أنّ صحيح البخاري يأتي بعد كتاب الله عزّ وجل من حيث المرتبة ، وأنه لا يجـوز الطـعن في صاحب الصحيح ، وأنّ كل ما في الصحيح ، صحيح ! وهذا من مسلّمات الأمور ، التي لا تُقبل المناقشة فيها .
وقد قالوا في البخاري من حيث حفظه - الذي هو محور بحثنا - :
1 - كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سرداً!
2 – كان ينظر في الكتاب مرّة واحدة ، فيحفظ ما فيه من نظرة واحدة !
3 - أنّه حفظ الحديث في صغره وهو ابن عشر سنين .
4 - كان حسن المعرفة ، حسن الحفظ .
وقال البخاري عن نفسه :
5 - أُلهمت حفظ الحديث ... لما طَعنتُ في ست عشرة سنة ، حفظت كُتب ابن المبارك وَوَكيع !
وقد قيل للبخاري :
6 - تحفظ جميع ما أدخلت في المصنّف ؟
فقال : لا يخفى علي جميع ما فيه .
وقال البخاري يوماً :
7 - رُبَّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورُبّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر .
وذلك من شدّة ذكائه وسعة حفظه ! ونحن نعلم بأن المسافة بين البصرة والشام مسافة كبيرة ،تمتدّ لأيام وليالي إلى أن يصل المسافر إلى تلك البلدة ، ولكنه لم يكن ينسى ما سمعه من حديث بالبصرة ، فيقوم بكتابته بالشام ! كما ادّعى ذلك ، أي أنه كان كثير الحفظ وأنه كان حافظاً ولا
ينسى ما كان يسمعه .
8 - وقد أقرّ له الناس بالحفظ .
ويقول البخاري عن نفسه أيضاً :
9 - أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، وأحفـظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
اذن لنرئ ذلك .............................
قال البخاري : الحميدي إمام في الحديث .
وقال الحاكم : كان البخاري إذا وجد الحديث عنه، لا يحوجه إلى غيره من الثقة به – ويعني بذلك أن البخاري إذا حدّثه الحميدي بحديث ، لا يراجع .. ولا يسأل غيره عن صحة الحديث أو سقمه ، وذلك من الثقة التامـة بالحميدي - .
قال ابن حجـر : جَـزَمَ كل من ترجم البخـاري بأن الحميدي من شيوخه في الفقه والحديث (1
(1) المسند للحميدي ، ج 1 ، ص 6 ، المقدمة ، طبع بيروت .
سوف نذكر بعض الأحاديث التي رواها البخاري في صحيحه ، عن شيخه الحميدي ، و سنقارنها مع ما ذكره الحميدي في مسنده
ولنرى هل أن البخاري روى الحديث عن شيخه الحميدي كما سمعه منه ؟ !
وهل أن البخـاري كان مُتقنـاً في حفظه ! وكتابته للحديث كما [ادّعى] أهل العامة له ذلك
الحديث الاول: إنما الأعمال بالنيات ..
قال الحميدي :
حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول : سمعت عمـر بن الخطاب على المنـبر يُخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل امرئ ما نوى ، ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) (1) ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه (2) .
(1) ما بين القوسين لم يذكره البخاري في صحيحه .
(2) المسند للحميدي المتوفى سنة 219 هـ ، ج 1 ، ص 16- 17 ، حديث رقم 28 ، أحاديث عمر بن الخطاب الطبعة الأولى 1409 هـ بيروت .
وقال البخاري :
حدثنا الحميدي عبدالله بن الزبير قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أخبرني محمد بن ابراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب ... قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه (1) .
أقول
إِنّ هذا الحديث افتتح به البخاري كتـابه الصحيح ، وقد رواه بالإسناد كما في المسند للحميدي ، غير أنه لم يذكر (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) .
فطالما أن البخاري يقول : حدثنا الحميدي ! فلا عذر لـه بإسقاط تلك الجملة برمّتها ، وذلك لأنه أخذ الحديث من الحميدي مباشرة ، وبما أن هذه الجملة موجودة في رواية شيخ البخاري – أي الحميدي – إذن .. فالإسقاط كان من البخاري .. أي انه نسي هذه الجملة !!
فكيف يقول البخاري ويجزم أهل العامة بأنه كان حافظاً ؟!
ويقول : رُبّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام و رُبّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر !!
(1) صحيح البخاري لمحمد بن اسماعيل البخاري المتوفى سنة 256 هـ ، كتاب كيف كان بدء الوحي ، باب بدء الوحي ، طبعة دار الجيل ، الشركة المتحدة ، الكويت .الحديث الحديث الثاني : سترون ربكم ...
قال الحميدي :
حدثنا سفيان قال حدثنا اسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيساً يقول سمعت جرير بن عبدالله يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أربع عشرة من الشهر فقال :هل ترون هذا القمر ؟ فإنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامّون في رؤيته ، فمن استطاع منكم أن لا يُغلب على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فليفعل (1) .
وقال البخاري :
حدثنا الحميدي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا اسماعيل عن قيس عن جرير قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى القمر ليلة – يعني البدر – فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامّون في رؤيته ، فإن استطعـتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ : { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبـل الغروب } سورة ق آية 39 ، قال اسماعيل : افعلـوا لا تفوتَنّكم (2) .
أقول : أولاً : قال الحميدي :… كنا عند رسول الله .
(1) ج 2 ، ص350 ، حديث رقم 799 ، أحادث جرير بن عبدالله البجلي .
(2)كتاب مواقيت الصلاة ، باب فضل صلاة العصر .
وقال البخاري : كنا عند النبي !
اعلم أخي الكريم : أن كلمة الرسول لا يجوز عكسه إلى ( نبي ) لأن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول .
ثانياً : لقد قرأت ما ذكره البخاري فإنه روى هذا الحديث أيضاً بالمضمون ! وليس بالنص كما سمعه من شيخه الحميدي ، ونلاحظ أنه قد زاد على رواية شيخه كلمات تختلف عمّا في مسند ( شيخه ) ! هذا بالإضافة إلى أنه ذكر آية كريمة في آخر الرواية ! في حين أننا لا نجد هذه الآية في رواية شيخه ! وكأن البخاري يقلّب الرواية يميناً وشمالاً ، ويزيد عليها ما يشاء وكيفما يشاء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد قالوا في البخاري من حيث حفظه - الذي هو محور بحثنا - :
1 - كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سرداً!
2 – كان ينظر في الكتاب مرّة واحدة ، فيحفظ ما فيه من نظرة واحدة !
3 - أنّه حفظ الحديث في صغره وهو ابن عشر سنين .
4 - كان حسن المعرفة ، حسن الحفظ .
وقال البخاري عن نفسه :
5 - أُلهمت حفظ الحديث ... لما طَعنتُ في ست عشرة سنة ، حفظت كُتب ابن المبارك وَوَكيع !
وقد قيل للبخاري :
6 - تحفظ جميع ما أدخلت في المصنّف ؟
فقال : لا يخفى علي جميع ما فيه .
وقال البخاري يوماً :
7 - رُبَّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورُبّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر .
وذلك من شدّة ذكائه وسعة حفظه ! ونحن نعلم بأن المسافة بين البصرة والشام مسافة كبيرة ،تمتدّ لأيام وليالي إلى أن يصل المسافر إلى تلك البلدة ، ولكنه لم يكن ينسى ما سمعه من حديث بالبصرة ، فيقوم بكتابته بالشام ! كما ادّعى ذلك ، أي أنه كان كثير الحفظ وأنه كان حافظاً ولا
ينسى ما كان يسمعه .
8 - وقد أقرّ له الناس بالحفظ .
ويقول البخاري عن نفسه أيضاً :
9 - أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، وأحفـظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
اذن لنرئ ذلك .............................
قال البخاري : الحميدي إمام في الحديث .
وقال الحاكم : كان البخاري إذا وجد الحديث عنه، لا يحوجه إلى غيره من الثقة به – ويعني بذلك أن البخاري إذا حدّثه الحميدي بحديث ، لا يراجع .. ولا يسأل غيره عن صحة الحديث أو سقمه ، وذلك من الثقة التامـة بالحميدي - .
قال ابن حجـر : جَـزَمَ كل من ترجم البخـاري بأن الحميدي من شيوخه في الفقه والحديث (1
(1) المسند للحميدي ، ج 1 ، ص 6 ، المقدمة ، طبع بيروت .
سوف نذكر بعض الأحاديث التي رواها البخاري في صحيحه ، عن شيخه الحميدي ، و سنقارنها مع ما ذكره الحميدي في مسنده
ولنرى هل أن البخاري روى الحديث عن شيخه الحميدي كما سمعه منه ؟ !
وهل أن البخـاري كان مُتقنـاً في حفظه ! وكتابته للحديث كما [ادّعى] أهل العامة له ذلك
الحديث الاول: إنما الأعمال بالنيات ..
قال الحميدي :
حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول : سمعت عمـر بن الخطاب على المنـبر يُخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل امرئ ما نوى ، ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) (1) ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه (2) .
(1) ما بين القوسين لم يذكره البخاري في صحيحه .
(2) المسند للحميدي المتوفى سنة 219 هـ ، ج 1 ، ص 16- 17 ، حديث رقم 28 ، أحاديث عمر بن الخطاب الطبعة الأولى 1409 هـ بيروت .
وقال البخاري :
حدثنا الحميدي عبدالله بن الزبير قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أخبرني محمد بن ابراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب ... قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه (1) .
أقول
إِنّ هذا الحديث افتتح به البخاري كتـابه الصحيح ، وقد رواه بالإسناد كما في المسند للحميدي ، غير أنه لم يذكر (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) .
فطالما أن البخاري يقول : حدثنا الحميدي ! فلا عذر لـه بإسقاط تلك الجملة برمّتها ، وذلك لأنه أخذ الحديث من الحميدي مباشرة ، وبما أن هذه الجملة موجودة في رواية شيخ البخاري – أي الحميدي – إذن .. فالإسقاط كان من البخاري .. أي انه نسي هذه الجملة !!
فكيف يقول البخاري ويجزم أهل العامة بأنه كان حافظاً ؟!
ويقول : رُبّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام و رُبّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر !!
(1) صحيح البخاري لمحمد بن اسماعيل البخاري المتوفى سنة 256 هـ ، كتاب كيف كان بدء الوحي ، باب بدء الوحي ، طبعة دار الجيل ، الشركة المتحدة ، الكويت .الحديث الحديث الثاني : سترون ربكم ...
قال الحميدي :
حدثنا سفيان قال حدثنا اسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيساً يقول سمعت جرير بن عبدالله يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أربع عشرة من الشهر فقال :هل ترون هذا القمر ؟ فإنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامّون في رؤيته ، فمن استطاع منكم أن لا يُغلب على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فليفعل (1) .
وقال البخاري :
حدثنا الحميدي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا اسماعيل عن قيس عن جرير قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى القمر ليلة – يعني البدر – فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامّون في رؤيته ، فإن استطعـتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ : { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبـل الغروب } سورة ق آية 39 ، قال اسماعيل : افعلـوا لا تفوتَنّكم (2) .
أقول : أولاً : قال الحميدي :… كنا عند رسول الله .
(1) ج 2 ، ص350 ، حديث رقم 799 ، أحادث جرير بن عبدالله البجلي .
(2)كتاب مواقيت الصلاة ، باب فضل صلاة العصر .
وقال البخاري : كنا عند النبي !
اعلم أخي الكريم : أن كلمة الرسول لا يجوز عكسه إلى ( نبي ) لأن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول .
ثانياً : لقد قرأت ما ذكره البخاري فإنه روى هذا الحديث أيضاً بالمضمون ! وليس بالنص كما سمعه من شيخه الحميدي ، ونلاحظ أنه قد زاد على رواية شيخه كلمات تختلف عمّا في مسند ( شيخه ) ! هذا بالإضافة إلى أنه ذكر آية كريمة في آخر الرواية ! في حين أننا لا نجد هذه الآية في رواية شيخه ! وكأن البخاري يقلّب الرواية يميناً وشمالاً ، ويزيد عليها ما يشاء وكيفما يشاء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تعليق