فن السيادة
إن الشعب الذي يعرف فن السيادة، حاله حال الفرد الذي يعرف فن السيادة، فكلما الفرد العارف يسود الناس، كذلك الشعب العارف يسود الشعوب، ولمعرفة هذا الفن يحتاج الإنسان، إلى طول مطالعة التاريخ لرؤية مواضع العبرة فيها، كما يحتاج إلى مراقبة أحوال الامم التي تسود، والتي لا تسود، ليعرف الفرق بينهما، فيأخذ بمقومات الأولى، ويترك أسباب ضعة الـــثانية، فقد قيل للقمان(عليه السلام) : (ممن تعلمت الادب؟ قال: ممن لا أدب له، حيث تركت كل ما عمله من الامور القبيحة).
وفي المثل: (تعرف الأشياء بأضدادها..وتعرف الأشياء بأمثالها).
وكما يلزم على من يريد السيادة، معرفة فن السيادة، كذلك يلزم على من يريده السيادة، أن يدفع (ضريبة السيادة) وضريبة السيادة تبدأ بالهمز واللمز والسباب من الناس للسيد وتنتهي إلى السيف وتحمل مسؤولية بذل المال والدم، قال الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الاذىحتى يراق على جوانبه الدم
وإن كانت الأبدان للموت أنشأتفقتل امرء بالسيف في الله أفضل
تعليق