بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن باب تبيين الحقيقة الذي أخذته على عاتقي يأتي هذا الموضوع لبيان عقيدة أئمة الاسلام العظام المتقدمين رحمهم الله،ونبدأ بأمير المؤمنين في الحديث،ولا فخر،وحق له أن يسمى كذلك،أبي عبد الله البخاري صاحب الصحيح رضي الله عنه الى يوم الدين،الذي لم ينقطع عمله منذ أن مات ولكن باق الى أن يشاء الله،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
1-اعتقاد أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري:
قال اللالكائي:أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سلمة قال حدثنا أبو الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني قال سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البخاري بالشاش يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول :
"لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز سنه أعوام ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان منهم المكي بن إبراهيم ويحيى بن يحيى وعلي بن الحسن بن شقيق وقتيبة بن سعيد وشهاب بن معمر
وبالشام محمد بن يوسف الفريابي وأبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وابا اليمان الحكم بن نافع ومن بعدهم عدة كثيرة
وبمصر يحيى بن كثير وأبا صالح كاتب الليث بن سعد وسعيد بن ابي مريم واصبغ بن الفرح ونعيم بن حماد
وبمكة عبد الله بن يزيد المقري والحميدي وسليمان بن حرب قاضي مكةواحمد بن محمد الأزرقي
وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله وعبد الله بن نافع الزبيري وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري وإبراهيم بن حمزه الزبيري وإبراهيم بن المنذر الحزامي وبالبصرة ابا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وأبا الوليد هشام بن عبد الملك والحجاج بن المنهال وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني
وبالكوفة ابا نعيم الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى وأحمد بن يونس وقبيصة بن عقبة وابن نمير وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة
وببغداد أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبا معمر وأبا خيثمة وأبا عبيد القاسم بن سلام
ومن أهل الجزيرة عمرو بن خالد الحراني
وبواسط عمرو بن عون وعاصم بن علي بن عاصم
وبمرو صدقة بن الفضل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي
واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء :
"أن الدين قول وعمل" وذلك لقول الله:" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتواالزكاة وذلك دين القيمة".
و"أن القرآن كلام الله غير مخلوق" لقوله:" إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ".
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قال ابن عيينة: فبين الله الخلق من الأمر لقوله: "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ".
وأن الخير والشر بقدر لقوله:" قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق" ،ولقوله:" والله خلقكم وما تعملون" ،ولقوله:" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
ولم يكونوا يكفرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله :"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".
وما رأيت فيهم أحدا يتناول أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قالت عائشة أمروا أن يستغفروا لهم وذلك قوله:" ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ".
وكانوا ينهون عن البدع ما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لقوله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، ولقوله "وإن تطيعوه تهتدوا" .
ويحثون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأتباعه لقوله تعالى:"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون" .
وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العلم لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ثم أكد في قوله:" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه و سلم .
الجزء الأول من الصفحة 172 الى الصفحة 176
الكتاب : شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم
الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402
تحقيق : د. أحمد سعد حمدان
عدد الأجزاء : 4
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن باب تبيين الحقيقة الذي أخذته على عاتقي يأتي هذا الموضوع لبيان عقيدة أئمة الاسلام العظام المتقدمين رحمهم الله،ونبدأ بأمير المؤمنين في الحديث،ولا فخر،وحق له أن يسمى كذلك،أبي عبد الله البخاري صاحب الصحيح رضي الله عنه الى يوم الدين،الذي لم ينقطع عمله منذ أن مات ولكن باق الى أن يشاء الله،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
1-اعتقاد أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري:
قال اللالكائي:أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سلمة قال حدثنا أبو الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني قال سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البخاري بالشاش يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول :
"لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز سنه أعوام ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان منهم المكي بن إبراهيم ويحيى بن يحيى وعلي بن الحسن بن شقيق وقتيبة بن سعيد وشهاب بن معمر
وبالشام محمد بن يوسف الفريابي وأبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وابا اليمان الحكم بن نافع ومن بعدهم عدة كثيرة
وبمصر يحيى بن كثير وأبا صالح كاتب الليث بن سعد وسعيد بن ابي مريم واصبغ بن الفرح ونعيم بن حماد
وبمكة عبد الله بن يزيد المقري والحميدي وسليمان بن حرب قاضي مكةواحمد بن محمد الأزرقي
وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله وعبد الله بن نافع الزبيري وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري وإبراهيم بن حمزه الزبيري وإبراهيم بن المنذر الحزامي وبالبصرة ابا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وأبا الوليد هشام بن عبد الملك والحجاج بن المنهال وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني
وبالكوفة ابا نعيم الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى وأحمد بن يونس وقبيصة بن عقبة وابن نمير وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة
وببغداد أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبا معمر وأبا خيثمة وأبا عبيد القاسم بن سلام
ومن أهل الجزيرة عمرو بن خالد الحراني
وبواسط عمرو بن عون وعاصم بن علي بن عاصم
وبمرو صدقة بن الفضل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي
واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء :
"أن الدين قول وعمل" وذلك لقول الله:" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتواالزكاة وذلك دين القيمة".
و"أن القرآن كلام الله غير مخلوق" لقوله:" إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ".
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قال ابن عيينة: فبين الله الخلق من الأمر لقوله: "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ".
وأن الخير والشر بقدر لقوله:" قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق" ،ولقوله:" والله خلقكم وما تعملون" ،ولقوله:" إنا كل شيء خلقناه بقدر"
ولم يكونوا يكفرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله :"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".
وما رأيت فيهم أحدا يتناول أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قالت عائشة أمروا أن يستغفروا لهم وذلك قوله:" ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ".
وكانوا ينهون عن البدع ما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لقوله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، ولقوله "وإن تطيعوه تهتدوا" .
ويحثون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأتباعه لقوله تعالى:"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون" .
وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العلم لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ثم أكد في قوله:" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه و سلم .
الجزء الأول من الصفحة 172 الى الصفحة 176
الكتاب : شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم
الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402
تحقيق : د. أحمد سعد حمدان
عدد الأجزاء : 4
تعليق