إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بركات الامام لم تنقطع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بركات الامام لم تنقطع

    بركات الإمام لم تنقطع
    شمس خلف السحاب

    إنَّ علاقة الإمام (عج) بشيعته في زمن الغيبة، لم تتوقف عند حدود الإطلاع والمعرفة والانفعال النفسي، فلوجود الإمام بركات أكبر من أن تحصى، فللإمام نور يعم ويؤثر، سواء كان حاضراً أم غائباً، ـ وإن كانت طبيعة هذا النور قد تختلف في حالتي الحضور والغياب ـ والله تعالى بحكمته يكتب طبيعة هذا النور، ولكنَّه على كل حال نور سيعمُّ نفعه وتكثر بركاته، {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} (1).

    «وأما وجه الانتفاع في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء». (2)

    وهذه العبارة الأخيرة قريبة من قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (3).

    معجزة البقاء والاستمرار

    هناك الكثير من المدارس والمذاهب والأفكار التي كانت تظهر طيَّ القرون الماضية، وتقوى شوكتها لفترة من الزمن، بحسب الظروف الموضوعية المحيطة بها، ولكنَّها ما تلبث أن تضعف وتبهت، بل قد تختفي تماماً عن الساحة وتصبح في طيَّات التاريخ، وهذا أمر طبيعي بحسب السنن الطبيعية الحاكمة على المجتمعات، ولكن من الملفت أنَّ مدرسة أهل البيت (ع) وخطَّهم ومنهجهم، رغم تطاول الأزمان وتغيُّر الظروف، وتعرضّهم لكلِّ أنواع الاضطهاد والظلم، ومحاولة المحو عبر حقب التاريخ، رغم كلِّ ذلك، لم تزدد هذه المدرسة إلا قوَّة واتساعاً وتوهّجاً، بخلاف السنن الطبيعية التي تفترض الضعف والوهن والاندثار في مثل هذه الظروف، وكأنَّها معجزة إلهيَّة فوق أن ينال منها زمن أو دولة أو حرب هنا وهناك، وهذا ما أشارت إليه زينب (ع) في أصعب ظرف: «فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا» (4).

    والإمام الحجة (عج) رغم غيبته كان سبباً أساسياً من أسباب الصمود والبقاء والاستمرار، هذه الحقيقة التي يؤكِّدها الكلام الوارد عنه (عج) :

    «كأنهم ? يعلمون أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (5) واصطلمكم (6) الأعداء» (7).

    طمأنينة القلوب

    بالإضافة إلى هذه العناية الخاصة من الإمام (عج) التي حفظت هذا الخط وهذا النهج رغم دوائر الزمان، هناك أمر آخر من وجود الإمام (عج) يتعلق بالجانب المعنوي، وطمأنينة القلوب إلى المستقبل المشرق وإلى التسديد والعناية من قبل الإمام المعصوم:

    «لأنَّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي ? يحجب عن ملك الأرض والسماء فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه وإن راعتهم بهم الخطوب» (8).
    (1) سورة النور: آية 35.
    (2) الطبرسي ـ أحمد بن علي بن أبي طالب ـ الاحتجاج ـ دار النعمان للطباعة والنشر ـ النجف الأشرف ـ سنة الطبع: 1386 ـ 1966 م ـ ج2ص 281 ـ 284: عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه):.....
    (3) سورة الأنفال: الآية 33.
    (4) ابن طاووس ـ اللهوف في قتلى الطفوف ـ الطبعة الأولى 1417هـ ايران قم ـ ص 105 ـ 106.
    (5) اللأواء: الشدة وضيق المعيشة.
    (6) اصطلمكم: استأصلكم.
    (7) الميرزا النوري ـ حسين ـ خاتمة المستدرك ـ مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم ـ ايرانـ، ج 3، ص 225، من رسالة للشيخ المفيد
    (8) الميرزا النوري ـ حسين ـ خاتمة المستدرك ـ مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم ـ ايرانـ، ج 3، ص 225، من رسالة للشيخ المفي
    د[/يمين]



    --------------------

  • #2
    وصايا في زمن الغيبة لصاحب العصر والزمان عليه السلام

    بسمه تعالى
    1
    1- إذا لم يمكن بذل النفس في سبيل الله عز وجل، فإنه بإمكان كل إنسان أن يصب ما لديه من طاقات في رضا الله عز وجل.. ومن مصاديق قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}؛ توجيه الطاقات والقدرات في سبيل الله، بأن يجعلها من أجل بناء المجتمع الإسلامي الذي يريده صاحب الأمر (عج)، من: قضاء لحاجة مؤمن، ونشر لهدى في أمة، وتفريج لكربة مكروب، وإغاثة لملهوف وغير ذلك من وجوه البر.

    2- إن من أفضل سبل الوصول إلى قلب صاحب الأمر (ع) -والذي قد يكون أكثر تأثيراً، من الأذكار والأوراد، والزيارات وما شابه ذلك- أن يحمل الإنسان هم غيبة إمام زمانه (عج).. فالذي يحمل هذا الهم، سيسعى لرفع موجبات تكدر الإمام (عج)، ويبالغ في الإحسان، ويبالغ في الثقافة، ويبالغ في العبادة، ويبالغ في الجهاد إن وجد المجال؛ لكي يخفف الهمّ والغم عن قلب وليه (عج).

    3- إن يوم الجمعة هو يوم صاحب الأمر (عج) المتوقع فيه ظهوره، لذا على المؤمن أن يكرر له الدعاء بالفرج، ويدفع صدقة عن ذلك الوجود الطاهر، لدفع البلاء عنه، وعمن يحبه، والنيابة له في الأعمال، وغير ذلك.. والأهم أن نكون من الدعاة إلى طاعته، والقادة إلى سبيله.. وأن نمهد لدولته الكريمة، بدلاً من التشاغل بعلامات الظهور الظنية، أو الوهمية، أو ما شابه ذلك، والبحث في المتاهات التي ليست لها ثمرة عملية.

    4- إن المعرفة على نوعين: هناك المعرفة الاكتسابية، وذلك من خلال مراجعة بطون الكتب، والاستماع لأهل العلم.. وهناك معرفة إشراقية يتلقى الإنسان فيها جانب من المعرفة: شرحاً للصدر، وإلقاء في الروع، وتسديداً للفكر، وتثبيتاً للفؤاد.. ولا شك أن الارتباط النفسي والشعوري بصاحب الأمر (ع) من موجبات التفضل الإلهي لهذه المعرفة الإشراقية.

    5- إن من الكواشف المهمة الدالة على شفافية القلب؛ تفاعله مع ذكر الله تعالى، وفي عزاء سيد الشهداء (ع)، وتأثره عند ذكر إمام الزمان (عج).. فلا شك أن تفاعله في هذه المواطن الثلاثة، ليس اعتباطياً، بل كاشفاً على سنخية وارتباط بهذه المبادئ المقدسة.. ومن هنا فالذي لا يجد تفاعلاً، فإن عليه أن يبحث عن العلة؛ فإن كان الأمر طارئاً نفسياً أو بدنياً أو ما شابه ذلك، فلا ضير، ولكن المشكلة إذا كان نتيجة تراكم الرين على القلوب.. قال أمير المؤمنين (ع): (ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب).

    6- إن على الإنسان المؤمن، أن يكون في مستوى تحمل شيء من الخشونة؛ لأن هذه الحياة لا تدوم بهذه الكيفية.. بالإضافة إلى أن بعض العبادات، تحتاج إلى قوة وشدة.. ومن تعود اللين والترف؛ قد يتقاعس عن وظيفته عند الشدائد، وقد لا يستجيب نداء وليّه صاحب الأمر (عج) عندما يظهر.

    7. إن الله -عز وجل- جعل لكل زمان إماماً.. وإمام زماننا هو الإمام المهدي (عج)، والذي سنحشر تحت رايته يوم القيامة، وأما في الدنيا فإن أعمالنا تعرض عليه صباحاً ومساءً، يومي الاثنين والخميس.. فالذي يريد أن يبارك له المولى في عمله، فليكن له سبيل إلى ذلك الوجود الطاهر.

    8. إن المنتظر لفرج الإمام (عج) هو الذي يقوم بدورٍ ما في زمان الغيبة، ولو كان دوراً بسيطاً.. فالانتظار الحقيقي، هو ذلك الانتظار الذي يستتبع العمل.

    9. إن الإنسان المؤمن في زمن الغيبة، يعيش حقيقة الضيافة والإجارة، وذلك فرع الإحساس بحياتهِ (عج) بينَ أيدينا.

    10. إن من وظائف المؤمن في زمان الغيبة، التسليم القلبي لشريعة جدهِ المصطفى (صلى الله عليه وآله).

    11. إن خير ما تدخل به السرور على قلب إمامك (عج)، أن تقلع عن منكر عاكف عليه.. فالذي يتورع في زمان الغيبة، أرقى ممن يتورع في زمان الظهور!..

    12. إن من الأمور التي تعمق صلتنا به (عج)، الالتزام بالأدعية المروية كدعاء العهد، ودعاء الندبة، ودعاء زمن الغيبة..الخ.

    13. إن الإمام (عج) هو محقق حلم الأنبياء والأولياء، لذا نجد أن النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله- وأولاده المعصومين (ع) جميعاً كانوا يلهجون بذكر ولدهم المهدي (عج)، وكذلك الأنبياء السلف.. وعليه، فإن المؤمن يتأسى بهم، ويلهج دائماً بذكر إمامه (عج).

    14. إن المؤمن المنتظر، يلتفت إلى مضامين دعاء العهد، لأن كلمة "العهد" تعني أن هناك مبايعة والتزاماً.. وعندما يعاهد الإنسان عهداً، فإن هذا العهد يكون ملزماً له فقهياً وأخلاقياً.

    15. إن المؤمن يدعو للإمام (عج) بالظهور، وكأنه مطلب شخصي، كما يدعو أحدنا لشفاء ولده!.. فهو أعزّ مفقود، وأيّ فقدٍ أعظم من فقد الإمام (عج)!.. والقيمة الكبرى أن يتذكر الإنسان من تلقاء نفسه محنة الإمام (عج)، ويكثر من الدعاء له بالفرج.

    16. إن الله -سبحانه وتعالى- تجلى بصفاته في الأئمة (ع)، لذا فإن الإمام (عج) بصير بما يصلح للعبد؛ لأنه يرى بعين الله -عزّ وجلّ- وينظر بأمر إلهي.. وبالتالي، إذا أردتَ أن تكون موفقاً في حياتك، عليك أن تسلّم نفسك بهذه المشاعر إلى ولي الأمر (عج).

    17. إن من الخسارة ألاّ يوفق الإنسان لقراءة دعاء العهد أربعين صباحاً في سنوات عمره، لذا لابد أن نبحث عن موانع التوفيق لذلك.

    18. إن الفرق بين الدعاء وقراءته، كالفرق بين حقيقة الماء وكلمة الماء.. فالذي يروي الظمأ الماء لا ترديد اسمه، وكذلك دعاء العهد؛ فمن دعا به، لا من فقط قرأه؛ يرجى أن يكون من أنصار إمام الزمان (عج).

    19. إن المؤمن في زمان الغيبة، يتقن تربية أبنائه، وأسرته.. فالذي يربي ذرية صالحة لنصرته (عج) ويموت على هذه النية؛ سيؤجر على ذلك، وما ذلك على الله بعزيز.

    20. إن الإنسان عليه أن يكون بمستوى انتظار إمامه (عج).. فالذي ينتظر ضيفاً، نرى بعض شواهد الصدق على انتظاره: شوقاً، وتهيئةً، وغير ذلك.. فإذا كان كذلك، دخل تحت الرعاية الأبوية المباشرة له.. القرآن الكريم يقول: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم}، فما المانع أن يُزين الإيمان في قلبك، على يدي ولي أمره، الذي جعله خليفة في هذا العصر على من فوق الأرض وتحت السماء؟!..

    21. إن هنالك جفاء غير متعمد لصاحب العصر والزمان (عج).. ما الفرق في تعاملنا اليومي بينه وبين أبيه أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع)؟.. هو إمام كأبيه، نعتقد بإمامته، وبعصمته، وبعلمه.. ولكن لا أدري لماذا ينقصنا هذا التفاعل الشعوري، وهو أن نعيش حقيقة قيادته لهذه الأمة، وحياته، ورعايته؟..هذه الحقوق الكثيرة لإمامنا (عج) ألا تستوجب منا وقفة شكر؟..

    22. يجب علينا حمل همّ النفس، هذه الأمانة التي وصلت إلينا لنرجعها ليس فقط سالمة، وإنما كاملة مكملة.. فأفضل مشروع في زمان الغيبة، أن يبني المؤمن نفسه لتصبح سراجاً منيراً، وشمساً مشرقة.

    23. إن الإمام (عج) يعيش ما يعيش في هذا العصر، فلا نزيده ألماً؛ مراعاة لقلبه، فهو أبونا في هذا العصر.. البعض قد يهوى فتاة، ويعشقها إلى حد الجنون، ولكن إذا رفض الأب زواجه منها؛ فإنه يصرف النظر مراعاة لأبيه!.. ونحن أيضاً يجب أن نراعي هذا الأب الشفيق على الأمة، نراعيه بالدعاء له بالفرج: (اللهم!.. كن لوليك الحجة ابن الحسن -صلواتك عليه وعلى آبائه- في هذه الساعة، وفي كل ساعة: ولياً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلاً)، فلو أن الإمام في يوم من الأيام قال: يا رب!.. هذا الولي يدعو لي طوال عمره، اللهم!.. كن له ولياً وحافظاً وناصراً ودليلاً!.. هل عند ذلك تبقى مشكلة في حياة هذا الإنسان؟!..

    24. إن من أهم الوظائف في زمن الغيبة، أن نتعرف على تكاليفنا.. فالعمل فرعٌ للمعرفة، والذي لا يعرف تكليفهُ لا يؤدي دوره.

    25. إن من مزايا المؤمن المنتظر في زمن الغيبة، إبراز عزة الدين والمسلمين، وعظمة الإسلام.. وذلك من خلال إحياء الشعائر المرتبطة بالدين، ومنها إقامة صلاة الجمعة.

    26. إن المؤمن المنتظر، يجب أن يخرج من حالة اللاهدفية.. أي يرى بأنه مطالب برسالة، وبهدف معين من الخلقة، القرآن الكريم يقولها بعبارة واضحة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.

    27. ما من شك بأن التقوى، والامتثال لأوامر الله -عزّ وجلّ- ونواهيه، تقربنا من إمامنا (عج).. فإذا أردنا أن نصل إلى هذه العناية العظمى من إمامنا (عج)؛ علينا أن نعلم بأنه كلما ترقينا في الإيمان والتقوى درجة، كلما تقربنا من إمامنا (عج) أيضاً.

    28. إن المؤمن المنتظر عندما يرجع إلى المنزل، يبدأ برنامجه الحقيقي.. نعم، الإنسان الذي يعمل من الصباح إلى المساء يؤجر، فالكاسب حبيب الله عز وجل.. ولكن أين سعيه في تحقيق الهدف من الخلقة؟!..

    29. إنه من الضروري جداً أن نعرف وظائفنا في زمن الغيبة، فالذي يمشي على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلاّ بعداً.

    30. إن المؤمن المنتظر، يجب أن يدقق جيداً في مسألة المأكل.. حيث أن البعض قد يشتري طعاماً، ويظن أنه حلال؛ وإذا به من أكثر المحرمات وضوحاً!.. لذا، ينبغي الاحتياط، وتوخي الدقة.

    31. إن من وظائف المؤمن في زمن الغيبة، أن يحتاط جداً في مسألة النساء، فنحن نعيش في مجتمعات مختلطة.. يجب أن يعلم المؤمن أن من أهم الأمور ظلمة للقلب: محادثة ومفاكهة النساء، والاسترسال معهن، وتبادل النظرات المريبة، والخلوة بهن.. لذا، علينا أن نحتاط من هذه الأمور.

    32. إن هنالك روايات كثيرة تدعو المؤمنين في زمن الغيبة، إلى الارتباط به (عج) ارتباطاً وثيقاً.. ولكن كلمة "انتظار الفرج" تحولت إلى دعاء له في القنوت، وإلى قراءة: دعاء الفرج، ودعاء الندبة، ودعاء العهد، ودعاء زمان الغيبة، فقد جعلنا معنى الانتظار متمثلاً في هذه الأمور: المنتظر من يقرأ الدعاء، المنتظر من يكثر له الدعاء.. والحال أن الدعاء صورة من صور الانتظار.

    33. إن المؤمن المنتظر، يكون على أهبة الاستعداد دائماً لنصرة إمامه (عج) عند ظهوره، وهو ينادي: (ألا يا أهل العالم)؟..

    34. إن المؤمن كلما زاد وعياً، وإيماناً، وبصيرة؛ كلما زاد إحساسه بفقد إمامه (عج) ولو تكلفاً.. فمقدمة البكاء هو التباكي، ومقدمة الفقد أن نعيش حالة الفقد.

    35. إن المؤمن يتودد إلى صاحب الأمر (عج)، ويتقرب إليه بجده الحسين (ع).. إن ذلك يثلج فؤاده، فالدمعة التي تسكب على جده، وعلى آبائه؛ تقرب الإنسان من ولي الأمر مراحل كثيرة.

    36. إن من وظائف المؤمن في زمان الغيبة، انتظار الفرج.. روي عن النبي (ص) أنه قال: (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)، عندما نقول انتظار الفرج: أي انتظار الدولة الإسلامية المباركة، فالإنسان المنتظر للفرج يحمل همّ الأمة، ويحمل همّ الحكومة الإسلامية، ويحمل همّ قيادة الله –عز وجل- لهذه الأمة وشريعته.. هذا الهم يعبر عن مستوى راق من التفكير، يوجد صنف من الناس لا يهمه إلا بطنه وفرجه، لا يهمه إلا أمر زوجته وأطفاله.. إذا كانت أموره على خير، فالإسلام على خير، ولا يترقى لأكثر من ذلك!..

    37. إن انتظار الفرج معنى يخالف تمني الفرج.. مثلاً: الطفل عندما ينتظر الباص، من أجل الذهاب إلى المدرسة لأداء الامتحان؛ فإنه يخرج من المنزل مبكراً، ويلبس ثياب المدرسة، وكتبه معه، وقد سهر الليل في قراءة المادة.. هذا إنسان منتظر للامتحان، أما الطفل الذي ينام في فراشه، فإن كلمة "منتظر" لا تنطبق عليه!..

    38. إن المنتظر له سمات معينة، فالزارع المنتظر للمطر، هو الذي حرث الأرض، وبذر البذر، وعمل ما عليه، ثم يقف وينظر إلى السماء، وينتظر تراكم السحب!.. فإذا جاءت الغيوم وذهبت ولم تمطر؛ يعيش حالة الأسى والحزن.. نعم، هذا هو المنتظر!.. أما الزارع الذي يبيت في كوخه، ولم يقدم شيئاً؛ هذا إنسان كاذب في انتظاره.. الإمام (عج) كالغيث، وكالشمس.. هذا المطر ينتظر التربة الصالحة!..

    39. إن المؤمن المنتظر، يعيش الضيق.. أما الإنسان المسترسل والمسترخي، كما يعبر القرآن الكريم: ﴿اثّاقلتم﴾؛ أي رضوا بالحياة الدنيا، واطمأنوا بها؛ فهذه ليست سمات إنسان منتظر!.. الذي يعيش الجنة الوهمية، والذي يعيش بجوار زوجته وأطفاله وأمواله؛ مسترخياً وكأنه أعطي كل شيء؛ هل هذا الإنسان ينتظر الفرج؟!..

    40. إن من كواشف الارتباط بالإمام (عج)، ما جرت العادة عليه من الوقوف عند سماع اسمه الشريف، ووضع اليد اليمنى فوق الرأس، وهذه الحركة مأثورة عن أهل البيت (ع)، وفيها دلالة تعظيمية، وتسليم لأمره (عج).. وكأنه يقول: مولاي، نحن قيامٌ بين يديك، إذا ذُكر اسمك نقف، ونضع أيدينا على رؤوسنا.. فكيف إذا حضر شخصك الكريم؟.. اسمك يغرينا بالقيام، فكيف إذا ظهرت أمارات دولتك الكريمة المباركة؟!.. وقد ورد عن الإمام الرضا (ع)، أنه حينما وصل دعبل إلى هذا البيت في تائيته المشهورة: (خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله بالبركات)، قام وأطرق برأسه إلى الأرض، ووضع يده اليمنى على رأسه، وقال : (اللهم!.. عجل فرجه ومخرجه، وانصرنا به نصراً عزيزاً).

    تعليق


    • #3
      هل ينتهي الاختلاف بظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف؟؟رائع

      هل ينتهي الاختلاف بظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف؟؟
      بسمه تعالـــــــــــــــــــــــــــــــي
      السلام عليكم اخوتى كنت اعتقد بان الاختلافات ستنتهي بين العقائد عند ظهور المنقذ عجل الله تعالى فرجه الشريف لكن عندما اطلعت على كتاب لسماحة الشيخ الجليل جوادي املي عرفت عكس ذلك
      يقول:لا بدّ ا ن ياتى يوم من وجهة نظر الوجود الكونى تنتهـــي فيه الاختلافات وهو يوم القيامة
      وحتى فى عصر ظهور صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشريف) سوف لن تنتهي جميع الاختلافات مع انه لن يكون هناك الا حكومة واحدة وهي حكومة المهدي عليه افضل السلام وقد كتب على وجه رايته((البيعة لله))
      ومع انها ستملا الارض عدلا وقسطا وسوف لن تكون هناك حاكم غير صاحب الزمان عليه السلام
      ولكن الطوائف الاخرى ستبقى عليها بالرغم من انها ستكون خاضعة فى المسائل العامة للحكومة الاسلامية وتسير فى ضوء مقررات الحكومة الاسلامية .
      وبرغم من وجود الاختلافات الحزبية والفكرية والعقائدية والدينية والمذهبية. ويستفاد من القران الكريم استمرار بعض الطوائف الباطلة الى يوم القيامة فمثلا حول اهل الكتاب يقول تعالى(( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة))سورة المائدة الاية 64
      فعبرّ القران منا بتعبير القاء العداوة بالنسبة لبعظهم وعبر فى موضع آخر بتعبير الاغراء بالعداوة بالنسبة الى البعض فعلم انهم سيبقون الى يوم القيامة
      يقول القران الكريم: (( فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة))سورةالمائدة اية14
      اما اليوم الذى ستنهي فيه الاختلافات هو يوم ظهور الحق((يتبين لهم انّــه الحق))سورة فصلت اية53
      حيث تذهب جانبا كل الاختلافات كل الخرافات واختلاف وجهات النظر ويتضح الحق ولا يبقي مرّة اخرى مكان الاختلافيقول الله تعالى: فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون))
      كان هذا استدلالا على التوحيد من ناحية ضرورة الجزاء
      والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــلام









      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وال محمد
        حياكم الله الاخ القفصي وبارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          العضو القفصي
          ان المواضيع التي تكون على شكل اجزاء او متشابهة يجب دمجها كلها في موضوع واحد لكي لا تؤثر مثل هذه
          الامور على مواضيع الغير لذا تم دمج مواضيعك في

          موضوع واحد و ان اردت ان تضع اجزاء اخرى فيجب كتابتها في نفس هذا الموضوع
          محرر المنبر الحر

          م16

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وال محمد
            حياكم الله الاخ القفصي وبارك الله فيكم

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وال محمد
              حياكم الله الاخ القفصي وبارك الله فيكم

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
              ردود 2
              17 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
              استجابة 1
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X