إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإهتمام الإلهي العظيم بقضية الحسين عليه السلام وانتقام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإهتمام الإلهي العظيم بقضية الحسين عليه السلام وانتقام

    الإهتمام الإلهي العظيم بقضية الحسين عليه السلام وانتقام

    الله عزوجل له وإخبار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن

    قتله وبكاؤه لمقتله
    تواترت الروايات من طرق أهل السنة ، بإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن مقتل الحسين عليه السلام ، وبكائه عدة مرات لمقتله ، ورؤيته لتربته .



    فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده ( عن عبدالله بن نجى عن أبيه ، أنه سار مع علي رضي الله عنه – وكان صاحب مطهرته - ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين ، فنادى علي : اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات ، قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان ، قلت : يانبي الله أغضبك أحد ، ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبريل عليه السلام ، قيل : فحدثني أن الحسين يُقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ قلت : نعم ، قال : فمد يده ، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ) ( 1 ) .



    __________________________

    ( 1 ) أحمد بن حنبل : المسند – ج 1 ص 137 .



    ( 17 )

    قال الهيثمي : ( رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ، ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجى بهذا ) ( 1 ) .



    وعن أم المؤمنين عائشة ( أن الحسين بن علي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ألا أعجبك ، لقد دخل عليّ ملك آنفا ما دخل عليّ قط ، فقال : إن ابني هذا مقتول ، وقال : إن شئت أريتك تربة يُقتل فيها ، فتناول الملك بيده ، فأرني تربة حمراء ) ( 2 ) .



    وروى الطبراني عن عبدالله بن عباس قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي يارسول الله ما هذا ؟ فقال : دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فوجد قد قتل يومئذ ) ( 3 ) .



    قال الهيثمي معلقا عليه : ( رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح ) ( 4 ) .



    وعن أم سلمة قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا



    __________________________

    ( 1 ) الهيثمي : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - ج 9 ص 190 .

    ( 2 ) الطبراني : المعجم الكبير – ج 3 ص 107 .

    ( 3 ) نفس المصدر : ج 3 ص 110 .

    ( 4 ) الهيثمي : كجكع الزوائد ومنبع الفوائد – ج 9 ص 192 .



    ( 18 )

    ذات يوم في بيتي ، فقال : لا يدخل عليّ أحد ، فانتظرت ، فدخل الحسين رضي الله عنه ، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت حين دخل ، فقال : إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت ، فقال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل عليه السلام من تربتها ، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم .. ) ( 1 ) .



    وعلق عليه الهيثمي قائلا : ( رواه الطبراني بأسانيد ، ورجال أحدها ثقات ) ( 2 ) .



    وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة تعتبر قتل الحسين عليه السلام جريمة أعظم من قتل النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وتوضح هذه الأحاديث أن هناك اهتماما بالغا من قبل الله عزوجل بهذه الجريمة ، وأن الله تعالى سينتقم لمقتل الحسين عليه السلام .



    روى الحاكم في مستدركه – بعدة طرق – عن عبدالله بن عباس قال : ( أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم : إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا ، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين



    __________________________

    ( 1 ) الطبراني : المعجم الكبير – ج 3 ص 109 .

    ( 2 ) الهيثمي : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد – ج 9 ص 192 .



    ( 19 )

    ألفا ) ( 1 ) . قال الحاكم النيسابوري : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ( 2 ) ، وأقر الذهبي بصحته في التلخيص وقــــال : ( على شرط مسلم ) ( 3 ) .



    أقول : هذه نماذج لبعض الأحاديث المعتبرة والمروية في مصادر هل السنة ، كلها تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر بمقتل الحسين عليه السلام ، وبكى لمقتله ، كما تدل دلالة واضحة على الاعتناء الإلهي بهذه الجريمة ، وانتقام الله تبارك وتعالى لها .



    كما أن مما أطبق عليه المؤرخون هو أن الحسين عليه السلام كان يعلم بأنه سوف يقتل ، فقد روى ابن الأثير أن الحسين عليه السلام كان يقول : ( والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي .. ) ( 4 ) .



    وعن عمرة بنت عبدالرحمن قالت : ( أشهد لسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يُقتل الحسين بأرض بابل " ، فلما قرأ – أي الحسين عليه السلام – كتابها قال : فلا بد لي إذا من مصرعي ، ومضى ) ( 5 ) .



    __________________________

    ( 1 ) الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين – ج 3 ص 196 .

    ( 2 ) نفس المصدر : ج 3 ص 196 .

    ( 3 ) نفس المصدر : ج 3 ص 195 .

    ( 4 ) ابن الأثير : الكامل في التاريخ – ج 3 ص 401 . ابن كثير : البداية والنهاية – ج 8 ص 135 . وأيضا الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 300 .

    ( 5 ) ابن كثير : البداية والنهاية – ج 8 ص 135 .



    ( 20 )

    وروى ابن كثير قول الحسين عليه السلام للفرزدق : ( لو لم أعجل لأخذت ) ( 1 ) ، وقوله عليه السلام أيضا : ( والله لتعتدن عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت ) ( 2 ) .



    وجاء في تاريخ ابن الأثير أن الحسين عليه السلام قال : ( لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا بي حاجتهم ، والله ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في السبت ) ( 3 ) ، وقال عليه السلام : ( ولا أراهم إلا قاتلي ) ( 4 ) .



    وملخص ماتقدم من الروايات :

    ( 1 ) أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن قتل الحسين عليه السلام وبكى لمقتله مرات عديدة .

    ( 2 ) أن هناك اهتمامًا إلهيًا كبيرًا بجريمة قتل الحسين عليه السلام .

    ( 3 ) أن هذه الجريمة أعظم عند الله من جريمة قتل النبي يحيى عليه السلام .

    ( 4 ) أن الله عز وجل أخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سينتقم لجريمة قتل الحسين عليه السلام .

    ( 5 ) أن الحسين عليه السلام كان يعلم – عن طريق جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – بأنه سيقتل .



    __________________________

    ( 1 ) نفس المصدر : ج 8 ص 134 . وانظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 296 .

    ( 2 ) نفس المصدر : ج 8 ص 135 .

    ( 3 ) ابن الأثير : الكامل في التاريخ – ج 3 ص 400 . وانظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 296 .

    ( 4 ) ابن كثير : البداية والنهاية – ج 8 ص 135 .



    ( 21 )

    ( 22 )



    العلل والأسباب التي دفعت الحسين عليه السلام للنهوض

    بالثورة والنتائج المترتبة على هذا النهوض والأبعاد

    التاريخية له وأهم أهدافه



    تعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام أكثر الأحداث التاريخية جذورا وأصولا ، وأعمقها عللا وأسبابا ، وأثراها ثمارا ونتائج ، فهي نهضة بطولية فدائية أبدية خالدة ، انتصر فيها الإسلام على الكفر .



    لقد خرج الإمام الحسين عليه السلام وقام بثورة لم يخمد ضياؤها حتى الآن ، سطر فيها أروع صور الشجاعة والبطولة والفداء والطاعة والصبر والتضحية ، حفظا للنواميس الإلهية والدين المقدس ، فقد قارع الظلم والجور ، وبذل نفسه وماله وآله في سبيل إرساء دعائم الإسلام المحمدي الأصيل ، حتى لقى الله تعالى وهو مضرج بدمه الشريف .



    ومن الأمور الثابتة بالوجدان والمشاهدة بالعيان ، أن فاجعة كربلاء ملأت قلب الإنسانية قيحا ، وفجرت عيونها دمًا ، لما وقع فيها من زوايا ومصائب لم تر عين الدهر ولم تسمع واعية الأزمان بواقعة مثلها أبدا .



    فلقد قام ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثورة اختار فيها المنية على الدنية ، والميتة في العزة على الحياة في الذلة ، ومصارع الكرام على طاعة اللئام ، فأظهر من إباء الضيم وعزة النفس في نيل رضا الله عز



    ( 23 )

    وجل ، وانقاذ الأمة من مخالب الظالمين والمستكبرين .



    ولقد كانت حركة الحسين عليه السلام حركة إصلاحية في المجتمع ، وذلك بعدما تلاطمت الأمواج العاتية ، واختلط الحق بالباطل ، وانقلب الناس على ذواتهم ، وشاعت البدع ، فدخل ما ليس من الدين فيه .



    ولهذا تصدى عليه السلام لإصلاح المجتمع الفاسد ، فقال كلمته التاريخية الشهيرة : ( إني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ، ولا مفسدا ، ولا ظلما ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد .. أريد أن آمر بالمعروف ، وأنهي عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي ) .



    وقبل أن يغادر مكة ، خطب في الناس قائلا : ( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عنه يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، ويوفينا أجور الصابرين .. فمن كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحا إن شاء الله ) .



    والذي يتمعن في هذه الخطبة الشريفة ، تتجلى له قداسة هذا الرجل العظيم وقداسة ثورته المباركة ، فالحسين عليه السلام يبين بوعيه وإرادته أنه مقبل على الشهادة وعلى تضحية مأساوية دامية ، حيث بدأ الموت وأن مستقبل حركته ومصيرها هو القتل الفظيع ، ثم أخبر عن شرعية ثورته



    ( 24 )

    وأن الله راض عنها ، ثم دعا الناس إلى نصرته – إن كانوا يرجون طاعة الله ولقاءه - ، ولم يكن يفكر عليه السلام مطلقا في تحرك عسكري للإطاحة ببني أمية ,غسقاط حكمهم عسكريا ، إنما نهض بهذه الثورة لعدة أسباب وعوامل ومن أجل تحقيق غايات سامية وأهداف نبيلة ، منها :

    1 – تحرير إرادة الأمة ، وهز ضميرها ، وبث روح الحركة والتضحية والإقدام فيها .

    2 – سلب الشرعية من النظام ، وعدم مبايعة فرعون زمانه يزيد بن معاوية – كما طلب منه - .

    3 – فضح بني أمية ، وكشف قيادتهم الجاهلية ، وأنها ملك عضوض .

    4 – إعطاء الأمثولة للدين ، وأنه يستحق كل التضحية والصبر وتحمل الآلآم والجراح والقتل .

    5 – إصلاح الوضع الفاسد للأمة .

    6 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    7 – السير على منهج رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين علي عليه السلام .



    ولهذا صار عليه السلام يطل علينا بشعاراته الثورية .

    ففي الحرية نجده يقول : ( الموت أولى من ركوب العار ، والعار أولى من دخول النار ) ، ويقول : ( كونوا أحرارا في دنياكم ) .

    وفي العزة نراه يصيح : ( هيهات منا الذلة ) ، ويقول : ( والله لا



    ( 25 )

    أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر لكم إقرار العبيد ) .

    وفي مناجاته مع الله جل شأنه يقول : ( صبرا على قضائك يارب ) .

    وفي تعبيره عن عقيدته وإيمانه المطلق يقول : ( هوّن عليّ مانزل بي أنه بعين الله )

  • #2
    يتبع

    أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر لكم إقرار العبيد ) .

    وفي مناجاته مع الله جل شأنه يقول : ( صبرا على قضائك يارب ) .

    وفي تعبيره عن عقيدته وإيمانه المطلق يقول : ( هوّن عليّ مانزل بي أنه بعين الله ) .

    وفي طلب الناصر ينادي : ( أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله ) .

    وفي شوقه للقاء الله يخطب في الناس قائلا : ( ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما ) ، ويقول : ( أما والله لا أجيبهم إلى شيئ مما يريدون حتى ألقى الله تعالى وأنا مخضب بدمي ) .

    وفي تعليله لخروجه يخاطب الناس قائلا : ( ألا ترون أن الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ) .

    وفي يقينه بتكليفه الشرعي وبيانه لسبب اصطحابه للنساء والأطفال نجده يقول : ( شاء الله أن يراني قتيلا ، وشاء الله أن يراهن سبايا ) .

    وفي عيشه لهموم الإسلام وغيرته عليه نراه يقول : ( وعلى الإسلام السلام إذا قد بليت الأمة براع مثل يزيد ) .



    كان عليه السلام يجسد أسمى معاني الصبر ، وكان يلقي الحجة على أعدائه ويتمها – حتى آخر لحظة - ، ويطلب الناصر والمغيث من الأجيال الآتية بعده ، وكان يبكي على أعدائه لأنهم عصوا الله باجتماعهم



    ( 26 )

    ضد إمامهم فدخلوا النار – وهذا بكاء الأبوة - ، أما تصوره عن شهادته فهو الفرح والاستبشار والفوز بلقاء الله عزوجل .



    وقد ظن الأمويون أنهم قضوا على وجود الحسين عليه السلام وتأثيره ، لكنهم تفاجئوا بأنه عليه السلام أصبح ينافسهم وهو شهيد أكثر من منافسته لهم وهو حي .



    بل إن علامات الإنكسار والهزيمة بدت في معسكر أعداء الحسين عليه السلام حتى في يوم المعركة ، حيث قاموا بالتشويش على خطبه عليه السلام ، واستخدموا أسلوب الرمي بالسهام والنبال والرماح من بعيد ، ولم يتبعوا طريقة المواجهة الفردية في القتال .



    أما الحسين عليه السلام وأهله وأصحابه ، فكانت علامات الانتصار واضحة فيهم ، وذلك من خلال الشجاعة البدنية الفائقة ، والإيمان والشوق المتزايد للقاء الله ، والصبر والتحمل ، والرضا والتسليم لأمر الله ، وطمأنينة النفس وعدم الغضب الشخصي ، والقلب القوي والروح الحماسية العالية .



    ولهذا جاء أئمة أهل البيت عليهم السلام ليؤكدوا على ضرورة إحياء مأساة كربلاء ، وعدم نسيانها ، ودوام البكاء على مصيبة الحسين عليه السلام ، لتنسجم روحنا مع روحه ، فنتبع نهجه وسيرته ، وليعرف بنو البشر أن أهل البيت بيت النبوة وقادة الإسلام وزعماء المؤمنين هم أول من يقدم التضحيات فداء للدين ، ولكي تخلد المدرسة التي أسسها سيد الشهداء



    ( 27 )

    عليه السلام إلى الأبد ، فتنعكس علينا بعض الظلال من روحه وشعاراته .



    فالحسين عليه السلام لم ينهض لهدف شخصي أو دنيوي ، بل من أجل كل الأمة ، ومن أجل الحق والحقيقة ، والمساواة والعدالة ، ونهضته العظيمة استندت إلى بصيرة ثاقبة ، ورؤية بعيدة ، ونظر حاد ، حيث كان يقرأ المستقبل ، كما أن ثورته تعد نورًا في الظلام الدامس ، ونداء وسط السكوت ، حيث ظهر فجأة ليكسر الصمت ، فصار عليه السلام أظهر وأبرز من ادّعى وعمل ، وقال وفعل ، ولهذا كانت ثورته مقدسة .



    إن نهضة الإمام الحسين عليه السلام نهضة عالمية ، أرادت ترسيخ مباديء الإسلام وقواعده وأصوله في ربوع المعمورة ، فينبغي على المسلمين كافة أن يقتدوا بهذا الإمام العظيم ، ويهتدوا بهداه ، ويسلكوا سبيله ، سبيل الأحرار والثوار .



    وحقيق بأن تقام له ذكرى في كل عام ، بل في كل يوم ، لتعلم الدنيا كلها هو الحسين بن علي عليهما السلام ، ذلك الرجل الذي قدّم نفسه وأبناءه ، وإخوته ، وأبناء أخيه ، وأبناء عمّه ، حتى ولده الرضيع ، قدمهم جميعا للإستشهاد في طريق الله ، وقدم أمواله للسلب والنهب ، وقدم نساءه للسبي ، كل ذلك ليفدي دين جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .



    هذه شذرات من الأبعاد التاريخية والأهداف السامية لواقعة عاشوراء ، والأسباب والعوامل التي دفعت الإمام الحسين عليه السلام للقيام بالثورة ، والنتائج المترتبة على ذلك .



    ( 28 )

    ولنشرع الآن بالرد على شبهات وادعاءات الشيخ عثمان الخميس في كتابه " حقبة من التاريخ " حول واقعة الطف .







    ●●●

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X