المصحف أن دمجهما كان باعتبار قرآنيتهما وإلا لو كانتا دعاءً لما صح أن توضعا بين السور بل توضعا في آخر المصحف أو في هامش الصفحات ، وهذا التقريب ليس بذاك الشيء بعد صراحة الروايات السابقة ونصها على أنـهما سورتان .

              * من عدهما سورتين من الصحابة والتابعين
              يمكن أن تزودنا نظرة عابرة في رواياتـهم بقائمة كبيرة من أسماء سلفهم الصالح الذين كانوا يقولون بقرآنيتهما ، وهم : أبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، وإبراهيم النخعي ، وسفيان الثوري ، والحسن البصري ، وعطاء بن رباح ، وأبو عبد الرحمن بزعم عطاء بن السائب ، وقد قال ابن عباس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن أبزى وعبيد بن عمير : أن عمر بن الخطاب كان يقرأ هاتين السورتين في الصلاة .

              وسيأتي ذكر كلمات علماء أهل السنة الذين صرحوا بأن هذين المقطعين سورتان في مصاحف بعض الصحابة كبقية سور القرآن .
              ( 1 ) الفهرست ج1ص40.

              ( 2 ) الدر المنثور ج6ص420 ، وللزيادة تراجع روايات سورتي الخلع والحفد في الدر المنثور .
              - ص 437 -


              ومن الغريب أن علاّمتهم جلال الدين السيوطي قد وضع هذه الجمل التي لا ترقى لمستوى البلاغة القرآنية في آخر تفسيره الدر المنثور بعد المعوذتين إيمانا منه بأنـهما سورتان من القرآن ! ولا أدري كيف خفي عليه وهو رجل أدب وحليف لغةٍ وبلاغة ما لأسلوبـها من اضمحلال وضعف عن رونق الإعجاز القرآني ، وليت شعري كيف نحتج باعجاز القرآن وبلاغته على غير أهل ملتنا مع تجويز دخول تلك العبارات في حريم القرآن ، أفلا ينفيها إعجازه البلاغي ؟!

              * أين ذهبت ؟!
              السؤال المهم الذي على أهل السنة الإجابة عنه هو أين ذهبت هاتان السورتان ؟ ، ولماذا لم تكتبا في المصحف زمن عثمان ؟ خاصة وأن الصحابة كانوا يقرؤونـها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمدة طويلة بعد زمن عثمان ، وكتبوهما في مصاحفهم ، بل كان الخليفة وغيره من التابعين يؤمّون الناس بـهما في الصلاة ولا من نكير أو معترض!

              يتبع




              بسم الله الرحمن الرحيم

              وبه الاعانة

              وعليه التكلان

              والحمد لله عظيم المنة ناصر الدين باهل السنة :

              يزعم الشيعة ان هناك سورتين حذفتا من القرآن الكريم و هما سورة الحفد والخلع ونصهما كما اتى بهما زميلنا طالب :

              (( اللهم إنا نستعينك و نستهديك و نستغفرك و نتوب إليك و نؤمن بك و نتوكل عليك و نثني عليك الخير كله .نشكرك و لا نكفرك . ونخلع و نترك من يفجرك .اللهم أياك نعبد و لك نصلي و نسجد .و إليك نسعى و نحفد و نرجورحمتك و نخاف عذابك الجد بالكفار ملحق ))
              ــــــــــــــــــــــــــ
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              الجواب
              اصر الزميل طالب على ان المصحف هو القران الكريم ناسيا او متغاضيا بالاحرى ما تم تعريفه عن المصحف واني لاجد ان ارد هذه الشبيهات لسخف لكن ماذا نفعل على من جهلهم غلبهم :


              قال صاحب الأنتصار ما نصه (( هذا كلام القنوت المروي أن أبي بن كعب أثبته في مصحفه . لم تـقم الحجة بأنه قرآن منزل بـل هو ضرب من الدعـاء و أنه لو كان قرآناً لنقل إلينا نقل القرآن و حصل العلم بصحته ))

              وقد روي أنّ أبي ابن كعب أثبت هذا الدعاء في مصحفه، وهو قد أثبتَ في مصحفه ما ليس بقرآنٍ من دعاء أو تأويلٍ ( البرهان في علوم القرآن للزركشي2/ 136).

              و وجود هذا الدعاء في مصحف أبي بن كعب راجع الى ان بعض الصحابة الذي كانوا يكتبون القرآن لأنفسهم في صحف أو مصاحف خاصة بهم ربما كتبوا فيها ما ليس من القرآن ..مما يكون تأويلاً لبعض ما غمض عليهم من معاني القر آن أو يكون دعاء يجري مجرى القرآن في أنه يصح الإتيان به في الصلاة عند القنوت .
              و هم يعلمون انه ذالك كله ليس بقرآن ولكن ندرة أدوات الكتابة و كونهم يكتبون القرآن لأنفسهم وحدهم دون غيرهم .هون عليهم ذالك لأنهم امنوا على انفسهم اللبس و أشتباه القرآن بغيره ، أضف إلى ذالك ان النبي نهى عن كتابة غير القرآن و ذالك كله مخافة اللبس و الخلط و الإشتباه في القرآن الكريم .

              وقد أورد بعض الجهال امثال زميلنا هذا ومن شابهه من المشككيين في سبيل نشر هذه الشبهة الساقطة بعض الروايات والتي منها :

              1- عن الأعمش أنه قال: في قراءة أُبَيِّ بن كعبٍ: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك بالكفار ملحِق
              2- عن ابن سيرين قال: كتب أُبَيُّ بن كعبٍ في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد، وتركهن ابن مسعودٍ، وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين
              وعن أُبَيِّ بن كعبٍ أنه كان يقنت بالسورتين، فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه
              3- عن عبد الرحمن بن أبزى أنه قال: في مصحف ابن عباس قراءةُ أُبَيِّ بن كعبٍ وأبي موسى: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك الخير ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. وفيه: اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفِد. نخشى عذابك ونرجو رحمتك . إن عذابك بالكفار ملحِق
              4 _ كما ورد أن بعض الصحابة كان يقنت بِهاتين السورتين:
              عن عمر بن الخطاب أنه قنت بعد الركوع، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك الجد بالكافرين ملحِق
              و للرد علي هؤلاء الجهلة نقول :

              _ نريد من اي متفقه شيعي ان يذكر لنا رواية واحدة من هذه الروايات و يثبت لنا صحتها .
              و لضرب مثال واحد فقط لا اكثر :

              ان الرواية الاولي من كتاب ( غريب الحديث و الاثر ) لابن الاثير، فكعاده الشيعة لا تجدهم الا جهلة (( لا يعرفون اي حديث يؤخذ به .... او جهال لا يعرفون في علم الحديث اصلاً ))

              _ كان الصحابة يثبتون في مصاحفهم ما ليس بقرآن من التأويل والمعاني والأدعية، اعتمادًا على أنه لا يُشكل عليهم أنَّها ليست بقرآن و هذا ما فعله ابي بن كعب و سنفصله ان شاء الله في الرد علي شبهة المصاحف عند ابن مسعود التي اتى بها الزميل طالب وكما بينا لاحقا عن مصاحف ابن مسعود لك لا مانع ان نبين اكثر .

              وبعض هذا الدعاء كان قرآنًا منَزلاً، ثم نُسخ، وأُبيح الدعاء به، وخُلط به ما ليس بقرآنٍ، فكان إثبات أُبَيٍّ هذا الدعاء .


              _ نقل عن ابي بن كعب قراءته التي رواها نافع وابن كثير وأبو عمرو، وغيرهم، وليس فيها سورتا الحفد والخلع - كما هو معلوم .


              _ كما أن مصحفه كان موافقًا لمصحف الجماعة قال أبو الحسن الأشعري : قد رأيت أنا مصحف أنسٍ بالبصرة، عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خط انس وأملاء أبي بن كعب .


              و بذلك تكون حجتهم واهية و امهم هاوية لكل مشكك طعان .

              يتبع

              تعليق


              • #67
                آية الولد للفراش وللعاهر الحجر !

                قبل الكلام عن هذه الآية المزعومة نقدم مقدّمة لعل فيها توضيحا لشيء من الحقيقة ، استقرأنا بعض مصادر أهل السنة فوجدنا تصريح عدد كبير من الصحابة في عشرات الموارد أن الآية المزعومة هي في الحقيقة حديث نبوي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا موضع اتفاق مع مصادر الشيعة ، ونذكر هنا بعض الروايات من مصادرهم لنرى من هم هؤلاء الصحابة :
                - ص 514 -
                عبد الله بن مسعود : " عن ابن مسعود قال : إني لبين يدي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم الحج ، وأن زبد ناقته ليقع على ظهري ، فسمعته يقول : أدوا إلي كل ذي حق حقه ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، ومن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل " ( 1 ) .

                عبد الله بن عباس : " وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أمر صارخا يصرخ في بطن مكة يأمر بصدقة الفطر ويقول : هي حق واجب على كل مسلم ذكر أو أنثى صغير أو كبير حر أو عبد حاضر أو باد مدان من قمح أو صاع مما سوى ذلك من الطعام ألا وإن الولد للفراش وللعاهر الحجر " ( 2 ) .

                كتب ابن عباس رسالة وجّهها إلى لعيـن السماوات والأرض يزيد بن معاوية حينما أراد الأخير أن يشكره على خذلانه لعبد الله بن الزبير وهو أحد أعداء يزيد فأرسل ابن عباس رسالة طويلة وهذا مقطع منها : " أتراني أنسى قتلك فتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام وغادرتـهم خيولك بأمرك فأصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين بالعراء لا مكفنين ولا موسدين ، تسفيهم الرياح ، تغزوهم الذئاب ، وتنتابـهم عوج الضبع ، حتى أتاح الله لهم قوما لم يشركوا في دمائهم فكفنوهم وأجنوهم ، وبـهم والله وبي من الله عليك فجلست في مجلسك الذي أنت فيه ، ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى تسليطك عليهم الدعي ابن الدعي الذي كان للعاهرة الفاجرة ، البعيد رحما اللئيم أبا وأماً الذي اكتسب أبوك - معاوية - في ادعائه له العار والمأثم والمذلة والخزي في الدنيا والآخرة لأن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر .
                وإن أباك يزعم أن الولد لغير الفراش ولا يضير العاهر ويلحق به ولده كما يحلق ولد البغي الرشيد ، ولقد أمات أبوك السنة جهلا وأحيا الأحداث المضلة عمدا ومهما أنس من
                ( 1 ) المعجم الكبير للطبراني ج17ص261ح719 ، أقول : والظاهر أن هناك خلطا في نقل الحادثة إذ رويت عن عمرو بن خارجة الآتي ذكره وهنا عن ابن مسعود ومن المستبعد التطابق التام .
                ( 2 ) مجمع الزوائد ج3ص80 -81 وعلق عليه : ( رواه كله البزار وفيه يحيى بن عباد السعدي فيه كلام).
                ( 3 ) يقصد زياد بن أبيه الذي ألـحقه معاوية بأبيه فصار يسمى زياد بن أبي سفيان عنادا ومخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
                ( 4 ) قد اعترف بذلك معاوية في ما ذكره في مجمع الزوائد ج5ص14 ( وعن محمد بن إسحاق قال ادعى نصر بن الحجاج بن علاط السلمي عبد الله بن رياح مولى خالد بن الوليد فقام خالد بن خالد بن الوليد فقال : مولاي ولد على فراش مولاي ، وقال نصر أخي أوصاني بمنزله قال فطالت خصومتهم فدخلوا معه على معاوية وفهر تحت رأسه فدعيا فقال معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : الولد للفراش وللعاهر الحجر . قال نصر : فأين قضاؤك هذا يا معاوية في زياد فقال معاوية : قضاء رسول الله
                صلى الله عليه (وآله) وسلم خير من قضاء معاوية ). رواه أبو يعلى وإسناده منقطع ورجاله ثقات .
                أقول : وذكره ابن حجر في فتح الباري ج12ص39 شرح حديث رقم 6369.
                - ص 515 -
                الأشياء فلست أنسى تسييرك حسينا –عليه السلام- من حرم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى حرم الله وتسيرك إليه الرجال وادساسك إليهم إن هو نذر بكم فعاجلوه فما زلت بذلك وكذلك حتى أخرجته من مكة إلى أرض الكوفة تزأر إليه خيلك وجنودك زئير الأسد عداوة مثلك لله ولرسوله ولأهل بيته ثم كتبت إلى ابن مرجانة يستقبله بالخيل والرجال والأسنة والسيوف …الخ " ( 1 ) .
                أقول : لاحظ كيف استدل ابن عباس على ضلال معاوية لرده أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو كانت هذه الجملة من قول الله عز وجل كما يزعم أهل السنة لكان الأبلغ في الحجة أن يذكرها ابن عباس على أنـها قرآن .
                وكذا قال البراء بن عازب وزيد بن أرقم ( 2 ) ، وأبو أمامة الباهلي ( 3 ) ، وعمرو بن خارجة ( 4 ) ، وعبد الله بن حذافة بن قيس ( 5 ) ، وعائشة ( 6 ) ، وأبو هريرة ( 7 ) ، وأنس بن مالك ( 8 ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ( 9 ) ، وعروة بن الزبير ( 10 ) .
                كل هؤلاء قالوا بأن تلك الجملة نص نبوي قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
                ( 1 ) المعجم الكبير للطبراني ج 10ص241ح 10590 .
                ( 2 ) المعجم الكبير للطبراني ج5ص191 ح5057 في مسند زيد بن أرقم رضوان الله عليه .
                ( 3 ) سنن ابن ماجة ج1ص647ح2007 علق عليه في الزوائد (إسناده صحيح ورجاله ثقات ) ، سنن الترمذي ج3ص293ح2203 ، مسند أحمد ج5ص267 .
                ( 4 ) سنن ابن ماجة ج2ص905ح2712 ، سنن الترمذى ج3ص294ح2204 علق عليه (هذا حديث حسن صحيح ) ، مسند أحمد ج4ص184و186و238و239 من عدة طرق .
                ( 5 ) مستدرك الحاكم ج3ص631 .
                ( 6 ) صحيح البخاري ج3ص 4-5 و39 و91 و187 وج5ص96 وج8ص116 ، صحيح مسلم ج4 ص171 من طريقين ، سنن ابن ماجة ج1ص646ح2004 (باب الولد للفراش وللعاهر الحجر ) ، سنن أبي داود ج1ص507ح2273 (باب الولد للفراش ) ، سنن الدارمى ج2ص152 (باب الولد للفراش) ، السنن الكبرى ج6ص86 وج7ص412 من طريقين وج10ص150و266 ، مسند احمد ج6ص37و129و200و226 و237 و246 –247 ، سنن النسائى ج 6 ص180 (باب الحاق الولد بالفراش إذا لم ينفه صاحب الفراش ).
                ( 7 ) صحيح مسلم ج 4 ص 171 ، سنن ابن ماجة ج1ص647 ح2006 ، سنن الترمذى ج2 ص313 ح1167 (باب ما جاء أن الولد للفراش ) ، السنن الكبرى ج7ص402 ، ج7ص412 ، مسند أحمد ج2ص239 و280 و386 و475 ، سنن النسائى ج6ص180 (باب الحاق الولد بالفراش إذا لم ينفه صاحب الفراش ) بطريقين .
                ( 8 ) مسند الشاميين ج1ص360 ح620 .
                ( 9 ) سنن أبي داود ج1ص507–508ح2274(باب الولد للفراش) ، مجمع الزوائد ج6ص177-178(رواه الطبرانى ورجاله ثقات ) ، مسند احمد ج2ص179و207.
                ( 10 ) سنن الدارمى ج 2ص389 بـهذا اللفظ ( قال عروة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر ) ، لاحظ أن صيغة ( بلغنا ) لا تدل على التمريض أو عدم الوثوق عندهم كما هو سائد بيننا اليوم ، وكشاهد يحضرني هو اعتماد الإمام الشافعي في كتابه الأم على ما يقول في أوله ( بلغنا ) .
                - ص 516 -
                وما جاء عن التابعين لا أكاد أحصيه ومنه : " عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أرأيت إن نفاه بعد ما تضعه ؟ قال يلاعنها والولد لها ، قلت : أو لم يقل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ؟ قال : نعم ، إنما ذلك لأن الناس في الإسلام ادعوا أولادا ولدوا على فراش رجال ، فقالوا : هم لنا ، فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر " ( 1 ) .

                وكذا أقوال العلماء في الفقه واستدلالاتـهم على حكم المسألة لا يكاد يخلو كتاب منه ، وهذا ما ذكره البيهقي في سننه : " استدلالا بما روينا في الحديث الثابت عن عائشة وأبى هريرة رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر ، فلم يجعل لماء العاهر حرمة " ( 2 ) .

                وما ذكره ابن حجر العسقلاني : " قال ابن عبد البر : هو من أصح ما يروى عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء عن بضعة وعشرين نفسا من الصحابة فذكره البخاري في هذا الباب عن أبي هريرة وعائشة وقال الترمذي عقب حديث أبي هريرة (وفي الباب عن عمر وعثمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة عمرو وابن عمر ).وزاد أبو القاسم بن منده في تذكرته ( معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأنس بن مالك وعلي بن أبي طالب والحسين بن علي وعبد الله بن حذافة وسعد بن أبي وقاص وسودة بنت زمعة ) " ( 3 ) .

                فكون هذه العبارة قولا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يشك فيها إلا معتوه ولم يقتصر الأمر على مصادر أهل السنة فحتى مصادر الشيعة مشحونة بذلك ، وكمثال نذكر رواية الكافي :
                " عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن رجلين وقعا على جارية في طهر واحد لمن يكون الولد ؟ قال : للذي عنده لقول رسول الله صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر " ( 4 ) .

                ( 1 ) كنز العمال ج15ص210ح40607 (عب).
                ( 2 ) السنن الكبرى للبيهقي ج7 ص157 (باب لا عدة على الزانية ، ومن تزوج امرأة حبلى من زنا لم يفسخ النكاح ) .
                ( 3 ) فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني ج12ص 39 شرح حديث رقم 6369 .
                ( 4 ) الكافي ج5 ص 491-492 ح10130 ( الرجل يبيع الجارية من غير أن يستبرئها فيظهر بها حبل بعد ما مسها الآخر ) وقريب منه في من لا يحضره الفقيه ج3ص457 وج4ص380 ، تـهذيب الأحكام ج8ص168 و183و208 و343و344 وج9ص346 ، الاستبصار ج3ص368 وج4ص183 و185 .
                - ص 517 -
                فالصحابة بأكابرهم كابن مسعود وحبر الأمة ابن عباس وغيرهم من حملة القرآن لا تجد أحدا منهم إلا يصرح بأن الجملة السابقة هي قول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنـها قرآن منـزل ! خاصة وأن فيهم من كان مغرما بقراءة الزيادات مع القرآن وخلطه بـها كابن مسعود ، ومن البعيد جدا أن يهمل هذا المورد ، وكذا التابعون لم نر فيهم من صرّح أنـها قرآن وكذا تابعوهم والفقهاء في مصنفاتـهم من السنة والشيعة .

                * وأما عمر !
                ومع كل ما مرّ من أقوال جمهرة الصحابة واتفاق فقهاء المسلمين قاطبة وتصافق الأيدي على كون الجملة السابقة قولا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع كل هذا يأتينا ابن الخطاب ليفرغ لنا ما في جعبته فيقول هي قرآن فقدناه ! ، وأبي بن كعب أيده على ذلك !!

                " عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله ( أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ) ؟ فقال : بلى ( 1 ) ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) فُـقِد فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال : بلى " ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأَوْلِي الأَبْصَارِ}(آل عمران/13).
                ( 1 ) كنز العمال ج6ص208 ح 15372 ( ابن عبد البر في التمهيد ). يتبع

                تعليق


                • #68
                  آية : لا ترغبوا عن آبائكم !

                  وما زلنا مع ابن الخطاب وما تحويه جعبته من الآيات التي خصّها الله عز وجل به من بين الصحابة ، بل ومن بين الأنبياء والمرسلين أيضا !
                  أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري ومسلم واللفظ للأول : قال عمر بن الخطاب : " إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن : ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) أو ( إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) " ( 2 ) .

                  ( 2 ) صحيح البخاري ج4ص122 ( باب رجم الحبلى من الزنا ) ، صحيح مسلم ج5ص116 كتاب الحدود ( باب رجم الثيب من الزنى ) ، ج4ص167 ، الترمذي ج4ص38ح1432 ، عن المسند للحميدي ج1ح25 ، مسند أحمد ج1ص47وص55 .
                  - ص 518 -
                  " وأخرج الطيالسي وأبو عبيد والطبراني عن عمر بن الخطاب قال : كنا نقرأ فيما نقرأ ( لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ) ثم قال : لزيد بن ثابت أ كذلك يا زيد ؟ قال : نعم " ( 1 ) .

                  *
                  عمر من جديد !
                  وهذه الجملة بالنظر في باقي روايات أهل السنة الصحيحة يتضح أنـها مما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحضر الصحابة ، وهذا متّفق عليه بإخراج الشيخين له في صحيحهما عن أبي هريرة ، وهذا نص ما أخرجه البخاري : " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قـال : ( لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) " ( 2 ) .

                  والحال هنا كالحال في ( الولد للفراش ) ، قول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نسبه عمر إلى القرآن ! ، إضافةً لضعف أسلوبـها ودنوها عن فصاحة القرآن وبلاغته ،مع ذلك يقول أهل السنة هي من القرآن اتباعا لعمر !
                  والغريب أن الوهابية تدعي أن القرآن ثبت عند أهل السنة بالتواتر ! فما بال هذه الموارد ثبتت منه بلا تواتر ؟! بل ثبت نسخها أيضا بلا تواتر !

                  * آية حميّة الجاهلية :
                  " عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ : ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حميّة الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل سكينته على رسوله ) فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له فدخل عليه فدعا أناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال: من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر ، فقال له أبيٌّ : أ أتكلم ؟ فقال : تكلم ، فقال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلى الله عليه سلم ويقرئني وأنتم بالباب ،
                  ( 1 ) الدر المنثور ج1ص 106 ط دار المعرفة بالأوفست . وهو في كنـز العمال ج6ص208ص15371 (عب ، ط ، وأبو عبيد في فضائله ، وابن راهويه ، ورستم في الإيمان ، طب ) وهذه أحرف ترمز للمصنفات التي وردت فيها الرواية ، فراجع الكنـز .
                  ( 2 ) صحيح البخاري ج8ص12 (باب من انتفى عن ولده) ، صحيح مسلم ج1ص57 ، مسند أحمد ج2ص526.
                  - ص 519 -
                  فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت ! . قال : بل أقرئ الناس " ( 1 ) .
                  هذه الرواية صريحة في ثبوت قرآنية هذه الجملة إلى ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأين ذهبت ؟ ولم لم ينكر أحد من الصحابة قول أبي بن كعب ؟! بل كيف أقر عمر ووافق أبي بن كعب على أنـها آية من القرآن كغيرها مما في المصحف ؟!

                  *
                  السر في موقف عمر من هذه الزيادة :
                  عوّدنا ابن الخطاب على تساهله في نصوص القرآن ونسبة كلمات له وحذف أخريات منه ، وموقفه هنا على خلاف العادة ! ، وكما قيل : لو علم السبب بطل العجب .

                  إذ أن الزيادة التي زادها أبي بن كعب كان فيها تعريض مباشر لابن الخطاب وموقفه المخزي في صلح الحديبية بعد أن أغلظ القول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ يرد القول عليه حينما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين أنـهم لن يدخلوا المسجد الحرام في عامهم هذا ، فجاء ابن الخطاب مغضبا حَـمِقا مخاطبا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( ألست نبي الله ) !! ( 2 ) ، وجاء عند أبي بكر وقال له
                  ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 225 قال الحاكم (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي .
                  ( 2 ) صحيح البخاري ج2ص978 : ( فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست نبي الله حقا ؟! ، قال : بلى !! قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟! قال : بلى !! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا ؟! إذا قال : إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري ! قلت : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟! قال : بلى ! فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟! قال : قلت : لا . قال : فإنك آتيه ومطوف به ! قال : فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر ، أليـس هـذا نبـي الله حـقـا ؟! قال : بلى ! قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟! قال : بلى ! قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا ؟! إذا قال : أيها الرجل ! إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه ، فوالله إنه على الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به ، قال الزهري قال عمر : فعملت لذلك أعمالا . قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال : فوالله ما قام منهم رجل -أي من الصحابة-، حتى قال ذلك ثلاث مرات . فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ! )
                  قال ابن حجر في فتح الباري ج5ص345-346 ( قوله قال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم . هذا مما يقوي أن الذي حدث المسور ومروان بقصة الحديبية هو عمر وكذا ما تقدم قريبا من قصة عمر مع أبي جندل )
                  وقال الصنعاني في مصنفه ج5ص330-339ح9720 ( عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم صدق كل واحد منهما صاحبه قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه… فقال أبو جندل : أي معشر المسلمين ! أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله . فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ (!!) . قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست نبي الله حقا ! قال : بلى ! …). =>
                  - ص 520 -
                  ( أليس هــذا نبي الله) !! ( 1 ) ، فلم يرض ابن الخطاب عن فعل رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم حتى عمل عمر أعمالا أخفى ذكرها وكانت سببا في تمرّد الصحابة على أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قالت الرواية بعد ذكر غضب عمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
                  " قال عمر : فعملت لذلك أعمالا فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا ! فو الله ما قام رجل منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد " ( 2 ) .

                  فكان ما زاده أبي بن كعب في الآية من الجملة السابقة ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حميّة الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل سكينته على رسوله ) تعريضا بموقف ابن الخطاب وبيانا لفساد حميته الجاهلية ، فثار ابن الخطاب حفاظا على كرامته وسداً لباب الطعن فيه لا أكثر ولا أقل .
                  => وقال الطبراني في المعجم الكبير ج20ص9-14ح13 ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما صاحبه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية … فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست نبي الله حقا ؟! قال : بلى ! … فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال : فوالله ما قام منهم رجل . حتى قاله ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة … ). وقال ابن حجر في فتح الباري ج5ص346 ( وأخرجه البزار من حديث عمر نفسه مختصرا ولفظه ، فقال عمر : اتـهموا الرأي على الدين ، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي وما ألوت عن الحق . وفيه قال : فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لي يا عمر تراني رضيت وتأبى ! ).
                  وقال الشوكاني في نيل الأوطار ج8ص200 ( قوله ألست نبي الله حقا ؟! ، قال : بلى . زاد الواقدي من حديث أبي سعيد قال : قال عمر : لقد دخلني أمر عظيم وراجعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مراجعة ما راجعته مثلها قط )
                  أقول : إن أمكن لعمر بن الخطاب أن يؤثر في عقول الصحابة فلا يأتمروا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي أمامهم مازال على قيد الحياة ، فيأمرهم ثلاث مرات فلا يقوم منهم أحد ، فما الغريب أن يؤثر عمر وحزبه وبنو أسلم في عقول الناس حتى لا يأتمروا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته بتسليم الأمر للإمام علي عليه السلام ؟! ناهيك عن أن عليا عليه السلام هو الذي وتر العرب وقتل صناديدهم ولهم عليه ثأر لا يمحى مدى الدهر !
                  ( 1 ) عجبا لعمر كيف يعبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ ( هذا ) التي تشعر بالاستحقار والاستخفاف ؟! ، بل وأعجب منه ختم عمر صحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باتـهامه صلى الله عليه وآله وسلم في عقله ووعيه ووصمه بالهذيان والهجر وهو على فراش الموت ، راجع صحيح مسلم ج3ص1259.
                  ( 2 ) صحيح البخاري ج3ص712 ، مسند أحمد ج4ص330 ، السنن الكبرى ج9ص220 ، عبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر كما في الدر المنثور ج6ص77 ط المعرفة بالأوفست
                  أقول : لا أدري كيف تجتمع عدالة الصحابة مع عدم إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يأمر به حتى يغضب عليهم ويشكوهم لزوجته !

                  - ص 521 -
                  آيتان لم تكتبا في مصحفنا !

                  "عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف فلم يخبروه وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك فقال ابن مسلم : ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا فابشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعلمون) " ( 1 ) .
                  وهذه محاولة جادة لتقليد نظم القرآن ولكنها باءت بالفشل ، فلاحظ هذا المقطع ( ألا فابشروا أنتم المفلحون ) ، وهذا الآخر ( وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم ) وقارن بينهما وبين المقطع الآخير المسروق من هذه الآية المباركة لتعلم كم بينهما من فرق {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة/17)
                  وصدق الله تعالى : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(الإسراء/88) ، ولكن ماذا نفعل مع من يدعي قرآنية هذه التفاهات !

                  ( 1 ) الإتقان ج2ص25 .

                  تعليق


                  • #69
                    المشاركة الأصلية بواسطة طالب الكناني
                    إخراج سورتي الفلق والناس عن حريم القرآن !
                    المشاركة الأصلية بواسطة طالب الكناني
                    هذا نوعٌ آخر من التحريف وهو إنكار المسلّم الثابت ضرورة بإجماع المسلمين ، فبعض كبار الصحابة أنكر هذا الضروري وقال بنفي قرآنية المعوذتين ، بل ادعى نزولهما من السماء كعوذتين عوّذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـهما الحسنين سيدي شباب أهل الجنة عليهما السلام ، وكان هذا الصحابي متجاهرا بذلك يجادل فيه أهل لا إله إلا الله الذي اجمعوا على خلافه ، بل ويحكّها من المصحف بدعوى أنـها ليست منه ! وهذا ما نصت عليه أصح الروايات عند أهل السنة وكذا ذكرته روايات الشيعة .


                    - ص 438 -


                    * من هو ابن مسعود ؟
                    عبد الله بن مسعود الصحابي غني عن التعريف ، ولنقتصر في الكلام عنه بما جاء في الإصابة لابن حجر : " عبد الله بن مسعود . أحد السابقين الأولين ، أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ولازم النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وكان صاحب نعليه وحدث عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بالكثير . وآخى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بينه وبين الزبير وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ ، وقال له في أول الإسلام : إنك لغلام معلم .





                    الاجابة على شبيهته الثانية والله حالهم كحال النصارى ولكنهم يظنون باغراقهم لا نجيبهم ولا يعرفون من سنين ونحن نحاور النصارى ومن شاكلهم وحذا حذوهم ولهذا الاجابة جاهزة :

                    وما رد به الشيخ محمد مال الله على أحد الرافضة ومن شاكلهم ، وذلك في كتابه: "براءة أهل السنة من القول بتحريف القرآن" .

                    وأسوق لكم كلام الشيخ محمد مال الله لما فيه من الجمع والتحقيق والفائدة مع الكلام أيضا على رد شبهة ما افتري من عد ابن مسعود سورتين في القرآن هما الحفد والخلع وبراءته رضوان الله عليه من تلك التهمة الباطلة:

                    ==

                    يقول القزويني ص93: سورة الفلق والناس: قال السيوطي "أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه - أي ابن مسعود - كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: "لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، أي إنهما ليستا من كتاب الله.." (الدر المنثور 6/714).

                    الجواب: قرأت لكثير من الكذابين والمدلسين ولكني وجدتهم أقزاماً لما قرأت للقزويني، ومن كذب القزويني وتدليسه أنه لم يُكمل قول السيوطي وجعل موضع ما يدحض فريته نقط، وأذكر ما أورده السيوطي بتمامه فيما يتعلق بعدم موافقة الصحابة لقول ابن مسعود رضي الله عنه ثم أذكر كلام بعض العلماء فيما يتصل بدحض الفرية التي أوردها القزويني.

                    يقول السيوطي في الدر المنثور ج6 ص416 وما بعدها:
                    أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا القرآن بما ليس منه أنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما. قال البزار لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.

                    أخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن الضريس وابن الأنباري وابن حبان وابن مردويه عن زر بن حبيش قال أتيت المدينة فلقيت أبي بن كعب فقلت يا أبا المنذر إني رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه. فقال أما والذي بعث محمداً بالحق قد سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنهما وما سألني عنهما أحد منذ سألته غيرك. قال قيل لي فقلت فقولوا فنحن نقول كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

                    وأخرج مسدد وابن مردويه عن حنظلة السدوسي قال قلت لعكرمة إني أصلي بقوم فأقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقال اقرأ بهما فإنهما من القرآن.

                    وأخرج أحمد وابن الضريس بسند صحيح عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال قال رجل كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فجاءت نزلة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزلتي فلحقني فضب منكبي فقال قل أعوذ برب الفلق فقلت أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقرأتها معه ثم قال قل أعوذ برب الناس فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقرأتها معه قال إذا أنت صليت فاقرأ بهما.

                    أخرج مسلم والترمذي عن النسائي وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنزلت على الليلة آيات لم أر مثلهن قط قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.

                    أخرج ابن الضريس وابن الأنباري والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما بين الجحفة والأبواء إذ غشينا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.

                    أخرج ابن سعد والنسائي والبغوي والبيهقي عن ابن حابس الجهني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون قال بلى يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هما المعوذتان.

                    أخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.
                    أخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اقرؤوا بالمعوذات في دبر كل صلاة.



                    أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما يعني المعوذتين.

                    أخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فأنك لن تقرأ أبلغ منهما.

                    أخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحب السور إلى الله قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.
                    أخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر فصلى الغداة فقرأ فيها بالمعوذتين ثم قال يا معاذ هل سمعت قلت نعم قال ما قرأ الناس بمثلهن.

                    أخرج الأنباري وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال أخذ منكبي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال اقرأ قلت ما أقرأ بأبي أنت وأمي قال قل أعوذ برب الفلق ثم قال اقرأ قلت بأبي أنت وأمي ما أقرأ قال قل أعوذ برب الناس ولن تقرأ بمثلهما.

                    وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن عقبة بن عامر الجهني قال كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر فلما طلع الفجر أذن وأقام ثم أقامني عن يمينه ثم قرأ بالمعوذتين فلما انصرف قال كيف رأيت قال قد رأيت يا رسول الله قال فاقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت.

                    أخرج ابن الأنباري عن قتادة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعقبة بن عامر اقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنهما من أحب القرآن إلى الله.

                    أخرج الحاكم عن عقبة بن عامر قال كنت أقود برسول الله صلّى الله عليه وسلّم راحلته في السفر فقال يا عقبة ألا أعلمك خير السورتين قرئتا قلت بلى قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة ثم قال له كيف ترى يا عقبة.



                    أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال أهدى النجاشي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغلة شهباء فكان فيها صعوبة فقال للزبير اركبها وذللها فكأن الزبير اتقى فقال له اركبها واقرأ القرآن قال ما أقرأ قال اقرأ قل أعوذ برب الفلق فوالذي نفسي بيده ما قمت تصلي بمثلها.

                    أخرج محمد بن نصر عن أبي ضمرة عن أبيه عن جده أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الركعة الثانية التي يوتر بها بقل هو الله أحد والمعوذتين.

                    وقال الإمام الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" ج2 ص127: والمعوذتان من القرآن واستفاضتهما كاستفاضة جميع القرآن، وأما ما روي عن ابن مسعود. قال القاضي أبو بكر: فلم يصح عنه أنهما ليسا من القرآن، ولا حُفظ عنه أنه حكّهما وأسقطهما من مصحفه لعللٍ وتأويلات.

                    قال القاضي: ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أو إلى أُبي بن كعب، أو زيد أو عثمان أو علي، أو واحد من ولده أو عترته جحد آية أو حرف من كتاب الله وتغييره أو قراءته على خلاف الوجه المرسوم في مصحف الجماعة بأخبار الآحاد، وأن ذلك لا يحلّ، ولا يُسمح، بل لا تصلح إضافته إلى أدنى المؤمنين، فضلاً عن إضافته إلى رجل من الصحابة، وإن كلام القنوت المروي عن أُبي بن كعب أثبته في مصحفه لم تقم حجة بأنه قرآن منزل، بل هو ضرب من الدعاء، وأنه لو كان قرآناً لنُقل نقل القرآن، وحصل العلم بصحته، وأنه يمكن أن يكون منه كلاماً كان قرآناً منزلاً ثم نُسخ وأبيح الدعاء به وخلط بكلام ليس بقرآن، ولم يصح ذلك عنه، وإنما روي عنه أنه أثبته في مصحفه، وقد ثبت في مصحفه ما ليس بقراءة من دعاء وتأويل.
                    وقال النووي في شرح "المهذب": أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد منها شيئاً كفر، وما نُقل عن ابن مسعود باطل، وليس بصحيح.
                    وقال ابن حزم في أول كتابه "المحلى": هذا كذب على ابن مسعود موضوع، وإنما صح عن قراءة عاصم عن زرّ بن حبيش عنه، وفيها المعوذتان والفاتحة.

                    وقال القاضي أبي بكر بن الطيب في كتاب "التقريب": لم يُنكر عبد الله بن مسعود كون المعوذتين والفاتحة من القرآن، وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد، لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بإثباته وكتبه، ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به.
                    وهذا تأويل منه، وليس جحداً لكونهما قرآناً.


                    وفي صحيح ابن حبان عن زر: قلنا لأبيّ بن كعب: إن ابن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين، فقال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال لي جبريل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فقلتها، وقال لي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقلتها، فنحن نقول ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

                    وقال القرطبي في تفسيره 20/251: وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به، وليستا من القرآن، خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت. قال ابن قتيبة: لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين، لأنه كان يسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بهما، فقدر أنهما بمنزلة: أعيذكما بكلمات التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. قال أبو بكر الأنباري: وهذا مردود على ابن قتيبة، لأن المعوذتين من كلام رب العالمين، المعجز لجميع المخلوقين، و"أعيذكما بكلمات الله التامة" من قول البشر بين. وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبيين، وحجة له باقية على جميع الكافرين، لا يلتبس بكلام الآدميين، على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان، العالم باللغة، العارف بأجناس الكلام، وأفانين القول.

                    وقال أيضاً ج16 ص298: فحذار من الوقوع في أحد منهم(50)، كما فعل من طعن في الدين فقال: إن المعوذتين ليستا من القرآن، وما صح حديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في تثبيتهما ودخولهما في جملة التنزيل إلا عن عقبة بن عامر، وعقبة بن عامر ضعيف لم يوافقه غيره عليها، فروايته مطروحة. وهذا رد لما ذكرناه من الكتاب والسنة، وإبطال لما نقلته لنا الصحابة من الملة. فإن عقبة بن عامر بن عيسى الجهني ممن روى لنا الشريعة في الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما، فهو ممن مدحهم الله ووصفهم وأثنى عليهم ووعدهم مغفرة وأجراً عظيماً. فمن نسبه أو واحداً من الصحابة إلى كذب فهو خارج عن الشريعة، مبطل للقرآن طاعن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومتى ألحق واحد منهم تكذيباً فقد سب، لأنه لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب، وقد لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من سب أصحابه، فالمكذّب لأصغرهم - ولا صغير فيهم - داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وألزمها كل من سب واحداً من أصحابه أو طعن عليه.

                    وقال ابن حزم في الأحكام 4/527: ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم، مثل ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ}. ومثل ما صح عن عمر رضي الله عنه، من قراءة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، ومن أن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعد المعوذتين من القرآن، وأن أبياً رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا. قلنا: كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه عن النبي البتة، ونحن لا ننكر على من دون رسول الله الخطأ، فقد هتفا، ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام، ولم يكلفنا الله تعالى الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به، ولا تكفل بحفظه، فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دون ممن روى عن الصاحب والتابع، ولا معارضة لنا بشيء من ذلك، وبالله تعالى التوفيق.

                    ويقول الأستاذ عبد الستار الشيخ في كتابه القيم "عبد الله بن مسعود" ص137 وما بعدها: لاشك أن عبد الله بن مسعود لا ينكر قرآنية المعوذتين، لتوافر القرائن النقلية والعقلية على ذلك، وأما عن حكها من المصحف، فلعل إشكالاً أو وهماً طرأ على الراوي بأنه كان يحك "التعوذ" بدلاً من "المعوذتين" فنقل ذلك وحمله الرواة إلينا.
                    والأدلة النقلية والعقلية التي تدل على أن ابن مسعود لم يكن ينكر المعوذتين كثيرة، ولا يمكن ردّها بحال، ومن ذلك:
                    أ - أن ابن مسعود كان أشد الناس ملازمة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حلّه وترحاله، وليله ونهاره، وصلاته بالمسجد، وقيامه الليل، والسورتان مدنيتان، ومن سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم قراءتهما في الوتر، وعبد الله صحبه في قيام الليل، ولابد أنه سمعه يقرؤهما في تلك النافلة، وفي غيرها من المناسبات.
                    ب - وأن ابن مسعود شهد العرضة الأخيرة للقرآن الكريم وفيها هاتان السورتان.

                    ج - أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم الصحابة ومن بعدهم أن يأخذوا القرآن عن عبد الله، وهولا ينطق عن الهوى، ولا يمكن أن يجري الله على لسانه ما يكون من نتيجته إلا الحق والخير، فهل من المعقول أن ينطق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكلام يحث فيه الناس أن يأخذوا القرآن من رجل يُنكر المعوذتين؟
                    د - إن القرآن العظيم جمع في عهد الصديق ومنه هاتان السورتان بلا خلاف، والجمع تمّ على مرأى الصحابة وخاصة قرّائهم، ومن عيونهم عبد الله، ولو كان في نفسه شيء عن تلكما السورتان لباح به، ولناظرته الصحابة، فقد تناظروا بأقل من هذا، ولو حدث مثل ذلك لذاع وانتشر.
                    هـ - ثم إن عمر رضي الله عنه قد أقام للناس أبيّ بن كعب يصلي بهم التروايح، وابن مسعود لابدّ وأنه اقتدى به، فهو قد ذهب للكوفة سنة إحدى وعشرين للهجرة، وأبيّ يحفظ المعوذتين ومن السنة قراءتهما في الوتر، وهذا يقتضي سماع ابن مسعود لهما منه، ولو كان عنده إشكال حولهما لظهر.
                    و - أضف إلى ذلك أن عمر أرسل ابن مسعود.
                    ط - وقد ثبت بالأسانيد الصحاح أن قراءة عاصم وقراءة حمزة وقراءة الكسائي وقراءة خلف كلها تنتهي إلى ابن مسعود، وفي هذه القراءات المعوذتان والفاتحة جزء من القرآن وداخل فيه، فنسبة إنكار كونها من القرآن إليه غلط فاحش.




                    ربما يكابر القزويني في قبول ما تم ذكره، فأذكر له من مصادره ما يؤيد ذلك.
                    ذكر الحويزي في تفسيره "نور الثقلين" 5/719 والكاشاني في "تفسير الصافي" 5/396: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: اخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود هما من القرآن قال الرجل: فأقرأ بهما يا ابن رسول الله في المكتوبة؟ قال: نعم.



                    وقال الطباطبائي في "تفسير الميزان" ج12 ص125: عن ابن مسعود أنه لم يكتب في مصحفه المعوذتين وكان يقول أنهما عوذتان نزل بهما جبريل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليعوذ بهما الحسنين عليهما السلام وقد رده سائر الصحابة وتواترت النصوص من أئمة أهل البيت عليهم السلام على أنهما سورتان من القرآن.

                    وقال أيضاً ج20 ص394: تفسير القمي بإسناده عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف. فقال: كان أُبي يقول: إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهو من القرآن. أقول وفي هذا المعنى روايات كثيرة من طرق الفريقين على أن هناك تواتراً قطعياً من عامة المنتحلين بالإسلام على كونهما من القرآن، وقد استشكل بعض المنكرين لإعجاز القرآن أنه لو كان معجزاً في بلاغته لم يختلف في كون السورتين من القرآن مثل ابن مسعود، وأُجيب بأن التواتر القطعي كافٍ في ذلك على أنه لم ينقل عن أحد أنه قال بعدم نزولهما على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أو قال بعدم كونهما معجزتين في بلاغتهما بل قال بعدم كونهما جزء من القرآن وهو محجوج بالتواتر.

                    سورة الحفد وسورة الخلع
                    يقول القزويني ص93: صورة الحفد وسورة الخلع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق" (تفسير الدر المنثور 6/722).
                    يقول الأستاذ لبيب السعدي في كتابه "الجمع الصوتي" ص432: ومن الروايات المرفوضة ما قيل من أن مصحف ابن مسعود تضمّن سورتين، بنصّ دعاء القنوت، هما "الحفد" و"الخلع" وأنه قرأ بهما حتى في الصلاة: فقد أخرج الطبراني عن أبي إسحاق، قال: أمّنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن خراسان، فقرأ بهاتين السورتين: إنا نستعينك ونستغفرك.
                    وأخرج البيهقي وأبو داود - في المراسيل - عن خالد بن أبي عمران أن جبريل نزل بذلك (يقصد: إنا نستعينك ونستغفرك) على النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الصلاة، مع قوله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآية، لما قنت يدعو على مضر.
                    ربما كان الرد على هذا كله هو ما ردّ به الباقلاني أيضاً، عند كلامه عن أمور تتصل بالإعجاز، حيث قال ما نصه - بعد تعديل بسيط -:
                    1 - أنه لا يجوز أن يخفى على العرب القرآن من غيره، وهم الذين نزل فيهم وبلغتهم.
                    2 - ثم إن عدد السور - عندهم - محفوظ مضبوط، فالزيادة أو النقصان فيه مكشوفٌ لافت.
                    3 - وربما كان ابن مسعود قد كتب القنوت في مصحفه، لا لأنه قرآن، وإنما ليكون الكلُّ محفوظاً في مجموعة واحدة.
                    4 - والرواية المردود عليها مروية بخبر الواحد، فلا يمكن التعويل عليها، أو الكون(51) إلى مثلها.
                    5 - ويجوز أن يكون ابن مسعود كتب على ظهر مصحفه دعاء القنوت لئلا ينساه، كما يكتب الواحد منا بعض الأدعية على ظهر مصحفه.
                    6 - ولو كان الأمر أمر حروف معدودة يقع فيها الغلط أو النسيان لجاز أن يكون شيئاً عادياً يقع مثله للحفّاظ، أما أن يكون الغلط في سورتين فهو ما لا يمكن تجويزه لأنه غير طبيعي.

                    تعليق


                    • #70
                      مائة وثلاث عشرة آية تصنف علماء السنة إلى محرف وغيره
                      بينا سابقا أن أغلب علماء أهل السنة يقولون إن القرآن جمعه الصحابة لا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخلاف الشيعة ، ووقع الكلام بين علماء أهل السنة في هل أن الصحابة زادوا في سور القرآن ما ليس منها عندما جمعوه ، أم لا ؟ ، فمال بعضهم إلى أن الصحابة ما زادوا في سور القرآن شيئا ، ومال بعضهم وهم السواد الأعظم اليوم إلى أن الصحابة زادوا للسور التي بين دفتي المصحف ما ليس منها ، وهي البسملة .
                      - ص 522 -
                      * منطقيا :
                      لنفرض أن فريقا من العلماء قطعوا بجزئية جملة من القرآن ، فمن ينفي جزئيتها من القرآن سيكون في نظرهم مخطئا لأنه أنقص من القرآن ما هو منه ، وكذا من نفى جزئية تلك الجملة من القرآن سيرى أن المثبت لها قد زاد فيه ما ليس منه .

                      فالنافي يعتقد أن المثبت محرّف بالزيادة والمثبت يعتقد أن النافي محرّف بالنقص والحذف منه ، والمعلوم بديهيا أن تلك الجملة إما أن تكون من السور فيلزم التحريف بالنقص لمن أنكرها لأنه يرى عدم جزئيتها منها ، وإما ألا تكون جزءًا من السور فيلزم التحريف بالزيادة لمن ألحقها ، وذلك لاستحالة كون الجملة جزء من سور القرآن وليست منها في آن واحد ، فلا يخلو الأمر من ثبوت التحريف لأحد من الطرفين سواء بالزيادة أو النقص .
                      أو قل إن تلك الجملة إما قرآن أو غيره ، فإن كانت قرآنا في الواقع فمن نفاها كان محرفا بالنقص والحذف ، وإن لم تكن قرآنا فمن أثبتها كان محرفا بالزيادة .

                      هل اختلف علماء السنة في جزئية البسملة إثباتا ونفيا ؟
                      وهاهي كلمات القوم في المسألة أوضح من أن يدلل عليها أو ينقب فيها ، قال ابن كثير في تفسيره : " وممن حكي عنه أنـها آية من كل سورة إلاّ براءة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وبه يقول عبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل في رواية عنه وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام رحمهم الله ، وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابـهما ليست آية من القرآن ولا من غيرها من السور وقال الشافعي في قول في بعض طرق مذهبه هي آية من الفاتحة وليست من غيرها وعنه أنـها بعض آية من أوّل كل سورة وهما غريبان وقال داود هي آية مستقلّة في أوّل كل سورة لا منها وهذا رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي وهما من أكابر أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله " ( 1 ) .
                      وقال الشوكاني في نيل الأوطار : " وقد اختلفوا هل هي آية من الفاتحة فقط أو من كل سورة أو ليست بآية ؟ فذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وطاوس وعطاء ومكحول وابن المبارك و طائفة إلى أنـها آية من الفاتحة ومن كل سورة غير براءة .
                      وحكي عن أحمد وإسحاق وأبي عبيد وجماعة من أهل الكوفة ومكة وأكثر العراقيين ، وحكاه الخطابي عن أبي هريرة وسعيد بن جبير ورواه البيهقي في الخلافيات بإسناده عن علي بن أبي طالب و الزهري وسفيان الثوري وحكاه في السنن

                      ( 1 ) تفسير القرآن العظيم ج1ص15-16.
                      - ص 523 -
                      الكبرى عن ابن عباس ومحمد بن كعب أنـها من الفاتحة فقط . وحكي عن الأوزاعي ومالك وأبي حنيفة وداود وهو رواية عن أحمد أنـها ليست آية في الفاتحة ولا في أوائل السور . وقال أبو البكر الرازي و غيره من الحنفيّة : هي آية بين كل سورتين غير الأنفال وبراءة وليست من السور بل هي قرآن مستقل كسورة قصيرة وحكي هذا عن داود وأصحابه وهو رواية عن أحمد " ( 1 ) .
                      وعن قال الآلوسي في روح المعاني : " اختلف الناس في البسملة في غير النمل إذ هي فيها بعض آية بالاتفاق على عشرة أقوال : (الأول) أنـها ليست آية من السور أصلا (الثاني) أنـها آية من جميعها غير براءة (الثالث) أنـها آية من الفاتحة دون غيرها … الخ " ( 2 ) .
                      نستخلص مما سبق أن من ذهب إلى عدم كون البسملة في أوائل السور من القرآن هم الإمام مالك وأبو حنيفة وأصحابـهما والأوزاعي وداود وأحمد ين حنبل على رواية .
                      والصحابة الذين قالوا أنـها جزء من أوّل كل سورة عدا براءة هم ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وعلي عليه السلام ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وعبد الله بن المبارك وكذلك الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل على رواية أخرى ( 3 ) ، وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام .
                      وعلى هذا الاختلاف بين أكابر علمائهم بالإثبات والنفي ، يتضح أن صغرى القياس : ( حصل الاختلاف بين علمائهم في جزئية جملة ما لسور القرآن بالإثبات والنفي ) صحيحة ، وتلك الجملة هي البسملة ، وقد أثبتنا كبراه : ( وحصول الاختلاف بالإثبات والنفي في جزئية جملة ما لسور القرآن يلزم منه التحريف بالنقص أو بالزيادة ) فيستنتج تلقائيا وبالضرورة :
                      ( حصول الاختلاف بين علمائهم في جزئية البسملة لسور القرآن يلزم منه التحريف بالنقص أو بالزيادة ) ، فإما أن تكون من القرآن في أوائل السور فيثبت التحريف بالنقص لمن نفاها من علمائهم ، وإما أن لا تكون منه فيثبت التحريف بالزيادة لمن أثبتها منه ، فتحريف القرآن ثابت لعلمائهم بلا ريب ( 4 ) .

                      ( 1 ) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج 2ص208 ط الحلبي الثانية (باب ما جاء في بسم الله الرحمن الرحيم) ، ولمعرفة اختلاف علماء أهل السنة في البسملة راجع موسوعة الفقة الإسلامي المقارن الشهيرة بموسوعة جمال عبد الناصر الفقيهة ج1ص94إلى97 .
                      ( 2 ) روح المعاني للآلوسي ج1ص39.
                      ( 3 ) باعتبار أن أحمد بن حنبل لم يكن من الفقهاء كأئمتهم الثلاثة وإنما كان محدثا يروي الروايات فقط ، لذا قول ابن حنبل دائما يعبر عنه ب‍ ( فيه روايتان عن أحمد ) .
                      ( 4 ) وهذا الوهابي ( عثمان الخميس ) قد اعترف بلسانه في شريطه ( الشيعة والقرآن) بأن علماءه اختلفوا في قرآنية البسملة نفيا وإثباتا فقال في الربع الأخير من الوجه الثاني للشريط : ( أما البسملة فلا خلاف بين أهل العلم أن النبي صل –كذا قالها- قرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} في بداية قراءته لبعض سور القرآن ولكن الخلاف الذي وقع بينهم هل قرأها النبي صل –كذا قالها- على أنـها آية من القرآن أو قرأها للتبرك أو وضعت في المصحف للفصل بين السور ) ، وهذا اعتراف صريح منه بالاختلاف الذي يلزم منه أن شقا من علمائه محرف للقرآن بلا ريب ، فانقلب السحر على الساحر !
                      يتبع

                      تعليق


                      • #71
                        أقوال سلفهم في أن ترك البسملة تحريف وإسقاط لآية

                        أخرج البيهقي في شعب الإيمان بسنده : " عن إبراهيم بن يزيد قال : قلت لعمرو بن دينار إن الفضل الرقاشي يزعم أن {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ليس من القرآن ، قال : سبحان الله ، ما أجرأ هذا الرجل ! سمعت سعيد بن جبير يقول : سمعت ابن عباس يقول كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إذا نزلت عليه {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها " .
                        " سمعت أبا جعفر حمد بن عبد الله المنادي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : من لم يقرأ مع كل سورة {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} فقد ترك مائة و ثلاثة عشرة آية " .
                        " عن ابن عباس قال : من ترك {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} فقد ترك آية من كتاب الله عز وجل " ، أقول : ومن البديهي أن من أنكرها فقد أنكر آية من كتاب الله عز وجل ( 1 ) ، وهذا هو التحريف .
                        قال ابن قدامة الحنبلي: " قال عبد الله بن المبارك : من ترك {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} فقد ترك مائة و ثلاث عشرة آية وكذلك قال الشافعي " ( 2 ) .
                        قال الغزّالي في المستصفي : " ثم لما كانت البسملة أمر بما في أوّل كل أمر ذي بال ووجد ذلك في أوائل السور ظن قوم أنه كتب على سبيل التبرك وهذا الظن خطأ ، وكذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه سرق الشيطان من الناس آية من القرآن لما ترك بعضهم قراءة البسملة في أول السورة فقطع بأنـها آية ولم ينكر عليه كما ينكر على من ألحق التعوذ والتشهد بالقرآن فدل على أن ذلك كان مقطوعا به وحدث الوهم بعده " ( 3 ) .
                        ( 1 ) شعب الإيمان للعلامة البيهقي ج2 ص483-484 ح2330-2341 تحقيق أبي هاجر زغلول ط دار الكتب العلمية .
                        ( 2 ) المغني و الشرح الكبير لابن قدامة ج1 ص 524 ط .دار الكتاب العربي . وذكر البيهقي في شعب الإيمان ج2ص438-439 ح2339 ( قال عبد الله بن المبارك : من ترك بسم الله الرحمن الرحيم في فواتح السور فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن ) وفي ح2343 بسند آخر ( وقال ابن المبارك : من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة و ثلاث عشرة آية من كتاب الله ).
                        ( 3 ) المستصفى ج1ص104 ط دار صادر ، الأميرية .
                        - ص 525 -
                        قال السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه ردا على أبي علي الجبّائي :" ويقال له : إنك ادعيت في تفسيرك أن {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ليست من القرآن ولا ترونـها آية من القرآن ، وهي مائة وثلاث عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون أنـها زائدة وليست من القرآن ، وأن عثمان هو الذي أثبتها فيه على رأس السور فصلا بين السورتين ، فهل هذا إلاّ اعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم أنتم في المصحف الشريف زيادةً لم تكن من القرآن ولا من آيه الكريمة " ( 1 ) .

                        وقال الفخر الرازي : " وزعم القاضي أبو بكر أنـها من المسائل القطعية ، قال : والخطأ فيها إن لم يبلغ إلى حد التكفير فلا أقل من التفسيق ( 2 ) ، واحتج عليه بأن التسمية لو كانت من القرآن لكان طريق إثباته إما التواتر أو الآحاد والأول باطل ، لأنه لو ثبت بالتواتر كون التسمية من القرآن لحصل العلم الضروري بأنـها من القرآن ، ولو كانت كذلك لامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأمة ، والثاني أيضا باطل ، لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فلو جعلناه طريقا إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية ولصار ذلك ظنيا " ( 3 ) .‌

                        محاولة الفخر الرازي اليائسة !
                        مع أن واقعهم يثبت أن الطريق لقرآنية هذه الآية أصبح ظنيا لكنهم لم يلتزموا بواقعهم المخزي ، لأنه مخزي ! ولكنه الواقع على أي حال ، لذا حاول الفخر الرازي دفع إشكال القاضي أبي بكر الباقلاني فقال :

                        " والذي عندي فيه أن النقل المتواتر ثابت بأن {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} كلام الله أنزله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وبأنه مثبت في المصحف بخط القرآن وعند هذا ظهر أنه لم يبق لقولنا أنه من القرآن أو ليس من القرآن فائدة إلا أنه حصل فيها أحكام شرعية هي من خواص القرآن مثل أنه هل يجوز للمحدث مسها أم لا ، ومعلوم أن هذه الأحكام اجتهادية ، فلما رجع حاصل قولنا
                        ( 1 ) سعد السعود 145 .
                        ( 2 ) يقصد أن هؤلاء العلماء الذين اختلفوا في إثبات أو نفي البسملة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم لا يخلو الحكم عليهم إما بالكفر أو الفسق ولا ثالث لهما .
                        ( 3 ) التفسير الكبير ج1ص195 ط البهية ، مصر .
                        - ص 526 -
                        أن التسمية هل هي من القرآن إلى ثبوت هذه الأحكام وعدمها ، وثبت أن ثبوت هذه الأحكام وعدمها أمور اجتهادية ظهر أن البحث اجتهادي لا قطعي ، وسقط تـهويل القاضي " ( 1 ) .
                        أقول : قام الفخر الرازي هنا بمغالطة وهي إسراء حكم المتفق عليه إلى محل النـزاع ! ، لأننا نعلم بقرآنية البسملة في سورة النمل {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ}(النمل/30) ، ومحل النـزاع ليس في أصل قرآنية البسملة وإنما في خصوص البسملة التي كتبت في أوائل السور ، فهل هذه جزء من كل سورة أم لا ؟ ، فلا يقال إن البسملة ثبتت من القرآن بالتواتر ! ، لأن ما ثبت بالتواتر ليس هو محل النـزاع ، إلا أن يقال بكفاية ثبوت البسملة في موضع واحد ، وهذا غير مقبول البتة لأن لازمه أن آيات البسملة هي بالحقيقة آية واحدة ، فنقبل أن آية { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ} مع تكررها في سورة الرحمن هي آية واحدة ! .
                        ثم من قال إن التواتر غاية ما يراد منه إثبات نص الآية ؟ بل نحتاجه لإثبات محل الآية خاصة في البسملة التي بـها يعلم نـهاية السورة السابقة وبداية السورة اللاحقة .

                        أبو حنيفة يحذر من الخوض في البسملة !
                        وتنبه أبو حنفية ومن تبعه من الأحناف إلى هذه اللوازم أو قل للمصائب التي تتولد من اختلافهم في جزئية البسملة فآثروا عدم الخوض فيها بدعوى أن الخوض فيها يؤول إلى أمر عظيم :
                        " وقال بعض فقهاء الحنفية : تورع أبو حنفية وأصحابه عن الوقوع في هذه المسألة لأن الخوض في إثبات أن التسمية من القرآن أو ليست منه أمر عظيم ، فالأولى السكوت عنه " ( 2 ) .

                        ولا ريب أن الأمر العظيم هو إلزام أحد الفريقين بتحريف القرآن ، وإيثارهم السكوت عنه دليل على الحرج الذي هم فيه .
                        مهرب فاضح !
                        وبعدما تنبه علماؤهم إلى أن هذا الاختلاف نفيا وإثباتا للآية الكريمة يؤدي على مبانيهم إلى تكفير ثلة كبيرة من أعاظم علمائهم ، تصيدوا – كالعادة - مهربا يقيهم حر التكفير وهو :

                        ( 1 ) نفس المصدر . ( 2 ) التفسير الكبير ج1ص194 ط البهية في مصر .
                        - ص 527 -
                        " واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها ، بخلاف ما لو نفى حرفاً مجمعاً عليه أو أثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع " ( 1 ) .
                        وهذا الكلام غير مقبول ، لأمرين :
                        1- فيه دور صريح ، لأنه جعل اختلاف العلماء في قرآنية آية مانعا من الكفر بدليل أنـهم اختلفوا فيها !!
                        2- إن دليلهم في التكفير ليس الإجماع فقط ، بل معارضة الآية الكريمة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9) والاختلاف في إثبات آية أو نفيها يلزم منه – بزعمهم - إنكار أحد الفريقين لمدلول آية الحفظ وهو الكفر !
                        وعلى أي حال فالشيعة لا يترصدون تكفير الناس بلا ضوابط من شروط وقيود ، فهذا ديدن غيرهم ولله الحمد .

                        ( 1 ) نيل الأوطار للشوكاني ج2ص208 ط الحلبي الثانية . يتبع

                        تعليق


                        • #72
                          الوهابية تتكلم من جديد !

                          حينما فرغ الوهابي ( عثمان الخميس ) من افتراءاته على الشيعة بتحريف القرآن ، حاول الدفاع عن أهل السنة بقوله إن الشيعة افتروا على أهل السنة تحريف القرآن - بزعمه - لأن أهل السنة حذفوا البسملة في الصلاة ، فقال مستغلا جهل من حوله :
                          " والشيعة طبعا ينكرون على السنة ، لماذا لا تقولون {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ؟ ، جبتم -كذا- آمين ليست من القرآن ، قلتوها جهرا و {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} التي من القرآن شلتوها –كذا- من المصحف ؟! " ( 2 ) .

                          أقول : سبحان الله ! مَن مِن الشيعة استدل بـهذا الدليل الفاسد ؟! ، لماذا لم يذكر الوهابي المصدر ؟! أم هو الكذب الذي عودنا عليه ؟
                          الشيعة إنما ألزموا أهل السنة تحريف القرآن عندما أنكروا البسملة في مائة وثلاثة عشر موضعا من القرآن وهي أوائل السور ، ولا دخل لهذا بقراءتـها في الصلاة لأن قراءة البسملة في الصلاة قد لا تكون واجبة في حين أنـها جزء من كل سورة عدا براءة في نظر المصلي ، فلا يقرؤها في الصلاة
                          ( 2 ) من شريط الشيعة والقرآن ، بداية الربع الأخير من الوجه الثاني .
                          - ص 528 -
                          للجواز ، هكذا يدس الوهابي ( عثمان الخميس ) لتغيير موضع النقاش ، كان عليه بيان حقيقة الإشكال ومحله لا أن يضحك على صغار الوهابية من حوله ! ، وهذا أول غيث الدجل ، وسيأتيك غيث الجهل تباعا كالعادة .

                          ثم أكمل الوهابي ( عثمان الخميس ) كلامه : " نقول : أولا أنتم أيضا حذفتوها ! فهذا محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون إماما فيستفتح بالحمد ولا يقرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} فقال عليه السلام : لا يضره ولا بأس .
                          وعن مسمع البصري قال : صليت مع أبي عبد الله عليه السلام فقرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ثم قام في الثانية فقرأ الحمد ولم يقرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} ثم قرأ بسورة أخرى .

                          عن الحلبيين عن أبي عبد الله عليه السلام : أنـهما سألاه عمن يقرأ {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} حين يقرأ فاتحة الكتاب قال : نعم إن شاء سرا وإن شاء جهرا ، فقالا : فيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ قال : لا ".

                          وهذا كما ترى أول غيث الجهل ، لأسباب واضحة وهي :

                          1- للمرة الألف نعيد ونكرر : إن وجود رواية في كتب الشيعة لا يعني : قال الشيعة ، فلا معنى لقول الوهابي ( وأنتم أيضا حذفتوها ) !
                          2- هذه روايات تتكلم عن حكم قراءة البسملة في الصلاة ولا تتكلم عن جزئيتها من السور ! ، وادعاء الملازمة بينهما من الجهل السحيق .
                          3- الشيعة تحمل الراوية الأولى والثانية على أن صدورهما كان تقية ، والثالثة أن المقصود منها صلاة النافلة لأن فيـها يجوز التبعيض في السورة الثانية ، أي يجوز قراءة بعض آيات من السورة القصيرة في صلاة النافلة ، فلا مانع من حذف البسملة مع حذف أول السورة ، وعليه كيف تدل الرواية على نفي قرآنية البسملة ؟!!
                          - ص 529 -
                          وقد عنون صاحب الوسائل الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه الباب الذي سرق الوهابي منه الروايات بـهذا العنوان : ( باب جاز ترك البسملة للتـقـية وجواز ترك الجهر بـها في محل الإخفات ) ، ثم ختم الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه هذا الباب بقوله :
                          " أقول ذكر الشيخ وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية والقرائن في بعضها ظاهرة ، أو على عدم الجهر بـها في محل الإخفات ، أو على عدم سماع الراوي لها لبعده ، أو على النافلة لجواز تبعيض السورة فيها بل تركها ، وسيأتي ما يدل على الجهر بالبسملة وبعض ما تقدم يحتمل الحمل على الإنكار ".

                          وهذا كلام أحد أعلام الشيعة وحكاه أيضا عن شيخ الطائفة عليهما رضوان الله تعالى ، ولكن الوهابي أخذ الروايات وطرح كلمات أعلام الشيعة الموجودة أمام عينيه ، وذكر الروايات على أنـها ( قال الشيعة ) ، وترك كلام الشيعة أنفسهم !!
                          4- هذه الروايات معارضة بما هو أصرح منها وأقوى دلالة ولذلك حملت الأولى والثانية على التقية والصلاة في الثالثة على النافلة ، لننقل بعض ما جاء في كتب مراجعنا العظام عليهم تمام الرحمة والرضوان .
                          قال صاحب الجواهر رضوان الله تعالى عليه : " على أن جميعها لا تأبى الحمل على النافلة أو الضرورة أو التقية أو نحو ذلك ، بل ربما كان صراحتها خصوصا نصوص البعض أكبر شاهد على بعض ما ذكرنا ضرورة معروفية كونه شعار العامة ، كما أن الإكمال من شعار الخاصة ، وربما كان في خبر إسماعيل بن الفضل إشارة إليه ، قال : ( صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام أو أبو جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب وآخر سورة المائدة ، فلما سلم التفت إلينا ، فقال : أما إني أردت أن أعلمكم ) .
                          وكذا خبر سليمان بن أبي عبد الله قال : ( صليت خلف أبي جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب وآي من البقرة فجاء أبي فسئل ، فقال : يا بني إنما صنع ذا ليفقهكم وليعلمكم ). بل اعتذاره عليه السلام مع سؤاله في الخبر الثاني كالصريح في ذلك " ( 1 ) .

                          وقال السيد الخونساري رضوان الله تعالى عليه : " وفي قبالها أخبار تدل على عدم الوجوب مثل ما عن الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن على الحلبي ومحمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام ( أنـهما سألاه عمن يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} حين يقرأ فاتحة الكتاب قال : نعم ، إن

                          ( 1 ) جواهر الكلام للمحقق النجفي رضوان الله تعالى عليه ج9ص336 ط دار إحياء التراث العربي .
                          - ص 530 -
                          شاء سرا وان شاء جهرا . فقالا : فيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ قال : لا ) ، لكنها محمولة على التقية ويشهد لـها بعض الأخبار السابقة مضافا إلى إعراض الأصحاب مع صحة السند في كثير منها " ( 1 ) .

                          وقال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه : " وربما يستدل على عدم الوجوب بصحيحة الحلبيين ( عن أبي عبد الله عليه السلام أنـهما سألاه عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد قراءة فاتحة الكتاب ، قال : نعم إن شاء سرا وإن شاء جهرا ، فقالا : أفيقرؤها مع السورة الأخرى ؟ فقال : لا ) وهي صريحة في عدم الوجوب لولا الاقتران بالذيل المشتمل على النهي عن البسملة في السورة الأخرى فانه يقرب ورودها مورد التقية فيمنع عن الاستدلال بـها ، والتفكيك بين الصدر والذيل مشكل كما لا يخفى ، وكيف كان فيكفي في الدلالة على الاستحباب ما عرفت " ( 2 ) .

                          وهذه كلمات مراجع الشيعة العظام قدس الله أرواحهم ، ولكن الأعرابي ( عثمان الخميس ) حسب أن قراءة أصول الفقه لأبي زهرة في المعهد الديني كافية لفهم روايات أهل البيت عليهم السلام !

                          ثم نكص الوهابي على عقبيه ليهد بيده ما بناه ، وينقض ما نسج ! ، فقال :
                          " وقال الحر العاملي ذكر الشيخ يعني الطوسي وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية . انتهت المشكلة ، وهكذا كعادة إسناد ضعيف تقية – كذا - وهذا لا شك من أبطل الباطل ، لماذا ؟ لأن التقية لا تجوز بالبسملة عندهم ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : التقية ديني ودين آبائي إلا في ثلاث في شرب المسكر وفي المسح على الخفين وفي ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . وهذا في مستدرك الوسائل " ( 3 ) .

                          فقال بعد هذا قاصدا الشيعة : " ما لهم مخرج " !
                          ( 1 ) جامع المدارك ج1ص336 .
                          ( 2 ) فقه السيد الخوئي ج14ص416 أو مستند العروة الوثقى للسيد الخوئي رضوان الله عليه ج3ص416 ط العلمية قم ، وراجع للزيادة مدارك الأحكام للسيد محمد العاملي رضوان الله تعالى عليه ج3ص340 ط مؤسسة أهل البيت لأحياء التراث ، الحدائق الناضرة للمحدث البحراني رضوان الله تعالى عليه ج8ص107-108 ط دار الأضواء ، فقه الصادق في شرح التبصرة للسيد الروحاني حفظه الله تعالى ج4ص285-286 ط مهر استوار ، وغيرها من كتب استنباط الأحكام .
                          ( 3 ) مستدرك الوسائل ج1ص334، نقلا عن كتاب دعائم الإسلام ، كثير من الكتب التي اعتمد عليها صاحب مستدرك الوسائل غير معتمدة عند محققي الشيعة لذا لا يصح أخذها من الكتاب بلا تدقيق ، ولكن الوهابي جاهل في كل شيء !
                          - ص 531 -
                          أقول : في بداية الأمر استدل المغفل ( عثمان الخميس ) بالروايات على أن الشيعة حذفت البسملة من القرآن (!!) بروايات تتحدث عن البسملة في الصلاة (!!) ، ثم رجع ونسخ كلامه بقوله : إن الشيعة لا تأخذ بمضامين هذه الروايات لأنـها صدرت على نحو التقية عندهم !! ، فهاهو يكشف عن كذبه بنفسه ! ، فقد أخبر فيما سبق أن الشيعة تقول كذا وكذا استنادا على ما نقله من الروايات ، مع علمه أن الشيعة لا يأخذون بمضامينها !

                          ولا بأس ببيان حقيقة الرواية التي فرح بـها الجاهل وحسب أنه ألزم الشيعة عدم اعتقاد صدور الروايتين الأوليين تقية مع اعتقادهم بذلك ! ، فنقول :

                          1- للمرة الحادية بعد الألف نكرر إن وجود الرواية لا يعني : قال الشيعة . فحتى لو كانت صحيحة السند فقد لا يأخذ الفقهاء بـها لكونـها معارضة بأصح منها أو غير ذلك .
                          2- لا مصدر لـهذه الرواية غير كتاب دعائم الإسلام الذي لم تحرز وثاقة مؤلفه .
                          3- ومؤلف الكتاب ليس من الشيعة الإمامية !!
                          4- والرواية التي ركن إليها الجاهل مرسلة ، فلا إسناد لها من مؤلف الكتاب إلى الإمام الصادق عليه السلام ، وبينهما مئات السنين !
                          5- هذه الرواية المرسلة جاءت صحيحة السند في الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة بدون الزيادة التي ركن إليها الوهابي ( 1 ) ، فلماذا قصر عينه على المرسلة ؟! أ للجهل أم للخداع ؟!
                          ( 1 ) وصف الشيعة لكتبهم بالمعتمدة لا يقصد به أن كل ما فيها صحيح ، فهذا ما يحاول الوهابية به خداع عوامهم ، ولننقل بعض تلك الروايات من الكافي : ( عن أبي عمر الأعجمي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له ، والتقية في كل شئ إلا في النبيذ ، والمسح على الخفين ) وكذا ( عن محمد بن الفضل الهاشمي قال : دخلت مع اخوتي على أبي عبد الله ( ع ) فقلنا : إنا نريد الحج وبعضنا صرورة ، فقال : عليكم بالتمتع فإنا لانتقي في التمتع بالعمرة إلى الحج سلطانا ، واجتناب المسكر ، والمسح على الخفين )
                          وكذا ( عن زرارة ، عن غير واحد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : في المسح على الخفين تقية ؟ قال : لا يتقى في ثلاثة قلت : وما هن قال : شرب الخمر أو قال : شرب المسكر ، والمسح على الخفين ، ومتعة الحج ) .
                          ( الروايات الثلاث في ضمن هذه المصادر : الكافي ج2ص217 ( باب التقية ) ، ج4ص293 ، الاستبصار ج2ص151، تـهذيب الأحكام ج5ص26 ، ج9ص114 ، ومن لا يحضره الفقيه ج2ص317ح2555. والمحاسن ج1ص259ح309 ، والخصال ص 22، وتحف العقول ص104 ، وراجع وسائل الشيعة ج1ص325 ، ج11ص468 ، ج8ص173) ، وكما ترى لا أثر للبسملة في هذه الروايات ولا في غيرها إلا في رواية الوهابي اليتيمة المرسلة ! ومع ذلك يريد الوهابي إلزام الشيعة بـها بأنـهم لا يعتقدون صدور الروايتين تقية !!
                          - ص 532 -
                          مع أنك لا تجد لهذه الرواية التي فرح بـها الوهابي أي موضع قدم بين كلمات فقهاء الشيعة حفظ الله الأحياء منهم ورحم الأموات .
                          نعم قد تذكر في كلماتـهم لبيان عوارها وخللها كما فعله صاحب الجواهر رضوان الله تعالى عليه :
                          " وكذا ينبغي أن يعلم أيضا أن الظاهر بقاء حكم التقية في المقام– أي في الجهر بالبسملة - كغيرها من الإحكام ، ودعوى التواتر بعد عدم ثبوتـها عندنا ، فهي بالنسبة إلينا آحاد لا تصلح لمعارضة أدلة التقية المعتضدة بالعقل وغيره ، مع أن المجلسي قد اعترف على ما حكي عنه بعدم وصول خبر يدل على ذلك إلا خبر الدعائم ( روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ( ع ) أنـهم كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقراءة من الصلوات في أول فاتحة الكتاب وأول السورة في كل ركعة ، ويخافتون بـها فيما يخافت فيه من السورتين جميعا ، قال الحسن بن علي اجتمعنا ولد فاطمة على ذلك ، وقال جعفر بن محمد عليه السلام التقية ديني ودين آبائي ، ولا تقية في ثلاث : شرب المسكر والمسح على الخفين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) ، وأنت خبير بقصوره عن الحكومة على أدلة التقية من وجوه ، فيجب حمله على ما لا ينافيها أو طرحه كما هو واضح ، مع أنه كما ترى مشتمل على ما هو معلوم خلافه عنهم من الاخفات بـها في محل الاخفات ، وكفى به مسقطا للخبر المزبور عن الحجية ، فتأمل ، والله أعلم " ( 1 ) .


                          6- لو سلمنا بأن الرواية التي استند إليها الوهابي صحيحة السند ، ودلالتها غير معارضة ، وسلمنا باعتمادها من قبل علماء الشيعة فهذا لا يعني عدم جواز التقية في الجهر بالبسملة !
                          فحتى الروايات الصحيحة التي لم تذكر البسملة لا تدل على عدم جواز التقية في المسح على الخفين أو شرب النبيذ أو متعة الحج ، لأن هذه الروايات مسوقة لبيان أن موضوع التقية في هذه الأمور غير متحقق في واقع المسلمين في الغالب ، لأن المسح على الخفين في دين السلطان رخصة فقد
                          ( 1 ) جواهر الكلام ج9ص391.
                          - ص 533 -
                          يمسح عليهما المرء وقد يتركهما فلا مبرر للتقية إذن ، وكذا شرب النبيذ لأن جوازه اختص به الحنفية ولا يأخذ به كل أهل السنة فلا مبرر فيه للتقية والخمر أوضح لأنه حرام عند الجميع ، وكذا متعة الحج يعمل بـها أهل السنة فلا مبرر للتقية فيها ، وهذا لا يمنع من أن يتحقق موضوعها في شرب النبيذ مثلا كأن يُهدد من لا يشربـها بالقتل وكذا من لا يمسح على خفيه .

                          قال السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه : " ومنها ما رواه ابن أبي عمر الاعجمي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ( إن التقية في كل شئ إلا في شرب المسكر والمسح على الخفين ) ، والوجه في ذلك أي في عدم تشريع التقية في الموردين على ما قدمناه مفصلا عدم تحقق موضوعها فيهما أما في شرب المسكر فلان حرمته من الضروريات في الإسلام وقد نطق بـها الكتاب الكريم ولم يختلف فيها سني ولا شيعي فلا معنى للتقية في شربه . وأما في المسح على الخفين فلانا لم نعثر فيما بأيدينا من الأقوال على من أوجبه من العامة وإنما ذهبوا إلى جواز كل من مسح الخفين وغسل الرجلين . نعم ذهبت جماعة منهم إلى أفضليته كما مر وعليه فلا يحتمل ضرر في ترك المسح على الخفين بحسب الغالب . نعم يمكن أن تتحقق التقية فيهما نادرا كما إذا أجبره جائر على شرب المسكر أو على مسح الخفين إلا أنه من الندرة بمكان ولا كلام حينئذ في مشروعية التقية فان الرواية المانعة ناظرة إلى ما هو الغالب " ( 1 ) .

                          حتى أن الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه عقد فصلا في الاستبصار عنونه بجواز التقية في المسح على الخفين ، ونقل رواية وهي : " عن أبي الورد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن أبا ظبيان حدثني أنه رأى عليا عليه السلام أراق الماء ثم مسح على الخفين فقال : كذب أبو ظبيان أما بلغك قول علي عليه السلام فيكم ، سبق الكتاب الخفين ؟ فقلت : فهل فيهما رخصة ؟ فقال : لا ، إلا من عدو تتقيه أو ثلج تخاف على رجليك " ( 2 ) .

                          ثم ذكر خبر استثناء التقية في المسح على الخفين وبين أنه لا منافاة بينهما لوجوه منها :
                          " أن يكون أراد (لا أتقي فيه أحدا) إذا لم يبلغ الخوف على النفس أو المال وان لحقه أدنى مشقة احتمله ، وإنما يجوز التقية في ذلك عند الخوف الشديد على النفس أو المال ".

                          ( 1 ) فقه السيد الخوئي ج5ص282.( 2 ) الاستبصار ج1ص77 ح236.
                          - ص 534 -
                          إلى هنا تم الكلام عما هرج به أحد الوهابية ، وقد أطلت الكلام في بيان تـهريجه لأمر مهم يكرره مثقفو الشيعة دائما فضلا عن علمائهم حينما يُعترض عليهم تركهم المجال للوهابية ليسرحوا ويمرحوا مفترين على مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وهذا الأمر يتلخص في أن الرد على أولئك الوهابية يكلف المرء عناء كبيرا لأن كلماتـهم بعيدة الغور في الجهل ومخدوشة الجوانب ومتآكلة الأطراف كما مر عليك ، والتصدي لمثل هذه المتهالكات والهرطقات يعني الالتزام بشرح علوم أولية في ثنايا الردود ، وعرض قواعد هي من مقدمات البحث العلمي ، وهذا ليس إلا مضيعة للوقت وهدراً للجهد ، ناهيك عن السرد الطويل لما يعتقده الشيعة ! لأن الوهابية ترد على مخيلتها وتصوراتـها السقيمة من غير إطلاع على كلمات مراجع الشيعة والمحققين منهم ، وهذا المثال الذي ناقشناه سابقا دليل واضح على أن المقطع الصغير الذي يتكلم به الوهابي والذي لا يتجاوز الجملتين مليء بالتناقضات وعدم المنهجية والخروج عن البحث وعدم استيعاب الفكرة والنقل المقطّع من المصادر ، مع شيء من الخداع والتدليس بعدم ذكره لأقوال العلماء التي أمام عينيه ، ثم يعود فيذكرها مما يعني عدم وجود الإشكال من الأصل ! وغير ذلك من حشف الكلام وحشوه وأساليب الخطابة المموهة واللامنطقية في الطرح .

                          فيا لله ! من له هذه الهمة الجبارة ليتتبع كل ما تثرثر به الوهابية على كثرتـها وكثرتـهم ؟! ، مع جهلهم المركب الذي يصعب رفعه ، حتى شمخ الجاهل بأنفه وقصد الشيعة في آخر هرجه وتخبطه بقوله : " ما لهم مخرج " ، فاسمع واضحك !

                          * البسملة عند الشيعة :
                          أما البسملة عند الشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام فننقل قول أحد أعلامهم وهو السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه :
                          " هذه من المسائل الخلافية بين الخاصة والعامة ، فالمتسالم عليه بين الخاصة – أي الشيعة - أنـها جزء من كل سورة ، والمشهور بين العامة أنـها جزء لخصوص الفاتحة دون ساير السور وعلى هذا جرت المصاحف حتى اليوم فإنـهم يذكرون علامة الآية بعد بسملة الفاتحة دون غيرها من بقية السور ، وأما البراءة فليست جزءا منها باتفاق الجميع ، ثم ذكر ما يدل عليه" ( 1 ) .

                          ( 1 ) فقه السيد الخوئي ج14ص352 مسألة8 . يتبع

                          تعليق


                          • #73
                            مشكلة البسملة عند أهل السنة من أين ؟

                            الطليق معاوية كان يتحرى مخالفة أمير المؤمنين عليه السلام في كل ما يقوم به ، وقد عُرف عن الإمام علي عليه السلام جهره بالبسملة حتى في الصلاة الإخفاتية فمنع معاوية الجهر بـها في الصلاة ومضى الأمر إلى أن جعلوا تركها في الصلاة سنة حتى في الفاتحة .

                            وهذه شهادة نأخذها من أحد علماء أهل السنة وهو الفخر الرازي في تفسيره :
                            " وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : يا من ذكره شرف للذاكرين . ومثل هذا كيف يليق بالعاقل أن يسعى في إخفائه ؟ ولـهذا السبب نقل أن عليا رضي الله عنه كان مذهبه الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات ، وأقول إن هذه الحجة قوية في نفسي راسخة في عقلي لا تزول البتة بسبب كلمات المخالفين " ( 1 ) .

                            وقال : " وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله عليه السلام : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار " ( 2 ) .
                            وقال : " وهذا يدل على إطباق الكل على أن عليا كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " ( 3 ) .
                            وقال : " إن الدلائل العقلية موافقة لنا ، وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا ، ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه " ( 4 ) .

                            ونقل عن الإمام الشافعي قوله : " أن معاوية قدم المدينة فصلى بـهم ، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود ( 5 ) ، فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار : يا معاوية ! سرقت منا الصلاة ، أين بسم الله الرحمن الرحيم ؟! وأين التكبير عند الركوع والسجود ؟! ، ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير ، قال الشافعي : إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة

                            ( 1 ) التفسير الكبير ج1ص204 ط البهية ، مصر .
                            ( 2 ) ن.م ص205.
                            ( 3 ) ن.م.
                            ( 4 ) ن.م ص207 .
                            ( 5 ) لاحظ أن صلاة أهل السنة اليوم نسخة عن صلاة معاوية !
                            - ص 536 -
                            شديد الشوكة فلولا أن الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسبب ترك البسملة " ( 1 ) .
                            وقال الفخر الرازي : " وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية ، فلما وصلت الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر سعيا إلى إبطال آثار علي عليه السلام ، فلعل أنسا خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله فيه " ( 2 ) .
                            والحمد الله الذي حبا الشيعة بأئمة أطهار أبرار فاتبعوهم ، قال الفخر الرازي : " قالت الشيعة : السنة هي الجهر بالتسمية ، سواء كانت في الصلاة الجهرية أو السرية ، وجمهور الفقهاء يخالفونـهم فيه " ( 3 ) ، اتباعا لسنة معاوية بن أبي سفيان الطليق ابن الطليق .
                            ( 1 ) ن.م ص204، ولكن معاوية استمر على هذا النهج حتى وإن تراجع عنه في المدينة حين تزايدت عليه الصيحات ، فمن يجرؤ على مخالفته في الشام ؟!
                            ( 2 ) ن.م ص206.
                            ( 3 ) ن.م ص307.
                            يتبع

                            تعليق


                            • #74
                              بعد ردود هذه الاتهامات الباطلة من خزعبلات علمائهم وتزيفهم للحقيقة وتهربهم الواضح في حورنا وعجزهم وافلاسهم وهم خائفين جدا ولهذا يتهربون باغراق مواضيعي دائما ولهذا سننتقل لثالثا واقوال علمائهم :
                              ضرورة القول بالتحريف عند الإثني عشرية مع بيان أساليبهم في التهرب من الفضيحة !! لنكمل ما جاء في عقيدتكم !! ونرد عليك باتهامك ان اهل السنة قالوا بالتحريف :

                              الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..

                              فكما يظهر فإن نفي القول بالتحريف عند الإمامية الإثني عشرية يؤدي إلى نقض دينهم من أساسه ، بمعنى أن دين الإمامية لا يمكن أن تقوم له قائمة إذا أنكر أتباعه القول بتحريف القرآن ، فإن القول بالتحريف من لوازم دينهم الأكيدة ، وإني أعجب من إنكار الرافضة المعاصرين لهذه المسألة ، مع أن فيها نقض دينهم ..
                              أسلافهم فطنوا لهذا ولذلك عدوا القول بالتحريف من ضروريات المذهب !!
                              أما المعاصرون فإن إنكارهم لمسألة التحريف إما :
                              1- تقية .
                              2- حقيقة ، ولكنهم لا يدركون خطورة التبرؤ من هذا القول على دينهم !

                              وحتى يتضح لك ما أقول ، فإنه ينبغي أن تتعرف على المقدمات التالية والتي قررها علماء الإثني عشرية الجهابذة :

                              * المقدمة الأولى : الروايات الشيعية التي تطعن في كتاب الله متواترة مستفيضة عند علماء الشيعة

                              1 - قال الشيخ المفيد :
                              " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ". أوائل المقالات : ص 91 .

                              2 - أبو الحسن العاملي :
                              " اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات ". المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 وطبعت هذه كمقدمه لتفسير البرهان للبحراني .

                              3 - نعمة الله الجزائري :
                              " إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين ، يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة ، الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما،ومادة،وإعرابا ، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها " .
                              الأنوار النعمانية ج 2 ص 357 .

                              4- العلامة الحجة السيد عدنان البحراني :
                              قال : " الأخبار التي لا تحصى ( أي أخبار التحريف ) كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر".
                              ( مشارق الشموس الدرية) منشورات المكتبة العدنانية - البحرين ص 126 .

                              5 - سلطان محمد الخراساني :
                              قال : " اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك ". تفسير (( بيان السعادة في مقامات العبادة )) مؤسسة الأعلمي ص 19 .

                              6- وطبعا حين نتكلم عن مسألة التحريف فإنه لا ينبغي أبدا نسيان ( بطل ) القول بهذه المسألة وهو النوري الطبرسي .. والذي قال في كتابه
                              ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) :
                              " الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث ، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد ، والمحقق والداماد ، والعلامة المجلسي وغيرهم " ص 227 .

                              7 - محمد باقر المجلسي :
                              في معرض شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد سبعة عشر ألف آية " قال عن هذا الحديث :
                              " موثق ، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم ، فالخبر صحيح . ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟ ". مرآة العقول الجزء الثاني عشر ص 525 .

                              - أي كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟ فإن الكتب التي روت الأخبار عن أئمتهم والتي قام عليها مذهب الإمامية - لا سيما أخبار الإمامة والنص - هي ذاتها التي روت أخبار تحريف القرآن فلا يستطيعون إنكار تلك الأخبار والروايات ، فانظر كيف تتلازم ضرورة القول بالتحريف مع إثبات عقيدة الإمامة عند الإثني عشرية ..
                              - وتأمل كيف أن طرح كل هذه الأخبار التي تفيد وقوع التحريف عندهم يلزم منه عدم صحة الاعتماد على الأخبار أصلا !!

                              وهذا ينقلنا إلى المقدمة التالية :

                              * المقدمة الثانية : القول بتحريف كتاب الله من ضروريات المذهب !

                              - وممن نص على ذلك عندهم :
                              1 - أبو الحسن العاملي :
                              قال : " وعندي في وضوح صحة هذا القول [ تحريف القرآن وتغييره ] بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار ، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وانه من أكبر مقاصد غصب الخلافة ". المقدمة الثانية الفصل الرابع لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار وطبعت كمقدمه لتفسير (البرهان للبحراني) .


                              2 - العلامة الحجة السيد عدنان البحراني :
                              قال : " وكونه [ أي القول بالتحريف ] من ضروريات مذهبهم [ أي الشيعة ] .
                              مشارق الشموس الدرية ص 126 منشورات المكتبة العدنانية - البحرين .

                              * المقدمة الثالثة : كبار علماء الشيعة يحكون إجماع الشيعة على القول بتحريف القرآن !

                              - ومن هؤلاء العلماء :

                              1 - العلامة الحجة سيد عدنان البحراني :
                              بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره قال : " الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة [ يعني الإثناعشرية ] وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم ". مشارق الشموس الدرية منشورات المكتبة العدنانية " البحرين " ص 126 .

                              2 - الشيخ يحيى تلميذ الكركي :
                              قال : " مع إجماع أهل القبلة من الخاص [يعني الإثناعشرية] والعام [ يعني أهل السنة كذبا وزورا ] إن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس القرآن كله وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس". نـقلا عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي ص 23 وينقل النوري الطبرسي هذا الكلام من كتاب الإمامة يحيى تلميذ الكركي .


                              3 - محمد بن النعمان ( المفيد ):
                              قال : " اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة واتفقوا على إطلاق البداء في وصف الله تعالى واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنه الرسول ". أوائل المقالات ص 48 ، 49 - دار الكتاب الإسلامي - بيروت .

                              هذه المقدمات الثلاثة تكفي إحداها لمن نظر بإنصاف لأن يقول بوضوح واختصار :


                              لا يمكنك أن تكون إثنا عشريا بدون أن تقول بتحريف القرآن ..
                              فكيف بهذه المقدمات مجتمعة !!!!!



                              يا للمأساة ..




                              هل هذا هو دين الإسلام الصحيح ؟



                              وأنت أيها الشيعي الحائر ..



                              قل لي بالله عليك كيف تثق بهؤلاء العلماء ؟؟؟
                              كيف ترضى أن تنتسب لهم وتأخذ عنهم دينك ؟؟؟

                              أتراهم قد أعطوا ( الثقل الأكبر ) حقه ؟ أخبرني ..
                              إنكم دائما ما ترددون حديث الثقلين ...
                              لكنكم حين تذكرون الحديث لا تفكرون إلا في الثقل الأصغر .. وهم أئمتكم .. أما الأكبر فكما ترى !!!!

                              وإني أقول لك أيها الشيعي .. تأمل معي ..
                              اسأل نفسك
                              هذه الأسئلة :

                              ما حكم من قال بتحريف القرآن وهو الثقل الأكبر ؟
                              قال علمائكم : مجتهد معذور !!!

                              طيب ، وما حكم من أنكر وجود المهدي مثلا وهو جزء من الثقل الأصغر ؟
                              قال علمائكم : ليس إماميا ، بل ويكفر لأنه كأنما جحد نبوة أحد الأنبياء كما قال ذلك الكثير من علمائكم وليس محله الآن ..

                              فانظر كيف فرطوا بالثقل الأكبر.. فكيف يكون حالهم مع الثقل الأصغر ؟؟؟

                              وهل ترضى بذلك الكلام المتخبط حين نسألهم : فلماذا لم يظهر علي - رضي الله عنه – القرآن بعدما آلت إليه الخلافة ؟
                              هل تدري كيف كانت الاجابة ؟ قال الجزائري في " أنواره النعمانية " :
                              ولما جلس أميرالمؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقة .
                              هكذا يفرط أسد الله الغالب صاحب أعلى المناقب في القرآن حرصا على أبي بكر وعمر اللذين تلعنوهما أنتم يا مساكين ليل نهار ..
                              هل ترضى يا من تنتسب لعلي وتقول بأنه معصوم أن يقال هذا عن علي ، وهل أنتم يا من تلعنونهما بأفضل أو أحكم أو أشجع من علي ؟؟

                              أترك لك إجابة هذه الأسئلة ، والله الهادي والموفق ..

                              وإني أطلب منك أيها الشيعي أن تتجه إلى الله بإخلاص واطلب منه الهداية ..

                              أظنك تقبل بهذا ..
                              بل ربما كان هذا ( أعني طلب الهداية ) هو القاسم المشترك الوحيد بيننا .

                              ونحن
                              والله
                              نحب الهداية لك ، ونسألها لك من الله ..

                              بيان أساليب الرافضة في التبرؤ من فضيحة القول بالتحريف عندهم

                              أما من أراد الدفاع ولو بالباطل عن دينه الباطل وعن علمائه الذين يأخذ منهم دينه .. فليس له عندنا إلى الفضح وتبيين كذبه ..
                              .
                              .






                              ولذلك أحب أن أتكلم عن مسألة مهمة ، ألا وهي :
                              ماذا يفعل الرافضة حين يكتب أهل السنة عن فضيحة القول بالتحريف في دين الإمامية ؟؟


                              .
                              .
                              .


                              إن الرافضة لديها حساسية كبيرة ضد هذا الموضوع ، فتجدهم يهيجون وينتفضون إذا طرح هذا الموضوع ..
                              وكيف لا ؟ وفيه فضح لدينهم وكشف لأكاذيبهم وبيان واضح لدينهم الكفري الذي ينتمون له ويدعون أنه الاسلام الصحيح !!

                              أقول : إن ردود أفعالهم وأساليبهم حين يتكلم أهل السنة عن مصيبة القول بالتحريف عند الإثني عشرية لا تخرج عن الآتي :

                              1- الهجمة المضادة ، بمعنى اتهام أهل السنة بأن في كتبهم ما يثبت النحريف أيضا !!!!
                              وهذا كذب وبهتان ، وكلامهم إنما يدور حول ( أحاديث النسخ أو القراءات )
                              مع ملاحظة أن كثير من علمائهم يقولون بالنسخ كشيخ الطائفة الطوسي مثلا !! ومع ذلك تجد الخوئي المتأخر كمثال يقول بأن القول بالنسخ هو القول بالتحريف !!
                              وما هي إلا محاولات للتشتيت وتشويه الحقائق ، وماذا تتصور من قوم تسعة أعشار دينهم في الكذب ؟؟
                              وياله من عار إذا كان دفاعك عن نفسك هو مجرد محاولة إثبات نفس التهمة على الخصم !!!
                              ولذلك أقول : من أراد من الرافضة في هذا المنتدى الحديث عن مسألة التحريف عند أهل السنة كما يزعم ويفتري فليفتح موضوعا جديدا وليطرح فيه ما يحلو له ، لكنه غير مسموح هنا بتاتا ..
                              أرجو أن يكون هذا واضحا ومفهوما ، فالموضوع يتحدث عن ضرورة القول بالتحريف عند الإمامية !

                              2- ومن أساليبهم : الدفاع عن أنفسهم عن طريق الكلام عن ضعف الروايات عندهم ، وأنه لا يوجد عندهم كتاب لا يجمع إلا الصحيح ... الخ
                              ولكني تغلبت على هذه النقطة ، فأحضرت أقوال علمائهم فقط ، ورواية واحدة وثقها المجلسي ..
                              على أنه من المفروض عليهم إذا احتجوا بمسألة التصحيح والتضعيف - على فرض صحة هذا الاحتجاج - أن يدافعوا عن علمائهم الإخباريين مثلا ، إذ أنهم يؤمنون بكل هذا الغثاء الذي يملأ كتبهم ، وما كتاب النوري الطبرسي عنا ببعيد والذي جمع فيه أكثر من ألفي رواية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه لا يمكنهم التعلل بمسألة التضعيف والتصحيح إذ أن الروايات في هذه المسألة مستفيضة ومتواترة كما سبق أن بينا من أقوال علمائهم ، فأي تضعيف يتكلمون عنه ؟؟
                              وعلى كل حال فكما قلت سابقا أني أتيت بأقوال علمائهم فقط ، وبهذا أكون قد قطعت عليهم الاعتذار بهذا الكلام الفارغ .. فأرجو أن لا يتكلم أحد أذكيائهم عن مسألة الروايات الضعيفة هذه !!

                              3- ومن أساليبهم الاعتراف بصحة الروايات ، لكنهم يقولون أنها تحمل على التأويل والتفسير وأن القرآن محفوظ ، لم تدخله زيادة ، ولم يعتريه نقصان .... الخ
                              وما هذا إلا كذب منهم وتمويه ، فكلام علمائهم واضح في اعتقادهم بالتحريف ( اللفظي ) وبوقوع النقصان والزيادة ..

                              وهذه بعض المقتطفات من كلام كبرائهم الذي نقلنه سابقا :
                              ( إسقاط كلام - إسقاط آيات - إسقاط كلمات - التحريف في مادة القرآن - وفي إعرابه- و في كلامه - الزيادة - النقيصة - الحذف - التغيير .. )
                              هذه هي الكلمات التي وصف بها علماء الرافضة ما حدث للقرآن الكريم بزعمهم ، فضلا عن مئات الروايات التي فيها قولهم ( أنزلت هكذا ) أو ( ليس هكذا أنزلت ) وغير ذلك ..
                              وهي تنفي إدعائهم الكاذب بأن المقصود من كلام علمائهم هو التحريف في التأويل !!!

                              4- ومن أساليبهم الإنكار المطلق لوجود مثل هذا القول عند علماء الإمامية .. هكذا بكل بساطة !!!
                              مثل ما فعل شيخهم عبد الحسين الأميني النجفي في كتابه الغدير حين تعرض لكلام الإمام ابن حزم رحمه الله فيهم فقال :
                              "ليت هذا المجترئ [ يقصد ابن حزم ] أشار إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثقة به، أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزناً، بل نتنازل معه إلى قول جاهل من جهالهم، أو قروي من بسطائهم أو ثرثار، كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنه، وهذه فرق الشيعة في مقدمتهم الإمامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك الكتاب لا ريب فيه" ( الغدير: 3/94–95 )
                              ومثله فعل عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، وغيرهم ، وقد تعمدت نقل كلام محسن الأمين هذا لأبين لكم مدى جرأتهم على الكذب ..
                              وقد سمعت ما هو أكثر جرأة من هذا ، هل تعرفون أغا برزك الطهراني تلميذ النوري الطبرسي الهالك صاحب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) ؟؟
                              يقول الطهراني أن النوري ألف هذا الكتاب ليجمع الروايات في هذا الباب ومن ثم يبين بطلان هذا القول !!!
                              قلت : يا للجرأة .. بل يا للسخافة .. ويا للوقاحة .. ولعل قوله هذا تجسيد واضح لعقيدتهم في التقية ، فاسم الكتاب واضح ، وكلام النوري في مقدمة الكتاب واضح ، فضلا عن مضمون الكتاب الذي أجلب فيه بخيله ورجله على كتاب الله .. قاتل الله الكفر وأهله .
                              ولو صح كلامه لوجدت هذا الموضوع على الصفحات الأولى من المواقع الرافضية بدلا من كتبهم الهزلية التي ألفها المعاصرون منهم في رد هذه المصيبة عن دينهم كذبا وزورا !!

                              فانظروا إخواني كيف أفرط القوم في كذبهم وغيهم حتى تفوهوا بمثل هذا الكلام ، ولا أظن أحدا من محاورينا من الرافضة يجرؤ أن يسلك هذا المسلك في منتديات الحوار ، إذ لو فعل لأمطره أسود السنة بكلام علمائهم موثقا بالجزء والصفحة ، بل ولملئوا الصفحات بالوثائق المصورة الفاضحة لهم والكاشفة لكذبهم بحيث لن يجرؤ من بعدها على الكتابة في المنتديات أصلا .

                              5- ومن أساليبهم الإتيان بأقوال علمائهم الذين أنكروا التحريف إما من السابقين أو المتأخرين ، وقد سبق الكلام عن بعض المتأخرين ، وأما المتقدمين فهم أربعة ( الطوسي - الصدوق - المرتضى - الطبرسي صاحب مجمع البيان وليس النوري الطبرسي صاحب الاحتجاج وصاحب فصل الخطاب ! )
                              فهؤلاء الأربعة تجدهم في قائمة الأسماء التي يأتون بها للدفاع عن أنفسهم ونفي هذه المصيبة عن دينهم .. وهؤلاء اختلف فيهم الباحثون من أهل السنة : فمن قائل بأنهم إنما أنكروا ذلك تقية ، ومن قائل بأنهم لم يكونوا قائلين بالتحريف فعلا وأن دين الإمامية الإثني عشرية يتطور عبر الأزمان ، فما تبرأ منه المتقدم يعتبره المتأخر من ضروريات المذهب كما قال عالمهم المامقاني ، وقد ذهب إلى هذا الدكتور / ناصر القفاري حفظه الله في كتابه الماتع عن الإثني عشرية ، ولا أدري أي القولين أسوأ ؟؟
                              هذا بالنسبة لهؤلاء الأربعة ، وأما غيرهم فالعجب أنك تجد أحيانا لنفس العالم منهم قولين : واحد بالإثبات والآخر بالنفي ، وطبعا من الواضح في هذا الصنف أن القول بالنفي إنما صدر منهم تقية !!

                              .
                              .
                              .
                              .
                              .
                              .
                              وعلى هذا فلا نريد من الزملاء الشيعة هنا أن يأتونا بأقوال هؤلاء ، فنحن نعرفها ، وإنما نريد منكم الدفاع عن الذين صرحوا بذلك بوضوح ، لاسيما أن الذي لا يقول بالتحريف من علمائكم قد يتهم بعدم الاطلاع على الروايات !! [ الجهل يعني ] كما قال النوري الطبرسي عن ( شيخ طائفتكم ) الطوسي !!!!! وللنوري أيضا كلام سيء جدا في الصدوق لأنه أنكر القول بالتحريف !!! وليس هذا محل ذكره .

                              6- ومنهم من يجمع بين عدة أساليب إمعانا منه في التضليل والهروب ، وطبعا يوجد أساليب أخرى بحسب الظروف ، وتختلف من منتدى لآخر ، إلا أنها تكون سخيفة لا يجني صاحبه من وراءها إلا السخرية ..

                              هذه ردود أفعالكم وأساليبكم في منتديات الحوار بخصوص هذا الموضوع ، ولا أظن أنه يوجد غيرها ..

                              * وإنما أقول هذا الكلام لسببين :
                              1- حتى أبين لأخواني أساليب القوم في الرد على هذا الموضوع ، وبالتالي عليهم أن يأخذوا حذرهم ، وأن يطرحوا الموضوع بالأسلوب المناسب القاطع لضلالاتهم والكاشف لأكاذيبهم .
                              2- وحتى أجبر الرافضة على أن لا يسلكوا أيا من هذه المسالك ، فقد قطعناها عليهم جميعا ، والحمد لله رب العالمين .

                              وعليه فالرد من الجانب الرافضي ينبغي أن يكون كالآتي :
                              1- بالنسبة لكلام المفيد ... كذا
                              2- بالنسبة لكلام الجزائري .... كذا
                              وهكذا ..

                              ثم عليه بعد أن يشرح لنا كيف أنه لا يؤمن بالتحريف ومع ذلك يصح انتسابه للدين الإمامي الإثني عشري مع استحالة ذلك كما بينا سابقا ( وهذا مهم جدا لأنه قلب الموضوع )

                              و أما الرد بغير ذلك فعبث وتضييع للوقت ، وتشتيت للموضوع ، بل وتثبيت لفضيحة القوم بخصوص هذه المسألة .


                              كتبه اخينا جزاه الله عنا كل الخير .

                              يتبع


                              تعليق


                              • #75
                                بعد ان اثبتوا خوفهم من حوارنا واثبتوا عجزهم جائوا لكي يغرقوا موضوعي هذا وسبحان الله كما فعلوا في موضوعي العقيدة السنية العقلية في رد وكشف العقيدة الشيعية وهذا هو الرابط حيث عجزوا عن الدفاع عن عقيدتهم !!!
                                العقيدة السنية العقلية في رد العقيدة الشيعية :
                                http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=117499


                                حيث بعث كبار هذا المنتدى الصبيان لاغراق مواضيعي واتحدى كبرائهم هنا ان يحاورني بعقيدته وايمانه بالقران الكريم ولهذا اقول للصبيان االذين نجدهم دائما صغار في المنتديات لا يملكون اجابة وحتى كبرائهم هم خائفين فتراهم كاذبين حاملين واضعين للكذب والافتراء على ائمتنا رحمهم الله ويسموه ثابت كما رئينا في احدى حوراتنا معهم !!! ولهذا يخافوا حورنا خشية فضحهم وبيان حملهم لانهم مجرد ناقلين كاذبين فترى شخص يجلب كتب وينسخ ويلصق كتب والصبيان يصفقون له !! وعندما تدعوه للحوار يهرب كما تهرب النعامة !! ولهذا اختم موضوعي هذا الذي خاف منه الكبار قبل الصغار وهو موجود لايام فما تجرء شخص هنا لحواري لانهم يعرفون عقيدتهم !!

                                ولهذا بعد ردي الذي سيأتي ساكشف حقيقتهم واتركه لان الله قد نصر اسود السنة حياهم الله على من جهلهم غلبهم .

                                يتبع

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X