اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أول منزلة : إن هارون ( عليه السلام ) كان شريكا لموسى ( عليه السلام ) في أمره ، فكذلك علي ( عليه السلام ) شريك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمره على الإمامة والخلافة من بعده لم يستثن سوى النبوة فقط .
* المنزلة الثانية : إن هارون ( عليه السلام ) كان أخا لموسى ( عليه السلام ) فكذلك علي ( عليه السلام ) كان أخا لرسول الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله بين الفريقين ، ولم يستثن الرسول من حديثه إلا النبوة وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( 1 ) .
عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي ( عليه السلام ) لم تكن لغيره من الصحابة ، وتحدث المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) في باب فضائل علي من جزئه الثاني وغيره من حفاظ أهل السنة .
* المنزلة الثالثة : إن هارون ( عليه السلام ) كان وزيرا لموسى رسول الله ( عليه السلام ) فكذلك علي ( عليه السلام ) وزير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
* المنزلة الرابعة : إن هارون ( عليه السلام ) كان أفضل قوم موسى ( عليه السلام ) عند الله تعالى وعند
* هامش * ( 1 ) مسند أحمد بن حنبل : ج 1 - ص 330 ( * )
* المنزلة الخامسة : إن هارون كان واجب الطاعة على يوشع بن نون وصي موسى ( عليه السلام ) وغيره من أمته . فكذلك علي ( عليه السلام ) واجب الطاعة على الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان ( رض ) وغيرهم من أمة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
* المنزلة السادسة : إن هارون كان أعلم قوم موسى ( عليه السلام ) فكذلك علي أعلم أمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد صرح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك فقال : " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب " وهذا ما أخرجه المتقي الهندي ( 1 ) .
* المنزلة السابعة : إن هارون ( عليه والسلام ) كان هو القائم مقام موسى ( عليه السلام ) في غيبته مطلقا ، فكذلك علي هو الذي يقوم مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غيبته مطلقا ، وقد جاء التنصيص عليه جليا ، واضحا لا يرتاب فيه اثنان من أهل الإيمان بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( 2 ) .
* المنزلة الثامنة : إن الله تعالى قد شد أزر نبيه موسى ( عليه السلام ) بأخيه هارون ( عليه السلام ) فكذلك شد أزر نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأخيه علي ( عليه السلام ) .
* المنزلة التاسعة : إن هارون ( عليه السلام ) كان ثاني موسى ( عليه السلام ) في قومه ، فكذلك علي ( عليه السلام ) ثاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أخوته .
* المنزلة الحادية عشرة : إن هارون ( عليه السلام ) كان معصوما من الخطأ والنسيان ، والزلل والعصيان فكذلك علي ( عليه السلام ) يكون معصوما من الخطأ والنسيان والزلل والعصيان .
* المنزلة الثانية عشرة : تصوير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا وهارون كالفرقدين في السماء والعينين في الوجه لا يمتاز أحدهما عن الآخر بشئ في أمته .
* المنزلة الثالثة عشرة : أبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أن تكون أسماء بني علي ( عليه السلام ) إلا كأسماء بني هارون شبر وشبير ومشبر ، فأراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون .
* المنزلة الرابعة عشرة : علكم تعلمون ما حدث لهارون مع بني إسرائيل بعد ذهاب موسى ( عليه السلام ) لميقات ربه وتلقيه التوراة . فقد حدث ما يشبهه لعلي ( عليه السلام ) بعد فقد النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سواء بصدهم عنه محاولة قتله : ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) .
إذاً فحديث المنزلة نص صريح على تعيين الخليفة وهل كان ( هارون ) غير خليفة موسى . . . إذن فما هو وجه الشبه بين محمد وعلي . . . في الحديث المذكور فأقول للذين يعتبرون هذا الحديث مجرد وجهة نظر ! ! إن تقديم المفضول على
الفاضل . . . بدعة . . تخالف الشرع . . والعقل معا فالأول . . لقوله تعالى ( هل يستوي الذي يعلمون والذين لا
وأما في العقل . . . فإن في الجاهل نقص . . . وعماية . . . فلا يصح إذن تقديم الأعمى على البصير ولا الناقص على الكامل . . . لأن ذلك يؤدي إلى اضطراب الأمور ! !
قال ابن أبي الحديد المعتزلي ما مضمونه : الحمد لله الذي قدم المفضول على الأفضل لحكمة اقتضاها التشريع ! ! فالفضل في الإسلام - لا يتعلق بالسن . . . بعد قوله تعالى . . . في حق نبي صبي ( وآتيناه الحكم صبيا ) في قصة يحيى . . .
ومثل هذا . . . في قصة عيسى فصغر أسامة . . . وكبر . . . من انضم إلى لوائه . . . لا يدل على تقديم يحيى المفضول على الأفضل . . . لأنا لا نسلم بتفضيل أبي بكر . . . ونظرائه على أسامة فهذا يعني الرد على النبي . . . ونقض لسيرته
ومنهجيته ! ! بل نعتبر الخليفة الأول خالف أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث امتنع ولم يلتحق به ! ! ! وأختم قولي بدعاء للنبي : " اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * وأحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري وأشركه في أمري ) ( 1 ) .
ومثله ما أخرجه البزار من أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد علي فقال : * " إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك " ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع ثم قال سمعا وطاعة ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك . ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أنا سددت أبوابكم ، وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح بابه ، وسد أبوابكم " ( 2 ) .
أول منزلة : إن هارون ( عليه السلام ) كان شريكا لموسى ( عليه السلام ) في أمره ، فكذلك علي ( عليه السلام ) شريك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمره على الإمامة والخلافة من بعده لم يستثن سوى النبوة فقط .
* المنزلة الثانية : إن هارون ( عليه السلام ) كان أخا لموسى ( عليه السلام ) فكذلك علي ( عليه السلام ) كان أخا لرسول الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله بين الفريقين ، ولم يستثن الرسول من حديثه إلا النبوة وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( 1 ) .
عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي ( عليه السلام ) لم تكن لغيره من الصحابة ، وتحدث المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) في باب فضائل علي من جزئه الثاني وغيره من حفاظ أهل السنة .
* المنزلة الثالثة : إن هارون ( عليه السلام ) كان وزيرا لموسى رسول الله ( عليه السلام ) فكذلك علي ( عليه السلام ) وزير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
* المنزلة الرابعة : إن هارون ( عليه السلام ) كان أفضل قوم موسى ( عليه السلام ) عند الله تعالى وعند
* هامش * ( 1 ) مسند أحمد بن حنبل : ج 1 - ص 330 ( * )
ص 84
نبيه موسى ( عليه السلام ) فكذلك علي ( عليه السلام ) أفضل أمة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند الله تعالى وعند رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . * المنزلة الخامسة : إن هارون كان واجب الطاعة على يوشع بن نون وصي موسى ( عليه السلام ) وغيره من أمته . فكذلك علي ( عليه السلام ) واجب الطاعة على الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان ( رض ) وغيرهم من أمة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
* المنزلة السادسة : إن هارون كان أعلم قوم موسى ( عليه السلام ) فكذلك علي أعلم أمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد صرح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك فقال : " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب " وهذا ما أخرجه المتقي الهندي ( 1 ) .
* المنزلة السابعة : إن هارون ( عليه والسلام ) كان هو القائم مقام موسى ( عليه السلام ) في غيبته مطلقا ، فكذلك علي هو الذي يقوم مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غيبته مطلقا ، وقد جاء التنصيص عليه جليا ، واضحا لا يرتاب فيه اثنان من أهل الإيمان بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( 2 ) .
* المنزلة الثامنة : إن الله تعالى قد شد أزر نبيه موسى ( عليه السلام ) بأخيه هارون ( عليه السلام ) فكذلك شد أزر نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأخيه علي ( عليه السلام ) .
* المنزلة التاسعة : إن هارون ( عليه السلام ) كان ثاني موسى ( عليه السلام ) في قومه ، فكذلك علي ( عليه السلام ) ثاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أخوته .
* هامش *
( 1 ) المتقي الهندي منتخب كنز العمال ، هامش ج 5 عن مسند أحمد بن حنبل ص 31 .
( 2 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج 1 ص 330 آخر الصفحة . ( * )
( 2 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج 1 ص 330 آخر الصفحة . ( * )
ص 85
* المنزلة العاشرة : إن هارون ( عليه السلام ) كان أحب الناس إلى الله تعالى وإلى كليمه موسى ( عليه السلام ) . فكذلك علي ( عليه السلام ) أحب الناس إلى الله تعالى وإلى رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . * المنزلة الحادية عشرة : إن هارون ( عليه السلام ) كان معصوما من الخطأ والنسيان ، والزلل والعصيان فكذلك علي ( عليه السلام ) يكون معصوما من الخطأ والنسيان والزلل والعصيان .
* المنزلة الثانية عشرة : تصوير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا وهارون كالفرقدين في السماء والعينين في الوجه لا يمتاز أحدهما عن الآخر بشئ في أمته .
* المنزلة الثالثة عشرة : أبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أن تكون أسماء بني علي ( عليه السلام ) إلا كأسماء بني هارون شبر وشبير ومشبر ، فأراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون .
* المنزلة الرابعة عشرة : علكم تعلمون ما حدث لهارون مع بني إسرائيل بعد ذهاب موسى ( عليه السلام ) لميقات ربه وتلقيه التوراة . فقد حدث ما يشبهه لعلي ( عليه السلام ) بعد فقد النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سواء بصدهم عنه محاولة قتله : ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) .
إذاً فحديث المنزلة نص صريح على تعيين الخليفة وهل كان ( هارون ) غير خليفة موسى . . . إذن فما هو وجه الشبه بين محمد وعلي . . . في الحديث المذكور فأقول للذين يعتبرون هذا الحديث مجرد وجهة نظر ! ! إن تقديم المفضول على
الفاضل . . . بدعة . . تخالف الشرع . . والعقل معا فالأول . . لقوله تعالى ( هل يستوي الذي يعلمون والذين لا
ص 86
يعلمون ) ، وقوله تعالى ( لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) وغير هذا فلا يصح إذن . . . تقديم غير الأعلم . . . على الأعلم . . . ولم نجد في كتب السنة وصحاحهم المعتبرة ما يدل على أعلمية . . . أبي بكر . . . أو عمر . . . أو عثمان أو غيرهم من الصحابة الحقيقيين على علي . . . ومن ادعى ذلك . . . لشخص ما . . . فليأت ببرهانه المقبول ! ! وأما في العقل . . . فإن في الجاهل نقص . . . وعماية . . . فلا يصح إذن تقديم الأعمى على البصير ولا الناقص على الكامل . . . لأن ذلك يؤدي إلى اضطراب الأمور ! !
قال ابن أبي الحديد المعتزلي ما مضمونه : الحمد لله الذي قدم المفضول على الأفضل لحكمة اقتضاها التشريع ! ! فالفضل في الإسلام - لا يتعلق بالسن . . . بعد قوله تعالى . . . في حق نبي صبي ( وآتيناه الحكم صبيا ) في قصة يحيى . . .
ومثل هذا . . . في قصة عيسى فصغر أسامة . . . وكبر . . . من انضم إلى لوائه . . . لا يدل على تقديم يحيى المفضول على الأفضل . . . لأنا لا نسلم بتفضيل أبي بكر . . . ونظرائه على أسامة فهذا يعني الرد على النبي . . . ونقض لسيرته
ومنهجيته ! ! بل نعتبر الخليفة الأول خالف أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث امتنع ولم يلتحق به ! ! ! وأختم قولي بدعاء للنبي : " اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * وأحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري وأشركه في أمري ) ( 1 ) .
* هامش *
( 1 ) سورة طه : الآية 25 - 32 .
* ومثل هذا الدعاء أخرجه أيضا البزار من أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد علي فقال : " إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك " ومصادر الدعاء في ص 94 من الكتاب . ( * )
ص 87
فأوحيت إليه : ( سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) . اللهم وإني عبدك ورسولك محمد ، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي . . . الحديث ( 1 ) . ومثله ما أخرجه البزار من أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد علي فقال : * " إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك " ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع ثم قال سمعا وطاعة ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك . ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أنا سددت أبوابكم ، وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح بابه ، وسد أبوابكم " ( 2 ) .
* هامش *
( 1 ) أخرجه الإمام : أبو إسحاق الثعلبي عن أبي ذر الغفاري في تفسير قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " في سورة المائدة من تفسيره الكبير .
( 2 ) هذا الحديث 6156 / من أحاديث الكنز ج 6 ص 48 . مجمع الزوائد : ج 9 ص 14 منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 55 . الحاوي للفتاوى ج 2 ص 57 - 58 . إحقاق الحق : ج 5 ص 557 . الغدير : ج 3 ص 208 . ( * )
تعليق